الفصل الخامس عشر

حزن البنات علي ما قاسته الطفلة، وعلمت ميرال لماذا كانت الطفلة تتهرب من ذكر طفولتها؟ بينما نظرت أميمة لمرام وأخبرتها بأن تأخذ راحة من العمل لعدة أيام، وسوف يسافرون لكي يستطيعوا الجميع استعادت نشاطهم، نظرت مرام لوالدها فهز رأسه بالموافقة.

هاتفت أسماء عمار فأخبرها بأنه بالفعل سوف يأتي لأخذها والمباركة لسعاد، وبالفعل حضر وبارك لها، وقام بإعطاءها الظرف الذي قد أعطته إياه أميمة لها.

بعد مغادرة عمار وأسماء جلست سعاد، كي تفتح الظرف فوجدت بداخله مجموعة من الأموال وخطاب خاص بها، فقرأت الجواب الذي كان يحتوي علي
(عزيزتي سعاد فأنك تعلمين مكانتك في قلبي مثل بناتي، كنت أتمني أن أحضر خطبتك ولكن تعلمين الظروف، لم أستطع جلب لك شيء، فقمت بإرسال الأموال كي تجلبي ما تشاءِ، أتمني لك السعادة وأنا علي علم بأن الله سوف يعوضك عن كل ما رأيته في حياتك)

انتهت من قراءة الجواب وكانت عينها مليء بالدموع، فلقد اشتاقت لعمتها ووالدتها، ولكن وجود أسماء معها عوضها بعض الشيء.

كانوا الجميع يجلسون يتحدثون في ترتيب أمور الخطبة، وكان العدلي يريد أن كل شيء يحدث يكن في أفضل صورة، بالإضافة إلي يجب أن يكن نساء الدار يرتدون أفضل الملابس، فأخبرته منار بأنها تريد أن تشتري عباءة ولكنها غالية الثمن، هنا أجابها ناصر أن تصمت وترضي بما يجلب لها، فسوف يشتري لها هي ووالدتها ما يراه مناسب.

بينما أخبرهم عمار بأنه سوف يشتري لأسماء شيء علي ذوقه ومن ماله الخاص، فأجابه والده بأنه مسئول عن تكلفة كل شيء من أمر الخطبة، ونظر لأسماء بتفحص وقال:

- لقد كبرت أبنتك، فمتي سوف تأتي لنا بالولد؟

صدمة أسماء من حديث عمها، ووجدت الأبتسامه علي وجه زوجة شهاب وابنته، بينما قال عمار:

- كل شيء بإرادة ربنا ومشيئته، سوء ذكر أو أنثي فهذا عائد لي وليس لها ذنب في ذلك.

ثم نظر لزوجة أخيه وابنتها مكملاً حديثه قائلاً:

- هناك من جلب الولد والبنت، ولكنه فشل في تربيتهم فأصبح الولد مثله مثل الشيطان، والبنت غير صالحة لتحمل مسؤلية بيت، لذلك لا يفيد ولد أو بنت بل ما يفيد هو تربيتهم تربية حسنة.

نظرت كلاهما له نظرت غل، ولكنهم لم يقدروا علي التحدث معه بشيء، ولكن أبيه يعلم مقصد حديثه.

بينما كانت البنات يحضرون أغراضهم، كي يسافروا وكذلك ياسمين أخذت تجلس معهما، وتراهما وهم يدبون أغراضهم، فأخبرتها مرام بأنها عندما ينتهون من أغراضهم، سوف يذهبوا سوياً لشراء بعض الملابس لها، بينما تحدثت ميرا:

- أنا سوف أقم بشراء بعض الألعاب التي تختاريها لكي.

بينما ضحكت ميرال وقالت:

- أنا سوف أشتري لك الإكسسوارات كي تليق بك.

وتركوا أغراضهم وذهبوا وهم يضحكون إلى الطفلة، التي ذهبت من أمامهم علي الفور، وهي تضحك وهم خلفها، وعندما وجدت أميمه ذهبت خلفها، وقالت:

- أنهم يريدوني هل تنقذيني؟

فوقفت أمامهما أميمه وهي تمسك بالعصا وتقول لهم:

- فلتعودوا الآن وتتركوها، فأنا سوف أداعبها.

نظرت لها الفتاة وهرعت للأعلي.

في ذلك الوقت كان معتز يراقبهم، وعلى وجهه شبه الأبتسامة فنعم تلك الطفلة قد أعادت للبيت حياته، فهو أمام خمسة أطفال وليس أربعة، أصواتهم يمليء المكان.

بينما هاتفه أحدهم يخبره بأنه قد فاز بالفعل في المناقصة التي قدم عليها، أبتسم وأيقن أن لتلك الطفلة مكانة، تجلب الخير على المكان التي تأتي فيه، أنتهى الجميع من أعداد أعراضهم، وذهبوا لكي يشترون للطفلة بعض الأشياء.

وقد  تنافسوا البنات في شراء ملابسها، وألعابها وكان الطفله تشعر بالسعادة، ولقد أخذها معتز إلى مدينة الملاهي، كي تقض وقت ممتع بها.

فكانت الضحكة تخرج من الطفلة، وكأن كل ضحكة تمحي ما رأته في طفولتها، بينما جلست أميمه وهي سعيدة، لظهور علامات السعادة على وجه الطفلة.

في ذلك الوقت جاءها مكالمة من أسماء لكي تطمئن على طفلتها، فأخبرتها أنهم بالخارج وأنها بخير، وأنها قامت بالالتقاط العديد من الصور لها، سوف تراها عندما يعودون، شعرت أسماء بالطمأنينة، لأن طفلتها بخير وشكرت أميمه على رعايتها لها.

بينما كان فهد يجلس يتحدث مع جده النعمان، فيما سوف يفعلون غداً، وماذا يجلبون؟ فأخبرتهم ورد بأنها قد جلبت لها بعض المتعلقات الشخصية، كهدية منها لها.

بينما قال الجد:
- في الصباح سوف نرسل بعض الطيور والمواشي هديه لهم.

فأجابه صقر:

- هل سنرسل الحاجات إلى بيت العدلي أم إلى بيت مهاب؟

فأخبره بأنه سيرسل الأشياء إلي بيت العدلي، وبالليل عندما يذهبون سوف يحملون ببعض الفواكه معهم.

بينما تحدث صقر:

- ألا يكفي ما سوف نرسلهم لهم في الصباح، فإنهم لا يستحقون كل ذلك.

بينما أبتسم فهد لجده وقد علم بأن جده يريد أن يخبرهم أن مكانتهم عالية، ولا يرسلوا إلا قيمتهم.

بينما كان ذلك تحت أنظار حسن الذي فاهم ما يدور بين فهد وجده، بينما قالت فريدة أنا سوف أهدي العروس فستان مطرز، فسعاد كانت أبنه أعز صديقه لي، فهي تشعر تجاهها بنفس الإحساس التي كانت تشعره مع والدتها.

بينما يتساءل فهد ورد فيما سوف ترتدي في تلك المناسبة، فأخبرته بأنها لم تشتري شيء نظراً لضيق الوقت، فأخبرها بأنه في الصباح سوف يأخذها لشراء ما تريده، ولكنها نظرت له بتردد وأخبرته أنها بالفعل في الصباح سوف تذهب إلى سعاد، كي تكن بجانبها.

فأخبرها أنها ترى بعض الصور التي تريدها عن طريق النت، وترسل له صورة بالفستان التي تريده، وسوف يرسل من يأتي به في الحال.

نظرت له وقالت:

- ولماذا فإني لدي العديد من الفساتين الخاصة بي.

نظر لها وقال:

- بل يجب أن تظهري لهم بما يليق بك، فإنك جوهرة ثمينة، ويجب أن يروا كذلك.

فحدثته بغضب:

- أنا ثمينة بذات وليس بما ارتديه.

فعلم أنه أخطأ في ما تفوه به منذ قليل، ولذلك أخبرها قائلاً:

- أنا لم أقصد ما وصل إليك بل يجب أن تظهري بأنك أعلى منهم مكانة، وحتى يعلم ذلك الأبله بأنك لك مكانة كبيرة، ليس كما يفعلوا مع نساء دارهم.

تدخل الجد قائلاً:

- نعم فأخيك محق في ذلك، فهيا انهضي كي تختاري ما تريدونه، حتى يلحق في جلبه لك، ولا تنسى أن ترتدي كل ما لديك من مجوهرات.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي