كابوماافيا

Maryoma`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2024-03-30ضع على الرف
  • 63.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

داخل شقه وسط أحياء القاهرة الجديدة وفي تلك الشقه يوجد فتاتان يتناقشون بصوت مرتفع وزعيق يصدر في اركان الجدران

ساره بزعيق : عجبك في اي انه شمام ولا فاشل

جنة بعند : مش شمام ومش فاشل ورايك ده احتفظي بي لنفسك وخليكي في حياتك

ساره تلفتت حولها بهياج وغضب : احدفك ب ايه اخلص من غباءك ده اكبر منك ب 12 سنه

جنة بضيق : انتي مالك انا بحبه وراضيه

وهنا تدخلت الخالة التي تجلس وتدبر الامر في عقلها بحكمة وقالت معلقة : اهدو يا بنات لو سمحت واتفضلو اقعدوا

انصاعوا للاوامر علي مضض وجلسو وكل من هما تنظر للاخري بضيق

ساره : يعني يا خالتو عجبك تصرفات الطيش والتخلف

إجلال بجدية وهي تنظر لجنةً : لا وجنة صغيرة حبيه محدش يقدر يمسك قلبك بس جواز انسي

جنة تنظر لهم وكأن تكدست الهموم فوق رأسها : انتو بتلوا دراعي بقا صح

إجلال بحكمة  : مش لوي دراع يا بنتي دي الحقيقه اما تخلص كليتك اتجوزي

ساره باعتراض : اي الا بتقولي يا خالتو ده انسان غامض وعمري ما ارتحت لي

جنة بنرفزة: وانتي من امتي بترتاحي لحد انتي معقده عشتي عمرك بتخافي من البني ادمين عيزاني ابقي زيك

احتلت ملامح الصدمة وجه سارة واطالت النظر في عيناها بحزن وهمت واقفه وصعدت الدرج متجهة الي غرفتها بخطوات هادئة كالذي يجر اذيال الخيبة والحزن خلفه

إجلال بضيق : عجبك كده زعلتي اختك ده كله عشان خايفه عليكي

جنة : يا خالتو خايفه عليا من ايه حمزه بيحبني بجد وانا بحبه وهو فعلا مستني رد مني عشان يجي يتقدم ليا

إجلال : يتجوزك ازاي انتي لسه صغيرة لازم تتخرجي وتجوزي  قبل اختك الكبيره

جنة بضيق : وانا اعملها اي ما هي الا مش عاوزه اوقف حالي معاها بقا

إجلال : انا طول عمري اقول البت جنة دي هتطلع بايعه وقادره وتتعبني الله يرحمك يا ختي ربنا رحمك انك تشوفي انتاجك الزفت دي

جنة بسخرية : الله يرحمها انا برضو مخدتش منكو رد

إجلال ببرود : مش ها تجوزي يا بنت احمد  لو اتعلقتي في سلوك الكهرباء و وريني اخرة مياصتك ودلعك فين

جنة وقفت بغضب : هي بقت كده ماشي

إجلال بزعيق : ولو حسيت لحظة انك علي كلام معاه هقطع رقبتك مش كان ناقصنا الا حمزة العدوي يا روح خالتك

جنة ذاهبة من امامها بغضب تبرطم : انتو ناس وش فقر اصلا

إجلال : برطمي برطمي كله من تربيتك

صعدت جنة ودخلت غرفتها ودفعت الباب خلفها بقوة وغضب اما عن سارة فكانت تجلس في غرفتها متاثرة القلب محطمة كانت ترسم في خيالها من الصغر بان جنة ستكون الذي ستقوي بها علي الايام منذ وفاة والديهم ولكن اول من تغير عليها كانت جنة !! بكت وهل بكاء القلب يرحمها من الالم ؟ تشعر بالغربة والجفا في موطنها لا احد يجيد فهمها
قاطع افكارها دخول إجلال بعد ان طرقت الباب مسحت دموعها ورتبت إجلال علي كتفيها

إجلال : مش تشيلي في خاطرك منها دي هبله

سارة بملامح اسف : لا يا خالتو جنة قلبها اناني ومتهورة وديما فاهمه انها حق وصح

إجلال ببساطه : علي نفسها تخبط دماغها في الحيط هتعمل اي يعني

سارة بتفكير :مش عارفه جنة متهورة بجد وانا الزفت ده حذرته كذا مره يبعد عنها

إجلال : هو مالوش دعوه العيب اختك الا مش بتسمع الكلام هي لو بعدت عنه يبعد

سارة مسكت رأسها بتعب مخيم عليها الحزن : مش عارفه بجد مش عارفه

إجلال بحنان : بس روقي كده وقومي خدي شاور عمك جاي من البلد

سارة بضحك : زيارة كل شهر

إجلال : كتر خيرهم يا بنتي انهم فكرنا

ساره  : انا كنت شايفه بوست ان حسام فركش تقريبا مع خطيبته

إجلال : بجد ليه زعلتيني حسام ده طول عمره مسالم وفي حاله

ساره بلامبالاة : اكيد عنده اسبابه ربنا يسعد الجميع

إجلال بحب و رجاء : ويسعد قلبك ويفرحك و

ساره بمقاطعه : ويرزقك با ابن الحلال الا يسعدك ويهنيكي حافظه والله

إجلال بضحك : واطيه يله قومي روقي كده يا حبيبيتي علي اما انزل اجهز كيك وكده

ساره : ماشي يا جلجل

في غرفة جنة تجلس علي الفراش ويمتلكها الغضب والشرار يتطاير من عيناها من معاملتهم لها وتحكمهم بحياتها رن هاتفها ابتسمت بحزن حين رأت المتصل حمزة أجابت بصوت حزين

حمزة : مال صوتك ؟

جنة ببكاء : مش موافقين يا حمزة

حمزة بتفكير : امممم مش قولتلك

جنة وهي تشهق بحزن كطفل ضاع آماله : طب هنعمل ايه

حمزة وهو يكز علي اسنانه بغضب : بتعيطي ليه انتي هبله !

جنة وهي تمسح دموعها وارتجف صوتها وقلب يخشي الوداع : ها تسافر وتسبني

حمزة بغموض : لا

جنة : هتعمل اي طيب مش هيوافقوا ساره طول عمرها جبروت وكلمتها سيف

حمزة : علي نفسها مش عليا بصي انا هاروح بكرة شغلها وهاكلمها اخر مره

جنة : ولو رفضت

حمزة بغموض : هقولك الا هيتم

جنة بخوف : اوعي تسبني لغيرك يا حمزة

حمزة بنرفزة : مش عايز كلام فاضي

جنة ضحكت برقة : طب خلاص خلاص

حمزة بتنبيه : القرار هيبقي بتاعك انتِ يا چنة

جنة بثقه : انا معاك دايما

قفل معاها ومازال جالسًا في احدي الكافيهات يفكر في هذا الامر لن يتركه مهمها كلفه الامر فهي فريسته الصغيرة رن هاتفه نظر به وكانت رده فعله تنهيدة قوية

حمزة : ايوه يا عمي

العم بتهكم : عمك ايه وزفت ايه ما تخلص يا ابني وارجع الشغل كله علي دماغي

حمزة بحزن : جاي يعمي.

العم : ومستني ايه

حمزة : مش راجع من غير چنة

العم بعصبية : من امتي الهيافة دي عملت فيك اي المشطوبة دا انت لو اتجوزت هتجيب قدها

حمزة بقصر بال : طيب طيب

العم بتنبيه : حمزة

حمزة بصدق : هكون عندك بكره بالكتير بس انا مش حجزت

العم بنرفزة : اطلب طيارة خاصة يا حمزة وانجز

حمزة : تمام تمام

العم بتساؤل: حبيتها ؟

حمزة تنهد وصمت لدقائق ثم قال  : للاسف

العم بمرح : صعبت عليا

حمزة ابتسم نصف ابتسامة مما تزيده وسامه : تشاو تشاو

قفل حمزة معه وعاد لتفكيره .

بينما علي الجهة الاخري وتحديدًا في الماركت تقف سارة بعد ان اخذت بعنايه المشتريات الذي طلبتها منها الخالة وتقف الان بانتظار دورها للحساب وقد طال انتظارها لمدة ربع ساعة و جاء دورها واخذت المشتريات وخرجت من الماركت متجه الي المنزل القريب جدا وهي تتمتم بكلمات غاضبة اوقفها صوت رجولي يقول
" بتقولي ايه يا حجه "
رفعت رأسها في حرج وكان امامها ضحكت باندهاش مرحبه

سارة : حسام ازيك

حسام بضحك : الحمد لله انتِ اخبارك ومتعصبة كده ليه

سارة بعصبية : واقفه بقالي سنه عشان احاسب الناس كترت وزحمه اوف

حسام بمرح : المرتبات نزلت بقا

سارة ضحكت : مش طلعت ليه يله نطلع اتفضل عمي فين

حسام : الصراحه مش جه انا الا جيت

سارة بتفهم : ولا يهمك نورت اتفضل

حسام اخذ منها الاكياس : هاتي عنك ويله نطلع

رحبت الخالة ترحيبًا مبالغ فيه مما اسعد قلب حسام الذي جاء محرج جدا لكونه لا يأتي آلا قليلا جدا وقدمت له الطعام بعد إلحاح كبير وافق واعجب كثيرا بالطعام حيث كان شهي ولذيذ والان  احضرت له سارة الشاي مع الكيك

حسام بخضة: يخبر ابيض انا مش قادر

إجلال : هو انت كلت حاجه يا حسام كل بقا

حسام : تسلمي يا طنط والله اتبسطت جدا اومال چنة فين صحيح

سارة نظرت لخالتها بضيق وغيظ من تلك الفتاة لاحظ حسام نظرتهم ولكنه لا يبين هذا احتراما

إجلال : دي مشطوبة زعلانه اتخانقت هي وسارة

سارة بصدمة : احمم ايه يا خالتوا

حسام وهو يشرب الشاي : عادي بس لما تيجي عندنا هعلقها

سارة : چوري مش جت معاك ليه

حسام : انا كنت هنا في الشغل وطبعا بلال اجازة من الكلية فنزل وبابا مش عرف يجي وقالي اديكي الظرف ده

سارة نظرت للظرف الذي بيده وكبر حجمه شعرت بالحرج وشعر هو بخجلها تركه علي الطاولة واكمل احتساء الشاي قائلا بمرح : انتِ شكلك مش بتعرفي تعملي شاي يوليه

سارة بصدمة : ولية !!!

نظرت الخالة لحسام وضحكت : سارة لسه مش تعرفك يا حسام هتموتها

سارة تنظر له بصدمة: انا ولية

حسام نظر لها مبتسما متمعن في صدمتها : انتِ مالك علقتي اه ولية

سارة بضيق : انت هتاخد عليا دا انا مش شفتك في حياتك غير يوم خطوبتك ويوم تخرجك

حسام نظر لها بتمعن ولعصبيتها المبالغ فيها : اهدي مالك انا غلطان

إجلال لتغطي علي الموقف : صحيح اومال خطيبتك فين

حسام بصياح : اششش افتكرلنا الخير راحت لحال سبيلها

إجلال بحزن: ليه بس كده

حسام بجدية : والله عادي يعني مش في تفاهم

سارة  بتهكم: تلاقية قالها يا وليه

حسام ابتسم وهو ينظر للخالة ولم يرد عليها : انا بقا هضطر اقوم يا ست الكل انتِ عارفه عشان السفر وكده

إجلال : بدري كده

حسام وقف بهيئتة الطويلة وجسده الرياضي : يدوبك واه كنت هنسي بابا عزمكو عندنا يوم الجمعة الجاي تجمع عائلي

إجلال : علي كده هتبقي موجود ولا زي كل مرة

حسام بضحك : إن شاء الله صدقيني الشغل هو السبب

نظر لها قبل ان يخرج من باب الشقه وراي شرودها الحزين ادرك تلقائيتها شاور لها وقال
" سلام يا ولية "

ابتسمت بارتياح بينما هو ذهب وسط ضحكات إجلال علي مرحه وخفة دمه نظرت لها سارة باستنكار

سارة : مبسوطة اوي كده ليه يختي

إجلال : عسل دمه خفيف

سارة بتفكير : ده غريب اوي ازاي مش يعرفني ويتعامل عادي كده و واخد عليا

إجلال : روحه نضيفه يختي وبعدبن انتي بنت عمه انتِ الا بومه ي به امشي هتجبولي نقطه
............................................................
اشرقت شمس يوم جديد استيقظت سارة بنشاط في الصباح الباكر وقامت تأدي فرضها وارتدت ثياب تليق بها وبعملها محاسبة في احدي الشركات المشهورة نزلت والجميع نائم استلقت سيارتها التي ورثتها عن ابيها وانطلقت لتبدء يومها .
وحين وصلت الي مقر الشركه وضعت سيارتها بمهارة ودقه ودخلت متجهة الي مكتبها واخبرها احد العاملين بأن هناك شخص يريد مقابلتها وينتظر في الاستقبال اذنت له بدخول وان يحضر لها قهوة
بعد 10 دقائق تفاجأت ب رجل يبدو من ملامحه القمحاوي انه في الثلاثين من عمره نظرت له ببرود

سارة : اهلا استاذ حمزة اتفضل

جلس حمزة وينظر لها : جتلك بنفسي واعرف انتِ رافضه لية

سارة بقليل من الحدة : افندم وتاعب نفسك ليه لما انت عارف انك مرفوض

حمزة رمقها بنظرة حادة : اسبابك !؟ رفضك مبني علي كسر و ألم لشخصين اقل حاجه نعرفها السبب

سارة بجدية : حقك اولا انت اكبر من اختي بكتير وهي لسه صغيرة دي لسه مخلصه ثانوية عامة

حمزة : هي الا تقرر اذا كانت قد المسئولية دي ولا لا مش انت الا تقرري انها صغيرة

سارة بتأكيد : وانا بقولك اختي مش هتجوز دلوقت

حمزة بتفكير : امممم طب انا حاسس انك رفضاني لشخصي

سارة ببرود : اه قلبي مش مرتحلك وكمان محدش يعرف عنك اي حاجه اهلك شغلك انت مين اصلا

حمزة باستفزاز : اسمي حمزة العدوي 31 سنه اهلي متوفين عايش مع عمي في ايطاليا وكنت جاي مصر زيارة في شغل استيراد وتصدير وحبيت چنة

سارة : تمام وانا اختي صغيرة ومش هاتجوز حد

حمزة بعصبية : هو انتِ عشان معقدة تعقديها وتخليها تقعد جمبك

سارة وقفت بغضب : انت انسان قليل الادب اتفضل اطلع بره

حمزة وقف وقام الشر بداخله مع وقفته هذة : اسمعي اما اقولك انا جتلك بالذوق ورفضك بلا قيمة بيكي او من غيرك چنة هاتبقي مراتي

سارة بغضب : اطلع برة هطلب ليك الامن

حمزة اطال النظر لها بحدة : بكرة تعرفي مين حمزة العدوي

سارة بنرفزة : غور يعم حصلنا الارف غور بقا شوف طريقك بعيد عننا

ضحك حمزة ونظر لها من اسفل لاعلي : ساذجة

القي كلمته وخرج وتركها دون ان ينتظر ردا منها خرج وبداخله غضب جحيمي منها استلقي سيارته واخرج هاتفه يهاتف چنة

حمزة بنرفزة : الو

جنة بخضة : في اية مالك

حمزة حاول تمالك اعصابه : مفيش

جنة : مالك متعصب ليه روحت لسارة

حمزة بغضب مكبوت : روحتلها بنت ال متاكده ان دي اختك

جنة بحزن : شديت معاها يا حمزة

حمزة باندفاع ونرفزة : بقولك دي مش بتتفاهم هو لا يعني لا وانا مش بتعاند يا چنة فاهمه

چنة : طب والعمل انت فين كده

حمزة : رايح شركة الطيران احجز طيارة خاصة مسافر الفجر

جنة انقبض قلبها واصابتها غصة والدموع تغالبها تشعر بالغضب تجاه شقيقتها التي تريد لها التعاسة دوما بكت ولم يصدر الا شهقاتها من كثرة الالام الذي روضتها وشعورها بالوحدة بكت خوفا من ضياع الشئ التي لطالما تعلقت به واحبته

حمزة بصوت هادئ حنون لا يلين الا لتلك الصغيرة  : چنة مش تعيطي

چنة : انت قولت إنك مش هتسيبني

حمزة بثقة : وشوفتي خلفت وعدي لا اله الا الله

چنة باستغراب وصوت متهدج اثر البكاء : ما انت مسافر اهو

حمزة : بس مش هسيبك

جنة بعدم فهم : يعني ايه هترجع تاني

حمزة : لا انا طبعا عمي بهدل الدنيا وبعد كده مش هيأمن ينزلني تاني هيبعت حد مكاني

چنة بحزن : واضح إنك مش هتسبني انت سبتني خلاص

حمزة بزعيق ونرفزة : چننننة انا مش ناقص

چنة وتجدد بكائها مرة اخري : ماشي

حمزة : يا حبيبيتي افهمي

جنة بضيق : افهم ايهه ما تقول

حمزة : مش نفسك تروحي ايطاليا

جنة باستغراب : اه بس ازاي

حمزة وعينه لا تبشر الا بالشر وصدره لا يحمل سوي الغضب من تلك سارة : معايا

چنة باندفاع : حمزة انت اتجننت رسمي

حمزة : انتِ حرة خليكي ادفني حياتك معاها دي مش بتحبك دي مريضه وعايزه الناس كلها زيها لو بتحبك كانت حاول تفهم سعادتك فين وتسمعلك لكن دي رافضه من غير مبررات وعلي فكرة انتِ حرة نفسك

چنة : انت مجنون دول عائلتي يدفنوني

حمزة : انا حمزة يا چنة

چنة بتفكير : اكيد في حل غير كده

حمزة بتنهيدة : انا واقف قدام شركة الطيران ومعنديش حلول حاولت ولازم ارجع لشغلي ومش جاي تاني يا چنة

چنة : وبعدين ! انت كده بتوديني لموتي

حمزة بغضب : انتِ هتبقي مع حمزة العدوي موت ايه يا متخلفه محدش يقدر يقربلك وانتِ معايا

چنة ضحكت بحزن : يارتني ما حبيتك يا حمزة

حمزة بضيق : تمام بتندمي علي حبك ليا ! انا الا كنت عيل لما حبيت طفله زيك انا الا بهدلت نفسي مش انتِ قلبك ينول الفخر اصلا

چنة بتوسل : حمزة انا بحبك مش تسبني انتَ الوحيد الا حسيت معاه بالامان انا ماليش غيرك

حمزة ببرود ومكر : خليكِي جمب اختك بقا اعملك ايه لو بتحبك كانت وافقت علي سعادتك

چنة : يا حمزة طب انت كنت هتعمل اي لو وافقت هتسافر برضو

حمزة : لا كنت هستني شهر نكتب الكتاب ونسافر

چنة ضحكت : انت قولت لسارة كده

حمزة باندفاع : انا لحقت اقولها حاجه

چنة برقة  : طب الحمد لله يا حبيبي

حمزة : وقتك خلص انجزي نهايتو ؟

چنة شعرت بثقل رأسها من كثرة الافكار الذي روضتها وقالت بتعب : هفكر وارد عليك بليل

حمزة ابتسم بقلب راضي قائلا : براحتك بس كده كده مش مستني رأيك

چنة  بغلب : بطل بقا يعم جو العصابات ده بس انت مش شايف انها كبيرة

حمزة : لو من ناحية الغلط فهو غلط كبير لو من ناحية انك خايفه فانا مش خايف عليكِ لانك معايا

چنة ببكاء : معرفش معرفش بس مش عايزة تسبني يا حمزة

حمزة بنرفزة : طب اعمل ايه بطلي زفت عياط واتفاهمي حمزة ينيل ايه

چنة : مش تزعقلي يا حمزة هولعلكو في نفسي

حمزة من بين اسنانة : اقسم بالله يا چنة مش هرحمك يا چنة هزعلك مني بت اتعدلي

چنة بنبرة عتاب : ده وقت تخانقني فيه

حمزة تنهد بتعب : تعالي معايا يا چنة

چنة : سارة وخالتو واهلي هقولهم ايه

حمزة ابتسم ولمع في عينه الخبث : سارة السبب تشيل الليلة

چنة : هفضل عمري مش مسامحها

حمزة بجدية : چنة انا بحلك من اي وعد والقرار قرارك يا حبيبتي

عم المساء وعادت سارة من العمل وتناولو العشاء مع الخالة إجلال وچنة الصامته تمام ولا تنطق تفكر فقط تفكر كالذي وقع في الماء ويفكر في النجاة ملامحها شاحبة كالاموات نظرت إجلال لسارة بتحسر عليها مطت سارة شفتيها بحزن وقررت ان تشاكسها

سارة : الكلية قربت يا هانم هتدخلي ميته كده

چنة نظرت لها بحزن وانطفاء : بتعرفي تحسي وشايفه انطفائي

نظرت لها سارة التي تبدلت ملامحها للحزن اثر كلماتها القاسية

إجلال : چنة ليه كده ليه عمرك ما شوفتي خوفنا عليكي

چنة بصوت مختنق وبكاء : خوفكوا انتو بتموتوني بالبطئ وتقولو خوف

سارة باستهجان : انتِ بجد حبيتيه طب ازاي

چنة باندفاع : اه حبيته شفت فيه كل حاجه اتحرمت منها كل مشاعر الاحتياج الا حستها في حياتي هو ملاها انتِ عمرك ما هتفهمي يعني ايه حب

سارة بسخرية : مش هرد علي مراهقة زيك

چنة بنرفزة : ونظير كلمتك دي انا هوريكي المراهقه علي حق يا سارة

سارة ببرود وهي تأكل : الا في خيالك اركبية ودلدلي رجلك

چنة نظرت لها بقهر : ماشي يا سارة

إجلال : يا چنة يا بنتي يما هتقابلي وتحبي

چنة بصراخ وعصبية : وايه المانع دلوقت احب تاني لي وانا معايا فرصتي اضيعها وادور علي غيرها لييية

إجلال تكاد تدمع علي حالتها رتبت علي كتفها بحنو : يا بنتي ليس كل ما يصلح للحب يصلح للزواج

سارة نظرت لها بهدوء ولين مهما حدث فهي لم تهون عليها ولم تكن كسرتها هينه علي قلبها ولكن تبكي الان افضل من ان تبكي عمرا كاملا

سارة : وغلاوة چنة ولا يصلح للحب اصلا ده منظر بس يا هبله انت شكلا جسم وعضلات وشعر لكن قلة

چنة وقفت ومسحت دموعها ونظرت لها بسخرية :
عمرك ما هاتتغيري انتِ مفكراني مراهقه حبيته شكلا محتاجة تحبي يا سارة

القت جملتها وتركتهم وصعدت الي غرفتها بينما هناك من تلقي كلماتها وحبسها في جوفة ظلت تأكل هكذا متظاهرة بالامبالاه

إجلال : مش تشيلي منها هي مضايقه

سارة بعدم اهتمام للامر : دي متخلفة الاكل احلي منها انا اعكر مزاجي ليه

إجلال بحزن : بالهنا يحببتي انا هطلع انام تعبت

سارة : تمام انا هغسل المواعين وانام

وبالفعل قامت سارة ونظفت الطاولة ووضعت الاطباق في المطبخ كي تقوم بغسلها وكل ذلك ودموعها تجاريها في صمت بُكاء صامت حتي بدأت في غسل الاواني ولا تتوقف عن البُكاء وكأنه يخرج كل كلمة ضاقت صدرها ولم تظهرها دائما كتومة المشاعر حتي ظن الجميع انها لا تشعر
قاطع حزنها و تنظيفه للاواني رنين هاتفها تعجبت من اسم المتصل غسلت يداها واجابت بهدوء

حسام بصوت نادم : اسف انا صحيتك

سارة : لا ابدا انا صاحية

حسام : صوتك نايم اسف تاني

سارة : لا صدقني بغسل المواعين لا تقلق بس خير في حاجه

حسام : اه محفظتي تقريبا نسيتها عندكوا انا رنيت علي طنط إجلال كتير بس مش ردت

سارة : لا عادي انا هطلع الصالون اشوفها

حسام : ياريت من فضلك فيها كل حاجه

سارة وقد ذهبت بالفعل للصالون ووجدتها : اخخ حسام انا لقتها

حسام بندب : ده مليون اخ يختي

سارة ابتسمت : انت محتاجها اوي

حسام : نص نص كده ثم بصراخ يلهووووي كانت ساعة سودههه

سارة باستغراب مبتسمه : يوه يوه اهدي هعنهالك ليوم الجمعة

حسام : امري لله الفكرة اني قاعد اسبوع اجازة لو غير كده كنت جيت خدتها

سارة : لا لا عادي انا هجبها واحنا جاين

حسام بجدية : طب ممكن طلب هو وعد مش طلب

ساره عقدت حاجبيها متهكمة : خير

حسام برجاء وومماطله : الله. يسترك يا شيخه يارب اوعي حد يشوف صورة البطاقة

ضحكت سارة من قلبها علي مرحه واقسمت بداخها انه يمتلك روح خفيفه : انت طلعت مشكله خالص وعلي العموم مش تخاف دي امانه

حسام مبتسما : تسلمي واسف علي الازعاج مرة تاانيه

سارة : ولا ازعاج ولا حاجه دا انا مدانة ليك بشوية الضحك دول

حسام : اي خدمة بس بعد كده مش تعيطي لوحدك عشان مش تتلبسي

سارة باستغراب : عرفت منين اني بعيط

حسام : انا مهندس يعني لماح تصبحي علي خير يا ولية

سارة بغيظ : انا غلطانه اني رديت سلام

قفلت معه سارة وشعرت بتحسن حالتها بعد هذا الضحك وشكرت ربها علي نزع الحزن من قلبها ودعت من قلبها ان يهدي چنة ويبعد عنها كل مكروه
انهت المتبقي من التنظيف وصعدت الي غرفتها ومجرد ما قابلت فراشها غفت في ثبات عميق اثر الارهاق

مع أذان الفجر يقف ولا يوجد غيره امام الطائرة يفكر كثيرا يشعر لاول مرة في حياته بالخوف والتوتر يخشي الا تأتي وتتركه وحده يخشي الهزيمة الذي لم يهزم ابدا تأتي تلك الصغيرة وتجعل نبض قلبه يتسابق ينظر في ساعته بتوتر وقلق ألا ان ظهرت امامه وبيداها شنطة كبيرة غمرته البهجة والسعادة حين اقتربت منه وتأكد من ملامحها وأنه چنة حمزة .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي