الفصل الثاني

مع صباح اليوم التالي وتحديدا في محافظة المنيا داخل بيت كبير وسط حديقة من الازهار والخضرة تقف فتاة جميلة متوسطة القامة نحيفه امام المنزل تجمع النعناع بملامح بسيطة ولكن يبدو عليها الحزن وهناك من يقف في نافذة غرفته وحين رأها استغل هذه الفرصه وغسل وجه بالماء ونزل سريعا ليلحقها قبل ان تدخل مازلت تجمع النعناع وحين انتهت التفت رأته امامها

چوري باقتضاب : صباح الخير

بلال : صباح النور ينفع نتكلم شويه

چوري بتهكم  : ياريت والله انا مستنيه اعرف اي سبب الجمود الا بقاله شهرين ده والمعامله الجافة

بلال بتهرب : الكليه و

چوري بانفعال ومقاطعته : لا مش تكدب انت من يوم ما دخلت الشرطه يا بلال كنت بتتصرف وترن عليا يوميا و دلوقت انت بتحاول تبعد قول الحقيقة

بلال بتهكم : يعني انتَ بتحبيني وباقية عليا اوي

چوري نظرت له بصدمة : لو جاي تنهيها اياك تجيب اللوم عليا

بلال بعصبية : چوري انا زهقت من تصرفاتك وحركات البارده

چوري : حركات ايه يا بلال يا ابن عمي

بلال نظر للجهة الاخر بملامح غاضبه : ايوه زهقت فين حبك ليا

چوري بحزن : انا مش حبيتك يا بلال واما كنت بكلمك من ورا الكل مش حب واما كنت بقف جمبك مش حب ولا انا كان عندي شويه سنين ملهاش لازمة قولت اضيعهم

بلال : الا بيحب حد مش بيكدب عليه مش بيتهرب منه الحب للاقوياء مش لحد جبان زيك

چوري : اتجبنت في ايه يا بلال رد ولا  عشان مش عاوزه اعمل حاجه غلط ابقي مش بحبك

بلال بنرفزة : چوري في علاقتنا انا الا بدي كل حاجه انا الا حسيت بحبك وجيت قولتلك بتحبني زي ما بحبك عمرك ما بدرتي بحاجه ليا

چوري تنظر لها وتكاد تدمع لا تصدق خذلانه : بجد انت مصدق نفسك

بلال : اه وقفتي جمبي في كل اوقاتي وجدعه وب100 راجل بس حسام يقدر يعمل كده صحابي الولاد يعملو كده عادي

چوري شعرت بأهانته لها واهتزت انوثتها بداخلها شعرت بثقل قدميها لم تتحمل حملها ولكن تماسكت وقالت بصوت ضعيف : محدش فاهمك قدي انت الا جبان بترمي عليا عادي انا مش هزعل لو حبيت غيري وعاوز تسبني لكن تبقي قليل الاصل وتنكر حبي مش اسمحلك

بلال رمقها بنظرة حادة واحتدت نبرة صوته : انا قليل الاصل يا چوري

چوري بجمود : اه وياريت تنسي كل الا بينا من انهارده

بلال بغضب : انا كنت جاي اقول كده برضو المبدأ كان غلط من الاول

نظرة له بصدمة وعدم تصديق ودهشة اطالت النظر في عينه وذهبت الي الداخل وهي تترجي قدميها الا تخذلها تحررت دموعها ولكن مسحتها فورا دخلت ببطء الي المطبخ وضعت النعناع وخرجت قبل ان تراها والدتها وزوجة عمها وخرجت مهروله الي غرفتها تركض ودموعها تنساب وحين صعدت السلم اصطدمت بصدر حسام

حسام بصدمه : اااه ايه يا بنتي بتجري كده ل
اوقف جملته حين راي منظرها الباكي ووجها الشاحب الذي تلون باللون الازرق وشهقاتها المكتومه حتي لا يسمعها احد

حسام بلهفة : في اية چوري اهدي مالك مالك يا چوري اهدي طيب تعالي تعالي

اخذها  حسام بلطف وادخلها الي غرفته واصابه القلق من حالتها التي لا تتوقف عن البُكاء تركه ونزل سريعا الي المطبخ واخذ الماء من الثلاجه وصعد به سريعا الي چوري ومازلت تبكي ولا تتوقف

حسام وهو يضع الماء علي فمها كي تشرب : اشرب بس حبة صغيرة اشربي يا بنتي في ايه

استجابت چوري وارتشفت الماء وعادت تبكي مرة اخري ظل يضع الماء في يده ويسكبه علي وجهها كي تهدء وظل يرتب علي ظهرها بحنان فهي صغيرته التي تربت علي يده من الصغر

چوري بعد ان هدئت قليلا : الواطي الجبان

حسام وهو يترقب ملامحها ووجها الذي بدا يعود الي لونه الطبيعي : حصل ايه اهدي بس واحكي الدم اتشفط من وشك كنت هتموتي

چوري بعصبية : الواطي انا ازاي مش قتلته

حسام : حصل ايه

چوري : يعني انت مش عارف انت كمان دانت الوحيد الا عارف

حسام بتوقع : بلال الا مزعلك

چوري نظرت له بدموع : يعني هو مش قالك

حسام باستهجان : هكدب عليكي ليه اخلصي في ايه

چوري حكت له ما حدث بالتفاصيل قضب حسام حاجبيه بضيق وعلامات الاستغراب احتلت ملامحه

چوري : شفت الحقير بينكر حبي ليه المعفن

حسام قبل رأسها : اهدي حقك عليا انا هشوف الحوار ده

چوري باعتراض : لا يا حسام عمري ما هقبل اهين نفسي تاتي مع بني ادم اناني جبان زي اخوك ده عشان يسبني بيجيب الغلط عليا ابن ال

حسام بمقاطعه : بااااس عيب سيبهولي انا

چوري بجدية : قسما بالله يا حسام لو حاولت تصلح معاه هقطع علاقتي بيك العمر

حسام بنرفزة : بت مش ناقص هبل

چوري بتوسل : لا يا حسام وحياة غلاوتي عندك ما ترخص بيا خلاص لو مات قدامي مش عوزاه بلال حب غيري انا واثقه محدش فاهمه قدي مبقاش عوزني

حسام احتل وجه ملامح الضيق والحزن لاجلها : الا انت شيفاه يا چوري

چوري مسحت دموعها : عادي كلب و راح

حسام نظر لها يتأمل ملامحها : حقك عليا انا مش عارف ازاي امنت عليكي معاه الواطي ده

چوري ضحكت بحزن : بقا انا يقولي المبدأ كان غلط من الاول لو حد غلط فانا لما حبيته

حسام : لا حول ولا قوة إلا بالله

چوري ادركت مدي ضيق وحزن حسام لانها تعلم غلاوتها في قلبه ارادت التخفيف عنه : عادي والله ولا يهمني انا اركز في دراستي بلا ارف واستني عوض ربنا ليا

حسام : النصيب مفيش مفر منه يختي عايزك تخدي شاور وتنزلي ع الغداء ملكة كده

خرج حسام وتركها في غرفتها عاد الي غرفته ودعا من قلبه ان يخفف عن قلبها فهو يعلم مدي حبها لشقيقه وابدل ثيابه ونزل ليقابل شقيقه الذي يجلس في حديقة المنزل يتحدث في الهاتف نظر له بتوعد
اما عند بلال

بلال : لا خلاص انا نهيت الحوار تماما مش تخافي

:- يعني هي كده مش عادت بتحبك

بلال بتنهيدة : المهم اني بحبك انتِ

حسام من خلفه بصوت رجولي حاد : المهم إنك واطي وعديم الرجولة

انتفض بلال وقفل الخط سريعا اقترب حسام منه وجلس بجانبه : والله ما تسبها علي التلفون

بلال بضيق : نعم يا حسام

حسام وضع ساق فوق ساق يتحدث ببرود : مين دي الا انت بتحبها

بلال : بنت و بتحبني بجد

حسام باستفزاز : بيجاااااااااد

بلال بضيق خلق : حسام مش ناقص استفزاز

حسام : ايوا وبعدين بتحبك يعني تعرف انك عيل ولا لا

بلال وقف بعصبية : اه هي بعتتك تديني تدرس اخلاق صح

حسام نظر له ولوقفته من اسفل لاعلي واحتدت نبرة صوته قائلاً :بعتااااااك ! وانا بوسطجي يا روح امك

بلال : حلو جاي تتهكم عليا لية بقا

حسام بزهول: مين دي الا خلتك تبيع چوري بالطريقة المهانة دي انت اصلا عديم المسئولية

بلال صمت ولا يجيب

حسام نظر له باستهزاء : طبعا مش عندك رد عشان غلطان

بلال بتنهيدة : دي حاجه غصب عني

حسام بترفزة : انت تخرس نهائي انا مش هتناقش مع عيل زيك انا جاي اقولك اياك اشوفك بضايقها لو بنظرة ركز مع الكلبة بتاعتك وبس

بلال بعصبية : وهي چوري كانت كلبة

حسام امسكه من لياقة قميصه بضيق ينظر له بحده : قولتلك مش عاد ليك دعوة بيها ولا تجيب سيرتها تمام

بلال نفض يده : انا اخوك مش هي علي فكره

نظر له حسام بغضب وتركة وذهب الي الداخل بينما مسك بلال خصلات شعره وتنهد بغضب .

في مكان اخر غريب اول مرة يمر علي عيناها استيقظت وهي تمسك رأسها بثقل اعتدلت في جلستها تتمعن في المكان وتقابلت عيناها معه جالس بجانبها مبتسما نظرت له والدموع في عيناها متكدسة

چنة بصوت باكي : حمزة

حمزة مسح دموعها مقدرا موقفها : اية يا حبيبتي

چنة ببكاء : انا فين انا مشيت انا سبت سارة يا حمزه واهلي انا فين بجد

حمزة تنهد بضيق : احنا في ايطاليا

چنة وقد بدأت في نوبة بُكاء هستيرية ينظر لها ولا يعرف ماذا يفعل ظل صامتا قليلا وحين اشتد بُكاءها

حمزة : چنة انا مش ضربتك علي ايدك كل حاجه عملتيها كانت بارادتك علي فكرة

چنة بصراخ : هما السبب هما الا خلوني وحشة ليه ليه يا سارة لييه خلتيني اوافق تهوري لييه

حمزة بجدية : انتَ حرة تعملي الا انتِ عوزاه احنا اتحايلنا عليها كتير

چنة نظرت له باعين باكية ونبرة طفولية : احنا بجد برة مصر يا حمزة

كان لمنظرها هذا اثر كبير علي قلبه شعر بالحزن عليها اصابه ألم لرؤيتها هكذا قال متفهما : اه يا چنة

چنة بعدم تصديق وبكاء : لا انت بتكدب عليا

حمزة بحزن : قومي بصي من الشباك وانتِ تعرفي

قامت چنة بالفعل ونظرت من النافذه ورأت ارض غير الارض ومكان غير المكان لم تحملها قدميها وقعت جالسة علي الارض تضم ركبتيها وتبكي مرارا انتفض قلبه عليها وقام سريعا لم يتحمل رؤيتها هكذا حملها بدون تفكير ووضعها علي الفراش وقد ضاق خلقه

حمزة بعصبية : بس بس مش تعيطي فاهمه لو سمعتك بتعيطي هجنن عليكي

نظرت له چنة بحزن وصدمه من عدم تحمله لها

حمزة بعصبية جنونية : مش تبصيلي كده انا مش عايز شغل عيال جيتي بنفسك وانت الا محضره شنطتك بأيدك يعني فكرتي مليون مره

چنة لا تتوقف علي البُكاء

حمزة بحدة : چنننننة

چنة بانفعال : نعم نعم ايوه انا الزفت عملت كده عشان بحبك ومقدرش اسيبك بس من حقي اعيط

حمزة : عياطك كله ندم

چنة باعتراض : لا مش ندمانه اختياري ليك عمري ما اندم عليه بس خايفه

حمزة بنرفزة : قولتلك متخافيش وانت معايا فاهمه

چنة مسحت دموعها : انا خايفة منك مش منهم

حمزة باستغراب : خايفة مني !! ليه

چنة : هاتجوزني

حمزة ضحك وهو ينظر لها باستخفاف : المأذون جاي الليله

چنة بصدمة : الليلة

حمزة : اومال مفكره هنقعد في بيت واحد في الحرام يعني ولا ايه انت ليه يا چنة مش مستوعبة اني راجل ولا انت متعرفيش حاجه عن الرجولة

چنة شعرت بنوع من السعادة لانها ستكون زوجته قالت بهدوء : انت اول راجل فحياتي اتعامل معاه

حمزة : صح انا قولت كده برضو طب ايه مش عندكو رجالة في علتكوا

چنة ادركت سخريته : حمزة اسكت وبعدين خلاص حياتي بقت ملكك

حمزة نظر لها بتفهم : انا مدرك جحم صدمتك بس كله كان بارادتك والا حصل حصل فانسي وركزي علي مستقبلك ومع الوقت سارة لما هتتاكد انك كويسه هتنسي

چنة مسحت دموعه واعادت شعرها للخلف : طب

حمزة : ايه اتكلمي

چنة نظرت له وعادت بالبكاء كالطفل : مش تزعقلي تاني عشان مش اتعودت حد يكلمني بالعصبية دي وبطل تقولي بارادتك انا مش قولتلك انك خطفتني

ابتسم حمزة بحب علي طفولية قلبها : ما انتِ بتعصبيني اعمل ايه ولسانك طويل جدا يعني

چنة : مش عارفه

حمزة : بصي انا عصبي ومبحبش الزن وكلامي لازم يتسمع بالحرف الواحد چنة بجد اوعي في اي يوم تفكري تغلطي معايا وبلاش الرد الجاهز ده

چنة بعدم فهم : اغلط معاك ازاي

حمزة : اقولك ع حاجه لا وتعمليها واه لاحظت ان صوتك عالي ما شاء الله اول واخر مره المره الجايه بحساب انا سمحت المره دي عشان مقدر موقفك

چنة نظرت له بحزن متوسله : اوعي تندمني يا حمزه لحظة ندم هتجبني الارض انا عملت الا عمري ما كنت اقدر اتخيله

حمزة بجمود : اي الا ممكن يندمك

چنة : انك مش تكون انت حمزة الا حبيته وبحس معاه بالامان انا دلوقت مش ليا غيرك اوعي يا حمزه تبدل الامان بالخوف والرهبة منك

حمزة بضيق : لما انتِ مش واثقه فيا وخايفه اوي كده سلمتيني حياتك ليه بعتي الكل عشان حمزه ليه

چنة بارتياح : كويس انك فاهم كده

حمزة : نامي يا چنة واصحي نكتب الكتاب

چنة ابتسمت بعبوس : هبقي مراتك من غير فرح

حمزة : هعملك كل الا نفسك فيه وعد وهبسطك بس لازم اطمن انك مراتي شرعا عشان انا كده مش مرتاح

چنة : طيب انت زعلان مني

حمزه نظر لها : لو فضلتي كده يبقي اه

چنة بحزن : لا والله خلاص بقا الا حصل حصل وانا كتبتلها ورقه بكل حاجه هي السبب

حمزة ابتسم بخبث وتشفي : صح خليها تلف بقا

چنة بقليل من الخوف : هتقول للعائله خايفه من ولاد عمي وعمي احنا صعايدة لو لقوني هيقتلوني

حمزة كور قبضة يده بعصبية وقال من بين اسنانه : چنة الكلام ده لو اتعاد تاني انا هضايقك مني وانتِ هتزعلي

چنة : طب خلاص خلاص اهدي انا بحبك اوي يا حمزه مش تزعل مني

حمزة : يا حبيبيتي عاوزك تطمني كده وتنسي محدش يعرف انتَ فين

چنة نظرت له بحب وقالت بصوت انوثي رقيق : ليه مخطوفه!!

حمزة ببرود : وانا الخاطف

في صباح القاهرة تستيقظ سارة وهي علي فراشها امسكت هاتفها تنظر الي الساعة وتذكرت انه يوم اجازتها فتحت الهاتف استعجبت حين رأت اشعار من چنة فتحتها سريعا وبدأت تقرأها

" انا اسفه بس انتِ السبب مش حاولتي تفهميني ولا تقف جمبي جبروتك هو الا خلاني اهرب واسافر مع حمزة ومش تقلقي عليا حمزة راجل وهيتجوزني ويكتب عليا وهعيش معاه وهنسي كل ألم وجفاء حسستيني بيه انا هبقي برة مصر "

انتفضت من مكانها مهرولةً خارج الغرفه تبحث عن شقيقتها وتسح دموعها بلا توقف تنادي بأسمها في كل المنزل نزلت علي الدرج كالمجنون وزلت قدميها فصرخت أتت الخالة إجلال بلهفة وانصدمت حين رأتها واقعه ارضا تبكي ساعدتها في النهوض ومازلت سارة تنادي باسمها

إجلال : اهدي ي بنتي في ايه چنة نايمه

سارة بدموع وهي تمسك يداها الذي انصدمت بالارض : مش ف اوضتها چنة هربت وسابتنا

إجلال بعدم تصديق : اي الجنان ده

سارة ببكاء : خدي التلفون اهو شوفي

قرأت إجلال الرسالة بصدمة واصابها الزهول نظرت لسارة الباكية : اكيد لا مستحيل هتسافر ازاي من غير اوراق هو هطل تلاقيها عند اي حد وبتخضنا

سارة : تليفونها غير موجود بالخدمه

إجلال : والزفت حمزة

سارة بدموع قهر : برضو غير موجود بالخدمه

إجلال بنرفزة : ايوه يعني ايه سافرت مهو مستحيل رني شوفيها راحت لچوري كده في البلد

سارة : لقيت دولابها فاضي كله واخده كل حاجتها

إجلال : رني بس اخلصي

سارة بتفكير : مش ينفع عمي هيبهدل الدنيا

إجلال وقد شحب وجهها : طب هنعمل ايه ده يقتلنا كلنا منك لله يا چنة منك لله يا بعيدة

سارة مسحت دموعها : الفكرة ملهاش صحاب حتي يتري انت فين يا چنة

إجلال وضعت رأسها بين يديها وتكدس عليها الهموم تدعي الله ان تأتي ولا يعرف حسن النقيب حتي لا يتهمها بالاهمال شعرت بالرعب من معرفته والذي سيفعله بهم

سارة همت واقفه : انا هروح اسأل علي الزفت ده وادور عليه
وبالفعل قامت واردت عباية سوداء وكلما مر علي تفكيرها ان تكون بالفعل نفذت ما تركته في رسالتها تسح دموعها رغم عنها ولكن لا يوجد امامها ألا تدعو الله باللطف .

بينما عند حمزة في ايطاليا وتحديدا في غرفة المكتب يجلس وامامه رجل يبدو انه في العقد الخمسين من عمره ذو ملامح صارمه وعين لا تنظر بالخير .

فهد : فهمني بقا اي الحكاية

حمزة : باشا زي ما قولتلك حبيتها

فهد بضيق وغضب : انت اكيد اتجننت جايبلي طفلة مخك راح فين

حمزة نظر له بحده : في رأسي يا بيج باشا وهكتب عليها الليلة

فهد : اهلها مش هيسبوك وهتودينا في ستين داهية رجع البنت يا حمزة

حمزة ضحك بشراسة رجل لا يخشي احد : فهد احمد العدوي قلقان ولا ايه

فهد باندفاع : انت الا اتخطيت حدودك ومحدش عارف يوقفك انت اتجننت يا حمزة

حمزة بثقه واطمئنان : چنة بتحبني مش تخاف

فهد وقف بنرفزة : لا انت دماغك طارت انا ماشي

حمزة : مش هتحضر كتب كتابي

فهد نظر له بزهول وضرب كفيه : ابقي خلي الحرس يشهد علي العقد

حمزة ابتسم قائلا باللغة الايطالية : decente

خرج فهد وهو يسبه بغضب قائلا : senza vergogna

حان المساء وبالفعل تم عقد قرأن حمزة علي چنة وكانت تشعر بالسعادة متناسية كل ما حدث فقط يغمرها لذة انتصار انها حصلت علي ما تمنت ولا خاب ظنها في حمزة بل زاد كرها اكثر لشقيقتها التي حرمتها من اكتمال سعادتها ومع عقد قرأنها عقدت العهد مع نفسها ان تعيش لاجل نبض قلبها للرجل الذي احبته والان اصبح زوجها ووفي بوعده لها ونصرها عليهم
هكذا كان فكر تلك الصغيرة التي لم تنضج للحياة تجهل ثمن الخطأ الذي يرتكبه الانسان في حق نفسه قبل الاخرين .
تجلس بجانبه علي الاريكه بخجل وتنظر له باعجاب لطلته الوسيمة وجاذبيته وطريقته في الكلام وكيف الجميع يهيبة التفت له وجهت نظره للجهة الاخري بحرج

حمزة مبتسما : لمحتك علي فكره

چنة تصبغ خديها خجلا : مبسوط

حمزة : جدا وكمان مرتاح لان لقيتك ماشاء الله تأقلمتي كده وهادية عن الصبح

چنة فطنت ما يرمي له : انا عارفه انك اضايقت مني بس غصب عني

حمزة : ياريت مش يتكرر تاني عشان مش اندم اني مشيت ورا قرارك كنت مفكرك عاقله

چنة نظرت بحزن : خلاص هبدء حياتي معاكي

حمزة ابتسم ولا احد يعلم ما يدور بفكره مسك يداها بهدوء وقبلها بحب : وانا وعد عليا اسعدك

چنة بعبوس : طيب انا زهقت الناس دي غريبة وكلهم خايفين منك كده ليه

حمزة غمز لها بمرح : مالي مركزي يا بت

چنة : انا مش فاهمه كلامهم واي Che Dio ti benedica الا كل شويه حد يقولهالي

حمزة : ما شاء الله لقتيها اهو لا هتتعلمي ايطالي بسرعة زي ربنا يخليكو لبعض كده

چنة بتلقائية : والرجاله غريبة معرفش كل ما حد يجي يسلم عليك بيبعد نظره عني خايف يبصلي هو انا شكلي وحش كده

تجمدت ملامح حمزة وفورا ما احتدت عينه وقتم سوادها تبدلت ملامحها للقلق من منظرها ونظرته لها وقالت بخوف : مالك

حمزة وقف ونظر للجميع وبدا يتحدث بالايطالية وبعد ان انهي كلامه بدا الجميع ينسحب من الفيلا بهدوء حتي خليت عليهم اثنايهما اخذها من يداها في زهولها وصعد بها الي الغرفة

چنة : في ايه انا مش فاهمه

حمزة ببرود : اي مشتهم عشان انت زهقتي خلاص الليلة خلصت

چنة بعدم ارتياح : طيب

حمزة : البيت عجبك

چنة بحماس : تحفه ما شاء الله ليك لوحدك

حمزة ضحك : الله اكبر اه لوحدي

چنة ببراءة  : ربنا يبارك جميل والله

حمزة نظر له : نفسك تقولي حاجه

چنة بتثاوب : كتيررررر ناكلم بكره انا هنام فين

حمزة : اتفضلي السرير كله ليك وانا هنزل المكتب عندي شغل

چنة بانتفاض معترضه : لا استني

حمزة : ايه في ايه

چنة بطريقه اقتراحيه : اي رايك نتفرج علي فيلم  علي الشاشه الحلو ده

حمزة ادرك ان وراء حديثها مغزي ولكن لم يتوصله وافقها وذهب ابدل ثيابه لترنج قطني واستغلت ذلك وابدلت ثيابه هي الاخري ونامت علي الفراش بجانبه يشاهدون احد الافلام وبمرور دقائق غفت في ثبات عميق  نظر لها ابتسم بالاتساع و اقسم انها كانت خائفه لذلك اخترعت تلك الحجه لتأمن بجانبه شرد بملامحها وشعرها الطويل الناعم المبعثر حولها قاطع تأمله لها رنين هاتفه خرج يتحدث بعيدا عنها

حمزة بثقة : كنت عارف انك هترن

: فهد علي اخرة ليه نيلت اي بدماغك تاني

حمزة ببرود : اتجوزت معرفش متعصب ليه

: بيقول انه البنت مش موثوق فيها يا حمزة

حمزة خرج من طور هدوئه : انا مش عيل يا كابو فاهم ثم انا حبيتها وخلاص بقت مراتي وجع دماغ هقلبهالكو جحيم

كابو : انت حر ما لم تضر

حمزة : مفيش ضرر وياريت محدش يفتح معايا الحوار ده تاني مش شغل هي دي حياتي التانيه

كابو : عنيف حتي في الحب احنا خايفين بس مش اكتر لكن يظهر انت واثق

حمزة  بنرفزه : وجدا بلاش دوشة بقا

كابو بضيق منه : اعوذ بالله من شئ اسمه حمزة

قفل حمزة الخط دون ان يستأذن منه ودخل مرة اخري واطمئن لنومها كما هي وقرر ان ينام بجانبها خوفا من ان تستيقظ وتشعر بالخوف وحدها وقف عقله في تلك اللحظه مستغربا من فكره ومعاملته التي تلقائيا غير معها فقط

عقله : الله يخربيتك يا اخي انت حبيتها

قلبه بتأكيد : انا مغرم بها تبأ

عقله : يبقي النهاية قربت

قلبه : الا تسيب اهلها ودنيتها عشاني عمرها ما تأذيني في الاخر

عقله : كان المفروض لو حبيتها مش توديها للموت

قلبه : حمزه يقتل اي حد يفكر يأذيها يبقي يوم جهنم علي الكل .
ظل هكذا يصارع افكاره حتي غفي ونام .

بينما في منزل اخر يجلس ذو الخمسين بملامح غاضبه وبجانبه زوجتة صاحبة الجنسية الايطالية والتي تعلمت منه اللغة العربية باحتراف

ايزابيلا : صدقني حمزة ذكي جدا وعمره ما يورط نفسه ابدا مش تخاف فهد

فهد بغضب مكبوت : دي عيلة صغيرة ازاي يدخلها وسطينا

ايزابيلا نظرت له : مش تخاف بدال حبها محدش هيشوفها اصلا ولا عمره يدخلها وسطنا لانه هايخاف عليها فهد

فهم ما تقصده رمقها بضيق وتركها ودخل الي غرفته والنيران الغضب في جوفه .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي