الفصل السابع عشر

مع صباح اليوم التالي
ينزل بهيئته الصارمة علي الدرج وينظر ببرود لتلك الفتاة التي تقف بانتظارة ومن هيئتها تبدو قوتها وجرائتها وقف امامها بنظراته الحاده

حسام : سامعك

اسيل : وانا سامعه اخبارك الا زي ال

حسام بحده قوية : الزمي ادبك عشان سلاحي عمران

اسيل ضحكت في وجهُ بقوة : اي يا كابو الملك هيصفيك كده شوف مين بيلاعبك

حسام كور قبضة يده ونفر عروقه من الغضب وقال من بين اسنانه : امشي يا اسيل هقتلك

اسيل اقتربت منه لدرجه كادت ان تلتصق بصدره وتنظر له بشغف وميول وتهمس بحب : ارجعلي وانا هنجيك من كل الا بيحصل

حسام باستغراب وبرود : انا امتي كنت ليكي اصلا فوقي

اسيل وضعت يداها علي صدره واحتضنته بقوة وهو واقفاً ببرود : انا الحل الوحيد انت الضلع الا بينهار دلوقت هيصفوك انا هنقذك

حسام همس له بفحيح افعي : لو انتي الا وراها عشان غرضك ده همحيكي

اسيل بصدق وهي مازالت محتضناه بتملك : مقدرش اعمل معاك كده انا بحبك انت ليه مش مقدر ده

حسام : قولتلك قبل كده مينفعش

اسيل : ليه هي مش شبهك انا شبهك وعالمنا واحد انا الا استحق حبك مش هي انا الا وصلتك لمركزك ده

حسام بسخرية : يعني وصلتني للجنة يا بنت الكلب

اسيل وهي تشتم رائحة عطره المميزه : وحشتني يا راكان

سارة من خلفه بصوت مرتفع جدااا : وكماااان مفهمها ان اسمك راكان

ابتعدت عنه اسيل فوراً ونظرت لسارة بضيق وغل بينما ظل واقفاً بشموخ كما هو فقط زين وجه ابتسامة وسيمة علي طريقتها فكان يترك اسيل تحتضنه لانه يعلم ان سارة سوف تنزل خلفه اراد فقط مضايقتها

سارة التفتت له بعصبية : مينن دي رد مش تقف زي اللوح كده يا بجح

حسام ببرود ويحاول يخفي ابتسامته : اهدي شويه

سارة التفت لاسيل بغضب : بقا انت بتترمي في حضن جوزي في قلب بيته يا سافله يلي مش لقيتي حد يربيكي

تنظر لها اسيل باستهزاء : جربوعه انا ممكن اقتلك دلوقت

حسام بغضب : اسيل اخرجي بره

سارة بشهقة : لا يا شيخ عجبتني نخونتك دانا هخلي نهاركم اسود ولا يكفيني فيكم عالمكم القذر ده

والتفتت تهجم علي اسيل بغضب جنوني اوقعتها ارضاً وظلت تضربها بعنف وغضب وتقطع شعرها بين يديها حاول حسام ان يبعدها ولكن دفعته بقوة لا تدري من أين اتت إليها ولكنها اقسمت ان لا تتركها ولكن
اثناء انهالها عليها بالضرب العنيف اخرجت اسيل سلاحها ولا يلاحظ احد واطلقت عليها النيران فوقعت سارة من عليها بين دمائها واخر شئ وعت إليه صراخ حسام بأسمها .

في مصر داخل المشفي تنظر جوري لادم بصدمه بينما مليكه تمنت ان تنشق الارض وتبتلعها وتنظر لادم بغيظ

ادم باستغراب : في ايه انتم شفتوا عفريت اضطريت اجيب بنت خالتي عشان اتحرجت ادخل لوحدي

بلال ضحك بصدمه : احلولي بنت خالتك

چوري بتعب : انت ازاي مش قولتلي

ادم : اقولك ايه مش فاهم مالك

بلال : ربنا ياخدك يشيخ

ادم : في اي يجدعااان

چوري بعصبية : يعني انت متعرفش ان دي تبقي مليكههه الا كانت صحبتي طب ازززاي

ادم بصدمه نظر لمليكه : هو انت السبب في كل ده

مليكة بخوف : هفهمك والله انا

بلال : يااه اخس عليكي يا چوري ليه احرجتيها كده استري عليها شكله زبون جديد

اتاه رد ادم المباشر والسريع فلكمه بقوة رجل يحافظ علي عرضه فهي ابنة خالته وقع بلال علي المقعد وقام له كاد ان يلكمه لولا تدخل مليكه في المنتصف ببُكاء

تراجع بلال نحو چوري حين وجدها تنزل من علي الفراش : انت مجنونه اقعدي مكانك المحاليل في ايدك

چوري ببُكاء مسكت يده بترجي : عشان خاطري ارجوك

بلال بهدوء وهو يمسح دموعها : اهدي انت بس مفيش حاجه

ادم وهو يرمقه بعصبية : چوري صدقيني مكنتش اعرف اي حاجه انا طلبت منها تيجي معايا زيارة ومش قولتلها مين حد

بلال بغضب : صدفه و**ه زي معرفتكم

مليكة خرجت من الغرفة في تلك اللحظه وهي لا تتوقف عن البُكاء

ادم بعصبية : انت بني ادم غبي

بلال من بين اسنانه وچوري متمسكه بذراعه : امشي من وشي احسنلك لدغدغ عليك المستشفي واعرف ان الا مخليني اسيبك تخرج علي رجلك چويريه

ادم متجاهلاً حديثه : حمدالله علي سلامتك يا چوري لينا كلام لما تتعافي

قال حديثه وخرج واخذ مليكه من يداها الذي تبكي وسحبها خلفه بعنف حتي خرج من المشفي باكملها وبقوا سويا في السيارة

مليكة بخوف وبكاء : انا هفهمك والله

ادم بزعيق قوي : تفهمينيبي ايهه انت ازاي قدرتي تبقي بالقذارة دي

مليكه بدموع : كان غصب عني والله انا

ادم بعصبية واحمرت عيناه من الغضب ومسك ذراعها بقوة يضغط عليه : انت اييه غصب عنك اومال لو مش صحبتك ثم انت ازاي تبقي ترتبطي اصلا واهو رماكي رمية الكلاب وكان بيلعب بيكي يا زبالة

مليكة تحاول ان تبتعد عنه بخوف فمنذ صغرها وهي تخاف منه وتخشي غضبه : انا مش زباله يا ادم

ادم خبط بيده مقود السيارة بعنف وانطلق باقصي سرعه في صمت وهي تبكي بشهقات متتالية

بينما في المشفي تبكي چوري بقوة وريحانة تضمها الي صدرها بحنان

ريحانه بحزن : بس يا بتي وشك اصفر ولسه طالعه من العمليه ربنا يخدها بنت الكلب دي

بلال وهو يقف امامها وملامحه متعصبه : انا مش فاهم بتعيطي ليه ممكن تهدي

چوري ببكاء : اخرج بره بكرهك

بلال تنهد بقوه ومسح وجه بكفيه : ربنا ياخدك يا ادم الزفت انت وبنت خالتك

ريحانه وهي تمسح دموع ابنتها بحنان : خلاص يا عمري غارت من اهنه

بلال اقترب منها بهدوء : معاد الدواء جه خدي وانا همشي

چوري اعتدلت بعصبيه وكأن رؤيتها لها اصابتها بالجنون : مش واخده زفت وخرجوني من هنا

بلال استغفر ربه : چوري مش عايز هبل

چوري بعنف قطعت المحلول المعلق لها : وادي ام المحاليل اهي

ريحانه بصدمه : وه حرام عليكي هتموتيني عليكي

بلال بعصبية وزعيق : انت اتجننتي شكلك اندهي الممرضه يا مرات عمي بسرعه

خرجت ريحانه وهي تبكي علي حالة ابنتها
بينما انفجر بلال بها غاضبا : اتهدي بقا يشيخه ارحمينا اقسم بالله لو كررتي الهبل ده تاني ما هعمل حساب لتعبك.

چوري نظرت له بتعب وهي تتنفس ببطء وملامحها مجهدة اتت الممرضه سريعاً ووضعت لها المحاليل وكانت چوري غفت من كثرة العصبية والتعب.


امام منزل ادم توقفت سيارته

مليكة : انت جايبني بيتك ليه

ادم : مفيش سكن تاني عجبك تخلصي سنتك ع خير وانا الا هوديكي واجيبك كمان

مليكة باعتراض : اي العبط ده انا هتصل بماما

ادم : والله براحتك وانا هقولها كذا كذا خليها تتقهر في تربيتها

مليكة بصدمة : انت بتهددني يا ادم

ادم نظر له بضيق : عندي حل تاني ممكن ارجعك القاهرة وتنزلي علي الامتحانات

مليكه بصوت مختنق : دي اخر سنه عايزه اجيب تقدير

ادم هوت بها : يبقي تسمعي الزفت الكلام

مليكة : انت يعني عايز الناس تكلم علينا انت مجنون

ادم ببرود: محدش لي عندي حاجه انت اختي انا هخلص السنه خدمه الا هنا وانت تخلصي كليتك ولينا حساب في بلدنا

مليكة نظرت له بحزن عميق : كل ده حصل بسبب اني اختك

ادم بانفعال : انت مجنونه ولا عايزه تجننيني ها ردي مجنونه انت مكنتيش كده اي اتهبلتي

مليكة بدموع : كنت اقرب حد ليا كنا بنعمل كل حاجه سوا وفجاة بعدت عني

ادم تنهد ورق لمنظرها بحزن علي حالتها : عشان لقيتك فهمتي قربي غلط

مليكة شردت ودموعها لا تتوقف : لا مش غلط جيت قولتلك انا بحبك يا ادم يارتني ما قولتها كان علي الاقل كنت هتفضل جمبي لكن سبتني

ادم : انا بعدت عشان احاول استوعب وعشان لو قربت منك وانت بتحبيني مشاعرك هتكبر

مليكه بحزن : وليه مش تكبر ليه تتقتل لو بتحب حد قولي يمكن كانت ناري تهدي

ادم بجديه: يبنتي اقسملك ما في واحده فحياتي كل الفكرة اني وعيت علي الدنيا لقيتك انت وخالتو وماما وانك اختي فعمري ما حسبتها غير كده

مليكة : يبقي انا الا حسبتها غلط

ادم : ثم هو ده مبرر بخليكي تأذي الناس واقرب الناس ليكي عملتلك اي چوري

مليكة بدموع : انا مكنش قصدي ومكنتش عارفه ان كل ده هيحصل قرب بلال كان بيفكرني بيك ديما خوفه عليا هزاره عصبيته

ثم بكت بقوة وهي تقول : غصب عني والله متخيليتش كل ده يحصل

ادم : ممكن تبطلي عياط وكلميني مفكرتيش في نفسك وفي شكلك حتي

مليكة هزت رأسها بنفي : انا حتي مزعلتش لما سابني عشان انا مش حبيته بس اتغاظت وعملت حوار الصور ده

ادم : يشيخه اعمل فيكي ايه غبيه ومتهورة

مليكة بعتاب : لما كنت جمبي ومعايا مكنتش بتسبني اغلط لانك كنت علي طول معايا في كل خطوة

ادم : انا اسف

مليكه ضحكت بسخرية : ليه

ادم بحزن وهو ينظر لملامحها التي شحبت وتغيرت كثيراً : حقيقي انا فعلا حمار واسف لان اتصرفت بطريقه غلط كنت شايف انها الصح او مش عارف يعني بس انا اسف عشان اذيتك

مليكة مسحت دموعها : انا اسفه عشان حطيتك في موقف وحش

ادم : كل حاجه وليها حل وربنا كبير والغلط علينا مكتوب إن النفس امارة بالسوء وكل الا فات ماضي وعشان يتنسي ويبطل يضايقنا لما نفتكره لازم ننضفه الماضي لازم ينضف

مليكة ببكاء : بس انا بوظت كل حاجه حتي مليكة

ادم بحنان ولين قلب : اشش مفيش حاجه باظت انا معاكي

مليكة نظرت له وعيناها مغرقه بالدموع : يعني انت مش زعلان منك

ادم مبتسماً : لا مش زعلان منك عشان عارف ان قلبك مش زي تصرفاتك انت مجنونه بس

مليكة نظرت له بابتسامه حزينه

ادم : ممكن نطلع بقا عشان انا ميت من الجوع

ضحكت مليكة بروحها وكأن عادت لها الحياة : هنطلب كشري وقصب صح

ادم بسعادة هو الاخر : صحححح

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( حُرم علي النّار كل هين، لين ،سهل ، قريب من الناس ) رواه الترمذي.

في ايطاليا داخل مستشفي خلصة خمس نجوم والجميع في حالة رعب من وجوده يجلس وعلي جسده اثر دمائها ولا يوجد احد معه سوي چني التي تورمت عيناها من البُكاء خوفا علي شقيقتها

چني بصوت متحشرج اثر البُكاء : هو حمزه مش اتصل

هز رأسه بنفي

چني نظرت لملامحه وجدت وجه يغلبه اللون الاصفر : هتبقي كويسه

حسام نظر لها والدموع متجمده في عينه وقال بضعف لاول مره : انا خايف عليها

چني بدموع : استهدي بالله دلوقت الدكتور يطلع ويطمنا بس انت مش تخوف حد ومطلعش سلاحك

حسام : انا هدغدغ المستشفي علي دماغهم لو جرالها حاجه

چني : وهما ذنبهم ايه روح دغدغ الا عمل فيها كده

حسام بغضب : يارتتي كنت اقدر

چني بضيق : اشمعنا دي

حسام بشرود : لانها بنت الملك

واثناء ذلك رن هاتف چني والمتصل حمزه فابتعدت عن حسام واجابت بصوت حزين
: انت فين

حمزه : في الطايرة جاي كل حاجه خططنا ليها تمت بس حسام مش بيرد خالص

چني بدموع : اسيل ضربت سارة بالنار واحنا في المستشفي

حمزه بصدمه : انت بتقولي ايه

چني : زي ما بقولك تعالي بسرعه انا هموت

حمزه بقلق : اشش اهدي مفيش حاجه نص ساعه وهكون جمبك اوعي حسام يعمل حاجه

چني : كل المستشفي مرعوبه منه رفع السلاح علي الدكاتره وفي حالة غضب جنونيه

حمزه ليطمئنها : متخفيش ومتخلهوش يخرج بره المستشفي نهائي

چني : يعني انا هقدر عليه يا حمزه

حمزه : خوفيه علي ساره مش هيخرج راكان لو طلع هيروح يقتلها

چني بدون تركيز : ما يقتلها انتو خايفين منها

حمزه : دي بنت الضلع الاول

چني بدموع : انا تعبت من العالم ده وخايفه انا هاخد اختي اما تقوم ونمشي بعيد

حمزه بضيق : بس خلاص متعيطيش انا جاي

بعد مرور ساعتان واتي حمزه الي المشفي وحل ظلام الليل وكانت خرجت سارة من العمليات ودخلت الي غرفة العنايه المركزه وغير مسموح بدخول احد فقط يراها من خلف الزجاج

حسام واقفاً امام الزجاج يتأملها وفرت دمعه هاربه منه مسحها سريعاً وهو يتذكر كلام الطبيب " الحمد لله الرصاصه عدت من جمب قلبها بس الفكره انه مش اي رصاص ده رصاص سام احنا انقذنها بفضل ربنا بس هي هتفضل في غيبوبة فترة والله اعلم هتفوق امتي "

حمزة اقترب منه بحزن : لازم تروح انت متبهدل

نظر له وعاد بنظره علي ملابسه وقال بصوت ضعيف منهك : ابعتلي هدوم نضيفه مع حد من الحرس

حمزة : مش هسيبك لوحدك لازم تروح انا خلصت حساب المستشفي ودفعت شهر مقدم

حسام بحزن : هي ممكن تقعد شهر

حمزة : الله اعلم يصحبي استهدي بالله وتعالي نروح

حسام : خد مراتك وروح واعمل الا قولتلك عليه ومش توقف اي شغل او صفقه كملها انت ولو حاجه خربت يا حمزه هقعدك مكانها ومش عايز حد من مصر يعرف حاجه نهائي

حمزة صمت بقلق :

حسام بقوة : ساكت ليهه

حمزة : بصراحه كده الملاك الاسود ده جاي بخراب وانا مش قادر احدد هويته والحوار وصل للملك

حسام بتعب : عارف بس وانا بخلص صفقة باكستان شنطة الاثار اتبدلت واتكتب جمبها الملاك الاسود

حمزه متصنع الصدمه : ينهار اسود واتصرفت ازاي

حسام : طلعت اثار من المخزن سلمتهم ليهم هعمل ايه يعني

حمزة : بس احنا كده بنخسر

حسام نظر له بقوة : حد عارف عننا كل حاجه وفاهمنا ده حد مننا

حمزه ادرك انه بدأ الشك وقال بثبات ليموهه عقله : مش يمكن فرانكو

حسام بتفكير : انا قولت سبوني اقتله

حمزه وشعر بانتصار لانه بعد تفكيره عنهم فهو اكتر شخص يستطيع التحكم بافكاره : انا معاك مش تشيل هم

حسام نظر له بضيق وغضب : انت غبي الايام دي ومش طايقك خد مراتك وغورو من وشي

انصاع حمزه لحديثه ومرت ليلية مؤلمه علي الجميع خاصة قلب حسام الذي بات معاها في المشفي ومع قرأن الفجر ولا تغفل عينه انتبه للأذان وشئ بداخله يدفعه ان يذهب الي المسجد ويصلي ولكن سرعات ما نفض تلك الفكرة من رأسه اللعين ولكن نظر الي سارة النائمه من خلف الزجاج والاجهزة حولها وتنهد بحزن ثم بعد ذلك اخذته قدمه الي مسجد روما الكبير القريب من المشفي ظل واقفاً امامه ينظر له بتردد وكأنه خائف ان يدخل
حتي أتي رجل شاب رأسه يبدو عليه معالم الكبر بشده وحين حدثه بالايطالية انتبه له حسام فمن هيئته ظن انه مصري ولكن ادرك جنسيته الايطالية من لهجته

حسام : هل تقصدني انا

الرجل بابتسامه ودوده : نعم ايها الشاب هل انت علي الديانة الاسلاميه

حسام وكان جمله الراجل ايقظت شئ بداخله فقال بتأكيد : نعم انا مسلم

الرجل : اذا اذهب الي الصلاه لا تقف هكذا

حسام نظر له فقط

رتب الرجل علي كتفه بحنان قائلا : لا تخجل من الله فهو الذي خلق المعاصي وخلق التوبة لولا علمه بضعف عباده ومغفرته لنا ما خلق التوبة

ذهب الرجل وتركه يفكر في كلامه وبعد دقيقه كان قد دخل حسام الي المسجد وبدأ في الوضوء ووقف بين الناس يصلي معاهم وحين سجد بكي رغماً عنه بكي كطفل تائه ويقول بشهقات
" يارب مش عشاني انا وحش وهفضل وحش بس انا حبتها بصدق يارب مش توريني فيها وحش نجيها هي ملهاش ذنب يارب بلاش تعقابني فيها هي الحاجه الوحيدة النضيفه فحياتي يارب نجيها ملهاش ذنب انا الوحش انتقم مني انا يارب "

مع صباح اليوم التالي وفي نفس المسجد الذي قد غفي حسام به من كثرة التعب والارهاق استيقظ من نومه بتثاقل نظر بجانبه وجد شخص يسلم من الصلاة عقد حاجبيه عندما وجده بلال الذي نظر له مبتسماً : صباح الخير

حسام جلس بتعب: انت عرفت مكاني ازاي

بلال : عيب تسأل سؤال زي ده لظابط مخابرات

حسام : امممم عرفت الا حصل برضو صح

بلال بحزن : اكيد وعديت بصيت عليها في المستشفي ان شاء الله هتقوم

حسام ببرود : انت عايز ايه

بلال نظر له : جاي افهم يا راكان

حسام : اممم

بلال : راكان نور الدين سعد من اصل فلسطيني صح ؟

حسام بجمود : ممتاز يا حضرة الظابط
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي