الفصل الخامس

مع اشراق شمس يوم جديد
يفتح حسام عينيه بذعر علي صوت خناق قام من فراشه بتكاسل ليري تلك الاصوات وكأنهم وحدهم في المنزل تقابل مع سارة ويبدو من تعابير وجهها انها ايضا استيقظت من ذلك الصوت

سارة بفزع : هو في ايه

حسام بغضب مكبوت : بلال وجوري طبعا ماسكين في بعض

سارة بخضة  : يلهوي صوت چوري بيعالي اوي تعالي ننزل نشوف في ايه

نزل حسام وسارة علي الدرج سريعا وكان المشهد كالتالي چوري تقف امامه وهي عاقدة شعرها فوقها وبلال واضعا يده في خصره متهكما وسهي وريحانه يحاولون اسكاتهم

چوري بعصبية شديدة : اقسمت بديني لو ما ادتني تلفوني لهيكون يوم اسود

سهي : اديها التليفون يا بلال قبل ما ابوك وناصر يرجع من بره

بلال بعند : علي دماغك مش هتاخديه غير لما تقولي بتكلمي مين

چوري بانفعال : وانت مالك خليك في نفسك

بلال ببرود: خلاص انسي تلفونك

چوري وقد فقدت صوابها فهي بالاساس تحمل منه الكثير : ورحمة ابويا هفرج عليكو الدنيا

ريحانة : ي بنتي اهدي مش كده

بلال ينظر لها بغضب وعصبيه : الا زيها مش تهدي غير لما تضرب بالجذمه عشان تتربي

چوري وهي تشوح بيداها : لا حوش وانت الا هتربيني كنت انفع نفسك يا عنيا

بلال كور قبضة يده ويقول بغضب : مش تعدي حدودك يا چويريه لاطلع رجولتي عليكي

چوري بتهكم مربعة يداها : لا وانت راجل اوي يا حليتهاا

كاد بلال ان تنزل يديه الذي رفعها ليصفعها لول يد حسام التي منعته وتدخل في الوقت المناسب بينما هذه الحركه حررت كل غضبها اصبحت كالمجنونة تريد ان تنقض عليه ولكن تمسكها سارة وريحانة باحكام حتي لا تقترب منه وهكذا يفعل حسام معه

بلال وهو يحاول ان يقترب منها : والله لمعرفك انا راجل ازاي يا حيوانة

چوري بغضب : خالتك ياض انت اخرك سيكي ميكي الا زيك مش يعرف الرجوله

حسام بزعيق قوي : بس اخرسوا چوري مش عايز اسمع صوتك علي اوضتك

بلال وهو يحاول تخطي حسام الوقف له كالحائط : قولتلك دي واحدة قليلة الادب

ريحانة : خلاص يا بلال حقك عليا انا يبني اهدي قبل ما ابوك ما يرجع في اي وقت

حسام نظر لسارة وقال بزعيق : خديها من هنا وغوري من وشي يله

صُدمت سارة نظرت له بزهول وزعل وبالفعل اخذت چوري من يداها بعنف تحت عنادها وذهبت معاها الي غرفتها بينما جلس بلال بعد عصبية شديدة وسبه لها

سهي بزهق : دشتوني علي الصبح يله يا ريحانه نحضر الفطار قبل الحاج ما يرجع

ريحانة بغلب وهي تذهب معاها : يله يستي هنعمل ايه اهو طول عمرهم كده .

حسام : ممكن افهم في ايه لكل ده

بلال بنرفزة : بنت الكلب الحيوانه والله لوريها

حسام : افضل اشتم لما يجي عمي يولع فيك انجز في ايه

بلال : ولا حاجه بتكلم في التلفون بقولها بتكلمي مع مين وبهدوء عادي وببدء معاها كلام اكيد مش في بيت واحد وهنفضل مش طايقين بعض لقتها بتبجح خدته منها

حسام نظر له باستحقار : تصدق بالله انت بجح ومش عندك دم عايزه تقولك ايه يا بجح قال بيلطف

بلال بحدة : ومش عايزه تقولي بتكلم مين ليه

حسام بانفعال : وانت مالك دا انت انسان معدوم الاحساس والله انا بحي چوري ب 100 راجل

بلال بعصبية : يعني انا مش راجل يا بلال

حسام : بقولك ايه انت الا حاسس بنقص من حركتك ف علي راسك بطحه

بلال بتهكم : ولا حركه ولا حاجه انا حر في حياتي اختار بمزاجي

حسام بنرفزة : طب هات تلفونها عشان خلقي مش جايب علي الصبح

بلال اعطاه الهاتف : خد الزفت اهو

صعد حسام بعد ان اخذ الهاتف منه حيث يتجنب افتعال المشاكل معه توجه الي غرفة چوري طرق الباب ودخل وكانت تجلس منهمرة في البكاء وبجانبها سارة ترتب علي ظهرها وملامح الزعل علي وجهها

حسام قاضبا حاجبيه : اومال لو مش كنت مسحتي بكرامته الارض كنت هتعملي ايه

چوري وهي تمسح دموعها : اه انت جاي تكمل

حسام بحده : چوري

چوري ببكاء : نعم نعم قول اتفضل هزقني مهو محدش حاسس بالقهر الا جوايا

حسام جلس بجانبها وقال بهدوء : تلفونك اهو جمبك وانا مش جاي اهزقكك

چوري : شكرا

حسام بغضب مكبوت : بس انت زودتيها فعلا

چوري بعند وانفعال : لا مش غلطت هو مش راجل فعلا

حسام بعصبية : ايوه افوقك ازاي دلوقت ارزع دماغك في الحيطه متخبطيش يا چوري

سارة بضيق : سبها انت مش تعرف حاجه

حسام رمقها بضيق وتجاهل حديثها مما جعلها تشعر بالحزن منه اكثر : چوري غلطك مش يتكرر تاني فاهمه بلال المره الجاي يقتلك

چوري بعصبية : عارف الا بدافع عنه ده عمل فيا ايه عارف انا حاسه ب ايه

حسام : عارف

چوري ببكاء : لا مش عارف ده ارتبط ب مليكة صحبتي وجع قلبي من كل النواحي

صُدم حسام : بتقولي ايه

چوري بغضب جنوني : ومن بجحته جاي بيدافع عنها وبيقولي هتبقي مراتي يا اخي خدك ربنا قبل ما تبقي ليك كده

سارة ظلت ترتب عليها بحزن : اهدي طيب عشان خاطري

لا تستجيب چوري بل تزداد بُكاء مرير مرعب وتاخذ انفاسها بصعوبة

سارة بفزع : حسام هات حقنة المهدء بتاعتي من الاوضه بسرعه الدكتور كان كتبهالي

خرج حسام سريعا واخذ الابرة من غرفة سارة واتي مرة اخري وبداخله القلق يأكله علي ابنة عمه التي بمثابة شقيقته الصغري

سارة بدموع : انا مش بعرف ادي حقن

حسام وهو يجهز الابرة : انا بعرف امسكي دراعها

چنة بانهيار وعصبية : اطلعوا برة مش هاخد زفت بره كلكو بره

حسام نظر لسارة وقال بزعيق : امسكي دراعها انت هتسمعي ليها

سارة وهي تحاول ان تمسك بدراعها جيدا ولكن چوري تقاوم بعنف وغضب

حسام : چوري اهدي بقا

چوري بتعب : طب ابعد البتاعه دي عني واطلعو بره انا كويسه

حسام بانفعال قوي هوت بها : وشك ازرق من الانفعال يا زفته هاتي دراعك

اعطته چوري ذراعها وهي تبكي بُكاء مكتوم مسك ذراعها بحنان وحين غرز الابرة بها انتفضت تألما وزاد بُكائها انهي ذلك اعطته سارة منديل ليضع مكانها قام بذلك بحنو والتفت يمسح دموعها وقبل رأسها

حسام : حقك عليا صحتك وروحك غالين عليا اهدي وانا هاجبلك حقك

چوري بانطفاء : مش عاوزه حق اطلعو بره

حسام : انا يمكن ضغطت عليكي لما اتعصبت بس انا مش مع بلال ضدك انت اختي يا هطله

چوري وهي تضع رأسها علي الفراش : ماشي سبوني انام

خرج حسام وهو ينفخ بضيق واتبعته سارة وكادت ان تمر من امامه متجه لغرفتها دون ان تنطق ولكن امسكها من ذراعها يوقفها قائلا

حسام : تعالي انتِ كمان هنا

سارة بتهكم : ايه في حاجه

حسام : ايوه في زفت انتِ لابسه بجامه النوم ونازله بيها

سارة انتبهت لذلك وارادت تعصيبه : عادي يعني مش ملفته وبعدين ما انت شفتني مش نبهتني

حسام وهو يرفع حاجبيه باستنكار : نص كوم وضيقه !! بتقلبي الترابيزه ومالو بس  انا كنت مش شايف قدامي

سارة ببرود : عادي انا كمان كنت مفزوعه

حسام مسك خصلات شعره بقوة وزفر بضيق : سارة بلاش التعامل بينا يبقي بالاسلوب ده

سارة متصنعه البرود والتعجب : اسلوب ايه انت متعصب وعايز تطلعه وخلاص

حسام بعصبية : اه انا بطلعه فيكي ايه رأيك والبجامه دي جوا اوضتك متعديش بيها الباب حلو كده

سارة ربعه يديها بتهكم : لا مش حلو وخليك ف حالك

حسام نظر لها بغضب وزهول : انتِ هطله انا انت مراتي قدام الدنيا وبيني وبين نفسي مش اقدر اتجاهل ده

سارة : اه يعني ايه يعني اعملك ايه

حسام هوت به بحده : يعني اما اقولك علي حاجه تتنفذ فاهمه

كادت تهم بالرد الا قاطعها فتح چوري باب الغرفه بنرفزة تقول : انتو واقفين تتخانقوا هنا تعبانه عاوزه انام

حسام : ادخلي انت كمان دلوقت

چوري : حبوا بعض مش كده

سارة بنرفزه : انتِ مش كنت ميته دلوقت غوري

چوري بغرور ولكن ملامحها مازالت شاحبه : بعد الشر عليا انا انهار في الدقيقه 40 واستجمع قويتي ف الدقيقه 41

ضحك حسام رغما عنه علي حديثها بينما نظرت لهم سارة بزهول وتكاد تجن

سارة : لاا ده مروستال انا مش قادره
وهرولت من امامهم  ولا تصدق انها سوف تقضي حياتها بين هولاء المجانين .

في ايطاليا
يستيقظ حمزة بتثاقل وقام من فراشه ودخل الي المرحاض وخرج من الغرفة يبحث عنها ولم يجدها في غرفته نزل في الاسفل ولم يجدها خرج الي الجنينة وجدها تقطف الورود ومرتديه بنطلون جينز ضيق وبلوزة نصف كوم وشعرها مفرود احتدت عيناه من الصدمه ونظر الي الحرس وجدهم ينظرون اليها جميعهم فتلونت عينه باللون القاتم من شدة الغضب وخرج جذبها من ذراعها بعنف وسقطت جميع الورود الذي جمعتها ارضا من صدمتها بعنفه لها

چنة وقفت وسط الصالة : ايه في اييه

حمزة بغضب جنوني : انت ازاي تخرجي كده

چنة نظرت له بخوف ولوجهه الغاضب : في ايه يا حمزة انا في البيت

حمزة جذبها خلفه امام الشباك ومسكها من راسها امامه قائلا بعصبية : ودول ايه الا واقفين عمالين يتفرجو عليكي ردي دول اييييه

چنة بدات في البكاء : سبني طيب اوعي

ابتعد حمزه عنها : انا نبهت عليكي تخرجي بحجاب وحاجه واسعه حصل ولا محصلش

چنة بانهيار: بس تعبتني زعيق زعيق حرام عليك يا اخي انا مش متعوده علي كده

حمزة وهو ينظر لها ويزيد غضبه كلما تخيل انهم رأو قوام جسدها وشعرها الجذاب : انت هتستعبطي دي مش محتاجه تعود قولتلك مره

چنة وهي تمسح دموعها : ارجوك خلاص مش حصل حاجه اسفه خلاص

حمزة مسك ذراعها بقوة وقال بنبرة متوعده : انا حذرتك مره عدتها مرة ودي التانيه قسما بالله يا چنة لو اتكرر تاني ما هتخرجي من اوضتك حتي

كان الغضب يعميه عن جسدها المرتعش خوفا من منظره ولكن شعر بيدها ترتعش وهو يمسكها تركها بضيق بينما هرولت الي الغرفة سريعا من امامه بينما لم يجد امامه سوي الزهرية ليصفعها بيده وتقع منكسره ظل يتنفس ويهدا من نفسه مبررا

"اهدي يا حمزة دي عيله صغيرة ولسه مش تفهم سيطر علي غضبك معاها حرام عليك "

رن جرس الباب وذهبت احدي الخدم الايطالين تفتحه وطلب منها بعد ذلك تنظف الارض دخلت ايزابيلا واقتربت منه واحتضنته

ايزابيلا : انا جيت لانك رافض تجيب زوجتك وتيجي

حمزة بشبه ابتسامة : مجتش فرصه بس كويس انك جيتي

فهد : مالك وشك قالب كده ليه

حمزة : مفيش احنا نتغدي سوي بقا

ايزابيلا : هي فين عايزه اشوفها الا وقعت الفارس الاسود

حمزة بضيق : فوق

ايزابيلا بضجر : اوه انت مضايق لازم حبيبي زعلتها

حمزة : شديت عليها شويه بقولك ينفع تطلعي تصاليحها هي اكيد مش طايقاني دلوقت

ايزابيلا  : of course هاطلع اشوفها براحة عليها هي كتير صغيرة ومش قد غضبك

فهد : ما لازم تفهمه

ايزابيلا نظرت له بضيق : مش تجمد قلبه عليها انا لو مكانها لو جاتلي لحظة ندم اموت فيها البنت سابت الكل عشانه

حمزة متصنع البرود وبداخله قلق عليها : اطلعي ليها

ايزابيلا : هي جاهلني حمزه انت تطلع ليها وتجبها

حمزة بجمود : لا

ايزابيلا : يا الله انت ايه ثُلج قلبك

فهد بلامبالاةً : يعني هو جديد عليكي مش عارف حبيته علي ايه

حمزة عبس بعينه بنصف ابتسامه : ديشتا

فهد بغضب : مستفز

همت ايزابيلا واقفه تنظر لهم بضيق وصعدت الي تلك الفتاة وهي تشعر بالشفقه عليها وتتذكر لحظاتها الاولي مع حياة الفهد بينما في الاسفل يجلس فهد وهو ينظر له بغيظ وضيق

حمزة : هات الا في بطنك لتموت من الكتمه

فهد تنهد بغيظ : يا حمزة خطر خطر جدا

حمزة وهو يملس بيده علي خصلات شعره وينظر في الهاتف كمرأة كنوع من انواع البرود وقال : مين خطر

فهد : البنت الا فوق دي

حمزة ترك الهاتف ونظر له : قصدك مراتي

فهد : المهم انها خطر اهلها قالبين الدنيا انا عملت المستحيل عشان اخفيها من شركات الطيران الخاصة والعامه

حمزة : بجد برافو عليك ايه الخطر بقا

فهد : لو عرفت انت مفكر هتوافقنا دي ممكن تودينا في ستين داهية

حمزة ضحك مقهقها : چنة دي هطله وساذجه جدا

فهد : بيتهيألك لما تعرف انك كدبت عليها وانك

حمزة بحدة : فهد كانت ايزابيلا عملت حاجه زمان

فهد رمقه بحده واحتدت عيناها : ايزابيلا غير ومش مصرية ومش هربانه من حد ولا ليها حد اصلا

حمزة قائلا بتأكيد من بين اسنانه : چنة بتحبني وانا بحبها ومحدش يقدر انه يبعدها عني وانت وايزابيلا مش اتفرقتوا ليه عايز تفرقنا

فهد بانفعال : قولتلك تختلف كتير

حمزة بغضب : فوق يا فهد احتا مصريين واحنا الشر نفسه

فهد : انت كده بتعرض حياتها للخطر انت عارف كويس نهايتها هتكون ايه

حمزة احتلت عينه حمرة غاضبه حين فهم ما يرمي إليه وقالة بنبرة وعيد : انت و القوانين و المؤسسه حياتكوا قصاد چنة

كاد ان يرد عليه فهد ولكن قاطعه حمزة وهو يشير له بأن يصمت حين شعر برنين هاتفه وراي المتصل .


في القاهرة في محافظه المنيا
ارتدي بلال ملابسه وينزل الي الدرج واتجه الي غرفة والده وطرق الباب ولكن لا رد ففتح الباب وكأن والده يقف امام النافذه ويتحدث في الهاتف وحين شعر بدخوله قفل الهاتف ووضعه في جيبه استغرب بلال من حركته

حسن نظر له بغضب : انت ازاي تدخل من غير تخبيط

بلال رفع حاجبيه باستنكار : خبطت بس مش سمعتني باين كنت بتكلم

جلس حسن وهو يقول : عايز ايه يا اخرة صبري

بلال بعدم ارتياح لوالده : ابدا اوراقي مش لاقيها تقريبا معاك شوفهالي عشان بخلص شوية اجراءات التخرج

حسن زفر بضيق : انا مش عارفلك والله مش سمعت عنيه قبل كده اوراق طلوعك من العلام واشمعنا المره دي

ضحك بلال : يا حاج المره دي هبقي قوات خاصة

حسن : كان يوم اسود يا شيخ

بلال : ليه بس كده كارهني كده ليه

حسن بغلب وقلة حيلة : يا بني دانت عزوتي وحياتي

بلال بمشاغبه : لا انت بتحب حسام اكتر مني

ضحك حسن : والله يا ولدي ما ليا غيرك انت وهو

بلال : وشغلي كظابط حربي هيضايقك في ايه بس

حسن صمت ثوانٍ وقال : خايف عليك دي شغلانه واعره اوي

بلال بثقه : ابن النقيب راجل وقدها خلينا ننضف البلد ادعيلي ابقي مخابرات

حسن : ربنا يهديك ويهدي سقف طموحك الا هيجي علي دماغتنا كلنا

بلال بضحك : الله كريم هات الورق بقا اتاخرت

قام حسن علي مضض واخرج له اوراقه واعطاه له اخذها بلال وودعه وخرج من المنزل ولفت نظره سارة وهي جالسه علي ارجوحة الجنينة شاردة حزينه تجاهلها وتوجه ليركب سيارته بينما رق قلبه لها فعاد متجها إليها وقف امامها

بلال : سارة

نظرت لها سارة وتحاول مدارية غضبها منه لما تسببه لچوري من اذي : خير

بلال : كنت بقول يعني مش حابب تكوني زعلانه مني انت فعلا ملكيش ذنب

سارة : عادي كده كده محدش حاسب علي المشاريب غيري

ضحك بلال وفهم ما تقصده : لا يشيخه مش تقولي كده هو حسام وحش

نظرت له سارة بغيظ : بقولك ايه انا مستحملاكو بالعافيه

ضحك بلال : استنضفينا شويه ده لعلمك حسام نضيف جدا وبيأرف من الهوا ومسالم كده مش هيزعلك

سارة : بقولك ايه

بلال : قولي

سارة : امشي يا بلال من وشي

ضحك بلال وذهب متجهاً الي سيارته وشاور لها وهو يخرج من البوابة بينما نظرت له بضيق وهي تتمتم : معرفش ليه مش لايق عليك حركة الوطينه دي

اكلمت جملتها وكادت تستعيد شرودها ولكن فجاة اتي حسام إليها نظرت بتهكم متمته : مش هنخلص بقا

حسام عقد حاجبيه : بتقولي ايه يا وليه

سارة ولاحظت من هيئته انه خارج : ولا حاجه انت رايح فين

حسام : راجع مصر

سارة انقبض قلبها فهو الوحيد بعد چوري الذي يعاملها بلطف فقالت بلهفه : لا

حسام باستغراب : لا ايه عندي شغل

سارة وعيناها مليئة بالدموع : متسبنيش هنا لوحدي

حسام ابتسم لتعلقه بهِ : ما چوري موجوده

سارة بضجر : چوري ها تنزل الكليه ومحاضرتها بتتاخر متسبنيش يا حسام

حسام بتريقة : ما كنتِ مش طيقاني

سارة وتحررت دموعها : ابدا والله حقك عليا

حسام نظر لها بزهول وصدمه : طب اهدي في ايه

سارة : مخنوقه هموت بجد

حسام رتب علي كتفها بحنو : بعد الشر عنك بس غصب عني عندي شغل اداري محدش هيخلصه غيري

سارة بتوسل : طب خدني معاك مش تسبني

حسام بعفوية : يا حبيبتي مش سايبك والله شغل اعمل ايه

لفحتها المشاعر وحاوطة قلبها من كلمته نظرت للارض واحمرت وجنتيها وتحاول الا تبتسم ضحك حسام علي منظرها المثير للشفقه : غريبة حوكشة بيكسف

رفعت عيناها اه تبتسم بدهشة : انا حوكشة !

حسام : اه انتِ حوكشه

سارة بضحك : هعديها عشان مصلحتي خدني معاك بالله

حسام بتفكير : مش هينفع

سارة بتذمر : ليهه

حسام بجدية : انت زنانه ليه انا بكره الزن

سارة بتوسل : من فضلك عشان خاطري

حسام باندفاع : ما خلصنا بلاش زن

سارة : طب مش ينفع ليه

حسام : هتقوليلي اقعد عند خالتي

سارة باستفزاز : اومال انا عايزك تخدني ليه يا حوسو

حسام بضيق مزيف : طب امشي يا بت من هنا بقا مفيش روحه في حته

سارة : اومال هقعد فين طيب

حسام : معايا ولا انا قرطاس لب مثلا

سارة بفضول : معاك فين

حسام : ي بنتي هو انا اصلا عايش هنا شقتي في مصر جمب الشركه الرئسيه بتاعتي وبعيدة جدا عن خالتك ف مش كل ما احب اطمن عليك اروح مشوار وانا مش فاضي

سارة ببساطة في الامر : يا سيدي مش تطمن عليا انت كنت تعرفتي اصلا

حسام بصياح : يارب ارحمني غبيه يارب يا حبيبتي انت مراتي دلوقت خلي الحوار يعدي الجمجمه واستقبلي بمخك

سارة بحزن ودموعها تملاء عيناها : انت هتزعق ليه روح خلاص

حسام تنهد : مش بزعق قومي اطلعي هاتي هدومك وهبقي اخليكي تقعدي معاها

سارة تحررت دموعها وهي تضحك : بجد

حسام ابتسم لمنظرها : اه بس بشرط مفيش مبيات غير معايا وتسمعي الكلام

سارة : مش مهم موافقه المهم مش اقعد هنا

حسام بحدة وضيق خلق : طب بسرعه بطلي رغي

هرولت سارة من امامه تجري ودخلت الي المنزل وهي تركض قابلتها ريحانة وهي تحمل الشاي ذاهبه به لبقية العائله

ريحانة : علي مهلك ي بنتي

توقفت سارة وقبلتها من رأسها بلطف : انا بحبك اوي وشكرا لانك عمرك ما ضيقتني

ريحانة بفرحة : يروح قلبي انتي زي چوري بالظبط

سارة بسعادة : حسام هيخدني معاه القاهرة

ريحانة : يخبر فرحانه عشان هتسبينا

سارة : مش كده بس انا محتاجه اغير جو من هنا شويه

ريحانة بحب امومي : ومالو يحبيبتي ربنا يجعلكو خير لبعض ديما

تركتها سارة بعد ان شكرتها ودخلت الي الغرفة تجمع ملابسه في شنطه سفر سريعا وابتسامتها التي لا تفارقها وفجاة توقفت وانتبهت لنفسها تقول بداخلها

" مالك انت مياله ولا ايه عايزه تفتحي قلبك لي "

سارة : وفيها ايه ما انا بنت وكده كده بقا جوزي

" من امتي وقلبك بيحن ويدق لحد كده هتحبي وتتعلقي بيه وفي الاخر زيه زيهم "

سارة : كفاية بقا شكله مختلف وجميل وكويس

" بأمارة ايه شوفي اخوه عمل ايه في بنت عمه متخيله اما تفتحي قلبك ليه كمية الوجع الا هتصيبك وترجعي لنقطه الصفر تاني "

سارة : انا تعبت وانا عايشه زي الميته من غير روح ومشاعر ليه ديما ادفع تمن غلطات مش بتاعتي علي الاقل يوم ما هتوجع من حسام هيبقي اختياري

نفضت من عقلها تلك الافكار وجمعت ملابسها وارتدت فستان رقيق جدا لونه وردي لم تكن ترتديه الا قليلا جدا ووقفت امام المراة ووضعت بعض لمسات التجميل الخفيفه ولفت حجابها وهي تحسم امرها علي ان تعيش حياتها من اليوم وتخرج من فواتير الماضي واقنعت نفسها بانه شخص مناسب ويستحق الحب والتقدير وضعت يداها علي قلبها وقالت وهي تنظر لنفسها امام المراة
" اسفه اني حبستك كتير وتجاهلت وجعك من انهاردة الا نفسك فيه اعمله انت حر زمان دفعتك تمن فواتير بابا ودلوقت چنة بس لا كفاية "

في الاسفل يجلس الجميع ما عدا بلال

حسام : مش فاهم والله حضرتك عايز ايه دلوقت

حسن : مهياش راحه في حته وليها طالعه من هنا

حسام باعتراض : افندم دي مراتي علي فكرة

حسن بحدة : مش تنسي انت متجوزها ليه

حسام بعصبية : النصيب واظن محدش ليه الحق الا يقولي بتعامل مراتك ازاي ووخدها فين

ناصر : محدش قال كده يبني

حسام : انت مش شايف طريقته احنا مش شطرنج

سهي : ابوك مش يقصد كده

حسام : ولا يقصد انا واخد مراتي وهو يقولي لا اسمي ده ايه

حسن بغضب : سمي زي ما تسمي البت دي هتفضل هنا وكمان مش تخرج من البيت

نزلت سارة علي الدرج ولاحظت توترهم وتلاشت النظر الي عمها وذهبت ووقفت بجانب حسام وچوري وقالت

سارة : هو في حاجه

حسام وقف ووضع يده علي كتفه بتملك تفجات من حركته ولكن لن تعترض : مفيش حاجه جبتي كل حاجتك

سارة بابتسامه : اه

چوري بمرح : الناس الا هتسبني

سارة : حقك عليا بقا عارفه لو مش كليتك كنت خدتك معايا

حسن بتهكم : عشان تبوظيها هي التانيه كفايه الا هربت

تبدلت ملامح سارة للحزن ونظرت لحسام بينما رتب علي كتفها

چوري : ليه كده بس يا عمي

حسن بغضب : الله يرحمك يخويا لو كان عايش كان مات بصدمته في بناته

التفت حسام ونظر لسارة مبتسما : ايه الحلاوة دي بقولك خدي المفاتيح دي بتاعة عربيتي هتلاقيها بره السوده العليا وانا هجبلك الشنطه معايا

سارة نظرت له بابتسامه انتصار مملوءة بالنشوة : طب ا

برق لها بحدة قاطعتها : اسمعي الكلام يله

اخذت منه مفاتيح السيارة وذهبت بعد عانقت چوري بقوة بينما انتظرها تخرج والتفت لوالده بضيق

حسام : هو انت مجوزهالي عشان تكلم عليها بالوحش وتجبلي الكلام ولا ايه مش فاهم فكرتك بتحافظ عليها

حسن بغضب : عشت وشفت اليوم الا بتقف في قصاد ابوك

حسام استغفر ربه بغضب : لا انت مش واخد بالك لو منت عايز اقف قصادك مكنتش وافقت علي كلمتك لما قولتلي اتجوزها ودلوقت عمال تبهدل فيها قدامي ياريت محدش فيكو ينسي انها شايله اسمي عشان مش اولعلكو في البلد تمام .

انهي حديثه وحمل حقيبتها وخرج بينما كانت چوري تحاول كبت ابتسامتها لرده عليهم وفرحت من قلبها لسارة واطمئنت عليها مع ابن عمها الذي لم يسمح لاحد ان يتعرض لها من الان فصاعدا وتذكرت ما فعله شقيقه بها وهي ايضا ابنة عمه مثلها كسارة ولعنت تقلبات البطن الذي اتت بشخص مثل حسام و اخر مثل بلال .

عند العودة الي ايطاليا
نجد حمزة يودع ايزابيلا وفهد بعد ان قضو وقتهم ورفض چنة النزول لهم وبعد ان ذهبوا دخل حمزة الي المطبخ عرض عليه الخدم المساعده ولكنه تعمد ان يعد لها كوب من العصير وصعد به ودخل الغرفة نظر لها وهي منكمشة علي نفسها وتبكي وضع العصير علي الكومودينو وجلس بجانبها نظرت له وصمتت

حمزة : مش نزلتي ليه مع ايزابيلا

چنة مسحت دموعها واخذت نفس : ماليش مزاج

حمزة : ولا مش حبتيها

چنة بنفي : لا بالعكس ست روحها جميلة جدا وحبيتها

حمزة وهو ينظر لملامحه وعيناها المتورمه ويشعر بالحزن بداخله عليها : فعلا مرات عمي فهد وهي جميله جدا

حمزة لاحظ انها لا تريد النظر له قام من جانبه وجلس امامها مباشرة : ايه يا چنة مش عايزه تبصيلي زعلك وحش كده ليه

چنة : معرفش

حمزة بضيق : اووه خلاص بقا انت خرجتيني عن شعوري بجد مش اتحملت ان حد يشوفك كده

چنة بانفعال وهي تبكي : انت لازم تفهم اني صغيرة والدنيا خدتني ومش فاهمه حاجه اما تقولي حاجه عرفهالي براحه

حمزة ببرود : لا يا شيخه استعبطي بقا اقلبي عليا الترابيزة في حاجه غير دي

چنة : والله !

حمزة وهو يمسح دموعها برفق : لان يا حبيبيتي احنا مسلمين وكده كده من غير غيرتي مش ينفع حد اجنبي يشوفك كده

چنة نظرت لاسفل بخجل رفع رأسها مرة اخري لتتقابل عيناها عينه : فهمتي ولا اعيد

چنة بحزن : فهمت يا حمزة

حمزة وضع رأسه علي قدميها : العبي في شعري يله ناعم و كثيف

ابتسمت بحب رغما عنها وقالت برقة : اعمل ايه ؟

حمزة ابتسم ونظر لها بطفولية : دلعيني شوية

چنة بابتسامة عاشقه ونبرة يلفحها العشق : بس انت الا المفروض تصالحني

حمزة : ما دلعيني وانا هفكر اصالحك ازاي

چنة وضربات قلبها تزداد وقالت بتنهيدة : انا ازاي بحبك بالقدر الا مخليني بنسي زعلي بسرعة كده

حمزة : انا الا مش عارف ازاي بكون معاكي كده

چنة : ازاي

حمزة وهو يمسك يداها ونايم علي قدميها : انتِ الوحيدة الا بكون معاها بكامل عفويتي

چنة وهي تمرر يداها بخصلات شعره : اممم عشان كده مش رضيت تطلع تصالحني قدامهم

حمزة : اممم بتفهمي چنة لازم تقدري ان انتِ الوحيدة الا قلبي اتفتح ليها محدش شاف حمزة الحقيقي غيرك

چنة : طب متاكد ان ده الحقيقي ولا الا معاهم وده بس مجرد تأثير الحب

نظر لها قائلا ولمعت الدموع في عينه : بحياتي كلها كاتم عفويتي اوعي تسبيني يا چنة انا حبيتك

چنة : متخافش مني يا حمزة عمري ما هسيبك تحت اي حال انا سبت الدنيا عشانك

حمزة نظر لها بتأمل : وعد

چنة ابتسمت له ولتعلقه بها : وعد يا حبيبي

حمزة : طب اصالحك ازاي عشان صعبتي عليا لما زعلتك انهاردة

چنة نظرت له بخوف وتوتر لاحظ ذلك حمزة اعتدل ونظر لها يحثها علي التكلم

حمزة : خايفه !؟

أمات له برأسها

حمزة ابتسم واعاد خصلات شعرها خلف اذونيها بحنان ليطمئنها : متخافيش قولي نفسك في ايه

چنة بحزن راجي : قلبي وجعني نفسي اكلم سارة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي