النهاية

بعد مرور اسبوع وتلك الصغيرة بين الحيا والموت خرج الطبيب لحمزة الواقف متمسكاً بيد صديقه وهو في قمة ضعفه يشعر بقلبه يكاد يتوقف خوفاً عليه فهي روحه التي اذا ذهبت ذهب معاها

حسام : ماذا عنها؟

الطبيب بملامح حزينه ادركها حسام : تريد زوجها

حمزة لم ينتظر وفر سريعاً الي غرفتها وقف حسام مع الطبيب يتحدث معه

حسام بحزن : هل فعلت ما امرتك بيه ؟

الطبيب : نعم سيدي ولكن لم يتبقي في عمرها سوي لحظات فعلنا ذلك في الوقت المناسب

في الغرفة التي بها چني
متمسكاً بيداها بحب ومشاعر مختلطه ويبكي امامها لاول مرة يبكي بوضوح كالطفل الذي يخشي فقدان امه

حمزة بدموع : ليه يا چني ليهه

چني ابتسمت بتعب : مقدرتش اشوفها هتموتك جريت عليك حضنتك وكان ليا نصيب في اخر حضن منك

حمزة ببكاء : لا اوعي تقولي كده انا انا يا چني خدت بيت لينا جميل في مصر والله اسالي بلال كنت قايله يشتري لينا ولولادنا للحياه الا الهاديه الا حلمنا بيها

چني بصوت منهك وهي تتمعن بملامحه وكأنها تودعه : اوعي تحب غيري يا حمزه

حمزة ولا تتوقف دموعها عن النزول : مش هتسبيني يا چني مش هقدر اعيش من غيرك اكيد مش ده العقاب انا عملت كل ده عشانك مش تسبيني

چني مدت يداها بتعب تمسح دموعه ومسكت يداها قربتها إليها لتقبلها  : لا يا حبيبي انت تستاهل انك تكون انسان كويس يا حمزة

حمزة وهو يحتضن يداها : من غيرك لا يا چني قومي عشاني هعوضك عن كل يوم وحش شفتيه هعوضك عن كسرة نفسك فيا وخذلاني ليكي هعوضك يا چني

چني بانفاس ضعيفه  : مش تأنب نفسك يا حبيبي ولا تشيل نفسك ذنب انا حبيتك بعيوبك وحبيتك وقبلت بشرك ودعيت ربنا من قلبي تتغير وربنا استجاب ليا وبعدك عن الشر اوع ترجعله يا حمزه افتكر حبي

حمزة بدموع تغالبه وقلب يعتصر ألماً يكاد يخرج من بين عظام صدره يسألها البقاء : متخفيش انا بوعدك انا حبيتك يا چني لقيت فيكي الحنان والحب والطيبة والعقل والرقة كنتي ديماً ملجئ وحنينة علي غلطي عشان كملي

چني وهي تتمعن به بقوة وتلتقط انفاسها الاخيرة مبتسمه ودموعها تذرف : انا فداك حمزة

ارتخت يديها بين يده واعلن جهاز القلب صفير الموت فصدر صوته القوي يهز جدران المشفي بأسمها.

بعد مرور خمسة اشهر حدث بهم الكثير من الاحداث الحزينة والسعيدة منها زواج ادم ومليكة وطلاق راكان لسارة برغبة منه وخطوبة بلال وچوري الرسمية وانتقال حمزة الي القصر الجبلي في روسيا يعيش به وحيداً يحاوطه الاكتئاب لا يري الناس ولا يتحدث مع احد منذ اليوم الذي غطي التراب حبيبتهُ فيه لا يوجد سوي حسام الذي يطل عليه كل شهر لكي يطمئن عليهِ

وها هو الان يجلس وحيداً امامة البوم الصور الذي صنعته چني لهم يقلب فيه بدموع
مازال يبكي منذ فراقها يبكي بدون خجل بدون كبرياء يبكي بضعف ولا بُكاء من بعده فتلك المشاعر المؤلمه لا يتحملها يتمني الموت حتي تنتزع تلك الفيضانات الحزينة الكاوية لقلبه تهاجمه الذكريات وصوت ضحكتها في اذونيه وجملتها الاخيرة
" فداك حمزة "

دخل عليه صديقه واخذ من امامه ألبوم الصور واغلقه مسح حمزة دموعه ونظر له وجد علي ذراعه طفله صغيرة ملفوفه في بطانية نظر له بقوة أجابه حسام بابتسامه دقق حمزة في ملامح الطفله وشعر بقلبه يدق

حمزة ابتلع لعابه ووضع يده علي قلبه اثر ارتجافه : راكان هي مين الطفله دي

حسام ينظر له بسعادة املا ان ينتزع ذلك الحزن من قلبه ولو قليل : دي بنتك يا حمزه مرضتش اعشمك غير لما تكون بخير يومها طلبت من الدكتور يولدها وتنتقل حضانه خاصة بيها وعاشت يا حمزه 

مد يده يحملها وهو يبكي ولا يصدق : بنتي يا راكان بجد يعني دي بنتي انا وچني بجد اوعي تكون بتكذب عليا

ادمعت عينه علي حالة صديقه ولكن مسحها سريعاً ورتب علي كتفه بمواساة : الله يرحمها ايوه بنتك والله العظيم بنتك وبنت چني الله يرحمها

حمزة وهو ينظر للطفله وابتسم بين دموعه : يعني دي بنتي ومن ريحة چني يا راكان شبها اصلا

حسام وهو ينظر للطفله : بس واخده مناخيرك اكتر

حمزة اعتراض : لا لا كلها چني بنتي بجد يا راكان

حسام بحزن علي حالته : والله العظيم بنتك يا صحبي انا لسه جايبها من حضانة خاصة اول ما كلموني من ايطاليا من يومها وهي هناك

حمزة بحزن : ومش قولتلي ليه

حسام : مقدرتش اعشمك غير لما تبقي بخير

حمزة وهو يبتسم للطفله : انت سمتها !؟

حسام : لا طبعا انت الا هتسميها

حمزة شرد بتذكر واحتلت ملامح الحزن والالم وجه ادرك حسام من ملامحه انه تذكر شئ كان بينه وبين چني وضع يده علي كتفه بمواساة : ها هتسمي بنتك ايه

حمزة بحزن  : كنت قايل لچني هسميها صدفة لكن انا حابب اسميها چني

حسام : ربنا يخليهالك يا حبيبي بس عايز اقولك علي حاجه

حمزة وهو يحتضن الطفله بذراعه ويداعبها : اي

حسام : الدكاتره قالو ان جو روسيا خطر عليها لانها لسه صغيره وكانت في حضانه

حمزة نظر له بشك : عايزني انزل مصر

حسام بضيق : حمزة بكلم جد عشانها وعشان اكون مطمن عليكم واعرف اكون جمبكم

حمزة تنهد بتعب : حاضر يا راكان هنزل مصر

بعد مرور سنة

تم عقد قرأن چوري وبلال وتزوجوا وكان فرحهم يتحدث عنه الجميع ومر علي زواجهم اسبوع واليوم في شقة بلال في القاهرة يعزم الجميع

تقف چوري في المطبخ يأتي عليها من الخف ويخضها لتفزع بصراخ وتنظر له بغضب

چوري : مش هتبطل بقا حرام عليك مش عارفه اتلم علي بعضي

بلال وهو يأكل الخيار ببرود : نفسي افهم بتعملي اي من الصبح في المطبخ انا طالب الاكل من بره ارحميني

چوري بعصبية : في طباق في عصير ايش فهمك انت وقولت لمليكة الزفت تيجي من بدري تساعدني قالتلي الحمل تاعبني وقال ايه مش هيقدور يجوا

بلال بتذكر : اه انا كلمت ادم اصلا واعتذرلي وقالي خلينا يوم تاني احسن والله

چوري بضحك : يلهوي منك عمرك ما هتسلك كده

بلال رفع حاجبه : ده انا

چوري نظرت له مبتسمه بحب : اومال انا

بلال : طب يله غيري عشان زمانهم جاين لامك تقول ممرمطك ولا حاجه

چوري بسعادة : اااه ماما وحشتني اوي

بلال بصياااح : يا بنتي ارحميني من مش كملنا اسبوع متجوزين ومن اول يوم عايزه تروحي لامك

چوري بضحك : بس بقا فضحتنا وطي صوتك

بلال : مانتي زهقتني

چوري اقتربت منه : اخس عليك زهقت مني

بلال بمغازلة : لك دخيلك عمري انا

چوري ضحكت بقوة

بلال : بس بقا زمانهم جاين وبعدين ارحميني ادخلي غيري البسي اسدال

چوري باعتراض : يوه اقابل اهلي باسدال

بلال : هو كده عشان الحسد

چوري بضحك : اسكت يا بلال بجد

بلال : اومال ليه سارة مش جت هي وإجلال

چوري : انحايلت عليهم سارة رفضت قالت هاجي لما الجماعه يجوا

بلال بضحك  : طول عمرها بتفهم تلاقيها اتكسفت

چوري : منك لله المهم لازم نعمل حاجه ونرجع حسام ليها

بلال بانفعال : لا بقولكوا ايه ابعدوا عني انا استقلت وسبت الجهاز والزفت عشان بحب اريح دماغي حورات تاني لا شالله ما رجعوا بلال تعبب بلال نو

چوري برجاء : يا بلال حرام عليك سارة بتعاني من بعده ده جزاتها انها حبته من قلبها

بلال : زمان قبل ما نعمل حاجه قولتلها انت هتبقي قد ردة فعله قالت اه

چوري : يا بلال سارة من بعد موت چني وطلاق حسام ليها بقت شخص تاني بتحاول تخفي ومش تبين وبتكلمني عادي وبتضحك لكن ملامحها فضحها جواها مهزوم ومكسور

بلال بضيق : استغفر الله العظيم يارب علي النكد اهو انت كده ديما بومة يا شيخه بقولك قرفان ارحميني

وخرج وتركها ذهب الي البلكونه يشرب سيجارته بضيق خرجت خلفه ذهبت الي الغرفة ارتدت اسدال ولفة طرحته واقتربت منه بحزن

بلال التفت لها باندفاع : اسمعي اما اقولك انا ربنا عالم بالا مريت بيه وعالم بكل مرة قلبي وجعني واستحملت وصمدت وما صدقت فانا مش هشيل مشاكل حد تاني وانتي ملكيش تدخل فاهمه ولا لا

چوري : يعني ايه بقا هنسبهم كده انت عارفه ان حسام بيحبها هو كمان

بلال بنرفزة : اووه اروح اجوزهم يعني ابعدني عني هما احرار مع بعض انا استكفيت منهم كفايه الا شفنا يا چويريه بجد

چوري نظرت له بحزن وقالت بنبرة حزينة : يعني انت مش عرفت تطفحه عليهم جاي تطفح الكيل عليا انا

ودخلت وتركته جلست في الصالون شارده حزينه تفكر وحدها فهي تلك الحنونه التي لا تتحمل رؤية احد حزين تريد ان تري الجميع يشعر بالسعادة تلك هي سعادتها اتي وجلس بجانبها وتحدث بهدوء ينوي صلحها

بلال : بجد طب انا اعمل اي ف مشكلة زي دي طيب يا چويرية مهو اوقات بيبقا خير انت عاطفيه

چوري بدموع : متعملش حاجه سبني في حالي انا واثقه من حبهم لبعض وهيرجعوا

بلال نظر لدموعها بحزن : يلهوي علي قلبك الصغير ده بس

چوري بدموع : چني ضحت بكل حاجه عشانه وفاليوم الا اتغير عشانه وحياتهم هتبقي كويسه ماتت وسبته وهكذا حسام بعد ما سارة سعت عشان تعيش معاه برضا طلقها وسابها

بلال رتب عليها بحنان ومسح دموعها : ممكن تهدي طيب انا اسف اني اتعصبت عليكي اهدي ده نصيب

چوري مسحت دموعها : ماشي

بلال بعقلانية : بصي افهمي مينفعش نتدخل هما المفروض يرجعوا لبعض لوحدهم برضا منهم وكفايه اهو هنجمعهم ببعض انهارده

چوري : عندك حق خلاص

بلال نظر لها : اكيد اقتنعتي ولا زعلانه

چوري : هزعل ليه اول مره تتعصب يعني

بلال : اممم يبقي لسه زعلانه

چوري : لا خلاص بقا عشان اليوم اتقفل من اوله

بلال بمحايلة : حقك عليا بقا مش تبقي بايخه

چوري : يا بلال انت مراكم جواك كتير وانا ملاحظه انك اي مشكله تافه بتفضل تطلع تطلع وده مينفعش

بلال تنهد بتعب : غصب عني انا الضغط الا اتحملته لو حد شاله كان وقع مات

چوري : خلاص يا حبيبي انسي احنا بخير والا فات مات وحسام معاك واخوك مش البطايق الا هتخلينا مش اخوات يا بلال

بلال : عندك حق انا اسف يا حبيبتي

چوري بمرح : انا استحمل اي حاجه الا انك تقولي چويريه بعصبية كده بحس ان ليفل الغضب عالي

بلال بضحك : والله اوقات بيوحشني اسمك

چوري ضحكت ثم قالت له : الماضي لازم يتنضف من جواك يا بلال انسي الضغط الا عاشته انت دلوقت بخير وخليك فخور بنفسك لانك فعلا تستحق الفخر

بلال رتب علي يداها بحب : اوعدك

حان المساء وتجمع الجميع علي مائدة الطعام بمنزل بلال ولا يخلو الجو من المرح والضحك وحمزة الذي يرفض احد يحمل صغيرته ويتابع الجميع وهو يطعمها برفق ويداعبها بحنو

ريحانة : يا ولدي مش توكلها كتير اكده في خشمها تشرق

حمزة : متخفيش يا طنط انا معودها اني ازغطها

ضحك الجميع علي حمزة وشاركهم في الضحك

حمزة بمداعبه لابنته الذي يجلسها علي السفرة : بيتريقوا عليكي يروح بابا بكره تتفي عليهم كلهم

ناصر : ربنا يخليهالك وتكبر بيك

حسام : كل بقا يا ابني كلنا خلصنا وانت عمال تزغط في زفته دي

رمقه حمزة بغضب : زفته مين !؟

حسام ببرود استفزازي : بنتك

حمزة : واما اقوم ادغدغ عليك البيت انا والزفته بتاعتي

بلال بصرااخ : لاااااا كله الا البيت ده شقي عمري يا حبيبي انت وهو

إجلال : خلاص يا ولاد مش ليكو دعوه بالصغننه بتاعتنا

سهي : كلهم متغاظين منها يا حمزه

حمزة وهو ينظر لابنته : شفتي يا حبيبتي غيرانين مننا

حسام بضيق : بجد بيستفزني شغل الشركه كله علي دماغي وانا مش ليا في الحسابات اوي زيه وهو بيجي وبيروح بمزاجه بسبب البتاعه دي

بلال بضحك: يبني هو مش بنزل اساعدك عايز اي منه ما تسيبه

حسام بغضب : ما انت متنيل في اجازه اهو وانا عليا ضغط شغل ابن كلب

حمزة ببرود وهو يأكل طفلته : اولع ولا اتفلق احنا مش فاضيلك

حسام وهو يتريق عليه ويقلده اثناء مداعبته لابنته : انن اغاااا هممي يا جمل

ضحك الجميع من قلبه علي مشاغبتهم بينما
تجلس في صمت تتابعهم وتنظر له باشتياق حزين وبعد ذلك قامت هي وچويرية بلم الاطباق ويقفون في المطبخ يحضرو لهم الشاي والكيك

چوري : شغلك عامل ايه

سارة : الحمد لله ماشي بس اي الحلاوه دي صحتك جايه علي الجواز

چوري بمرح : بس عشان بكسف

اثناء ذلك نادي بلال علي چوري فخرجت واخبرتها ان تكمل هي الشاي وبعد دقائق كانت تحمل الصينية وتخرج بها وهي تعد الكوب بيعينها خوفا لتكون نسيت احد كادت سوف ترتطم بحسام فهوت بها : ما تحسبي يا بنتي

توقفت بفزع : حاسب

حسام بغضب : ده انا ما تبقي تبصي قدامك كنت هتحرقينا الله يخربيتك

سارة بعصبية : ربنا يسامحك كفايه انت مفتح

حسام بضحك علي سذاجتها : في حد يمشي باصص في الصينيه انت هبله

سارة بضيق : حسام امشي من وشي عشان مش اكبه كلو في وشك الكيوت ده

حسام نظر لها برضا وحب لم يستطيع غضبه وكبريائه التغلب عليه : وحشتني حسام منك

سارة تجاهلت حديثه وشعرت بالارتباك والدموع تغالبها : من فضلك حاسب عايزه اعدي

لاحظ رعشة يداها فاخذ منها الصينيه : هاتيها عنك

وخرج بها وخرجت خلفه وهي تمسح في دموعها

بعد مرور 20 سنه
في الشركة الخاصة بحمزة وراكان
تدخل فتاة جميلة ذو جسد ممشوق الي مكتب حمزة تبكي بقهر وتذهب اليه وتحتضنه فزع حمزة وبلال الذي يجلس معه من رؤيتها هكذا ضمها بحنان ابوي وعندما هدئت نظر لها

حمزة : مالك ايه الا حصل

چني وهي تشهق ببكاء : يا بابا اونكل حسام كل شويه يزعقلي ويقولي تصميماتك وحشه و و

وظلت تبكي

حمزة نظر لبلال بغضب : نفسي افهم مش بيبطل رخامه علي بنتي ليه

بلال : اهدي يا حمزة هو اكيد مش يقصد چني حساسه وحسام عصبي

چني ببكاء : لا يا اونكل بلال هو علي طول بيكرهني عمره ما حسسني انه بيحبني

ضحك بلال : يا روح اونكل بلال انت والله روحي شوفي طنطك سارة بقالها 23 سنه عمره ما حسسها انه بيحبها

چني : مهي علي طول بتزعل منه وهو بيزعلها كتير لكن انا بحبك انت اكتر منه انت حنين وبتحبني

بلال : والله يا چني ما هتلاقي في حنية حسام بس هو مش بيعرف يخرج مشاعره

چني وهي تمسح دموعها : انا مش هشتغل في الشركة دي بعد اذنك يا بابا

حمزة برفض : لا طبعا هتروحي فين يعني

چني ببكاء : يا بابا بليز لو سمحت مش تضغط عليا

حمزة :  طب بس اهدي يا حبيبيتي احنا معزومين علي الغداء عندهم انهارده وانا هخليه يصالحك

چني : لا مش راحه بيته هو بيكرهني وانا بكرهو جدا ومش عايزه اشوفه تاني

بلال : لا كده اونكل بلال يزعل منك كبرتي وبقيت بنوته كبيره علي قمص العيال ده.

حمزة : چني عيب كده فاهمه

چني بتذمر : يا بابا انا

حمزة بحده : مفيش بابا ولا زفت اي الدلع ده

خرجت چني وتركتهم وهي تبكي

بلال بعتاب : ليه بس كده زعلتها منك

حمزة بضيق  وهو يتوعد له : انا اعرف بقا بس هو حر عمال يجيب في اخري يتخانق مع سارة ويطلعه علي بنتي في الشغل

في المساء بمنزل حمزه بعد ان ارتدي ملابسه ونظر لنفسه بالمراة وهندم نفسه ومازال يحافظ علي جسده الرشيق ذهب الي غرفة ابنته ودخل بعد ان طرق الباب وجدها جالسة منكمشة علي نفسها ظل ينظر لها وغالبته الدموع لانه تذكر چني زوجته كانت تجلس تلك الجلسه وهي غاضبة منه مسح دموعه وجلس امامه

حمزة بمشاكسه : وبعدين في البنوته  بتاعة بابا مس هتخرج معاها انا لو مشيت لوحدي اتعاكس وانت بتغيري عليا

چني بضيق وعند : لا مش هغير ولا مش هروح لحد بيكرهني يا بابا

حمزة بحدة : وبعدين بقا هو انا مش زعقتلك الصبح علي الكلام ده بتعديه تاني مبقتيش بتفهمي

چني بدموع : شكراً

حمزة رق قلبه لها : هو بيحبك بس هي دي طريقة حبه حاولي انت تقربي منه وافهمي دماغه

چني بصياح  : طنط سارة بقالها 23 سنه مش فهمته ده صعب صعب جدا بجد الله يكون فعونه ومعرفش انت ازاي استحملته سنين عمرك

حمزة بضحك : صحبي وابن عمتي ده سندي في الحياة

چني بانفعال وغيرة : محدش سندك غيري فاهم

حمزة وهو يتأمل ملامحه وتتجمع الدموع في عينه فهي تشبه والدتها كثيرا ضحك لها : يسلام ما انت هتجوزي وتسبيني

چني باعتراض ; لا مس هسيبك وحتي لو مش هسيبك برضو

حمزة : طب قومي يالاه يا بكاشه قبل ما بلال وعياله وعيال راكان  يخلصوا الاكل

چني بتساؤل : انت ليه بتحب تقوله راكان وكلهم بيقولو حسام


حمزة : هما اتعودوا عليه حسام وانا اتعودت عليه راكان والاتنين شخصية زفت واحده .

ضحك چني وهي تهم بالقيام  : عسل يا حموزتي

بعد مروو شهرين أتي حدث بهم موقف جعل النيران تدب في رأس حمزه يجلس كل من حسام وسارة وبلال وچويرية في منزله

چوري : يعني تعنس جمبك يا حمزه

بلال بسخرية : اه تعيش جمبه كده تقضي حياتها جمبك

حمزة بتحجج : انا مقولتش كده الواد مش عجبني مش مظبوط كده

حسام نظر له وضحك في صمت فهو يفهمه ويفهم غيرته القوية علي ابنته

سارة بزهول : ده سابع واحد ترفضه لانه مش عاجبك

بلال : قوم يبني بقا خرج البنت من اوضتها انت كبرت وخرفت بتمد ايدك عليها دانت اول مره تعملها

حمزة بانفعال : ازاي تكون بتحبه من ورايا وبقولها مش هتجوزي تقف قصادي وتقولي انا بحبه وهتجوزه

نظرت له سارة وتذكرت موقف مر عليه الزمان وابتسمت له فهم حمزة ما ترمي إليه

سارة بابتسامة : كلها چني الله يرحمها علي ما اتذكر في واحده حاربتني انا والكل واحتارت حبها

حسام لاحظ اختناق وجه حمزة فقال : سارة اسكتي

حمزة نظر لها بخوف  : انت قصدك اي بس انا چني متعلقه بيا وبتحبني وانا بحتويها كويس هي مش هتسبني

بلال : يا حمزة سارة مش قصدها حاجه

حسام نظر لسارة بغضب وهمس لها : نفسي تبطلي حربائه

سارة بضيق : كانت محشوره في ذوري اخيرا جرب احساسي

حسام : بطلي بجد اي ذكري لچني بتتعبه والدكتور منبه عليه مش يكون في اجهاد نفسي

سارة بحزن : انا اسفه مش قصدي والله

حسام : عارف اهدي بس شويه عليه هو خايف بنته تبعد عنه

خرجت چني لهم وعيناه متورمة من البُكاء ولا تنظر لعين ابيها جلست بجانب چوري وسارة الذي رتبوا عليها بمرضاة ينظر لها حمزة بندم وحزن وتمني لو شُلت يداها قبل ان يصفعها تلك الصفعه القوية

چني ببكاء : انا خلاص مش موافقه عليه يجماعه

سارة : لا يا حبيبتي احنا كلنا انهارده عشانك وهنقنع بابا

چني بشهقات باكيةً : لا مش هتجوز انا هفضل مع بابا

اقترب منها حمزة بحنو فقامت چوري واجلسته مكانها

بلال بضيق منه : اقعد يلي منك لله هتجبلها مرض بتملكك ده

حمزة جلس بجانبها ومسح دموعها ومازالت لا تنظر له :  يعني مش عايزه تبصي لبابا

چني بدموع : انا اسفه يا بابا عشان ضايقتك بالكلام ووقفت قصادك انا اسفه عشان زعلتك

حمزة : وفي اسف من غير ما تكون عينك في عيني

حسام : خلاص يا چني هي هتسامحك وبعد كده يمد ايده عليكي تعالي ليا وانا هكسرهالو

چني بطولة لسان وهي تبكي : يسلام من حبك فيا يخويا

حمزة بحده : يعني دي مش قلة ادب كده

حسام : اهدي يا حمزة 

ثم نظر لچني : يا هبلة انت اغلي عندي من جوز الرجالة الا عندي انا بحبك اكتر من ولادي وربنا عالم انت متعرفيش غلاوتك عندي انا عملت المستحيل عشان تيجي الدنيا وحافظة عليكي لحد ما سلمتك لابوكي انت بنتي يا هبله بس انا بحب اضايقك

چني : وانا كمان بحبك  وبابا قالي كده وانك بتحبني جدا

سارة بحنو : وكلنا هنا بنحب چني يروحي دا انت اغلي حاجه حصلت لينا

چوري : يله صالحي بابا بقا وهو موافق علي العريس

حمزة بحده : بشرررررط هما لاتنين يعيشوا معايا

نظرت له چني وارتمت بين احضانه : وانا كده كده عمري ما اقدر ابعد عنك لحظه يا بابا

ضمها حمزة بحنان ابوي وقبل رأسها : حقك عليا يروح قلبي كانت اتشلت قبل ما تتمد عليكي

چني : بعد الشر يا حبيبي فداك اي حاجه حتي انا فداك يا بابا

احتنق وجه حمزه وشحب بتلقائية فور سماعه لتلك الكلمة وقال بتعب  : طيب انا هقوم اجبلكم كيكه عملها بايدي واجي نتفق بقا هنعمل اي مع الواد ده

تركهم ودخل الي المطبخ ثم اخرج صوره لها من جيبة تلك الصورة التي لا تفارقه ابدا وظل ينظر لها بحزن وكأنه يحدثها بعينه وبكي وفي كل مرة يبكي كأول مرة وكأنه البُكاء عليها شئ مستحب للابد
رتب احد علي كتفه من الخلف لف وجه  بعد ان مسح دموعه وهو يعلم انه صديقه

حسام بحزن : ادعلها بالرحمة يا حمزه

حمزة مسك قلبه الذي يؤلمه بشده : نفس الكلمة يا راكان نفس الكلمه

حسام : انسي يا حمزة لازم تنسي

حمزة نظر لها بحزن تنهد حسام بيأس من نسيانه ومعافاته وخرج وتركه بينما عاد حمزة خلفه بعد ان قبل صورتها وادخلها بجيبه بعد ان قرأ الذي خلف الصورة

" كيف لي أن انسي ساكنة بالي ؟ كيف أنسي وكان لوداعك ذنباً معلق بقلبي كلما ضمد الزمان جُرح قلبي أتي هو بفتحه أعذريني حبيبتي أخلفت كلمتك الاخيرة حين رفعتي عني الذنب وتأنيب الضمير ولكن شئ خارج إرادتي ياليت فراقك كفراق احد المارين ولكنك والله اغلي حبيب ولفقدانك اثر لا يغيب
مهمها طال الزمان ساظل علي ذكراكي اعيش  "



الحمد لله  " تمت "

مريم الشبراوي