الفصل الثاني عشر تهديد

بعد أن تم الأتفاق أو بالمعنى الأصح تم الاتفاق على عقد صفقة بين معتز وريم، عادت ريم إلى المنزل لتجد صديقتها وقد بدى عليها الحزن والخوف، نظرت ريم إليها وتحدثت قائلة:
—هيام، ماذا بكِ؟!

نظرت هيام وقد امتلأت مقلتيها بالدموع وعلقت قائلة:
—ريم، غدًا هو الموعد المحدد لجرعة الكيماوي، أشعر بالخوف الشديد، أصبحت لا أستطيع تحمل تلك الأعراض والآلام الشديد التي تجتاح جسدي بعد هذه الجلسات، فهل يمكنني أن أطلب منك طلب؟

دنت ريم من صديقتها وربتت على شعرها ثم قالت:
—هيام، يمكنك طلب أي شيء تريدينه يا حبيبتي.

ابتسمت هيام وقالت:
—ريم، لا أريد أن أذهب إلى هذه المشفى، ولا داعي لأخذ المزيد من تلك الجلسات.

أومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا، لن تذهبي إلى تلك المشفى، ولن تقومي بعمل تلك الجلسات المؤلمة.

تعجبت هيام وعلقت قائلة:
—ريم، هل أنتِ محقة فيما تقولين؟!

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—أجل محقة لا تريدين الذهاب وأنا اوافقك على هذا الرأي.

هيام، وقد بدى عليها الذهول علقت قائلة:
—ولكنك قمتي برفض هذه الفكرة من قبل!

علقت ريم قائلة:
—لقد رفضت قبل ذلك؛ لأنه لم يكن هناك البديل، أما اليوم فهناك البديل الأفضل.

نظرت هيام إلى ريم وقد بدى عليها الدهشة والتعجب، وقالت:
—أي بديل أفضل هذا الذي تتحدثين عنه؟!

نظرت ريم إلى صديقتها، ثم وضعت ذراعها على كتف هيام وقالت:
—في الصباح سوف تأتي سيارة اسعاف خاصة بإحدى المستشفيات الخاصة بعلاج الأورام، وسوف تقوم بنقلك إلى هذه المشفى لتلقي العلاج بها وسيتم وضعك تحت رعاية خاصة.

وقفت هيام في ذهول لا تعلم ما الذي تقوله، نظرت إلى ريم وقالت:
—ولكن المشفى الخاص يحتاج إلى الكثير من الأموال، كيف سيتم توفير هذه الأموال ونحن لا نملك ثمن جرعة واحدة لكيماوي طفيف الأعراض؟!

علقت ريم قائلة:
—كما تعلمين كنت اليوم في لقاء عمل، وقد تم الاتفاق على أن ابدأ العمل من الغد، ولكن مديري في العمل عندما عرف حالتك أمر رجاله بحجز غرفة خاصة لكِ داخل هذه المشفى.

ابتسمت هيام وعلقت قائلة:
—ريم، أنني ممتنة لكل شيء فعلتيه من أجلي، ولكن وجودي بالمشفى سوف يشعرني بالملل ويجعلني اشتاق إليكِ.

ابتسمت ريم وقالت:
—لن أدع الملل يتسلل إليكِ، كل يوم بعد انتهاء العمل سوف تجديني أمامك.

عانقت هيام صديقتها، بينما قامت ريم بأخذ نفسًا عميقًا وحدثت نفسها قائلة:
—هيام، لقد كذبت عليكِ ولكنني فعلت ذلك من أجلك أنتِ، أعلم إنكِ لو عرفتي حقيقة الأمر سوف ترفضين العلاج لذلك لم يكن أمامي سوى هذه الكذبة حتى تتعافين.

وفي اليوم التالي تم نقل هيام إلى المشفى، رافقتها ريم وتأكدت بنفسها أن صديقتها تلقى الإهتمام اللازم، شعرت ريم بأنها فعلت ما يجب فعله تجاه صديقتها.

معتز الصياد خارج المشفى ينتظر ريم، أخرج هاتفه وقام بالاتصال عليها، وما إن علمت ريم باتصاله، قامت بتقبيل هيام وقالت:
—حبيبتي، لا بد أن أذهب فلدي الكثير من الأعمال التي علي إنجازها.

ابتسمت هيام وعلقت قائلة:
—ريم، أعتذر لتأخرك عن العمل بسببي، أبلغي هذا المدير العطوف تحياتي وامتناني الشديد له.

ريتت ريم على رأس صديقتها، ثم غادرت المشفى وهي تردد وتقول:
—إنه ليس بعطوف، إنه ندل وحقير.

ما إن خرجت ريم من المشفى حتى وجدت معتز بجوار سيارته ينتظر خروجها، اقبلت عليه قائلة:
—اعتذر عن التأخير؛ كان علي التأكد إلى أنها تتلقى العناية المناسبة.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—لا عليكي، قبل أن نذهب للقاء أمي سوف نذهب لشراء فستانًا مناسبًا لهذه المقابلة.

نظرت ريم إلى معتز نظرة حادة مغلولة وقالت:
—لا أرى فيما ارتديه شيء، فلما نقوم بشراء فستانًا آخر.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أريد أمي أن تراكي بالصورة التي في ذهني فدعيني أفعل ما اريد ولا تعارضيني، وتذكري أن لدينا اتفاق فلا تخلي بأي بند من بنوده.

فكرت ريم قليلًا ثم علقت قائلة:
—لا بأس من شراء فستانًا آخر، ولكن عليك أن تعلم أن هذه البنود تتضمن عدم إجباري على فعل ما لا أريده.

ضحك معتز بشكل هستيري وقال:
—حسنًا يا زوجتي المستقبلية لكِ ما تريدينه.

وصل معتز إلى مركز التسوق وقام بشراء بعض المستلزمات التي سوف تحتاج ريم إليها، فقام بشراء بعض الفساتين والأحذية والحقائب وبعض الأكسسوارات اللازمة.

إرتدت ريم فستانًا قرمزيًا رائعة، نظر معتز إلى ريم وعلت  على وجهه ابتسامة الأعجاب، فحدثته ريم قائلة:
—ما الأمر؟! لماذا تتملقني هكذا؟!

علق معتز قائلًا:
—تبدين رائعة في غاية الأناقة.

أومأت ريم برأسها وقالت:
—حسنًا فلنبدأ في اتفاقنا، اتمنى أن ننتهي من هذا المسلسل بأسرع وقت ممكن.

نظر معتز بتعجب وعلق قائلًا:
—مسلسل اية مسلسل هذا؟!

دنت ريم من معتز وهمست قائلة:
—ألن أقوم بدور الزوجة، وأنت سوف تؤدي دور الزوج؟ إذن فنحن أبطال هذا المسلسل.

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا هيا بنا، لقد حان موعد اللقاء المرتقب.

اصطحب معتز ريم إلى فيلا وحيد الصياد، وقبل أن يدلف إلى داخل المنزل تحدث إليها قائلًا:
—ريم، انتظري هنا حتى أقوم باستدعائك.

اومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا سيد معتز سوف انتظرك هنا.

وقبل أن يدلف معتز إلى داخل المنزل همس إليها قائلة:
—عندما تدلفين إلى داخل المنزل تخلي عن هذا الوجه العابس، لا بد أن يعلو هذا الوجه ابتسامة جميلة.

دلف معتز إلى داخل المنزل لتستقبله الغاضبة وتقول:
—اليوم هو اليوم الأخير في المهلة التي منحها إياك جدك وحيد شفاه الله، هل يمكنني أن أعرف ماذا فعلت؟!

علق معتز قائلًا:
—أمي، موضوع المهلة هذا شيء سخيف للغاية وليس له داعي، ما إريد الزواج سوف آتي إليكِ وأخبركِ بذلك....

وهنا قاطعته الأم قائلة:
—حسنًا من الغد لا أريد أن أراك في الشركة أو في أي مكان خاص بجدك وحيد الصياد، حتى سيارتك غير مسموح لك بقيادتها.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ولكن المهلة لم تنتهي بعد لدينا عدة ساعات حتى تنتهي.

نظرت الأم وقد بدى عليها الدهشة وقالت:
—طوال الثلاثون يومًا لم تجد تلك الفتاة، وتأمل أن تجدها خلال البضعة ساعات المتبقية؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا أمي استعدي للقاء عروس ابنك.

نظرت الأم إلى ابنها وقد رفعت حاجبيها لأعلى من التعجب وقالت:
—أية عروس هذه؟!

اتجه معتز صوب باب المنزل وقام بفتحه، ثم استدعى ريم.

دلفت ريم إلى داخل منزل الصياد وهي تسير بخطوات الواثق بنفسه، نظرت السيدة مريم وقد بدى عليها الأعجاب والرضا وقالت:
—أهلًا بنتي كيف حالك؟

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—بخير سيدتي شكرًا لكِ.

أسرع معتز وقال:
—أمي هذه ريم البارودي زوجة ابنك المستقبلية.

وهنا شعرت الأم أن الخطة التي قامت بتخطيطها قد أتت بثمارها فعلقت قائلة:
—تبدو أنك قد أحسنت الأختيار يا بني فعروسك تبدو رائعة. ولكن هل يمكنك ان تعرفيني بنفسك ابنتي ريم؟

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سيدتي، إنني فتاة بسيطة...

وهنا قاطع معتز حديث ريم وقال:
—ريم ابنة رجل اعمال معروف وهو...

قاطعته ريم قائلة:
—سيدتي، إنني لست بابنة رجل أعمال، وانما أنا فتاة عادية حاصلة على بكالوريوس تجارة بتقدير جيد جداً.

شعر معتز بالضيق، بينما علت الابتسامة وجه الأم وعلقت قائلة:
—ابنتي، مرحبًا بكِ في عائلة الصياد،اتمنى أن يصلح الله حال ابني معتز على يديكِ.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سيدتي، على الرغم من أن هناك الكثير من الأشياء المبهمة بالنسبة لي، غير إنني أشكرك على ثقتك بي دون أن تعلمي عني شيء.

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
— وما الذي أرداكي إنني لا أعلم عنكي شيء؟

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—أمي، هل قابلتي ريم قبل ذلك؟!

علقت الأم وقالت:
—هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها ريم، ولكن والدتك لديها نظرة صائبة للشخص الذي أمامها.

وصلت سهيلة إلى المنزل فقامت الأم بتقديم ريم لها قائلة:
—سهيلة، هذه ريم البارودي زوجة معتز المستقبلية .

ابتسمت سهيلة ووضعت يدها على فمها من المفاجأة، ثم قالت:
—أمي، هل حقًا ما تقولين؟!

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
—أجل، اليوم اصطحبها أخيكِ معه وعرفني عليها.

ثم نظرت الأم إلى ريم وقالت:
—ريم، هذه ابنتي الحبيبة سهيلة، لقد جاءت للتوه من المشفى فجدها وحيد الصياد مريض وهي تهتم به كثيرًا.

علت الأبتسامة على وجه ريم وعلقت قائلة:
—سهيلة لقد شرقت بلقائك؟

سهيلة بسعادة:
—ريم، لا تعلمين مدى سعادتي، أخيرًا رأيت فتاة استطاعت الإيقاع بقلب هذا المغرور.

ضحكت الأم وتبادل الجميع الضحكات، ثم تحدثت ريم قائلة:
—سيدتي، اسمحي أن أستأذن واغادر، فصديقتي في المشفى وأود أن أذهب لأطمئن عليها.

نظرت الأم إليها وعلقت قائلة:
—ماذا بها صديقتك يا ابنتي؟

ريم علقت قائلة:
—إنها مصابة بورم في المخ وتم نقلها اليوم إلى المشفى.

وهنا عرفت السيدة مريم أن معتز من قام بنقلها وأنه قد استخدم ذلك بمثابة طي ذراع ريم لتوافق على الزواج منه، فتحدثت قائلة:
—ريم، تستطيعين المغادرة، لكن سانتظرك في الغد لنتناول الغداء معًا، وهناك أشياء لا بد أن نقوم بالاتفاق عليها قبل اتمام الزواج.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—سيدتي، هل يمكنني معرفة هذه الأشياء التي سوف نتفق عليها قبل الزواج؟!

علقت الأم قائلة:
—أشياء كالمهر والشبكة التي تريدنها والمكان الذي سيقام فيه حفل الزفاف.

علقت ريم قائلة:
—سيدتي، أنا لا أريد مهر او شبكة  وليس لدي تصور لحفل الزفاف هذا.

تعجبت سهيلة وقالت:
—ريم، كيف تقولين شيء كهذا؟! يوم الزفاف هو اليوم الذي تحلم به كل فتاة.

الأم وهي تعلم ما الذي يدور بخاطر ريم، علقت قائلة:
—ريم، هل تم إجبارك على هذه الزيجة؟

نظرت ريم إلى معتز الذي أشار لها بالنفي فعلقت قائلة:
—سيدتي، لم يتم إجباري على شيء، ولكن الشبكة والمهر وهذه الأشياء لا تمثل لي أهمية كبيرة.

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
—حسنًا ريم، سأنتظرك غدًا على الغداء فلا تتأخري.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—حسنًا سيدتي لن أتأخر.

غادرت ريم منزل وحيد الصياد ولحق بها معتز ثم حدثها قائلًا:
—انتظري حتى أقوم بإيصالك.

نظرت ريم إليه وقالت:
—لا داعي شكرًا لك سيد معتز.

حاول معتز الإلحاح على ريم كي يقوم بتوصيلها للمشفى فحدثته قائلة:
—سيد معتز دعني اتصرف بحرية ولا داعي للتدخل في شئون، وافقت على ذلك الأتفاق ولكن يكفي هذا.

وقف معتز متعجبًا ثم علق قائلًا:
—كنت أود أن أرافقك إلى المشفى لأطمئن على هيام ولكن كما تريدي.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—هل حقًا تهمك هيام وتريد أن تطمئن عليها؟! لا اعتقد ذلك أنت شخص لا يهمك سوف نفسك.

انهت ريم حديثها ثم اوقفت سيارة أجرى واستقلتها اإلى المشفى.

السيدة مريم تحدث ابنتها سهيلة وتقول:
—ما رأيك في عروس أخيكِ؟

علقت سهيلة وقالت:
—أمي، إنها رائعة ولكنني أراها جافة بعض الشيء.

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
—هي ليست جافة ولكن بداخلها قلب مكسور.

تعجبت سهيلة وقالت:
—أمي، هل تعلمين شيء لا أعلمه عن هذه الفتاة؟!

ربتت الأم على كتف سهيلة وعلقت قائلة:
—كل شيء سوف تعلميه ولكن في الوقت المناسب، كل ما أريدك أن تعرفيه أن هذه الفتاة هى أفضل فتاة يمكن أن يتزوحها معتز، سوف تقوم ريم بتغير معتز بشكل كلي وسأذكرك يومًا بذلك.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—أمي، لا اعرف من أين جئتي بهذه الثقة؟! كأنك تعرفين كل شيء عن ريم.

علقت الأم وقالت:
—أجل، أعرف عنها كل شيء ولكن لا تخبري أخيكي بذلك. 

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—أمي،  إنني أشعر بالفخر لكونك أمي.

عانقت الأم ابنتها وقالت:
—وأنا أيضًا أشعر بالفخر لكونك ابنتي، ولكن أخبريني كيف حال جدك اليوم؟

علقت سهيلة قائلة:
—إنه يتشوق إلى الخروج من المشفى.

نظرت الأم إلى ابنتها وقالت:
—حسنًا، سوف أذهب إليه في الغد وأنهي إجراءات خروجه من المشفى، ولكنه لن يعود إلى المنزل.

نظرت سهيلة إلى والدتها متعجبة ثم قالت:
—أمي، تخبريني أن جدي سوف يخرج غدًا من المشفى، ثم تعودين وتقولي إنه لن يأتي إلى هنا كيف يكون ذلك؟!

وما إن شرعت الأم في التحدث إلى سهيلة بهذا الشأن حتى دلف معتز فإلتزمت الأم الصمت ثم همست إلى ابنتها قائلة:
—سوف نكمل الحديث فيما بعد.

أومأت سهيلة برأسها ثم قالت:
—حسنًا أمي،  سوف أذهب إلى غرفتي لأنال قسطًا من الراحة.

اقترب معتز من والدته وحدثها قائلًا:
—أمي، ما رأيك في ريم؟

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
—انسانة نقية وجميلة ولكن علينا أن نقوم بإتمام هذه الزيجة بأسرع وقت ممكن.

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—امي، ولماذا كل هذه العجلة؟!

علقت الأم قائلة:
—لا تنسى، لقد كان شرط جدك هو أن تتزوج وليس أن تأتي بفتاة وتخبرني إنك سوف تتزوجها وينتهي الأمر هكذا.

شعر معتز بالضيق وتحدث قائلًا:
—حسنًا أمي ماذا تريدين الآن؟!

تحدثت الأمر بجدية وقالت:
—نحن اليوم في يوم السبت سوف تقوم بإعداد كل شيء ليكون حفل زفافك يوم الخميس القادم.

شعر معتز بالذهول وعلق قائلًا:
—أمي، لماذا كل هذه السرعة؟!

علقت الأم قائلة:
—سوف يقام حفل زفافك هنا في فيلا الصياد يوم الخميس القادم، إنتهى الأمر.

ثم تركت الأم ابنها معتز وصعدت إلى غرفتها.

نظر معتز إلى أمه وهي تصعد الدرح وقال:
—لم أكن اتخيل أن يتم الزواج بهذه السرعة!

وصلت ريم إلى المشفى واتجهت صوب الغرفة الخاصة بهيام، دلفت ريم إلى داخل الغرفة ونظرت إلى صديقتها فوجدتها نائمة، جلست بجوارها بهدوء، وبعد فترة وجيزة خرجت من الغرفة وقابلت الممرضة فسألتها قائلة:
—لماذا أرى اختي نائمة منذ فترة ولم تستيقظ هل حدث معها شيء؟!

ابتسمت الممرضة وعلقت قائلة:
—لا تقلقي فهي اليوم قد اخذت جلسة علاج ومن الطبيعي أن ينام المريض بعد هذه الجلسة.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—هل هي جلست كيماوي؟!

علقت الممرضة وقالت:

—لا سيدتي هذه جلسة علاج بالإشعاع.

اومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—لا أفهم كثيرًا في هذه الأشياء ولكن أهم شيء أن تتعافي هيام.
ابتسمت الممرضة وقالت:
—سيدتي، سوف تتعافى قريبًا إن شاء الله.

مضى الوقت ولم تستيقظ هيام فلم تجد ريم أمامها سوى أن تغادر عائدة إلى منزلها فعقلها مشغول بما حدث اليوم في منزل وحيد الصياد وبدأ القلق والتوتر ينتابها حيال ما سوف يحدث في الأيام القادمة.

وفي اليوم التالي استيقظت ريم وقامت بالاتصال على صديقتها هيام فحدثتها هيام قائلة:
—ريم، لقد علمت بقدومك أمس أعتذر لأنكِ وجدتيني نائمة ولكن قام الطبيب بعمل جلسة إشعاع شعرت بعدها إنني إريد أن أنام وبم أستطيع انتظارك فذهبت في نوم عميق.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—لا عليكِ حبيبتي كل ما يهمني كيف حالك اليوم؟

ابتسمت هيام وعلقت قائلة:
—أشعر إنني بحال أفضل، وها أنا اتحدث إليكي دون أن أشعر بدوار أو ينتابني حالة القيء التي كانت تجهدني وتتؤلمني كثيرًا.

شعرت ريم براحة كبيرة بعد حديثها مع هيام ثم حدثتها قائلة:
—حبيبتي، بعد أنتهائي من عملي سامر عليكِ بالمشفى لأطمأن على حالتك بنفسي.

ابتسمت هيام وعلقت قائلة:
—حسنًا ريم سوف انتظر قدومك.

انهت ريم حديثها مع هيام وجلست تحتسي فنجان القهوة الخاص بها، فوجدت معتز يقوم بالاتصال بها شعرت بالضيق ولم ترد فأعاد معتز اتصاله ولكنها لم تستجيب، بعد قليل سمعت صوت رسالة على الهاتف فتصفحت الرسالة لتجد معتز يخبرها قائلًا:
—إن لم تقومي بالرد فسوف أذهب إلى المشفى وأقوم بإخراج صديقتك هيام.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي