الفصل الحادي والعشرون من القاتل؟

وصل المحقق فارس الشرنوبي إلى منزل وحيد الصياد ولفت انتباهه فتاة تجلس بمفردها في حديقة المنزل، وقد بدى الشرود واضحًا عليها.

اقترب المحقق منها وحدثها قائلًا:
—سيدتي، معك المحقق فارس الشرنوبي، أود مقابلة السيدة ريم البارودي.

نظرت إليه سهيلة وعلقت قائلة:
—تستطيع الدخول إلى داخل المنزل وحينها سوف تقابلها.

وقبل أن يدلف المحقق فارس الشرنوبي إلى داخل المنزل لفت انتباهه على الطاولة  ورقة قامت سهيلة برسم حادث مقتل هيام بشكل كريكاتيري.

تعجب المحقق فارس الشرنوبي وعلق قائلًا:
—سيدتي، أرجوا المعذرة ولكنني أجدك مهمتمة بقضية مقتل هيام، وكما هو الواضح أمامي إنكِ تحاولين كشف هوية القاتل.

نظرت سهيلة إلى المحقق فارس الشرنوبي وعلقت قائلة:
—بالطبع سيدي إن الأمر يشغلني كثيرًا، لدرجة أنني أتسائل، هل يمكن أن تكون إحدى الممرضات قد قامت باتباع ما يعرف بالموت الرحيم مع هيام؟!

استمع المحقق إلى حديث سهيلة باهتمام شديد ثم علق قائلًا:
—لثد خطرت هذه الفكرة في مخيلتي ولكن قمت بإستبعادها؛ فالقاتل قام بخنقها ثم حقنها في منطقة العنق، فإذا إفترضنا أن طبيب أو ممرضة أرادوا استخدام ما يعرف بالموت الرحيم فلماذا يقوم بخنقها أو حقنها في العنق، أليس من الأفضل له والأسهل أن يضع تلك المادة في المحاليل الخاصة بها؟

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—أجل سيدي المحقق، إذن نستبعد فكرة الموت الرحيم أو أن يكون القاتل أحد الأطباء أو الممرضات.

ابتسم المحقق فارس الشرنوبي وعلق قائلًا:
—سوف أذهب الآن لمقابلة السيدة ريم وأدعك تفكرين وتحاولين التوصل إلى حل هذا اللغز، وفي حالة إكتشافك لأمر جديد لا تترددي في الاتصال بي وهذا هو الكارت الخاص بي.

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—حسنًا سيدي المحقق ما إن أكتشف هوية ذلك القاتل فلن أتردد في إخبارك.

إلتقى المحقق فارس الشرنوبي بريم، وحدثها قائلًا:
—اعتذر عن قدومي إلى هنا دون موعد سابق ولكنني أريد في معرفة بعض المعلومات الخاصة بهيام.

تحدثت ريم قائلة:
—حسنًا سيدي المحقق سوف أخبرك بكل ما تريده من معلومات عن هيام.

جلست ريم تقص للمحقق فارس الشرنوبي كل شيء عن حياة هيام، وكيف عانت هيام بعد وفاة والدها وزواج والدتها من سوء معاملة وتحرش من زوج الأم ذلك الشاب الذي يصغر والدتها بنحو عشرون عامًا.

شعر المحقق بالأسف لما عانته هيام في حياتها، فعلقت ريم قائلة:
—سيدي بوفاة والدها شعرت هيام أن والدها توفى وتوفيت معه السعادة.

وصل أدهم إلى منزل الصياد فشاهد سهيلة اتجه إليها وقام بتحيتها ثم بادرها بالسؤال قائلًا:
—سهيلة لقد ذهبت إلى المشفى للإطمئنان على ريم، وهناك قاموا بإخباري أنها غادرت المشفى.

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—أجل لقد غادرت المشفى وهي بالداخل الآن تتحدث مع المحقق، يمكنك الدخول ستجد معتز بالداخل أيضًا.

لفت نظر أدهم ما تفعله سهيلة فحدثها قائلًا:
—هل يمكنني أن أعرف ما الذي تفعله الآنسة سهيلة جميلة الجميلات.

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—ليس شيئًا هامًا، كنت أستمتع ببعض الراحة بعد أن أنهيت مذاكرة المحاضرات الخاصة بي، وفي خلال هذه الراحة افكر في بعض القضايا التي كلفني بها العميد لحلها.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—يمكنني مساعدتك إن أردتي ذلك.

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—أشكر أدهم على رغبتك بمساعدتي، ولكنني أفضل الأعتماد على نفسي، فأنا أتطلع لأن أصبح محققة بارعة في عملها.

ابتسم أدهم وقام بأخذ فنجان القهوة الخاص بسهيلة وقام برشفه.

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—ألن تتخلى عن عادتك هذه؟!

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—أشعر أن القهوة الخاصة بكِ لها مذاق خاص.

حسنًا، ولكن يمكنك أن تخبرني إنك ترغب في فنجانًامن القهوة من يدي، فأقون  بإعداده لك.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—حبيبتي ما أجمل أن نتشارك سويًا في فنجان القهوة! حينها يصبح ذات مذاقًا خاصًا.

نظرت سهيلة إليه نظرة حادة مغلولة ثم علقت قائلة:
—انا لا أفضل أن أتشارك معك بقهوتي، ولكن لماذا أراك تستخدم يدك اليسرى بدلًا من يدك اليمنى؟!

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—لقد تعرضت لعقرة من أحد الكلاب أثناء توجهي لقيادة سيارتي داخل الجراچ، ولا أستطيع الإمساك بفنجان القهوة حتى يلتئم هذا الجرح.

أومأت سهيلة برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا، سوف أذهب لغرفتي فلدي الكثير من المذاكرة.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—حسنًا حبيبتي إنتبهي لمذاكرتك حتى تستطيعين الحفاظ على التقديرات التي إعتدتي عليها.

تصنعت سهيلة الابتسامة وعلقت قائلة:
—حسنًا أعدك أنني سوف أنهي دراستي بكلية الحقوق ولن يقل تقديري عن إمتياز ولكن لا أحب سماع كلمة حبيبتي منك، فمن فضلك لا ترددها مرة أخرى.

دلفت سهيلة إلى داخل المنزل واثناء دخولها كانت تردد قائلة:
—يا لك من شخص بغيض!

فوجئت سهيلة بالمحقق فارس الشرنوبي أمامها، تعجب المحقق وتحدث قائلًا:
—من هذا الشخص البغيض الذي اثار غضبك إلى هذه الدرجة؟!

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—لا عليك سيدي، ولكنني كنت أريد أن أسألك سؤالًا.

ابتسم المحقق فارس الشرنوبي وعلق قائلًا:
—بالطبع تستطيعين أن تسألي كيفما شئتي.

تحدثت سهيلة قائلة:
—سيدي، ألا يوجد كاميرات مراقبة داخل المشفى؟!

ابتسم المحقق فارس الشرنوبي وعلق قائلًا:
—بالطبع المشفى مليئة بكاميرات المراقبة.

تعجبت سهيلة وعلقت قائلة:
—سيدي، فلماذا لم تقوم بإفراغ تسجيلات هذه الكاميرات؟!

ابتسم المحقق وعلق قائلًا:
—أول شيء تم عمله هو تفريغ كاميرات المراقبة، ولكننا أمام مجرم بارع استطاع إخفاء وجهه طوال الوقت، ولم يستطيع أحد التعرف عليه. 

شعرت سهيلة بمزيد من الفضول فعلقت قائلة:
—سيدي المحقق هل يمكنني أن أشاهد هذه التسجيلات.

ابتسم المحقق فارس الشرنوبي وعلق قائلًا:
—على الرغم من عدم السماح لأي شخص بمشاهدة هذه التسجيلات بدون إذن من النائب العام، ولكنني سوف أسمح لكي بمشاهدة هذه التسجيلات فربما يكون ذلك في صالح القضية.

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—سيدي المحقق أشكرك على سعة صدرك لي،   وأتمنى أن نجد في تلك التسجيلات ما يكشف ذلك المجرم، سوف أمر عليك في الغد بعد إنتهاء المحاضرات الخاصة بي.

ابتسم المحقق فارس الشرنوبي وعلق قائلًا:
-حسنًا، سوف أنتظر حضورك فبداخلي شعور قوي أنك سوف تساهمين في كشف هوية ذلك المجرم.

غادر المحقق فارس الشرنوبي منزل عائلة الصياد، بينما وقف أدهم متسمرًا أمام ريم.

نظرت ريم إليه وحدثته قائلة:
—أدهم، لماذا تقف هكذا؟! هل تريد معتز؟ سوف أخبره بوجودك.

وأثناء صعود ريم للدرج أمسك أدهم بيدها وحدثها قائلًا:
—ريم، حمدًا لله على سلامتك، اعتقد أنه آن الآوان لإنهاء هذه المهزلة.

أسرعت ريم بنزع يدها ثم علقت قائلة:
—أدهم، إلزم حدودك ليس من حقك أن تتحدث معي هكذا.

صعدت ريم إلى غرفتها بينما إلتفت أدهم ليجد سهيلة أمامه.

نظرت سهيلة إليه وقد بدى عليها التعجب، فلم يجد أدهم أمامه سوى أن تحدث قائلًا:
—لا اعلم ما الذي اغضب ريم عندما طلبت منها أن تخبر معتز بوجودي؟!

نظرت سهيلة إليه وتحدثت قائلة:
—لا عليك سوف أخبر أخي بوجودك.

دلفت ريم إلى غرفتها ففوجئت بمعتز يقوم بتبديل ملابسه، أسرعت بالإلتفاف وعلقت قائلة:
—معتز، ألم أخبرك من قبل أن تقوم بتبديل ملابسك داخل المرحاض أو خلف البرڤان على الأقل خلال الفترة التي سوف أكون فيها هنا.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ريم، أعتذر منك لم أتوقع قدومك إلى هنا فب هذا الوقت.

تعجبت ريم من التغير الذي تلاحظه على شخصية معتز فعلقت قائلة:
—لا عليك كان يجب علي الإستئذان قبل أن أدخل إلى الغرفة ولكن ما هذا الجرح الذي بيدك؟!

لقد تهشم الزجاج الخاص بالمرآة وسقط على يدي فأصابني بهذا الجرح البسيط.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—أية مرآة تلك التي تهشمت، فأنا لم أشاهد أي مرأة قد تهشم زجاجها.

علق معتز قائلًا:
—هذه هي المرآة ولكن تم اصلاحها وتغيير الزجاج الخاص بها.

أومأت ريم براسها ثم قالت:
—معتز، لقد تذكرت أدهم ينتظرك بالأسفل.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—لقد اشتقت إليه، فلم أراه منذ ليلة الزفاف سوف أنزل لأقابله.

نظرت ريم إلى معتز وعلقت قائلة:
—معتز، إنتبه من هذا الشخص فهو ليس بالصديق الذي تعرفه.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ألتمس لكي العذر فأنتِ لا تعلمين من هو صديقي أدهم.

غادر معتز غرفته واثناء توجه لمقابلة أدهم إلتقى بأخته سهيلة التي حدثته قائلة:
—أخي، أدهم ينتظرك بالأسفل.

ابتسم معتز وربت على رأس اخته وعلق قائلًا:
—حسنًا يا حبيبتي سوف أنزل لأقابله.

نظرت سهيلة إليه وحدثته قائلة:
—أخي انتبه من هذا الشخص!

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—لا اعلم ما الذي يحدث معكما؟! ريم تحذرني منه وأنتي تفعلين نفس الشيء.

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—ألا يوحي ذلك بشيء بالنسبة لك؟! 

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
-سهيلة، أدهم صديقي منذ سنوات عديدة وأنا أعلمه جيدًا، ولم أرى منه سوى ما يجعله أهلًا لهذه الصداقة.

شعرت سهيلة بالضيق فعلقت قائلة:
—حسنًا أخي لك الحرية فيما تفعل.

بينما ذهب معتز للقاء صديقه أدهم، ذهبت سهيلة إلى غرفة أخيها؛ لرغبتها في التحدث إلى ريم.

طرقت سهيلة باب الغرفة فقامت ريم بفتحه وما إن رأتها سهيلة حتى علت ابتسامة رقيقة يملؤها الشجن على وجهها وعلقت قائلة:
—مرحبًا سهيلة تفضلي بالدخول.

ابتسمت سهيلة وما إن دلفت لداخل الغرفة حتى أسرعت بمعانقة ريم وتحدثت قائلة:
—ريم، أعتذر إليكِ فلم أتحمل رؤيتك منهارة بعد وفاة صديقتك؛ لذلك لم استطيع الذهاب إليكِ ومواساتك.

ربما تعتقدين إنني فتاة سيئة ولكنني أحببتك لذلك لم أستطيع رؤيتك على الحالة التي كنتِ عليها.

ربتت ريم على كتف سهيلة وعلقت قائلة:
—حبيبتي أنتِ فتاة رقيقة للغاية، ومرهفة الأحساس، ولا يمكنني أن أغضب منكِ لشيء كهذا.

لا أخفي عليكي عندما رأيتها في تلك الحالة، كاد عقلي أن يطير مني وكاد قلبي أن يتوقف، وازداد الأمر سوءًا عندما اكتشفت أن وفاتها لم تك بسبب مرضها القاسي الذي كانت تعاني منه؛ بل لأن هناك شخص تجرد من مشاعر الإنسانية وهجم عليها دون رحمة ليزهق روحها بمنتهى القسوة.

تلألأت الدموع في عين سهيلة، بينما واصلت ريم حديثها قائلة:
—بعد مرور عدة أيام على وفاتها، جلست أفكر فيما حدث، وتذكرت عندما كانت تقص علي قصة والدها الذي كان مصاب بنفس المرض، وكم كانت معاناته وتوسلاته لهم أن يقوموا بإنهاء حياته؛ فهو لا يستطيع تحمل تلك الآلام.

حينها هدأ روعي قليلًا لأنها لم تصل لتلك المرة البشعة ولكن إزدادت بداخلي رغبة شديدة في الإنتقام من ذلك المجرم.

نظرت سهيلة إلى ريم وعلقت قائلة:
—سوف يأتي اليوم الذي يتم فيه القصاص من ذلك المجرم، وسوف ينال الجزاء الذي يستحقه على ما فعله.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—حبيبتي، هذا يقيني بالله.

تحمست سهيلة وقالت:
—ريم، تعلمين إنني في كلية الحقوق وهذه هي السنة الأخيرة بالنسبة لي في الكلية، وبعدها أنوي عمل دراسات عليا في القانون الجنائي، لذلك تجدينني مهتمة بدراسة القضايا التي يتم إصدار الحكم فيما ضد مجهول وأحاول العمل على كشف الجاني.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سهيلة، أسأل الله لكي التوفيق والسداد.

علقت سهيلة وقالت:
—في الغد سوف أذهب للقاء المحقق فارس زاهر في مكتبه، وهناك سوف يقوم بعرض تسجيلات كاميرات المراقبة.

نظرت ريم وقد بدى عليها الذهول وعلقت قائلة:
—وهل هناك تسجيلات؟!

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—أجل، هناك تسجيلات ولكن المجرم كان بارعًا في آخفاء وجهه عن الكاميرات؛ فلم يظهر وجهه بوضوح.

علقت ريم قائلة:
—سهيلة، هل يمكنني أن أرافقك وأنتِ ذاهبة إلى هناك؟

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—بالطبع يا حبيبتي فهذا ما كنت أعنيه بالضبط.

قامت ريم وسهيلة بالاتفاق على الذهاب إلى مكتب المحقق فارس الشرنوبي معًا لعلها تستطيع التعرف على الجاني.

إلتقى معتز بصديقه أدهم وحدثه قائلًا:
—منذ حفل عقد القرآن وأنا لم أشاهدك، فلم تأتي وتبارك لصديقك بعد ذلك.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—وهل حدث شيء بعد ذلك يستحق المباركة؟!

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—أدهم، ما الذي تعنيه من ذلك؟!

علق أدهم قائلًا:
—معتز، نحن نعلم أن هذه الزيجة ليست زيجة على المحمل الحقيقي، وبوفاة هيام أرى أن يذهب كل منكم في طريقه.

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—أدهم، أنت تتحدث بغرابة، ما الذي تعنيه "من أن يذهب كل منا في طريقه"

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—أعني إنك حصلت بزواجك من ريم على رضاء جدك، وهيام رحلت فلم يعد هناك داعيًا من الإستمرار في هذه الزيجة المزيفة و....

وهنا قاطع معتز صديقه أدهم قائلًا:
—أدهم، ما لم يمكنك أن تتخيله أنني أحب ريم بالفعل ولا أريد أن أبتعد عنها مطلقًا.

شعر أدهم بالضيق وعلق قائلًا:
-دائمًا ما تتعامل مع المواقف بأنانية مطلقة، هل فكرت في ريم، هل ستوافق على الأستمرار معك أم لا؟!

نظر معتز إلى أدهم وقد بدى عليه التعجب وعلق قائلًا:
—أدهم، لن أقوم بإجبار ريم على شيء لا تريده مرة أخرى.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—حسنًا، لا تغضب مني يا صديقي فكل ما أتمناه هو أن تعيش حياة سعيدة سواء مع ريم أو بدونها.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—معتز، أعلم مشاعرك تجاهي يا صديقي.

نظر أدهم بمكر وحدث نفسه قائلًا:
—أعلم أن ريم لن تقبل بالأستمرار معك في هذه العلاقة الزائفة.

وفي اليوم التالي

ذهبت ريم بصحبة سهيلة إلى مكتب المحقق فارس الشرنوبي.


فوجيء المحقق فارس الشرنوبي بدلوف ريم إلى مكتبه فتحدث قائلًا:
—ريم، هل هناك شيء جديد حدث؟!

ابتسمت سهيلة وعلقت قائلة:
—سيدي المحقق لقد جاءت معي ريم رغبة منها في مشاهدة التسجيلات الخاصة بكاميرات المراقبة.

نظر المحقق فارس الشرنوبي إلى ريم وعلق قائلًا:
—سيدتي، لم أكن أريدك أن تشاهدي هذه التسجيلات خاصة إنكِ لن تجني من مشاهدتها سوى الألم الآسى.

فالبداية شعرت ريم بالتردد ولكنها قررت في النهاية مشاهدة تلك التسجيلات أملًا في التعرف على الجاني.

نظرت إلى المحقق فارس الشرنوبي وعلقت قائلة:
—سيدي، المحقق سوف أشاهد هذه التسجيلات عساي أن أجد فيها ما يرشدنا للقاتل.

بدأ المحقق في عرض التسجيلات الخاصة بكاميرات المراقبة، وبدأ يشير إلى القاتل منذ دخوله إلى المشفى حتى تسلله إلى غرفة هيام.

دلف القاتل إلى غرفة هيام فوجدها جالسة على فراشها، دنا منها وتحدث معها، فالبداية كانت تتحدث معه وتضحك ولكن النقاش اشتد بينهما بعد ذلك وانفجرت هيام بالبكاء ثم قامت بطرد ذلك الشخص وجلست تبكي ولكن القاتل قام بالإختباء خلف باب الغرفة.

وما إن وقفت هيام في شرفتها حتى تسلل إليها القاتل وقام بخنقها، حاولت هيام المقاومة والتخلص من قبضته فقامت بعضه بشدة فلم يجد أمامه سوى أن قام بإخراج حقنة من جيبه وقام بحقنها في عنقها، ولم يتركها إلا بعد ان تأكد من وفاتها.

وهنا وقفت ريم وسهيلة وكأن كل منهما قد اكتشف أمر هام.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي