الفصل الرابع عشر الطريق إلى الحقيقة

شعرت ريم بالقلق والريبة عندما تحدثت إلى صديقتها هيام عبر الهاتف، لاحظ معتز القلق والتوتر يبدوان عليها فحدثها قائلًا:
—ريم، ما الذي حدث؟ هل اخبرتك هيام أنها ليست على ما يرام؟!

نظرت ريم إليه وحدثته قائلة:
—لا، بل على العكس تماماً؛ لقد أخبرتني أنها بخير وطلبت مني عدم القلق بشأنها.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—إذن لماذا يبدو عليكي القلق؟

علقت ريم قائلة:
—معتز، هيام ليست بهيام.

نظر معتز وقد بدى عليه التعجب ثم علق قائلًا:
—ما الذي تعنيه من هذه الكلمات؟!

علقت ريم قائلة:
—هيام التي تحدثت إلي الآن ليست بصديقتي هيام التي اعدت عليها؛ معتز الصوت مختلف تماماً!

شعر معت. بالأسف وعلق قائلًا:
—ريم، لا داعي للقلق، هيام مصابة بورم في المخ ويقوم الأطباء بإعطائها جرعات كبيرة من للأدوية للحد من انتشار هذا الورم لأجزاء أخرى من المخ، وعلى حد علمي فمن المحتمل أن يصاب المريض في هذه الأثناء ببعض التغيرات التي قد تصل إلى فقدانه جزئي  للذاكرة.

ريم تنظر إلى معتز باهتمام فيواصل حديثه قائلًا:
—لا داعي للقلق، لاحظتي بعض التغيرا ت في صوتها أو في اسلوبها فعليك أن تعلمي السبب وراء ذلك والدعاء لها بالشفاء.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—لديك الحق فيما تقول، معتز أشكرك لإهتمامك بتهدئتي أيها الحقير.

نظر معتز إلى ريم وقد علت على وجهه الابتسامة وعلق قائلًا:
—بدأت أتأكد أن كلمة "حقير" هذه ليست زم بل هي مدح.
ابتسمت ريم وقالت:
—اقسم لك أنك شخص غريب الأطوار.

أمسك معتز بفنجان القهوة الخاص به، وما إن أنهى قهوته نظر إلى ريم وقال:
—ريم، هل لديك أية مواعيد أخرى اليوم؟!

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—لا ليس لدي أية مواعيد؟ ولكن لماذا قمت بالسؤال؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أود أن أذكرك أنه لم يتبقى أمامنا سوى يومان فقط على حفل الزفا، فما رأيك أن نذهب ونتسوق بعض الأغراض اللازمة.

همست ريم إليه وعلقت قائلة:
—معتز، زواجنا سوف يكون زواجًا سوريًا، فلا اجد داعيًا لكل هذه التكاليف.

علق معتز قائلًا:
—أعلم أن زواجنا زواجًا سوريًا ولكن لا بد أن يرى الجميع عروس بفستان الزفاف وعريس ببذلة الزفاف، لا بد أن تتقني دور العروس حتى يقتنع الجميع بأن معتز الصياد قد تزوج.

أومأت ريم برأسها ثم علقت قائلة:
—حسنًا فلتفعل ما تريد، إن أردت الذهاب لشراء بعض المستلزمات الضرورية لحفل الزفاف هذا فليس لدي مانع في الذهاب معك.


ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا يا زوجتي المستقبلية هيا بنا.

استقل معتز سيارته إلى أحد مراكز التسوق الشهيرة وقام هو وريم بشراء بعض الملابس والمقتنيات اللازمة.

أثناء مرور ريم من أمام إحدى المتاجر داخل مركز التسوق لفت نظرها فستانًا جميلًا، لقد رأت ريم أن هذا الثوب سوف يكون رائعًا على صديقتها هيام.


دنا معتز من ريم واعنقد خطأ أن ما يلفت نظر ريم هو فستان الزفاف الذي كان معروضًا في نفس المكان، فحدثها قائلًا:
—هل يعجبك هذا الثوب؟! أعتقد أنه سوف يكون في غاية الروعة عليكي.


نظرت ريم إليه وحدثته قائلة:
—لا بل سيكون أروع على هيام، ما إن رأيته حتى رأيتها فيه.

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—ولكن ما علاقة هيام بفستان الزفاف؟!

نظرت ريم إليه متعجبة ثم تحدثت قائلة:
—فستان زفاف؟! ما الذي تعنيه بفستان الزفاف؟!

علق معتز قائلًا:
—ألم يثير هذا الثوب إعجابك؟

ثم يشير معتز نحو ذاك الثوب.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—لا لم أكن أنظر إلى هذا الثوب، ولكن لقت انتباهي هذا الفستان الجميل ورأيت إنه سةف يكون رائعًا على هيام.


ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا سوف أقوم بشرائه، وأنت تقومين بتقديمه لهيام.

شعرت ريم بالسعادة لقيام معتز بشراء ذلك الثوب غالي الثمن وحدثت نفسها قائلة:
—كم أسعدني شرائك لذلك الثوب، ربما يدخل هذا الثوب السعادة على قلب هيام، ولكنني لا أستطيع جعلك تلاحظ سعادتي بشرائك له.

أمسك معتز بالثوب وقام بإعطائه لريم، أخذته ريم وعلقت قائلة:
—معتز، لم يكن هناك داعيًا لتكلف نفسك كل هذه التكلفة.

نظر معتز متعجبًا ثم علق قائلًا:
—هل حقًا ترين أنه لم يكن هناك داعيًا لشراء هذا الثوب؟!

علقت ريم قائلة:
—أجل لم يكن هناك داعيًا لشراؤه.

علق معتز وقال:
—حسنًا أعطني إياه؛ سوف أقوم برد وأسترداد المال الذي دفعته.

أمسكت ريم بالحقيبة التي بها الثوب وقامت بإعطائه إياه، فأخذه معتز ودلف إلى داخل المتجر ثم عاد بدونه.

شعرت ريم بالضيق لما فعله معتز وعلقت قائلة:

—يا لك من حقير عديم الفهم.

نظر إليها معتز وعلق قائلًا:
—والآن هيا لنكمل شراء ما يلزمنا ويكون هناك داعيًا لشرائه.

أومأت ريم برأسها ولم تتحدث، فقد شعرت بالضيق لما فعله معتز، عندما قام برد الثوب وحدثت نفسها قائلة:

—ليتني أملك المال الذي يكفي لشراء ذلك الثوب، ولم أحتاج لما فعله ذلك الحقير.


نظر معتز إليها وحدثها قائلًا:
—ما الذي يجول بخاطرك ويجعلك تصمتين هكذا؟!

علقت ريم وقالت:
—لا شيء ولكنني أريد. العودة لمنزلي.

أومأ معتز برأسه وعلق قائلًّا:
—حسنًا فلنكتفي بما قمنا اليوم بشرائه، على أن نكمل بقية الأشياء في الغد.

عادت ريم إلى منزلها وبيدها عدد كبير من الحقائب الممتلئة بالملابس التي قاموا بشرئها اليوم.

ظلت ريم تشاهد ما قاموا بشراؤه، ولكن حدي شيء لم يكن في الحسبان، فقد فوجئت ريم بوجود ذلك الثوب الذي كانت تود شراءه لهيام ولكن معتز قام بأخذه وأعاده للمتجر.


حدثت نفسها وقد علت الابتسامة على وجهها، وقالت:
—كيف أتى هذا الثوب إلى هنا؟!

أمسكت بالثوب في سعادة فلاحظت أن هناك شيء سقط من هذا الثوب.

نظرت ريم على الأرض وفوجئت بورقة فأمسكت بها وقرأت ما تحتوي عليه من كلمات فكانت المفاجأة.

لقد قام معتز بكتابة هذه الورقة، قرأت ريم الورقة لتجد معتز يخبرها دن خلالها ويقول:
—لقد رأيت السعادة على وجهك عندما قمت بشراؤه، ورأيت كيف تبدلت هذه السعادة إلى حزن وضيق عما أوهمتك إنني قمت بإعادته للمتجر، الثوب الآن بين يدكِ، تستطيعين إعطاؤه لهيام وقتما شئتي.

ابتسمت ريم وقامت بضم الثوب إلى صدرها وقالت:
—أعلم إن هذا الثوب سوف يدخل السعادة على قلب صديقتي ولذلك تمنيت لو باستطاعتي شراؤه، ولكن الحمد لله سوف أقوم بإعطاؤه لهيام في الوقت المناسب.

أخلدت ريم إلى فراشها وبجوارها ثوب هيام تحتضنه.

وما إن ذهبت في ثبات عميق حتى راودها كابوسًا سيئًا، لقد رأت ريم نفسها وبيدها باقة من الورد تمسك بها وتفتح باب الغرفة فتجد بداخل الغرفة حية الكبرى، ألقت بباقة الورد أرضًا وأسرعت بالفرار لتجد أمامها غرفة أخرى بداخلها هيام وهي ترتدي ذلك الثوب ولكنها فوجئت بذئب كبير يركض خلفها، أخذت ريم تقوم بالنداء عليها وتقول:
—هيام، أسرعي أركضي أسرع ولكن هيام تتعثر وتسقط أرضًا فيمسك بها الذئب ويقوم بإلتهامها.

ظلت ريم تصرخ وتصيح وفجأة استيقظت من نومها لتدرك أن ما رأته ما هو سوى كابوسًا مفزعًا قد راودها أثناء نومها.


وما إن استيقظت ريم حتى انفجرت في البكاء.
ظلت ريم جالسة تخاف أن يغلبها النوم فيراودها ذاك الكابوس مرة أخرى، ولكنها ظلت جالسة حتى غلبها النوم فإفترشت سريرها وذهبت في ثبات عميق.

وفي اليوم التالي وبعد أن استيقظت وأخذت تستعد للمغادرة إلى المشفى للإطمئنان على هيام، ولكن معتز قام بالاتصال عليها ليخبرها قائلًا:
—ريم، لا بد أن نذهب ونحضر ثوب الزفاف اليوم فلم يعد أمامنا متسع من الوقت لشراؤه

تحدثت ريم بمزاج سيء وقالت:
—معتز، هل يمكنك الذهاب وشراء ذلك الثوب؟

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—ريم، أخبريني بربك ما الذي يحدث معك فصوتك يملؤه الشجن والحزن.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—صدقت، فهناك بعض الأشياء التي تضايقني.

علق معتز قائلًا:
—حسنًا، سوف أمر عليكي لأعرف ما الذي يحزنك هكذا.

أسرعت ريم قائلة:
—معتز، لا يمكنك أن تاتي إلى المنزل وأنا بمفردي، إنني سوف أغادر بعد قليل؛ للذهاب إلى المشفى.

انهت ريم مكالمتها الهاتفية مع معتز، وشرعت

في مغادرة المنزل، ولكنها فوجئت بمعتز يقف أمام منزلها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي