الفصل الخامس عشر صِدام

نظرت ريم إلى معتز وقد بدى عليها الدهشة، وحدثته قائلة:
—لقد أخبرتك أن تذهب بمفردك وتقوم بشراء فستان الزفاف بمفردك، فلماذا جئت إلى هنا؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—لا يمكن للعريس أن يذهب ويقوم بشراء ثوب الزفاف بمفرده، ريم لا بد من وجودك معي حتى تقومي باختيار فستانك بنفسك.

أخذت ريم نفسًا عميقًا، ثم علقت قائلة:
—معتز، أي فستان هذا الذي تود مني أن آتي معك وأقوم باختياره؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—هل نسيتي أن حفل زفافنا بعد غدٍ ولا بد من الأنتهاء من كل التحضيرات؟ 

علقت ريم وقالت:
—معتز لست على ما يرام، أود الذهاب لرؤية هيام ولا أبالي بحفل الزفاف الزائف هذا.

أمسك معتز بيد ريم وحدثها قائلًا:
—ريم، كل ما أريده منك الآن أن تأتي معي بهدوء، فلست بشخص يجيد الإلحاح، أحاول التعامل معك بطريقة مثالية ولكن لا تجبريني كل مرة أن أذكرك أنه هناك اتفاق بيننا فلا تجعليني اتصرف تصرفًا تندمين عليه.

نظرت ريم نظرة حادة مغلولة، وقامت بفتح باب السيارة وجلست على المقعد المجاور له.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ما أجملك عندما تكونين فتاة مطيعة.

شعرت ريم بالغضب والقلق يجتاحان جسدها، الغضب من ذلك الحقير الذي يقوم بالضغط عليها وإجبارها على التعامل معه على الرغم من كرهها الشديد له، ولكنها مجبرة على فعل ذلك من أجل هيام.

لم تتحدث ريم بكلمة واحدة طوال الطريق على الرغم من محاولات معتز العديدة لجعلها تتحدث،ولكنها جميعها باءت بالفشل؛ لقد اطلقت ريم العنان لشرودها ولم تعد تنتبه لما يقوله معتز.

وصل معتز إلى المتجر الخاص بملابس الزفاف، نظر إلى ريم وحدثها قائلًا:
—ريم، ها قد وصلنا.

لم تنتبه ريم لقد كان بداخلها رغبة قوية في الذهاب إلى هيام والأطمئنان، كما إنها تود أن تقوم بإعطائها ذلك الثوب لعله يدخل البهجة والسعادة إلى قلبها.

تعجب معتز مما يحدث فأعاد حديثه قائلًا:
—ريم، هل تسمعين ما أقوله لقد وصلنا؟!

وأخيرًا انتبهت ريم لحديث معتز، أومأت برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا، أعتذر لم أنتبه لذلك.

غادرت ريم السيارة، واتجهت مع معتز إلى داخل المتجر.

وقفت ريم أمام أحدى فساتين الزفاف وحدثت نفسها قائلة:
—اية فتاة تقف أمام فساتين الزفاف لتختار ما يروق لها تكون في غاية السعادة، أما بالنسبة لي فالوضع مختلف تماماً، كيف سأختار ذلك الثوب لأرتديه في حفل زفافي على هذا الحقير.

دنا معتز منها وحدثها قائلًا:
—هل يعجبك هذا الثوب؟

نظرت ريم إلى الثوب وعلقت قائلة:
—حسنًا يمكننا شراء هذا الثوب أو الذي بجواره وربما ذاك الذي بالخلف.

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—ما رايك أن أقوم بشراء كل هذه الفساتين؟

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—معتز، هل أنت محق فيما تقول؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أجل محق ما دام جميعهم قد حاذوا على إعجابك.

ضحكت ريم وعلقت قائلة:
—لا يمكنك فعل ذلك، فلتقم بشراء أي هذه الفساتين فليس لي رغبة في شيء معين.

شعر معتز بالضيق ودلف إلى المتجر لشراء ثوب الزفاف الذي يروق له.

وفي طريق العودة تذكر معتز صديقه أدهم فتحدث إلى ريم وقال:
—ريم، لقد تذكرت صديقًا لي لم اقابله من عدة أيام وأود الأطمئنان عليه، فهل لديك مانع في مرافقتي؟

علقت ريم قائلة:
—ليس لدي مانع ولكن لا أريد أن أتاخر على الذهاب للمشفى.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا، ما إن أطمئن عليه سنغادر  على الفور.

اتجه معتز إلى منزل أدهم وما إن وصل إلى منزل صديقه وقام بطرق الباب، فإذا بأدهم يفتح باب المنزل فيجد أمامه ريم.

وقف آدم مذهولًا وعلق قائلًا:
—ريم، ما الذي جاء بك إلى هنا؟! كيف استطعتي معرفة العنوان الخاص بمنزلي؟!

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—لم آتي بمفردي لقد جئت مع صديق لك.

تعجب أدهم وعلق قائلًا:
—صديق لي؟! أي صديق هذا؟!

علقت ريم قائلة:
—ما إن طرق باب المنزل حتى تذكر أنه نسيا مفاتيحه داخل السيارة فذهب لإحضارها.

شعرت ريم بقدوم معتز فعلقت قائلة:
—أدهم، ها هو قادم.

حضر معتز وقام بتحية صديقه أدهم ثم تحدث قائلًا:
—أدهم، بالطبع أنت تعرف ريم.

أدهم وقد بدى التعجب واضحًا عليه فعلق قائلًا:
—أجل أعرف ريم ولكن ما يثير دهشتي هو قدومكم معًا فهل يمكنني أن أعرف السبب في قدومكم إلى هنا؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أدهم، ماذا بك هل سنكمل حديثنا أمام باب منزلك؟!

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—أعتذر منك يا صديقي، ولكنني فوجئت بقدومكما معًا، تفضلا بالدخول.

دلف معتز إلى داخل المنزل ومعه ريم، جلس على أحد المقاعد وتحدث قائلًا:
—معتز، لقد جئت إلى هنا لأدعوك إلى حفل زفافي بعد غد.

تعجب أدهم، علق قائلًا:
—صديقي، هل حقًا ما تقوله؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أجل يا صديقي لقد قررت أن أمتثل لرغبة العائلة وسوف اتزوج يوم الخميس القادم.

شعر أدهم بالذهول تبعه القلق من معرفة من تكون هذه العروس، فنظر إلى معتز وعلق قائلًا:
—مبارك عليك يا صديقي، هذا خبر مفاجيء ولكنني سعيد لإتخاذك هذا القرار المصيري.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ألم تسألني من تكون هذه  العروس التي جعلتني اتخذ قرارًا خطيرًا مثل هذا؟!

شعر أدهم أن قلبه كاد أن يخرج من مكانه؛ من تسارع نبضاته، لا يستطيع لسانه أن ينطق بكلمة واحدة يسأل فيها عن هذه العروس، نظر إلى ريم وقام بتحريك رأسه يمينًا ويسارًا.

أومأت ريم برأسها فأيقن أدهم أنها هي العروس التي يتحدث عنها صديقه معتز، شعر بالأسف ولم يعرف ما الذي عليه قوله، فحدثه معتز قائلًا:
—أعلم أن بداخلك الكثير من التساؤلات، ولكنني سوف أقطعك الشك الذي بداخلك باليقين، يوم الخميس القادم سيتم عقد قران معتز الصياد على الآنسة ريم البارودي.

حاول أدهم السيطرة على مشاعره المتضاربة ما بين حزن وغضب وتعجب وسعادة، حاول ان يبدو الصديق الذي يسعد لسعادة صديقه
فعلق قائلًا:
—هذه مفاجأة رائعة مبارك عليكم أخي معتز.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—بارك الله فيك يا صديقي، ربما ذلك يفتح شهيتك أنت الآخر للزواج.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—لا أعتقد ذلك فلم تخلق التي تستحق قلبي بعد.

ثم نظر إلى ريم وعلق قائلًا:
—وربما اجد من تجعلني أغير رأي كما فعلت ريم بك.

نظرت ريم إلى معتز وعلقت قائلة:
—معتز، هل يمكننا الذهاب؛ لقد تأخرت؟

أومأ معتز برأسه وعلق قائلًا:
-حسنًا، أدهم سوف أنتظرك في الغد، فلا بد أن تكون بجواري في هذا اليوم.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—بالطبع، منذ الصباح ستجدني على باب غرفتك يا صديقي.

غادر معتز منزل صديقه واستقل سيارته متوجهًا إلى المشفى كي تقوم ريم بالإطمئنان على صديقتها هيام.

بينما امسك أدهم بالمزهرية في غضب، وقام بإلقاها على المرآة فهشمتها.

اثناء توجه معتز إلى المشفى، وجد في الطريق امرأة على وشك أن تضع جنينها في الشارع،
نظرت ريم إليها وتحدثت قائلة:
—معتز توقف من فضلك.

توقف معتز ثم حدثها قائلًا:
—ريم، ما الذي حدث؟! لماذا طلبتي مني التوقف؟!

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—ألا ترى هذه المرأة التي تتألم وتوشك على وضع جنينها في الشارع.

علق معتز قائلًا:
—نعم ولكن ما الذي علي فعله.

علقت ريم قائلة:
—لا بد أن نقوم بنقلها إلى المشفى بأسرع وقت ممكن.

تعجب معتز وعلق قائلًا:
—تريدين مني أن أقوم بنقل تلك المرأة، معنى ذلك إنك لن تستطيعي الذهاب إلى هيام اليوم.

علقت ريم قائلة:
—لا بد من مساعدة تلك المرأة، هيام تخضع لرعاية طبيبة، وربما أذهب إليها فاجدها نائمة.

علق معتز قائلًا:
—حسنًا، فلنقوم بنقل تلك المرأة إلى اقرب مشفى، ولا اعلم لماذا تقحمين نفسك في هذه المتاعب؟!

أسرعت ريم إلى المرأة وقامت بمساعدتها على الجلوس داخل السيارة، ثم تحدثت قائلة:

—معتز، أسرع إلى المشفى.

امسكت المرأة بيد ريم وحدثتها قائلة:
—سيدتي، أشكرك فقد فاجأني المخاض ولم يكن معي أحد.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—لا عليكي، دقائق معدودة ونصل إلى المشفى.

وامام شدة الألم وأنين المرأة لن يجد معتز أنا أمامه سوى الأسراع في طريقه إلى المشفى.

وصل معتز إلى المشفى وأسرع في استدعاء الاطباء الذين جاءوا على الفور لمساعدة هذه المرأة.

بعد قليل خرجت الممرضة تزف إليهم نبأ وضع المرأة لمولودها، شعرت ريم بالسعادة وعلقت قائلة:
—هل يمكننا أن نطمأن عليها.

ابتسمت الممرضة وعلقت قائلة:
—بالطبع سيدتي تفضلي.

دلفت ريم ومعتز إلى الغرفة، اقتربت من المرأة وحدثتها قائلة:
—سيدتي، حمدًا لله على سلامتك، لقد قمت بالاتصال على زوجك وإخباره بما حدث وهو في طريقه الآن إلى هنا.

ابتسمت المراة وعلقت قائلة:
—أنتِ حقًا فتاة رائعة، لقد وهبني الله فتاة وأتمنى أن تكون مثلك رحيمة وودودة.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سيدتي، شكرًا لكي على ذوقك ستكبر فتاتك وستكون فتاة رائعة.

ابتسمت المرأة وعلقت قائلة:
—هل تسمحين لي أن أقوم بتسمية ابنتي بأسمك؟!

شعرت ريم بالسعادة وعلقت قائلة:
—بالطبع هذا أمر يسعدني كثيرًا.

امسكت المرأة بالقتاة وقامت بإعطائها لريم.

شعرت ريم بالسعادة وقامت بضم الفتاة إلى صدرها بحنان، ثم أعطتها إلى معتز الذي تردد في الأمساك بها ولكن أمام إلحاح ريم أمسك بها وقبل جبينها فبدت على وجهه علامات السعادة.


غادرت ريم ومعتز المشفى، وقبل ان يستقلا السيارة تحدث قائلًا:
—ريم، غدًا بعد صلاة المغرب سوف يتم عقد قراننا.


شعرت ريم بالتعجب وعلقت قائلة:
—معتز، لا أجد داعيًا لذلك؛ فهذا الأمر غير حقيقيًا لذلك لا داعي لعقد القران هذا.

علق معتز قائلًا:
—لا بد من عقد القران في منزلنا وأمام جميع الحضور حتى لا تشك أمي في ذلك.

أومأت ريم براسها وعلقت قائلة:
—حسنًا لا بأس ففي كلا الاحوال سيكون ذلك زواجًا صوريًا.

ابتسم معتز وهمس في نفسه قائلًا:
—زواجًا صوريًا؟! اقسم لكي أن أجعلك تتمني أي يصير زواجًا حقيقيًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي