الفصل السابع عشر يوم الزفاف

خرج الجد وحيد الصياد من مكتبه وخلفه خادمه وأحد رجاله المقربين سعيد، كان وجود الجد في هذه اللحظة مفاجأة لجميع الحضور.

وقف معتز مذهولًا، دنا منه جده وحدثه قائلًا:
—معتز، كيف حالك لم أراك منذ عدة اسابيع وبالتحديد منذ دخولي للعناية المركزة.

وقف معتز قد بدت عليه الصدمة، تمنى حينها لو تنشق الأرض وتبتلعه، تلعثم في حديثه وقال:
—جججدى حمدًا لله على سلامتك، لا تعلم مدى سعادتي برؤيتك.

ابتسم الجد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—معتز، لا تقلق فجدك على علم بكل شيء.

نظر الجد وحيد الصياد إلى المأذون وحدثه قائلًا:
—فضيلة الشيخ، معك وحيد الصياد وكيل العروس.

بدأت مراسم عقد القرآن، وما إن دلفت العروس إلى المكان المخصص لعقد القرآن حتى شعر معتز بالذهول؛ فقد بدت ريم كأميرة بثوب الزفاف.

نظر معتز إلى عروسه وعلت الأبتسامة وجهه، ولكن حدث ما لم يتوقعه.

فبد لًا من ان تتجه العروس وتجلس في المكان المخصص لها بالقرب من عريسها، ذهبت إلى الجد وحيد الصياد وقامت بتقبيل يده قائلة:
—جدي، يسرني أن تكون وكيلًا لي.

ابتسم الجد وربت على يد العروس ثم علق قائلًا:
—ريم، تعلمين مدى معزتك عندي.

شعر معتز بأن هناك خطب ما فريم لم تتفاجيء بوجود الجد وحيد الصياد، وتعاملت معه كما لو أن رؤيتها له أمرًا عاديًا.

انتهت مراسم عقد القرآن وبدأ المدعوون في التوافد على العروسين لتقديم التهاني لهما.

دنت السيدة مريم زاهر من ريم وقامت بإهدائها طوقًا من الماس، شعرت ريم بالمفاجأة
وعلقت قائلة:
—سيدتي، هذا الطوق جميل جداً ورائع ولكن لا يمكنني قبول شيء ثمين وغالي بهذا الشكل.

ابتسمت السيدة مريم زاهر وعلقت قائلة:
—ابنتي، لا شيء يغلو عليكِ.

قامت السيدة مريم بمعانقة ريم وهمست لها بشيء فعلت الإبتسامة وجهها.

اقترب أدهم من معتز وقام بتهنئته، فبدى على وجه معتز الإنزعاج منه وقام بمعاملته ببرود شديد.

اقترب العريس من عروسه وأمسك بيدها فحاولت نزع يدها فحدثها قائلًا:
—ريم، أنتِ الآن زوجتي، لا يمكنك فعل شيء كهذا.

نظرت ريم إلى معتز وعلقت قائلة:
—لا تنسى، هذا زواجًا صوريًا.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا ولكن لا تنسي فالجميع ينظرون إلينا ولا بد أن نتظاهر بالسعادة، حتى لا يشك جدي في الأمر.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—حسنًا سيد معتز بك ما تريد.

أدهم وقد وقف ينظر إليهم من بعيد ولم يتحمل التواجد فغادر الحفل دون ان يلاحظ أحد ذلك.

حان الوقت الذي يقوم فيه العروسين بتقطيع كعكة الزفاف ومن المتعارف عليه ان يقوم كل من العروسين بوضع قطعة من الكعكة في فم الآخر، نظر معتز إلى ريم وحدثها قائلًا:
—ريم، كل ما أريده منك هو أن تعيشي
دور العروس حتى لا يشعر أحد أنكِ مجبرة  على هذه الزيجة.

اومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا سوف أحاول فعل ذلك.

وبالفعل حاولت ريم التظاهر بأنها عروس في غاية السعادة حتى جاءت الفقرة التي سوف يقوم. العروسين باداء رقصة معًا وهذه الرقصة لا بد ان تطغى عليها الرومانسية.

شعرت ريم بالقلق فأمسك معتز بيدها وهمس إليها قائلًا:
—اتركي نفسك وحاولي الإندماج على انغام الموسيقى.

نظرت ريم إلى معتز وحاولت التعايش مع كلمات الأغنية، شعرت حينها للمرة الأولى بشيء يجذبها للنظر داخل، نظرت إليها فأمسك بيدها وقاموا بأداء رقصة رائعة بدى كلًا منهما كأنه عاشقًا للآخر.

اقتربت السيدة مريم زاهر من حماها السيد وحيد الصياد وهمست له قائلة:
—أبي، يبدو أن كل شيء يسير بحسب الخطة الموضوعة.

ابتسم السيد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—أكثر ما يسعد قلبي أن العروس هي هذه الفتاة، الآن أنا على يقين من أنها سوف تعرف كيف تتعامل مع معتز وتقوم بترويضه؟

علقت السيدة مريم وقالت:
—لقد قمت بالتحدث معها والأتفاق على كل شيء، فلا تقلق.

وبعد انتهاء حفل الزفاف، وصعد العروسان إلى  الطابق العلوي المخصص لهما، وما إن دلفا إلى داخل الغرفة نظرت ريم لتجد أن الغرفة ليس بها سوى سرير واحد، نظرت إلى معت. وعلقت قائلة:
—معتز، الغرفة ليي بها سوى سرير واحد فقط، هل يمكنك أن تخبرني أين سأنام؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—سوف تنامين بجواري على نفس السرير.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—هل اندماجك في هذه الكذبة جعلك تصدق أنني زوجتك حقًا؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أجل فأنتِ زوجتي أمام الله وأمام الناس.

ضحكت ريم وعلقت قائلة:
—معتز،_عشم ابليس في الجنة_ زوجتك على الورق فقط كما كان الأتفاق بيننا.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أمم، حسنًا ألست واثقة من نفسك وأن بإستطاعتك التغلب على مشاعرك نحوي.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—لا أعلم ما الذي تهذي به! ليست بداخلي مشاعر تجاهك أيها الحقير.

قام معتز بوضع وسادة في منتصف السرير وعلق قائلًا:
—حسنًا ريم، تستطيعين النوم هنا ولكن عليكِ ألا تتخطي حدودك.

ريم وقد بدى عليها الغيظ علقت قائلة:
—لا لن يجمعني بك فراشًا واحدًا سأنام هناك.

وأشارت ريم إلى أريكة بالقرب من السرير.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا من الجيد أنك وجدتي المكان الذي يمكنك النوم فيه؛ فأنا لا أحب النوم بجوار أحد.

ضحكت ريم وعلقت قائلة:
—انا أيضًا لا أحب النوم بجوار أحد خاصة إن كان شخص حقير مثلك.

شعر معتز بالضيق واندفع قائلًا:
—لا تريدين النوم بجوار شخص حقير مثلي لكن لو كان مكاني شخصًا آخر كأدهم على سبيل المثال هل كنتِ ستمانعين حينها؟

لم تفهم ريم ما كان يعنيه معتز بذلك وعلقت قائلة:
—معتز، لا أفهم ماذا تقصد بأدهم؟!  لقد قمت بإجبار ي على الزواج منك نظير أن تخضع هيام لرعاية طبية خاصة، ما شأن أدهم في ذلك.

تحدث معتز وقال:
—ريم، هل لي أن أسألك سؤالًا؟

أومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—تفضل سلني ما شئت.

تحدث معتز وقال:
—هل يوجد بينك وبين أدهم شيء؟ بمعنى آخر هل بداخلك مشاعر تجاة أدهم؟

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—ليس بين أدهم وبيني سوى كل احترام وتقدير؛ فهذا الرجل وقف بجواري عندما قمت أنت بالأصطدام بهيام ورفضت نقلها للمشفى فالوقت الذي لم يتأخر هو في نقلها، لكن مشاعر وحب فأنا لا أكن لأحد بأية مشاعر.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—لقد رأيت اليوم أدهم وهو خارج من منزلك، لذلك كان علي أن أسألك.

علقت ريم قائلة:
—أدهم يعلم أنني كان لديك كثير من الأشياء التي علي القيام بها والتي تمنعني من الذهاب إلى هيام للإطمئنان عليها؛ لذلك فقد جاء إلى وعرض علي أن يذهب هو بدلًا مني، هذا كل شيء، ولست مجبرة لتقديم تقريرًا بأفعالي، ولكنني قمت بإخبارك حتي لا تظن سوءً بصديقك أيها الأحمق.

دلفت ريم إلى المرحاض وقامت بتغير ثوب الزفاف الذي كانت ترتديه وإرتدت بيجامة أنيقة، ثم اتجهت إلى الأريكة واستلقت عليها.

وبعد ذلك وقف معتز يبدل ملابسه فوضغت يدها على عينيها وانفعلت قائلة:
—ما الذي تفعله أيها المختل؟! يوجد مرحاضًا يمكنك أن تقوم بتبديل ملابسك بداخله.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ريم لقد اعتدت على تبديل ملابسي هنا، ولكن لا يوجد أي مانع لتبديلها في المرحاض.

حاولت ريم النوم ولكنها شعرت بالجوع الشديد، فجلست على الأريكة، نظر معتز إليها وقال:
—لا تستطيعين النوم على الأريكة أليس كذلك؟ لا بأس يمكنك أن تأتي إلى جواري وتنامين.

وقفت ريم فاعتقد معتز أنها سوف تنام بجواره فعلت الأبتسامة على وجهه ولكنها سرعان ما اختفت عندما رأى ريم جالسة على الطاولة التي وضع عليها الطعام الخاص بهم.

نظرت ريم إليه وعلقت قائلة:
—كل ما في الأمر إنني جائعة جدًا ولم أستطيع تحمل رائحة الطعام أيها الأبله.

إغتاظ معتز وحاول النوم ولكنه شعر هو الآخر بالجوع، فنهض من فراشه واتجه صوبها وقد علت على وجهه علامات الغيظ.

نظرت ريم إليه وعلقت قائلة:
—ما الذي تريده؟! عليك ألا تقترب مني أكثر من ذلك وإلا فلا تلومن إلا نفسك.

ابتسم معتز وجلس  أمامها على الطاولة، ثم تحدث قائلة:
—ما هذا الظن السيء؟! كل ما بالأمر أنني شعرت ببعض الجوع فجئت لأتناول معك الطعامي؛ فهذا الطعام ليس لوحدك أنتي فقط.

نظرت ريم إليه وعلقت قائلة:
—لقد تعاطفت معك ولذلك سوف أدع لك المائدة تلتهم منها ما تشاء.

الجد وحيد الصياد يتحدث إلى السيدة مريم زاهر ويقول:
—مريم، لا يجب أن يعرف معتز  بتلك المقابلة التي تمت بيني وبين ريم؛ حتى لا يشعر أن هناك تآمر عليه فينهدم كل ما نسعى لتحقيقه.

ابتسمت السيدة مريم وعلقت قائلة:
—أبي، لا تقلق فريم لن تخبره بشيء ولكن هل تتذكر  ما طلبته منك خلال تلك المقابلة؟

الرجوع للماضي

تلقت ريم اتصالا من السيدة مريم زاهر  تخبرها فيه وتقول:
—ريم، السيد وحيد الصياد يريد مقابلتك قبل عقد القرآن.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—حسنًا سيدتي، متى ستكون هذه المقابلة؟

ابتسمت السيدة مريم وعلقت قائلة:
—هل يمكنك مقابلته الآن؟

علقت ريم قائلة:
—بالطبع سيدتي ولكن أين ستكون هذه المقابلة.

علقت السيدة مريم وقالت:
—إنه في أحد الفنادق الكبرى سوف أمر عليكي لأصطحبك إلى هناك.

أنهت السيدة مريم المكالمة الهاتفية مع ريم ثم استقلت سيارتها واتجهت إلى منزل ريم.

ريم استعدت للقاء السيدة مريم زاهر وما إن اخبرتها بوصولها حتى أسرعت ريم لمقابلتها.

بدأ اللقاء بينهما بالإبتسامة والمعانقة وتحدثت ريم قائلة:
—هل يمكنك سيدتي أن تقبلين دعوتي علة فنجان من القهوة في منزلي المتواضع؟

ابتسمت السيدة مريم وعلقت قائلة:
—أعدك إنني سوف ألبي دعوتك هذه ولكن في وقت آخر، أما الآن فالسيد وحيد الصياد ينتظرنا.

أومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا سيدتي إنني مستعدة للقاء السيد وحيد الصياد وأتشوق لرؤيته.

استقلت ريم السيارة مع السيدة مريم حتى وصلوا إلى إحدى الفنادق الكبرى، وفي الجناح الخاص بالسيد وحيد الصياد اصطحبت السيدة مريم ريم إلى حيث يجلس السيد وحيد الصياد.

نظر السيد وحيد الصياد إلى السيدة مريم وقال:
—مريم، هل جاءت معك ريم؟

ابتسمت السيدة مريم وعلقت قائلة:
—أجل يا والدي ها هي.

قامت السيدة مريم باستدعاء ريم فدلفت إلى الغرفة على الفور وقامت بتحية السيد وحيد الصياد وقالت:
—سيدي، حمدًا لله على سلامتك لقد سعدت برؤيتك كثيرًا.

تبتسم السيد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—ريم، أنا أيضًا سعيد جدًا برؤيتك، لقد أخبرتني  مريم بأنكِ أنت وحفيدي معتز سوف يتم عقد قرانكما غدـا أليس كذلك؟

علقت ريم قائلة:
—أجل سيدي، ولكن كنت أود إخبارك. بشيء في غاية الأهمية حتى لا  أشعر  إنني قمت بخداعك أنت والسيدة مريم.

ابتسم السيد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—تريدين إخباري بأن معتز قام بإجبارك على الزواج منه أليس كذلك؟

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—أجل سيدي ولكن كيف استطعت معرفة ذلك وأنت...؟

قاطعها السيد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—كيف استطعت معرفة كل شيء وأنا داخل المشفى أليس كذلك؟ ابنتي أنا على علم بكل ما يدور في منزلي وشركتي.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سيدي، لقد وافقت على هذه الزيجة من أجل صديقتي المريضة؛ لقد وعدني معتز بأنها سوف تخضع لعناية خاصة وذلك في حالة موافقتي على الزواج منه بشكل صوري.

شعر السيد وحيد الصياد بالغضب ثم نظر إلى السيدة مريم وحدثها قائلًا:
—أريد أن أعرف من أين جاء معتز بهذه الندالة، يقوم بمساومة ريم واللعب على مرض الفتاة حتى يضغط على صديقتها؟!

انهمرت الدموع من عين ريم وعلقت قائلة:
—سيدي، كل ما يهمني هو شفاء صديقتي حتى لو كان ثمن ذلك هو الزواج الصوري من معتز.

نظر السيد وحيد الصياد إلى ريم وعلق قائلًا:
—ابنتي من حق صديقتك ان تتلقى العلاج اللازم دون أن يقوم أحد بإجبارك على الزواج منه، فإذا كنتي لا تودين هذه 
الزيجة فلن تتم أعدك بذلك، ولكن لدي شيء أود التحدث فيه معك.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—تفضل سيدي تستطيع التحدث وإخباري بما تريد.

جلس السيد وحيد يتحدث إلى ريم ويقول:
—ابنتي، لدي رغبة شديدة في اتمام هذه الزيجة.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—سيدي، تعدني ألا يقوم أحد بإجباري على هذه الزيجة، ثم تعود وتخبرني أنك لديك رغبة شديدة في اتمامها كيف يكون ذلك؟!

ابتسم السيد وحيد وعلق قائلًا:
—حفيدي معتز به الكثير من الصفات السيئة وعندما قمت بإعطائه مهلة ثلاثون يومًا ليتزوج ،كنت على يقين أنه لن يغير  معتز سوى الزواج بفتاة مثلك أنت يا ريم.

نظرت ريم باهتمام شديد وعلقت قائلة:
—سيدي، هل تعني أنك تريد مني أن استمر في هذه الزيجة حتى يتخلى معتز عن صفاته السيئة؟ ولكن ماذا كل هذه الثقة في فتاة مثلي لا تعلم عنها شيء؟!

ابتسم السيد وحيد وعلق قائلًا:
—ريم، لقد رأيت فيكي الكثير من الصفات الحميدة، رأيت ثقتك بنفسك وعدم ترددك في توجيه صفعة على وجه معتز عندما أساء إليكِ، كل ذلك جعلني على يقين أنكِ أنت ةلفتاة الوحيدة القادرة على اصلاح معتز.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سيدي،شكرًا لك على ثقثك بي، وأعدك أن أفعل كل ما تريده.

علت الابتسامة وجه السيد وحيد وعلق قائلًا:
—كل ما تريدينه سوف أحققه لكي، عندما تحتاجين إلي سوق تجدينني، سوف أقوم بتوفير كل شيء تريدينه.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سيدي، أريد منك شيئًا واتمنى ألا تفهم طلبي هذا على النحو الخاطيء.

نظر السيد وحيد باهتمام  شديد وقال:
—تفضلي ابنتي اطلبي ما تشائين.

تحدثت ريم وقالت:
—سيدي، أود أن تقوم بتعيني نائب المدير العام بالشركة بعد مرور اسبوع على زواجي من معتز.

ابتسم السيد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—لكي ذلك حضرة نائب المدير العام.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—سيدي، كيف قبلت بذلك دون أن تعرف الغرض من ذلك؟!

ابتسم السيد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—لقد قمتي برفض هذا المنصب من قبل، فأنت لا ترغبين فيه، فعندما تقومين بطلبه الآن فأنا على يقين أنه لغرض نبيل.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—اقسم لك سيدي أنه لغرض نبيل.

ابتسم السيد وحيد الصياد وعلق قائلًا:
—حسنًا في الغد سيكون وكيلك هو وحيد الصياد.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—سيدي، هذا شرف لا استحقه.

علق السيد وحيد الصياد وقال:
—ابنتي تمنيت لو أن حفيدي معتز يمتلك صفات كصفاتك.

عودة

السيد وحيد الصياد تذكر ما طلبته منه ريم وعلق قائلًا:

—اجل مريم تذكرت، سوف أصدر قراري بتوليتها نائب المدير العام بالشركة.

وفي اليوم التالي

استيقظت ريم وقامت بإرتداء ملابسها، نظر إليها معتز وعلق قائلًا:
—ريم، إلى أين أنت ذاهبة؟!

علقت ريم قائلة:
—معتز، لم أرى هيام منذ عدة أيام، اود الأطمئنان عليها.

علق معتز قائلًا:
—ولكن من المفترض أن الجميع سوف يأتي إلينا لتقديم التهنئة، هل يمكنك الأنتظار اليوم واعدك أنني سوف أصطحبك إلى هناك بنفسي غدًا إن شاء الله، أما الآن تستطيعين الاتصال بها والأطمئنان عليها إلى أن نذهب إليها في الغد.

أومأت برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا معتز سوف أقوم بالاتصال بها الآن.

قامت ريم بالاتصال على صديقتها هيام ولكنها

لم تقوم بالرد عليها، تعجبت ريم وحدثت معتز وقالت:
—معتز، لم تقوم هيام بالرد سأعاود  الاتصال مرة أخرى.

حاولت ريم الاتصال عدة مرات بهيام ولكن دون جدوى، وفي آخر مرة قامت الممرضة بالرد عليها واحبرتها قائلة:
—سيدتي، الانسة هيام الآن في جلسة علاج بالأشعاع؛ لذلك لا تستطيع الرد عليكِ الآن.

أومأت ريم برأسها وقالت:
—حسنًا شكرًا لكِ، كنت قلقة بشأنها ولكن هل يمكنك إخبارها إنني قمت بالاتصال بها.

علقت الممرضة وقالت:
—حسنًا سيدتي ما إن تنتهي من جلستها، سوف أخبرها باتصالك.

نظرت ريم إلى معتز وعلقت قائلة:
—كاد القلق يقتلني لولا أن اخبرتني الممرضة أنها تخضع لجلسة علاج بالأشعاع، لقد اشتقت إليها كثيرًا.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ريم، منذ كتى وأنتما صديقتان؟

علقت ريم قائلة:
—منذ أن. كنا في الجامعة، لقد تقابلنا وجمع بيننا الظروف السيئة لكلانا، فأصبحت كلًا منا الحضن الدافيء للأخرى تحتمي فيها من قسوة الحياة.

شعر معتز بالتعاطف مع ريم وحدثها قائلًا:
—ستعود إلى حضنك مرة أخرى وقد تعافت من ذلك المرض اللعين، ولكن ريم هل يمكنني أن أسألك سؤالًا؟

علقت ريم قائلة:
—ما الذي تريد أن تعرفه؟!

تحدث معتز وقال:
—كنت أود أن أسألك عن والديكِ أين هما؟

وبدون أية تردد علقت ريم قائلة:
—لقد توفيا ولم يعد لدي سوى صديقتي هيام.

جاءت الخادمة وتحدثت قائلة:
—سيدتي، الجميع ينتظركم على الأفطار، فهل ستأتين أم تودين تناول الأفطار هنا بغرفتكم؟

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—حبيبتي، سوف نأتي لنتناول الأفطار معهم.

دلف معتز  إلى المرحاض فحدثته ريم قائلة:
—معتز، هيا لا بد أن ننزل لتناول الأفطار مع عائلتك؛ فالجميع ينظروننا.

تحدث معتز وعلق قائلًا:
—حسنًا ولكن هل يمكنك أن تعطيني المنشفة؟
تعجبت ريم وقالت:
—لماذا لم تاخذ منشفتك معك؟!

علق معتز قائلًا:
—لم اتعود على أخذ المنشفة معي فدائمًا أخرج من المرحاض كما أنا وأقوم بإحضارها بنفسي، هل تودين أن أخرج واحضرها بنفسي؟

علقت ريم قائلة:
—لا بل سأقوم بإحضارها لك.

فتحت ريم الخزانة لإحضار المنشفة، ولكن لفت انتباهها درج مغلق، حاولت فتحه ولكنه كان موصد، أخذت المنشفة وقامت بإعطائها بمعتز، ثم عادت إلى الخزانة مرة أخرى وعلقت قائلة:
—لست ممن يحبون التطفل على الآخرين ولكن لدي شعور قوي أن داخل هذا الدرج شيء خطير وإلا لما أحكم معتز إغلاقه هكذا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي