الفصل السادس عشر عودة الجد

استيقظ أدهم وارتدى ملابسه، ثم اتجه إلى منزل وحيد الصياد، وما إن وصل بسيارته أمام منزل الصياد، ظل جالسًا داخل سيارته كأنه لا يود النزول منها.

ظل على هذه الحالة من التردد فحدث نفسه قائلًا:
—هذا صديقي الذي جاء إلي بالأمس يطلب مني الحضور للوقوف بجانبه يوم عقد قرانه، كيف لي أن أتردد هكذا في الذهاب إليه؟!

صمت أدهم ثم واصل حديثه قائلًا:
— إن كنت أحمل بداخلي بعض المشاعر الطيبة لريم، ولكنها اليوم سوف تصبح زوجة أخي، ولا يمكن أن أحمل لها سوى مشاعر الأخوة.

استجمع أدهم قواه وغادر سيارته إلى داخل فيلا الصياد.

لقد تم الإنتهاء من كآفة  التجهيزات الخاص بعقد القران، نظر ادهم إلى الخادمة وحدثها قائلًا:
—أين معتز؟

علقت الخادمة قائلة:
—إنه لم يستيقظ بعد.

صعد أدهم إلى غرفته، دلف إلى غرفة صديقه وقام بإيقاذه قائلًا:
—الجميع يعدون لحفل الزفاف أما العريس _فهو في سابع نومة_.

استيقظ معتز وعلق قائلًا:
—أدهم، أسعد الله صباحك يا صديقي.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—اسعد الله صباحك بكل خير أيها العريس المنتظر.

جلس معتز على فراشه وتحدث قائلًا:
—هل كنت تتوقع أن يقع اختياري على تلك الفتاة؟

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—معتز، لم أكن أتوقع أن توافق ريم على الزواج منك بعد كل هذه المواقف السيئة التي حدثت بينكم.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—أدهم، لا توجد فتاة تستطيع رفض معتز الصياد.

تعجب أدهم وعلق قائلًا:
—ولكن ريم ليست كأي فتاة يا معتز.

نظر معتز إلى صديقه وعلق قائلًا:
—لقد صدقت، ريم ليست كأي فتاة أخرى، لكنني استطعت ايجاد نقطة ضعفها التي من خلالها تم إجبارها على الزواج بي.

شعر أدهم بصدمة من حديث معتز، ولكنه كان متشوقًا لمعرفة ما الذي فعله معتز ليجبر ريم على الموافقة بالزواج منه، فعلق قائلًا:
—معتز، هل يمكنني أن أعرف كيف استطعت التأثير عليها وإجبارها على الزواج منك؟!

ابتسم معتز وعلق قائلًًا:
—لن تصدق ما الذي فعله صديقك، لقد علمت أنها تحب صديقتها هيام حبًا جمًا، ورأيتها  تبحث عن عمل؛ لتوفر لها العلاج والدواء اللازم، ومن خلال ذلك استطعت الضغط عليها وعمل صفقة بيني وبينها.

شعر أدهم بالذهول من حديث معتز فعلق. قائلًا:
—صفقة؟! أية صفقة هذه؟!

علق معتز قائلًا:
—لقد قمت بالاتفاق معها على إدخال هيام إلى إحدى المستشفيات الخاصة بعلاج الأورام نظير موافقتها على الزواج بي بشكل صوري.

وقف أدهم ثم نظر إلى معتز وعلق قائلًا:
—يا لك من شخص حقير! كيف استطعت ان تفعل شيئًا كهذا؟! تستغل مرض هيام لتؤثر على ريم وتجبرها على الزواج منك!

علق معتز قائلًا:
—أدهم، لماذا كل هذا التأثر بفتاة لا تربطها بك أية علاقة؟!

شعر أدهم بالتعاطف مع ريم وقرر مساعدتها، فتحدث إلى معتز وقال:
-لا عليك يا صديقي؛ فالحديث معك لن يجدي نفعًا، ولكنني سأذهب لاحضار ملابسي التي سوف ارتديها في حفل الزفاف، فقد نسيت إحضارها معي.

ابتسم معتز وعلق قائلًا؛
—أدهم، لا داعي لتعود إلى منزلك مرة أخرى من أجل إحضار ملابسك، تستطيع ان ترتدي من ملابسي ما تشاء.

ابتسم أدهم وعلق قائلًا:
—لا سوف أذهب ولن اتاخر في العودة إليك.

غادر أدهم فيلا الصياد، وذهب إلى منزل ريم.

تتناول ريم إفطارها حتى يمر عليها معتز ويصطحبها إلي منزله؛ فهي على موعد هناك مع خبيرة التجميل التي سوف تقوم بتجهيزها لحفل الزفاف.

فجاة واثناء تناولها طعام الإفطار تسمع ريم احد الأشخاص يقوم بالطرق على باب  المنزل.

وضعت ما بيدها من طعام وتحدثت قائلة:
—يبدو أن ذلك الأحمق ثد حضر مبكرًا.

ذهبت ريم إلى الباب وقامت بفتحه ولكنها فوجئت بأدهم، نظرت إليه متعجبة ثم تحدثت قائلة:
—أدهم، ما الذي جاء بك إلى هنا؟!

علق آدهم قائلًا:
—ريم لقد جئت لاتحدث معك في شيء غاية الأهمية.

تعجبت ريم وعلقت قائلة'
—هيا تحدث واخبرني بما تر يد.

علق أدهم قائلًا:   
—ريم، لن ادعك تقعين في شراك هذا الندل الحقير معتز.

تعجبت ريم وعلقت قائلة:
—على حد علمي فإن معتز هو أعز أصدقائك، ولكن ما الذي حدث وجعلك تتحدث عنه هكذا؟!

علق أدهم قائلة:
—ريم، لقد عرفت كل شيء عن ذلك للأتفاق الذي قام الحقير معتز بعقده معك، لست مجبرة على قبول هذا الأتفاق الحقير.

تلألأت الدموع في عين ريم وعلقت قائلة:
—أدهم، لقد وافقت على هذه الصفقة لأن هناك من يستحق هذه التضحية.

أدهم وقد أشتعلت بداخله نيران الغضب علق قائلًا:
—لن أسمح لكي بأن تكوني فريسة لهذا الحقير، كل شيء سوف يصبح على ما يرام فقط قومي بإخباره إنكِ لا تريدين الزواج منه.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—ثم ماذا سيحدث بعد ذلك؟!

علق أدهم وقال:
—لا تقلقي بشأن هيام سوف أتولى أنا مصاريف العلاج الخاصة بها.

نظرت ريم وعلقت قائلة:
—وما هو المقابل؟

تعجب أدهم وعلق قائلًا:
—أي مقابل هذا الذي تتحدثين عنه؟!

علقت ريم قائلة:
—ما المقابل الذي سوف تحصل عليه نظير تحملك تكاليف علاج هيام؟


علق أدهم وقال:
—ريم، إنني أحبك.

علقت ريم قائلة:
—إذن المقابل هو أن ابادلك الحب، أليس كذلك؟!

دنا أدهم من ريم وتحدث قائلًا:
—ريم، لن يستطيع أحد الاقتراب منك ولكن اسمحي لي أن أكون على مقربة منك؛ حتى أستطيع حمايتك.


ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—أدهم، أنت لا تختلف كثيرًا عن صديقك، سوى إنه يختلف عنك بأنه واضح وصريح رغم وقاحته إلا إنه كان صريحًا منذ البداية، أما أنت فتريد عقد نفس الأتفاق ولكن بشكل أكثر أناقة.

تعجب أدهم وعلق قائلًا:
—ريم، أنا لا أريد منك شيء سوى رفض تلك الصفقة الحقيرة.

ابتسمت ريم وعلقت قائلة:
—تريدني أن أرفض تلك الصفقة الحقيرة؛ لقبول صفقة أحقر، أدهم أعتذر إليك لا يمكنني قبول عرضك.

شعر أدهم بالضيق وعلق قائلًا:
—ريم، لا تجعلي غرورك وكبريائك يلقي بك في. براثن الشيطان.

علقت ريم قائلة:
—لا تقلق علي من الشيطان فإنني محصنة بكتاب الله وهو خير حصن.

قام معتز بالاتصال على ريم وحدثها قائلًا:
—ريم، سوف آتي لأصطحبك إلى هنا فخبيرة التجميل سوف تصل بعد ساعة من الآن ولا بد من وجودك.


علقت ريم قائلة:
—حسنًا معتز إنني أنتظر قدومك.

تعجب أدهم وانتظر حتى تنهي ريم حديثها مع معتز ثم حدثها قائلًا:
—أفهم من ذلك إنكِ سوف تستمرين في هذه المهزلة؟!

أومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—أدهم، اهتم بشئونك ولا تقلق بشأني؛ فإنني قادرة على تدبر أمري.
وامام اصرار ريم لم يجد أدهم أمامه سوى الانصراف قبل أن يأتي معتز؛ ليصطحب معه ريم.

غادر أدهم وأثناء خروجه من منزل ريم رآه. معتز فتعجب وعلق قائلًا:
—ترى، ما الذي. جاء بأدهم إلى هنا؟! لقد اخبرني إنه سوف يذهب إلى منزله لإحضارالملابس اللازمة لحفل الزفاف، فما الذي جاء به إلى منزل ريم؟!

أسرع معتز بالاتصال على ريم وحدثها قائلًا:
—ريم، هيا إنني أنتظر قدومك أمام منزلك.

علقت ريم قائلة:
—حسنًا سوف أكون عندك خلال دقائق.

جلس معتز بداخل سيارته ينتظر قدوم ريم وباله مشغول لمعرقة السبب في قدوم أدهم إلى منزل ريم، فعلق قائلًا:
—لا بد أن أعرف ما الذي كان يفعله أدهم هنا؟!

حضرت ريم واستقلت سيارة معتز ثم حدثته قائلة:
—معتز، هل بإمكاننا أولًا الذهاب إلى المشفى فمنذ. يومان وانا لم أرى هيام.

معنز وقد بدى عليه الضيق تحدث قائلًا:
—ريم، من فضلك ننهي أمر هذا الزواج وحينها سيكون لديك وقتًا طويلًا لزيارة هيام والأطمئنان عليها.

اومأت ريم برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا هيا بنا إلى منزلكم حتى ننهي هذه المسرحية السخيفة.

نظر معتز إلى ريم نظرة حادة مغلولة ثم أسرع بقيادة سيارته بسرعة كبيرة فعلقت ريم قائلة:
—معتز، ما الذي يحدث معك؟! إنتبه إلى الطريق وهدأ من هذه السرعة.

ابتسم معتز وعلق قائلًا:
—ريم، لم أكن أعلم أنك تخافين من الموت هكذا، أم أن هناك من يجعلك تتمسكين بالحياة؟!

علقت ريم قائلة:
—بالطبع لدي من يجعلني أتمسك بالحياة فهل لديك شك في ذلك؟

علق معتز قائلًا:
—لم يكن عندي شك في شيء، أما اليوم فقد بدأ الشك يداهمتي.

وصل معتز وريم إلى منزل وحيد الصياد، دلفت ريم إلى داخل المنزل، استقبلتها سهيلة بحرارة زائدة ومشاعر حب جياشة، ثم اصطحبتها إلى الغرفة التي تم إعدادها لتجهيز العروس بداخلها.

وبعد ساعات قليلة حضر المأذون ليقوم بعقد القران فجلس معتز بجوار المأذون الذي بادر بالسؤال قائلًا:
—أين وكيل العروس؟

لم يكن معتز يعلم شيئًا عن أمر الوكيل هذا؛ فهو لا يعرف شيء عن عائلة ريم، فعلق قائلًا:
—سيدي، ليس لديها وكيلًا، فهل يمكنها أن توكل...؟

وهنا سمع معتز صوت قادم من مكتب جده يتحدث قائلًا:
—كيف تقول أن ريم ليس لديها وكيلًا؟!
إن لم يكن لديها وكيل فما الذي أفعله هنا؟!

نظر الجميع إلى مكتب الجد حيث يخرج الصوت، لينفتح باب المكتب ويخرج منه الجد وحيد الصياد وبجواره خادمه سعيد والسيدة مريم زاهر، فيتحدث ال قائلًا:
—فضيلة الشيخ أنا وحيد مروان الصياد وكيل العروس.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي