الفصل الثاني قرار

جلست يلديز وبجوارها أدم فوق تابوتها المغلق، تحدثت إليه بحزن شديد لمع بعينيها، كان أدم هو صديقها الوحيد، رغم أنه لا ينتمي إلى هذه الجزيرة إلا أنه يعاملها بلطف وهو يصغرها بعامين، كان يشبهها في الكثير من الأمور، يعشق اللعب والمغامرة بشده، يمتلك شعر بني وأعين بندقية رائعة:

-يُصر والدي على زواجي من جوردن يا أدم، بعد غد سوف يتم إعلاني زوجة لهذا الوحش هل تصدق؟!

ظهر الضيق الشديد على وجه أدم، لا يصدق أن تلك الجميلة سوف تُحبس إلى الأبد مع هذا القاسي المجرد من المشاعر، لقد كان يستعين به جابر في نقل المخدرات والسلاح بمساعدته دون علم أي شخص بالجزيرة، استفاق على صوتها الغاضب:

-أدم أنا أتحدث معك في أمر هام، بماذا شردت أنت؟!

ابتلع أدم ما بحلقه بصعوبة وهو يشعر بتمزق قلبه، عاجز عن مساعدتها، هو يتحدث معها سرًا حتى لا يعرف أحد من عمال السفينة ويخبر جابر الذي يبلغ من العمر أربعون عامًا ويعتبر في مقام والده، لكنه ليس جيد أبدًا معه.

-لا يوجد شيء بيدي يا يلديز، لا أعرف كيف أتصرف؟ إن تم كشف أمرنا سوف ننتهي لا محال.

تأففت يلديز وهي ترمقه بغيظ شديد، تحاول أن تجد حل، تريد أن تجد شخص لا يفكر في نفسه فقط، تعلم أن أدم يحبها ويريد لها الأفضل، يعتبرها أخت له في وحدته، لكن عندما يتعلق الأمر بالتضحية هو يهرب فورًا:

-لا أطلب منك المساعدة، يمكنك ان تفكر في حل لي أقوم به أنا وليس أنت.

وقف أدم وهو ينظر لها، وضع يده على ذقنه وهو يفكر قليلًا قبل أن يضرب الأرض بقدمه:

-لا أجد حلًا يا يلديز، التفكير في الوقوف أمامهم سوف ينهي حياتنا، الحياة ليست سهلة هكذا، لن تتخلصي من جوردن بتلك السهولة، نحن سوف نغادر بعد غد في السفينة، أتمنى أن نجد حلًا قبل هذا.

رحل أدم من أمامها وأعين يلديز تتابعه بغضب شديد:

-يا لك من أناني يا أدم، أنا أكرهك.

استفاق مراد في هذا الوقت، نظر إلى الساعة وجدها السادسة، وقف مبتعدًا عن السرير في غرفته الذي يغلب عليها اللون البني الفاتح، دلف إلى الحمام الملحق بالغرفة حتى يأخذ حمامًا دافئًا، يتمنى أن لا يكون تأخر وأن هاجر لم تأتي مع عمته بعد.

يعلم أن الفتاة معجبة به كثيرًا، لكن في الحقيقة لا يحمل لها أي مشاعر، يزعجه والدها أكثر من اللازم، لا يرتاح لوجوده، لم تحسن عمته اختيار شريك حياتها ومازالت تراه ملاك بجناحين.

استفاق من الغرق في أفكاره، أخذ الروب الخاص به بعد أن جفف جسده وارتداه، خرج بالمنشفة وهو يجفف شعره، اتسعت عينيه بصدمة عندما وجد هاجر تقف أمامه وعلى وجهها تعلو الإبتسامة:

-لقد اشتقت لك كثيرًا يا مراد، لقد اتينا منذ ساعتين وكنت في انتظارك، لم أتحمل وجودي في المنزل وأنت لست أمامي، لهذا اسرعت بالصعود لك.

تحدث مراد بغضب وحدة شديدة، كان يغضبه وجودها واعتيادها على الدخول واقتحام خصوصيته كلما كانت موجودة:

-أنا لا أفهم كيف تدخلين بتلك الطريقة وقد نبهت عليكِ مرارًا أن هذا يُضايقني كثيرًا؟ لا أحب أن يقتحم أحد خصوصيتي يا هاجر هل تفهمين؟!

نظرت هاجر له وقد ظهر الحزن بعينيها، قالت وهي على وشك الخروج ظنًا منها أن مراد سوف يمنعها أو يراضيها ببعض الكلمات:

-أنا آسفة يا مراد، لم أكن أعلم أن رؤيتي سوف تسبب لك كل هذا الضيق، ظننت أنك تحبني و..

قاطعها مراد بضيق شديد وهو يعرف ما الذي تحاول فعله:

-أنا لا أحب هذه الطريقة يا هاجر، سعادتي برؤية عمتي وأولادها شيء ووجودكِ معي في غرفة وبدون طرق الباب حتى شيئًا آخر، اعملي على حفظ كرامتكِ.

نظرت هاجر له، لا تصدق أنه يهينها بتلك الطريقة، هي لم تراها سوى إهانة، خرجت على الفور من غرفته تشعر بالغضب الشديد، أما عن مراد فوقف أمام المرآة يضع عطره الذي يزيد من جاذبيته بهدوء شديد.

هبطت هاجر وهي تشتعل غضبًا، اقتربت من والدتها قائلة بصوت مرتفع؛ حتى يسمعها الجميع:

-أمي إذا سمحتِ أريد أن أرحل حالًا.

تدخلت الجدة على الفور وهي تشعر بالتعجب:

-ما الذي تقوليه يا هاجر، هل ضايقكِ مراد؟!

تساقطت دموع هاجر وهي تبعد وجهها عن مرمى أعين الجدة:

-أنا لا أريد التحدث معه مجددًا، لقد قال أنني بلا كرامة، هذا لأنني أردت أن ألقي السلام عليه، لا أعلم كيف يتعامل معي بتلك الطريقة؟!

أخذت الجدة نفس عميق وهي تنظر إلى عاصم، يعلم أنها تريد أن توبخه هو الآخر، هبط مراد في هذا الوقت وهو يسير بهدوء، رسم إبتسامة رسمية وهو يلقي التحية على عمته:

-لقد نورتي الأسكندرية يا عمتي، كيف حالك يا يونس؟!

أومأ يونس له واقترب منه ليقوم بضمه:

-بخير يا مراد، ماذا عنك؟

بادله مراد العناق وهو يومأ هو الآخر:

-أنا أيضًا بخير.

تحدثت عمته على الفور، قبل أن تجيبه حتى:

-ما الذي حدث لتزعج هاجر هكذا يا مراد؟ هي تحب التواجد معك ولا تستحق هذا.

نظر مراد إلى هاجر ومن ثم إلى عمته:

-لم أفعل شيء يا عمتي، لقد دلفت إلى غرفتي دون طرق الباب وأنا خرجت من الحمام ولم أكن أعلم بوجودها، كل ما اخبرتها به أن هذا لا يصح على كل حال، في أبسط الأحوال كان يجب عليها طرق الباب ولا تدخل فجأة!

وقف يامن والد هاجر والضيق يعتلي وجهه:

-هاجر هل حدث هذا؟!

ابتلعت هاجر ما بحلقها وهي تنظر إلى مراد برجاء وقلق في ذات الوقت، تحدث مراد بهدوءه المعتاد:

-مؤكد ظنت أنني مستيقظ، لم تفكر كثيرًا لتدخل إلى غرفتي فجأة، لدي عمل مهم الآن وعليّ الذهاب.

خرج وعاصم يضع قدم فوق الأخرى وهو يجلس ويحاول كبت إبتسامته، تحدثت الجدة بغضب شديد:

-هل يعجبك قلة ذوق مراد؟ لا أعلم كيف يتعامل مع ابنة عمته بتلك الطريقة يا عاصم وأنت لا تحرك ساكنًا؟!

أخذت مي نفس عميق ولا يعجبها كل شيء يحدث، لا أحد يفهم أن الزواج يجب أن يكون بين شخصين متفاهمين، مراد وهاجر بعيدين كل البعض عن التفاهم!

-------
حل الليل في هذا الوقت على جزيرة التوابيت، كانت يلديز تجلس فوق تابوتها وهي تتأمل النجوم، تساقطت دموعها وهي تمسحها بعشوائية:

-لا أريده، أفعل شيء يا خالقي، إن تزوجت به سوف أقتل نفسي، سوف أفعلها دون تردد، لا يمكنني أن أتزوج به أو انجاب طفل يشبهه، لا يمكنني أبدًا فعلها.

شعرت بيد على كتفها وانتفضت، اعتدلت في جلستها ما إن رأت إيكيز، تحدثت وهي تمسح دموعها:

-ماذا تريدين يا إيكيز؟

كانت تنظر لها وعينيها تبوح بالكثير من التعاطف، لقد كانت اسم على مسمى، شبيهة للقمر، شعرها الأحمر الغجري يشبه يلديز، لكن عينيها غريبة، ذات زرقة قوية قاتمة، البعض يذهل لها والبعض الآخر ترتجف قلوبهم فور رؤيتها:

-أنتِ أختي الكبيرة يا يلديز، أنا أحبكي ولا يمكنني ترككِ تتزوجين برجل لا يميل له قلبكِ.

تعجبت يلديز وهي تنظر لها، ابتلعت إيكيز ما بحلقها بتردد وهي تتابع حديثها:

-سوف تهربين يا أختي، اصعدي إلى السفينة ومن الممكن أن يكون حالكِ أفضل في عالم أدم، لقت أتت لي هذه الفكرة وبقيت أفكر بها لوقت طويل، افعليها يا يلديز على الأقل الآن، يمكنكي أن تعودي مع أدم، لكن علينا أن نخفي أمركِ حتى تبتعدي، حتى أدم لا تخبريه بشيء.

ابتلعت يلديز ما بحلقها وهي تفكر، نظرت إلى إيكيز بقلق شديد:

-هل أنتِ واثقة من هذا يا إيكيز؟ أشعر بالخوف.

ابتسمت لها إيكيز بحنان وهي تمسك بيدها لتشجعها أكثر:

-سوف تفعليها يا يلديز، أنا أعلم أنكِ قوية، لم تخافي يومًا وأنا أريدكي أن تكوني هكذا دائمًا.

ضمتها يلديز ودموعها تتساقط:

-أنا أشعر بالخوف الشديد يا إيكيز، إن نجح الأمر وذهبت أنا سوف أشتاق لكم كثيرًا، سوف أشتاق إلى بابسي وأمي وتابوتي.

حاوطت إيكيز رأسها والدموع في عينيها:

-من الضروري أن تغادري هذا العالم يا يلديز وإلا تزوجتي بجوردن وتدمرت حياتكِ.

بكوا كثيرًا في هذا الظلام، لقد اضطرت يلديز أن تفكر في المغادرة وهي التي تعشق حياتها.

------
في مصر بالتحديد في الأسكندرية، وقفت سيارة مراد من جديد أمام منزله، بقى يحدق به لبعض الوقت وهي يتأفف:

-تأخر الوقت وأتمنى أن يكون الجميع ذهب إلى النوم، لا يمكنني أن أتحدث مع أي شخص الآن، أنا حقًا لا يوجد لدي عقل لكل هذا.

دلف إلى المنزل، سمع صوت ضحكات روڤان، تعجب لها واقترب من الصالون، وجدها تجلس أمام الشاشة تتابع فيلم من إخراجة وهي تضحك وتصيح:

-أجل أيها الشرير تستحق، اوسعه ضربًا أيها الوسيم.

قاطعها صوت مرات الساخر:

-أيها الوسيم!

اتسعت أعين روڤان واسرعت بالوقوف، شعرت بالكثير من التوتر، نظرت إلى أعين أخيها الباردة، اقتربت منه وهي تحاول أن تبقى جامدة مثله:

-لم أقصد، تحدثت، أنت سمعت بشكل خاطئ.

سألها مراد وهو ينظر إلى ضيقها الذي يعرف سببه جيدًا، عينيها الملونة بلون العسل غاضبة منه كثيرًا، لكنه مازال عند رأيه ولن يتنازل، من الصعب أن يقبل بعملها معه:

-أنتِ لماذا مستيقظة؟ في المنزل يونس حتى لو كان ابن عمتكِ فهذا لا يعني أنه أحد محارمكِ، جلوسكِ هنا ليس جيد في وجود الغرباء.

ابتلعت روڤان ما بحلقها وهي تنظر له بنفاذ صبر، أومأت في هدوء وقبل أن تصعد سحبها مراد:

-لماذا تنظرين بتلك الطريقة؟ لا تتصرفي بشكل سيء حتى لا تغضبيني منكِ.

اومأت له روڤان من جديد بصمت، ابتسم وهو يحاوط رأسها واقترب ليطبع قبلة على جبينها، ابتعد وهو يومأ باستسلام:

-أعلم أنكِ غاضبة مني، أعلم جيدًا أنني ازعجتكِ، لكن لا يمكنني الموافقة على حديثكِ يا روڤان، أنتِ أختي وأنا أشعر بالكثير من القلق عليكِ، المجال ليس سهل، لا يمكنني أن أترك أحد يقترب منكِ وأنا خلف الكاميرا أشاهد ما يحدث! هل تقبليها عليّ يا فتاتي الجميلة؟!

ابتسمت روڤان وقد تلاشى ضيقها من مراد تمامًا، لقد كان مراد يمتلك الكثير من الرقي والجاذبية، يعلم كيف يتحدث ومتى يتحدث، تحدثت روڤان وهي تمسك بزراع مراد:

-لم أعد غاضبة من بعد الآن، لكن لا تصرخ في وجهي مرة أخرى يا مراد.

رفع مراد إحدى حاجبيه قائلًا:

-إذًا لا تفتحي هذا الموضوع مجددًا، حسنًا؟!

اومأت له روڤان ومن ثم صعدت إلى غرفتها، أخذ مراد نفس عميق براحة وهو ينظر إلى الشاشة، اقترب ليقوم باغلاقها، سمع صوت باب آخر يُفتح وبعد قليل يتم غلقه وقدم تهرول على السلم، قضم شفته السفلى بغيظ وقد استنتج أن روڤان قد طرقت الباب على هاجر لتخبرها أنه أتى؟

لا يعلم كيف تفكر أخته لكنه سوف يتحدث معها بالغد، التفت عندما سمع صوت هاجر ليراها تتلفت ببعض القلق:

-مراد هل أنت بخير؟

أومأ لها بهدوء وهو يقف بثبات أمامها، مرت عينيه عليها للحظات وتعجب من تفتلها في المنزل بقميص للنوم، نظر إلى عينيها مباشرة:

-أنا بخير يا هاجر، لكن لا تنسي أن هذا المنزل به بعض الرجال و..

قاطعته هاجر على الفور وهي تشعر بالضيق:

-ذهب الجميع للنوم يا مراد، أنا هبطت للتحدث معك أنت فقط، حتى بدر نائم، لقد شعرت بالضيق من كل شيء حدث في الصباح، تمنيت لو لم أتسرع؛ فأنا شعرت أنني ازعجتك كثيرًا، أليس كذلك؟

تخطاها مراد بخطوات ثابتة متحدثًا بصوته الرخيم:

-لا بأس يا هاجر، لكن لا تعيديها.

صعد إلى غرفته وهي تتابع خطواته بغضب شديد حتى رحل، اقتربت هي لتصعد بخيبة أمل، رأت باب روڤان يُفتح وهي تسألها بعينيها لتجيبها هاجر:

-لم يحدث شيء، لا أعلم ما الذي أفعله ليعلم أنني أعشقه يا روڤان؟!

ابتسمت روڤان بثقة وهي تنظر إلى هاجر:

-سوف يميل لكِ يا هاجر، يمكنكي أن تهتمي بطعامه، هو يحب الطعام في أحسن حالاته، لا يمكنه أن يتغاضى عن أي خطأ به، إن كان الملح زائد قليلًا أو ناقص يمكنه أن يخسرنا نحن عائلته، اصنعي له وجبة شهية وتحدثي معه.

ابتسمت هاجر وهي تومأ لها:

-حسنًا سوف أفعل يا روڤان، غدًا سوف أعمل على بقاؤه في المنزل دون أن يرحل، تصبحين على خير.

اختفت هاجر في غرفتها وروڤان تشعر بالحزن تجاهها، تتساءل كيف لمراد أن يرفضها كل هذا الرفض وهو لن يجد فتاة تحبه مثلها؟ لماذا لا يشعر بالراحة تجاه عمته وابناءها يا ترى؟!

رفعت كتفيها غير مبالية ومن ثم دلفت إلى غرفتها وهي تفكر بكل شيء سوف يحدث، تتمنى من كل قلبها أن تجد عائلتها السعادة الدائمة.

أتى اليوم التالي وكانت يلديز أكثر هدوءً عن قبل، تعجبت توناي وهي تقترب منها، تراها تضم بابسي وهي تتحدث معها بهمس لا تستطيع أن تسمعه، ركضت بابسي وعادت لها وهي تلعب معها، أخذت نفس عميق قبل أن تتحدث إليها:

-أيعقل أن تكوني قابلة للأمر؟

نظرت يلديز إلى والدتها ذات الأعين الملونة، تجاهلت معرفتها بقصد والدتها:

-عن أي أمر تتحدثين؟

اقتربت توناي رافعة حاجبيها بحيرة:

-لا يوجد غيره يا يلديز، زواجكِ من جوردن ابن عمكِ، أباكِ لن يتنازل أبدًا عن هذا.

نظرت يلديز إلى والدتها للحظات ومن ثم عادت إلى صمتها من جديد، لا تعلم والدتها ما الذي عليها أن تفعله، ما الذي يجب أن تقوله، هي مع ابنتها، لا يمكنها أن تتزوج رجل لا تتقبل رؤيته حتى، لكن قبل أن تبادر في الحديث معها اقترب جوردن باسمًا:

-ماذا تفعلون؟ ما الذي تفعليه يا يلديز هنا بعيدًا عن تحضيرات عرسنا؟

رمقته يلديز بغضب رغم الخوف الذي يسيطر عليها، وقف جوردن أمامها وهو يبتسم، كانت عينيه تلمع وهو يتأمل وجهها، وضع يده على وجنتها ومن ثم أمسك فكها، كانت تشعر بالألم الشديد وهي تراه يقبض على فكها يجبرها على النظر في عينيه:

-ماذا؟ لا تريدين المشاركة في تحضيرات عرسنا؟

تدخلت توناي والدتها وهي تشعر بالقلق:

-دعها يا جوردن إذا سمحت.

تجاهل حديث توناي ومازال يبتسم وهو يحدق بأعين تلك المسكينة:

-ما الأمر يا يلديز؟ ترتجفين بين يدي، لا أريد رؤية الخوف في عينيكِ الجميلة، أريد رؤية السعادة، كوني سعيدة، احبيني يا فتاة، احبيني مثلما أحبكِ أنا.

تساقطت دموعها فوق يده لتغمض عينيها بألم شديد، دفعها بقوة لتصطدم بوالدتها وهي تتمسك بها وتنهار في البكاء، رأت والدتها احمرار وجهها وأصابع جوردن تركت علاماتها:

-لا تبكي يا يلديز، توقفي يا ابنتي.

حركت يلديز رأسها بنفي وهي لا تستطيع التماسك:

-لا يمكنني الزواج به يا أمي، أتوسل إليكِ لا تفعلي هذا بي، لا تجعلي أبي يزوجني بهذا الشرير.

ضمتها توناي والألم يعتصر قلبها، هي عاجزة عن مساعدتها، لا تعرف كيف تستطيع مساعدة ابنتها؟!

عزم قلب يلديز على الرحيل مهما كلف الأمر، سوف تغادر هذه الجزيرة، سوف تنتزعها من داخلها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي