الفصل الثاني عشر بداية الهلاك

ركض مراد خلف السيارة لكنه لم يحصلها، أخرج هاتفه ليتحدث مع مالك ويجعله يأتي بالسيارة لكنه وجد هاتفه مغلق، لعن حظه وهو في انتظار الهاتف ليكمل تحميله، كان يردد رقم السيارة وحروفها، لن ينساها أبدًا وسوف يصل إليها.

-----------
أمسك جاسر بشعر يلديز وهو يشعر بالغضب الشديد منها، تستمر بالمقاومة، تود أن تهرب وتلقي بنفسها خارج السيارة، كان من الصعب عليه السيطرة عليها، أغلق نوافذ السيارة جيدًا ولا يريد لأحد أن يراها:

-أنا سوف أقتلكي يا يلديز إن لم تتوقفي عن هذا، لن أسمح لكِ بفعل ما تفكري به، الآن أنتِ ملكي سواء رضيتي أم ابيتي.

نظرت يلديز له، كان صدرها يعلو ويهبط من فرط الخوف، ابتلعت ما بحلقها وهي ترمقه بغضب شديد قبل أن تتجرأ وتقوم بصفعه، وضع يده على وجهه بصدمة وهو لا يصدق أنها قامت بصفعه!

ابتلعت ما بحلقها وهي تعلم أن ما فعلته لن يمر مرور الكرام، لكنها تبغضه، كانت على وشك أن تجن لو لم تصفعه.

قبض على يدها بقوة وهو يتحدث من بين أسنانه:

-لو لم يكن هذا الموعد مهم لم أكن لأغفر لكِ أبدًا، سوف نعود للمنزل يا يلديز، سوف أجعلكي تكرهين حياتكِ بحق.

كانت تحاول سحب يدها وبالفعل تركها، تشعر أنه على وشك الإنفجار، قدمه لم تستقر بل كانت تهتز، يقبض على يده كثيرًا، قام بإزالة رابطة عنقه وفتح أول زرار، لم تشعر به سوى وهو يصرخ بالسائق الخاص به:

-أنظر أمامك؟ هل تشاهد فيلم يا ترى؟!

اجابه السائق بقلق شديد:

-آسف سيدي لم أقصد

-----------
حرك عاصم رأسه بنفي وهو يقف أمام مراد الذي أوشك على فقدان عقله:

-لا أصدق يا مراد، هل أنت واثق أنك لا تتخيل؟

شرب مراد بعض المياه قبل أن يتحدث:

-أبي إنها يلديز أنا واثق، للأسف كان هاتفي مغلق ولم أستطيع الإتصال بالسائق لألحق بهم، لقد حفظت رقم السيارة وسوف أذهب مباشرة إلى الشرطة، سوف تأتي معك لتتحدث مع أصدقائك، سوف تفعل أي شيء من أجلها.

أومأ عاصم له وهو يتمنى أن يكون صادق وأن يكون بالفعل رأسها ولم يتخيل!

نظرت هاجر إلى يونس في هذا الوقت، لم تجد على وجهه أي تعبير، لقد فشلت خطتها هي في جعل مراد يميل لها، أما عن يونس لقد نجح في جعل مراد يعاني أشد معاناة.

بالفعل لم ينتظر وعلى الفور ذهب مراد إلى قسم الشركة وتحدث عاصم مع صديقه ليساعده وهو اللواء ماهر الأسيوطي.

--------
وصل كلًا من جاسر ويلديز إلى مكان الأحتفال، لم ترتاح يلديز وهي تشعر بالإختناق، تذكرت عندما ذهبت مع مراد إلى منزله في أول مرة، كيف كانت ترتاح لكل شيء وهي لا تعرفه ولا تعرف عائلته؟ أما الآن هي تشعر بالنفور، تنفر من كل شيء حولها.

سمعت صوته يتسلل إلى أذنها وهو يهددها بوضوح:

-إن اردتي العيش بسلام دعينا ننتهي من هذا اليوم دون أن تدمري كل شيء.

كانت صامتة تمامًا، توقف عقلها عن العمل حتى باتت غير قادرة على التفكير، تابع حديثه بانفعال واضح:

-أعلم انكِ سوف تفعلين كارثة، لكن دعينا نتفق يا يلديز، سوف تكوني لطيفة ومطيعة وأنا لن أضايقكِ أبدًا، لن أفعل أي شيء يضايقكِ.

سارت وهي تفكر بحديثه، لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله، توقف أمام طاولة يجلس عليها رجل تجاوز عمره الخمسون عامًا، شعره أبيض بالكامل وبجواره أربع من الرجال أثنين عن يمينه وأثنين عن شماله:

-مرحبًا يا سيد حمدي، كيف حالك؟

ابتسم الرجل ووقف ليصافح جاسر، نظر إلى يلديز ومن ثم عقد حاجبيه:

-معك ضيفة جديدة! من تكون هي لم أراها معك من قبل؟!

أومأ جاسر وهو يحاوط خصر يلديز وهو يبتسم:

-إنها فتاة تعرفت عليها قريبًا، ليست مصرية، تدعى يلديز.

عقد حمدي حاجبيه وهو يطالعها لتداري جسدها بعفوية ابتسم بإعجاب ومن ثم قام بمد يده لها:

-تبدو مختلفة بالفعل، من أين أنتِ؟!

نظرت يلديز إلى يده ومن ثم نظرت إلى جاسر، شعرت به يقبض على خصرها لتدفع يده بانفعال واضح، أغمض جاسر عينيه بضيق شديد، لا يوجد فائدة من التحدث إليها، هذه الفتاة ليس من السهل ترويضها:

-لا تضع يدك عليّ.

أنزل حمدي يده وهو يضحك بدهشة، نظر إلى جاسر وهو يرفع حاجبيه بعدم استيعاب:

-لا يمكنني أن أصدق يا جاسر، تلك الفتاة تقف أمامك أنت؟

ابتسم جاسر وقد كان يحاول أن يداري غضبه بقدر ما يشاء، حاول أن يبدو طبيعي لكنه فشل، أمسك بشعرها وهو ينظر إليها بوعيد شديد:

-مازالت تحتاج إلى الترويض، هي ليست سهلة أبدًا، لكنها لا تعلم من يكون جاس السويسي أليس كذلك يا يلديز؟

امسكت بيده الموضوعة على شعرها والدموع بعينيها:

-أنت تؤلمني.

تركها وهو يقوم بضبط ملابسه، تلك الفتاة تجعله على وشك أن يجن بالفعل، كل شيء تفعله يجعله على وشك أن يقون بقتلها، تحدث حمدي ومازال يضحك وهو يتسلى بما يحدث كثيرًا:

-تمهل يا جاسر، تبدو أكثر براءة من غيرها، حاول أن تكون لطيف معها يا فتى، ما المشكلة يا يلديز؟ لماذا أنتِ غاضبة بهذا الشكل يا ترى؟

ابتلعت ما بحلقها وهي تنظر له والدموع بعينيها:

-لا أريده أن يضع يده عليّ، لا أريده أن يقترب مني أو يتحدث معي، هذا الشخص ليس جيد أبدًا.

ابتسم حمدي وهو يومأ لها:

-حسنًا هذا أمر بسيط، ابتعد عنها يا جاسر ولا تقترب منها، تعالي يا يلديز اجلسي هنا معي، سوف يكون كل شيء على مايرام.

اقتربت يلديز منه وهي تبتعد عن جاسر، تشعر بالخوف منه، تفكر ماذا لو ذهبت معه في النهاية، مؤكد سوف يقوم بقتلها:

-لا أريد الذهاب معه، هو ليس شخص جيد.

ابتسم جاسر ساخرًا، هي تسهل على حمدي المهمة كثيرًا، سوف تكون ضحية جديدة من حظها أن يعجب بها هذا الرجل وإلا سوف تتحول لتجارة يتم بيعها بالتجزئة.

-----------
تحدثت هاجر بانفعال واضح:

-ها نحن اوشكنا على السفر يا يونس وأبي اتخذ قراره، مراد مشغول بالبحث عن يلديز وعاد الأمل يشتعل داخله بقوة و..

قاطعها يونس بضيق شديد، كان يشعر بالغضب من حديثها وتعلقها بمراد وهو لا يبادلها نفس المشاعر:

-لا أعلم كيف لكِ أن تحبي شخص مثل مراد؟ هو لا يفكر بكِ، كل ما يهمه تلك الغريبة التي دخلت على حياته فجأة.

نظرت له والغضب ينال منها:

-اسمعني يا يونس جيدًا لو لم أتزوج بمراد لن أسمح لك بالتزوج من روڤان.

نظر يونس لها بانتباه، حاول أن يتمالك أعصابه وهو يقبض على يده بقوة:

-ما الذي تقصديه أنتِ؟ أنا لا أفهمكِ.

حركت هاجر رأسها بنفي وهي تقترب لتقف أمامه مباشرة:

-أنت تفهم جيدًا ما الذي أقصده يا يونس، أنا أعلم جيدًا أنك تحبها كثيرًا، لا يمكنك أن تتجاهل هذا، لا يمكنك أن تخرجها من عقلك.

تحدث يونس بغضب شديد وهو يدفعها:

-اخرجي من غرفتي الآن يا هاجر وتوقفي عن هذا الحديث الفارغ.

دفعت يده وعادت لتقف أمامه وتنظر إلى عينيه مباشرة:

-أنا لست غبية، أنا أستطيع أن أرى نظراتك لها، أجل أنت شخص تتسلى كثيرًا، تتقرب من الفتيات وتعشق التحدث معهم، تعشق تجمعهم حولك، لكن روڤان بالنسبة لك ليست كالجميع، أنت تحترمها ولا تتعامل معها كما تتعامل مع البقية.

دفعها يونس بنفاذ صبر وهو يتحدث بانفعال واضح:

-أتمنى أن تتوقفي عن تلك الأفعال يا هاجر، أنا لا أحتمل ما تفعليه، لا يمكنني تقبل الأمر حتى، اغربي عن وجهي.

أغلق الباب من بعدها، كان يتحدث باندفاع، لا يتذكر ما الذي قاله لها، حديثها عن روفان وتره كثيرًا، أخذ نفس عميق ومن ثم استند بظهره على الباب:

-هذه الفتاة سوف تفقدني عقلي، من أين جاءت بهذا الحديث؟ لم يحدث وتقربت من روڤان أمام أحد منهم فما هذا الحديث؟

هبطت هاجر وجلست في الحديقة، سمعت روڤان تتحدث مع جاك الكلب الخاص بمراد:

-أنت حزين أيضًا يا چاك؟ لا بأس يلديز سوف تعود، مراد على وشك أن يفقد عقله هو يحبها كثيرًا، سوف يسعى لإيجادها صدقني.

قامت بضمه ودموعها تتساقط، تحاول أن تواسي نفسها، كان هذا الشيء يزعج هاجر كثيرًا، ما الذي يجعل يلديز تحتل تلك المكانة بقلبهم يا ترى؟ أخذت نفس عميق والتفتت لتعود إلى الداخل لكنها وجدت بدر في وجهها، ابتسمت بتردد:

-انت هنا متى عودت يا بدر؟ ألم تذهب مع مراد وخالي عاصم؟

حرك بدر رأسه بنفي:

-سوف أتبعهم الآن يا هاجر، انتبهي على روڤان، حالتها ليست جيدة كما تري، يزيد حزنها يومًا بعد يوم ولا أريدها أن تبقى بمفردها؛ لأنها دائمًا ما تبكي.

اومأت له هاجر ومن ثم ذهب بدر، التفتت هاجر لتنظر إلى روڤان من على بعد وهي تتحدث بضيق شديد:

-لم يعد ينقصني سواكِ! أنا حقًا مللت من كل هذا.

سمعت صوت جدتها بجوارها:

-لأنكِ فتاة غبية دائمًا ما تفشلين يا هاجر، مراد شاب ذكي ولن ينخدع أبدًا بتلك الطريقة، ما فعلتيه أنتِ ويونس كان خطأ كبير، تصرفتم بتهور ومن أجلكم لم أتحدث ولم أخبر أحد أنني أعرف ما حدث وما فعله هذا الشاب الطائش.

ابتلعت هاجر ما بحلقها، كانت تشعر أن العالم يدور بها في هذا الوقت، لم تكن تتوقع أن جدتها قد كشفت أمرهم، حاولت التحدث لكنها لم تجد ما يسعفها من الكلمات:

-جدتي أنا..

قطعت حديثها وهي لا تجد ما تقوله، رأتهم روڤان في هذا الوقت واقتربت منهم:

-ما الأمر؟ هل عرفتم شيء عن مراد، هل وجد يلديز أو قام بالإتصال بكم؟

حركت هاجر رأسها بنفي ومن ثم ذهبت إلى الداخل، كانت تتعمل الهرب حتى لا تتواجد مع جدتها في هذا الوقت ولا تعرف ما الذي يمكنها أن تقوله، شعرت بمعدتها تؤلمها كثيرًا وقلقها يزداد أكثر:

-عليّ التحدث مع يونس ويخبرني ما الذي أفعله، أشعر أنني سوف أجن وأنا أسير خلفه في كل شيء يحدث، أنا حقًا على وشك الجنون.

----------
-مراد هل أنت واثق من كل المعلومات المقدمة؟

أومأ مراد إلى والده بعد أن سأله:

-بالطبع يا أبي، لقد حفظت الرقم والحروف جيدًا، إذا سمحت اجعله يبحث بسرعة، لقد كانت تحاول الهرب ويبدو أنه قام باختطافها.

بالفعل بدأوا في البحث عن هذه السيارة  ومراد يتابع كل شيء بالهفة، لقد كان عاصم يشعر بالحزن لأجل ابنه كثيرًا، للمرة الأولى يراه يعشق وهذه المرة يتدمر كل شيء، تمنى لو يجدوها في أسرع وقت وتكون على مايرام.

كان اللواء يعطي التعليمات وبدأوا البحث عن السيارة حتى تم ايجادها، لقد كانت مفاجأة لمراد وبالفعل تم القبض على عليه وجلبه إلى قسم الشرطة، ما إن رأه مراد حتى هجم عليه يالضرب وقام بلكمه، أمسك جاسر فكه بغضب وكاد أن يهجم عليه ليوقفه ماهر:

-توقف عن هذا، اخبرنا أين هي يلديز.

علم جاسر أنها تخصهم، تحدث بهدوء شديد:

-لا أعرف أحد بهذا الاسم! من تكون يلديز تلك؟!

اقترب مراد بغضب ليمسكه عاصم وهو يحاول جعله يهدأ، انفعل مراد وهو يتحدث بغضب من بين أسنانه:

-يلديز نفسها الفتاة التي كانت معك بالسيارة وكانت تحاول الهرب، يلديز من اختطفتها وعليك أن تخبرنا الآن أين هي؟!

ضحك جاسر ساخرًا وهو ينظر إلى مراد ويقف بثباته المعتاد:

-أنا اختطفت فتاة؟ يبدو أنك لا تعرف مع من تتحدث، أنا جاسر النمر رجل أعمال وعندما تسأل عن سمعتي سوف تعرف جيدًا أنني لا أفعل تلك الأمور.

تحدث ماهر من جديد وهو يحاول أن يحل هذا الأمر:

-هناك فتاة كانت تتواجد معك منذ أربع ساعات تقريبًا في سيارتك أين هي؟

عقد جاسر حاجبيه وهو ينظر إلى ماهر وقد احتدت نظراته:

-أظن أن هذا غير قانوني، لا يوجد شيء يثبت حديثكم، أيضًا أنا قولت أنني لا أعرف شيء عن هذا الموضوع، لا أعرف حتى هذا الرجل ولا أعلم لماذا يصر على هذا الحديث الفارغ، يبدو أنه غير متزن.

هجم عليه مراد من جديد ليقبض على رقبة قميصه:

-لا تجعلني أقتلع رأسك الآن، سوف تخبرني أين هي، أنا واثق أنها كانت بسيارتك، واثق أن هذه السيارة الصحيحة، اخبرني أين هي؟!

دفعه جاسر بغضب شديد وهو يرفع سبابته ليحذره:

-لا تتجرأ وتعيدها هل تفهم؟ أنا أحذركم من التعامل معي بتلك الطريقة، لا يوجد لديك دليل وهذا ليس قانوني، لست مضطر للإجابة.

نظر تجاه اللواء ماهر وهو يخبره بهدوء وثقة:

-عليّ الذهاب الآن، لدي الكثير من الأعمال أقوم بها، ربما فقد هذا الشخص شيء عزيز على قلبه، لكن هذا لا يخصني، لست مضطر للبقاء وتحمل هذه الأتهامات، لو كنت متورط في شيء يمكنكم استدعائي في أي وقت وسوف أكون موجود على الفور بنفسي.

لم يجد ماهر داعي لوجوده، هو حاول أن يساعد عاصم صديقه، لكنه علم أن هذا الشخص ذكي جدًا، ربما يكون مراد محق، لكنه لا يظن أنه شخص سهل، لم يجد داعي لبقاؤه ليشير له:

-يمكنك الذهاب الآن.

ابتسم جاسر وهو ينظر إلى مراد:

-أتمنى أن تجد ما تبحث عنه.

كاد مراد أن يهاجمه ليوقفه ماهر هذه المرة وهو يقبض على زراعه:

-توقف يا مراد، لا يمكنك أن تتعامل بتلك الطريقة، هذا الشخص ذكي ولا يوجد شيء يدينه، يقول أنك تحاول أن توقع به.

حرك مراد رأسه بنفي، ابتلع ما بحلقه وهو يتحدث بانفعال واضح:

-أنا لا يهمني كل هذا، ما يهمني هي يلديز التي تعاني الآن وأنا أثق بهذا، هذا الشخص يخبأ شيء خلفه أستطيع أن أعرف هذا.

تحدث ماهر بعد أن أخذ نفس عميق ونظر إلى عاصم:

-سوف نجدها يا مراد سوف نتتبع كل الكاميرات حول المكان التي شاهدت منه السيارة، ستكون معنا وسوف نصل لها، لكن عليك أن تخبرني قصة هذه الفتاة كاملة وكيف ظهرت فجأة لتقوم بخطبتها.

نظر مراد إلى عاصم، تذكر أنه أخبر ماهر أنها خطيبته، لكن ما الذي قاله غير هذا يا ترى؟!
----------
كانت يلديز تراقب الطريق في هذا الوقت، سمعت صوت حمدي وهو يتحدث بغضب شديد عبر الهاتف:

-افسدتم كل شيء من أجل طمعكم، سوف أنهيكم صدقوني، انا في الطريق إلى المنزل، سوف أصل سريعًا، لا أحد يرحل قبل مجيئي.

كانت يلديز تنظر له وقد شعرت بالقلق من صراخه، حاولت أن تتحدث دون أن يظهر القلق عليها:

-ما الذي يحدث؟

ابتسم حمدي وهو يحاول أن يمنع غضبه من الخروج:

-لا تشغلي بالكِ بهذا، أنا أحاول أن أحل أمر ما يا جميلة، لا داعي للقلق.

ابتلعت يلديز ما بحلقها وقد حسمت أمرها:

-أنا أريد شيء إذا سمحت، أرغب به وبشده.

كان حمدي ينظر لها وهو ينتظر سماع حديثها، قبضت على فستانها وهي تبتلع ما بحلقها:

-أريد روڤان وعاصم، أريد الذهاب إلى منزل مراد عاصم.

عقد حمدي حاجبيه بتعجب وهو يشعر أن الاسم مألوف له كثيرًا:

-من يكون هذا يا ترى؟

تذكرت ما حدث وكيف غادرت المنزل، تمنت لو بقيت مع روڤان ولم تبتعد:

-مراد هو من ساعدني، لكنه حاول استغلالي، قال أنه يحبني لكنه كان يكذب عليّ، أما عن روڤان فهي أكثر فتاة لطيفة مثل أختي إيكيز.

ضحك حمدي وهو يحرك رأسه بحيرة:

-اسماء غريبة للغاية ألا توافقيني يا يلديز؟ أشعر بثقل هذا الاسم على لساني دون مبالغة.
--------
تحدث هذا الضخم بصوته الغاضب وهو يلكم الحائط:

-تستمر في التحدث بطريقة تغضبني، سوف تجدها في أسرع وقت وإلا أنا سوف انهيكم، عالمكم هذا لا يهمني كم هو كبير، ما يهمني هي حبيبتي فقط.

تحدث جابر بضيق شديد وهو يقف أمام جوردن ليصل إلى كتفه:

-سوف يأتي كبيرنا يا جوردن، أرجوك إهدأ وإلا سوف يقوم بقتلنا جميعًا، السفينة لن تعود إلا بعد أسبوعين لتأخذنا، إهدأ وسيكون كل شيء بخير وقبل مرور الأسبوعين سوف تكون تلك الفتاة معنا.

ابتلع أدم ما بحلقه والدموع بعينيه:

-هذا المنزل مثل المشرحة، ما الذي يحدث هنا وما تلك الدماء يا سيد جابر؟

ابتسم جابر ببرود شديد:

-إنه عمله الخاص.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي