الفصل الواحد والعشرون مواجهة

فتحت يلديز عينيها، لا تعلم كم من الوقت مر عليها، شعرت بيده تحاوطها أثناء نومه، نظرت له لبعض الوقت قبل أن تتسع عينيها وتعتدل في جلوسها بحركة سريعة، فتح عينيه ووجدها تحدق به ولا يعلم ما الذي حدث لها:

-صباح الخير يا يلديز، كيف حالكِ يا حبيبتي؟ هل أنتِ على مايرام؟!

ابتلعت يلديز ما بحلقها وهي تتحدث بصوت مرتجف:

-ليلة أمس..

قطعت عينيها بعد ان اختنق صوتها، ابتسم مراد وهو يحاول جعلها تطمئن، حرك رأسه بنفي:

-لا داعي لكل هذا القلق يا روحي اهدئي، أنتِ الآن زوجتي أمام الله و..

عدلت من شعرها وبسرعة خرجت من التابوت، تتساءل كيف انصاعت له ليلة أمس، كيف استطاع أن يستميلها، حتى أنها قد ذهبت وعادت لتبيت معه في تابوته الضخم، كانت على وشك ان تبكي ولا تعلم لماذا سيطر عليها هذا الشعور.

شعرت به يمسك بيدها وتحدث بهدوئه المعتاد:

-لا يوجد داعي للقلق، اهدئي يا يلديز، أنا أحبكي ولا أجد مبرر لخوفكِ هذا! اهدئي يا حبيبتي، ما حدث بيننا طبيعي جدًا، أنا زوجكِ الذي يحبكي كثيرًا و..

قاطعته يلديز في هذا الوقت والدموع بعينيها:

-لا أعلم اشعر بالإختناق، أعلم أن معك حق لكنني لست سعيدة يا مراد.

ضمها مراد له وهو يحرك رأسه بنفي:

-سوف يكون كل شيء على مايرام، لا تفكري في شيء آخر، إن كان هناك ما يشغل عقلكِ اخرجيه لنتحدث به سويًا يا أميرتي.

ابتسمت يلديز وهي تنظر له، مسح دموعها ببعض الضيق وهو يحرك رأيه نافيًا:

-لا تبكي يا جميلتي، لا أتحمل رؤية الدموع بعينيكِ أبدًا.

ابتسمت وهي تنظر له:

-سوف أذهب الآن، أحتاج إلى البقاء مع نفسي.

حاوط مراد وجهها وهو يتأمل عينيها:

-لن تبكي مهما حدث يا حبيبتي أليس كذلك؟

ابتسمت وهي تومأ له، اقترب وقام بتقبيل جبينها ومن ثم ذهبت، كان مراد يشعر بالكثير من السعادة، يكاد يطير من فرط سعادته وهو يراها كيف وثقت به واصحبت لا تخشاه، كانت يلديز تسير في هذا الوقت وهي تفكر في كل شيء حدث.

قامت إيكيز بسحبها والغضب يسيطر عليها:

-سوف تفقديني عقلي هل كنتِ معه؟

اومأت يلديز لها وهي تشعر بالحيرة:

-ما خطبكِ يا فتاة؟ هذا زوجي أظن أنني اخبرتكم!

أخذت إيكيز نفس عميق وهي تحرك رأسها بنفي:

-زوجكِ نحن نعرف هذا، لكن هل تتخيلي ماذا سيكون رد فعل والدكِ إن عرف هذا؟

ابتسمت يلديز وهي تومأ إلى إيكيز:

-سوف يكون رد فعله مرعب للغاية و..

قاطعتها إيكيز وهي على وشك الجنون من هدوء أختها الشديد:

-تعلمين هذا ومع ذلك تستمرين في التقرب من هذا الغريب يا يلديز! أشعر بالقلق الشديد عليكِ، أبي غاضب من هروبكِ، لا ينقصه أن يعرف بأمر زواجكِ من شخص غريب هنا و..

قاطعتها يلديز وهي تسير مبتعدة عنها بضيق شديد:

-كل شيء سوف يكون على مايرام، توقفي أنتِ عن التصرف بتلك الطريقة وهو سوف يحلها، لا تقلقي.

لا تعلم كيف تثق يلديز بهذا الرجل كثيرًا وهي لم تعرفه سوى من بضع أيام، تتمنى أن يمر كل شيء وأن تبقى أختها على مايرام ولا يحدث لها أي شيء سيء.

كان مراد ينضم إلى أدم لمساعدة بعض الرجال على الجزيرة في جلب الطعام لتصنعه النساء، رأى مراد أنهم يعتمدون على المأكولات البحرية في الغالب، كانت الفاكهة شيء أساسي ومتوفر لديهم بشكل دائم.

كان مراد يريد رؤية يلديز في كل دقيقة تمر عليه، حاول أن يتمالك أعصابه وأن لا يظهر شيء، لكنه وجد نفسه يبحث عنها، وجدها تجلس فوق أحد الأشجار، ضحك وهو يعقد حاجبيه بحيرة:

-ما الذي تفعليه أنتِ عندكِ يا يلديز؟!

ابتسمت يلديز فور رؤيتها إلى مراد ومن ثم هبطت عن الشجرة لتقف أمامه مباشرة:

-أنا أتسلى؛ فأنا الأميرة يلديز ولا أعمل شيء هنا، في الحقيقة إيكيز تعمل لكنني لا أحب هذا.

ضحك مراد وهو يتأمل ملابسها:

-حبيبتي المدللة، تبدين جميلة جدا، هذه الملابس أيضًا بسيطة للغاية.

نظرت يلديز إلى ملابسها ووجدته يقترب وهو يحاوط خصرها، نظرت حولها بقلق وهي تبعده عنها:

-مراد لا تكن غليظ، إن رأنا أحد لن يتفهم وسوف يقوم بقتلك على الفور.

ابتسم وهو يتأمل عينيها، اقترب أكثر لتبعد يده وقد احمرت وجنتيها، تحدث مراد بضيق شديد:

-ما شأني أنا بالجميع؟ أنا أقف مع زوجتي ولا أهتم لشيء آخر يا يلديز.

ابتسمت وهي تنظر له، لا تعلم ما الذي تقوله، ابتعدت وهي تشير له:

-أذهب الآن، ليس من الجيد أن تبقى هنا يا مراد، إن رآك أحد لن يكون الوضع جيد أبدًا.

عض مراد على شفته السفلى بغيظ شديد:

-أشعر أنني على وشك الجنون، متى سوف نخبر والدكِ يا يلديز؟ يجب على الجميع أن يعرف بأمر زواجنا، لا يمكنني أن أذهب بدونكِ يا حبيبتي.

اقتربت يلديز منه وهي تشعر بالقلق من أن يسمعهم أحد:

-أخفض صوتك يا مراد، أنا لا أشعر بالراحة، أبي إن علم الآن سوف يقتلني، أجل أنت زوجي لكنه لا يعرف، إذا علم أنني تزوجت من غير علمه لن يتهاون معي أبدًا، لا أريد للأمور أن تتوتر أكثر على الأقل الآن، صدقني كل شيء سوف يكون بخير لكن نحتاج لأن يهدأ من كل شيء.

أخذ مراد نفس عميق واخرجه بضيق شديد:

-حسنًا يا يلديز، سوف أنتظر، لنرى ما الذي سوف يحدث إن سرنا خلفكِ.

مر اليوم وفي الليل كانت يلديز تجلس أمام الشاطئ تشاهد النجوم، شعرت بيد توضع على كتفها، وقفت سريعًا لتلتقي عينيها بأعين مراد، تحدث إليها وهو يبتسم:

-اندئي يا حبيبتي، لا داعي للقلق.

ابتسمت له وهي تنظر حولها:

-لم يراك أحد هنا يا مراد أليس كذلك؟!

أومأ مراد لها وهو يشعر بالضيق من لقائها سرًا بتلك الطريقة:

-لم يراني أحد يا يلديز، اطمئني.

اشارت له تجاه السماء:

-أنظر السماء صافية وتبدو جميلة جدًا.

ابتسم مراد وهو ينظر لها:

-أجل يا يلديز تبدو جميلة مثلكِ.

احمرت وجنتيها وقد تسبب في رسم الإبتسامة على وجهها، اقترب ليضع شعرها خلف أذنها:

-تعالي لتنامي معي، لا أستطيع النوم كليلة أمس بدون وجودكِ.

ابتلعت ما بحلقها وهي تشعر بالقلق من رؤية أحد لها، طال صمتها لينبهها مراد:

-يلديز! بماذا تفكرين هل مازلتي تخافين من أن يراكي أحد مع زوجكِ؟!

حركت يلديز رأسها بنفي:

-الأمر ليس صائب، تخيل أن تتزوج روڤان دون علم والدها يا مراد.

اجابها مراد بعفوية:

-روڤان لا تفعلها يا يلديز، وضعكِ أنتِ وروڤان مختلف.

شعرت أنها اخطأت بزواجها به سرًا، حاولت أن تجد ما تتحدث به لكنها لم تستطيع التفكير:

-سوف أذهب إلى النوم يا مراد، تصبح على خير.

أمسك مراد بزراعها وهو لا يريد منها أن ترحل، اخذ نفس عميق وهو يفكر ما الذي يجب عليه قوله:

-يلديز ما يحدث بيننا ليس خاطئ صدقيني، توقفي عن التفكير بهذا الشكل أرجوكِ!

ابتلعت يلديز ما بحلقها ولم تستطيع أن تداري الحزن بعينيها:

-حسنًا يا مراد، سوف أتوقف عن التفكير بهذا الشكل، دعني الآن لأنام يا مراد.

تركها مراد وذهبت هي من أمامه، جلس على الشاطئ وهو يفكر في كل شيء يحدث، ظهر ريان في هذا الوقت ليتحدث إليه:

-ما الذي تريده أيها الغريب؟ ما الذي يجعلك تعترض طريق يليدز وتتواجد بالقرب منها؟

وقف مراد وهو ينظر إليه غاضبًا:

-لست مضطر لإجابتك أبدًا، إن كنت تبحث عن إرضاء فضولك فهو ليس لدي.

انفعل ريان وهو يقترب ليقف أمامه مباشرة:

-يلديز كانت على وشك أن تتزوج بجوردن، هو قد ذهب للبحث عنها في المجهول، إن عاد جوردن ورآك تعترض طريقها سوف يحطمك أيها الشاب.

ابتسم مراد ساخرًا وهو يرمق ريان باستحقار:

-فهمت أنت تخشاه كالكثير هنا، لكن اسمعني جيدًا، أنا لا أخاف هذا الرجل، إن رأيته أنا من سيقضي عليه، ضع كلامي في عقلك وأحفظه جيدًا.

تركه مراد من بعدها وذهب إلى التابوت الخاص به، كان يقرر أنه سوف يخبر والدها ولن ينتظر أبدًا.

أتي اليوم التالي، كالعادة أستغل مراد انشغال الجميع وذهب للقاء يلديز:

-والدكِ يصر أننا سوف نعود غدًا أنا وأدم، لا أعلم لماذا يصر على طردنا.

ضحكت يلديز وهي تلعب مع بابسي:

-هذا طبيعي يا مراد، أبي لا يحب الغرباء، حتى عمال السفينة لم يكن يرحب بهم.

وضع مراد يده على وجنتها:

-ماذا عنكِ؟!

احمرت وجنتيها خجلًا وهي تتحدث بارتباك:

-لم أرتاح لاحد سوى أدم.

عقد مراد حاجبيه بتعجب شديد:

-ولماذا أدم يا يلديز؟!

ابتسمت يلديز وكأنها تتذكر ذكريات مضت:

-لقد كان يلعب معي وكان أكثر من لطيف، هو طيب القلب يا مراد ليس كالجميع.

جلس مراد وقد كان يشعر بالغيرة، هو لم يجد ما يضايقه من أدم، لكنه يلاحظ إهتمامه الشديد بها ويلاحظ تقبلها له عكس الكثير من الأشخاص حولها.

اقتربت يلديز منه بتعجب شديد:

-ما الأمر يا مراد؟ لماذا يظهر عليك الضيق؟ لم أفعل شيء يضايقك أليس كذلك؟

أخذ مراد نفس عميق وهو ينظر لها:

-لا شيء، لا تشغلي بالكِ يا يلديز، انا فقط أشعر بالغيرة وهذا كل شيء.

ابتسمت يلديز وهي تقترب لتضمه، لقد كان يحب اعتيادها عليه كثيرًا:

-لا داعي للقلق يا مراد أنا لا أحب غيرك، مهما حدث شوف أحبك انت فقط و..

ابتعد مراد قليلًا وهو يضع أصبعه على شفتيها:

-لا داعي للتبرير يا حبيبتي أنا أثق بهذا جيدًا.

ابتسمت وهي تتأمل عينيه، اقترب من وجهها لتبتعد بقلق:

-مراد إن رأنا أحد هنا لن يكون الوضع جيد، توقف عن التعامل بشكل يضايقني.

اقترب وبسرعة قام بمحاوطة وجهها وتقبيلها، اتسعت عينيها بصدمة وهو ابتعد قليلًا ليضحك على تعابير وجهها، ضرب رأسها بأصبعه:

-قولي لي كيف تفكرين يا يلديز؟ أنا زوجكِ يا فتاة، هذا الأمر طبيعي للغاية!

دفعته يلديز بغيظ ومن ثم اختفت من أمامه بين الأشجار، ضحك مراد وهو يتابع رحيلها ويعض على شفتيه السفلى بغيظ شديد:

-سوف تصيبيني بالجنون يا يلديز لا محال.

أتى الليل ويلديز كانت نائمة في تابوتها، شعرت بحركة بالخارج، تعجبت ومن ثم ابتسمت:

-لا يوجد فائدة يا مراد لقد احببت السهر أنت أيضًا.

خرجت من تابوتها ووجدت جميع توابيت الفتيات من حولها مغلقة دلالة على نومهم، حاولت أن تسير بهدوء ولا تصدر صوتًا حتى خرجت، نظرت حولها ولم تجد أحد، تعجبت وهي تسير حتى وصلت للشاطئ، شعرت بيد تسحبها لكنها صرخت بألم:

-تمهل ما الذي تفعله انت..

اتسعت عينيها بصدمة وصمتت عن حديثها بشكل مفاجأ عندما رأت جوردن أمامها:

-جوردن!!

نظر لها بغضب شديد:

-علمت أنكِ غادرتي المنزل يا يلديز، لقد كدت أقتل عائلة الحقير المدعو مراد حتى اخبرتني أخته أنكِ في الجزيرة.

كانت تحاول ان تبتعد عنه وهي تقوم بدفعه:

-دعني يا جوردن، ليس لك شأن بي، أنت لم تعد لديك السلطة عليّ.

صفعها جوردن وهو يرفع يده ليقوم بتحذيرها:

-صوتكِ يظل منخفض أمامي.

تساقطت دموعها بألم وهي تشعر بالخوف الشديد، حاوط خصرها وهو يقربها منه:

-لم يعد هناك شيء يمنعنا يا يلديز، لم يعد هناك شيء يبعدني عنكِ.

دفعته وهي تشعر بالخوف الشديد، لمعة عينيه تخيفها، استمرت بضرب صدره:

-دعني يا جوردن لا تقترب، اتركني وشأني ليس لك شأن بي.

حملها جوردن وهو يحاول أن يسيطر على تحركاتها:

-لا تجعليني أفقد عقلي، سوف تكوني لي يا يلديز، لا يمكنكي ان ترفضيني بعد الآن.

كان يحاول تقبيلها وهي تدفع وجهه وقد شعرت أنها لن تقوى على دفعه، بدأت في الصراخ وهي تنهار في البكاء:

-دعني يا جوردن توقف عن هذا، لا أريدك أنا أكرهك.

بدأوا أهل الجزيرة في الاستيقاظ وقد أتى مراد ما إن استمع إلى صوتها، وجد هذا الضخم يحملها قام بضرب قدمه بقوة وسحبها، سقط جوردن أرضًا واجتمعوا سكان الجزيرة، لم تهتم يلديز لأحد وهي تقوم بضم مراد والاختباء به:

-لا تتركني يا مراد، أرجوك لا أريد البقاء معه أرجوك.

كان مراد يضمها وقد تصلب جسده وهو يعلم أنه هو جوردن، وقف جوردن بغضب شديد وقد تعرف عليه:

-أنت هنا؟ اخبرني ما الذي تفعله؟! تظن أنك مسؤول عنها! مكانك ليس هنا، نحن عائلتها، سوف ترحل الآن بعدم ان أقوم بتحطيم وجهك.

تحدث كنان بغضب شديد:

-جوردن ما الأمر؟ هل عدت وجلبت معك المشاكل؟!

ابتسم جوردن ساخرًا وهو ينظر إلى مراد:

-اسئله وأسألها ما الذي تفعله هي بحضنه، لماذا يتواجدان معًا؟!

ابتعدت يلديز عن مراد وهي تبكي، نظرت إلى جوردن صارخة:

-أنت حاولت التقرب مني دون إرادتي، أنت كنت تتهجم عليّ والجميع أتى على صراخي بسببك أنت أيها الحقير عديم الإنسانية.

اقترب جوردن منها بغضب وهو على وشك صفعها، اوقفه مراد بمسك يده وهو يتحدث بغضب شديد:

-إياك ان تتجرا وتمسها بسوء هل تفهم؟!

لكمه جوردن بقوة وهو يصرخ به:

-من تظن نفسك لتتدخل؟ انت لا تعني لها شيء، توقف عن التعامل بتلك الطريقة وإلا سوف اقتلك.

وضعت يلديز يدها على وجهها بصدمة وهي تشعر بالخوف على مراد، وقف مراد وقد جرح فمه، بثق الدماء ومن ثم قام بلكم جوردن بقوة تحت صدمة من الجميع، تذكر تدريبه، كان يضربه بغل شديد، يتذكر خوف يلديز ويجعله هذا على وشك ان يجن.

امسكوا الرجال بمراد وتحدث كنان بغضب:

-انتهت استضافتنا لك أيها الغريب، سوف ترحل الآن، لن تنتظر للغد.

أغمض أدم عينيه بحزن شديد وهو يرى كل شيء من بعيد، يعلم انهم شوف يقتلوه إن تحدث بشيء عن زواجه بيلديز، واثق أنه سوف يتحدث.

صرخ مراد بهم وهو يحاول التحرر من رجال كنان:

-دعوني انا سوف أرحل لكنني سوف أخذها معي، لن أرحل بدونها.

اقترب جوردن وهو يقوم بضربه أثناء مسك الرجال له، تحدث صارخًا:

-انت تتجاوز حدودك، أنا لن أرحمك.

دفعته يلديز في هذا الوقت ودموعها تغرق وجهها وهي تستمر بضربه:

-ابتعد عنه يا جوردن، دعه ايها الحقير، اتركوه حالًا، ليس لكم شأن به، مراد أرجوك تماسك.

سحب جوردن شعرها وهو يقربها منه:

-ما تلك الدموع؟ تبكي من أجله يا يلديز! لماذا ما الذي فعله هو لم أفعله انا؟ لقد احببتكِ بصدق أيتها الغبية، احببتكِ بكل شيء بي.

كانت أعين كادي تتابع ما يحدث كالجميع، أتت لتقترب فتمسك إيكيز بها وهي تحرك رأسها بنفي:

-انتظري يا كادي، لا نريد أن تحل كارثة أخرى.

كانت يلديز تحاول التحرر من بين يديه:

-انا أكرهك يا جوردن، أكرهك أكثر من أي شيء في حياتي.

صفعها بقوة وهو يقبض على فكها:

-سوف تحبيني يا يلديز، سوف تعشقيني، أنا لن أترككي تبتعدي عني، لن اسمح لكِ.

فقد مراد عقله وبسرعة تحرر من يد الرجال ليركض ويقوم بلكمه بقوة وهو يتعمد كسر أنفه:

-إياك أن تتجرأ تتمد يدك على زوجتي، إياك يا جوردن.

اتسعت أعين الجميع، يبدو أن الجميع كان يعطي الحق لجوردن في ضربها والتطاول عليها، صرخ مراد من جديد:

-يلديز تكون زوجتي، لا أقبل أن يتحدث أحد معها بطريقة سيئة أو يزعجها بأي شكل هل تفهمون؟ هي زوجتي.

كان وجهه ينزف، وقف جوردن وهو لا يصدق ما سمعه، اقترب كنان ليقف أمام يلديز، وقفت يلديز خلف مراد وقد كانت ترتجف:

-أنا لم أفعل شيء يا أبي، جوردن كان يرغب في أخذي إلى مكان آخر، ساعدني مراد ولكي يحميني تزوج بي، لم يحدث شيء يا أبي.

نظر مراد لها وهو يشعر بالكثير من الضيق، تحدث وهو ينظر إلى كنان:

-ابنتك بأمان معي، أنا أحبها ولا يمكنني ترك شيء يؤذيها مهما كان الثمن.

صرخ جوردن وقد برزت عروق رقبته:

-سوف تطلقها يا مراد، سوف تطلقها حالًا وأنا لن أغفر لك.

حركت يلديز رأسها بنفي:

-لا أريد هذا، أنا لا أريد البقاء معك هل تفهم؟! أكرهك كثيرًا يا جوردن، أبي أرجوك أنا احببت مراد وأريد أن أبقى معه، أرجوك يا أبي أجعله يبقى ولا يطلقني أتوسل إليك.

تحدث كنان بهدوء يسبق العاصفة:

-إيكيز خذي أختكِ والجميع واذهبوا هيا.

نظرت يلديز إليه وإلى مراد، حركت رأسها بنفي وهي تمسك بزراع مراد:

-لن أذهب إلى أي مكان، هو زوجي، لا يمكنني تركه، أرجوك يا ابي لا تفعل هذا، لا تؤذيه أتوسل إليك.

انفعل كنان وهو ينظر لها:

-يلديز اذهبي من أمامي قبل أن أفقد عقلي، إيكيز خذيها واذهبي هيا.

تحدث مراد والغضب يسيطر عليه:

-هي لم تفعل شيء خاطئ، هي كانت بمنزلي من الطبيعي يتم زواجنا للمحافظة عليها، أما عن هذا الحقير جوردن هو كان السبب بقلقها وخوفها طوال الوقت، كان السبب بهروبها من عائلتها والذهاب إلى عالم مجهول لا تعرف عنه شيء.

انفعل جوردن وهو لا يطيق قرب مراد من يلديز:

-أنت ما الذي تعرفه عني وعن عاداتنا؟ أنا ابن عمها وأحق واحد بها أيها القذر، أنا أفعل كل هذا لأنني أخشى عليها من الجميع وها قد حدث ما كنت أخشاه وتعرضت للاستغلال من حقير مثلك.

رمقه مراد بغضب وقبل أن يتحدث بشيء كان هناك صوت اسكتهم جميعًا:

-جوردن أنت آخر شخص يتحدث عن العادات والتقاليد والحفاظ عليها.

وضعت إيكيز يدها على وجهها بصدمة وهي لا تصدق ان كادي قررت ان تتحدث الآن في ذلك الوقت، انتبه صادق وعلم أنها سوف تفضح كل شيء، حاول أن يفكر ما الذي يجب عليه أن يفعله وكيف يتصرف للمحافظة على حياتها وهو يراها تقترب من جوردن دون خوف.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي