الفصل العشرون تشتت

وصل مراد إلى الشاطئ حيث تلعب يلديز مع بابسي:

-ما الذي علينا فعله الآن يا يلديز؟ عائلتكِ بأمان، والدكِ سمع أن نبقى ليومين ومن ثم نرحل، أنا أشعر بالضيق الشديد هنا.

نظرت يلديز له، لا تعلم ما الذي عليها أن تفعله، فكرت للحظات قبل أن تسأله بحيرة:

-سوف تذهب؟

اقترب أكثر لمواجهتها وعينيه تعانق عينيها:

-تريديني أن أذهب يا يلديز؟ هل ترغبين في هذا حقًا؟!

ابتلعت ما بحلقها وهي تنظر إلى عينيه، شعرت بالكثير من الإرتباك، أتت لتبتعد لكنه أمسك بزراعها وهو يقربها منه أكثر:

-اخبريني هل ترغبين في رحيلي حقًا؟ ماذا لو لم نتقابل من جديد؟!

حركت رأسها بنفي وقد تغيرت ملامح وجهها وهي تشعر بالقلق الشديد:

-كيف لا نلتقي من جديد يا مراد؟ ما الذي تقوله انت؟!

ابتسم مراد وهو يضع يده على شعرها، يلاحظ قلقها الشديد، سار الأمل في عروقه من جديد:

-لن أترككي يا يلديز، سوف تكونين معي في كل الأوقات.

نظرت يلديز إليه وقبل أن تتحدث نادتها والدها، ظهر القلق على وجهها:

-الآن سوف يتحدث أبي معي، أتمنى أن يمر الأمر دون ضرب.

تهجم وجه مراد وهو يراها تبتعد، سار بهدوء والضيق الشديد يسيطر عليه، شعرت أنه يتبها لتتوقف وهي تعقد حاجبيها بتعجب:

-ماذا بك يا مراد؟ ذهابك معي ليس مسموح، لا يمكنك أن تتجاهل كل شيء، قوانين الجزيرة لا يمكن تجاهلها أبدًا.

أخذ مراد نفس عميق والضيق يعتلي صدره:

-ما الذي تريديني أن أفعله يا يلديز؟ لا يمكنني أن أبقى هنا وأحدهم يسبب لكِ الضرر!

ابتسمت يلديز وهي تحرك رأسها بنفي:

-لا يصح هذا يا مراد، لا دخل لك في هذا، أبقى هنا يا مراد.

تركته واختفت بين الأشجار، لا يعرف إلى أين يذهب وإلى أين ذهبت هي، رأى أحد الرجال يقوم بالصيد تجاه الشاطئ في الأتجاه المعاكس للمكان الذي أتى منه، اقترب ليشاهده ورأى زوجته تساعده ليبتسم وهو يتعجب من تعايشهم الشديد على تلك الجزيرة!

اقترب كنان ليقوم بصفع يلديز والغضب يتطاير من عينيه:

-كيف تفعلي هذا، كيف هربتي من الجزيرة وفعلتي كل هذا يا يلديز؟!

انحرف وجهها تجاه الصفة وقد جُرحت شفتيها، تساقطت دموعها بألم وهي تنظر للأسف ولم ترفع وجهها لتواجه عينيه، اقترب وغضبه يزداد، قام بسحب شعرها وهو ينظر إلى عينيها:

-ما الذي كنتِ تفكرين به؟ لم تفكري في تلك اللحظة، لم تفكري أنني من الممكن أن أقتلكي يا يلديز؟!

تحدثت يلديز بصوت مهتز ودموعها تتساقط:

-أنا لم أتعمد فعل شيء، لم أتعمد أي شيء يا أبي، كا ما في الأمر أنني لا أريد الزواج بجوردن، هو ليس رجل جيد، هو كان يضايقني، حتى عندما كنت هناك في العالم الآخر، أتى لي وكان يرغب في أخذي إلى مكان آخر وعدم العودة إلى هنا.

دفعها كنان بغضب شديد وهو يصرخ بها:

-هل تظنين أنني سوف أصدقكي بعد كل شيء حدث؟ كان جوردن يبحث عنكِ كالمجنون، أراد أن يجدكي ليطمئن قلبه قليلًا، جوردن الوحيد الذي يحبكي كثيرًا أيتها الحمقاء.

تدخلت والدتها وهي تقف أمامه بضيق شديد:

-يكفي يا كنان، يكفي كل شيء حدث حتى الآن، لقد عادت اليوم ولن يحدث شيء الآن، توقف تن التصرف بتلك الطريقة، هيا يا يلديز اذهبي واجعلي مراد يرى تابوته الموجود بجوار تابوت أدم، لقد كانوا فارغين هيا.

ذهبت يلديز على الفور ودموعها تتساقط، كانت تلمس شفتيها بألم شديد، رأتها كادي وهي لتعقد حاجبيها بحيرة وهي تقترب منها:

-لم أصدق عندما اخبروني أنكِ هنا، ظننت أنني أحلم.

ابتسمت يلديز ساخرة وهي تتجاهلها لتذهب، أخذت كادي نفس عميق براحة:

-لم تخبرها إيكيز ما حدث إذًا، حمدًا لله كنت أعلم أنها لو عرفت كل شيء لم تكن لتصمت أبدًا.

اقترب ريان من يلديز وقد كان أحد سكان الجزيرة، ابتسم وهو يراها:

-لا أصدق أنكِ هنا حقًا، لقد كاد القلق أن يقتلها يا يلديز، اخبريني ما الذي حدث معكِ منذ خروجكِ؟!

كانت يلديز تنظر للأسفل وهي تحاول أن تداري دموعها، رفع ريان وجهها وقد اتسعت عينيه:

-ما هذا يا يلديز؟ كيف جرحتي هكذا ولماذا تبكين؟!

امهارت في البكاء وقد شعرت بالحزن على نفسها، مسح ريان دموعها وهو يشعر بالتعاطف الشديد معها:

-اهدئي يا يلديز، لا تبكي أرجوكِ، كل شيء سوف يكون بخير و..

قاطعته يلديز وهي تبعد يده لتقوم بمسح دموعها:

-لقد ضربني أبي، كان ومازال يشعر بالغضب الشديد مني.

شعر ريان بالضيق الشديد وقد انفعل:

-لا أعلم متى سوف يتوقف والدكِ عن هذا الشيء، انا حقًا أشعر بالضيق الشديد.

شعرت يلديز بيد توضع على كتفها، التفتت لترى مراد وهو يظهر عليه الضيق الشديد:

-ما الذي يحدث؟ ماذا حدث لتنجرحي هكذا يا يلديز، من يكون هذا؟!

اشارت على ريان وهي تبتلع ما بحلقها:

-إنه صديقي ريان يا مراد.

ابتسم مراد ساخرًا:

-صديقكِ! هل فقدتي عقلكِ يا يلديز أم ماذا؟ هيا تعالي معي.

سحبها وهو يريد التحدث معها ومعرفة ماذا حدث عندما ذهبت إلى كنان، وقف أمامه ريان وهو يعقد حاجبيه بتعجب شديد:

-من تكون أنت ولماذا تسحبها بتلك الطريقة أيها الغريب.

نظر مراد له بغضب، ازعجه تدخله بينه وبين زوجته، حاول أن يذكر نفسه أنهم لا يعرفون بأمر زواجهم:

-هذا الأمر بيني وبينها ولا شأن لك بما يحدث.

سحبها ريان وهو يشعر بالقلق عليها:

-يبدو أنك من عمال السفينة، كيف أتيت في هذا الوقت وما الذي تريده أنت؟

نظر مراد إلى يده الممسكة بيد يلديز، تدخلت يلديز في هذا الوقت وهي تسحب يدها من يد ريان:

-توقف يا ريان، أنا أعرفه، هو مراد من أتيت معه إلى هنا، لا يوجد داعي للقلق.

دفعه مراد في هذا الوقت وقد وصل إلى قمة غضبه، سحبها بقوة ومن ثم ذهب بين الأشجار، لا يعرف إلى أين يأخذها وهي تحاول نزع يدها من بين يديه:

-اتركني يا مراد أن تؤلمني، لماذا تدخل في هذا الأتجاه؟ إلى أين ترغب أن تذهب يا مراد توقف أرجوك.

توقف مراد والغضب يسيطر عليه، نظر لها وهو يدفعها لتلتصق بأحد الأشجار من خلفها:

-هل تريدي أن تفقديني عقلي يا يلديز؟ كم مرة اخبرتكِ أن تبقي بعيدة عن الرجال ولا تختلطي مع أحد بهذا الشكل، كم مرة اخبرتكِ يا يلديز وأنتِ تصرين على اصابتي بالجنون من أفعالكِ تلك؟!

دفعته يلديز بضيق شديد:

-ابتعد يا مراد أنا لم أتعمد هذا، لم أفعل شيء خاطئ، لا ينقصني حديثك هذا الآن.

اقترب مراد من وجهها وهو يضع أصبعه على شفتيها:

-ما الذي تسبب في جرحكِ بتلك الطريقة؟ هل قام أحد بضربكِ؟!

دفعت يلديز يده بألم ودموعها على وشك أن تتساقط:

-لقد ضربني أبي، هو يرى أنني أستحق هذا، لا أريد التحدث في هذا الأمر إذا سمحت.

اقترب مراد ليقوم بتقبيلها ولكنها تدفعه بقوة وانفعال:

-توقف عن هذا هل فقدت عقلك يا مراد؟! ابتعد الآن.

أتت لتذهب لكنه سحبها من جديد وهو يقترب منها:

-يلديز أنا زوجكِ، توقفي عن القلق بهذا الشكل، لن أتسبب في جرح مشاعركِ مهما حدث.

دفعته يلديز وهي تسحب يدها بضيق شديد:

-اخبرتك أن تبتعد يا مراد، لا أريد ان تقترب بتلك الطريقة، لا أسمح لك.

نظر مراد لها وهو يرفع شعره بانفعال شديد، نظر لها ولا يعلم ما سبب خوفها الشديد منه، كانت عينيها تكشف عن رعبها الشديد، تبتعد بهدوء وهي لا تريده أن يقترب، يتابع ابتعاد خطواتها عنه، اقترب لتتوقف وهي تبتلع ما بحلقها في صعوبة بالغة:

-مراد إذا سمحت توقف أنا لا أريد أن أقوم بضربك.

اتسعت أعين مراد بعدم استيعاب قبل أن ينفجر ضاحكًا بغيظ شديد:

-ما الذي تفكرين به أنتِ لتقولي شيء كهذا؟ تظنين أنني سوف أخاف منكِ؟!

تساقطت دموعها وهي تنظر إليه:

-لا تغصبني على شيء كما يفعل الجميع يا مراد، أنا أكره الجميع ولا أريد أن أكرهك، لا تغصبني على شيء حتى لو كان هذا الشيء قربك مني، لا أريد هذا.

حرك مراد رأسه بنفي:

-مستحيل أن أغضبكي على شيء يا يلديز، مستحيل أن أفعلها يا حبيبتي.

لاحظ يدها التي ترتجف، حاول أن يخرجها من تلك الحالة ولا يعلم ما الذي يجب عليه أن يفعله، تحدث بتردد:

-اخبريني يا يلديز ما الذي حدث عندما ذهبتي؟!

اجابته ومازال صوتها يرتجف:

-صفعني أبي، اخبرتك أنه قام بضربي يا مراد.

اقترب ليضمها وهو يحاول مواساتها، دفعته من جديد وهي تبتعد، حرك رأسه نافيًا:

-يلديز لن أفعل شيء لكِ، أريد ضمكِ ومواساتكِ، لا يوجد شيء يجعلكي تقلقي يا فتاة.

انفعلت وهي تنظر له بضيق شديد:

-من جديد أخبرك لا تقترب يا مراد.

اقترب وهو يريدها أن تتوقف عن التعامل معه بهذا الشكل، لكنه هذه المرة صدم بها تصفعه بقوة صارخة به:

-ما الذي لا تفهمه في كلمة توقف؟ لا تقترب، أنت حتى لا تهتم لرفضي، لماذا عليك أن تكون سيء مثله؟ أنا أكره جوردن كثيرًا، لقد كان يحاول استغلالي دائمًا، لماذا عليك أن تكون نسخة منه يا مراد؟!

تركته دون أن يدرك ما قالته من فرط صدمته، حاول أن يتمالك أعصابه وهو لا يصدق أنها قامت بصفعه، أخذ نفس عميق وهو يلمس وجنته بغضب:

-يبدو أنني كنت مخطأ كثيرًا في التعامل معكِ يا يلديز، حسنًا سوف تركضين أنتِ خلفي منذ الآن، لو لم أكن واثق أن لديكِ مشكلة ما لم أكن لأغفر لكِ هذا أبدًا.

جلست يلديز فوق تابوتها تبكي، نظرت إلى يدها بالكثير من القلق، كانت تتساءل ما الذي من الممكن أن يفعله يا ترى؟ هي لم يكن عليها أن تصفعه.

امسكت شعرها وهي تبكي وتضغط على أسنانها، رأتها أحد الفتيات:

-يلديز! ما الأمر لماذا تبكي؟ هل حدث شيء ما؟!

مسحت دموعها وهي تحرك رأسها بنفي:

-لم يحدث شيء، أريد البقاء بمفردي لبعض الوقت.

اومأت الفتاة وهي تشعر بالشفقة تجاهها ومن ثم ذهبت، فكرت يلديز بكل شيء حدث، ربما عليها أن تنتظر وتتحدث معه بهدوء، ربما عليها أن تعتذر وتمتص غضبه حتى لا يتحول ويفرض عليها أراه ومن الممكن أن يصل الأمر لضربها!

ابتلعت ما بحلقها ومن ثم وقفت وهي تسير ذهابًا ومجيئًا.

مر اليوم وتجنب مراد رؤيتها، اخرج الهاتف الخاص به وهو في تابوته الضخم ولم يجد أي شبكة، أخذ نفس عميق وهو يشعر بالكثر من الملل:

-يجب أن أحاول النوم قبل أن يقضي الملل على ما تبقى مني.

تذكرها كيف كانت تبتعد عنه، تذكر رؤية الرعب في عينيها وهو لم يفعل لها ما يستحق خوفها!

أخذ نفس عميق وهو يشعر بالضيق الشديد:

-حسنًا يجب أن أعترف أنه كان عليّ الابتعاد، لكنني ظننت أنها بحاجة إليّ، اردتها أن تتخطى حوفها، لم أتعمد مضايقتها أبدًا!

خرج من التابوت الخاص به وقد تفاجأ بالسماء الصافية، تأمل النجوم التي تزين السماء وقد ارتسمت إبتسامة على وجهه عندما سمع إلى صوتها يأتي من بعيد، حاول أن يتجاهل هذا لكنه لم يستطيع في النهاية.

وجد نفسه يسير تجاه صوتها وهو يلعن قلبه، وجدتها تجلس أمام كلبة ويبدو أنها الوحيدة على هذه الجزيرة وتتحدث معها:

-اخفضي صوتكِ، لا نريد لأحد أن يستيقظ ويعلم أننا لم ننام بعد! أنا حزينة كثيرًا يا بابسي، من الحزن لا أستطيع النوم ولكنني اشتقت لكِ كثيرًا يا جميلة.

اقترب مراد ليصدر حذاءه صوت تسبب في انتفاض جسدها، هدأت قليلًا عندما رأته وهي تحاول أم تتمالك أعصابها، ليست مستعدة لمواجهته أو التحدث معه الآن، ابتسمت بقلق وهي تتحدث إلى بابسي:

-هيا يا بابسي اذهبي إلى بيتكِ وأنا أيضًا سوف أخلد للنوم، هيا يا جميلة.

سارت معها بابسي وهي تشير لها، اوقفها صوت مراد:

-يلديز أرغب في التحدث معكِ، علينا أن نتحدث.

توقفت في مكانها وهي تبتلع ما بحلقها بصعوبة، لا تعلم ما الذي يجب عليها ان تفعله، في حضوره أنفاسها تضيق وتشعر أن قلبها على وشك أن يندفع للخارج، مشاعر متضاربة هي غير مستعدة لمواجهتها الآن في هذا الوقت.

اقترب مراد ليقف أمامها وهو يرى شعرها مبعثر على جسدها، وضع خصله منه خلف أذنها، تدارك نفسه وأبعد يده، عليه ان ينزعج منها ولا يضعف امامها بتلك الطريقة، تحدثت وهي تعيد شعرها كما كان:

-ما الذي تريده يا مراد؟ أنا أرغب في النوم، ما الأمر الهام الذي علينا أن نتحدث به؟!

اجابها مراد بهدوء وهي تشعر بالقلق من تحوله عندما يتذكر ما حدث بينهم:

-علينا أن نتحدث بشأننا يا يلديز، أنا رجل تزوجت بالفتاة التي أحبها، دائمًا أجدها نافرة مني ولا أعرف السبب، تخاف من الأقتراب ولا يوجد لدي أي فكرة ما الذي اخطأت انا به؟! أحاول جعلها تتخطى كل شيء مضى ولا يمكنني هذا، أحاول أن أقدم لها الكثير من المواساة وفي النهاية تقوم بصفعي!!

ابتلعت يلديز ما بحلقها وهي تشعر بالقلق، لم تكن تنظر إلى عينيه، حاوط وجهها وهو يرفعه لتواجهه:

-لا تنظري للأسفل يا يلديز، ارفعي وجهكِ، مهما حدث لن أفكر في أي شيء يؤذيكي، أنا أحاول أن أحد الوقت المناسب لنجعل الجميع يعرف بأمر زواجنا.

تحدثت يلديز بصوت مهتز وهي تعلم أنها اخطأت بحقه:

-لم أتعمد صفعك أبدًا يا مراد صدقني، كل شيء حدث بسبب خوفي، لا أعلم كيف يجي عليّ أن أتعامل مع هذا القلق، أشعر أنني على وشك الموت وأنت لا تستطيع أن تتخيل هذا أبدًا.

حرك مراد رأسه بنفي وهو ينظر إلى عينيها:

-أستطيع التخيل يا يلديز، يمكنني أن أتخيل هذا؛ لهذا السبب أنا أتفهمكي، لا يوجد داعي للقلق، يمكنكي أن تتحدثي بحرية أمامي، لا شيء يدعى للقلق أبدًا.

نظرت له والدموع بعينيها، اومأت وهي تقرر انها سوف تتحدث معه في كل شيء يدور بعقلها:

-أشعر بالخوف الشديد، كلما فعلت شيء يشبه جوردن يا مراد، أربد الهرب بعيدًا عنك في كل مرة تقترب مني وتذكرني بهذا البغيض الذي أكرهه كثيرًا.

نظر مراد لها وهو يتفهم خوفها، كان عليها أن تذهب إلى طبيبة نفسية، لكنها لم تفعل ولم يجد وقت لمساعدتها:

-أنا لست جوردن يا يلديز، أنا مراد، لدي شخصية مختلفة وتفكير مختلف، حبيبتي عليكِ أن تثقي بي.

نظرت مباشرة إلى عينيه، كان يبتسم لها وهو يتأمل عينيها، حاول جعلها تطمئن، تفاجأ بها وهي تقوم بضمه لتتسع عينيه بعدم استيعاب، لا يعلم ما الذي يدور بعقلها، تحدثت بصوت متردد:

-انا لم أتعمد صفعك، أعلم أن هذا الأمر ليس جيد، أريد أن تعرف أنني أثق بك كثيرًا صدقني يا مراد.

ضمها مراد وهو ينخفض بجسده ليدفن وجهه بعنقها:

-أنا أحبكِ كثيرًا يا يلديز، أشعر أنني بدونكِ لا شيء.

احمرت وجنتيها وهي تشعر بالكثير من الخجل، أتت لتبتعد لكنها شعرت به يحاوطها، استنشقت رائحته التي تفضلها كثيرًا وشعرت بيده تحاوط جسدها، تحدث إليها من جديد:

-في حياتي كلها لم انجذب بتلك الطريقة يا يلديز، لم أقع في الحب يومًا حتى، أنا أحبكِ كثيرًا، أحبكِ بصدق.

ضحكت يلديز وهي تشعر بالسعادة، ابتعدت عنه قليلًا وهي تنظر له:

-أنا لا أعرف ما الذي يحدث لي، لكن لو خدعتني يا مراد أنا لن أغفر لك هذا.

ضحك مراد وهو يحرك رأسه بنفي:

-لن يحدث شيء يا حبيبتي، لا داعي للقلق، الآن دعينا نذهب إلى مكان نومي لتريه ونبقى معًا قليلًا، أشعر بالكثير من التشتت وعلينا ترتيب أمورنا وما الذي سوف نقوله لوالدكِ؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي