الفصل السادس عشر أناني

ابتسم صادق وهو يتأمل عينيها:

-أنتِ لا تعرفي ما هو الحب حقًا يا كادي، لا يمكنكي أن تغلقي قلبكِ على قصة حب فاشلة، صدقيني يا كادي ما تفعليه خطأ كبير في حق نفسكِ.

ابتلعت كادي ما بحلقها والدموع بعينيها، حاولت أن تمنع الأفكار التي تعصف بعقلها، لكنها فشلت في النهاية:

-هناك شيء إن عرفته ستغير رأيك بأكمله يا صادق، لست مستعدة للتحدث الآن إذا سمحت، أنا أشعر بالكثير من التعب.

اسرعت بالذهاب وصادق يقف مكانه وهي تشعر بالكثير من الضيق، لا يعلم كيف يتعامل معها، ما الذي يجب عليه أن يفعله ليستميلها يا ترى؟

أخذ نفس عميق والضيق يعتلي صدره، فكر في كل شيء من الممكن أن تقوله، لا يجد تفسير لأفعالها غير حبها لجوردن، ابتسم ساخرًا والغضب يسيطر عليه:

-لا أعلم حقًا كيف تحب هذا البشع؟ يلديز كانت محقة عندما قالت أنها لا تبصر ما حولها.

-------
كانت يلديز تصرخ بانفعال في هذا الوقت وهي تضرب الحارس، كان مضطر لتحملها وهو يعلم إن فعل شيء لها سوف تنفصل رقبته عن جسده بسبب مراد، ادخلها المنزل وهناك آخر ممسك بسعيد.

في هذا الوقت كان مراد يجلس وهو يفكر في كل شيء حدث، يتمنى أن تكون على مايرام، يتمنى أن تكون هي نفسها يلديز، سمع صوتها في هذا الوقت وهي تصرخ ويبدو أنها تتشاجر معهم بالخارج:

-اتركوني، أنا سوف أقتلكم حقًا، دعني.

خرج مسرعًا وتبعه كل من سمع صوتها، وقف في صدمة وما إن رأته حتى توقفت عن الصراخ والمقاومة، نظر إلى هيئتها وإلى تلك العباءة الغريبة التي ترتديها، لقد تغيرت ملامحها كثيرًا منذ آخر مرة رأها.

كانت شاحبة، لقد خسرت الكثير من الوزن، لم تعد بشرتها نضرة كالسابق، تحدث إليها بصوت مرتجف:

-لا أصدق أن هذه أنتِ حقًا.

اقترب منها ليجدها تبتعد على الفور، ابتسم والدموع بعينيه، لم ينتظر وقام بسحبها وهو يضمها:

-يلديز، لقد كدت أفقد روحي حقًا، لا يمكنني أن أصدق أن كل هذا حدث، لقد كنت على وشك أن أفقد عقلي.

ابتلعت يلديز ما بحلقها بصعوبة ودموعها بدأت بالهبوط، كانت تشعر بالكثير من التشتت، لا تعلم هل تبقى أم تقوم بدفعه بعيدًا عنها، ابتعد قليلًا لينظر لها بعد أن وجدها جامدة بين يديه، ابتلعت ما بحلقها بقلق وما إن رأت روڤان تقترب حتى اقتربت وقامت بضمها، ابتسمت روڤان ودموعها تتساقط:

-لقد اشتقت لكِ كثيرًا يا يلديز، كيف حالكِ؟ ما الذي حدث لكِ طوال الفترة الماضية؟!

نظرت لها يلديز ودموعها تتساقط:

-لقد تدمر كل شيء يا روڤان، لم يعد شيء على مايرام، أنا حقًا تدمرت و..

قطعت حديثها وهي تلتفت لتنظر إلى سعيد، اقتربت منه وهي تشعر بالقلق، نظرت إلى مراد وقد ظهر التشتت على وجهها:

-اجعلهم يتركوه وشأنه، لا شأن لهم به.

اشار لهم مراد ليتركوه وهو يتحدث بحيرة:

-ما الذي يفعله معكِ هذا الرجل يا يلديز؟

اجابه سعيد هذه المرة:

-لقد وجدتها في الشارع، كانت تشعر بالعطش وجائعة، كما أن ملابسها لم تكن مناسبة والجو بارد، اخذتها إلى منزلي أنا وزوجتي، كنت أنوي اصطحابها إلى قسم الشرطة، لكن يبدو أن رجالك كانوا أسرع مني.

نظر إلى يلديز ببعض القلق:

-اخبريني كل شيء على مايرام؟ أنتِ تعرفيهم أليس كذلك؟

اومأت له يلديز وهي تتذكر ما حدث عندنا اضطرت للهرب من المنزل، اقترب عاصم وهو يرى هيئة الرجل، يعلم أنه بحاجة إلى المساعدة:

-يمكنك أن تخبرنا ما هو عنوانك، ربما نحتاجك في شيء ما، لا تقلق نحن عائلتها.

كان سعيد قلق بشأنها وهو يرى كم هي قلقة وربما تشعر بالخوف:

-لقد قالت أنها كانت تسكن جزيرة تدعى جزيرة التوابيت وهربت إلى هنا، كيف تكونوا أنتم عائلتها؟!

انفعل مراد وهو ينظر له:

-أنت ما حاجتك بها؟ هي تعرفت علينا وانتهى الأمر!

انفعلت يلديز وهي تنظر له، كان يبدو عليها الغضب الشديد، كان يبدو عليها الضيق وهي لم تنسى ما حدث:

-لا تتحدث معه بتلك الطريقة، أنا لا أسمح لك، ليس لك شأن به، هو شخص جيد وليس مثلك.

نظر مراد لها وقد شعر بالألم لحديثها هذا، كانت هاجر تنظر تجاه مراد وهي تعلم حقيقة مشاعره، سمعت يونس يهمس وهو يقف بالقرب منها:

-هنا سنرى كيف يبدأ اللعب، لا يعلم مراد ما حدث وأنني وضعت له الكثير من المخدر، كذلك يلديز لن يدرك عقلها هذا.

نظرت هاجر له وهي لا تعلم كيف يمكنها أن تتقبل كل شيء يحدث حولها، رأت مراد يقبض على يد يلديز ليسحبها من بينهم:

-أبي أرجوك أهتم بأمر هذا الرجل، دعنا ننهي هذا سريعًا، عليّ أن أتحدث مع يلديز الآن في أمر ضروري.

كانت يلديز تسحب يدها من يده وهي تشعر بالكثير من القلق، لم يسمح لها بالابتعاد وهو يسير وهي خلفه مباشرة:

-دعني يا مراد، لا أريد الذهاب معك، بسببك أنت لا تعلم كم أنا عانيت، أنت حقًا لا تعلم و..

قاطعها مراد والضيق قد احتل صدره:

-أنتِ لا تعرفين حقًا كم عانيت طوال الفترة الماضية، غيابكِ لم يكن سهل عليّ، انظري لي يا يلديز هل هذا الشخص مراد نفسه الذي تعرفيه؟ لا أظن هذا.

كانت يلديز تنظر له ودموعها تتساقط، حركت رأسها بنفي:

-لا أريد أن أراك، لقد فكرت بي بشكل سيء، الآن كل شيء بيننا قد انتهى يا مراد، لم أعد أحبك كالسابق حتى.

أغلق باب الڤرندا بعد أن أدخلها بها ووقف أمامها وهو ينظر لها، كانت تبكي وهو يعلم أن كل شيء مرت به لم يكن هين.

وضع يده على وجنتها لتبعد وجهها على الفور:

-لا تقترب، لا أسمح لك.

ابتسم مراد بحزن ومن ثم قام بضمها، تحدث بحنان وهو يربت على شعرها:

-أعلم أن كل شيء حدث كان بشع، كان سيء جدًا، كل شيء كان صعب عليكِ، تمنيت لو لم أترككي وكنت معكِ في كل لحظة، أنا سوف أكون بجواركِ دائمًا يا يلديز، اعطيني فقط هذه الفرصة يا حبيبتي.

انفعلت يلديز وهي تقوم بدفعه ووضع يدها أمامه:

-توقف عن التعامل معي بتلك الطريقة يا مراد، توقف عن التودد لي، أنت السبب في كل شيء حدث، لو لم تخون ثقتي لكنت الآن هنا على مايرام.

ابتلعت ما بحلقها والدموع بعينيها، تذكرت كل شيء مرت به وقد كان هذا أسوء شيء يحدث لها:

-انت لا تعلم أنني نمت بالشارع في البرد ولم أجد أي شيء يجعلني أشعر بالدفء، لقد قاموا أثنين باختطافي وذهبت إلى منزل مخيف خاص بهذا الرجل المدعو جاسر، لقد كان رجل سيء، يخيفني، كان يرعبني كثيرًا.

تساقطت دموعها بغزارة وهي تشعر بالألم، قامت بمسحها بإستياء شديد، تحدثت من جديد وهي تنظر له:

-لقد كان يطلب مني أشياء غريبة ويجعلني أرتدي ملابس غير لائقة لمقابلة أصدقائه، لم أكن أعرف ما الذي ينوي عليه وكان يقوم بضربي، شعرت أنني أفقد حياتي و..

قاطعها مراد وهو يقترب ليحيط بوجهها بين يديه وقد كان الغضب يندلع من عينيه:

-انتهينا يا يلديز، جاسر وحمدي والجميع سوف يتعفنون بالسجن، لن أترك فرد منهم لينجوا، سوف أنهي حياتهم، أعدكِ لن يفلتوا.

عقدت حاجبيها بتعجب شديد وهي تبتعد عنه:

-من أين عرفت حمدي؟

ابتسم مراد وهو يفرك جبينه بإرهاق شديد:

-إنها مسئلة طويلة يا حبيتي، سوف أقص عليكِ كل شيء ولكن ليس الآن، سوف ترتاحي وأنا أيضًا بحاجة إلى الراحة.

ابتعت يلديز ما بحلقها، كان يرى أنها بحاجة للحديث، هناك شيء تريد ان تخبره إياه ولا يعلم ما هو، نظر لها في انتظارها أن تتحدث، وبالفعل تحدثت بشكل مفاجئ:

-لقد عاد جوردن يا مراد، رأيته في منزل المدعو حمدي، لهذا السبب رحلت، هو سوف ينتقم مني، قال أنه سوف يقوم بمعاقبتي.

وجدوا باب الڤرندا يدق، فتحه مراد وهو يفكر في حديثها، تذكر هذا الضخم متهجم الملامح الذي رأه عندما دلف إلى منزل حمدي في المرة الأولى، إحتمال كبير أن يكون هو.

وجد أدم أمامه وهو ينظر تجاه يلديز بقلق شديد:

-هل أنتِ بخير؟ كدت أن أموت من القلق عليكِ يا يلديز.

ابتسمت يلديز والدموع بعينيها ومن ثم اسرعت بضمه ودموعها تتساقط:

-اشتقت لك يا أدم، لقد كنت غاضبة منك أما الآن فلا، أنظر لي لقد عانيت كثيرًا، اجعلني أعود إلى أمي وإيكيز، لن يكون الأمر أسوء من هنا، لقد أتى جوردن هنا أيضًا.

ضمها أدم وهو يحاول جعلها تهدأ:

-سوف أساعدكي يا حبيبتي، بالطبع عليكِ أن تعودي لأن جوردن لا ينوي جعلكِ تعودي.

تعجبت يلديز وقد كان مراد يحترق من رؤيته يقترب منها إلى هذا الحد:

- كيف لن يجعلني أعود؟ سوف يأخذني غصبًا إلى والدي ويقنعه أن يزوجني به.

اقترب مراد ليقف بينهم وهو يتعمد ابعاد يلديز عن أدم:

-اخبرنا يا أدم ماذا تعني؟

نظر أدم له وهو يلاحظ انفعال مراد الشديد، استطاع أن يفهم هذا وأنه يشعر بالغيرة، تجاهل ما يحدث وتحدث بهدوء إلى مراد:

-أعني أنه سوف يأخذها إلى مكان ما هنا، لن يخبر والدها أنه عثر عليها، كانت الخطة أن يعود بها، لكنني علمت من أحد الرجال أنه لن يفعل، لن يعيدها إلى الجزيرة، السفينة سوف تغادر بعد أقل من أسبوعين، عليكِ أن تعودي كما جئتي وإلا لن تفلتي من قبضة هذا القبيح.

اقتربت يلديز لتقف بجواره وتمسك بزراعه:

-اجعلني أعود يا أدم، أنا ليس لدي مانع الآن.

نظر مراد لها ومن ثم نظر إلى يدها، حاول أن يفكر في كل شيء يقولوه، كان فكرة رحيلها أسوء شيء يواجهه الآن، لا يعلم متى وكيف أحبها؟ لكنه واثق أنها احتلت شيء ما في داخله من الصعب نزعها منه:

-لن تذهبي يا يلديز.

سحب يدها لتترك زراع أدم وهو يرمقه بغضب ليفهم أدم أنه يخيره أن يبتعد عنها، تحدث مراد من جديد:

-لا يستطيع جوردن أن يتزوج فتاة متزوجة، اقبلي أن تتزوجي بي، سوف يكون كل شيء على مايرام.

حركت يلديز رأسها بنفي وهي تبعد يده عنها:

-لن أتزوج بك يا مراد، لا أقبلها، أنت تستغلني وأنا لا أريد الزواج، سوف أعود إلى أبي، سوف أعتذر له وأخبره أن جوردن حاول أن يستغلني وقد تخطى حدوده، سوف تكون معي يا أدم وسوف نحاول إقناعه و..

قاطعها مراد بثقة وهو يحاول ان يزيل فكرة الرحيل عن عقلها الآن:

-حسنًا يا يلديز، لدينا حل آخر، سوف نتدعي أننا متزوجون، سوف نتزوج ولكن لن أفعل أي شيء يضايقكِ، سوف تكونين حرة، لكن عندما يأتي جوردن سوف نضحك على عقله ونخبره أننا متزوجون.

ابتسمت يلديز وهي تسخر من حديثه، مازال لا يعرف من هو جوردن، مازالت لا تخشى أحد سواه:

-تظن أنك ستضحك على عقل جوردن وتخبره أننا متزوجون؟ أنا أظن أنه سوف يحطم رأسك ليصنع من عقلك شوربة غبية المذاق يا مراد.

ضحك أدم ليرمقه مراد بغضب وتحذير، حاول أن يهدأ من روعه وأعاد النظر إلى يلديز وهو يتحدث بلين:

-لا تتسرعي في الحكم يا يلديز، يمكنني أن أمحي هذا المدعو جوردن، لا شيء يستطيع أن يقف أمامي، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالفتاة التي أحبها كثيرًا.

احمرت وجنتيها وهي تبعد وجهها عنه بانفعال واضح:

-لا أرحب بتلك الأفكار، لن يغفر لنا جوردن إن علم هذا.

انفعل مراد وقد طفح الكيل به من سيرة هذا الرجل وخوفها الشديد منه:

-هناك من هو أسوء من جوردن هذا يا يلديز، لا يستحق أن تخافي منه إلى هذا الحد، سوف يكون كل شيء على مايرام، فقط ثقي بي يا يلديز لمرة واحدة ثقي بي.

اومأت له وهي تفكر في كل شيء يمكنه أن يحدث، نظرت له ببعض الضيق:

-إن قضى عليك لن يكون ذنبي هذا يا مراد.

قام مراد بمد يده لها وهو يبتسم لعلها تتشجع قليلًا:

-سوف تتزوجين بي إذًا يا يلديز؟

دفعت يده وقد بدت أكثر عنادًا:

-أمامهم فقط ولا تتأمل في أكثر من هذا؛ لأنني لا أحب، كنت أريد البقاء هنا فقط من أجل عاصم وروڤان، هذا بسبب معاملتهم اللطيفة أما أنت فلا أريد رؤيتك.

وجدها تقوم بنزع العباءة لتقم بتقديمها إلى أدم:

-اعطيها إلى سعيد؛ فهذه الملابس خاصة بزوجته.

اتسعت أعين أدم وهو يراها ترتدي فستان مكشوف للمرة الأولى:

-أوه من أين عثرتي على هذا الفستان يا يلديز إنه مذهل.

نزع مراد سترته وهو يسرع بالوقوف أمامها وجعلها ترتديها:

-يبدو أنكِ فقدتي عقلكِ، كيف تقفين بهذه الملابس الآن أمامنا، هل فقدتي عقلكِ يا يلديز.

نظرت له لتلتقي أعينهم وأكمل مراد بغضب شديد:

-أدم أذهب الآن وقل لروڤان أختي أن تأتي بفستان لائق ليلديز هيا.

حمحم أدم وذهب بعد أن شعر أن مراد على وشك أن يقتله:

-على الفور.

تحدثت مراد وهو يسحق أسنانه:

-ترغبين بجعلي أجن! كيف تقفين هكذا وهذه الملابس لا يصح أن يراكي أحد ترتديها؟!

نظرت يلديز قليلًا قبل أن تجيبه بعتاب وهدوء:

-هذه الملابس جعلني جاسر أرتديها، عندنا هربت بقيت بها في الشارع، العباءة تلك كما تسموها هي للسيدة شروق زوجة سعيد.

صرخ مراد بها وهو يلتفت ليضرب كرسي الطاولة بقدمة:

-يلديز لا تفقديني عقلي، لا تتحدثي عن هذا من جديد، الآن لن أجعل شيء يحدث لكِ، شوف ينتهي هذا الأمر، سوف أحطم وجه هذا الحقير وسوف أقتلع عينيه.

ابتعدت يلديز عنه بخوف من أن يقم بضربها، اقترب مراد وهو يمسك كتفها برفق:

-ليس من حق أحد أن يراكي هكذا، ليس من حقهم أن يضعوا يدهم عليكِ هل تفهمين؟ لقد كدت أقتل هذا المدعو أدم وأنتِ تستمرين بالتقرب منه يا يلديز، أنا اخاف عليكِ، ليس من الجيد أن تخافي مني لانني لن أقوم بأذيتكِ مهما حدث.

ابتلعت ما بحلقها والدموع بعينيها:

-لا أريد أن اتحدث معك، أشعر بالضيق الشديد منك يا مراد.

اقتربت روڤان بهذا الوقت ومعها فستان كما قال لها أدم:

-لقد أتيت بالفستان، يلديز ماذا بكِ؟ لماذا تبكين هكذا يا حبيبتي؟!

نظرت يلديز إلى مراد ومن ثم نظرت إلى روڤان وهي تشير عليه:

-هو يستمر في ازعاجي، لا أريد ان أراه أو اتحدث معه حتى، أنظر لي يا مراد أنت ليس من حقك أن تشعر بالغيرة حتى.

ابتسم مراد ساخرًا وهو يتحدث بتحذير:

-اصمتي يا يلديز أفضل لكِ، روڤان خذي تلك الفتاة من أمامي لأنني على وشك أن أفقد عقلي.

سحبتها روڤان وهي لا تفهم شيء، حاولت أن تتحدث إلى يلديز، لكنها صامتة ولا ترغب في التحدث معها أو مع غيرها.

تحدث عاصم إلى مراد وهو يعلم رد فعله:

-قال أدم أن على يلديز أن تذهب إلى عائلتها وإلا سوف تكون بخطر.

نظر مراد إليه وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:

-في الأصل يلديز كانت بخطر لهذا هربت من تلك الجزيرة يا ابي، إنهم عصابة ويهربون المخدرات والسلاح، سوف يكشف اللواء ماهر هذا وسوف يهاجمون المكان و..

قاطعه عاصم وهو يحرك رأسه بنفي:

-ليس الجميع يا مراد، هم يستغلون أهل هذه الجزيرة، اخبرني أدم أنهم لا يعرفون شيء، هذا الشاب ضحية مثلهم أكاد أن أجزم أنه كذلك.

نظر مراد له، يعلم أن والده محق، لكن كيف يتقبل أنها ستذهب وتتركه؟ من الصعب عليه أن يدرك هذا الأمر، هو يرغب في الزواج بها، في حياته كلها لم يشعر بمثل هذا الشعور، وضع عاصم يده على كتفه:

-عليك أن تفكر بهدوء ولا تنجرف خلف مشاعرك يا مراد، لا تظلمها لو كانت لا ترغب في الزواج بك، حياتها أهم من كل شيء الآن.

تركه وذهب، تركه يخوض حرب ضخمة بين عقله وقلبه، هي تنجذب له ويعلم هذا جيدًا، لكنها لم تحبه مثلما احبها هو، فكر أن يجعلها تذهب، لن يكون أناني، لكنه لا يضمن سلامتها هناك:

-اللعنة عليكِ يا جزيرة التوابيت، اللعنة عليكم جميعًا.

------
كانت كادي تجلس على الشاطئ، تفكر في حياتها، كيف مضت وهي تركض خلف جوردن؟ منذ أن كانت صغيرة وهي لم تحب غيره! لم يميل قلبها لأحد سواه، الكثير أفضل منه ويستحق الفرصة أما هي لم تكن لترى هذا!

أخذت نفس عميق وهي تضع يدها على بطنها، هي تحمل طفل من حبيب عمرها، عليها أن تكون سعيدة وليست خائفة، كان يستطيع فعلها، يستطيع أن يجعلها أسعد إنسانة ومع ذلك هو لم يفعل، لم يتقدم لها، لم يقل حتى أنه يحبها، أما هي كانت مجرد حمقاء تسير خلف مشاعرها ليستغلها أسوء إستغلال.

شعرت بيد توضع على كتفها لتقف مسرعة وهي نقوم بسمح دموعها، عقدن حاجبيها بتعجب:

-ماذا تفعلين هنا أنتِ؟!

جلست إيكيز وهي تشير لها لتجلس:

-أتيت إلى هنا وبالصدفة رأيتكِ، لا تنسي هذا المكان كان المحبب لدى يلديز، لن أسألكِ لماذا تبكين؛ لأنني بالفعل أعرف السبب، نادمة!

نظرت كادي لها ومازال دموعها تتساقط، تحدثت بانفعال واضح:

-أنتِ لا تتحدثي بشيء يزعجني؛ لأنني في الأصل لا ينقصني ما تفعليه أنتِ يا إيكيز، ترفضين مساعدتي ومع ذلك تجلسين بهذا الهدوء.

وقفت إيكيز أمامها وهي تنظر إلى عينيها بقوة:

-علاقتكِ بجوردن لم تكن شرعية، لا تستحقين تعاطفي يا كادي، لن يتعاطف معكِ أو معه أحد، أنا أشعر بالآشمازاز حقًا و..

قاطعتها كادي بانفعال واضح:

-حسنًا علمت كل هذا الحديث، لا داعي لأن تعيديه دائمًا، أنا وجدت الحل يا إيكيز ولن أتردد مجددًا، انظري وشاهدي ما الذي سيحدث.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي