الفصل التاسع عشر نجاة

وقفت إيكيز أمام كادي وهي تستمع إلى حديثها، لا تصدق أنها بتلك البساطة اخبرت صادق بكل شيء حدث، وضعت يدها على رأسها بضيق شديد:

-أنا حقًا عاجزة عن التحدث إليكِ يا كادي، لماذا فعلتي هذا وجعلتيه يعرف هذا الأمر، سوف ينهي حياتكِ لا محال.

نظرت كادي لها والدموع مازالت تتساقط من عينيها:

-هو يحبني يا إيكيز، لقد كانت الدموع بعينيه، حاول أن يتمالك نفسه بقدر المستطاع لكنه لم يستطيع، هو يحبني كثيرًا.

نظرت إيكيز لها والغضب قد سيطر عليها لتقوم بدفعها:

-لا تغضبيني يا كادي، ما الفائدة من حبكِ الآن وهو سوف ينهي حياتكِ؟ لا يستطيع أحد ان يجعل أمر كهذا يمر، لا أعرف يكف تكوني غبية إلى هذا الحد.

نظرت كادي لها والدموع مازالت تتساقط من عينيها:

-لا ينقصني هذا الحديث يا إيكيز، بدون شيء وأنا أعاني، أشعر أن عالمي يتدمر وأنا عاجزة عن التصرف، صدقيني عاجزة تمامًا، للمرة الأولى أشعر بهذا الخوف والألم يا إيكيز.

حاولت إيكيز أن تتمالك أعصابها، هي غاضبة من عقلها ولا تعرف كيف عليها أن تتصرف؟ لو اخبرت أحد سوف يقوموا بقتلها وهذا لن تتحمل أن تعيشه، اقتربت كادي وقامت بضمها، يبدو أنها بالفعل مرعوبة من كل شيء قادم، تحدثت بصوت مهتز:

-تمنيت لو يعترف صادق أنه يحبني من قبل، قبل أن أفقد الأمل في العيش كفتاة عادية، لقد كنت أرى أنني الأقل جمالًا هنا ولن يتطلع عليّ أحد، ربما هذا ما جعلني أتمسك بجوردن أكثر، أنا نادمة كثيرًا يا إيكيز.

------
مر الوقت وكلًا من يلديز ومراد على القارب الذي سيبحر بهم لجزيرة التوابيت، كان أدم يتولي توجيهه، تحدثت ومازال عقله شارد:

-لا تخبر أحد أنكم متزوجان الآن يا مراد، لن يقبل والدها هذا، لا نريد أن يهاجموك قبل أن يفهموا كل شيء.

نظر مراد إلى يلديز، وجدها تومأ له وهي تخبره بهدوء:

-أفعل هذا يا مراد، أدم محق ولن يغفر أبي ما يحدث.

أخذ مراد نفس عميق بضيق شديد:

-أنا أشعر بالضيق من الجميع حقًا يا يلديز، لا أعلم لماذا يستمروا بالوقوف أمامنا، حتى أنتِ من قبل كنتِ تشعريني أنني أحارب في هذه العلاقة وحدي، حسنًا لن أخبرهم في البداية لكن كوني بالقرب مني دائمًا حتى لا أفقد عقلي.

ابتسمت يلديز وهي تومأ له، كانت عينيها طوال الوقت على المياه، كان مراد يشعر باشتياقها الشديد إلى عالمها، تمنى لو لم تتمسك بتلك الجزيرة وأن تذهب معه دون شجار كما يتخيل.

وصلوا أمام صخرة ضخمة يليها الكثير من الأعشاب، عقد مراد حاجبيه بحيرة شديدة:

-ما هذا المكان يا أدم؟ هل يعقل أن تكون الجزيرة هنا؟ يبدو المكان خالي من أي حياة!

حرك ادم رأسه بنفي ويلديز على وشك أن تتسلق الصخرة بسرعة وشغف، أمسك بزراعها مراد وهو يتمنى أن يكون كل شيء عى مايرام:

-لا تنسي يلديز ما قولته، لا تبتعدي عني أبدًا تفهمين؟!

اومأت له وهي تسحب يدها ومن ثم تسلقت الشجرة واختفت بين الأعشاب، حرك مراد رأسه بضيق شديد:

-لا يوجد فائدة، مستحيل أن تسمع كلمة واحدة من حديثي، أنا حقًا على وشك أن أجن.

اقترب أدم منه وهو يشير له تجاه الأشجار:

-ربما تتعجب من وجود عالم آخر هنا، اتبعني يا مراد حتى لا تضل طريقك؛ لأن يلديز تعرف طريقها جيدًا وسوف تصل بسرعة.

تبعه مراد على مضض، كان يشعر بالكثير من الضيق ولا يعلم ما الذي يجب عليه فعله، حاول أن يهدأ حتى يرى كيف ستنتهي الأمور.

في هذا الوقت كانت يلديز تسير تشعر بالأشتياق الشديد لعائلتها، تتمنى أن ينسى والدها ما حدث، لكنها تعلم جيدًا أن هذا لن يحدث، على كل حال لن يكون الوضع أسوء من بقاؤها مع جوردن في مكان واحد.

رأت إيكيز تطعم بابسي، اقتربت منها وهي تقفز بسعادة لتضمها:

-إيكيز لقد اشتقت لكِ، كيف حالكِ؟ لن تصدقي ما مررت به في العالم الآخر، لقد كان شيء كالكابوس صدقيني.

ابتسمت إيكيز بعدم استيعاب لتتحول إبتسامتها لضحكات وهي تحاوط وجه يلديز:

-يا فتاة كيف اتيتي إلى هنا؟ السفينة لم يحن معادها بعد و..

قاطعتها يلديز وهي تحرك رأسها بنفي:

-لا حاجة لي بالسفينة، لدي رجل شبه بطل خارق يا إيكيز، يستطيع أن يفعل أي شيء، لدي الكثير من الأحاديث لكِ و..

قاطعتهم والدتها وهي تقترب منها لتضمها والدموع بعينيها:

-يلديز كيف استطعتي فعلها يا فتاة؟ كيف اتى لكِ قلب لتكسري قلبي ببعادكِ عني يا حبيبتي؟

نظرت يلديز لها والدموع بعينيها:

-أفعل أي شيء يا أمي ولا اتزوج بجوردن، انا لا يمكنني أن أتزوج به.

نظرت والدتها إليها وهي تحرك رأسها بنفي:

-لن تتزوجي به، لن أسمح، أنا لا يوجد لدي أغلى منكِ أنتِ وأختكِ يا حبيبتي، أنا سوف أتعامل مع كنان مهما كلف الأمر.

تحدثت إيكيز في هذا الوقت:

-انظري إلى ملابسها يا أمي إنها غريبة، أنا أشعر بالكثير من الحيرة وأيضّا الشيء الموجود بإصبعكِ إنه لامع كثيرًا.

نظرت يلديز إلى خاتم الزواج الذي اعطاه لها مراد واخبرها أنه مهم ولا يمكنها أن تقوم بنزعه:

-اعطاه لي مراد عاصم.

عقدت والدتها حاجبيها بحيرة ومن ثم نظرت إلى إيكيز:

-من يكون مراد عاصم هذا؟!

ابتسمت يلديز وقبل أن تجيبهم كان مراد قد اقترب، تحدث هو بدلًا عنها بضيق قد أحتل كيانه:

-إنه أنا، أنا من ساعدت يلديز أيضًا في رحلتها و..

قاطعته يلديز في هذا الوقت بحماس وهي تشير لوالدتها وإلى إيكيز:

-أمي لقد حدث الكثير من الأشياء بيننا ونحن بحاجة للحديث، لكن المهم من كل هذا عليه أن يتحدث مع أبي في الكثير من الأمور.

أومأ مراد وعينيه تميل تجاهها من وقت لآخر، ذهبوا تجاه أكثر الجوانب جمالًا في الجزيرة، وجدوا رجل عينيه حادة، لقد كانت تشبه أعين يلديز في اللون، وقف بطوله الفارع وقد كان شعره أحمر اللون كيلديز وكذلك لديه لحية وشارب، اقترب وعينيه ترمق يلديز بتوعد رغم الحنين الظاهر بهم:

-ما الذي يحدث هنا؟

ابتعدت يلديز وعلم مراد أنها تشعر بالخوف منه، اقترب مراد في المقابل وهو يمد يده له:

-أنا مراد عاصم، أنا من ساعظت يلديز لتأتي إلى هنا ونحن بحاجة للتحدث يا سيد.. كنان.

نظر كنان إلى يده للحظات قبل أن يصافحه ويسير له بالجلوس على كرسي قد صنع بشكل غريب من جذع شجرة، جلس مراد وبدأ بسرد بعض الأشياء له:

-لقد علمت الشرطة الخاصة بنا بوجود جزيرة وفي الغالب أيام سوف يأتوا إلى هنا، أظن أن الجميع هنا سوف يتعرض للأذية إن وجدوا مخدرات أو سلاح هنا، أنا أحاول مساعدتكم.

كان يظهر على وجه كنان عدم الاستيعاب:

-ما تلك الأشياء؟ لا يوجد لدينا شيء كهذا!

اجابه مراد وهو يفكر:

-الأشياء التي يتم تخزينها هنا في توابيت عن طريق بعض العمال على السفينة أين هي؟!

ابتسم كنان ساخرًا وهو ينظر إلى مراد ببعض الغضب:

-شيء لا يخصك أيها الغريب! شيء لا يخصك أبدًا!

وقف مراد وهو ينظر إلى يلديز ومن ثم إلى كنان:

-إن وجدت الشرطة شيء كهذا هنا على هه الجزيرة ولم تتخلصوا منها، سوف تحدث كارثة للجميع، سوف يتم سجنكم وربما القضاء على كل شخص قد يحاول الوقوف أمامهم.

ضيق كنان عينيه وهو ينظر إلى مراد، يلاحظ نظراته إلى يلديز بين الحين والآخر:

-لا أعلم لماذا أنت مهتم كثيرًا؟ ما سبب مجيئك إلى هنا، هل أردت فقط تحذيرنا؟!

نظر مراد إلى يلديز التي كانت تتابع كل شيء بصمت، هو يعلم أنها الإن تخاف والدها، سمع صوت كنان وهو يتحدث بغضب صافعًا يد الكرسي الخشبي الخاص به:

-أنا أتحدث معك أنظر لي، ليس مسموح لك بالنظر إلى عائلتي بتلك الطريقة!

تدارك مراد نفسه وأن عينيه تميل تجاه يلديز كثيرًا، تحدث بهدوء:

-يلديز تخصني، أنا أحاول حمياتها، هي فتاة نقية واخبرتني أنكم لا تستحقون شيء كهذا، لا يمكنني ترك شيء سيء يحدث هنا.

نظر كنان له لبعض الوقت قبل أن يشير له:

-اتبعني يا مراد عاصم.

تبعه مراد ولم يجد يليدز تقترب، أشار لها لتحرك رأسها بنفي، علم أن ذهابها أمر محظور وقد زاد ضيقه من تحكم الجميع بها بتلك الطريقة، مع ذلك هي تحب هذا المكان.

اقترب أدم من يلديز:

-لا داعي للقلق كل شيء سوف يكون بخير، سوف نتخلص من كل شيء يمكنه أن يدينكم يا يلديز.

تبع مراد وهو يعلم أن هناك كارثة ستحل لو لم يهرب من هنا قبل وصول جوردن وجابر، تمنى لو انتظروا هناك حتى يتم القبض عليهم ليرتاح قلبه وقلب مراد.

امسكت إيكيز بزراع يلديز وهي تشعر بالحماس الشديد:

-هيا يا يلديز اخبريني كيف تعرفتي على هذا الوسيم وما الذي حدث؟

ابتسمت يلديز وهي تومأ لها وتنظر إلى والدتها، مدت يدها أمامهم:

-انظروا هذا خاتم الزواج بعالم مراد، لقد تزوج بي يا أمي، لكننا نخفي الأمر حتى يكون كل شيء على مايرام.

شهقت والدتها والصدمة تحتل كيانها:

-ما هذا الحديث يا يلديز؟! كيف تزوج بكِ، هل فقدتي عقلكِ يا فتاة؟! تتزوجين من غير علمنا!

نظرت يلديز لها وهي تشعر بالضيق الشديد:

-لا تخبري أبي الآن يا أمي إذا سمحتي، سوف يكون كل شيء على مايرام، أنا أثق بمراد هو سوف يحل كل شيء.

ضربت إيكيز رأسه يلديز:

-لا أصدق أنكِ بهذا الغباء! اخبريني يا يلديز هل تحبي هذا الشاب؟

حركت يلديز رأسها بضيق شديد:

-ما هذا الهراء يا إيكيز؟! مؤكد أنا لا أكرهه لكنني أعلم أنه يستطيع حمايتي من جوردن، لن أتزوج بجوردن الآن مهما حدث.

اجابتها إيكيز بعفوية وإنفعال شديد:

-أنتِ تزوجتي به من أجل الهروب من جوردن! على كل حال لم يكن جوردن ليتزوج بكِ، أنا أعلم شيء لن يجعله قادر على النظر بعين والدكِ حتى بعد الآن، لقد تم حل كل شيء وأنتِ كالغبية تم توريطكي مع رجل آخر.

في هذا الوقت كان يسرع مراد وأدم بالتخلص من السلاح والمخدرات الموجودة داخل التوابيت، انفعل مراد والضيق يظهر عليه:

-كيف استطاعوا فعل كل هذا؟ الشيطان نفسه لا يفكر بتلك الطريقة وأنت يا أدم هل تظن أنك على صواب بتعاونك مع هؤلاء المجرمين؟!

كان أدم يلقي بكل شيء في البحر وهو يشعر بالضيق الشديد:

-لو كنت مقتنع أنهم على صواب لم أكن لأخبرك بكل شيء يا مراد، أنا أحاول اصلاح الأمور، لقد وجدت نفسي متورط معهم وأحاول التخلص منهم، لقد نجوا سكان هذه الجزيرة بفضلك يا مراد.

اقترب كنان في هذا الوقت:

-لقد انتهيتم من كل شيء يمكنكم الرحيل هيا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي