الفصل الثاني والعشرون لا يوجد خيار

وقف صادق أمام جوردن في هذا الوقت:

-دعني أقول ما ستقوله كادي أمام الجميع، لقد استغللتها واستغللت حبها لك يا جوردن، تجاوزت حدودك معها وهي دائمًا ما تشعر بالخوف منك ولم يكن بمقدورها اخبار أحد.

نظر جوردن لها بغضب، علم أنها قالت شيء إلى صادق، تحدث وعينيه تكاد أن تطلق شرارًا:

-هي من اخبرتك بهذا أليس كذلك؟

نظر صادق له بغضب واستحقار شديد:

-وهل هذا الشيء الوحيد الذي يهمك يا جوردن؟! كادي سوف تكون زوجتي وأنت لا دخل لك بها هل تفهم؟ كفاك استغلال سلطتك وقوتك في التلاعب بفتيات الجزيرة، لن تسمح لك بالتمادي بعد الآن.

ضحك جوردن ساخرًا، اقترب ليقف أمام كادي:

-تحدثي يا جميلة، ألم تسلمي لي نفسكِ بنفس راضية؟ هل سبق وغصبتكِ على شيء يا كادي؟!

كانت تنظر له بنظرات مستحقرة وهي تشعر بالكره تجاهه:

-لقد اصبحت كارهة لك يا جوردن، انتهيت من قلبي إلى الأبد، لم أعد أطيقك.

ابتسم جوردن ساخرًا وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:

-في الأساس لم أحبكي يا كادي، لم يفرق معي كل هذا، أنا هو جوردن من أنتِ لتري نفسكِ أمامي؟!

تدخل والدها ليقف أمامه وقد كانت الصدمة تسيطر عليه:

-لا أصدق أنك استغللت ابنتي بتلك الطريقة، الجميع يعرف أنها مع الأسف كانت تحبك، أما أنت استغللت برائتها وحبها أيها الوغد.

قام والدها بلكمه ليركله جوردن ويتسبب في صدمه بأحد الأشجار بقوة، صرخت كادي بقلق وقد أحتل الخوف قلبها على والدها، تدخل كل من مراد وصادق ليوسعوه ضربًا، لقد كان الغل يملأهم؛ فلقد جرحت قلوبهم جرح صعب السيطرة عليه.

سقط جوردن أرضًا بعد أن شعر بالألم الشديد والجروح تملأ جسده، ساعدت كادي والدها على السير معها، كانت تراه غاضب منها كثيرًا، علمت أنه لن يغفر لها، حتى لو وقف أمام جوردن هو لن يجعل ما حدث يمر مرور الكرام، التفتت لتنظر إلى صادق.

كان في هذا الوقت ينظر لها هو الآخر، ابتسمت له وعينيها تفيض بالكثير من الحزن، يعلم انها تشكره بطريقة غير مباشرة، أراد لو يذهب خلفها، لكنه ظل ثابتًا، يحاول ترويض قلبه وهو يعلم جيدًا أن قلبه الوحيد السبب في اندفاعه.

كانت إيكيز تنظر تجاه يلديز التي ترتجف خوفًا، اقترب منها مراد وهو مليئ بالجروح، لم يكن وقوفه أمام جوردن بالأمر الهين، حاوط وجهها وهو ينظر لها ويبتسم، همس بصوت وحدها فقط تستطيع سماعه:

-ألم أقل لكِ أن زوجكِ قوي، لا يوجد من يستطيع الوقوف أمامي يا يلديز، لا يوجد يا حبيبتي.

ضحكت يلديز وهي تقوم بضمه، شعور بالسعادة كان ينتابها، لقد جعلها تشعر بالفخر الشديد به، لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله، لكن يكفي أن تكون بالقرب منه.

ضمها مراد وهو يربت على شعرها، رغم شعوره بالألم والإرهاق الشديد إلا أنه حاول أن يبقى صامدًا وأن يكون هذا القوي الصلب إلى النهاية في عينيها.

كانت والدة يلديز تتابع ما يحدث، شعرت بالسعادة أن هناك من يحب ابنتها بتلك الطريقة، تمنت لو يتفهم زوجها هذا الشيء وأن يتوقف عن عناده، اقتربت منه وهي تشعر بالقلق:

-كنان بماذا تفكر؟ أنا وأنت نعلم جيدًا أن جوردن لم يكن يستحق يلديز أبدًا، دعها مع مراد يا كنان هو أحق واحد بها صدقني.

نظر كنان لها وهو يلاحظ نظرات الجميع لهم، حاول أن يسيطر على تعابير وجهه وقبل أن يتحدث سمعوا صوت ضوضاء جعلت أعين جابر تتسع وهو يعرفها جيدًا، لقد أتت الشرطة إلى هنا، في لحظات كانوا يحاصرون الجزيرة، اقترب منه أحد الرجال:

-تظن أنك نجوت بفعلتك؟ لقد تم تسجيل كل شيء بشأنك أنت وهذا الضخم في قصر السيد عاصم.

شعر مراد بالتعجب ومن ثم اقترب منه:

-قصر والدي عاصم المستشار الكبير؟

أومأ له الضابط وهو ينظر له بشك:

-لقد تهجموا على المنزل وتعرض بدر عاصم للإصابة بسبب المدعو جوردن، لقد اخبرنا السيد عاصم عن مكان هذه الجزيرة ومطلوب التفتيش عن كل شيء هنا.

كاد مراد أن يفقد عقله وهو يستمع إلى حديث الضابط:

-ما الذي حدث إلى بدر اخبرني؟!

أومأ له الآخر وهو ينظر إلى الجميع من حولهم:

-لا داعي للقلق، هو في المستشفى، حالته ليست خطيرة سوف يخرج قريبًا، هيا سوف تأتوا معي واللواء ماهر سوف يرى ماذا سنفعل مع كل هؤلاء إن لم يتم اثبات شيء عليهم.

ذهبوا من بعدها ولم يستطيع جوردن مقاومتهم، ابتسم كنان بعد فشلهم بإيجاد أي ممنوعات كما فهم منهم، تحدث أدم ببعض التردد:

-لولا مراد كان سيتم القبض عليكم والتحقيق القاسي معكم، من الجيد أنكم هنا، أخيرًا قد تم القبض على جابر ومن يسانده، هذا كله بفضل هروبك يا يلديز.

ابتسمت له وما إن التقت عينيها بأعين والدها حتى اختفت ابتسامتها ونظرت إلى الأسفل على الفور، بدأوا الجميع في الافتراق، أطال كنان النظر في وجه مراد ومن ثم غادره، تحدثت والدة يلديز:

-أظن أن كنان سوف يوافق، أنا أعرف تفكيره جيدًا، لا داعي للقلق بعد الآن.

ابتسمت يلديز وهي تنظر إلى مراد، ذهبت والدتها خلف كنان ومن ثم ذهبت إيكيز إلى تابوتها، اقتربت يلديز من مراد:

-انتظرني يا مراد، سوف أذهب لأجلب لك بعض الأعشاب سوف تساعدك في تخفيف ألآمك.

أمسك مراد يدها قبل أن تذهب وهو يحرك رأسه نافيًا:

-لا أريد هذا يا يلديز، علينا أن نتحدث في أمر هام، لكنني أشعر بالكثير من الإرهاق، دعينا نذهب للنوم الآن.

تحدث أدم وهو يومأ:

-اذهبوا لتناموا وأنا وبعض الرجال سوف أنقل مياه الشرب لمخازنها، اعتني بنفسك يا مراد.

أومأ له مراد وسحب يلديز حيث ينام، كان يفكر في عائلته، القلق يعتصر قلبه وهو لا يعلم ما الذي تعانيه عائلته وهو ليس بينهم.

لاحظت يلديز شروده، كانت تشعر بالقلق عليه:

-تشعر بالألم الشديد، كيف يمكنني مساعدتك يا مراد؟

حرك مراد رأسه نافيًا:

-لا تشغلي بالكِ أنا بخير يا يلديز.

فتح الباب الجانبي للتابوت ودلفت هي ومن ثم هو، قام باغلاق الباب ومن ثم جلس على الفراش القطني، جلست بجواره وهي تشعر بالحيرة:

-تبدو غير راضي أو قلق، هل هذا بسبب ما حدث أم تفكر في شيء آخر؟!

نظر لها لبعض الوقت، حاول أن يرتب أفكاره، قرر أن يتحدث معها وهو يتمنى أن تتفهمه وتتفهم ما يمر به:

-أنا أحبكي يا يلديز وأريد أن أعرف إن كنتِ تحبيني أنتِ أيضًا.

ابتسمت وهي تنظر له:

-بالطبع أحبك يا مراد، لماذا تبدو حزين هكذا؟!

أخذ مراد نفس عميق وهو يحرك رأسه بنفي:

-نامي الآن ويمكننا أن نتحدث في الصباح عندما نستيقظ، سيطول شرح الأمر وأنا بحاجة إلى الراحة.

اومأت له يلديز ونامت بجواره، وضع يده على وجنتها وهو يتمنى أن تأتي معه ولا يحدث شيء سيء، يشعر أنه غير مستعد لفقدها أبدًا.

تفاجأ بها تضع يدها على يده ومن ثم قامت بتقبيلها، ابتسم وقد لمعت عينيه، تحدث هامسّا لها:

-هل تعلمين أنني أحبكي كثيرًا يا يلديز؟ لا أتخيل حياتي بدون وجودكِ أبدًا.

أما في منزل كادي، لم تجف دموعها ووالدها يكاد أن يفقد عقله منها:

-اخبريني كيف تتجرأي على هذا؟ لماذا فعلتي هذا بنفسكِ أيتها الغبية لو كان يحبكي لم يكن ليتزوج بكِ بعد كل هذا.

تحدثت كادي من بين دموعها وهي لا تنظر له:

-انا أعلم أنني اخطأت، كان هذا خارج عن ارادتي، أنا احببته وأنت يا أبي كنت تشجعني على التقرب منه، لم أفكر في كل هذا.

صفعها والدها بقوة وهو يقوم بضربها:

-تقصدين أنني السبب! بعد كل هذا أكون أنا السبب أيتها الحمقاء؟!

انهارت كادي في البكاء، شعرت بالألم يسحقها ويزداد شيئًا فشيئًا، لم يعرف والدها أنها حامل، قاطعه اقتراب صادق من بين الأشجار والوقوف أمامه:

-عمي أرجوك لا تفعل هذا، كادي تخصني، لقد طلبت يدها منك من قبل وأنا سوف أتزوج بها.

اسرعت كادي بالذهاب إلى مكان المرحاض، كانت تبكي بالم شديد وقد صدمت بأنها قد اجهضت، بكت بألم وندم شديد على كل شيء حدث، لقد كرهت جوردن بصدق، شعرت أنها لا تكره أحد بقدر كرهها له.

مر الوقت وهي تحاول أن تتمالك أعصابها، قررت أنها ستعود لمواجهة كل من والدها وصادق، لن يحمل أحد أي ذنب.

ذهب والدها ومازال يشعر بالألم من ضرب جوردن له، اقترب صادق من كادي ما إن رأها وهو يشعر بالضيق الشديد:

-معه كل الحق يا كادي، أي شخص في مكانه كان قد قتلكِ.

تحدثت كادي ودموعها تتساقط بانفعال واضح:

-أنت لا تعرف شيء، هو كان يصر عليّ لأتقرب من جوردن، كان يعطيني الكثير من النصائح، كان يتمنى أن أتزوج به ليضمن الكثير من المزايا له، أنت لا تفهم أي شيء يا صادق لهذا لا تلومني.

اقترب أكتر ومد يده بتردد ليمسح دموعها، ابعدت وجهها وهي تمسح دموعها بنفسها:

-لا داعي لشفقتك يا صادق، لا يوجد أي داعي لهذا، أنت بريئ من كل هذا، لا تفكر في كل شيء قولته، أنا أعفيك من حديثك ولن أقبل الزواج بك أبدًا.

انفعل صادق وهو لا يعلم ما الذي يجب عليه أن يقوله:

-أنا لو كنت لا أريد الزواج بكِ يا كادي لم أكن لأطلبه، أنا مازلت عند كلامي، سوف أتزوج بكِ يا كادي، سوف أعتني بطفلك و..

قاطعته كادي وهي تحاول أن تسيطر على نفسها:

-لا يوجد أي طفل يا صادق، لقد اجهضت، عندما ضربني أبي علمت هذا، أنا لا أريد شيء سوى العيش بهدوء، لم أعد أريد أن يحبني أحد.

نظر صادق لها، لاحظ الحزن بعيونها وارتجاف صوتها، ابتلعت ما بحلقها بتردد وقلق شديد، تحدث صادق وهو يحرك رأسه بنفي:

-أنا أعلم جيدًا أنكِ حزينة، خائبة الأمل، كل ما حدث كان خطأكِ يا كادي، لقد فعلتي شيء من الكبائر، والدكِ كان من الممكن أن يقضي عليكِ، لحسن الحظ لم يتحدث الكثير في الأمر ولم يكن الوضع مناسب للمزيد من الأسئلة، أنا سوف اتزوج بكِ يا كادي، أنا كنت أحبكي وأعلم جيدًا أنكِ لستِ من هذا النوع.

انهارت كادي في البكاء، لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله، اقترب منها صادق لتحرك رأسها بنفي:

-أرجوك يا صادق انا لا أحتاج للمواساة، دعني وشأني فقط الآن، أرجوك أنا أحتاج للبقاء بمفردي.

أومأ صادق لها ومن ثم ذهب، جلست هي تفكر في كل شيء حدث، لا تستطيع أن تتماسك، تشعر أنها على وشك أن تفقد عقلها ولا شيء بيدها.

أتى اليوم التالي، كانت يلديز تقف أمام مراد على الشاطئ، تعقد حاجبيها بحيرة وتعجب شديد:

-لا أفهم ما الذي تعنيه بحديثك يا مراد؟ تريد ان ترحل إلى عالمك دون عودة؟!

حرك مراد رأسه بنفي، اقترب ليمسك بيدها:

-لا يا يلديز هذا ليس صحيح، أنا لا يمكنني أن أتعايش هنا، سوف تأتي معي، سوف نعيش في منزل لنا هناك، يمكنني متابعة عملي والعيش كما يجب هناك، سوف نأتي إلى الجزيرة من وقت لآخر.

حركت يلديز رأسها بنفي وهي تشعر بالقلق:

-أنا أكره عالمك يا مراد، أكره العالم المجهول هذا، لقد عشت به وشعرت أنني سوف أفقد حياتي، الناس سيئون للغاية و..

حرك مراد رأسه بنفي وهو يحيط بوجهها:

-كل شيء سوف يكون على مايرام يا يلديز، أنا معكِ، هذه المرة أنا زوجكِ وقادر على حمايتكِ، لا تقلقي ولا تخافي من أي شيء آخر.

نظرت إلى عينيه، كانت تشعر بالكثير من القلق، حركت رأسها بنفي وهي لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله:

-أنا لا يمكنني أن أترك أهلي يا مراد، أريد البقاء هنا، نحن تخلصنا من كل المشاكل، يمكننا أن نبقى معًا صدقني هذا الأمر سوف يكون جيد.

أخذ مراد نفس عميق وهو يبعد يده عنها، لا يعلم كيف يقوم باقناعها:

-حبيبتي يلديز أنا أعلم أنكِ تحبين تلك الجزيرة، لكنها ليس مكان جيد أبدًا، لا أستطيع التأقلم، هذا المكان قبيح وغير أدمي بالمرة، لا يوجد نظافة أو علاج أو أي شيء، لا يمكننا أن نقضى حياتنا هنا صدقيني.

انفعلت يلديز وهي لا تقبل ذمه بالجزيرة:

-ليس قبيح يا مراد، هذا المكان أنا أحبه، أنت لم تجرب العيش به لذلك لا تحكم عليه بهذه السرعة، لا يمكنني تركه يا مراد، أرجوك لنبقى هنا.

انفعل مراد وهو ينظر لها:

-جوردن تسبب في إصابة بدر يا يلديز، لا يمكنني أن أبقى هنا، يجب عليّ أن أذهب وأبقى معه، صدقيني هذا الأمر ضروري.

فكرت يلديز لبعض الوقت، اومأت له وقد ظهر الحزن على وجهها:

-أجل لقد تذكرت يا مراد، أعلم أن هذا بسببي، سوف نذهب لنراه ومن ثم نعود.

نظر مراد إليها وهو يريد أن يخبرها أن لا مجال لعودتهم هنا، لقد بغض هذه الجزيرة كثيرًا ولا يمكنه أن يستمر:

-دعينا نؤجل الحديث في هذا الأمر، المهم أن نطمئن على بدر أولًا، مؤكد روڤان أيضًا تريد أن تطمئن علينا ألم تشتاقي لها؟!

ابتسمت يلديز وهي تفكر:

-بالطبع اشتقت لها يا مراد، أنا أفكر في فكرة رائعة، يمكننا أن نأخذ إيكيز معنا؛ حتى تتعرف على روڤان وبدر وعاصم ومي والجميع.

لم يكن مراد مرحب بالفكرة، لكنها ذهبت مسرعة لتخبرهم، نظر مراد حوله بضيق شديد:

-لقد اهملت عملي كثيرًا وأريد أن أعود لمتابعة كل شيء، سوف يتم تسجيل الفيلم ويلديز لن تكون البطلة، لا يمكنني السماح بهذا.

جلس على جذع شجرة وهو يفكر في كل شيء مضى، لقد بدى كل شيء كالكابوس، لن يستيقظ منه إلا بعد عودته إلى القصر والتأكد أن كل شيء على مايرام، يمكنه أن يخطط بعدها لمنزله هو ويلديز، لن يبقى في منزل والديه كثيرًا:

-الأمر سوف يحتاج الكثير من الوقت، لكن عليه أن يكتمل.

اخبرت يلديز إيكيز أن عليها المجيئ معها، لم توافق والدتهم في البداية لكنها استسلمت لإصرار يلديز وفضول إيكيز، اقترب كنان من يلديز ومازالت ملامحه جامدة:

-أنتِ سوف تندمين على كل هذا يا يلديز، لا يمكنكي أن تذهبي مع شاب لا تعرفي عنه شيء، كل ما تعرفيه أنه يحبكي! لن تستطيع التعايش في عالمه الغريب.

لم تتحدث يلديز أمامه، رمقها بغضب ومن ثم ذهب، تحدثت يلديز بحزن شديد:

-هو حتى لم يهتم للسؤال عن حالي أو القلق بشأني يا أمي.

اجابتها والدتها وهي تقترب لتضع يدها على كتفها:

-يلديز من الجيد أنه لن يعترض، حتى أنه لم يتحدث بشأن إيكيز، من الأفضل أن تتخذوا خطوة سريعة لتذهبوا قبل أن يغير رأيه.

ابتسمت إيكيز وهي تتنفس بعمق:

-لا أصدق أننا سوف نذهب في رحلة مثل هذه يا يلديز، سوف يكون كل شيء رائع أليس كذلك؟!

نظرت يلديز لها، حاولت التحدث لكنها ظلت صامتة، لا تعلم كيف تخبرها أن العالم هناك ليس أمن أبدًا، جلست فوق تابوتها وهي ترفع وجهها للسماء، اقتربت والدتها لتضع يدها على كتفها وتتحدث بتعجب شديد:

-ما الأمر يا يلديز؟ أراكي حزينة يا ابنتي ولا أعرف السبب!

نظرت يلديز إلى والدتها وهي تبتلع ما بحلقها:

-أنا أشعر بالقلق الشديد يا أمي، لا أشعر بالراحة صدقيني هناك، لا أريد الذهاب.

ابتسمت والدتها وهي تحاوط وجهها بحنان، حركت رأسها بنفي:

-عليكِ أن تكوني حيث يتواجد زوجكِ، الأمور كلها سوف تكون بخير يا حبيبتي لكن كوني زوجة جيدة، لا يوجد خيار آخر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي