7

قال له عمر بعد أن سمع ما قص عليه: لقد فهمت جزئاً كبيراً مما قلت ولكن ما السبب الذي يجعل هناك فقراء وأغنياء بهذا الفرق؟

اجاب زيد: هذا النظام من عادات أهل الاندلس القدماء كانوا يعتبرون أن المزارعين مثلهم كمثل العصا والدلو.

رد عمر معجباً بما سمعه وقال: وأنت تحاول محو هذا؟!

زيد: لقد زال هذا الأمر والحمد لله ولكن بقي القليل من الذي كان متخفياً أو مستتر.

قال عمر: لقد فهمتك ولكن أريد ان ارى بعيني من تقول عنهم انهم مظلومين.

وعده زيد قائلا: اليوم مسائاً سأريك ما تطلب لا تقلق.

تسائل عمر وقد تشوش فكره تماماً: لكن لم تخبرني، هل انت عربي؟

ضحك زيد وقهقه ولم يجب، فأعاد عمر سؤاله على زيد ملحاً عليه طالباً الإجابة.

خطى زيد بعض الخطوات واضعاً يديه خلف ظهره وهو يقول: لا أنا من هنا ولكننا أصبحنا كلنا نتكلم العربية وبدأ جيش طارق وموسى يتزوج من نسائنا.

فأصبحنا كلنا أخوة وأهل، ولم تعد قادراً على معرفة الأندلسي من العربي إلا من الفرق في اللهجات فقط بسبب عدم اتقاننا للغة العربية.

أحب عمر ذلك الإنسجام الذي كان بين أهل الأندلس عامةً فقال: هذا جميل جداً الزمان الذي كنت أعيش فيه يفتقر لمثل هذه الأمور.

ضحك زيد ساخراً وقال: والأن دعك من كل هذه الاسئلة وتعال لنأكل أنا أتضور جوعاً.

أجاب عمر شبه مقتنع بتردد وقد بدت الريبة على وجهه: حسناً سوف أكل معك ولكنني لست مطمئناً لهذا الطعام كثيراً.

قهقه زيد وقال فاقداً للأمل: ما رأيك ان تحكي لي بعض الشيء عن زمانك وبلادك؟

فكر عمر لبرهة من الزمن ثم قال: بصراحة لا أدري ماذا اقول و عن ماذا سوف أحكي لك.

لم يفهم زيد كل هذه الحيرة فقال: كما تريد لن ألح عليك.

ابتسم عمر وقال: اتعلم لدي فضول في أن أجوب هذه البلاد قليلاً قبل أن أعود إلى زمني.

أجاب زيد مستغرباً: تعود! كيف ستعود إلى بلادك وزمانك؟

أجاب عمر يأساً وعلامات الهم تغزو وجهه دون أن يشعر: لا أدري ولكن لابد أن أجد طريقة ما للعودة وقبل العودة هنالك أختي، ماريا أتمنى أن تكون بخير هي الأخرى أيضاً لابد وأنها تم نقلها معي إلى هنا.

سأل زيد مستغرباً: واختك! ما الذي سوف تفعله بشأنها؟

همهم عمر مهموماً وهو يسير نحو مائدة الطعام دون أن يجيب فلم يعد يملك أي حل في يديه يفيد الأن.

فكر زيد قليلاً ثم قال بعد أن خطرت بباله فكرة: ما رأيك أن أخذك إلى أحد من أثق بهم أنه من الرجال العقلاء، أظنه سيساعدك في مشكلتك هذه

استهجن عمر كلام صديقه زيد ثم قال متعجباً: أحقا ما تقول؟ هل يمكن أن يعيدني إلى زمني؟!

ضحك زيد ساخراً وقال وهو يربت على كتف عمر: رويدك يا عمر، أنا قلت أنه ربما يساعدك وليس إعادتك إلى زمنك.

انطفئ ذلك الحماس الذي اعترى عمر وعاد إلى هدوئه الكئيب وبدأ يتناول الطعام على مضض محاولاً أن يتقوى ببعض اللقيمات ليقيم صلبه.

بالانتقال إلى ماريا تلك الفتاة التائهة.

حيث كانت تتجول في تلك القرية الصغيرة ومعها الفتاتان حور ونور وهن يحرصن على أن يرينها كل شيء في قريتهما من حيوانات وحقول واسعة تحيط بالقرية.


لفت نظر ماريا تلك الحقول الخضراء الواسعة، كان الفصل ربيعاً وحقول القمح على امتداد البصر وتتناثر أشجار الصنوبر على أطراف الحقول كأنها سوار يحيط بالمعصم.

وأما الحيوانات فقد شهدت العشرات بل المئات من الأبقار ترعى في الحقول وقطعان الأغنام قد انتثرت في كل مكان تملئ المراعي.

كان الجو نظيفاً والنسيم عليلاً فلا دخان مصانع ولا سيارات ايضاً كانت القرية أشبه ببعض مناطق اوربا التي كانت ماريا تقضي فيها عطلة الصيف مع عائلتها كل سنة.

الطيور تملئ السماء ولا صوت يعلو على صوت زقزقة العصافير وحفيف اوراق الأشجار، كانت مرايا تتمشى مع الفتيات تحت ظل الأشجار تتأمل السماء الزرقاء الصافية.

وتقول في نفسها أين ذهبت تلك المباني الشاهقة وأين كل الناس الذين كانوا يملأون الطرقات! ما الذي حل بالأف السيارات والازدحامات المرورية! لقد تبدل كل شيء حقاً.

لاحظت الفتيات شرود ماريا وهي تحدق في كل شيء متعجبة منه، كانت الشمس قد بدأت بالمغيب وحان أوان العودة إلى المنزل.

وبعد كثير من التجوال والضحك المستمر عادت الفتيات الثلاث إلى المنزل حيث مأمون جالس على كرسيه يراقب الطريق الذي يمر من أمام منزله.

لم يكن ذلك الواقع يرضي مأمون أبداً وكأن مأمون هو من سافر عبر الزمن ليجد نفسه في زمان وواقع لا يناسبانه ولا يوافقان هواه.

كان على عداء شديد مع المساء كيف لا وهو الميقات الذي يحين فيه خروج نساء القرية مع من رضي من رجالها وشبابها إلى تلك المدينة المدينة القريبة "غرناطة"

هناك حيث بدل الناس أطباعهم وانساقوا خلف ترهات الغزاة والعادات التي جلبوها معهم من بلادهم ماحقين فيها كل أثر للعفة والجمال كان قد علق بنفوس أهل الأندلس بعد فتحها.

رأى مأمون الفتيات وقد عدن إلى المنزل كل منهن تحمل بيدها باقة من الزهور المتنوعة والمختلفة فنهض من على كرسيه وفتح الباب لهن ليدخلن.

كان أخر الفتيات دخولاً هي ماريا واضعة على رأسها تاجاً من زهور الاقحوان الجميلة وقد صنعته لها نور الأبنة الصغرى لمأمون.

استوقفها مامون قائلاً: ماريا، يا ابنتي، هل وجدت أثراً ما يدلك على أهلك!

هزت ماريا برأسها يميناً وشمالاً مجيبة بالنفي، فربت مأمون بيده على كتفها برقة وحنان وأشار لها لتدخل.

بينما نهض هو ليبدأ عمله في أشعال سرج القرية وإنارة شوارعها كالمعتاد، يمشي ويتأمل حوله متنامياً إلى أذنه بعض أحاديث الأهالي عن جمال المدينة وروعتها وروعة ما يحصل فيها كل مساء.

صم مأمون اذنيه عن كل تلك الاحاديث التي تشعره بالغم وأكمل عمله صامتاً.

في المنزل تقف هند أمام ابنتها وقد لفت يداها على صدرها وهي تطرق بحذائها على الأرضية الخشبية كبركان غاضب يريد أن ينفجر.

أما قمر فلاتزال جالسة على سريرها عابسة الوجه متجهمة الملامح رافضة لما تريد والدتها منها.

نفذ صبر هند ولم تعد تستطيع الصمت أكثر لتنفجر بوجه ابنتها بالصراخ كالعادة قائلة: إلى متى ستبقين هكذا! كم من الأعوام يجب أن تمضي في هذا المنزل البائس!

رفعت قمر وجهها ونظرت إلى والدتها غاضبة وقالت : كم مرة قلت لك لا أريد لا أريد يا أمي! أحقا لا تزالين تراودينني!

شهقت هند عند سماع كلام ابنتها وقالت غاضبة: اراودك! وهل أنا ادعوك لشيء ليس فيه مصلحتك ومستقبلك أيتها الحمقاء المجحفة!

أجابت قمر بعد أن شعرت بالضجر: الم تتعبي من كل هذا الكلام يا امي! بالله عليكِ كم مرة سبق وتحدثنا بالأمر! انا لن اذهب معك مهما حصل حتى لو اضطررت للموت لن اذهب.

هند وهي تصك أسنانها من شدة غيظها: أنا اعلم من قد حشى لك رأسك بهذا الكلام، لا بد أنه والدك الأبله؛ هو من يجلس ليملأ رأسك بهذه الترهات وهذا الكلام الفارغ.

شعرت قمر بسوء بسبب كلام والدتها وقالت: أرجوك يا أمي لا تتحدثي عن والدي بهذا الشكل امامي، يمكنك الذهاب لوحدك أنا لن أعارضك ولكن لي حريتي في تقرير شأني.

غضبت هند وضربت بيديها على فخذيها وهي تصرخ: إنه لزمان غريب، صارت البنت أعلم من أمها بمصلحتها، واعجباه لما أسمع وأرى!

نهضت قمر من على سريرها تحاول الخروج من الغرفة بعد أن ضاقت ذرعاً بكل ما قالته لها والدتها ولم تعد تستطيع التحمل أكثر.

لكن هند لم تسمح لها بالخروج وأمسكتها بعنف من معصمها لتعيدها نحو الداخل، وقفت قمر بعد أن تجاوزت أمها بخطوة والتفتت نحو الخلف وقالت وهي تدافع دمعها غاضبةً وقد احمرت عيناها: دعيني وشأني يا أمي دعيني!

غضبت هند وصرخت في وجه ابنتها: لن أفعل، وسوف تذهبين معي هذه الليله وإلا _

نظرت قمر في وجه والدتها مصدومةً وقالت: وإلا ماذا؟ تكلمي لماذا سكتِ؟!

صمتت هند ولم تجب ابنتها بشيء فأكملت قمر عنها ما كانت تريد أن تقوله والدتها: وإلا ستبيعينني؟! أهذا ما كنت تريدين قوله! ستجعلينني جارية أباع في الأسواق!

لم تتكلم هند أو تنطق بأي حرف وبقيت صامتة لتكمل قمر كلامها: أعلم أنك كنت ستقولين ذلك، لا تتظاهري أمامي بأنه لا علم لك بالأمر.

اسمعي يا أمي، ابتعدي عني وعن اختّي وافعلي ما تشائين بنفسك وأما ما حصل في الماضي فسوف اتظاهر بأنني لم ارى أو أسمع أي شيء.

نفضت قمر يدها من يد أمها وأكملت سيرها نحو باب غرفتها لتفتحه وتتفاجئ بوقوف الفتيات الثلاث عند باب الغرفة من الخارج.

التفتت هند إلى الفتيات بعد أن سمعت صوتهن فخرجت من الغرفة غاضبة متجهةً نحو باب المنزل.

أما قمر فقد أفسحت الطريق للفتيات ليدخلن وعادت لتجلس معهن على السرير.

دخلت الفتيات وجلسن حيث أشارت قمر لهن وكان يبدو عليهن بعض الهدوء والاستغراب مما سمعت من الحوار الذي كان يدور بين قمر ووالدتها دون أن تفهم أيهن كلمة واحدة حتى مما قيل.

تظاهرت قمر بالهدوء وقالت: ما بالكن يا فتيات! كيف هو الخارج؟
ردت الفتاة الوسطى قائلة: بل ما بال امي؟ لا يبدو أنها على ما يرام يا اختي.

أجابت قمر بشيء من الإحباط والملل: أنت تعرفينها تصبح عصبية بعض الشيء أحيانا ولكن لا بأس فهذا لا يدوم كثيرا على الارجح كما أظن، اخبريني يا ماريا كيف وجدتِ قريتنا هل نالت اعجابك؟

أجابت ماريا والسعادة بادية على وجهها: إنها جميلة وهادئة وأيضا مناظرها خلابة ورائعة، لقد استمتعت حقاً في هذه الزيارة.

رسمت على وجهها ابتسامة رقيقة وقالت قمر: يسعدني سماع ذلك، وأتمنى أن تعودي إلى عائلتك بأقرب وقت كي تتم سعادتك يا عزيزتي.

والحسرة على وجهها قالت ماريا: اتمنى ذلك من كل قلبي.

نهضت قمر من على فراشها وقالت: حسنا انتن قمن بتبديل ملابسكن وانا سأذهب لأقوم بتحضير طعام العشاء، اتفقنا؟

نهضت الفتيات ليفعلن ما قالت لهن قمر بينما ذهبت هي المطبخ تتوقع رؤية والدتها تجلس هناك على الأغلب.

ولكن حدث عكس ما كانت تتوقعه، فقد خرجت هند من المنزل تاركة خلفها باب المنزل مفتوحا على غير العادة.

ذهبت قمر إلى الباب وأغلقته وعادت لتحضر طعام العشاء للفتيات، بينما كانت هند جالسه في عربة الخيل بجانب إحدى النساء متوجهة إلى حفل الليلة مبتعدة عن جو التعب النفسي كما تصف هي.

كانت العربة تسير مسرعة تجرها الخيول عابرة ذلك الطريق الطويل بين حقول الشعير الواسعة متجهة نحو "غرناطة" هناك حيث الرقي والتمدن الذي تحبه هند والتي تعودت على رؤية تلك الأمور يومياً.

رقي ممزوج بصخب واغانٍ وحفلات ماجنة ومشروبات مما كان يعتبر ممنوعا قبل عدة سنوات والكثير الكثير من الرقص والمرح.

على الرغم من أن هذه المظاهر لم تكن معروفة ومنتشرة في ذلك الوقت في غرناطة خاصة وفي بلاد الأندلس عامة إلا أنها بدأت مؤخراً تطفو على السطح دون أي عائق يذكر.

كان سقوط الممالك سبباً رئيسياً في نمو ظواهر التفلت والإنحدار الأخلاقي بسبب دخول الأعداء إلى ممالك الأندلس.

فقد عملوا من أول يوم على نشر ثفافتهم وافسحوو المجال لكل شخص يريد السعي في إنجاح مخططهم في تغيير القواعد المتينة للمجتمع من أساسه.

فسقط خلق كثير في ذلك المستنقع الموحل وغاصت به أقدام كثيرة تحت دعوة التحرر والرقي والتقدم، وكان ممن تأثر بتلك الدعوى هي هند.


كانت شاردة الذهن تفكر في طريقة تقنع بها ابنتها قمر بالعدول عن رأيها ذاك والخروج من القوقعة التي وضعت نفسها بها لكي ترى جمال العالم من زاوية التحرر.

كانت هند تحقق ما تطمح إليه وتحلم به عبر أخذ قمر معها إلى تلك الحفلات المشبوهة، كيف لا تحلم هند بذلك وهي ترى كل نساء القرية وحتى القرى المجاورة.

تذهب كل واحدة منهن إلى الحفلة ومعها بنت او بنتين تفاخر بهما أمام البقية وتستعرض جمال فتياتها أمام شباب وشبان القصر.

كانت تلك هي الطريقة الجديدة التي تتبعها النساء في الاونة الاخيرة لتزويج بناتها إلى رجل غني او تاجر كبير او ربما امير ما.

وصلت العربة إلى سور مدينة غرناطة بعد رحلة استمرت قرابة الساعة تقريبا، وقفت العربة تنتظر إنزال الجسر الخشبي لتعبر ذلك الخندق المائي الذي يحيط بالمدينة وسورها.

نزل الجسر، وفتح وفتح الباب لتتراءى لهند أضواء المدينة من الداخل ويتسرب إليها شيء من ضوضائها وصخبها الليلي.

عبرت العربة مسرعةً نحو الداخل متجهةً إلى تلك القاعة الضخمة حيث تقرر إقامة حفل اليوم.

كانت هند لا تستطيع ان تكف عن النظر للمدينة وما تحويه من ملذات ومغريات متنوعة، تتلفت يمنة ويسرة محاولة ملاحظة كل شيء تراه ويمر من أمامها.

فهي وعلى الرغم من شدة عشقها لهذه الحفلات إلا انها جديدة عليها ولم يمضي سوى بضعة شهور على ارتيادها لهذه الاماكن ولازال أمامها الكثير لتتعلمه.

وصلت العربة لوجهتها فتوقفت ونزلت منها السيدتان لتعطي كل سيدة بضعة دراهم للسائق على أن يعود ليوصلهن إلى القرية بعد عدة ساعات.

انطلقت العربة مبتعدة عن المكان ليصبح الممر مفتوحاً أمام هند تقدمت نحو باب القاعة متبخترة بمشيتها.

بفستانها الكبير الفاخر بلونه الأخضر الفاتح واضعة على رأسها قبعتها اللافتة للنظر مقلدة في ذلك ازياء الغربيين المتحضرين كما تصفهم هي.

فتح لها الحارسان الباب لتدخل وهي تتوق للوصول ورائها العطور المتنوعة تطوف في المكان لتجعل من هند أشبه بالمخمورة.

كانت الحفلة في بدايتها ولم يبدأ بعد الصخب والعزف ولايزال المدعوون يتوافدون إلى الحفل.

بحثت هند بنظرها عن مكان جيد تجلس فيه لتجد طاولة مستديرة عليها من شتى أصناف الطعام والشراب وعليها سيدة واحدة فقط.

توجهت إلى هناك وجلست لتستمع إلى الغواني وهن يلقين ابيات الشعر والموشحات الغنائية وخلفهن تجلس فرقة من الشباب تعزف لهن الالحان وبين كل ذلك تتراقص تلك الفتاة بجسمها المثير ولباسها الملفت للنظر.

كان الحضور على شكل مجموعات من رجال ونساء مختلطين قد تكتلت كل مجموعة على بعضها وتدور الحوارات المختلفة بينهم.

أما هند فقد كانت تبحث بناظريها عن شريك ما يشاطرها هذه الليلة يسامرها وتسامره.

هدأت الضجة قليلا وتوقف الغناء لينطلق صوت مزمار ليلفت الانتباه ناحية باب القاعة.

فتح الباب ودخل منه شاب طويل القامة نحيل الجسم ذو ملامح اخذة ووجه منير بردائه الأسود وبذلته القتالية واضعاً درعه على صدره وممسكاً بخوذته تحت ذراعه وسيفه على خصره.

شد جموع الحاضرين متجها نحو المنصة يجر ردائه الطويل خلفه ويسير معه خادماه من على جانبيه.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي