الفصل الثاني عشر اا لوليتا تحبني وأنا أحبها

تسارعت دقات قلبها واحمر وجهها ورمشت عدة مرات ثم رمت نفسها على السرير ودفنت وجهها في الوسادة وهي تضرب بكلتا يديها على السرير وتصرخ وتقول بصوت تكتمه الوسادة،
”تبا لغبائي!! وتبا لحظي السيء! يا إلهي، أنا متأكدة إنه سيسيء تفسير الأمر!!“

بعد أن خرج رائف من الحمام دخلت لولا لتستحم، فقال لها ببرود على عكس ما كانه قبل قليل، المرح الذي كان في صوته منذ لحظات اختفى!
لاحظ رائف عندما كان يفكر أثناء الاستحمام إن الأمور بالنسبة له خرجت عن السيطرة، هناك تسارع في وتيرة التعود على بعضهما البعض، وهذا أمر سيء، عليه ألا يسمح بتجاوز الحدود في العلاقة بينهما، على العلاقة أن تظل باردة وجامدة مبنية كما يفترض بها على المصالح والأهداف لا غير.
”لا تتأخري ليس هناك وقت، سأسبقك للأسفل!“

لا تعلم لولا لما شعرت ببرودة في قلبها عندما لاحظت طريقته معها، لقد لاحظت إن الدفئ الضئيل الذي كان بينهما منذ قليل اختفى، ففكرت إنه ربما بسبب إنه لم يحصل على ما كان يطمح به البارحة!!

اتجهت لولا نحو الحمام تحاول ابعاد هذه الأفكار السلبية، فهي شخص لا يحب أن يتم تعكير مزاجه في الصباح! استحمت وخرجت للغرفة، دخلت غرفة الملابس، كان كل ثياب رائف منظمة وكأنه لم يكن في الغرفة ولم يغير ثيابه فيها، وأما ثوبها هي الخاص بالبارحة فملقى على الكنبة وحذائها في جهة واكسسواراتها أيضا. كانت حاجياتها هي التي تسبب الفوضى في الغرفة.

قالت وهي تلوي شفتيها بعدم رضى وتهز رأسها،
”إنه منظم أكثر مني!! جيد إن والدتي لا ترى هذا وإلا سمعت محاضرة منها!“

في البداية اختارت سروال جينز وقميص واسع كما تحب أن تلبس في العادة. ولكن فجأة عندما استدارت أمام المرآة وتذكرت مظهر رائف الأنيق غيرت رأيها بعد تفكير بسيط، فهو سيوصلها في كامل أناقته، ثم هزت رأسها بتردد،
’ومتى تفكرين فيه وتهتمين له؟‘

أعادت إمساك السروال والقميص، ونظرت لنفسها في المرآة قليلا مرة أخرى ثم رمتهم على الكنبة وأسكتت عقلها وأمسكت ثوب من الجينز ضيق الخصر وقصير يصل لأعلى فخذها وارتدت عليه حذاء طويل القبة تصل لركبتها، وضعت شعرها في ذيل حصان وصبغت شفتيها باللون الأحمر وأمسكت حقيبتها، نظرت للمرآة وكانت في غاية الجمال، ابتسمت لنفسها في المرآة برضى ثم أرسلت لها قبلة اعجاب في الهواء واستدارت لتخرج.

وقفت ترددة قليلا أمام باب غرفة الطعام فيما ربما بالغت في زينتها، ثم أخذت نفس عميق وشجعت نفسها وهي تستمع لحديث الجد ميكائيل مع رائف حول الأعمال ودخلت.

كان يجلس حول الطاولة كل من ميكائيل وسيلا ورائف وريان الذي يبدو إنه يكمل نومه على الطاولة. فور أن دخلت لولا من باب الغرفة قالت سيلا مبتسمة بحنان،
”ها أنتِ ذا حبيبتي، تعالي لتتناولي افطارك“

ابتسمت لولا بدورها وقالت،
”صباح الخير جميعا!“ كانت ابتسامتها شديدة الجاذبية تشعرك وكأن الشمس تشرق في منتصف الليل الحالك.
جلست تحت نظرات رائف التي تقيمها من فوق لتحت دون تحفظ.

قال ميكائيل مبتسما،
”ستذهبين للجامعة اليوم كما أخبرنا رائف!“

كانت تمقت الجد ميكائيل بشكل كبير في البداية فهو سبب زواجها الرئيسي، ولكن بسبب ابتسامته الدائمة التي يستقبلها بها ومعاملته اللطيفة لها جعلها تشعر إن فيه شيء طيب رغم كل شيء، قالت تبادله الابتسام،
”أجل، فلا يجب أن اتأخر على محاضراتي أكثر من ذلك“

سكبت الخادمة لها الشاي، رفعت لوليتا نظرها نحو رائف الذي لم ينزل عينيه من عليها منذ دخلت، والغريب إنها شعرت إنه غاضب!! ’غاضب؟ ولكن لماذا؟’

ثم أشاحت بنظرها عنه ورفعت رأسها دون اهتمام له وهي تخبر نفسها، ’فاليغضب هذا غير مهم فهذه مشكلته’

قال ريان بصوت ناعس وهو شبه مغلق العينين،
”جدي! هل أستطيع الذهاب للعمل الآن!“

قال ميكائيل بهدوء وهو يرتشف شايه،
”هل تمزح معي؟ أنا أعلم إنك ستبحث عن مكان لتكمل نومك فيه! ستذهب الآن برفقة رائف شأت أن أبيت“

أعاد ريان رأسه على الطاولة باستسلام، وبدأت سيلا ببعض الأحاديث وهي تخبر لولا عن بعض مغامرات رائف وريان أثناء الطفولة، مر الوقت بسرعة وقالت لوليتا تحدث رائف وهي تنظر لساعة يدها،
”لا وقت على المحاضرة الأولى، هل ننهض؟“

وضع رائف فنجانه على الطاولة بهدوء على خلاف لهجتة الصارمة وكأنه يتحدث مع موظفة لديه،
”حسنا هيا جهزي نفسك! وأنا أيضا لدي اجتماع مهم ولا أريد أن أتأخر!“

رمشت وكأنه قال شيء ما بلغة غريبة لم تفهمها ثم نظرت نحو ثيابها وقالت،
”أنا بالفعل جاهزة!“

قال وهو يحرك رأسه يمين ويسار ولمعة من الغضب في نظراته،
”اذهبي وغيري ثيابكِ“

التفت الجميع نحو لوليتا ورفع ريان رأسه فقالت سيلا،
”ما بك على الفتاة رائف؟ إن ثيابها جيدة وهي تبدو رائعة!“

أجاب رائف بهدوء ولكن بصرامة،
”أرجوكِ يا جدتي لا تدخلي!“

قالت لوليتا بغضب وهي تنظر له بتحدي وترفع إحدى حاجبيها،
”هل يمكن أن أعرف ما بال ثيابي؟“

”إنها غير لائقة للجامعة، أنتِ نفسك لم تكوني ترتدين مثل هذه الثياب من“

لم تشأ لوليتا التنازل فقالت،
”من قال؟ هل كنت تراقبني في السابق؟"

ضحك ريان فهو بالفعل راقبها أكثر من مرة قبل الزواج، أراد أن يعرفها أكثر قبل أن يقدم لها ذلك العقد.

أضافت لولا بحنق،
"أنا لست صغيرة، وهذه الثياب تعجبني“

اجلى ميكائيل حلقه وقال،
”اصعدا لغرفتكما وتناقشا؟“

وقف رائف فورا وجذب لولينا من يدها فهو يعلم طقوس جده أثناء تناول الطعام، ولا يعلم كيف لم يقم بنهر لولا، فجده لديه خطوط حمراء لا يسمح لأحد بتعديها حتى هو نفسه! اتجه نحو الدرج وهو عازم على أن تغير ثيابها ولو فعل ذلك بنفسه.

قال ريان بسخرية،
”لذلك لا أريد أن أتزوج، فبعد أن تكون رجل أعمال ناجح وتقود أكبر الصفقات التجارية ولديك هيبة وموظفوك يرتعشون خوفا من غضبك، تفقد كل ذلك أمام زوجة عنيدة تحاول اقناعها بتغيير ثيابها وثفشل في النهاية!“

رمقته سيلا وقالت توبخه،
”اصمت ودعهم وشأنهم!“

أما في غرفة النوم كان رائف يقول بصوت عال،
”ما الذي يعجبكِ فيها إنها لا تعجبني؟؟“

أجابت لولا بغرور وتحدي وهي تعقد يديها فوق صدرها بعناد، ”لا يهم إن لم تعجبك يكفي أن تعجبني أنا!“

أغاضته لأقصى حد، فقال وهو يكز على أسنانه من الغضب،
”إنها كلباس العاهرات هل ترغبين في أن تكوني مثلهن؟ إذا سأقفل الباب الآن علينا وأعاملك مثلهن!“

نظرت لعينيه للحظات ثم ادمعت عينيها وقالت بغضب للإهانة: وهي تضم أصابع يدها في قبضات.
”وأنت خبير العاهرات، هااا؟ وتقارنني بهن أيضا؟؟“

مسح على وجهه بكلتا يديه فقد علم إنه قال ما لا يجب أن يقال، تنفس بعمق وهو يقول بصوت يحاول أن يبدو هادئا،
”لو اردت أن أعاملك كذلك كنت فعلت البارحة! لا تفسري الأمور كما لم أقصدها!“

نظر لساعة يده وقال وهو يسحبها نحو غرفة الملابس،
”لا وقت لدي!“

فتح باب خزانة ملابسها وبدأ يبحث داخل ثيابها، كان مظهره مضحك، ولولا الموقف الذي هي فيه لكانت ضحكت. أخرج لها سروال وقميص بتنسيق جميل فذوقه جميل جدا ووضعهم على الأريكة وقال بحزم،
”ألبسهم لك أم سترتدين بنفسك؟“

عقدت يديها فوق صدرها برفض واعطته بظهرها وهي تقول،
”لن أذهب اليوم!“

اقترب منها بنفاذ صبر وفتح سحاب الثوب فشهقت، ولكنه كان سريع ونزعه لها لتبقى في ملابسها الداخلية، فقالت وهي تحاول تغطية جسمها،
”خنزير!“

زفر الهواء وقد شعر بالعجز عن معرفة كيفية الطريقة التي يجب أن يتعامل بها معها وقال،
”بيني وبينك عشرة سنوات احترمي ذلك ولا تقولي لي مثل هذه الالفاظ“

ضحكت بخشونة وهي لا تعلم من أين جائتها هذه الجرأة وقالت،
”وأن أحترم فارق السن يفترض ألا أخلع أمامك صحيح؟“

رفع حاجبه وقال:
”هل كل هذا بسبب الإحباط وإنه لم يحدث شيء بيننا البارحة؟ هل فهمت بشكل خاطئ؟ نستطيع فعل ذلك الآن لو كان هذا ما تريدين“

رمشت عدة مرات وهي تنظر له بغير تصديق ثم امسكت السروال والقميص وقالت،
”لا تعتقد إنك محور الكون بالنسبة لي! فأنا أكرهك، ومع ذلك لأتخلص منك،حسنا سارتديهم اخرج!“

ضحك برضى على نفسه وكأنها لم تكن الآن تحاول إغضابه وقال،
”فتاة جيدة!“
ثم قرص خدها وأضاف،
"كوني مطيعة دائما هكذا! أليس هذا ما يلزمك به العقد في الأساس؟" وخرج.

بعد أن خرج ضربت بقدميها على الارض بغيظ، ثم ارتدت الثياب ولكنها غيرت القميص بقميص آخر، وقالت،
”اذهب أنت وعقدك للجحيم، لقد ربحت هذه الجولة فقط!“

كانت الأجواء في السيارة صامتة وريان نام بالفعل. كانت لولا تجلس في الكرسي الخلفي خلف رائف الذي ينظر لها عبر المرآة لكي يغيظها بنصره الصغير عليها، وكانت كلما تلتقي عيونهما تدير عينيها. عندما قاربوا على الوصول أخرج رائف مبلغ من المال وناوله للوليتا وقال،
”هذا مصروفك! هل يكفي؟“

قالت في البداية وهي لا تزال غاضبة،
”لا اريد!“
ولكن في الثانية التالية غيرت رأيها وسحبتهم من يده وهي تقول،
”غيرت رأيي سآخذهم على الأقل أدلل نفسي لأتجاوز المزاج السيء الذي جعلتني فيه منذ الصباح!“

رفع رائف حاجبه وكأن حديثها لم يعجبه حرك رأسه يمينا وشمالا بعدم رضى مما أسعدها، وصلوا إلى الجامعة ونزل معها فنظرت له بعدم تصديق وهي تقول بينما تنظر حولها،
”هيي!! إلى أين؟ لما تسير بقربي؟ هل ستدخل معي؟ أنت تحرجني! ماذا سيقولون عني، أحضرت معها زوجها؟؟“

قال بجدية وقد بدأت تغضبه بالفعل،
”أحرجك؟"

لم يسبق له أحد من قبل أن قال له مثل هذه الكلمة، في العادة يتمنى الناس أن يكونوا بقربه ويسعون لإرضاءه، لما هي مختلفة؟

كتم غيظه وتظاهر إنه لم يتأثر وأضاف بنفس نبرة الجدية، "لن أدخل معك فقط سأودعك حتى آتي لأصطحبك لاحقا“

”لا داعي، سأتصل بالسائق!“ ضم يديه في قبضتين وأغمض عينيه يحاول السيطرة على انفعالاته،
أما هي فكانت تحاول أن تصرفه قبل أن تلتقي بمالك او يشاهدها الأخير بصحبة رائف، كانت رغم مظهرها الخارجي الهادئ إلا إنها كانت ترتعش من الخوف داخليا، قال رائف وهو يشعر بشعور غريب إنها تتصرف بغرابة،
”أين صديقتك اتصلي بها“

قالت له بهمس بعد أن شاهدت اثنان من أصدقاء مالك يمران من جانبها وينظران إليهما،
”هذا يكفي هيا اذهب لا تتصرف كوالدي!“

فجأة شعرت بشخص ما يقف أمامهما، وعندما التفتت وجدت إنه مالك!

كان مالك يقف في هذه اللحظة أمامها مباشرة!

انسحبت الدماء من عروقها واصفر وجهها وجف حلقها وتسارعت دقات قلبها حتى إنها شعرت وكأنها تسمع دقات قلبها بالفعل.
مد مالك يده نحو رائف مصافحا بكل ثقة وهو مبتسم ابتسامة صفراء لم تصل حتى لعينيه بينما يقول،
”مرحبا سيد رائف، أنا مالك زميل لولا وصديقها“

فجأة فرغ الهواء من حول لوليتا ووجدت صعوبة في التنفس بعدما شاهدت مالك يقف أمامها وأمام رائف، انسحب الدم من وجهها خوفا من أن يتهور مالك بقول شي ما أو أن يلاحظ رائف شيء!

كانت كمن شاهد شبحا!

نظر رائف نحو يد مالك الممدودة نحوه باستغراب! ثم في النهاية بعد لحظات مد يده بالمقابل وصافح مالك. رفع مالك بصره نحو لوليتا مباشرة وفي عينيه نظرات ساخرة وعلى زاوية شفتيه شبه ابتسامة عندما لاحظ شحوبها.

دائما ما كان مالك يتمته بالجرأة، ولكنها لم تعتقد مطلقا بأن يكون بهذه الجرأة.

"هل تدرسان سويا في نفس الفصل الدراسي؟" قال رائف ولم يلاحظ النظرات التي بين الثنائي الذي بجانبه رغم ملاحظته لهدوء لوليتا المفاجئ.

"نعم!"

"لا!"

تحدث كل من مالك ولوليتا في نفس اللحظة.

قالت لوليتا لا لتبعد رائف من التفكير في مالك في المستقبل، ولكن لم يكن مالك يود الخروج من حياة لوليتا، بل سينقب عن أي فرصة ليكون قربها وفي دائرتها الاجتماعية، كما إنه يحاول الآن بناء علاقة تعارف مع رائف بغرض فرض نفسه في حياة لوليتا على الدوام.

رفع رائف حاجبه وقال بتهكم وهو شعر أن هناك شيء ما غريب،
"نعم أم لا!؟"

كانت هالة السيطرة التي تحيط بشخصية رائف تجعل الجميع دائما يحسبون للحديث معه ألف حساب. إلا إن مالك لم يكن كذلك، بل حبه للوليتا جعل منه جريء ولا يضع للعواقب أي اعتبار، فأجاب وهو يلاحظ شحوب وجه لوليتا،
"حسنا. نحن ندرس بعض المواد سويا!"

لمحت لولا صديقتها سوزان من بعيد فعادت الدماء لوجهها عندما شاهدتها تقترب منهم، لوحت بيدها عاليا وهي تقول،
"سوزان! أنا هنا"

رغم إنها علمت إن سوزان قد شاهدتهم وهي قادمة نحوهم بالفعل، إلا إنها أرادت تشتيت رائف والتخلص من هذا الموقف بأسرع وقت وقطع المحادثة الدائرة، وقد نجحت في ذلك.

ألتقت سوزان التحية على الجميع بابتسامة هادئة بينما تقذف نظرات غاضبة نحو مالك.

"عندما تنتهين اتصلي بي!" قال رائف وهو ينظر لساعته، رغم الموقف الغريب الذي حدث منذ قليل إلا إنه لا يعلم لما اطمئن عندما شاهد سوزان جاءت إليها. وهم بالمغادرة على الفور دون أن ينتظر رد لولا مما أثار حنقها، خصوصا عندما علا صوت رنين هاتفه ويبدو متلهفا للاجابة، ظلت عيون لوليتا تنظر نحوه وهو يتجه نحو السيارة ويجيب على الإتصال حتى صعد للسيارة اختفى من أمامها دون أن ينظر لها حتى!

عادت ببصرها واهتمامها نحو سوزان ومالك اللذان علا صوتهما بالشجار وسوزان تقول بغضب،
"ليس لك الحق أن تتدخل في حياتها فقد أصبحت إمرأة متزوجة! لو كنت تحبها فعلا فقط تمنى لها السعادة وانسى الماضي"

أثارت كلمات سوزان غضب مالك وجرحت مشاعره فلم يستطع السيطرة على غضبه أكثر وقال بينما عيونه تلمع من الغضب وهو يكز على أسنانه ويضم يديه في قبضتين،
"لا .. لن أخرج من حياتها، وأنتِ بالذات لا شأن لكِ بيننا، لوليتا تحبني وأنا أحبها، وسأعمل على تطليقها في أقرب وقت، تأكدي من ذلك! ولا تظني إني لا أعلم أنك من شجعها على قبول هذا الزواج المقرف"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي