الفصل الرابع عشر اا الحارس الشخصي

وقف ريان واتجه نحو الثلاجة الصغيرة وسكب كأس من العصير البارد ووضعه أمام تيم وقال،
"نحن لا نقوم بتهديدك يا رجل، نحن فقط نخبرك إن أمرك سهل ليتم كشفه!"

أمسك تيم كأس العصير في يده وشربه في جرعة واحدة فهو يشعر بأن حلقه شديد الجفاف حاليا، وضع الكأس بقوة على الطاولة وهو يسأل،
"إذا؟"

إتكأ رائف في مقعده وأجاب،
"سنؤمن لك تغطية كاملة وشقة تقع خلف مكتبك بالضبط، تستطيع فتح باب من مكتبك للشقة مباشرة، وهكذا لن تضطر يوميا الذهاب لمدة نصف ساعه بالسيارة لتشاهد ابنك ذو الثلاثة أشهر!"

"أنتم حقا قمتم بالتحقيق الشامل حولي!" قال تيم بنبرة صوت بائسة.

"صدقني يا تيم، لم يستغرق الأمر من محققنا سوى يومان لجمع هذه التفاصيل، وإن قام والد خطيبتك بالتحري، فلن تعجب والدك النتائج!" تحدث ريان.

تنفس زين بعمق وقال،
"إذا، ما المطلوب الآن؟"

"فقط أعطنا عقد حصري لمدة ستة أشهر، ونحن سنؤمن لك الشقة التي ستكون ملاصقة لحائط غرفة مكتبك، وأيضا سنحاول مساعدتك في إيجاد بديل للصفقة التي عقدها والدك مع والد خطيبتك، حتى تستطيع الفسخ دون مشاكل معه"
أجاب رائف.

بدا كل شيء مقنع بالنسبة لزين فهز رأسه بالموافقة ثم وقف وهو يقول،
"سآتي غدا بالاوراق بصحبة المحامي"

صافح رائف ثم مد يده يصافح ريان، فقال له الأخير،
"عليك أن تسرع في الإعلان عن زواجك، ستتعقد الأمور أكثر كلما كبر الطفل!"

هز تيم راسه بالموافقة ثم اتجه نحو الباب، وقبل أن يفتحه سأل،
"ألهذا طلبتما اجتماع مغلق معي؟"

لم يجب كل من رائف وريان ولكن الابتسامة على وجوههما أجابت وأكدت استنتاجه.

لاحقا في ذلك اليوم، عندما كان رائف يعمل على بعض الوثائق هو ومساعدته الشخصية، جاء صوت من هاتفه
دنق ..دنق
ليعلن هذا الصوت وصول رسالة لهاتف رائف.
رفع هاتفه من على الطاولة، وجد اسم لولا على صندوق الرسائل، وأخيرا وصلت الرسالة التي كان ينتظرها منذ الصباح، ابتسم لا إراديا، فتح الرسالة ليجد كلمة واحدة فقط لا غير [أكملت] عبس واظلمت عينيه.

أقفل شاشة هاتفه وأكمل عمله، بينما لاحظت مساعدته الشخصية كل هذا فتسائلت في نفسها وهي تشاهد رئيسها يبتسم من رسالة؟؟ فقد كانت هذه أول مرة حرفيا ترى فيها رئيسها يظهر كل هذا الكم من المشاعر.

’أيعقل أنه يبتسم من أجل رسالة من زوجته؟’
تسائلت لأنها تعرف ظروف زواج رئيسها، فهي من كتبت ذاك العقد بنفسها! وبالعقد الذي كتبته اشفقت على الفتاة حتى من قبل أن تراها.

•••

كان الطريق من القسم حتى موقف السيارات يأخذ بعضا من الدقائق. كانت كل من لولا وسوزان تسيران نحو الموقف عندما لاحظت الفتاتان إن هناك أحد ما يتبعهما؟
ولكنهما تجاهلتا الأمر حتى وصلتا لموقف السيارات.

"لولا! لما أشعر بأن الرجلين اللذان خلفنا يتبعاننا؟" تسائلت سوزان في خوف.

نظرت لولا للخلف لتجد رجلين طويلين القامة في بدل رسمية سوداء ويرتديان نظارات سوداء ويضعان سماعات على آذانهما.
توقف الرجلان ما أن التفتت لهما لولا وظلا ينظران نحوها، ورغم إنهما كانا يرتديان نظارات شمسية إلا إنها أدركت بطريقة ما أنهما كانا ينظران إليها.

تسارعت دقات قلبها وهي تتسائل داخلها، ’هل يتبعانهما؟‘
نظرت نحو سوزي ثم همست لها، "أعتقد إنهما يتبعاننا بالفعل!"

"انتظري سوف أتأكد" ردت سوزان هامسة وأضافت، "توقفي عن المشي فجأة، حسنا!"

بعد أن سارتا بضع خطوات أخرى، وقفت كل من لوليتا وسوزان فجاة، تظاهرت سوزان إنها تبحث عن شيء ما داخل حقيبتها، وحينها وقف الرجلان أيضا خلفهما فورا! نظرت كل من سوزان ولوليتا لبعضهما البعض بنظرة ذات معنى فقد بدا جليا إنهما بالفعل يتبعانهما. بدأتا الفاتين بالركض نحو سيارة السائق التي بدأت تظهر لهما شامخة مميزة بين باقي السيارات. ولكن الوصول إليها كان يحتاج إلى العبور من بين العديد من السيارات.

كان الركض بين السيارات صعبا ومرهقا وخصوصا وإن لولا تفكر طوال الوقت ماذا يريد هذان الرجلان منهما، وعندما وصلتا إلى السيارة وقفت تلهث وهي تطرق على زجاج السيارة. اسرع السائق ونزل على الفور وهو يقول، ”مرحبا سدة لوليتا“

لاحظت لوليتا أن الرجلان يقفان في مكانهما وينظران نحوهم. قالت سوزان بصوت عالي، ”هيا أيها الوقحان، ألم تكونا تلحقان بنا؟“

ظنت لولا إن الرجلين شعرا بالخوف عندما شاهدا انهما سيصعدان لهذه السيارة الفاخرة جدا، فهي تدل على قوة اصحابها ونفوذهم. ولكن نظر الرجلين إلى بعضهما البعض ثم نزع أحد منهما نظارته وتقدم نحوهم، ”إياك أن تقترب! سأتصل بالشرطة“ قالت لولا مهددة وهي تلوح بهاتفها نحوه محاولة أن تبدو شجاعة رغم الخوف الذي سرى عبر شرايينها.

وقف الرجل حائرا لثواني وكأنه لا يعلم ما يفعل، ثم قال بتردد، ”ولكن.. “

إلا إن سوزان قاطعته وهي تقول لصديقتها وتسحبها من يدها، ”دعينا نصعد للسيارة بسرعة!“

وما أن فتحت لولا الباب سمعت صوت السائق يقول بعد أن شاهد لولا من بعيد تتجادل مع الرجلين، ”سيدتي، هل حدث شيء ما ازعجك من هذان المغفلان؟“

وقبل أن تجيب قال الرجل الذي اقترب منهم بقلق ظاهر على وجهه، ”سيدتي، هل بدر مني ومن زميلي ما يزعجك؟“

صرخت به سوزان، ”هل تسأل حقا؟ تريد أن تخطفنا أو تسرقنا وتسأل إن فعلت ما يزعجنا؟؟“

أجلى السائق حلقه على الفور وقال، ”ولكن يا آنسة لا يمكن ذلك، فنائل وخوزيه هما هنا لحماية السيدة لولا، لا يمكن أبدا أن يؤذياها!“ ثم نظر نظرة حادة نحو الرجلين وأضاف، ”وإلا هما يعلمان جيدا ما يمكن أن يحصل لهما من السيد رائف“

سقط فك لوليتا من المفاجأة وأعادت النظر نحو الرجلان، ثم ضيقت عينيها بينما لا تزال تنظر نحوهما، "هل أنتما حارسان شخصيان؟"

"أجل سيدتي!" أجابا.

ورغم إن لديها الحق لتشتبه بهما إلا إنها شعرت بالإحراج، حدثت نفسها بغضب ’ماذا سيعتقدان؟؟ إنني مغفلة؟‘

اتجهت نحو السيارة مجددا وهي غاضبة من رائف فكل هذا الاحراج حدث بسببه، ثم وقفت أمام الباب وقالت للسائق، "خذني للشارع الثالث، سأذهب لزيارة أمي!"
أومأ السائق واتجه مسرعا نحو باب السيارة ليفتحه للوليتا، ولكن الحارس حال بينها وبين الصعود للسيارة وهو يقول وجبينه يتصبب عرقا من التوتر، "عذرا سيدتي! ولكن السيد رائف أمرنا ألا تذهبي لأي مكان سوى المنزل!"

قالت سوزي، "أوووه، ماذا؟"

ضمت لولا ذراعيها فوق صدرها ورفعت حاجبها، "إذا لم تبتعد عن طريقي حينها تأكد إنك لن تعمل مع السيد رائف مجددا مطلقا" كانت غاضبة جدا بسبب أن رائف قام بتعيين حارسين لها دون حتى استشارتها أو اعطائها العلم بذلك.

’المغرور المتعجرف‘ صرخت في عقلها.

لم يعلم الحارس كيف عليه أن يتصرف، أو ماذا عليه أن يفعل، فقد أمره رائف هو وزميله أن يحرسا زوجته دون أن يلفتا الأنظار أو تلاحظهم هي حتى، ولكن كان هذا صعبا في مكان خالي من الطلاب كهذا في هذا الوقت من النهار. ولهذا السبب صمت الحارسان وأطاعاها، قال الحارس الذي يقف بعيدا قليلا، "حسنا سيدتي كما تشائين!"

نظرت لهما بغضب ثم ابتسمت بلؤم فجأة واستدارت نحو السيارة وهي تقول، "حسنا، هذا جيد!"

جلست هي وسوزان في المقعد الخلفي للسيارة بينما سيارة الحارسان السوداء العالية تسير خلف سيارتهم مباشرة. "يا إلهي، لم أتوقع أن يعين رائف حارسان لحراستك، هذا…" قالت سوزان ذلك ولكن لولا قاطعتها وأكملت عوضا عنها،
"هذا مبالغ فيه، لقد أصبتِ"

ضحكت سوزان وقالت، "كنت سأقول رائع جدا"

أدارت لولا عينيها بملل، هل تتكلم سوزان جديا؟
ثم أمسكت هاتفها وكتبت رسالة لرائف، [لما لم تسألني إن كنت أريد حراس شخصيين أم لا]
جاءها الرد سريعا، [لما؟ العقد ينص إنني أستطيع فعل ما أريد!]
اشتعلت عينيها بالغضب، تتمنى لو إنها تستطيع بالفعل تمزيق ذاك العقد أمام وجهه! لترى ردة فعله بعدها.

أما رائف ما أن أرسل الرسالة إلى لولا حتى اتصل بالحارسين وهو يكاد يستشاط من الغضب، كان صوته غاضبا بشكل مخيف وهو يتحدث عبر الهاتف حتى إن مساعدته الشخصية أسرعت لتخرج من المكتب خوفا من غضبه.
"ألم أطلب أن تحرسانها من بعيد؟"

أجاب الحارس بصوت مهزوز، "نعم فعلنا ذلك سيدي طوال الوقت، ولكنها حين ذهبت لموقف السيارات ك…."

قاطعه رائف بنفاذ صبر وهو يضرب بأصابعه على الطاولة التي أمامه بغضب، "أنا مشغول الآن، سنتحدث عندما أعود للمنزل"

عم صمت بسيط في السيارة ثم قال نائل لزميله، "لم نخبره إنها لم تعد إلى المنزل!"
أجاب خوزيه، "أجل لم نفعل!"
"هل تعتقد إنه سفتعل مشكلة بسبب ذلك؟"
بقي السؤال معلقا دون اجابة.

وصلت لولا إلى منزل والديها بصحبة سوزان مع السائق وسيارة الحارسان ركنت خلفهم.
شعرت لولا بالهدوء والسكينة فور أن وقفت أمام المنزل، تنفست بعمق وكأنها تستنشق عبير الحي والرائحة التي تميزه.
أخرجت نسخة مفتاح الباب الرئيسي التي معها من جيب حقيبتها ودخلت إلى المنزل، اتجهت فورا نحو المطبخ وهي تنادي، "أمي، أمي"

ولكن ليس هناك إجابة من أي شخص، "يبدو إنه لا يوجد أحد" قالت سوزان وهي تمسك صينية الكعك وتأكل منها.

"أجل" قالت لولا وهي تخرج هاتفها من جيبها.

اتصلت بوالدتها التي أجبتها فورا من أول رنة.

"أووو، عزيزتي، لما لم تخبريني سابقا! أنا في السوق مع بعض من جاراتنا!"
قالت جولي بعد أن اخبرتها لولا إنها في المنزل,

"لا بأس ماما، استمتعي بوقتك سأزورك في اليومين القادمين!"

ارتمت لولا على الكنبة التي بجانبها وهي تقول لسوزان بعد أن اقفلت الخط، "ما رأيك أن نذهب لسلسة المحلات التجارية التي افتتحت اليومين الماضيين ونستمتع بوقتنا!"

لم تكن تريد العودة للمنزل، بل كانت تريد إغاظة رائف كما فعل معها، قالت سوزان وابتسامة واسعة على شفتيها وهي لا تزال تمضغ الكعكة، "تقصدين تلك المحلات الذي تحمل العلامات التجارية العالمية؟" ثم اتسعت عينيها بسعادة وأعادت صينية الكعك في الثلاجة وضمت يديها مع بعض وأكملت، "بالطبع لنذهب، أرأيت عندما تتزوجين برجل ثري تدخلين للأماكن التي كنت تحلمين بها!"

ضحكت لولا فصديقتها تحب المال كثيرا وتعتبره أهم شيء في الحياة. ولكنها لا تلومها فسوزان عاشت ظروف مادية صعبة جدا خصوصا بعدما هجر والدها والدتها.

ولكن سرعان ما عبست سوزان وهي تفكر وتضيف، "ولكن هل تعتقدين إنهم سيسمحون لك بالذهاب؟ أقصد الحارسين في الخارج، لقد اقنعتيهم بالقدوم هنا ولكن.."

قاطعتها لولا بحزم، "سنذهب، وسنستمتع، ولن يقفوا في طريقنا"
"ول.." كانت سوزان على وشك الرد عندما قاطعتها لولا مجددا وهي تسير نحو باب المطبخ الخلفي وتقول، "سنخرج من هنا ببساطة ونستأجر سيارة أجرى ونذهب"

اتسعت عيني سوزان من الصدمة ولكن لولا لم تترك لها الوقت للتحدث وجذبتها من يدها وخرجتا من الباب الخلفي.
كانت الطريق للوصول إلى المحلات مزدحمة قليلا فأخذت لولا تفكر بأنه لابد من إن الحراس سيكتشوف غيابها قريبا خصوصا عندما تتأخر في الخروج لهم.

امسكت هاتفها ووضعته في وضع الطيران وهي تبتسم!

كانت رحلة التسوق في سلسلة المحلات التجارية الجديدة ممتعة جدا بالنسبة للفتاتين، مع انفاق الكثير من النقوذ والبذخ لم تشعرا كيف مضى الوقت.
اشترت لولا العديد من الاشياء الجديدة، فقط لكي تظهر لرائف إنها ستنفق كل فلس تحصل عليه منه بم إنه يعاملها بهذه الطريقة بسبب العقد ويحاول احتجاز حريتها!

ولكنها لا تعلم لما شعرت بدقات قلبها تتسارع عندما عادت إلى المنزل ونزلت من سيارة الأجرة في هذا الوقت المتأخر، نظرت حولها وكان الهدوء يلف حديقة القصر والساعة تشير ألى الحادية والنصف ليلا.
قررت أن تدخل إلى المنزل من الباب الخلفي للمطبخ الذي يستخدمه الخدم، فبالتأكيد ستكون الخادمات الآن في المطبخ يقمن بأعمال التنظيف ولم تلحظ لولا تلك العيون المظلمة التي تنظر نحوها من خلال النافذة.

تسللت بهدوء تحاول ألا تصدر أي صوت وهي تحمل أكياس المشتريات في يديها، فتحت باب المطبخ الخلفي فالتفتت كلا الخادمتين نحوها ثم علت وجوههما الدهشة. لحظات وتلافت إحداهن دهشتها وأسرعت نحوها وهي تقول وتمد يدها نحو الأكياس التي بيد لولا، "سيدتي! دعي عنك الأكياس سأحملها إلى غرفتك"

"لا لا، سأحملها بنفسي، تابعا عملكما ولا تنشغلا بي"
قالت لولا ذلك مبتسمة بلطف للخادمتين ثم دخلت تمشي بخطوات خفيفة حتى وصلت إلى الرواق المؤدي للطابق العلوي، فكرت بتوتر وهي تزفر الهواء لتخفف من توترها، ’سأصعد بهدوء وأنام فورا، سأتجاهله وأدعه ينام بغضبه!‘
وضعت قدمها على أول درجة عندما جاء صوت من خلفها،
"عدتِ مبكراً!"
كان ذلك صوت رائف الساخر الذي جعل رجفةً لا إرادية من التوتر تسري عبر عمودها الفقري.

وقفت مستقيمة وأغمضت عينيها، ثم فتحتهم والتفتت للخلف ببطئ. كان رائف يقف وهو متكئ على النافذة المطلة على الحديقة الأمامية وهو يضع يديه في جيوبه. وضعت لولا ابتسامة مزيفة على وجهها وقالت بنبرة حاولت جاهدة أن تبدو مرحة، "ما زلت مستيقظا؟"
يبدو إن سؤالها المستفز أثار استياء رائف أكثر ما هو مستاء في الأساس، فسار نحوها مثل حيوان مفترس تم إطلاق سراحه حالا. كان الشرر يتطاير من عينيه الحمراء من كثرة الغضب، أمسك ذراعها بقوة حتى سقطت الأكياس على الأرض وقال من بين أسنانه، "أين كنت؟"

حاولت لولا تخليص ذراعها ولكن كلما حاولت ازداد ضغط رائف على ذراعها أكثر، ”اترك ذراعي أنت تؤلمني!“

”أين كنتِ؟ لن أكرر سؤالي ثانية!“

”ألا ترى؟ ذهبت للتسوق!“

”ولما هربتي من الحراس؟ لما لم تتركي السائق يأخذك؟“

رفعت رأسها عاليا وقالت، ”أي حراس؟ الحراس الذين لم تسالني إن كنت أريدهم أم لا!؟“

ترك ذراعها تم مسح على وجهه بكلتا يديه، ”لما اقفلتِ هاتفك؟ ألم يخبرك المنطق إننا سنقلق عليكِ؟“

هربت ضحكة استهزاء من شفتي لولا، ”تقلق علي؟ أراهن إنك تكرهني كما أكرهك تماماً فلما ستقلق؟!“

كان ذلك عكس ما شعر به تماما فقد شعر بالقلق الشديد إلا إنه اطمئن عليها من والدتها التي حدثتها من هاتف سوزي واخبرتها انهما تتسوقان، فقامت والدتها بإبلاغ رائف بالمقابل.

ازعجته كلماتها، فهو رغم كل شيء لا يكرهها. أمسك ذراعها مجددا وهسهس بغضب ”لا تتجاوزي حد……“

قاطعه صوت جده خلفهما وهو يقول، ”رائف؟ لوليتا؟ ما الذي يحدث؟“
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي