الفصل الواحد والعشرون اا الابتزاز

كان رائف يهتم بكل تفصيل للولا، يعاملها وكأنها اميرة د، لم يكن يتظاهر بل كان يفعل ذلك دون إدراك، هو بنفسه لا يعلم لما يفعل ذلك ولما كل هذا الإهتمام بها، ولكنه كان يسكت صوت عقله بأن يقول لنفسه إنه يفعل هذا ليظهرا بمظهر الزوجين المتحابين السعيدين أمام الناس.
رغم دقات قلبه المتسارعة وهي بقربه كان ينكر أي شعور عقله يخبره إنه خطر.

ولكنه عندما نظر لابتسامتها المشرقة وهي تتحدث مع بعض الضيوف فكر بقلبه وعيونه تلمع، ’هل فعلا يريد تحسين العلاقة بينهما؟ هل يريد أن يعطي لنفسيهما فرصة؟ ربما تنجح الأمور بينهما؟ فالانجذاب بينهما بات واضحا له بشكل كبير.‘ كان يصارع كل ليلة وهو ينام بقربها حتى لا يفعل ما قد يندم عليه.

ولكنه يقذف كل هذه الأسئلة في مؤخرة عقله ويخبر نفسه إنه لا وجود لمشاعر بينهما.
كان التناقض بين عقله وقلبه كبير جدا!

حتى إن كل من حولهم لاحظ اهتمام رائف بزوجته، وكاميرات الصحفيين الفضولية أخذت دورها في التقاط العديد من الصور لهما سوياً، صور أظهرتهما وكأنهما متيمين.


"سأذهب للتحدث مع الوزير، لن أتأخر، أم تريدين مرافقتي؟"
سأل رائف زوجته بلطف.

ابتسمت له وهي تشرب عصيرها، "لا بأس، اذهب وقم بأعمالك أنا هنا لن أختفي"

أعاد لها خصلة خلف أذنها وهو ينظر لعينيها وبريق من الاعجاب في عينيه، ثم انحنى للأمام وقبلها قبلة خفيفة وبسيطة ولكنها جعلت رعشة تسري داخلها حتى أسفل عمودها الفقري.
قرر رائف في هذه اللحظة بعد أن لاحظ استجابتها السريعة له والتجاذب الكبير بينهما، إن هذه الليلة ستكون ليلتهما الأولى.

اتجه رائف نحو الوزير وظلت لولا واقفة تنظر له. كانت تراقب كل خطواته وحركاته بعيون مليئة بالإعجاب، إعجاب لم نعترف به لنفسها حتى. كان حضوره طاغياً جداً، طويل القامة بكتفين عريضين، أين ما يقف يكون هو الملفت بين الحضور، أم إن عقلها هو الذي يلعب الحيل على عينيها ويصور لها ذلك! ابتسمت على نفسها من هذه الفكرة.

كانت نظرات لولا المعجبة بزوجها تحت مراقبة زوج من العيون الحاسدة والحاقدة، عيون راقبت الزوجين عن كثب منذ دخلا إلى الحفل. حسدت كل المشاعر التي بين هذان الزوجان.
تقدمت صاحبة العيون الحاسدة من لولا بابتسامة ماركة بعدما شاهدت إن رائف قد ابتعد،
"مرحبا لولا! لم أراكِ منذ مدة طويلة!"
جذب الصوت الأنثوي المألوف لولا من أفكارها الحالمة حول رائف.
التفتت إلى مصدر الصوت لتجد روزي تقف أمامها!
كانت روزي ترتدي ثوب أزرق قصير وتمسك كأس من المشروب في يدها. تفحصت لولا بنظرات تقييمية من الأعلى إلى الأسفل، ثم ضحكت بسخرية وقالت، "لابد وإن رائف المسكين قد أنفق عليكِ ثروة لكي يجعل منك تظهرين بهذا المظهر اللائق ولا تتسببي في إحراجه!"

تجاهلت لولا تعليق روزي واستدارت لترحل من جانبها، فقالت الأخيرة بمكر،
"المسكين رائف، كل ليلة يسهر معي لوقت متأخر ويخبرني كم هو محبط من زواجه المدبر منك، لقد كنا نشكل ثنائي رائع سوياً، نحن نليق ببعضنا فهو يستحق زوجة فائقة الجمال والذكاء ومحبوبة مثلي! وليس نكرة معاك.“

سخرت لولا بضحكة ساخرة رغم إنه قد آلمها أن رائف يتأخر بالفعل في العودة إلى المنزل مساء وربما يكون كلام روزي حقيقي بالفعل، ولكن رغم ذلك داست على مشاعر الرثاء على الذات وقالت بتعالي وهي تتقصد إحراج روزي،
"إذا كان الأمر كذلك بالفعل، لما لم يتزوجك؟ لقد كنت طوال حياتك موجودة أمامه. لما لم يحارب من أجلك؟"

اشتعلت عيون روزي بالنار وهي تنظر للولا بكره شديد، وكانت ستتفوه بأمر ما إلا إن صوت رائف خلفها جعلها تتوقف،
"هل تأخرت عليكِ؟"
قال رائف ذلك للولا ويبدو إنه لم يستمع إلى الحديث الذي كان دائر بين الفتاتين.

أومأت لولا برأسها وقالت بدلال لتغيظ روزي، "أممهأه! لم تفعل!"

مد يده نحوها وقال، "دعينا نرقص هذه الرقصة!"

تجاهل رائف روزي وكأنها لم تكن موجودة، وكأنها لم تكن تقف هناك. وهذا زاد من غضبها وحقدها على لولا.

مرت لولا من جانب روزي وهي ترفع رأسها عالية ومتأبطة ذراع رائف بكل حميمية وهما يسيران نحو المرقص.
وما أن ابتعدا حتى تركت لولا ذراع رائف واعتدلت في وقفتها وتركت مسافة بينهما.
رفع حاجبه ونظر لها ثم ضحك، فقالت له بحنق وهي غاضبة منه بسبب ما قالته لها روزي،
"ما المضحك؟"

غمزها وهمس قرب أذنها، "صحيح! إذا كنت أريدها لكنت تزوجتها أنت محقة!"

التمعت عيني لولا بغضب فقد فهمت إنه استمع لحديثها الصغير مع روزي.

أمسكها من ذراعها ودخلا إلى ساحة الرقص، وضع يديه على خصرها بينما وضعت هي يديها على كتفيه.
قالت بغضب، "إذاً كنت تستمع!"
"لم أقصد ذلك، كان صوتكما في مرمى أذني حين عدت!"

رفعت حاجبها وتمعنت النظر في عينيه بعينيها ذات الرموش الطويلة المصقولة بالماسكرا وقالت، "لما عدت بسرعة من جانب الوزير؟ أم أنك خشيت أن تخبرني روزي عن سهراتكما الليلة سويا كل ليلة؟"

كبت رائف ضحكته ورفع حاجبه المضروب ثم انحنى بقرب أذنها وقال بصوته الذكوري الرخيم، "هل هذا ما يزعجكِ؟ كنت أظن إنكِ لا تغارين!!"

ثم استقام ونظر لعينيها باستفزاز وابتسامة رضى على شفتيه مما زاد من غضبها. نظرت له بتحدي وقالت،
"في أحلامك! أنا أكرهك ألا تعلم …."

لم يتركها تكمل جملتها وطبع قبلة رقيقة على شفتيها. رفع رأسه والتحمت عيناهما للحظات معدودة، احمر وجه لولا ومن احراجها بحثت عن أي شيء لقطع هذه اللحظة فقالت، "يبدو إنك اعتدت على التقبيل!"

"لا أجد طريقة أخرى أسكتك بها!" قال وابتسامة لعوب على شفتيه.

كان يحاصرها بنظراته وبكلماته وبين يداه!

وفي إحدى زوايا قاعة الحفل كانت زوجان من العيون تنظر لهما بكل حقد وحسد! هالة من الكراهية مبعثة من نظراتهم.

سيدتان أنيقتان تنظران للزوجان المتآلفان ومشاعرهما الوليدة تنمو. وقلبا هاتان السيدتان يكادان ينفجران من الغل والغضب؟
كانت كل ابتسامة ونظرة وقبلة بين الزوجين بالنسبة لهاتين السيدتين وكأنها سموم تجري في عروقهم، تجعل الحقد والحسد يزداد أكثر ظلمة.

"لا تقلقي! لقد أعددت خطة لن تفشل أبدا!" قالت روزي بشر يلمع في عينيها. ثم أضافت وهي ترتشف مشروبها، "لن أتركها تفوز وتحظى بكل شيء! سأدمرها."
كانت كلماتها مملوءة بالكره والسموم كأفعى سوداء ضخمة تنفث سمومها القاتلة فقط من أجل إشباع ملذات خاصة.

ابتسمت الأفعى الأخرى بهدوء ونظراتها أشد سما وشرا من روزي، "وكيف ستفعلين ذلك؟"
ورغم جمال هذه السيدة، إلا نظرات الكره التي توجهها نحو لولا تجعل ملامحها تبدو مرعبة.

ضحكت روزي ضحكة عالية ماكرة، "أنت تعلمين ما يكره زوجك السابق رائف، أليس كذلك؟"

أجابت جينا ولمحة من المرارة عبرت وجهها، "الخيانة؟"

"بالضبط! سأجعله يرى خيانتها بأم عينيه ولن يجد حضن حنون عليه سواك!"
ثم التفتت نحو جينا وأضافت، "وبعدها يجب أن تستخدمي عقلك جيدا لتجعليه يحبك مجددا، وتسرقين منه التوكيلات لأحصل أنا على ما أريد!"
رفعت روزي كأسها وأصابعها تلتف حول الكأس وهي تنظر له وقبل أن تبتلعه أضافت، "إنها فرصة واحدة لديك، يجب أن تستغليها جيدا ولا تتصرفي بحماقة!"

ضحكت السيدتان بمكر وكل واحدة فيهما تنوي الغدر بالأخرى!

دنق .. دنقق

وصلت رسالة إلى هاتف لولا فتجاهلتها، مستغرقة في الحوار مع رائف مثل القط والفأر، بقربه لا تشعر بالوقت، لا تشعر بالزمن، تشعر به فقط!

قطع رقصتهما صوت أنثوي، "سيد رائف! الوزير يخبرك أنه يريد التحدث إليك في أمر هام"
كانت هذه نانسي المساعدة الشخصية لرائف.

ترك رائف لولا على مضض وأخبرها إنه سيحاول ألا يتأخر. كان رائف أحد منظمين هذا الحفل الخاص بالمشاريع الرائدة لرجال الأعمال.
"هل تحتاجين لشيء ما قبل أن ألحق بالسيد رائف، سيدة لوليتا؟"
قالت نانسي مبتسمة بلطف للولا. بادلتها لولا الإبتسام ونفت وهي تقول، "قومي بعملك نانسي، شكرا لك!"
كانت نانسي لطيفة جدا ومجتهدة جدا في عملها ورغم كونها أم لطفلين إلا إنها لا تهمل عملها مطلقاً.

اتجهت لولا نحو إحدى الأرائك وجلست وهي تشعر بالضيق من حذائها، لطالما كرهت الكعب العالي.
فكرت بأن تتصل بوالدتها أو سوزان حتى يمضي الوقت ويعود رائف.
إلا إن فتاة في جلست قربها وهي تبتسم قطعت عليها ما كانت ستفعله، قالت الفتاة مبتسمة، "مرحبا! أنت لوليتا زوجة السيد رائف أليس كذلك؟"

كانت فتاة جميلة بشعر أسود فاحم وبشرة بيضاء، متوسطة الطول.
ابتسمت لولا بالمقابل وأجابت، "نعم، ومن أنتِ؟"
"أنا.. أممم … أنا"
صمت الفتاة ثم نظرت حولها وهمست، "أنا زوجة تيم"
لم تعرف لولا من تيم ولكن الفتاة استمرت في الحديث، "أنا هنا لكي أقدم الشكر على ما فعله زوجك من أجلنا"
ثم التمعت عيني الفتاة بالدموع، يبدو أنها على وشك البكاء، "لقد كنا نعاني بسبب زواجنا السري وخصوا بعد ولادتي ولكن زوجك أمن لنا شقة بها باب يفتح على مكتب تيم مباشرة وهذا جعلنا نقضي وقت أطول سويا"

تفاجأت لولا واتسعت عينيها، ’زواج سري؟‘ لم تشأ أن تحرج الفتاة وتخبرها بأنها لا تعرف أي شيء حول قصتها، فتفاعلت معها وتحدثا سويا.

والذي فهمته لولا إن الفتاة جاءت إلى الحفل بدعوة من رائف نفسه وبصفتها صديقة للعائلة وليس كزوجة تيم، وذلك لتحضر الحفل مع زوجها، فعائلة زوجها لا تعلم بزواجهما.

ابتسمت لولا بعدما ذهبت الفتاة، فهي لم تعتقد مطلقا بأن زوجها مراعي ورومانسي!!
كل يوم تكتشف شيء جديد وغريب ومتناقض في شخصية رائف، ’ربما سأطلق عليه لقب رجل التناقضات‘ فكرت لولا في نفسها وضحكت.
أخرجت هاتفها لتتراسل مع سوزي أو والدتها ولكنها وجدت رسالة في الإشعارات،
[أحتاج لمبلغ مالي بعد ساعة بالضبط أو سأدخل إلى الحفل وأنشر المقطع أمام الجميع في شاشات العرض!]

فتحت عينيها بصدمة، ثم نظرت حولها برعب، هل المبتز هنا؟
ولكن هل يعتقد هذا المبتز إنها تتجول بالمال في كل مكان؟؟
نظرت إلى التاريخ ووجدت إنه ليزال أمامها يومان لتدفع، لما يقوم المبتز بفعل هذا؟؟

فكرت كيف ستطلب مثل هذا المبلغ نقدا من رائف الآن، ما العذر الذي ستستخدمه؟؟ لن يقتنع رائف بأي عذر ستقدمه هي متأكدة.

لا تتخيل مطلقاً أن ينتشر ذلك الفيديو هنا على الملأ، كانت تخشى أن يراه رائف أو والدها في السابف والآن؟؟ سيراه الجميع؟؟
ربما كان كلام سوزان صحيح، لم يكن عليها أن تستمع إلى كلام المبتز، لو إنها أخبرت رائف الحقيقة لكان ربما غفر أو تعصب، أو حتى تركها بهدوء، ولكن الآن؟؟ إن سببت له فضيحة فكيف ستكون ردة فعله؟ هل سيسجن والدها؟ هل سيدمرها؟
’أوووه يا إلهي لا أستطيع تخيل الأمر!‘
كان وجه لولا شاحب خالي من الدماء وكأنها قد شاهدت شبحاً للتو!!

نظرت في اتجاه رائف ووجدت إنه منغمس في حديث ونقاش مع وزير الاقتصاد وبعض من رجال الأعمال. ويبدو إن النقاش في أوجه.
اتصلت برقم المبتز لتتوسله أن يعطيها المزيد من الوقت فهي لا تملك هذا المبلغ الآن! ولكن المبتز لم يجب على اتصالاتها، وبعد لحظات أرسل لها رسالة يقول فيها، [لا حديث بيننا، جهزي لي المبلغ في أقرب فرصة! ولا تتصلي حتى تجهزي المبلغ]

وضعت يدها على فمها بصدمة، شعرت إن لا مخرج لها من هذه المصيبة!
ما الذي ستفعله؟ تشعر إنها مكبلة من جميع النواحي وعقلها متوقف عن العمل.
كتبت رسالة إلى سوزان بأصابع مرتعشة، [أنا في مصيبة!]
لم تمر ثواني حتى اتصلت بها سوزان، "لولا؟ ما الأمر؟ ما الذي حدث؟"
"ذلك الشخص المجهول الذي ابتزني بالفيديو!"
"ما به؟" تسائلت سوزان بحيرة بادية في صوتها.

"طلب مني المبلغ اليوم والآن، وأخبرني إن لم أسلمه المبلغ خلال ساعة والتي مر منها عشر دقائق حتى الآن فسوف يقوم بعرض الفيديو على شاشات العرض!"

"تبا لولا! أخبرتك ألا تستمعي إلى المبتز! عليك الذهاب واللجوء إلى رائف الآن وفورا"
"لا لا لا أستطيع!" أجابت لولا فورا برعب.
"ولكنه الوحيد الذي سيتمكن من منع وقوع الكارثة، يبدو إن المبتز غرضه الفضيحة وليس المال، إن كان هدفه المال لن يفعل هذا ويجبرك على الدفع الأن وهو يعلم إنك في حفل ولا تستطيعين تأمين المبلغ. فماذا سيستفيد؟ الفيديو مفيد له ليحصل على المال منك، فلما يحرق هذا الكرت الذي يذر عليه المال إلا إذا كان لديه هدف أكبر من مجرد المال؟"

تنهدت لولا، "أنت محقة، عقلي مشوش ولم أستطيع التفكير بوضوح!"

ثم أضافت وهي تقف، "حسنا، أقفلي الخط، سأذهب لأتحدث معه"
"أخبريني ماذا يحدث فورا، لولا عزيزتي" قالت سوزان بصوت قلق.

شعرت لولا بالارتباك، خطواتها رفضت التوجه حيث يقف رائف. فقررت الذهاب إلى دورة المياه أولا لتفكر بوضوح لدقائق بعيدا عن الضجيج قبل أن تتحدث مع رائف.
كان الحمام خالي من أي أحد، وقفت أمام المرآة تحدق في نفسها بلا هدف وتصف نفسها بالغبية داخليا، فكل ما تفعله يغرقها أكثر فأكثر. فجأة انفتح باب دورة المياه ودخلت فتاة تبدو في منتصف العشرينيات.

ابتسمت الفتاة للولا ثم وقفت تضع أحمر الشفاه على شفتيها، غسلت لولا يديها وكانت تهم بالخروج من دورة المياه عندما قالت الفتاة بصوت ناعم وهي مبتسمة، "هل أنت زوجة رائف؟ ألستي أنت؟"

’هل هي معارف رائف أيضا؟‘ ’أم مثل روزي معجبة أخرى؟’ سخرت لولا في عقلها ولم يكن لها المزاج للتحدث فقالت باختصار وهي تهم بالمغادرة، "أجل!"
وقبل أن تصل يدها إلى مقبض الباب قالت الفتاة وشبه ابتسامة على شفتيها، "وأنا زوجته السابقة!"

استدارت لولا ونظرت لوجه الفتاة، كانت تبدو جميلة جدا وناعمة ولطيفة وكأنها ملاك نازل من السماء.
شعرت بعصرة في معدتها وشعور سيء كاحتراق ولهيب داخل قلبها، إلا إنها ابتسمت بأدب وقالت، "سررت بلقائك"

ابتسمت الفتاة وكانت ابتسامتها رقيقة وبريئة جدا وهي تقول، "وأنا أيضا لوليتا، أسمي جينا وأتمنى علاقتي السابقة برائف ألا تمنع تعرفنا على بعض أكثر، فقد سمعت الكثير عنك!"

بادلتها لولا الابتسام ولم تعرف بم تجيب، فهي صدقا لم تسمع عنها شيء لا من رائف ولا من عائلته، كانت تعرف فقط إنه كان متزوج وطلق زوجته لأسباب مجهولة. وتحت ظل مشاكلها الحالية لا يهمها أن تعرف.
"شكرا لك، جينا"

"رائف رجل جيد، لقد خسرته بحماقتي. حاولي أن تسعديه وتحافظي عليه" لم يعجب الحديث لولا وشعرت بغرابة الموقف.

أكملت جينا، "كنت صغيرة عندما تزوجته وبغبائي عثر علي في أحضان رجل آخر"
نزلت دمعة من عيني جينا، وتبدو حزينة ومتأثرة.
ثم أردفت، "رائف يمكن أن يغفر أي شيء إلا الخيانة، لقد دمرني بعدها. لم أتعافى مما سببه لي من أذى نفسي وجسدي ومالي حتى الآن. ولكني أشعر بالندم إنني لم أسعده."

اجهشت جينا بالبكاء، ثم اعتذرت من لولا على ثرثرتها ودخلت إلى إحدى غرف الحمام الفردية.

خرجت لولا من الحمام وهي تشعر بالضيق وبالرعب أيضا مما أخبرتها به زوجة رائف السابقة، لم تدرك ما يجب عليها فعله، هل تخبر رائف أم ماذا تفعل؟
هل إخباره عمل حكيم؟
ثم أخرجت هاتفها وقد أخذت قرارها بما يجب عليها فعله، نظرت إلى ساعة هاتفها ووجدت إنه ليزال أمامها نصف ساعة، وعليها أن تتوقف عن تضييع المزيد من الوقت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي