الفصـل 2 رـيشة القبول

الأمير الهجين

الفصل 2 ريشة القبول


أخذت الحافلة تسير بسرعة شديدة و"سيفيروس" متعجب من حافلة الفارس تلك.

-أمي هل اصعد لأعلى انظر هناك.
همست له في أذنيه

-لن يكون هناك جديد صدقني، مجرد بعض الأسرة ينام عليها بعض السحرة، كل منهم ينتظر أن يوقظه هذا الذي يراقبنا، حتى يصل كلا منهم لوجهته؟

-حسنا فهمت.

ربتت على ظهره بيدها

-صدقني يا صغيري، التطفل غير محمود، ماذا ستستفيد من النظر إليهم؟
-هو حبي للاستطلاع والتعلم.

-لا، حب الاستطلاع يكون في معرفتك بشتى العلوم السحرية، أريد أن أشاهدك أعظم ساحر، وليس ذلك فقط، بل والأغنى أيضا والأشد بطشا وقوة، أريد عند ذكر اسمك لأحدهم أن يهابك.

أفهمت بمجرد ذكر اسمك.

جال في خاطره تساؤل :

-لكن يا أمي كيف؟ وأنا لا أستطيع النظر لأعين أحد، فترة من الوقت، لأني أشعر وقتها أنه يجب أن أضع نظري أرضا خوفا، لا أدري.

فمالت ناحيته:

-هذا ما صنعه والدك معك، لكن قريبا سيتغير كل هذا، ستذهب إلى "هوجوورتس" وتلتحق ب "سليذرين"، تعلم أن أعظم السحرة وأقواهم من "سليذرين" نحن الأقوى والأشجع، هناك سيصبح قلبك قوى.

-حسنا سأفعل، تعرفين أتمنى أن تكون "ليلى" معي هناك.

-وأنا أيضا يا صغيري أتمنى ذلك، لكنها من العامة لا تعرف شيئا عن منازل "هوجوورتس" الأربعة.

لمح سيفيروس ذلك الرجل يتابع حديثه مع والدته.

-أمي لما ينظر إلينا ذلك الذي يدعو "سفن" هكذا؟ أعتقد أنه يراقبنا

-تكلم بصوت خافت مثلي، نعم هو يراقبنا.

-لماذا يا أمي؟ نحن نفعل شيئا.

-هو من فعل يا بني، أنه يأتي كثيرا إلى محل التعاويذ مرة أو مرتي كل أسبوع، وأنا أعتقد أنه لا يريد أن يتعرف أحد إليه، وإلا لما يأتي إلى ذلك المحل الذي أعمل به، وهو متنكر لكنني قد عرفته منذ الوهلة الأولى.

-متى تتركين العمل في محل التعاويذ يا أمي؟

-لا سأظل أعمل هناك حتى أستطيع تجميع أكبر قدر من الجاليونز الذهبية، حتى اجلب لك كل الأشياء التي تحتاج إليها.

وأكملت:

أنت لا تعرف ماذا تفعل العائلات حينما يلتحق أحد أبنائهم ب "هوجوورتس"، هناك أشياء كثيرة يجب أن أحضرها إليك.

-ولماذا أذهب إلى هناك؟ أليست هناك مدرسة أخرى.

-أنها أعظم المدارس السحرية وأقدمهم وأكثرهم علما مليئة بالأسرار بها كتب يا بني لو اطلعت عليها لا عرفت كل علوم ذلك العالم، ذلك العالم الخفي الخاص بنا، وأيضا لاستطعت التحكم به.


سألها بدهشة
-هل هناك مدارس أخرى؟

-هناك مدرسة للفتيات اسمها "وبوباتون "السحرية هي في "فرنسا" وهي كما سمعت مدرسة راقية، وهناك معهد "دار مستر أنف" السحري ذلك الذي يقع في مكان غير معروف لكننا نعتقد جميعا أنه في "بلغاريا" أتعلم في "أوروبا الشرقية"

-فقط!

-لا، وأيضا هناك مدرسة تُدْعَى "الفيرموني" للسحر في "أمريكا الشمالية" وأيضا هناك مدرسة لكنني لا أعرف اسمها، وهي في "البرازيل".

-لم أكن أعرف ذلك قبلا .

-في الأيام القادمة سأقص عليك كل شيء خاص بالمدرسة حتى عندما تذهب إليها تعرف جميع ممراتها، وتلك الأحاديث التي تحكي عن مدرسيها، والمدير أيضا.

قبلت رأسه:
-صغيري لن أتركك مثل البقية لا تعلم شيئا، أريدك متفوقا أريدك أن تقوم بتعويض عما حدث لي.

حسنا يا أمي أعدك أن تكوني فخورة بي .

-وسأكون فخورة أيضا يا بني، عندما لا تنظر كثيرا إلى الأرض، عندما تتحدث بطلاقة لا أريدك خائفا هكذا، ولا أريدك أن تخاف من أحد أبدا، وكما قلت لك سأعلمك جميع التعاويذ.

-كل التعاويذ يا أمي!

-كلها حتى تلك التعويذة المخبأة التي لا يعلم أحد عنها سأقوم على تعليمك إياها، لكن يجب أن تكمل تعليمك للحروف الرونيه القديمة، فأنت تعلم أن كتب التعاويذ القديمة قد كتبت بتلك اللغة.


شعرت الأم أن ولدها نظر في اتجاه آخر، عندما كانت تتحدث، وهو عادة لا يفعل ذلك بل يكون منصتا إليها فنظرت بسرعة إلى ذلك الاتجاه الذي نظر إليه.

توقفت الحافلة ويمر بجانبها شبح يحمل حقيبة، وقد ألقى التحية عليها كل ذلك و "سيفيروس" ينظر بتعجب، حتى قامت مرة أخرى الحافلة، وسارت في طريقها.

-ما هذا يا أمي؟ لقد تحدث معك الشبح، لم أشاهد شبحا قبل ذلك، ومع تلك القصص التي تقصيها علي إلا أنني انبهرت.

-نعم بالتأكيد يجب أن تنبهر، لكن يجب أن تعلم ليس كل السحرة يتحولون إلى أشباح بعد الموت.

لم يكن يتصور ذلك، فوضع كفه فوق فمه بتعجب واندهاش.


-كيف ذلك؟ اعتقدت أن الجميع يتحولون إلى أشباح مثل جدي وجدتي أنهم يتحدثون إلى مع أنهم يوجدون داخل صورة فوتوغرافية.

ضحكت ضحكة خافتة، و أمالت رأسها نحوه.

-إن ما تقوله بعيد عن فكرة الشبح، لكن يجب أن تعلم أن التحول إلى شبح هو دليل على جبن الساحر وخوفه من الموت، وعدم تقبله لفكرة الموت فيظل الشبح يعيش وسط عالم الأحياء.

-لماذا؟

-لأنه بذلك لم يصل إلى السلام والحياة الأبدية في العالم الآخر، ولا يعتبر حيا وسط الأحياء أيضا.

-قلت لي أمي إن هناك بروفيسور يدرس مادة التاريخ السحر، وهو شبح أيضا .

-نعم أنه البروفيسور "كوثبيرت بينس"، وهناك غيره أيضا سنتحدث عنهم الليلة بعد أن نذهب إلى الفندق بعيدا عن ذلك المتطفل، الذي يحاول التنصت علينا .

وهنا ارتفع صوت "سفن" الذي كان بالفعل يحاول التنصت عليهم، يريد أن يعرف بتطفل عن تلك الساحرة التي تجيد صنع التعاويذ.

التي يقوم على طلبها من محل التعاويذ من ذلك المكان الذي يعد الوجود به شبهة على سوء النية.


وصمتت بعدها والدته، عندما وجدته ينظر عبر النافذة الزجاجية.

نظر فوجد أن الحافلة تسير وسط الظلام متخطية أشجار وحدائق وصناديق هاتف، لكنه كان ينظر بحزن، ولا يعلم، لماذا قد سكن قلبه الحزن منذ ولادته؟

أهي طباع والده السيئة لكنه عادة ما يجلس، ويفكر، لماذا يكره والده السحرة؟

ولماذا يعيشون هكذا؟ لماذا ينظر إليهم الجميع ويبتعدون عنهم؟ مع أن والدته جميلة، وكأنه أراد تأكيدا على حديثه لنفسه، فنظر إليها فوجدها بالفعل امرأة جميلة كيف تعامل مثل تلك المعاملة.

فوضع يده على يد والدته، وأخذ يربت عليها ببطء شديد وحب، ستظل حبيبته الأولى طول حياته، لكنه أيضا يحب "ليلي"، ولن يتخلى عنها في يوم من الأيام أو يتخلى عن ذلك الحب.

-أمي سأفعل ما تطلبينه مني كل شيء، أريدك أن تكوني فخورة بي، وأن تلك التضحيات التي تفعلينها من أجلي، لن تندمي عليها في أي يوم من الأيام.

وأكمل حديثه:

-لكني لا أعلم لماذا يفعل والدي ذلك؟ ولماذا لم تتزوجي من ساحر مثلنا؟ لماذا تزوجته هو يا أمي.

فاقتربت منه وتحدثت بصوت خافت بجانب أذنه :

-أنه العناد يا ولدي، العناد فعل بي ذلك لقد تركت حب حياتي، وتزوجت من والدك، لأن الآخر تزوج من قريبة له نقية الدم من أصول معروفة جميع عائلتها في مناصب متعددة في وزارة السحر.

-لا أفهم؟

كيف تشرح له هل سيفهم:


-هم لا يريدون أن يختلط دماؤهم بدماء أخرى، وبعد سنوات طويلة داخل المدرسة، ونحن لا نفترق لحظة واحدة تركني، ومضى، فوعدت نفسي إن أول رجل التقى به بعد خروجي من تلك المدرسة سأتزوجه.

-وعرفتي أبي بعدها.

-بعدها بوقت قصير تعرفت إلى والدك كان هادئ وطيب، اعتقدت أنه بعد الزواج عندما أخبره أنني ساحرة سيفرح، لكنه قام بازدرائي بعد ذلك.

تنهدت وقالت:
-ولا أعلم ما سبب تحوله إلى ذلك الكائن الذي يعيش معنا.

-ما يحزنني عند دخول تلك المدرسة هو ابتعادي عنك.

-لن يكون هناك بعد يا صغيري، أنت تعلم أنني لن أتركك بمفردك، وساجد طريقة ما، وأول تلك الطرق هي الرسائل صباحا ومساء حتى في الظهيرة لن يستطيعوا حصر البوم الذي سيرسل لك خطاباتي.

وصمتت ونظرت في اتجاه "سفن" الذي انشغل بالحديث مع أحد السحرة بانفعال شديد .

-أتعلم لقد أتى الأسبوع الماضي إلى محل التعاويذ، ولن تصدق ماذا طلب مني طلب مني أن تلقي تعويذة على ريشة القبول، لأنه إلى الآن لا تظهر عليه موهبة سحرية لأنه ساحر، وليس بساحر.

-ريشة القبول ما هي.

-هناك في أحد قلاع "هوجوورتس" كتاب قديم وريشة رفيعة طويلة جدا داخل علبة من الحبر، ويعرف الاثنان بكتاب القبول وريشه القبول.

-ياللهول؟

وعندما صمت أكملت:

-عندما تظهر أي علامة من علامات امتلاك الموهبة السحرية، عند أي فرد مننا ترتفع تلك الريشة في الهواء بطريقة سحرية، ثم تبدأ في كتابة اسمه في ذلك الكتاب.

ولكن!
وتحدثت بصوت حازم، وكأنها تمثل الكتاب:

-قد يصير الكتاب صارما حازما مع بعض الأسماء، وذلك في حالة اعتقادها أن أصحاب تلك الأسماء التي تحاول الريش كتابتها ليست جاهزة بعد، ولذلك لم يفتح الكتاب صفحاته للريشة من أجل كتابة اسمه ذلك أل "سفن".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي