الفصـل3 خـطاب هوجوورتس

الأمير الهجين

الفصل3 :خطاب "هوجوورتس"

نظر "سفن" من النافذة التي بجواره، وأدار وجهه نحو "إيلين":

-ها قد وصلنا إلى فندق المركب المسرب، فلتقترب أيها الشاب، وأنت أيتها السيدة.

تنهدت "إيلين" بارتياح شديد فهي تشعر بالانزعاج، لتلك النظرات التي يلقيها عليهم "سفن".

-هيا فلتتقدم أمامي "سيفيروس".
-حسنا يا أمي.

نهض"سيفيروس" وهو لا يعلم، لماذا ينظر إليه "سفن" مثل هذا؟

وعندما اقترب من "سفن" في طريقه إلى باب الحافلة :

-كم أنت محظوظ أيها الصغير، أعتقد أن خطاب "هوجوورتس" سيأتي إليك قريبا، كم كنت أتمنى أن أصبح مثلك، أو أكون مثلك للأسف لم يصلني أي خطاب، وأنا في مثل سنك.

نظر إليه "سيفيروس" بتعجب شديد، كيف ذلك، وهو يعلم أن جميع أطفال السحرة يذهبون إلى "هوجوورتس".

هبطا من الحافلة، كانت "إيلين" تحمل حقيبتها تلك الحقيبة الصغيرة، التي ما أن تأمرها بتلك العصا السحرية فتحضر منها أشياء لا يتصوره أي عقل.

-إلى اللقاء أيها الصغير، إلى اللقاء أيتها السيدة أعتقد أنني أشاهدك قريبا.
وغادرت الحافلة لكن "إيلين" لا تعلم لما ابتسمت، فنظر إليها "سيفيروس"
وهو يقول :

- إنه بائس يا أمي أليس كذلك؟

-نعم إِنهُ بائس، ومع أن نظراته كانت خبيثة، وهو متطفل بطبعه، إلا أنه أراد أن يعرف هل قمت على كشفه، أم لا، فإن تخفيه عندما يأت إلى محل التعاويذ لم يكن بالشكل الصحيح هيا بنا إلى الداخل.

وقامت بفتح باب خشبي أسود اللون، تقدمت إلى الداخل ووراءها "سيفيروس" الذي أقفل الباب وراءه، وعندما اعتدل، ونظر وجد أن عدداً من الأفراد يقومون على تحية والدته، ينظرون إليه.

ولم يشعر إلا، وهناك سيدة ممتلئة الجسد، أتت إليه، وقامت على احتضانه وأخذت تقبله.

- لا تخف أيها الصغير منذ سنوات، أردت أن أتعرف بك، أنا "كاترين نفتالين" صديقة "إيلين"، وكنا في العام نفسه الدراسي سويا، إلا أن المنازل كانت مختلفة.

نظرت إليها "إيلين" وهي تبتسم.

-لم أشرح ل "سيفيروس" ما هي المنازل إلى الآن، أعتقد أنني لو كنت شرحت له كان سيعرف أي منزل كنت في المدرسة يا "نفتالين".

ضحكت صديقتها بصوت مرتفع واهتز جسدها:

-وأنا شاكرة أنه لا يعرف إلى الآن، هيا أيها الصغير معي ألا تعرف من أنا.

_لا!

- أنا المديرة هنا، وأنا من قمت على تعيين والدتك، فهي صديقتي الصدوقة وكاتمة أسراري.

ونظرت إلى شخص نحيل في نحو 18 من عمره، ينظر ويبتسم في خجل، بسبب ذلك التقوس والتشوه في ظهره.

-هيا يا "توم" أريد منك إحضار بعض الشطائر وعصير الزنجبيل، إلى صغيرنا "سيفيروس" لأننا سنحتفل به.

قادت "نفتالين"، الصغير "سيفيروس" عبر ممر ضيق، وهي تحمل في يدها مصباحاً إلى حجرة صغيرة، وعندما دخلت، قامت بفرقعة أصابعها لتشتعل نار المدفأة.

-اجلس يا "سيفيروس".

قالتها وهي تحرك أريكة في اتجاهه بعصاها السحرية.

فجلس "سيفيروس" على الفور، وهو منبهر بما رأى.

وبعدها دخلت "إيلين".
-لماذا قلت لـ "توم" إننا اليوم سنحتفل ب "سيفيروس".

رفعت نفتالين يديها، وأمسكت بكف صديقتها:

-كنت تتحدثين إلى منذ عدة أيام عن حدث تترقبين حدوثه، وها قد حدث ما تنتظرينه فلتنظري إلى.

وقامت "نفتالين" التي كانت قد جلست بجانب "سيفيروس" على الأريكة، وخطت خطوتين إلى تلك النافذة، وقامت بفتحها.

وهنا صعقت "إيلين" عندما شاهدت بومة كبيرة تطير عبر النافذة واضعة في فمها خطاباً، نفس الخطاب التي كانت تنتظره، وألقت الخطاب بين يدي "سيفيروس" وغادرت.

إلا أن "نفتالين" كانت تقف بالقرب من النافذة، وأعطتها قطعة من البسكويت فوضعتها البومة في فمها، ونظرت إليها، وكأنها تشكرها، وطارت مرة أخرى، وأغلقت "نفتالين" النافذة ورائها.

-حبيبي أنه خطاب الالتحاق افتحه، افتحه أنت، واقرأ ما به بصوت مرتفع، فأنا أنتظر مثل هذا اليوم منذ سنوات.

- حسنا يا أمي.

نظر إليه "سيفيروس" جيدا فوجده خطاب لونه مائل للون البني، وفي الجهة التي يفتح منها الخطاب هناك ختم بالشمع الأحمر رسم عليه، وكأنها قلعة.

فنظر إلى والدته التي أومأت برأسها نعم.

فقام "سيفيروس" بفتح الغلاف، واخرج تلك الورقة التي في الداخل، وأمسكها بيده التي كانت ترتعش قليلا، مما جعل والدته تجلس بجانبه حتى تبث إليه روح الاطمئنان.

-إلى السيد "سيفيروس" يسر مدرسة "هوجوورتس"، المدرسة العظمى في العالم السحري، بفتح أبوابها ومنحكم فرصة ذهبية للانضمام إليها، الانضمام إلى عالم السحر الذي طالما تمنيتموه، فلتستعد.

هتف سيفيروس بفرحة:
-أمي أخيرا.

وأكمل قراءة الخطاب:

-احزم حقائبك، وجهز اغراضك، مرفق بالخطاب الكتب المدرسية والأدوات التي ستقوم بشرائها، وننتظرك بعد يومين.


-أليس هذا جميل يا ولدي، ما كنت أخطط له حدث.

دخل "توم" إلى الحجرة واضعا شطائر كثيرة، وعصير الزنجبيل أمام "سيفيروس".

الذي كان جائعا لكنه لم يتعود أن يضع يده على أي طعام إلا بعد أن يستأذن، مثلما عودة والده أو بالأصح، هذه هي المرة الأولى التي يتم وضع الطعام أمامه بهذه الكمية.

ولا يوجد أحد يقوم على ضربه على يده، حتى لا يضعها على تلك الشطائر.

-سأترككم الآن سويا يا "إيلين" لدي أعمال سأقوم بها، أنت اليوم أجازه تتواجدين هنا لكنك ضيفة اليوم وغدا، حتى يحين ذلك الوقت الذي ستأخذين فيه "سيفيروس" إلى محطة القطار.


ووجهت نظرها نحو "سيفيروس" وقالت :
-ولا تنسى يا صغيري الرصيف رقم 9 وثلاثة أرباع.

ابتسمت لها إيلين، وهي تجلس بجانب "سيفيروس".

-أشكرك كثيرا يا "نفتالين" أنت لا تعلمين أنني بالفعل، أردت ذلك منذ قليل لأننا سنذهب معا إلى حارة "دايجون"، لشراء المستلزمات التي طلبتها المدرسة.


-حسنا سأتركك الآن بمفردكم، لو أردت شيئا فلتقومي بالمناداة على "توم"، وسيحضر لك ما تحتاجين إليه لا تنسي أن تخبري "سيفيروس".


انتبه لاسمه فقال:
-تخبرني بماذا؟

فضحكت نفتالين.

-تخبرك بكل ما ستشاهده هناك في المدرسة، حتى لا يفعل مثل ما فعلته أنا مثل ذلك الشيء الذي جعلنا أضحوكة في بداية التحاقي إلى "هوجوورتس".

قامت "إيلين" من مكانها، واحتضنت صديقتها :

-كيف تقولين ذلك، وأنت أخلص صديقه، وقد وجدتك أطيب قلب، أما ما حدث في المدرسة فقد حدث لبعض الطلاب، وفي بداية التحاقي أنا أيضا.

تنهدت وأكملت ما تقوله:

-إلا أنني نظرا إلى التفوق في التعاويذ السحرية، كانوا يخافون مني لقد كنت أعاقب من يقوم على الاستهزاء بي نظرا إلى فقر أبوي، لذلك جمعت الأموال حتى أحضر ما طلبته المدرسة، حتى لا ينظر أحد إلى ولدي نظرات استهزاء.

سألتها نفتالين:
- هل معك "جاليونز" ذهبية تكفي؟

-نعم معي، ومعي بعض "السيكرز" الفضية.

- حسنا لو أردت شيئا لا تترددي في أن تطلبيه مني، كما قلت لك.

وخرجت "نفتالين"، وأقفلت الباب ورائها، والتفت إلى "سيفيروس" فوجدته يأكل بصمت، وهو ينظر كعادته إلى الأرض، فاقتربت منه، وجلست بجانبه واضعة يدها على كتفه، وقد ضمته إلى صدرها.

فترك ما في يده من طعام، ونظر إليها.

- أمي هل ستكون لي عصا سحرية؟

-يا صغيري أول الأشياء التي سأقوم على شرائها لك، هي العصا السحرية تقاس قوتها يا أمي بكمية المبلغ الذي تدفعينه فيها.

-ماذا تقصد؟

-أقصد هل القوة التي تخرج من عصا تم شراؤها بخمس عملات، هي نفس القوة التي تخرج من عصا قيمته 10 عملات ذهبية؟

-نحن لا نقوم على شراء العصا السحرية هكذا، العصي السحرية يا صغيري هي من تقوم باختيار مالكها، وليس نحن.

- كيف ذلك؟

أظهرت عصاها من تحت ملابسها:
-أن العصا هي التي تقوم باختيار صاحبها، وليس العكس فإذا كنت ساحرا ستتمكن من ممارسة السحر من خلال العصا، لكن يجب أن يكون هناك تناغم وانسجام فيما بينك وبينها.

وهي من تكتشف ذلك التناغم حينما تقوم بلمسها في بداية شرائها.
- فهمت لكن، هل تتشابه جميع العصا بعضها ببعض؟

-بالتأكيد لا، بداية هناك سحرا لا يكون باستخدام عصا إلا أنه يتطلب كثيرا من التركيز منا ومستوى أعلى من المهارة والقوة، أي يجب أن تكون لديك الموهبة.


-مثل جدتي؟

هزت رأسها بنعم:

-أيضا وكما يقول دائما صاحب متجر العصي "اوليفاندر" فإن مرونة العصا، هي ما تدل على درجة القدرة على التكيف والرغبة أيضا في التغيير التي تمتلكها العصا.


أخذت تلوح بعصاها في الهواء

- والمالك فيما بينهم بمعنى، هل تتكيف تلك العصا التي ستكون ملكك، وتختارك مع التعاويذ التي تقولها بسرعة أفهمت.

-قليلا يا أمي.


-عندما سآخذك إلى المتجر في الصباح ستجد أن العصي متواجدة في أطوال مختلفة أطول عصا تكون 18 سم، لكنها تنتمي إلى عائلة عريقة من عائلات السحرة ذوي الدم الخالص النقي والعصا ترتبط بصاحبها.


-مثل عصاك يا أمي؟

-صحيح، ويجب أن تضع تلك المقولة نصب عينيك أن طول العصا لا يرتبط بحجم الساحر قوة، فهمت ذلك لكن بعض الشخصيات الكبيرة والعائلات العريقة ينجذبون إلى نمط أكبر وأكثر درامية لأن العصي المثقولة تفضل السحرة الأكثر رقي وأناقة.

-هل أمتلك عصا كان يمتلكها شخص آخر قبلي.

-لا سنجعلك تجرب عددا من العصي البكر في متجر "اوليفاندر"، حتى تجد في نهاية المطاف العصا التي ستكون لها الولاء لك، التي ستخترق أنت التي ستفوز بها أنت، وستكون سيدها وملكها الأصلي.


-وإن لم تعجبني يا أمي هل أبدلها بعد ذلك؟

انزعجت بسبب سؤاله وإجابته بسرعة:

لا إنما تظل معك طوال حياتك ستكون مرتبطة بك عاطفي ومخلصة لك ثم إن جوهر العصا مادة سحرية توضع على طول الخشب، لذلك يكون لها تفكير وعاطفة.

-هل هناك أنواع مختلفة؟

-هناك عصا تكون من شعر "وحيد القرن"، أو "قلب التنين" أو "ريش الفينيق"، ويقال إن العصي المصنوعة من "شعر وحيد القرن"، هي عصا من النور لا تستعمل في الأعمال السيئة أبدا أما المصنوعة من "قلب التنين".

-قلب التنين يالها من عصا.

-نعم هي الأسهل أما العصا التي تكون من ريشة الفينيق فهي نادرة الوجود، ولا يملكها أحد.

- نعم يا أمي فهمت من ذلك أن نوع الخشب المستخدم في العصا السحرية، تمتلك شخصية خاصة بها تتشابه مع الشخص الذي سيمتلكها، أليس كذلك؟

-نعم صحيح أتعلم أن "نفتالين" تلاءمت معها تلك العصا التي صنعت من خشب التفاح.


اعتقد يا أمي لأن نفتالين لطيفه.

أومأت بنعم:
-وهناك أصدقاء لي كانوا يستخدمون عصا الشوك الأسود، يقولون إن أصحاب عصا السرو هم الأكثر عرضة للموت البطولي، وهناك من يملكون عصا من خشب
الطقسوس.


واقتربت منه وقالت:
- وأنا لا أريد أو أتمنى لك أن تمتلك مثلها لأنهم يقولون إن السحرة التي يعشقون الفنون المظلمة هم من يمتلكونها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي