الفصل 8 هاجريد يسلم نفتالين الخطاب

الفصل 8: هاجريد يسلم "نفتالين" الخطاب.

خرج الجميع من محل مدام "مالكين".
كانت "نفتالين" ما زالت ممسكة بيد "هيلين"، وكأنها تعرفها منذ سنوات، وكانت ضحكاتها مرتفعة.
مما جذب بعض الأنظار

ولا سيما ذلك الرجل الضخم ذو الشعر الطويل الأشعث واللحية الكثيفة الشعر، لم يظهر سوى عينيه التي كانت تنظر إلى "نفتالين" وهي تلمع.

- مازلت كما أنت أيتها البدينة الصغيرة المحببة إلى قلبي، عندما تضحكين يهتز كامل جسدك يا صغيرتي.

نظرت "نفتالين" في اتجاه من يتحدث إليها، وارتسمت على وجهها علامات الدهشة.
- أيها الحبيب هاجرد لقد عرفتك فورا، وهل هناك أحد آخر في هيئتك.

ضحك بصوت عالي حتى أن جميع المارة قد نظروا إليه باستياء، واقترب منها، وقام على احتضانها.

- لم أقابلك منذ زمن أيتها الصغيرة.

ضحكت وقد احمرت وجنتاها
-أنت فقط من يقول صغيرة.

كانت إيلين تقف بالقرب منهما، وهي تبتسم فرح بلقائه مرة أخرى أما "هيلين"، "ليلى" و"سيفيروس"، قد ارتسم على وجوههم علامات الدهشة.


وتراجعت "هيلين" خطوة إلى الوراء
شعرت "نفتالين" أن "هيلين" قد ارتعبت من هيئة "هاجريد".

-اقتربي يا "هيلين" أقدم لك السيد هاجريد انه حارس مدرسة "هوجوورتس" حامل مفاتيحها.

رفعت "هيلين" نظرها إلى ذلك الوجه الأشعث المخيف، وقد رأت ابتسامة طفولية في عينيه السوداوين.

فتحدث معها ذلك العملاق قائلا
- تشرفت بمعرفتك أيتها السيدة، وأنتم أيها الصغيران أما أنت أيتها العزيزة إيلين فلتقتربي مني لكي احتضنك.

فاقتربت منه إيلين فقام علي احتضانها هي الأخرى.
- فلنجلس هنا في ذلك المقهى لقد اشتقت لحديثي معكم.
وأشار هاجرد بيده إلى مقهى صغيرة في مواجهة محل مدام مالكين.

-فلتذهبا أنتم أما نحن ورائنا يوم طويل من التبضع لطلبات المدرسة.

ضحك هاجريد كالطفل، وهو ممسك بيد "نفتالين".
-إذن هناك فرصة للاحتفال هيا سأحضر لكما المثلجات الشهية.

نظر "سيفيروس" نظرات تمنٍ ورجاء إلى إيلين.
-حسنا يا هاجريد اعتقد أن الطفلين يطوقون إلى ذلك.

فرفعت "هيلين" يدها لأعلى
-وأنا أيضا أريد المثلجات

-إذن هيا بنا للمقهى، ولتطلب ما شئتم، لقد دفع لي أمس اجري من المدرسة، وأنتم تعلمون لا أنفق الكثير.


وساروا جميعا في اتجاه المقهى.
دارت الأعين يا له من مقهى غريب إن الأطباق تطير بمفردها ببطء في الهواء لتوضع أمام الزبائن.


نطقت ليلي مندهشة
-واو انه منظر خيالي عجيب، أمي عندما أتعلم السحر لن أجعلك تجلين الأطباق بل سأمرها أن تنظف نفسها بنفسها.


فصفقت "هيلين" وهي تقترب من المنضدة التي جلس لديها هاجريد جاذبا عدة مقاعد تجاهها.


-هيا فلتجلسوا إن المنظر رائع من هنا تشاهدون الشارع كله بجميع محلاته.

شردت "هيلين" عندما جلست
-لا أعلم هل أحلم حلماً طويلاً أم لا، إن ما أشاهده هو الخيال.

-وما زلنا في البداية يا أمي، انا متشوقة للذهاب لمدرسة هوجورتس.

ونظرت إلى "سيفيروس" الهادئ، وهو جالس بالمقعد المجاور لمقعدها، ويتابع كل حركة تقوم بها، وأكملت:
-وما أسعدني أكثر وجود صديقي الوحيد معي.


أطلق هاجريد تنهيدة مفاجأة بصوته المرتفع، مما جعلتهم يصيحون من المفاجأة.

-إيلين وأنت يا "نفتالين" ألا يذكركم مشاهدة الطفلين شئ.

فنظرت إيلين و"نفتالين" للطفلين، وصمتوا فأكمل هو حديثه:

-مرت علي، وأنا أعمل في المدرسة مئات قصص الحب الطفولية تلك.

ثم صمت ناظرا متفحصا للطفلين
-بعض تلك القصص فشلت والأخرى هدمها الآباء.

وكأنه جعل كلا من "نفتالين" وايلين يتذكران.
فكل منهما لديها قصة بائت بالفشل.

امسك هاجريد بيد إيلين وقال:
-كانت هناك قصة من أعظم القصص لكن رفض الأهل لتكبرهم وغرورهم جعل هذه القصة تفشل.

فتنهدت إيلين وأطلقت دمعه من عينها وارتها سريعا.

-وأنت أيتها العزيزة كانت قصتك الأغرب، وتداخلت فيها وزارة السحر.


فصاحت "هيلين" بصوت خافت

-آ للسحر وزارة كيف ذلك، وهل هما مثلنا، اقصد العامة كما تقولون؟

أومأت إيلين برأسها بنعم

أما "هيلين" فأخذت تتذكر ما حدث معها.

ولم يعطها هاجرد فرصة للتذكر بل سارع بالحديث.

-للقلب شؤون عندما تحب ساحرة قنطور بل تعشقه ويعشقها.

وصمت والعيون تترقب تكملة حديثه إلا إيلين و"نفتالين".
-وهاموا سويا لأشهر في الغابة المسحورة موطن القنطور. وكانت هناك إشاعات أنك تحملين طفله.

فبكت "نفتالين" بصوت مرتفع
-كنت أحمله بالفعل، وكنت أنهيت دراستي، وهربت معه إلى مخيمهم في الغابة المسحورة

ربت هاجريد على يدها يطمنها أن ذلك قد مضى.

-وجدت جيشاً من السحرة يقيدوننا، وأخذوه إلى أزكابان.
ظلما وسجنوه بتهمة خطفي

فرمقت إيلين هاجرد بنظرة لأئمة لتذكير صديقتها بالماضي الأليم.

- وعندما توسلت إليهم أطلقوه عندما وافقت على إجهاض الجنين، لم أشعر إلا بعد أن أفقت وقالو لي ولدته ميتا.

فتحدثت إيلين
-مرت السنوات، وأصبح ذلك من الماضي.

ورفعت رأسها ونظرت
-لقد أتت إطباقنا مليئة بأشهى مثلجات هيا يا "نفتالين" فلتختاري المحبب إليك منهم.

ثم التفتت إيلين، ونظرت إلى هاجريد بحزم شديد وقالت له.
- لا تتحدث عنه أكثر من ذلك لقد تم قفل ذلك الموضوع منذ زمن طويل، ونحن الآن لا نعلم مكان القنطور "ريلز". ولا ندري ماذا حدث له

امسك الجميع بأطباقهم إلا إلين التي كانت تنظر إليه نظرات ملؤها الغضب فرد عليها كعادته في لامبالاة:

- أن القنطور ليرز بخير يأتي إلى مرة أو مرتين كل أسبوع يبكي حبه إلى نفتلين حتى أنه ما زال يكتب لها بعض الخطابات ويحضرها إليه.


ألقت نفتلين الملعقة التي كانت تأكل بها وقالت له.
- خطابات أي خطابات أنا لم تصلني أي خطابات منه منذ زمن طويل، ولم أحب أحدا أو أتزوجه منذ أن كنت معه.

كانت "هيلين" تجلس متعجبة ما معنى قنطور أتسالهم أم تسكت لكن نظراتها لفتت انتباه "نفتالين":
- ماذا هناك يا "هيلين" لماذا تنظرين مثل هذا، وكأنك أصبحت من البلهاء فلتغلقي فمك يا امرأة.

فانتبهت "هيلين" وأغلقت فمها
- اسفه لكن ما معنى قنطور ولماذا يجبرك أحد عن الابتعاد عنه هل هو من مدينة أخرى أو بلد مختلفا عنا.

للمرة الثانية أو الثالثة يضحك هاجريد بصوت مرتفع، ويدق بيده على تلك المنضدة الخشبية بصوت عالي مما جعل الجميع ينظرون إليه في استياء شديد.

- قنطور هذا معناه نصفه إنسان والنصف الآخر فرس.

وكانه "هيلين" قد ربط لسانها لم تعرف كيف تستخرج الكلمات على نحو صحيح.
- نصف فرس ما معنى ذلك.

وكان الكلمات قد أوجعت حبيبه "ريلز".

- معناه أنه مخلوق سحري عقل إنسان ونصفه العلوي إنسان والنصف السفلي منه فرس نعم هو يمشي على أربعة لكنني لم أشاهد في حياتي شخص مخلص مثله

أنزلت "هيلين" عينها عن أعين "نفتالين" التي كانت تبكي.
- اسفه لم أعرف ذلك حتى أنني لم أكن اعرف أن هناك مخلوقات سحرية.

ربتت "نفتالين" على يدها كي تقوم على طمأنتها.

-لا تقلقي انا لست غاضبة منك فأنت ما زلت في بداية التعرف على حياتنا.

لكنها دارت برأسها، ونظرت إلى هاجريد الذي شعر أنها ستتحدث معه بغضب شديد.

-هل ما زال يكتب لي الخطابات، وأنت لم تَأْتِي إلى في الفندق وتعطيها لي.

نظره هاجريد إلى "نفتالين" نظرة طفل قد بال على نفسه، وفي انتظار عقاب والدته.
- لم أستطع بعد رجاء أم أن والدته تأتي إلي دائما، وتقولي لي انه تم تهديده بالقتل لا يجوز أن أرسل إليك الخطابات حتى لا تذهب إليهم مرة أخرى خوفا على ولدها.

تذكرت وقتها "نفتالين" تلك القنطورة الشجاعة التي وقفت بجانبها كما لم يقف أحد من قبل.
-لو قالت لك ذلك والدته تويته فأنا أوافقها الرأي أنا أعلم كم تحبني، وتخشى علي، واعلم إنني ما زلت مراقبة من وزارة السحرة، ومن عائلتي.

وكان هاجرد أرادت تطيب خاطرها فوضع يده في ذلك المعطف الطويل الذي يرتديه، واخرج ورقة وقال"
- لقد وعدت تويته أن لا أعطيك الخطاب لكني سأجعل إيلين تقرانه لك، ولو أردت ذلك في تلك الخطابات التي قبله لا أحضرتها لايلين تقرانها لك ثم تعطيها إلى أخاف عليكما أن تتأذى أنت أو هو.

ونظر إلى إيلين التي كانت متوترة تخشى على صديقتها من أحياء حب قديم قد تكالب الجميع على موته

- تعلمين انه قال انه عادة يجلس ينظر إلى السماء من بين الأشجار، ويتذكرك ويتذكر تلك الليالي التي كنتما فيها معا، ويكتب تلك الرسائل بجانب الصخرة التي نقش عليها أسماءكم.

ومد هجرد يده بالخطاب، وأعطاه إلى إيلين التي انتظرت عدة ثوانٍ قبل أن ترفع يدها وتتسلّمه منه.

أمسكته إيلين بيدها، وأخذت تنظر إليه، وهي تقلبه وأخيرا فتحت الظرف الخارجي، وأخرجت تلك الورقة الداخلية وما أن أخرجته حتى وقعت منها زهرة صغيرة بيضاء مثل تلك الزهور التي تملأ بها "نفتالين" غرفتها.
حاولت "نفتالين" أن تمد يدها لتلمس الخطاب إلا أن أي.
- أنا لك خشيا من مراقبة أحد من الخارج، ونحن نجلس بجانب الزجاج لو أخذته بين يديك سيتأذى هجرد و"ريلز".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي