٢ سأختطفه لأتزوجّه

تنهّدتْ "إيزابيل" تهزّ رأسها بسخريةٍ بينما تسير في طريقها لصفّها لأخذ كتبها ووضعها بخزانتها المدرسية، تتذكّر كيف تغيّرتْ علاقتها به متمتمةً في نفسها:

«عندما بدأتُ أنا و"چيرمايا" الدراسة في الصفّ الثامن، تغيّر كل شيءٍ، بدأتُ أنا، الفتاة الصغيرة، أصبح مراهقةً جميلةً شيئًا فشيئًا، وبدأ الفتى الصغير يصبح مراهقًا يرغب بالفتيات شيئًا فشيئًا، إلّا أنّه لمْ يكُن يمنحني حريّتي في المواعدة مثلما كان يفعل مع العديد من الفتيات اللاتي يُبدّلهنّ يوميًا كالجوارب.»

كانت تشعر أنّ شيئًا غريبًا أصبح يدور بينهما، خاصةً في أحد حصصهم بالصف الثامن حيث كانا معًا بنفس الصفّ، وكان "چيرمايا" يجلس في المقعد المجاور لمقعد "إيزابيل"، عاقدًا ما بين حاجبيه بضيقٍ لا يعرف سببه، عندما رآها تنظر لفتى آخر معهما في الصفّ، وسمعها تتحدّث مع صديقتها "تايلور" التي قالت لها:

«توقّفي عن النظر له، فقط أخبريه أنكِ معجبةٌ به ولتخرجا معًا في موعدٍ.»

إيزابيل بتفاجؤٍ:

«اخرسي، سيكون هذا محرِجًا جدًا. ماذا إن رفض؟»

«وإذًا؟ إنّه يستحق المحاولة في كل الأحوال.»

فكّرت "إيزابيل" لبعض الوقت قبل أن تجيبها:

«أنتِ محقة، سأذهب لأخذ مؤخرة "ماكس" اللطيفة معي للحفلة.»

انفجرت "تايلور" ضحكًا، لتشاركها "إيزابيل" قائلةً:

«ماذا؟ إنّه يمتلك مؤخرةً لطيفةً.»

انتهت الحصص الدراسية لهذا اليوم، وخرجت "إيزابيل" لمقابلة "ماكس"، أحد فتيان فريق كرة السلة بالمدرسة، وسيم، طويل، جسده متناسق، وعيناه جذّابتان، كان ملفتًا للأنظار وقد ترغب أي فتاةٍ في مواعدته حقًا، وهذا ما فعلتْه "إيزابيل" حينما رفعتْ يدها تحييه ببعض الخجل:

«مرحبًا "ماكس".»

«مرحبًا "بيلي"»

أجابها بابتسامةٍ لطيفةٍ، ولكن قاطعهما ظهور "چيرمايا" المفاجئ يقف بينهما ملوحًّا بابتسامةٍ مستفزّة:

«مرحبًا "بيلي" ومرحبًا "ماكس" أيضًا.»

نظرت له "إيزابيل" بضيقٍ، ثم خاطبت "ماكس" تسأله:

«هل يمكنني التحدّث معك على انفرادٍ؟»

«أوه، هل ستخبرينه أخيرًا كم أنّ مؤخرته لطيفة؟»

قاطعها "چيرمايا" مجددًا بابتسامةٍ واسعةٍ، فشهقت بخجلٍ كبيرٍ وقد تلوَّن وجهها بالأحمر تنظر للآخر بتوترٍ، ومع توسّع عينيّ "ماكس" بتفاجؤٍ، هتفت متسائلةً:

«ما الذي تقوله "چير"؟»

رد "چيرمايا" مُدّعيًا البراءة:

«آو، لقد سمعتكِ تتحدثين مع "تايلور" في الصفّ سابقًا وتخبرينها كمْ أنّ مؤخرة "ماكس" لطيفة وترغبين في دعوته لحضور حفل الشتاء الراقص معكِ.»

لعنتْه "إيزابيل" تحت أنفاسها، عيناها ترمقانه بالموت، بينما تحمحم "ماكس" بحرجٍ من هذا الموقف الغريب وتدخُّل "چيرمايا" الأغرب قائلًا:

«أوه، أنا آسفٌ "بيلي"، ولكنّ "كاساندرا" سبق ودعتني لحضور الحفل الراقص معها.»

«لا بأس، فرصةٌ أخرى.»

أجابته بإحراجٍ، فلوّح لها مودّعًا، ورحل سريعًا يركض من هذا الموقف الغريب، تاركًا "چيرمايا" معها يبتسم لها بتوسُّعٍ استفزَّها حقًا، ثمّ غمزها قائلًا:

«يمكنكِ دعوة مؤخرتي اللطيفة لحضور حفل الشتاء الراقص معكِ. لن أمانع "چيلي بيلي".»

«في أعمق أحلامك الوردية.»

زجرتْه بحدةٍ تبص تلك الكلمات بوجهه، ثم تركتْه ورحلتْ، وفي عقلها تقتله بأبشع الطرق.

وما إن أفاقت "إيزابيل" من تلك الذكرى المحرجة بينما تجمع كتبها من مقعدها بالصفّ، حتى دخلتْ في ذكرى أخرى تصف إياها بعقلها:

«في اليوم التالي بالمدرسة بعد ذلك الموقف المُخجِل مع "ماكس"، قرّرتُ ردّ الموقف لذلك الأحمق "فيشر" بانتقامٍ أسوأ، فانتظرتُ حتى دخل جميع التلاميذ لصفوفهم مع رنين جرس الحصّة الثانية، واقتربتُ من خزانة "چيرمايا" في ممر المدرسة الطويل، كنتُ أعرف رقمها السريّ مُسبقًا؛ فالأحمق يضع تاريخ مولده رقمًا سريًا دون بذل جهدٍ في اختيار رقمٍ أقوى، لذلك فتحتُها وعبثتُ بها قليلًا، ثم أغلقتُها وركضتُ سريعًا لصفي.»

ابتسمتْ في نفسها تتذكّر ما فعلتْه ذلك اليوم محادثةً نفسها باطنيًا:

«حينها دخلتُ مختبر الكيمياء الذي أتشارك حصّته مع "چيرمايا"، ولسوء حظّي، كان هو شريكي المخبَريِّ. لذلك جلستُ على كرسييّ إلى جواره خلف طاولةٍ بيضاء تحمل العديد من الأدوات الكيميائية والمواد القويّة. لمْ أكلّف نفسي عناء إلقاء التحيّة عليه، لمْ يكن ليحلُم بذلك حتى، هه..»

كانت تسخر منه في نفسها، ولكنّها استغلتْ فرصة انشغال أستاذهم مع أحد زملائها في عمل تجربةٍ مِخبريةٍ معه، ثمّ أخرجت شريحة بيتزا من علبة غدائها في حقيبتها المدرسية، وبدأت بتناولها خِلسةً، بينما راقبها "چيرمايا" رافعًا حاجبه لدقيقةٍ، قبل أن يسألها:

«لمَ تأكلين الآن؟ ألمْ تتناولي غدائكِ بالكافتيريا؟»

«لا، كان لديّ حديثٌ مع مُعلِّمة اللغة الإسبانية واستغرق وقت فترة الغداء.»

«هل أعدّت والدتكِ هذه البيتزا لكِ؟ لقد اشتقتُ لتناولها من يدها حقًا، مرّ وقتٌ منذ آخر مرةٍ تناولنا العشاء معًا في منزلكِ.»

«وما شأنك بمَن أعدّها لي؟ ثم لن تتناول الطعام بمنزلي مجددًا. لن أسمح لك بتذوّق طعام والدتي مجددًا.»

«أنتِ بغيضة. لا يهم، لقد تناولتُ شطيرةً صنعتها لي والدتي.»

قلبتْ عينيها بضجرٍ تتجاهله، ثم أبعدتْ وجهها عنه تستدير للجهة الأخرى وابتسمتْ بخبثٍ. ولمْ تمضِ دقائق كثيرةٍ حتى بدأ وجه "چيرمايا" يتغيّر، تجعّد وجهه واحمرّ فجأةً، ثم ابتلع لُعابه ببطءٍ عدة مرات حيث بدأ يشعر باضطرابٍ قويّ في معدته.

ودون استئذان مُعلّمه، ركض خارج المختبر يمسك ببطنه ويقتحم دورة مياه الذكور. ومع ركضه بتلك الطريقة المضحكة، انفجر الصفّ ضحكًا، ومعهم "إيزابيل" التي تمتمتْ في نفسها بانتصارٍ:

«المرة القادمة التي ستفكّر بها بتعطيل مواعيدي لمضايقتي فقط، لن أكتفي بوضع مُليّن في غدائك يُصيبك بالإسهال، سأضع لك براز كلبٍ في شطيرتك.»

انتقمت "إيزابيل" في الصف الثامن، ولمْ ينسَ "چيرمايا" هذا الموقف أبدًا، ليعود للانتقام منها في الصف التاسع. وهذا ما ذكّرتها به ذاكرتها حيث وصفتْ ما حدث بنفسها بينما تضع كتبها في الخزانة بالفعل:

«كنّا معًا بالصفّ لحضور حصّة الرياضيات، وقد تركتنا المعلّمة وخرجت لتلبية نداء مدير المدرسة لأمرٍ طارئٍ، فاستغللتُ الفرصة وتثاءبتُ بقوةٍ أريح رأسي على طاولة مقعدي حيث كنتُ جالسةً إلى جوار "كاساندرا"، نفس الفتاة التي واعدت "ماكس" بدلًا مني في حفل العام الماضي. وبالفعل غططتُ في النوم، وهناك زوجٌ من العيون الخضراء الزمردية الناعسة بشكلٍ مُغرٍ يرمقانني بخبثٍ.»

نهض "چيرمايا" مُستغلًّا نومها العميق الذي يعرفه جيدًا، ثم أخرج مقصًا من حقيبته المدرسية وقام بقصّ ضفيرة شعرها البنيّ الغامق كلون القهوة من المنتصف وأشار لـ"كاساندرا" التي نظرت له بصدمةٍ بالصمت.

استيقظت "إيزابيل" بعدها على صراخ المعلّمة بها بعد عودتها للصفّ، لتتفاجأ بشعرها إلى جوارها على الطاولة، فصرختْ تركض لدورة مياه الإناث دون استئذان المعلّمة، وعلى إثره حصلت على حجزٍ كعقابٍ في المدرسة لساعتين إضافيتين بعد الدوام. وكانت هذه المرة الأولى لها بالحجز.

«مرّت سنةٌ أخرى على هذا الموقف، ساءت فيها علاقتنا أكثر حتى بدأنا نتجاهل بعضنا تمامًا حتى في اجتماعات عائلتينا المُعتادة في عطلة نهاية الأسبوع لتناول العشاء وقضاء بعض الوقت معًا، وكان هذا لأنّ "چيرمايا" قد بدأ في مواعدة فتاةٍ حديثةٍ بمدرسته.»

قلبتْ عينيها تغلق خزانتها متأفّفةً من تلك الذكرى، ولكنّها عادت لمحاصرة عقلها رغمًا عنها تخاطب نفسها:

«هذه الفتاة تُدعى "شيلا"، سمراء جميلةٌ ذات عينين عسليتين وقامةٍ قصيرةٍ وملامح لطيفةٍ. أراد "چيرمايا" قضاء الوقت معها منذ النظرة الأولى، لذلك بدآ بالخروج في مواعيد عديدةٍ، وكانت "شيلا" تظنه قد وضع مُسمًّى لعلاقتهما، ولكنّه لم يعتبرها حبيبته كما اعتبرها. حينها.. ابتعدت عن "چيرمايا فيشر" تمامًا، لمْ أكن أنظر له حتى عندما يمرّ جواري في المدرسة، وهذا جعله متضايقًا بشكلٍ غريبٍ، ولكنّه هو الآخر قرر تجاهلي.»

كان هذا التجاهل غريبًا لكليهما، لذلك جمعهما القدر مجددًا في اشتراكهما بصفّ الأدب في الصفّ العاشر بأول سنةٍ بمدرسة "تشيستربروك" الثانوية، وقد كانا شريكا مقعدٍ واحدٍ أيضًا.

وما إن جلست "إيزابيل" إلى جواره في المقعد، رمقها بنظرةٍ سريعةٍ، ثم تجاهلها وكأنّه لا يعرفها، وهذا أثار غيظها أكثر، حتى وجدت نفسها تناديه بخفوتٍ دون انتباه المُعلّمة:

«هاي "فيشر". بستت.. أنا أناديك.»

استمرت في مناداته، ولكنّه تجاهلها ببساطةٍ يشبّك ذراعيه على صدره رافعًا حاجبه بانزعاجٍ، وتصفيفة شعره الأشقر الجديدة والعصرية، كانت تمنحه مظهرًا أكثر وسامةً مع سترته الجلدية السوداء التي لمْ تفارقه منذ وصل للصفّ العاشر، فكتبت "إيزابيل" شيئًا له على ورقةٍ ووضعتها أمامه.

حينها زاره الفضول لفتح الورقة، وبالفعل فتحها يقرأها لتمسك به المُعلّمة الشقراء على الفور صارخةً:

«هل تتبادل الرسائل الطائرة في صفّي "فيشر"؟ أعطني هذه الرسالة، أنا متأكدةٌ أن ما بها وقد شغلك عن التركيز معي مهمٌ وسيفيد الصفّ بأكمله لقراءته.»

اضطرب وجهه ولكنّ المعلمة أخذت الرسالة منه، وبدأت بقراءتها بصوتٍ عالٍ سمعه جميع زملائه:

«أتمنى أن تستمع لنصيحة والديك وتذهب لطبيبٍ نفسيّ "چير"، هذا سيكون الأفضل لمصلحتك. وأرجوك توقّف عن محاولة جعلي أدخل للسرير معك، ولا تضع سروالك الداخليّ في خزانتي مجددًا.»

مع انتهاء المعلّمة من قراءة ما بالرسالة بصوتٍ عالٍ، انفجر الصفّ بأكمله ضحكًا بمَن فيهم تلك التي كتبت هذه الرسالة المُخجِلة، بينما أخفض "چيرمايا" وجهه عابسًا، وكانت هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها للإهانة لهذه الدرجة أمام الكثير من زملائه منذ أن أصبح فتى المدرسة الذهبيّ والذي ترغب به جميع الفتيات.

«حسنًا، أعلم أنّني تماديتُ قليلًا، حتى أنّني نظرتُ له باستياءٍ حينها، وبدأ ضميري يخبرني أنّني قد بالغت حقًا بانتقامي هذه المرة. ولكنّني قد بدأتُ حربًا كبيرةً مع "چيرمايا"، الذي صرخ بي أمام الكثير من زملائنا وسط ممرّ المدرسة الواسع يخبرني أن أتوقّف عن العبث معه وإلا سأندم.»

عبستْ "إيزابيل" من تلك الذكرى الحزينة التي لاحقتْها مكملةً:

«حينها شعرتُ بالرهبة منه كثيرًا؛ لمْ يكن "چير" الذي أعرفه، ذلك الفتى الذي لمْ يكن يترك يدي أبدًا ونحن معًا ليحميني في صِغرنا، وقررتُ بالفعل عدم العبث معه. ولكنه لمْ ينسَ ما فعلتُه به، وزادت رغبته السوداء للانتقام مني، خاصةً كونه قد خسر الخروج في موعدٍ مع أجمل فتاةٍ في المدرسة بسبب ما فعلتُه به آخر مرةٍ أمام الصف.»

انتظر "چيرمايا" خروج "إيزابيل" مع "تايلور" للتسوّق ظهيرة عطلة نهاية الأسبوع، وذهب لمنزلها ليجد والدتها كوريّة الأصل المدعوّة "لوريل" تشذِّب بعض النباتات في حديقة باحة منزلها الأمامية الصغيرة، فحيّاها:

«مرحبًا "لوريل"، لقد نسيت "بيلي" كتابها في الصف، سأتركه بغرفتها.»

كان يناديها "لوريل" فقط، وليس سيدتي، أو والدة "بيلي" حتى، وهذا ما كان معتادًا بينهم، حيث فضّلت الأمّين الصديقين المقرَّبتين منذ الطفولة أن لا يناديهما أحد الأبناء بسيدتي، وجدتا في هذا نوعًا من الأُلفة والتقرُّب العائلي.

«أجل عزيزي "چير"، إنها بالخارج مع "تاي" تتسوّقان، يمكنك وضعه بغرفتها بنفسك.»

أومأ لها ودخل المنزل الصغير ذي الطابقين، منزل لطيفٌ مناسب لهذه الأسرة الصغيرة من أبٍ وأمٍ وشابٍ وفتاةٍ، وصعد للطابق الثاني حيث غرفتها، ثم عبث بها ليجد حاسوبها المحمول مفتوحًا على سريرها.

نمت ابتسامةٌ مرعبةٌ على شفتيه واقترب منه، في نفس الوقت.. كانت "إيزابيل" تتسوّق مع "تايلور" لشراء بعض الثياب للمدرسة والخروج، ولكنّ "تايلور" كانت تعبث بهاتفها ريثما تقيس الأخرى قميصًا بأحد غرف القياس بالمتجر. حتى صرخت "تايلور" بصدمةٍ تهتف باسم "بيلي":

«تبًا "بيلي"، افتحي حسابكِ في (تويتر)، هناك شيءٌ غريبٌ به.»

أسرعت "إيزابيل" تفتح هاتفها بعدما خرجت من غرفة القياس، فشهقتْ حينما وجدتْ منشورات بحسابها نُشِرت للتو تحتوي على:

«دعوني أخبركم بسرّ يا رفاق، أنا.. أنا أحبّ تصفّح مواقع بيع سروايل الرجال الداخلية، وأحبّ رؤية صور الرجال بمركز الرياضة وعضلاتهم المفتولة. كما أنني أحب طعم طعام الكلاب الصناعيّ، أظنّه مليئًا بالبروتين لذلك أضع منه في الحليب بدلًا من رقائق الفطور صباحًا وأتناوله يوميًا. إنّه مفيد، جرّبوه.»

«يا إلهي، ما الذي يحدث؟ مَن كتب هذا؟»

صرخت وقد توجّهت أنظار مَن بالمتجر لها بصدمةٍ، ولكنّ صوت صراخها تحوّل لنحيبٍ حينما رأت منشورًا حديثًا آخر بحسابها محتواه:

«أعتقد أنّني لن أُخفي هذا الأمر عنكم كثيرًا، أريد إزاحته عن صدري بعدما كتمتُه طوال سنوات حياتي. أنا.. أنا واقعةٌ في حبّ "چيرمايا فيشر"، أعتقد أنني سأختطفه وأتزوجه قريبًا.»

حينها صرخت باسم "چيرمايا" وعيناها تطلقان شرارًا، وقد مرّ هذا الموقف بينهما بشجارٍ كبيرٍ، ولكنّه قد زادهما قُربًا بشكلٍ غريبٍ، حيث تركا تجاهل بعضهما، وعادا لمحاولة إزعاج بعضهما بكلّ الطرق.

وكان هذا يُسعد قلب "چيرمايا" بشكلٍ غريبٍ.

وبالعودة للوقت للحاضر، عندما أصبحا في السنة الأخيرة للثانوية، كانت "إيزابيل" قد بدأت تدريبها مع فريق المُشجّعات في ساحة ملعب كرة السلة المغلق.

أدت فتيات الفريق بعض حركات التشجيع والرقص المثالية، وبينهنّ "إيزابيل" تبتسم باتساعٍ كونها كانت تريد هذه الفرصة كثيرًا، وتهزّ جسدها بحماسٍ كبيرٍ.

بينما زوج العينين الخضراوين يراقبانها بفضولٍ، شاردًا بتدريبه مع فريق كرة السلة بمنتصف الملعب، حتى.. حتى صرخت "إيزابيل" فجأةً تتأوّه بألمٍ.

فقد أصابت كرة سلة شاردة رأسها وتسبّبت لها بألمٍ شديدٍ فجأةً.

توجّهت جميع الأنظار لها بترقُّبٍ وقلقٍ، إلى أن صرخت بأعلى صوتها حتى رنّ صداه في الأرجاء:

«چيــــرمــــايــــا!!»
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي