١١ السيد لمْ أفعلها أبدًا

اقترب والد "إيزابيل" من والد "چيرمايا" الجالس على رأس الطاولة يهمس في أذنه:

«هل تشعر بأنّ هناكٌ خطةٌ غريبةٌ تجري هنا؟»

«لا، أليس من عادة النساء أن يكُنُّ متحمسّات لشيءٍ دائمًا؟»

«نقطةٌ جيدةٌ. حسنًا، هل تريد الذهاب لرؤية الجديد بقناة الرياضة؟»

هزّ والد "چيرمايا" رأسه بالموافقة ثمّ التفت لزوجته قائلًا:

«أنا و"چون" سنذهب لمشاهدة بعض المباريات.»

«جيد، وأنا و"لوريل" سنقوم بلفّ وتجهيز بعض الهدايا لوضعها أسفل شجرة عيد الميلاد عندما أنتهي من صنع الشيكولاتة الساخنة للجميع.»

أجابته زوجته بابتسامةٍ لطيفةٍ، فتدخّلتْ "إيزابيل" تسأل والدتها بشكٍ:

«أومّا، ألا تريدين أن تأتي معي لمشاهدة أضواء السماء؟ لقد قلتِ للتو أنّ هذا الأمر رومانسيٌّ جدًا.»

«أوه، أعتقد أنّني سأفعل ذلك في وقتٍ لاحقٍ، صغيرتي. "سوزاناه" تحتاجني الآن لمساعدتها في لفّ الهدايا.»

ابتسمتْ لها والدتها بارتباكٍ، فقلبتْ "إيزابيل" عينيها ونهضتْ تدخل دورة المياه الوحيدة في هذا الكوخ، غسلتْ يديها ودخلتْ غرفةً صغيرةً في نهاية الكوخ مخصصةً لها منذ بدأوا في قضاء عطلات عيد الميلاد بهذا المكان وهي صغيرةٌ، حيث كان هذا الكوخ الذي يحتوي على خمس غرفٍ صغيرةٍ.

بدّلتْ ثيابها لسروالٍ من الچينز وكَنزةٍ ثقيلةٍ رماديةٍ ذات عنقٍ مغلقٍ، ثم ارتدتْ سترةً شتويةً طويلةً فوقها مع حذاء طويل العنق عالي الكعب قليلًا وخرجتْ من الكوخ تسير في الطريق المرصوف وسط الغابة خلفه، حتى صعدتْ على قمة تلةٍ صغيرةٍ تكشف السماء الواسعة وتلك الأضواء الزرقاء والخضراء التي تنير السماء كظاهرةٍ شتويةٍ لهذه المنطقة الفسيحة.

«لقد نسيتِ كوب الشيكولاتة الساخنة الخاصّ بكِ.»

تنهدتْ حينما ظهر "چيرمايا" خلفها يرتدي سروالًا چينز وكنزةً رماديةً ثقيلةً، أخذت الكوب منه ليسألها:

«هل تظنّين أنّ والدتينا كانتا تتصرّفان بنوعٍ من.. الغرابة؟»

«إه، أوليست الأمهات متحمّسات لشيءٍ ما دائمًا؟»

«نقطةٌ جيدةٌ.»

أجابها والتفتا معًا لمشاهدة الأضواء بهدوءٍ، لتنطق "إيزابيل" بشرودٍ:

«إنّها جميلةٌ جدًا.»

«أجل.. السماء مُخدِّرةٌ.»

«مُخدِّرةٌ؟»

نطقتْ "إيزابيل"، ثم التفت له تنفجر ضحكًا حتى كاد كوب الشيكولاتة يسقط من يدها، فرمقها الآخر بانزعاجٍ مشبكًا ذراعيه على صدره:

«ماذا؟»

«لقد قُلت مُخدِّرة.. هل أنت مروّج مُخدّرات لتقول مثل هذه التعبيرات؟»

«مَن تتحدّث الآن؟ الفتاة التي ترتدي منامة أطفالٍ؟»

توقّفتْ "إيزابيل" عن الضحك ترمقه مستشيطةً غضبًا، فقهقه يغمزها:

«احترسي، ربما تذيبين الجليد بسبب غليان دمائكِ لهذه الدرجة.»

عضتْ شفتها بغيظٍ، وانحنتْ تضع كوب الشيكولاتة الساخنة جانبًا، ثم صنعتْ كرةً سريعةً من الجليد وألقتْها في منتصف وجهه بغضبٍ ليصرخ بها بحدةٍ بسبب برودة الجو:

«ستدفعين ثمن هذا غاليًا "إيزابيل كونكلين".»

شعرتْ بالخوف منه حقًا، فركضتْ بسرعةٍ ليلحق بها، واستمرّا بالركض على الجليد حتى تعرقلتْ بسبب كعبها العالي وسقطتْ على وجهها، وما إن انقلبتْ على بطنها حتى وجدتْه يتعرقل بجسدها ويسقط فوقها يسجنها بجسده لتتأوّه بسبب ثقله:

«آو، أنت ثقيلٌ جدًا.»

«أنتِ لا تريدين بدء حربٍ معي "كونكلين"..»

اصطدمتْ أنفاسه بوجهها تنعش روحها، ولكنّها سيطرتْ على أفكارها ترفع حاجبها:

«لقد بدأتْ هذه الحرب بالفعل منذ ستّ سنوات "فيشر".»

«هل تسمّين ما كان بيننا حربًا؟ إنها مجرّد معارك غبيةٍ. وأنا كنتُ الفائز بها دائمًا.»

«بالطبع لا، لقد فزتُ بعدة معارك منها، فلتكُن عادلًا.»

رفع حاجبه يتأمّل عينيها من هذا القرب، ما زال يضغط على جسدها الصغير بجسده الضخم الذي ابتلعها تمامًا، ثم ابتسم بجانبيةٍ:

«أوه، لمْ يكُن فوزكِ بهذه المعارك عادلًا على الإطلاق.»

«إذًا.. هل ستنهض من فوقي في أي وقتٍ قريبٍ؟ ملابسي على وشك الغرق بالثلج.»

رفعتْ حاجبها تبتسم باستفزازٍ، فنهض من فوقها بالفعل يُفاجئها بالنهوض بعدما ظنّتْ أنّه سيستفزّها بالبقاء، ولكنها نهضتْ بدورها تنفض ثيابها لتسمعه يقول بتفاخرٍ:

«لديّ بعض التأثيرعليكِ.»

«لا تغترّ بنفسك، أيها المنحرف.»

ردّت بينما بدأتْ ترتجف من البرد بخفةٍ، فاقترب منها ببطءٍ يرفع ذقنها بإبهامه لينبض قلبها بعنفٍ.

«هل تشعرين بالبرد؟»

«بالطبع لا، لقد وجدتُ أنّ الارتجاف على تلّةٍ وسط الثلوج في درجة حرارة عشرين تحت الصفر أمرًا مُمتعًا ونوعًا جديدًا من الرياضة.»

سخرتْ هازةً رأسها تُبعد إبهامه عن ذقنها، فعضّ شفته السُفلى غيظًا يبتعد هاتفًا:

«حسنًا، فلترتجفي من البرد حتى تتحوَّلي لدُميةٍ راقصةٍ. تبًا، لقد كنتُ أفكّر في تدفئتكِ بعناقٍ لأنّني لا أرتدي سترةً أمنحها لكِ كرجلٍ نبيلٍ، ولكنّكِ لا تستحقين شيئًا.»

«وكأنّني كنتُ سأسمح لك بعناقي، أيُّها… البَتول.»

تلاعبتْ بحاجبيها تُلقي تلك الكلمة الأخيرة على مسامعه هامسةً بسرِّه الكبير.

سِرّ "چيرمايا فيشر" الفتى السيء واللعوب بالمدرسة، والذي لمْ يفقد عُذريته بعد رغم كلّ الشائعات.

«هذا أسخف شيءٍ سمعتُه في حياتي، ما الذي يجعلكِ تظنين أنّني ما زلتُ بتولًا؟»

ركض خلفها ما إن استفاق من صدمته يتمسَّك بياقة سترتها من الخلف يسحبها تجاهه حتى أصبحتْ تتلوّى كالدودة بين يديه تقهقه:

«قبل شهرين، حينما بدأتُ بتدريسك مادّة التاريخ في منزلك، عندما كُنّا في غرفتك وقد مرَّ بعض الوقت علينا، نهضتَ وذهبتَ لإحضار بعض المشروبات الرَطبة لنا من المطبخ، فنهضتُ خلفك لأذهب لدورة المياه، لكنّ تلك الموجودة في الطابق العلويّ حيث غرفتك كانت منشغلةً.. والدك كان داخلها، فنزلتُ للأسفل لدخول دورة المياه الأخرى..»

صمتت قليلًا تلتقط أنفاسها بسبب فرط الضحك حينما ترك ثيابها أخيرًا، فوقفتْ باعتدالٍ تنظر له وعلامات الضحك باديةٌ على وجهها لتردف:

«حسنًا، أعلم أنّ ما فعلتُه بالتنصُّت عليك كان خاطئًا جدًا؛ ولكنّ صوتك كان عاليًا وأنت بالمطبخ، تتحدّث مع والدتك التي كانت تريد إجبارك على زيارة طبيبٍ تناسليّ للاطمئنان على صحتك قبل أن تترك تـ.. تعلم! عندها كانتا تتخطّطان لجعلنا نتواعد و.. نقضي ليلةً معًا.»

اتسعتْ عيناه عاضًا وجنته من الداخل متذكِّرًا ذلك اليوم، بينما تحمحمتْ "إيزابيل" لتكمل:

«إحم، حينما كادت والدتك تُفقدِك أعصابك بتلك الأمور عن الاحتياطات الوقائية، صحتَ فيها بأن تتوقّف، و.. أخبرتَها أن لا تقلق بشأنك أو بشأني لأنّك.. لمْ تفعلها من قبل.»

انفجرتْ ضحكًا بعد جملتها الأخيرة حتى انحنتْ تمسك ببطنها تهتف بجنونٍ:

«يا إلهي، "چيرمايا فيشر" لمْ يفعلها من قبل.. آخ بطني ستنفجر من شدّة الضحك. ماذا عن.. ماذا عن كل علاقاتك السابقة بالفتيات وتسكُّعك الدائم معهنّ؟ ماذا كنت تفعل معهنّ بمفردكم إن لمْ تفعلها من قبل؟»

سقطتْ دمعةٌ من عينها من فرط الضحك، والآخر أمامها كبركانٍ على وشك الثوران وإحراقها. كان غاضبًا، متضايقًا من قولها لمثل تلك الأمور التي تهدُّد سُمعته بين الجميع، حتى ضغط على أسنانه يسألها بحدةٍ:

«ومَن قال أنّني لمْ أفعلها منذ ذلك اليوم الذي سمعتِني به بمطبخنا؟»

«أوه، هل فعلتَها حقًا؟»

تساءلتْ بجدّيةٍ تتوقّف عن الضحك أخيرًا بينما تسعل لترطيب حلقها، فرمقها "چيرمايا" بصمتٍ مطوَّلًا حتى ظنّتْ أنّه لن يُجيب، ولكنّه تنهّد قائلًا بصدقٍ ينفتح لها كما لمْ تتخيّل أبدًا:

«هل من السيّء رغم مواعدتي للكثير من الفتيات أن أرغب في أن تكون مرَّتي الأولى مميزةً مع الفتاة التي سأُعجَب بها حقًا؟»

«بالطبع لا "چير"، هذا.. هذا مثاليٌّ حقًا، ولكن.. أعني، في الحقيقة، لمْ أتوقَّع أن تكون هكذا أو تفكّر بهذه الطريقة.»

تمتمتْ بخفوتٍ، فرفع حاجبه بعدم فهمٍ:

«ولمَ ذلك؟»

«لأنّك مثيرٌ جدًا، وجميع الفتيات ترغب بك، لأنّك "چيرمايا فيشر" الوسيم والذكيّ والرياضيّ والأنيق والمُراعي رغم كونك ترغب بالظهور بصورة الفتى السيء، ولكنّك حنون ولطيفٌ جدًا.»

هذا ما رغبتْ حقًا أن تُجيبه به، ولكنّها اكتفتْ بهذه الإجابة في رأسها ونطقتْ بدلًا من ذلك بهدوءٍ:

«لأنّ الكثير من الفتيان في سنّك قد فقدوها وقاموا بذلك أكثر من مرّةٍ، خاصةً فتيان فريق كرة السلّة.»

«لا أفهم ما علاقة ذلك بما نتحدَّث عنه حتى. إنّها رغبات شخصيةٌ تعود لنا ولا يمكن لأحدٍ التدخُّل بها. ولكن.. كمْ كان عُمركِ عندما.. عندما فعلتِها؟»

لمْ يُصدّق نفسه حينما نطق بذلك السؤال لدرجة أنّه نطقه بصوتٍ يكاد يُسمَع؛ حتى تحدّث في نفسه:

«أعلم جيدًا مَن هي "چيلي بيلي"، إنّها صديقة طفولتي، أعلم جيدًا عن علاقاتها رغم أنّنا لمْ نعُد قريبين من بعضنا أبدًا في السنوات السابقة، ولكنّها كانت أمام عينيّ دائمًا وأحرص على معرفة أنّها بخيرٍ وأمانٍ. لا أعرف لماذا، ولكن.. ربما لأنّنا كُنّا صديقين مُقرَّبين يومًا. تبًا لي، لمْ يكن عليّ سؤالها بهذا حقًا.»

اصطبغ وجه "إيزابيل" بالأحمر وأخفضتْ عينيها أرضًا تفرك ذراعيها بيديها لدقيقةٍ متفاجئةً من سؤاله، فوجد الحلّ لإزالة توترها أن يتصرّف كالوقح ليكون هو بالموضع السيء بدلًا منها مبتسمًا باستفزازٍ:

«أوه لا، أنتِ حقًا لمْ تسخري مني للتو لاكتشافكِ أنّني ما زلتُ بتولًا، بينما أنتِ أيضًا عذراء!»

«أنا سأرحل.»

قلبتْ عينيها وهربتْ من نظراته تنزل التلّ بحرصٍ، بينما قهقه من خلفها لتبتسم هي بسخريةٍ منه متحدثةً في نفسها:

«أعلم جيدًا ما حاول فِعله للتوّ؛ لقد.. لقد تحدَّث بوقاحةٍ ليُزيل التوتر الذي سبَّبه لي بسؤاله. حقًا؟ إنّه يعلم أنّني ما زلتُ عذراء، لمْ يكُن لي حبيبًا يومًا، فكيف سأفقدها؟ هذا غباءٌ.. غباءٌ مُطلَقٌ كون قلبي ينبض له بهذه الطريقة رغم هذا الحديث الجرئ والوقح الذي دار بيننا للتو. يا إلهي! ما الذي كنتُ أفكّر فيه لأفتح مناقشةً كهذه معه؟ تبًا لي.»

بينما بقي "چيرمايا" في مكانه لبعض الثواني ينظر لها كيف هربتْ من عينيه ليبتسم بإعجابٍ واضحٍ متمتمًا:

«إنّها خلّابة.. كل ما بها مثيرٌ للإعجاب.»

كانا في طريقهما للعودة للكوخ بالفعل، حينها عادت "سوزانّاه" لداخل الكوخ بعدما لمحتْهما قادمين لتهتف بصوتٍ عالٍ كالإنذار:

«إنّهما في طريق العودة، فلنختبئ بسرعةٍ لنسمعهما.»

دخلتْ "إيزابيل" الكوخ تفرك ذراعيها من البرد، فلحق بها "چيرمايا" بسبب خطواته الواسعة وأغلق الباب خلفه يقترب منها، ولكنّها تحمحمتْ بخجلٍ:

«حـ-حسنًا، أعتقد أنّني سأخلُد للنوم الآن.. كان يومًا طويلًا ومُرهقًا. عمت مساءً.»

«عمتِ مساءً "چيلي بيلي"..»

ابتسمتْ بقلبٍ مُضطَربٍ، رمقا بعضهما بصمتٍ لثوانٍ وكأنّ لديهما الكثير ليقولانه لبعضهما، ولكنّهما رحلا تجاه غرفتيهما المتجاورتين تمامًا، حيث اعتاد "چيرمايا" أن يُشارك تلك الغرفة مع شقيقه الأكبر "كونراد" في السنوات السابقة.

ومع دخولهما الغرفتين، ارتفع جسد "سوزانّاه" و"لوريل" من خلف طاولة الطعام بزاوية الكوخ الخلفية حيث اختبأتا لتتجسّسا على ما سيقوله طفليهما، ولكنّ الإحباط كان واضحًا على ملامحهما لتقول "لوريل":

«لقد اعتقدتُ أنّ ذهابهما لرؤية تلك الأضواء معًا سيكون أمرًا رومانسيًا يُقرِّبهما من بعضهما أكثر. انظري، لقد ألقيا "عمت مساءً" الغبية وكأنّهما إنسانٌ آليّ.»

«كان يجدر عليّ وضع بعض المنشطات لهما بالشيكولاتة الساخنة.»

تمتمت "سوزانّاه" بيأسٍ، فرمقتْها الأخرى بصدمةٍ ترمش سريعًا، بينما كانت "إيزابيل" في غرفتها قد بدّلتْ ما ترتديه لتلك المنامة الحمراء ذات النقاط البيضاء والملتصقة ببعضها كبيچامة الأطفال، حينما سمعتْ طرقات على بابها، فأذِنتْ للطارق بالدخول، ليظهر "چيرمايا" بنفس ثيابه السابقة مبتسمًا:

«لقد كنتُ أريد التأكُّد أنّكِ ترتدين هذه المنامة الطفوليّة.»

«هل أتيت كل هذه المسافة إلى هنا لتسخر مني؟ حسنًا.. لقد فهمنا أنّ هذه المنامة لا تعجبك، ولكنّها مريحةٌ جدًا، لذلك تعلم أين تضع رأيك بي.»

علّقتْ رافعةً حاجبها، فقهقه عاليًا على إيحاءات حديثها، بينما عيناه تتأمّلان جسدها من الأعلى للأسفل كالليزر، حتى شعرتْ "إيزابيل" بالارتباك من نظراته لتضمّ ذراعيها لصدرها:

«هل انتهيت من التحديق بي؟ هذا مريبٌ ومخيفٌ بعض الشيء. توقّف عن النظر لي بتلك الطريقة.»

ولكنّه استمرّ في تأمُّلها بعينين لامعتين وكأنّه يرى نجمةً متألِّقةً حتى مال قلبها له، لتتمتم مبتلعةً لُعابها:

«حان الوقت لتذهب لغرفتك "فيشر"، لا بدّ أن سريرك مشتاقٌ لك منذ شتاء العام الماضي.»

رمقها بنظرةٍ غامضةٍ جعلتْ قلبها يتجاوز بضع خفقات ليخرج من الغرفة بالفعل مغلقًا الباب خلفه بينما عضّت شفتها تتمتم:

«هل من الطبيعيّ أن أشتاق له وقد رحل للتوّ؟»

بينما وقف "چيرمايا" خارج غرفتها لثوانٍ يتنهّد بثُقلٍ متمتمًا في نفسه:

«هل من الطبيعيّ أن أشتاق لها وقد رحلتُ للتوّ؟»
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي