٨ شروق الشمس مع شخصي المُفضّل

يمكنها وضع رأسها على فخذيه أو الراحة على كتفه؟ هل هذا العرض اللطيف نُطِق من فم "چيرمايا فيشر" حقًا؟

تفاجأتْ "إيزابيل" من كلماته، ولكنّها كبحتْ ظهور الصدمة بعينينها أو ملامحها، ثم نظرتْ له والخجل يأخذ طريقه لعينيها تتساءل:

«هل.. ألن أضايقك إن فعلتُ هذا؟»

«لا، أنا مَن عرضتُ عليكِ.»

ابتسم لها بلطفٍ يزيد شعورها بالغرابة من تغيُّره المفاجئ. فوضعتْ رأسها على فخذيه تمدّ ساقيها على مقعدها مرتاحةً قليلًا، ثم فركت عينيها بنعاسٍ:

«إنّك مريحٌ نوعًا ما، وسادةٌ جيدة.»

قهقهتْ بخفةٍ على نفسها، بينما لمعت عيناه يشعر باضطراب قلبه، ولكنّه تنهد يقول:

«إذًا، خذي قسطًا من الراحة، أيتها الأميرة.»

همس بالأخيرة، بينما نفّذتْ هي الأمر ونامت على فخذيه بالفعل لما يُقارب الساعة، بينما بقي هو يعبث في هاتفه طوال الطريق، حتى انتبه لها تتحدث أثناء نومها:

«امممم، أجل.. أنا أميرة، أميرة "چيرمايا" الوسيم.»

لمْ يسمع ما قالتْه بوضوحٍ ليسألها:

«هل تقولين شيئًا "بيلي"؟»

أصدرتْ صوت شخيرٍ كإجابةٍ على سؤاله، فاهتزّ جسده يكتم ضحكاته بصعوبةٍ.

نظر لها بشرودٍ، ولمْ يدرك نفسه سوى وأصابعه تملّس على جبينها بخفةْ، بينما يده الأخرى تتخلّل خصلات شعرها البنيّة الناعمة.

ولكنّه توقّف يتنهّد بأسى مأنِّبًا نفسه على ما يفعله الآن؛ وكأنّه يصبح شخصًا آخر بقربها، حريصًا على راحتها دائمًا.

حاول شغل نفسه بشتى الأمور حتى أنّه نام لبضع ساعات أيضًا طوال الرحلة، حتى وصلوا بالفعل وأيقظ "إيزابيل" يسألها:

«هل نمتِ جيدًا أيتها الأميرة النائمة؟»

فركتْ عينيها تتثاءب بخفةٍ:

«أجل، حصلتُ على قسطٍ جيدٍ من النوم أكسبني طاقةً أكبر للمباراة.»

«هل أديتُ دوري كوسادةٍ مريحةٍ جيدًا؟»

«ليس سيئًا.»

أجابتْ بغرورٍ، فقهقه ونزلا معًا من الحافلة. توجّه كلٌ منهما لغرفة تبديل الملابس في الملعب الكبير الذي ستُقام فيه هذه المباراة القوية على مستوى الولاية.

فوقفتْ "إيزابيل" مع "تايلور" تتجهّزان بزيّ التشجيع، حتى سألتْها "تايلور" بابتسامةٍ خبيثةٍ:

«هل نمتِ جيدًا في الحافلة؟»

«أجل، كانت رحلةً مريحةً. ولكن.. هل ارتحتِ أنتِ؟»

ؤفعتْ حاجبها بشكٍّ، فنظرتْ لها "تايلور" بعدم فهمٍ تسألها:

«ماذا تقصدين؟»

«أعني.. هل ارتحتِ في الجلوس إلى جوار "مايسون" وفِعل تلك الأمور المقزّزة التي يفعلها الأحبّاء؟»

ضيّقتْ عينيها بخبثٍ، بينما نظرت لها الأخرى بصدمةٍ تشهق بخفةٍ:

«كيف علمتِ هذا؟»

«"چيرمايا" أخبرني.»

«تبًا، لا أصدّق أنّ "مايسون" الغبي قد أخبره عن شيءٍ كهذا. ولكن.. متى تقابلتِ مع "چير".»

كان دور "تايلور" لترفع حاجبها الآن بشكٍ، فاضطربتْ نظرات "إيزابيل" تتحمحم:

«أوه، لقد.. أعني لقد جلس إلى جواري في الحافلة بعد مرور ساعةٍ تقريبًا على إنطلاقها؛ لأنّه.. لأنّه كان يكره الجلوس جوار "سايمون" بسبب رائحته السيئة. ثم.. أعني.. لقد نمتُ طوال الطريق، ولكنّنا تحدّثنا لبعض الوقت عن بعض الأمور قبل نزولنا من الحافلة.»

«آو، إذًا.. ترك "چيرمايا" الحافلة بأكملها وجاء للجلوس إلى جانبكِ؟ يا إلهي! هل هذا يعني أنّه يمكن لأربعتنا التسكُّع معًا منذ اليوم؟ أنا وحبيبي وأنتِ و"چير"؟»

هتفت "تايلور" بحماسٍ تجذب انتباه بعض زميلاتهما في الفريق، فاقتربتْ "إيزابيل" تكتم فمها هامسةً بحدةٍ:

«توقّفي، لا تختلقي الإشاعات. قد تسمعني إحدى فتيات "چيرمايا" وتنقل الأخبار للباقيات وأتعرّض للازدراء والمضايقات منهنّ. ثم.. "چيرمايا" لطيفٌ ومراعٍ منذ الصِغر، ولكنّه يمتلك جانبًا سيئًا أكثر يجعلني لا أرغب في صداقته. لذلك لا تتحمّسي كثيرًا.»

أزالت يدها عن فم "تايلور" التي تنهّدت بيأسٍ تقلب عينيها، ثمّ خرجتا للذهاب للغرف حيث سيقضي الجميع هذه الليلة قبل مباراة الغد. وما إن دخلت "إيزابيل" الغرفة ورأت فخامتها حتى صرخت تركض للسرير الملكيّ بمنتصفها:

«يا إلهي، إنّها غرفة أحلامي، النظر إليها فقط يمنحني الكثير من الراحة والسعادة. هذا السرير من الجنة.»

«أجل، لقد حرِصوا على منح مَن لمْ يكن له مكانٌ بالغرف مزدوجة السرير غرفًا أخرى أكثر راحةً وبسريرٍ واحدٍ كبيرٍ للتعويض. كنّا محظوظتين لنتشارك هذه الغرفة.»

«النوم على هذا السرير كالاستلقاء على السحاب.»

علّقت "إيزابيل" بينما تجرّب السرير، فقهقهتْ "تايلور" وذهبت لأخذ حمامٍ.
بينما مضى بقية اليوم سريعًا حتى جاء الليل وخلدت الفتاتين للنوم على السرير.

ولكن استيقظتْ "إيزابيل" باكرًا على صوت طرقات مزعجةٍ على باب الغرفة، فنهضتْ تتثاءب بقوةٍ مرتديةً ثياب نومها المكوّنة من سروالٍ أحمر قصيرٍ لمنتصف فخذيها وحمالة صدر فقط. فتحت الباب لتجد "چيرمايا" أمامها، فتنهدت بضيقٍ:

«ماذا؟ هل ستكون مَن يُفسد نومي الجميل في كلّ مرةٍ؟ لمَ أنت هنا "فيشر"؟»

«تعالي معي للخارج قليلًا، سأريكِ شيئًا.»

أجاب بهدوءٍ، فنظرتْ له بتفاجؤٍ، ولكنّ عينيه وقعتا على الظاهر من صدرها يدقّق النظر هناك بشرودٍ، فصاحتْ به تجذب انتباهه لعينيها:

«عيناي فوق أيها الأبله. إلى أين سنذهب؟ ما زلنا بالليل. أريد النوم قليلًا.»

«توقفي عن كونكِ كسولةً. ثمّ إنه الصباح بالفعل. هيّا بنا.»

تنهدت بيأسٍ وأومأت له، ثم توجّهت للداخل، فسألها:

«إلى أين؟»

«سأرتدي قميصًا، أنت لا تتوقّع خروجي بهذا الشكل.»

«لمَ؟ أنا أفضّل خروجكِ معي فقط بهذا الشكل.»

غمزها، فحاولتْ كبح خجلها تقلب عينيها بينما ترتدي قميصًا أبيض فوق ثياب نومها:

«في أحلامك السوداء أيها المنحرف.»

قهقه عاليًا، ولكنّها تقدّمت للخارج فتبعها يغلق الباب تاركين "تايلور" تشخّر على السرير، ثم صعدا لسطح المبنى ذي السبع طوابق بالمصعد، ووقفا هناك لتسأله:

«السطح؟ هذه فكرةٌ غريبةٌ جدًا بالنسبة لهذا الوقت المبكّر من اليوم.»

«فقط انظري للأمام وراقبي شروق الشمس. إنّه أجمل من هذا الموقع الصافي.»

التفتت "إيزابيل" للأمام بالفعل تراقب خروج الشمس من خلف الجبل العالي أمام المبنى، فاتسعت ابتسامتها تهمس:

«إنّه منظرٌ خلّاب.»

«لقد فكّرتُ فيما أخبرتِني به سابقًا عن شروق الشمس، وأردتُ تجربة الأمر بنفسي.. ولكن فضّلت أن يكون معكِ.»

راقبا تغيّر ألوان السماء البرّاق معًا، فسألتْه هي بعدما تحمحمتْ:

«وما رأيكِ؟»

«أنتِ محقّة، إنّه أجمل مظهرٍ قد يرغب إنسانٌ في بدء يومه به.»

نظر لوجهها جانبيًا وابتسم بعمقٍ دون أن تلاحظه.

هما بالأعلى يستمتعان بالشروق، وصديقيهما بالأسفل يكادان يفقدان الوعي بسبب قلقهما عليهما، حينما صاحت "تايلور" في حبيبها بعدما أحضرتْه لغرفتها باكرًا يركض بقلقٍ:

«لقد استيقظتُ قبل عشر دقائق ولمْ أجدها إلى جواري، إنّها لا تستيقظ باكرًا بعد الرحلات الطويلة. تنام لساعات.. ماذا؟ ماذا لو كانت مُختطَفة؟ ماذا إن كانت بمشكلةٍ كبيرةٍ؟»

«استيقظتُ ولمْ أجد "چيرمايا" أيضًا معي في الغرفة، لا بد أنهما معًا.»

اتسعت عيناها تصرخ بـ"مايسون" أكثر:

«كونها معه يعدّ سببًا أكبر لأتأكد أنّها في مشكلةٍ كبيرةٍ. من المستحيل أن تذهب "بيلي" معه بإرادتها في منتصف الليل "مايسون".»

«أنا متأكّدٌ أنّ "چيرمايا" لن يسمح بإيذائها. إنّها آمنةٌ معه.»

حاول "مايسون" الدفاع عن صديقه، ولكنّ "تايلور" كانت متوترةً بطريقةٍ مبالغٍ بها حتى فركتْ جبينها بحسرةٍ تنتحب:

«إنّها حتى لمْ تأخذ هاتفها معها. كيف ستتصل بنا أو بالنجدة إن حدث لها شيءٌ سيءٌ؟ ماذا لو احتاجت للمـ..»

انقطع صراخ "تايلور" بدخول "إيزابيل" للغرفة تدندن بسعادةٍ ملوحةً لهما:

«صباح الخير يا رفاق.»

«يا إلهي، هل تقولين صباح الخير؟ أين كنتِ أيتها الآنسة الصغيرة؟ لقد كدتُ أفقد عقلي من شدة قلقي عليكِ.»

صرختْ بها "تايلور" حتى شعر "مايسون" بنزيف أذنيه، بينما رمقتها "إيزابيل" بتوترٍ تجيب:

«لقد كنتُ مع "چيرمايا".»

«أخبرتُكِ أنهما سيكونان معًا.»

علّق "مايسون"، فرمقتْه حبيبته بنظرةٍ مخيفةٍ ليخرس، ثم عادت للنظر لها تهتف بها:

«ما الذي كنتِ تفعلينه مع "چيرمايا" منذ الصباح الباكر؟ مـ-مهلًا! هل.. هل قضيتُما الليلة معًا؟»

ابتسمتْ بخبثٍ وشاركها "مايسون"، فسارعتْ "إيزابيل" تدافع عن نفسها:

«أوه لا لا، لمْ يحدث بيننا شيءٌ. لقد.. لقد صعدنا للسطح لنشاهد شروق الشمس معًا.»

«أوه اعذريني، أظنّ أنّ هناك مشكلةٌ بالسمع قد أصابت أذنيّ. هل تخبرينني أنكِ استيقظتِ باكرًا وذهبتِ لرؤية شروق الشمس مع "چيرمايا فيشر"؟ معًا؟»

رمشتْ "تايلور" بصدمةٍ، فضمّ "مايسون" كفّيه لصدره يعلّق:

«آو، اتضح أنّ صديقي المُقرَّب رومانسيٌّ جدًا في النهاية.»

«الأمر لمْ يكن كذلك.»

صاحت بهما "إيزابيل" تنفخ بضيقٍ، فقهقه كلاهما، لتتركهما وتدخل دورة المياه. أخذتْ حمامًا وارتدتْ فستانًا صيفيًا أزرق منقوشًا بالورود يصل لمنتصف فخذيها دون أكمامٍ تفكّر في هذا الصباح الغريب حتى تنهدتْ وخرجتْ تتحدّث في نفسها:

«يتضح لي بمرور الوقت الذي أقضيه مع "چير" أنّه يمتلك بعض الصفات التي كانت به وأحببتُها كثيرًا في صغرنا. أعني.. إنّه ذكيٌّ للغاية، يمتلك حسًا فكاهيًا لطيفًا جدًا، و.. مُراعٍ جدًا أكثر مما تخيّلتُ حتى.»

تنهدت بقوةٍ تستقل المصعد نزولًا، متحدّثةً في نفسها بقلة حيلةٍ:

«ربما يجدر عليّ أن أمنحه فرصةً أخرى لنصبح أصدقاء من جديدٍ في النهاية.»

نزلتْ بالمصعد للطابق الأرضيّ في ردهة المبنى الواسعة تفكّر في التخطيط للخروج معه ومع صديقيهما سويًا كجماعةٍ بما أنّ المباراة ما زالت بالغد ولديهم بعض الوقت.

ولكنّها لمحتْ "چيرمايا" و"مايسون" يقفان عند مدخل الردهة بينما يدخّن "چيرمايا" ليسأله صديقه:

«إذًا، أنت و"بيلي"؟»

رمقه "چيرمايا" بحاجبٍ مرفوعٍ ينفث دخان سيجارته متسائلًا:

«ماذا عنّا؟»

«لقد قرّرتْ قضاء الصباح معها، بل وأخذتْها بكلّ رومانسيةٍ لرؤية شروق الشمس.»

قلب "چيرمايا" عينيه ينفث دخانًا من فتحتي أنفه قائلًا بسخريةٍ:

«أجل، هذا بسبب ذلك الرهان السخيف بيننا.»

«حقًا؟ ماذا رأيك بها في النهاية؟»

أخفض "چيرمايا" عينيه أرضًا يتنهد بقوةٍ، ومن خلفه "إيزابيل" تترقّب لسماع إجابته، حتى تنهد يجيب:

«أعتقد أنّها مزعجةٌ.»

امتلأتْ عيناها بالدموع، ولكنّها تمالكتْ نفسها وصعدتْ مجددًا لغرفتها بأسى، بينما ابتسم "مايسون" ساخرًا يسأل صديقه:

«وماذا أيضًا؟»

ابتسم "چيرمايا" بسعادةٍ يدخّن:

«وأعتقد أنّها لطيفةٌ جدًا أيضًا. أحبّ التواجد حولها مؤخرًا. قُربها ورؤيتها يمنحانني شعورًا جيدًا. ولكن.. لمَ كل هذه الأسئلة المفاجئة؟»

رفع حاجبه، فابتسم الآخر بخبثٍ يجيبه:

«أنا فقط أريد التأكّد أنّك تشعر بهذا أخيرًا.»

«أشعر بماذا؟»

«بأنّك معجبٌ بها.»

غمزه، لتتسع عينا "چيرمايا" قليلًا، ثم أطفأ سيجارته بالأرضيّة أسفل قدمه يشبّك ذراعيه على صدره:

«أنا لستُ معجبًا بها.»

قهقه "مايسون" باستفزازٍ ليتركه "چيرمايا" ويرحل، بينما صعدتْ "إيزابيل" لطابق غرفتها تتحدّث في نفسها بحزنٍ:

«لا أصدّق أنّه يفعل هذا بسبب ذلك الرهان الحقير. لقد.. لقد ظننتُ أنّه تغيّر حقًا، أو عاد لكونه "چيري" اللطيف من طفولتنا. أنا.. تبًا لي، أنا نادمةٌ كوني قد فكّرتُ في منحه فرصةً لنكون أصدقاء من جديدٍ.»

أخرجها من شرودها وقوف جسدٍ طويلٍ أمامها، فرفعتْ رأسها لتجد "ماكس" يبتسم لها بلطفٍ يحيّيها:

«مرحبًا "بيلي". هل لديكِ دقيقةٌ لنتحدث؟»

«أوه مرحبًا "ماكس". بالطبع، ماذا هناك؟»

ابتسمتْ له بتصنُّعٍ بسبب هموم قلبها، فلاحظ ذلك يسألها:

«هل أنتِ بخير؟»

«أجل، فقط بعض الإرهاق بسبب الرحلة الطويلة. لستُ من هواة السفر الطويل بالحافلات أو السيارات.»

أومأ لها رغم أنّه لمْ يقتنع بهذه الإجابة، ثم تنهد يسألها:

«كنتُ أرغب في أن أعلم إن كنتِ تريدين التسكُّع معي قليلًا اليوم.»

نظرتْ له بتفكيرٍ، ولكنّها كادتْ تقفز فزعًا عندما صدر صوت "چيرمايا" من خلفها فجأةً يجيب بدلًا عنها:

«هي لا تستطيع ذلك ولا تريد أيضًا لأنّ لديها بعض الخطط معي اليوم.»

التفتت له بغضبٍ ترمقه بحدةٍ معترضةً:

«لا، ليس لديّ خطـ..»

«لا بأس بذلك "بيلي"، ربما في وقت آخر.»

قاطعها "ماكس" يشعر بالتوتر من نظرات "چيرمايا" القاتلة، ثم ابتلع لُعابه ورحل سريعًا، بينما "إيزابيل" ترمق ظهره بسُخطٍ، قبل أن تتجه للآخر من خلفها بنظرات مميتةٍ تصيح به بصوتٍ عالٍ:

«ما الذي تفعله "چيرمايا"؟ لمَ أخبرتَه بذلك؟ لقد أحرجتَه.»

«وبماذا أخبرتُه؟ لقد كنتُ أوضِّح له أنّ لدينا بعض الخطط معًا اليوم. أننا سنتسكّع معًا ولن تكوني متفرغةً له.»

شبّك ذراعيه على صدره يضيّق عينيه، ولكنّ صوتها ارتفع أكثر تصرخ به:

«لا أريد التسكُّع معك. لن أذهب معك لأي مكان.»

«ولمَ هذا؟»

ارتفع صوته هو الآخر بضيقٍ، فرمقتْه بحقدٍ وتجاهلتْه تذهب لغرفتها، بينما بقي ينظر لظلّها بعدم فهمٍ.

أتى المساء بالفعل وبقيتْ "إيزابيل" في غرفتها طوال اليوم، حتى صاحت بها "تايلور" التي تتجهّز بفستان سهرةٍ مثيرٍ:

«توقّفي عن كونكِ كئيةً. هيّا "بيل"! إنّها مدينةٌ جميلةٌ بها الكثير من الأماكن لنتسكّع بها في الليل. لسنا هنا لقضاء الوقت على السرير. أعلم أنّ الغرفة مريحةٌ، ولكن ليس لهذه الدرجة.»

تنهدت الأخرى بيأسٍ، تنهض عن السرير حيث كانت مستلقيةً بثيابها الداخلية فقط منذ الصباح:

«أنا مرهقةٌ نوعًا ما "تاي"، أريد فقط البقاء هنا الليلة حقًا.»

«حسنًا، إن كنتِ ترغبين بذلك، ولكن إن غيرتِ رأيكِ هاتفيني سريعًا لأخبركِ أين سنكون.»

أومأت لها "إيزابيل" لتخرج الأخرى من الغرفة مغلقةً الباب خلفها، بينما تثاءبت تحادث نفسها:

«حسنًا، إنّه الوقت لأخذ القيلولة العاشرة اليوم.»

استلقت على السرير باكتئابٍ، ثم أغلقتْ عينيها، ولكنّها لمْ توشِك على النوم حتى سمعتْ طرقات على باب الغرفة.

نهضتْ بتكاسلٍ تتحدّث بصوتٍ مسموعٍ بينما ترتدي ثوبًا فوق ثيابها الداخلية:

«من الأفضل أن يكون الطارق هو خدمة الغرف وقد أتى لي العامل ببعض الطعام اللذيذ الذي طلبتُه ونسيتُ.»

الاستياء كان واضحًا على وجهها وهي تتجه لفتح الباب، ولكن ما إن فتحتْه حتى هتفت بتفاجؤٍ:

- «آخ! أنت لست خدمة الغرف كما أظنّ!!»
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي