١٣ وقتي مع بيلي فقط

تذمّر يمطّ شفتيه، فأخفضتْ رأسها تعبي كونها كانت تستمتع أيضًا، ولكنّهما خرجا بالنهاية وبدّلا ثياب السباحة، ثم دفعا للمنتجع وعادا للكوخ، لتدخل "إيزابيل" مباشرةً لغرفتها لتبدل ثيابها، بدأتْ ترتدي سروالًا وقميصًا رماديًا من القطن للنوم، ولكنها شهقتْ حينما دخل "چيرمايا" الغرفة فجأةً:

«هاي "بيلي"، هل تريدين فعل شيءٍ ممتعٍ؟»

«أيها الأحمق، كيف تدخل دون طرق الباب؟ ماذا إن كنتُ عاريةً؟»

صاحت فيه عاضةً شفتها، فرفع حاجبه يبتسم ماسحًا جسدها بعينيه بجرأةٍ:

«لهذا لمْ أطرق الباب، تمنيتُ رؤيتكِ بهذا الوضع حقًا.»

«سحقًا لك "فيشر"، أنت منحرف.»

ألقت وسادتها عليه، فالتقطها بيده يقهقه عاليًا:

«تعالي لنشاهد فيلمًا معًا، ما زالت الليلة مبكرةً على النوم.»

«أنا متعبة.»

حاولتْ الاعتراض ولكنّه اقترب راسمًا تلك الملامح البريئة التي تجبرها على تغيير رأيها دائمًا:

«أوه هيّا "چيلي بيلي"، فيلمٌ واحدٌ فقط. لا أريد النوم الآن.»

هزّت رأسها تومئ له بالموافقة بقلة حيلةٍ، وخرجتْ معه للذهاب لغرفته، حينما دخلها قبلها جهز السرير والفيلم في حاسوبه المحمول، فوقفت جوار السرير تتفحّص الغرفة الواسعة والأكثر أناقةً:

«لمَ حصلت على غرفة "ستيڤن" المثالية هذه المرة؟ إنه شقيقي، هذه الغرفة من حقي.»

«عذرًا يا دُمية، لقد وصلنا للكوخ قبلكم واخترنا الغرف الأفضل.»

قلبتْ عينيها وصعدت على السرير جالسةً جواره، فوضع الحاسوب بينهما يستند بظهره على عارضة السرير يتناول بعض رقائق البطاطس بينما يشاهدان فيلمًا كوميديًا معًا.

حتى مرّ بعض الوقت ودخلتْ والدة "إيزابيل" الغرفة فجأةً تتمتم وما زالت آثار الثمالة بصوتها:

«نحن آسفون يا أطفال، لقد ثملنا كثيرًا وكـ.. أوه!»

همستْ بتفاجؤٍ عندما رأتْ "چيرمايا" نائمًا على ظهره و"إيزابيل" تريح رأسها على صدره معانقةً جسده، بينما ذراعه يحيط بجسدها بقوةٍ. فخرجتْ راكضةً، ثم عادت خلال ثوانٍ ومعها "سوزّاناه" التي همستْ بحالميةٍ:

«وأخيرًا، سنحصل على أحفاد.»

«إنّهما لطيفان جدًا معًا.»

همستْ "لوريل" تتمايل راقصةً بجنونٍ بجسدها القصير والنحيل قليلًا، ثم أخرجتْ هاتفها وبدأتْ تصوّرهما، بينما خرجتْ "سوزانّاه" وعادت تحمل كاميرا لا يعرف أحدٌ من أين أحضرتها وبدأت تلتقط لهم الصور هامسةً:

«يجب أن نبدأ بإعداد خطةٍ لزفافهما.»

«أجل، هيا بنا.»

همستْ "لوريل" بحماسٍ وخرجتا معًا، وفي الصباح الباكر، استيقظ "چيرمايا" باكرًا يفرك رأسه بتعبٍ:

«آخ، تبًا.. لمْ يكن ينبغي عليّ الشرب حقًا، رأسي على وشك الانفجار مـ..»

لمْ يكمل جملته يشهق بصدمةٍ حينما وجد "إيزابيل" تنام بعناقه دون قميصها، و.. كان هو الآخر لا يرتدي قميصًا. فابتلع لُعابه ببطءٍ يوقِظها هازًا جسدها برفقٍ:

«هاي "بيلي"، استيقظي.»

«مـ-ماذا؟ كمْ الساعة الآن؟ يا إلهي، لمَ أشعر أنّني أحمل فيلًا فوق رقبتي وليس رأسًا؟»

تذمَّرتْ بنُعاسٍ تتأوّه، ولكنّها ما إن أدركتْ وضعها شبه عاريةٍ في أحضانه وعلى سريره حتى انتفضتْ بفزعٍ تبتعد عنه متساءلةً بنبرةٍ ما زال النوم يحتلُّها:

«مـ-ما.. ما الذي حدث هنا؟»

«هذا ما أريد معرفة إجابته حقًا.»

حكّ "چيرمايا" مؤخرة رقبته بارتباكٍ لا يُناسب شخصيته حتى، يحاول جاهدًا عدم تأمُّل المكشوف من جسدها، فرمشتْ "إيزابيل" تعتصر ذاكرتها حتى زاد ألم رأسها، ولكنّها استعادت ذكريات الأمس بالفعل، فتنفّستْ بارتياحٍ حينما سألها بحيرةٍ:

«هل.. هل حدث شيءٌ ما بيننا؟ لمَ.. آممم، لمَ نحن شبه عاريين في سريري؟ رأسي يؤلمني كثيرًا، لا أتذكّر شيئًا من ليلة البارحة سوى.. آممم، سوى ذهابنا لحوض الاستحمام بالمنتجع.»

ابتسمتْ "إيزابيل" داخليًا بخبثٍ، واستغلّتْ الفرصة لزيادة ارتباكه والانتقام منه، فغمزته تجيب بنبرةٍ تمتلئ بالإغراء:

«أوه عزيزي، لقد.. لقد حدث الكثير حقًا بيننا. هذا مؤسفٌ ومحبطٌ جدًا كونك لا تتذكُّر وقتًا ممتعًا كهذا. ذلك الوقت لن يُمحى من ذاكرتي أبدًا.»

بقي ينظر لها بهدوءٍ لدقيقةٍ، ثم رمش ناطقًا أخيرًا:

«لمَ لا تنعشين ذاكرتي قليلًا؟»

«كيـ..»

قوطِع سؤالها بصمتٍ أطبق على جسدها حينما سحب "چيرمايا" خصرها يلفُّ ذراعه حولها حتى ألصقها بصدره، بقيتْ تنظر لعينيه بتوترٍ وقلبها على وشك القفز خارج جسدها، حتى شعرتُ بنسيج شفتيه على شفتيها، فاستعادت اتزانها أخيرًا تدفعه بخفةٍ بعيدًا عنها:

«هاي، أنا أمزح فقط. لمْ.. لمْ يحدث بيننا شيءٌ بالأمس، فقط.. كُنّا ثملين جدًا أثناء مشاهدة فيلمٍ وخلعنا ملابسنا لننام هكذا براحةٍ أكبر. يا إلهي، هل كنت تحاول تقبيلي لإنعاش ذاكرتك؟»

كان دوره لينتقم منها هذه المرّة مستغلًا ارتباكها، فغمزها مبتسمًا باتساعٍ:

«عليّ أن أعرف إن كنتِ جيدةً في التقبيل حقًا أم لا؛ لكي أتأكّد أنّ ليلة البارحة كانت جيدةً وحدث بها الكثير حقًا كما قلتِ.»

«بغيض، ألا تتذكَّر شيئًا حقًا؟»

رمقتْه بضيقٍ تتراجع لنهاية السرير بعيدًا عنه بحذرٍ والخجل قد صبغ وجهها بالأحمر، ففرك "چيرمايا" جبينه بخنصره يحاول التذكُّر، إلى أن بدأتْ الأفكار تتدفّق لرأسه بالفعل منذ بداية لعبة الصراحة والجرأة وتلك الأسئلة والتحديات القوية بينهما، وحتى دعوته لها لمشاهدة فيلمٍ في غرفتها ليتمتم في نفسه بحسرةٍ:

«أيّها الغبي! هل أخبرتها حقًا أنّك تجدها لطيفةً في منامتها تلك؟ تبًا، هل قلتَ لها أنّها تجعل مؤخرتها مثيرةً وتجعلك ترغب بها؟ يا إلهي! لقد أخبرتُها حتى أنّني فكّرتُ بإقامة علاقةٍ معها وتخيّلتُها معي كثيرًا، حتى أنّني ذهبتُ لغرفتها وأخبرتُها أنني لمْ أترك الباب لأصادف رؤيتها عاريةً. تبًا لي.. تبًا للثمالة، لن أثمل مجددًا.»

صاح بذلك في رأسه يتخيّل نفسه يضرب رأسه بالحائط بندمٍ عدة مرات، ولكنّه خارجيًا، نظر لها بثباتٍ يقلب عينيه:

«كانت تجربةً ممتعةً على الأقل، لقد تسلّينا كثيرًا.»

نهضتْ عن السرير تنحني ملتقطةً قميصها عن الأرض بعدما لمحتْه، ثم نظرتْ له لتقهقه حتى ضاقت عينيها معلِّقةً:

«أجل، لقد استمتعتُ كثيرًا برؤية "چيرمايا فيشر" وهو يفقد سيطرته على أفكاره ونفسه عند الثمالة ويصبح أكثر صراحةً بطريقةٍ جريئةٍ. هذا الجانب منك مُسلٍّ حقًا، لمَ تُخفيه خلف قناع الفتى السيء واللعوب وآ-..»

انقطعت أنفاسها مع كلماتها حينما أمسك بذراعها فجأةً، يسحبها تجاهه بخفةٍ حتى اصطدم جبيناهما، بينما يهمس لها بإثارةٍ:

«لا ترحلي، خروجكِ من السرير في هذا الصباح البارد شتاءً قد يُصيبكِ بالزُكام، سأحرص على تدفئة جسدكِ جيدًا "چيلي بيلي".»

ابتلعتْ لُعابها، قلبها يعزف لحنًا من الإثارة، ورغبتها في قُربه ولمساته تزداد ثانيةً تلو الأخرى، ولكنّها "إيزابيل كونكلين" العنيدة، ولأنّها كذلك، سحبتْ ذراعها من بين أصابعه بخفةٍ تهمس بالقُرب من شفتيه مثيرةً رغباته أكثر:

«توقّف عن التصرُّف هكذا "چيرمايا فيشر"، وإلّا سأظنّ أنك أصبحت مهووسًا بي ولمْ تقع في حُبي فقط.»

غمزته وخرجتْ من الغرفة، وما أن دخلتْ غرفتها وأغلقتْ الباب حتى أسندتْ ظهرها عليه بقلب ينبض بشدةٍ، وابتسمتْ تعضّ شفتها بقوةٍ متمتمةً:

«توقّف أيها القلب الأحمق، توقّف عن النبض بتلك القوة بقُربه، إنّه "چيرمايا فيشر"، الفتى اللعوب الذي لا يدخل بعلاقات جَدّيةٍ أبدًا، توقّف عن النبض بقُربه.»

صفعتْ صدرها كالمختلّة، ثم تنهدتْ لتأخذ ملابس لها وخرجت بعدما استعادت بعض ثباتها لتأخذ حمامًا، وبمرور بضع دقائق أخرى، كانت جالسةً على طاولة الطعام تتناول الفطور برفقة والديها وأسرة "چيرمايا" الذي جلس إلى جوارها هذه المرة.

عمّ الهدوء المكان وجميعهم ما زالوا يعانون آثار الثمالة الصباحية، حتى ارتشف والد "چيرمايا" بعض الماء متسائلًا:

«هل نمتم جيدًا بالأمس جميعًا؟ استيقظتُ برأسٍ بحجم جبلٍ لأجد نفسي أسفل طاولة الطعام، يا لها من فوضى صاخبةٍ وضعنا أنفسنا بها.»

قهقه الجميع بخفةٍ بمَن فيهم "سوزانّاه" التي نظرتْ لابنها و"إيزابيل" تجيب زوجها بابتسامةٍ خبيثةٍ متذكّرةً ما رأتْه البارحة مساءً:

«أعتقد أنّ هناك مَن نام بيننا مرتاحًا، نام نومًا دافئًا وناعمًا ومريحًا جدًا.»

«أوه، أجل.. لا بدّ أنكِ تقصدين طفلينا. إنّهما محظوظان كونهما لمْ يشربا مثلنا البارحة ويثملا لتلك الدرجة الغبية، ثم يعانيا من آثار الثمالة التي تكاد تفتك بنا الآن. نحن آسفون جدًا يا صغار، لمْ نكن ننوي الثمالة لهذا الحدّ وترككما في ساحة التزلّج.»

علّق والد "إيزابيل" يبتسم لهما بلطفٍ، فتحمحما بارتباكٍ ليهمس "چيرمايا" جوار أذن "إيزابيل" بسخريةٍ:

«أخبرتكِ أنّهم سيكونون ثملين لدرجة أنّهم لن ينتبهوا لكوننا قد ثملنا مثلهم.»

ضربتْ "إيزابيل" بطنه بكوعها أسفل الطاولة، فتأوّه بخفوتٍ يرمقها بغضبٍ، ثم حشر وجهه في طبق فطوره الصغير والصحيّ كالعادة، حتى نظرتْ لهما "لوريل" غامزةً فجأةً:

«هل نمتما جيدًا مساء البارحة، صغيراي؟ هل هناك ما تريدان مشاركته معنا عن مغامرتكما البارحة؟»

غصّ "چيرمايا" بما يمضغه من طعامٍ، بينما تبادل نظرات مرتبكةٍ حائرةٍ مع "إيزابيل" التي همستْ له:

«لمَ غمزتنا أمي؟»

«لا أعلم، إنّهما غريبتان جدًا منذ مجيئنا إلى هنا، وكأنّهما تخططان لشيءٍ ما.»

همس لها بالمقابل بشكٍ، ولكنّ شكّه تأكّد حينما مسحتْ والدته فمها بمنديلٍ قائلةً:

«ما رأيكما أن تذهبا اليوم لمركز التسوّق القريب لشراء بعض الهدايا؟ لقد أعددتُ أنا و"لوريل" بعض الهدايا لوضعها أسفل شجرة عيد الميلاد، ولكنّكما لمْ تحضرا هديةً لبعضكما البعض بعد.»

«أوه، هذه فكرةٌ جيدةٌ حقًا، أعلم جيدًا ما هي الهدية التي سأحضرها لعزيزي "چيري" وستعجبه كثيرًا.»

نطقتْ "إيزابيل" بخبثٍ، والتفتت تغمزه، فجعّد "چيرمايا" ملامحه بيأسٍ متمتمًا:

«لمَ أشعر بشعورٍ سيءٍ جدًا حيال هذا الأمر؟»

انتهى الفطور، وخلال دقائق، تجهّز "چيرمايا" و"إيزابيل" بملابس ثقيلةٍ، وذهبا معًا للمركز التجاري الكبير على أطراف الغابة بسيارة والده، وبدآ بالتجوّل داخله حتى توقّفتْ "إيزابيل" تنطق فجأةً:

«ما رأيك أم نفترق الآن ويذهب كلٌ منّا في طريقه لشراء هديةٍ للآخر لكي تبقى مفاجأةً؟ ثم مَن ينتهي أولًا يهاتف الآخر لنلتقي في مجمّع المطاعم بالأسفل لتناول وجبة غداء لذيذةٍ؟»

«حسنًا.»

وافقها بمللٍ وافترقا بالفعل في اتجاهين متعاكسين، حتى دخل "چيرمايا" متجرًا للملابس وبعض الأغراض النسائية الأخرى، بقي ينظر حوله بحيرةٍ لا يعرف ماذا يشتري لها هديةً لعيد الميلاد المجيد، ولكنّه تنهّد في النهاية يهاتف والدته متحدّثًا معها لبضع دقائق حتى زفر متسائلًا:

«هل أنتِ متأكدةٌ أنّ هذه الهدية ستعجبها، أمي؟ أعتقد أنّها مُبالَغٌ بها بعض الشيء.»

«هراء، أنا أحفظ ذوق "بيل" جيدًا، ستحبُّ هديتك كثيرًا. ثق بي.»

تنفَّس "چيرمايا" بقلة حيلةٍ ينصاع لوالدته وأنهى اتصاله معها يذهب لشراء الهدية، وفي نفس الوقت.. كانت "إيزابيل" قد دخلتْ متجرًا آخر للملابس المشتركة وبعض الأزياء التنكّرية، التفت حولها لبعض الوقت حتى اشترتْ هديته التي قرّرتها قبل مجيئها بالفعل تتمتم لنفسها بحماسٍ:

«أعتقد أنّه سيحبّ هذه الهدية كثيرًا. حتى وإن كرهها، سيكون الأمر ممتعًا لي في كل الأحوال. والآن.. بما أنّني هنا، سأقوم بالتسوّق لنفسي، الملابس الجديدة، ها أنا قادمة.»

انطلقتْ بحماسٍ في المتجر لشراء ثيابٍ لها، وأثناء اندماجها بالبحث، انتفضتْ بخفةٍ حينما سمعتْ صوتًا مألوفًا خلفها:

«هاي "بيلي"، أنتِ هنا أيضًا؟»

«أوه، مرحبًا "ماكس"، هذه.. هذه صدفةٌ غريبةٌ و.. أعني، جميلةٌ نوعًا ما.»

أجابتْه بارتباكٍ تتأمّل مظهره الرجوليّ أكثر بثياب الشتاء الأنيقة، بينما ابتسم لها بلطفٍ كعادته:

«لمَ أنتِ هنا؟»

«أنا هنا لقضاء عطلة عيد الميلاد مع والديّ، لقد حجزا لنا كوخًا صغيرًا في المنتجع الشتويّ القريب اعتدنا قضاء هذه العطلات فيه منذ صِغري. ماذا عنك؟»

«أوه، لقد أتيتُ لزيارة أقاربي وأولاد عمي في هذه المنطقة لقضاء عطلة عيد الميلاد معهم أيضًا. هذا رائعٌ حقًا.. مقابلتكِ بهذا الشكل رائعة.»

ابتسمتْ له بخفةٍ، وبدآ بالحديث معًا لبضع دقائق حتى رآهما "چيرمايا" من بعيدٍ حيث كان يسير أمام المتجر، فاتسعتْ عيناه لرؤية "ماكس"، بدأ يشعر ببعض الضيق منه مكشِّرًا ملامحه، ثمّ دخل المتجر واقترب منهما سريعًا رافعًا صوته:

«مرحبًا "ماكس كوروبيه".»

«أوه "چيرمايا"، أنت.. أنت هنا أيضًا؟»

التفت له "ماكس" متفاجئًا كثيرًا، فابتسم له الآخر باستفزازٍ:

«أجل، أنا هنا لقضاء عطلة عيد الميلاد مع "بيلي" في كوخٍ بالقُرب.»

نظرتْ له "إيزابيل" بغضبٍ عاضةً شفتها السُفلى، بينما شعر "ماكس" بالإحراج وأنّه غير مرغوبٍ به هنا ليلتفت لها متسائلًا بارتباكٍ:

«هل.. هل أنتما معًا الآن؟»

«أوه لا، بالطبع لا. نحن لا نتواعد. لسنا معًا، نحن فقط.. اعتدنا قضاء هذه العطلات بمكانٍ واحدٍ مع عائلتينا منذ الصِغر.»

أجابتْه "إيزابيل" بابتسامةٍ باهتةٍ بعدما شعرتْ بالشفقة عليه بسبب توتره ونظرات "چيرمايا" الوقحة له، ولكن قاطعهم جميعًا اقتراب تلك الفتاة اليابانية التي التقتْ بـ"چيرمايا" البارحة، ترتدي ثوبًا يلتصق بجسدها المثاليّ، ممسكةً ذراع "چيرمايا" وكأنّها تعرفه منذ زمنٍ لتهتف بحماسٍ:

«مرحبًا "چيرمايا"، لقد التقينا مجددًا كما أخبرتُك.»

«مهلًا، هل تعرفان بعضكما؟»

هتف "ماكس" فجأةً ينظر لهما بصدمةٍ، فعقدتْ "إيزابيل" ما بين حاجبيها رغم غليان دمائها بسبب تشبُّث تلك الفتاة بذراع "چيرمايا"، لتسأل "ماكس" مشيرةً لها:

«هل تعرفان بعضكما.»

«أجل، إنّها "چين" إحدى بنات عمي التي أخبرتُكِ للتو أنني هنا لزيارتهم وقضاء العطلة معهم.»

أجابها "ماكس" بابتسامةٍ خفيفةٍ، ثم التفت لابنة عمه قائلًا:

«أعرِّفكِ "چين"، هذا "چيرمايا فيشر"، وهذه "إيزابيل كونكلين"، كلاهما زميلادي في المدرسة.»

«أوه، سررتُ بلقائكِ "إيزابيل".»

قالتها "چين" لها تبتسم بتصنُّعٍ، ثم نظرتْ لـ"چيرمايا" الذي كان يحاول سحب ذراعه من قبضتها، ابتسمتْ له بدلالٍ تعرض:

«ما رأيك أن نقضي بعض الوقت معًا اليوم "چير"؟ أنا متأكدةٌ أنّ هذا اللقاء كان صدفةً جيدةً لنقضي مزيدًا من الوقت معًا. وأعتقد أنّ "ماكس" يمكنه الاعتناء بصديقتك الأخرى.»

نظرتْ لـ"إيزابيل" بازدراءٍ، فرمقتْها الأخرى بحقدٍ تحاول جاهدةً أن لا تفقع عينيها الضيقتين، ولكنّهم جميعًا تفاجأوا بردّ "چيرمايا" بينما يسحب ذراعه بعنفٍ من يدها:

«عذرًا "چين"، ربما في وقت لاحقٍ، لأنّني أمتلك بعض الخطط بالفعل لقضاء الوقت مع "بيلي" اليوم. هيّا "بيلي"، وداعًا..»

لوّح لليابانية متجاهلًا نظراتها المتضايقة بعدما أحرجها بهذا الشكل، ثم رحل دون النظر لـ"ماكس" حتى، لتلحق به "إيزابيل" سريعًا تبتسم له ثم لابنة عمه من بعده:

«أراك لاحقًا "ماكس"، لقد سعدتُ برؤيتك كثيرًا.. و"چين"، آه، فرصةٌ سعيدةٌ أيضًا.»
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي