24 سندريلا

الفصل الرابع والعشرين:
(سندريلا)

نهضت كاترين مجدداً وهي تنظر من أكثر من نافذة علًها تجد لهم أثر، إلا أنها لم ترى شيء، لذا قالت بغضب وهي مستغربة اختفائهم فجأة:

_ هل يعقل بأنهم عادوا للأعلى؟ ودون إحداث أي مشكلة؟ لا هذا بالطبع لا يعقل أن يحدث هذا.

في الغابة
اتجهوا جميعهم لعمق الغاية، ليروا للعمالقة منزل أبيهم، ولكن فجأة تذكرت آيلا جنيور والرجل الغراب.

لذا توقفت فجأة وقالت:
_ انتظروا أين هم صديقاي؟

اندريه بامتعاض وهو يرسم ابتسامة زائفة:

_ لا تقولي لي بأنكِ افتقتِ ذلك الجرذ؟!

آيلا بخوف: أجل، أين هو، وأين الرجل الغراب.

اندريه وهو لا يزال يرسم ابتسامة الزائفة التي تدل على امتعاضه:

_ هل تقصدين جاك؟ منذ متى تأتمنين للغربان؟ فهو اختفى من قبل صعودي للأعلى بيومين، ولم أراه.

آيلا بقلق: لا، أنهم صديقاي، وهم من ساعدوني، وأنا بفضلهم قد وصلت إلى هنا.

امسك اندريه بكتفيها، ثم قال وهو يحاول أن يطمئنها:
_ اسمعي، لا أريدك أن تقلقي بعد الآن، ومن أجل صديقيكِ، سأبحث عنهما جاهداً، أعدك.

ابتسمت آيلا وهي تبادله نظرات الحب، لذا قالت وهي تخفض رأسها:
_ شكراً لوجودك.

حمم جون، وقال:
_ هل ندخل؟

الملك: نعم بالطبع، هيا بنا.

كان البيت جميل للغاية، ومهيئ لعيش الأقزام، إلا أن فيه ثلاثة أسرة فقط، لذا قالت آيلا:

_ سنساعدكم على صنع أسرّة من الخشب تناسبكم، وسأنظم لكم المطبخ وعدد الأطباق.

قال أكبرهم وهو يحاول إظهار الامتنان:
_ شكراً لكِ، أنا حقاً سعيد لأن أخوتي سعداء.

صفق الملك بيديه، وقال:
_ حسناً فلترتاحوا وتتحادثوا فيما بينكم، ونحن لنعود للقصر، فهناك أيضاً حديث طويل عليّ أن أجريه مع ابنتي.

آيلا وهي تبتسم: أجل بالطبع، هيا بنا.

ثم نظرت على اندريه لتذكره وهي تقول:
_ أنت ستبحث عن جنيور وجاك أليس كذلك؟!

اندريه وهو يبتسم: أجل بالطبع، سأذهب حالاً

ثم غادر وهو يتمتم وينفث بغضب:
" حينما أجدهم سأمزق أجسادهم، فلم يعد لدي عمل سوى البحث عنهما، تباً لهم، سأضيع وقتاً لأجلهم."

في القصر

دار حوار بين ماري وكلوي، اللتان كانتا يشعران بالغضب من كاترين وطلباتها.

كلوي بغضب: متى سنتخلص من هذه المرأة؟ هل سيطول تواجدها هنا؟

قهقهت ماري بسخرية:
_ وكيف ستذهب وهي ستلد قريباً، كتب علينا البؤس منذ أن أتت ليوم أن نموت.

مدا كلوي نصف جسدها فوق بلاط المطبخ، ثم اتكأت على يديها، وهي تقول:

_ ولكن من الجيد على الأقل ذاهب آيلا، فقد أصبحت أشعر بالراحة منذ أن رحلت.

نظرت ماري لها بطرف عينها، ثم قالت:
_ ألم تعلمي تلك المتلبسة من تكون؟

كلوي بلامبالاة: ومن ستكون؟

ماري بهمس وهي تقترب من أذنها:
_ أنها أميرة، ابنة الملك ديميت المفقودة.

شهقت كلوي، ثم عقدت عيناها، وازدادت ضربات قلبها، وهي تقول بخوف:
_ كيف حصل هذا؟ لقد كانت خادمة.

ماري: أعتقد أنها أخذت دور الخادمة، لتتجسس علينا، وها قد علمت بأننا نكرهها بسببك.

كلوي بغضب: هل أصبح بسببي الآن؟! ألم تكوني تغاري منها لأنها تدير المهام؟

ماري وهي تبادلها نبرة الغضب:
_ وأنت ألم تغاري على اندريه منها، وتراقبيها دائماً.

كلوي بامتعاض وهي تنفث:
_ أوف، لقد انتهينا، إن أتت حتماً سنتعاقب.

ماري وهي تمسح الطبق الذي في يدها وتقول:
_ يال الغرابة، تخرج خادمة وتعود أميرة، من كان سيتوقع هذا.

قاطع حديثهم صوت ركض أقدام قادمة.

كلوي: حتماً كاريس تريد أن تهددنا مجدداً بسيدتها اللعينة.

مارتن وعلى وجهه علامات السعادة:
_ لقد أتى الملك مع ابنته.

نظرتا لبعضهما وهن يشعرن بالارتباك، لذا قالت ماري:
_ أين هم الآن؟

مارتن وهو لا يزال متحمس وهو يفرك يديه، ويقول:
_ هيا تعاليا، أنهم في الحديقة، فالملك يعرف الجميع على ابنته.

كلوي بامتعاض: لا داعي لذلك، فنحن نعرفها.

مارتن باستغراب: ماذا؟

ماري: تقول بأننا قادمتان.

ركض مارتن للحديقة وهو ينشر الخبر.

ماري وهي تنظر لكلوي: هيا فلنذهب ونهنئهم على قدومهم.

كلوي وهي تبتلع لعابه:
_ لا أريد، فأنا لا أستطيع مواجهتها الآن.

ماري: نحن مجبرتان على ذلك، هيا بنا، تصرفي كما لو أنك لا تعرفينها.

فجأة ابتسمت كلوي وهي تقول:
_ حسناً، هذا أفضل.

سارا على عجل، ووجدا الجميع يلتف حول الملك وآيلا.

ماري وه تدفع كلوي للأمام:
_ هيا أذهبي أنت أولاً.

تراجعت كلوي وهي تهمس:
_لا تقومين بدفعي يا غبية، انتظري لحين تسنح الفرصة.

في هذه اللحظة دخل اندريه، وهو يبتسم ويفتح يديه ويقول:
_ أميرتي، وحبيبتي.

سارت آيلا نحوه على عجل، واحتضنته، لذا كان المشهد صادماً لكلوي، التي باتت تقف وهي توسع حدقة عينيها، تحاول منع سقوط دموعها.

آيلا: أين هما؟ لا أراهم معك.

اندريه: أنهم قادمان خلفي.

آيلا: أين كانا؟

اندريه: لم أفهم الأمر كثيراً، ولكن جنيور كان يبحث عن جاك، ولكن لمَ جاك غادر لم أفهم.

آيلا: حسناً، لا عليك سأفهم منه ذلك، ولكن شكراً لأنك وجدتهم.

اندريه وهو يلصق جبينه على جبينها، ثم همس قائلاً:
_ سأفعل أي شيء من أجلك.

لم تعد تحتمل كلوي منظرهما، لذا همّت راكضة لتبتع عن أنظار الجميع.

تبعتها ماري التي حزنت عليها، لذا كانت تركض خلفها وتقول:
_ انتظري، هيي.

ماري في نفسها: " هذه الفتاة حقاً مجنونة، وصعب أن تفهم بأنه لم يحبها قط."

وقفت كلوي على إحدى شرفات الأروقة، وهي تتنهد وتمسح بدموعها.

حطت يد ماري على كتفها، لذا قالت بصراخ:
_ حسناً، فهمت، لن ينظر لفتاة مثلي.

ماري بصدمة وهي ترمش بعينيها:
_ لا، لم أكن أنوي قول هذا.

كلوي بصراخ: بلى، وماذا سيكون لديك من كلمات تبعث في النفس الأمان، غير الشتيمة والاتهام والصراخ؟

ماري وهي لا تزال مصدومة:
_ هل حقاً أنا هكذا؟

لم ترد كلوي، ولم تغضب ماري من كلماتها لأنها تمر بظرفٍ صعب.

ولكن ما إن لبثت كلوي حتى صرخت مجدداً وهي تقول:
_ ابتعدي، سأريه ذلك الخائن، وتلك الحقيرة كانت تعلم بأني أحبه وسرقته.

ركضت ماري خلفها، وتقول:
_ إياك وفعل شيء تندمين عليه، هل جُننتِ؟

كلوي بصراخ: أجل، جُننت، لذا لن أسمح لهم أن يكونا مع بعضهم إن لن يكون لي.

ماري وهي تضرب بيديها على ثوبها بصدمة وتقول:
_ لقد جُنت هذه الفتاة بالفعل.

سمعت كاترين صوت ركضهن، لذا أوقفت ماري، وهي تقول:
_ ماذا يجري هنا؟ لمَ تركضان؟

ماري بارتباك: ها؟ أجل، لقد قدم الملك مع ابنته.

لم تهتم كاترين في البداية، ولكن عادت وسألت:
_ حسناً، ولكن لمَ كل هذا الترحيب؟ لم أفهم.

ماري: يبدو أنك لم تعرفي، أنها ابنته المفقودة لقد وجدها وهاهي الآن في القصر.

عقدت كاترين حاجبيها بغضب، ثم قالت:
_ هل تقولين بأن الملك هنا أيضاً؟ ولم ...

ابتسمت ماري ابتسامة خبيثة ثم قالت:
_ لا لم يأكلوه العمالقة، كوني مطمئنة.

ثم سارت ماري بلا مبالاة، إلا أن كاترين وقعت على ركبتيها وهي تمسك بطنها وتصرخ.

ماري وهي تنادي على كلوي التي أصبحت بآخر الرواق:
_ كلوي، اطلبي المساعدة، يبدو أنها تلد.

استدارت كلوي وهي تنظر بغضب، إلا أنها شعرت بالأسى على تألمها، لذا أصبحت تنادي وتطلب المساعدة.

كانت كاترين تصرخ وتقول:
_ سيأتي أميري، أنه قادم، سينير طريقي من بعده.

ماري في نفسها بامتعاض: " لم أرى أحداً يحلم وهو يتألم، غريبة بالفعل هذه المرأة، أرجو بألا تنجب أمير، فهي من دون أي شيء بلاء وحلّ علينا."

قدم الطبيب راكضاً لغرفتها، بعد أن ساعدتها ماري على الاستلقاء على سريرها، ثم توافد الجميع للداخل.

الملك وهو يهرول ويقول بسعادة:
_ هل حقاً ستلد؟ أوه يبدو مبكراً..

آيلا وهي تمسك يده:
_ ستكون بخير لا تقلق.

دخل الملك لغرفته وهو يدور في المكان وينظر خبر عن ولادة أمير، إلا إنه صُدم حينما أتاه الخبر بأنها حطت فتاة.

وضع الطبيب الفتاة بين أحضان أمها، التي كانت تنظر إليها بكره، لذا بدأت تصرخ وتقول:

_ هيا ابعدها عن وجهي، هذه ليست لي، أنها رماد.

الطبيب بغرابة: هل سميتها رماد؟!

كاترين بصراخ: لقد تبددت احلامي، لقد صبرت طوال هذه الشهور لأجل أمير، وليس لفتاة.

كانت كاترين تطلق عليها طوال الوقت بالرماد، لذا قام الملك بتسميتها " سندريلا" أي فتاة الرماد

يتبع في الجزء الثاني....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي