الفصل7

الفصل 7

في الوقت الحالي، كان "ستيڤن" يدخل إلى قصر «الدون فلاديمير»، ينحني له الجميع إحتراما، فلقد أصبح ذو مكانة كبيرة لدى الدون، خاصة بعد أن عرف أين ذهبت أبنته؟ وكيف أستطاع أن يصل إلى مكان تواجدها ويحاول أن يرجعها.

أو هذا ما يظنه الدون، لقد قام بألصاق التهمة بأحد اعدائه في القصر، كان البوص «روبرت» يعد عثرة بطريق «ستيڤن» لذى أصدر أمر مباشر بإستخراج الأوراق الخاصة بـ «آن» عن طريق جهاز اللاب توب الخاص بروبرت.

لقد وضع خطة مُحكمة، يتخلص من أول أعدائه، ويساعد تلك التي تشغل عقله وتفكيره، كل ما كان يفكر فيه أن يتقرب منها، بطريقة مباشرة وأن ينهى حياة «روبرت» بطريقة غير مباشرة...

فعل "ستيڤن" الخطوة الأولى، وضعه في وجه دون «فلاديمير»، الذي سوف يصب غضبه عليه؛ لأنه ألقى بتعليماته عرض الحائط، لقد علم "روبرت" بما أمر به الدون كما علم الجميع ومع ذالك ساعدها لتفر...

الآن "ستيڤن" يتذكر كيف أستطاع أن يفعل ما يخطط له؟ يصعد درجة في ذلك السلم الطويل، ويكون قريبا من «آن» التي اصبحت تدين له بمعروف لن تنساه؛ لقد اخرجها من ذلك السجن الكبير، الذي تعيش فيه!

ابتسم وهو يدخل إلى حيث "بيتر"، صيده الجديد، فهو لن يتوانى حتى يصل إلى مكانة أكبر من مكانتهم، لن يكتفي بان يكون مقرب منهم.
_ مرحبا بك "ستيڤن"، لقد عدت أخيراً.

_ لقد كانت عملية شاقة، لكن استطعنا أن نتم كل شيء، على أفضل ما يكون.

_هذا ما نتوقعه منك ستيڤن، أنت مقرب منا.

_هذا شرف لي بالطبع كابو.

أشار له بيتر ليجلس، أخذا يتحدثان في تلك المهمة التي كلفهما به «دون فلاديمير»..

بعد وقت كان يبتسم وهو يقول:
_ هذا كل شئ دون

_ حسنا يمكنك الذهاب إلى جناحك، ارتاح لبعض الوقت
_ حسنا دون كما تأمر
_ هناك الكثير ينتظرك لذا اخلد للنوم وليس شئ آخر

هز رأسه بموافقة وتحرك إلى جناحه، بأمر من دون «فلاديمير» الذي طالبه بأن يرتاح، فلقد تحول من مجرد تابع إلى بوص يقود مجموعة كاملة، مسؤول عن عمل معين، يبرع فيه كل مرة عن ما قبلها...

حتى أنه أصبح مفضل لدى الإثنين، يعد الرجل الثالث بعد "بيتر"، لكن ماذا لو علم «فلاديمير» الحقيقة؟ سيقربه منه أم يتناول كبده على مائدة الطعام!
ما ان وصل "ستيڤن" للجناح، أغلق الباب وجلس على مقعد قريب من الشرفة، يفكر فيما مضى..

كيف هزت "آن" رأسها بالموافقة وهي تهمس له:
_ سوف أصدق حديثك وأثق فيك ولكن كيف ستقوم بإستخرج أوراق لي بأسم آخر

_لن يكون الأمر هين سوف تقومين ببعض الأشياء..

_مثل ماذا؟

_ الإدعاء بقبولك للأمر الحالي، لا تحاولي الفرار منهم، بالاضافه إلى أن تتوقفي عن مراسلة الشركات، لن تحصلي على عمل في أي منها...

_ لمَ تتكلم بتأكيد؟

_ هل تسألي آن ألا تعريفي من هو والدك؟ أي شركة تستطيع أن تقف أمامه؟ وهو يستطيع أن يبيدها.

_ تتكلم بفخر

_ بالطبع أنا أتكلم بفخر، هو يستطيع أن يفعل الكثير، لذا لن يغامر أحد بالوقوف امامه، فهو قد يحرق مصانعهم، يقوم بتدميرها وتدمير أسمهم معها، حتى انهم قد يعلنوا افلاسهم؛ لذا لن يقف احد ضد والدك..

_لكنك تساعدني هل يعني ذلك إنك تستطيع ان تقف ضده..

_ليس بصورة مباشرة، لست انا من سيفعل كل شيء، عليك ان تحضري لي شيء من غرفة بوص «روبرت» هل تستطيعين ان تثقي ببعض الخدم؟

_ هل تحاول مساعدتي! أم تحاول أن تجعلني أعمل تحت يدك؟ هل نسيت من أنا؟

_عليك أنت إلا تنسي من أنت، لأنك من تحاولين الفرار، وأنا أحاول المساعدة...

_وما المساعدة التي تستدعي ان احصل علي اشياء من جناح «روبرت»؟

_لأنه المسؤول عن أنشاء الأوراق الخاصة بالسفر، أستطيع التواصل مع رجالنا؛ ليعدون لك ورق، تستطيع الذهاب به إلى أوروبا، إلى الشرق الأوسط، إلى أي مكان..

_هل تعني أنه غير مزور؟

_ أطمئني، حتى أن كان التزوير جزء من عملنا، ما أفعله لك سيكون أوراق ثبوت حقيقية، فقط سنغير الإسم نصدر لك جواز سفر صالح، بدل ذلك الذي مزقه والدك..

هزت رأسها بالموافقة، كأنه يفتح لها صندوق الدنيا، فهو يفتح لها باب للفرار، لكنها لا تدرك أن ما تفعله من أجل أن يساعدها، كان كثير وإن ما يفعله من أجل ان يستميلها إليه كان أكثر

اخذه النوم وغفى وهو يتذكر "آن" بجمالها الأخاذ، شعرها الأشقر عينيها الزرقاء، شفتيها التي لازال يحلم بها!

أما في الأسفل أقترب «دون فلاديمير» من ذلك البار، حيث يقف أبنه يسكب له كأس من «الفودكا»

بيتر: أرى أن رؤيتك كانت في محلها، لقد أستطاع "ستيڤن" أن يفعل الكثير..

_ أنا أرى أنه قد يفيدنا في المستقبل.

_ هو يستحق الثقة التي تعطيها له دون..

_ اعلم ذلك سيكون مساعد جيد لك في المستقبل..

_ لا تقل ذلك أبي ستظل أنت كبير عائلة «موزرتشوف» نحن نسير بأوامرك.

ابتسم الدون وهو يرتشف الخمر:
_ لقد أنهى التعاقد مع المصنع.

_ عن من تتكلم؟ لم افهم!

_ أتكلم عن ذلك المصري، الذي سيأتي يوما أجعله يتمنى فيه الموت!

_ رويدك أبي، سوف نفعل ما تريد، لكن هناك أشياء كثيرة كان يجب عليه فعلها منذ وقت.

نظر له والده، بطرف عينه وهو يرتشف كأسه على جرعة واحدة

بيتر: بعد أن تعرض للخيانة، وارُسل إليه اقمشة لا ترقى لإستخدام العامة، وليس الصفوة! كان عليها أن يفكر في البديل!

_ عن أي بديل تتكلم؟

_عليه أن يصنع خبزه بيده، دون أن يطلبه من الآخرين، ان كان لا يريد أن يحدث ذلك الخطأ مرة أخرى..

_ يبدوا إنك تعرف كل شئ، أن ذلك المصري وانه ممكن أن يفكر بطريقتك؟

_ أجل أبي يفكر بطريقتي، لذا سوف أحييه على تلك الخطوة، أن فعلها كما أظن..

نظر له والده بتسائل:

_ ألم تعي بعد أبي، انه يحاول أنشاء مصنع خاص به، يصنع القماش بطريقته الخاصة، بمواصفاته الخاصة لن يعرض نفسه لتلك الكارثة مرة أخرى..

_ إن كان كلامك صحيح بيتر، لمَ لم يفكر في ذلك من قبل؟

_ ربما لأن أبنائه لم يتولوا أمر القيادة من قبل..

_هل تعني إن أبنائه هم السبب، في هذه الفكرة..

_ اعتقد فأحدهما يسير على درب والده، يعمل في التصميم ولكنه جرئ بصورة واضحة، وعلاقاته بالنساء متعددة، والآخر مهندس ميكانيكا يعرف جيدا ما يفعله..

_ وهل سنظل نمدح في اعمالهم كثيراً؟

_ إلا تريده أن يبكي دماً سأجعلك ترى دموعه بلون الدماء، لكن عليك أن تهدأ، فأنت من علمتني أن الأنتقام طبقا يؤكل بارداً «دون فلاديمير.»!

نظر لأبنه وهو يرفع الكأس، إلى فمه مرة أخرى يرتشفه عن أخره، وهو يقول:

_ سوف أنتظر علنا نرى ما تقول..

_ سترى الكثير «دون فلاديمير».

بينما هناك كان الطعام صامتا، لم يقو أحد على أن يمزق ذلك الصمت، الذي يحاوطهم، فما يظهر على وجه قاسم يعني الكثير، بينما جاسم يتعامل بهدوء، وخالد يأثر الصمت..

ما ان انتهى الطعام حتى قال جاسم:

_هناك أمر هام أريد أن أتكلم معك فيه..

_ حسنا لنذهب إلى المكتب، حبيبتي دعيهم يحضرون القهوة هناك

_هل تمزح؟

_ ماذا تعني قمر؟

_ هل تريد قهوة؟ ما زلت متعب، أن كنت أتهاون في أمر فنجان في اليوم، لا يعني ذلك أن تعتادها.

ابتسم لها بمحبة وهو يقول:

_ هذه المرة فقط حبيبتي، احتاجها.

نظرت له بتفكير، لكنها هزت رأسها بموافقة وهي تقول:

_هذه المرة فقط خالد..

_ شكرا لك حبيبتي

تحرك معه أولاده إلى المكتب، بينما جاسم وضع أمامه الملف، وهو يقول:

_ هذه دراسة الجدوى، الخاصة بالمصنع، لقد تعاقدت على قطعة أرض تصلح لانشائه..

نظر له خالد بإستفسار عن أي مصنع يتكلم؟ ألا يملكون مصنع، هنا تدخل قاسم وهو يقول:

_ انه مصنع نسيج، وليس ملابس، يختلف عن مصنعنا الذي نحيك فيه ما نصنعه..

نقل خالد نظره إلى جاسم الذي يقول:

_بهذه الطريقة نضمن أن لا يحدث ما حدث مرة أخرى، لن نضر في خامتنا الأساسية، سنحصل على ما نريده..

أبتسم خالد وهو يقول:

_ لا ادري لمَ لم افكر في ذلك من قبل، لأن ما تفكرون فيه قد يأخذ الكثير من الوقت..

جاسم: لا زال امامك عمر طويل ابي لترى نتيجة ما نفكر فيه..

ابتسم وهو يقلب في الأوراق، وجد كل شيء لقد بدأ بالفعل

جاسم: العمل وكلنا به شركة المعمار، لتقوم بانشاء المصنع
قاسم: لقد وضعت الأساس بالفعل..

اخذ يقلب في الأوراق الخاصة بأنشاء المصنع، قد انتهى جزء كبير من الإجراءات، وكل شئ يسير في نفس الوقت..

ابتسم لهم وهو يقول:

_لو كنت أدرك، انكم ستفعلون كل هذا، لكنت تركت لكم كل شيء منذ زمن..

نظر قاسم ولم يعقب بينما جاسم قال لوالده:

_ المحنة هي من تصنع القوة، وهي من تجعلنا نستطيع أن نغير من جلدنا لنواكب الظروف، لكن لا نريدك أن تظل حزينا، نريدك أن ترجع إلى العمل مرة أخرى..

_ هل تدرك إنك تفكر انت ووالدتك بنفس الطريقة..

_ هل حاولت أمي معك اليوم؟

_ أجل يا جاسم وضعتني أمام تصميم يعد الأروع، وهي تطلب مني أن اعدله..

قاسم: هل تخبرني عن ابداع الملكة؟ أن تصميماتها غاية في الروعة والدقة، لا يستطيع احد مجاراتها، لقد كان أستاذها بارعاً

خالد: هل تمدحني أم تمدح امك

قاسم: امدحكما معا، لذا عليك أن تستجيب لرجائها

_حسنا قاسم أعلم إنك تحملت عبئا كبيرا، اسم كبير تحاول الحفاظ عليه وتنميته، اعرف أنك ضحيت بحلمك في أن تكمل في طريقك، وإن تصبح بطلا للعالم، أكتفيت بممارسة موهبتك في عطلتك، لكن هناك أشياء كثيرة تفرضها علينا الظروف!

هز قاسم رأسه أما جاسم نظر لوالد وهو يقول:

_استعد قد أجعلك جد قريباً

في هذه اللحظة تجمد قاسم مكانه، وهو يرفع عينه ببطء، ينظر إلى أخوه الذي يبدو جاداً في كل حرف يقوله، هل يعني ذلك حقا؟ هل ينوي الزواج من لينا؟!
نظر له خالد بابتسامة، في اللحظة التي كانت قمر تحمل صينيه عليها القهوة، كما يفضلوها

ما أن رأت السعادة تشع من وجه زوجها، حتى وضعت القهوة وهي تقول:

_ هل ترى كم تغير وجهك بابتسامة، صرت وسيما أكثر منهما..

مد يده ليقربها منه، ضمها بين ذراعيه، وهو يقول:

_ استعدي سوف تصبحي جدة قريباً

نظرت إلى قاسم بصدمة، وكأنها تسأل هل هي أحدى نزواته أسفرت عن طفل..

بينما جاسم كاد أن يضحك بصوت مرتفع، لكنه تدارك الأمر وهو يقول:

_ لمَ تنظرين له؟ الا اعجبك أنا امي؟

_ هل يعني ان هناك من تشغل قلبك

_ منذ أول نظرة

الفرحة في قلب جاسم تظهر على وجهه، جعلت قاسم يتعامل بحيادية، جعلته يحاول أن يكبل ذلك المجون والجنون في قلبه وعقله، وهو لا يدري ماذا عليه أن يفعل؟

عليه أن يصمت فإن أي كلمه ستقال الآن لا معنى لها!

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي