الفصل15

الفصل 15

رغم كل التدريبات التي تلقاها ألبرت، والقسوة التي عاش فيها، إلا أنه شعر برجفة في قلبه، ما أن ذكر بيتر أسمه بهدوء، كأنه لا يشعر بمدى وطء الإسم..

ومما يراه من هدوء وروية وشكل بيتر الجذاب الوسيم الذي يختلف كل الإختلاف عن ما يسمعه عنه من وحشية وعنف..

إلا أنه استجمع شتات نفسه وهو يقول:
_ مرحبا بك، لقد سمعت الكثير عنك

‌_ أتمنى ان يكون ما سمعته يعجبك.

_ ومن هذا الذي لا يستطيع الإعجاب بقوتك ومكانتك وذكائك..

ابتسم ستيڤن في مداهنة وهو يقول بصوت يحمل المكر بين نبراته:

_ بالطبع كلامك صحيح الكابو بيتر قائد، يعرف ما يريد، وليس هذا فقط بل يحصل عليه.

ألبرت: كلامك صحيح سيد ستيڤن ما اسمعه عنه يأكد ذلك

ابتسم ستيڤن ويترك المجال لبيتر ليتكلم بينما ألبرت مد يده يسلم على بيتر، الذي ابتسم في وجهه وهو يشير له ليجلس..

نظر بيتر على المائدة الصغيرة الموجودة أمام ألبرت، فلم يجد شيئا يقدم للضيافة، نقل نظره إلى ستيڤن، كانه يسال هل هكذا ترحبون بضيف لي؟

إلا أن ستيفن لم يتكلم، بل الضغط علي الجرس؛ ليحضر كبير الخدم، وخلفه من يحمل الفودكا وبعد المقبلات، ما ان خرجوا حتى كان ألبرت..

ينظر إلى بيتر ينتظر أن يخبره سبب استدعائه، يريد ان يشبع ذلك الفضول الذي تملكه، منذ أن حصل على ذلك المبلغ الكبير مقابل بعض خدماته، في تحسين لغة أحد الأفراد..

بيتر: تبدوا شاردإً هل لازلت تفكر في السبب في استدعائك الى هنا؟

_ هل تلوم علي سيد بيتر

أبتسم بيتر بهدوء، وهو يقول:

_ لقد حصلت على ما طلبته، والآن ستعطيني ما أطلبه..

‌_ بالطبع كما تأمر سيدي..

_ أنا أعلم جيداً إنك ضابط سابق في جهاز المخابرات، وأعلم أنك أنهيت عملك هناك بطريقة ما، لا أريد الخوض في التفاصيل

_ سيكون هذا جيد

_ ومن الجيد ايضا إنك على نفس الشاكلة، سوف تعرف كيف تعزف معي، على اي نغمة أعزفها..

نظر له ستيڤن وهو يرتشف كأس الفودكا على دفعة واحدة ويشير إلى ألبرت أن يشرب هو الآخر، عله يستطيع أن يتكلم بطلاقة..

فلقد أصبح الكلام ثقيل على فمه، ربما من الخوف، أو ربما من أنه لم يتوقع أن يرى ذلك الإنسان، المعروف عنه وحشيته ودمويته، بهذا الشكل الوسيم وكأنه صورة متناقضة، ما بين الجمال الظاهري والقبح الداخلي..

فما جمعه من معلومات عن مافيا فلاديمير، ذلك الرجل الورع التقي، جعل عقله يشت، وأوصله ترتعد، ما يعلمه عن بيتر أبنه الذي لا يتوانى في تمزيق الجمال، بعد ان يكتفي منه..

يجعله يدرك أنه إن أخطأ لن يكتفي بتمزيقه ولقد سبق وحذره ستيڤن من ذلك، لذا أخذ رشفة من كأس الخمر خاصته، وهو ينتظر أن يخبره بيتر ما يريد..

تكلم بيتر هذه المرة باللغة العربية مما جعل الدهشة تتسرب إلى نفس ألبرت..

هو بالفعل يجيد التكلم باللغة العربية بطلاقة، فلم يكن ليتخيل انه يجيدها بالفعل، بهذه الصورة إذا لم يدفع هذا المبلغ الضخم..

ام بيتر أخرجه من وهو يقول:
_ أريد منك أن تقدم لي خدمه، هل تستمع اليا، هل تفهمني؟

رد عليه ألبرت باللغة العربية:

_ أجل أسمعك جيداً، لكن في البلاد العربية لا يتحدثون بهذه الطريقة

بيتر: هذا ما قاله ستيڤن

نقل ألبرت نظره من بيتر إلى ستيڤن، الذي يجلس بهدوء، يضع ساق فوق أخرى، يرتشف الخمر، لا يهتم بما يدور حوله..

إلا أن عقله كان يفكر في أشياء كثيرة، صراعات تدور في خاطره، تشعره بأنه يقترب خطوة، من تحقيق ما يريد..

يتذكر ما حدث في الماضي، يتذكر ذلك اليوم الذي فقدت فيه « آن» الوعي وسقطت أرضا بعد أن مزق شفتيها بشفتيه، بعد.أن سال دمها في فمه..

وهو يغرز اسنانه فيها يستمتع بنظرات الرعب الممزوجة بالألم في عينها..

رغم أنه كان يفكر في تركها لأنه أن بقي معها لن يتركها حتي يحصل علي جسدها المهلك، ليشبع رغبته منها رغم انه يدرك ان ما يشعر به كأنه نار لن تتوقف، إلا بموته أو موتها..

لم يدري ماذا عليه أن يفعل، كاد ان يخرج من الشقة، بعد أن يغلقها عليها إلا انه رجع خطوة؛ ليحملها بين ذراعيه، ويتحرك بها الى الفراش، ليضعها عليه وهو ينظر لها بمزيج من الحقد والكره..

هو نفسه يعرف، أن ما يربطه بها ليس فقط ما يشعر به، لقد كانت آن تمثل تلك الدرجة التي سوف يصعد عليها؛ ليأخذ قطعة اكبر من الغنيمة، ويأخذ حيز اكبر من المكان..

لكنها بددت كل ذلك بما فعلته، رفضته هو لتحب ذلك اللعين «خالد قاسم» الذي سوف يستمتع ستيڤن وهو يراهم جميعاً يعملون تحت يده، ينفذون أفكاره، يمزقوا خالد أربا، ينهون حياته المهنية ويحطمون آماله

كما تحطم هو في ذلك اليوم، ترك الكأس من يده أرجع رأسه لينظر إلى السقف..

يري نفسه لا يقوى على البعد، اقترب من الفراش يد تتحرك على جسد آن الغائبة عن الوعي، كأنه يمسد وجهها وعنقها، وما أن نزلت يده إلى ملابسها حتى جذبها يمزقها..

ورغم ما يفعله إلا أن «آن» لم تستيقظ، لم تشعر بما يفعل من الأساس، أقترب برأسه منها، ليحط بفمه على شفتيها، يقبلها بشغف ممزوج بالقسوة ويده تجردها مما ترتدي..

وهو ينتهك جسدها، يغتصب ما ليس له وما أن شعرت آن به وحاولت دفعه حتي كان بكبها بيده ويحاصرها بجسده الضخم..

يقيد حركتها أسفل منه، وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تدفعه إلا ان الوقت كد فات ما ان شعرت به بداخلها
صرخت بألم يمزق روحها، وهي تقول:

_ ابتعد عني ايها الحقير سوف أخبر والدي بما فعلت
‌ _ لن تستطيعي لانك لن تريه مرة اخرى
_ ابتعد
_ لا، لن يحدث لقد بدأت لتو..
كان يحركها بين يده ينتهك جسدها بقسوة
لم تستطيع الابتعاد عنه بصقت علي وجهه
رفع نفسه عنها يصفعها عدة مرات، حتى أدمي فمها، وما أن رآها ترتجف قال:

_هذا افضل ايتها العاهرة
_ لست عاهرة
_ أري أنك لازلت تستطيعي الكلام، لذا اسمعي أنت من الليلة عاهرتي أنا..
_ لا..
_ اقترب من اذنها وهو يهمس بصوت كالفحيح:
_ سوف ترين، سأجعلك تتوسلي حبي

_ ايها اللعين عندما يعرف أبي بما فعلته..

_ لا تنسي أن تخبريه كل شئ، حتى ما لم أفعله بعده، لاني لم أبدأ بعد.فمن مثلك تستحق، كل العذاب الذي سوف تلاقيه، لقد.طلبت حبك أيتها الحشرة ورفضتني ..

_ لأنك حقير..
صفعها مرة اخرى وأكمل ما يفعله بينما هي لم تعد. تقوى على أن تنبث بين شفتيها تحولت أمامه إلى جسد منهك من فرط قسوته

لأن القدر ساخر في الوقت الذي كان فيه ستيڤن يمزق جسد آن بأسنانه وقبلاته العنيفة وقسوة لمساته على جسدها الهش وعنفه الذكوري عليها

كان فلاديمير يفعل المثل، مع طفلة لم تتجاوز السابعة عشر، كانت في أخر شحنة وصلت لهم..
اسمها «نيڤين» كانت تحلم بالنجومية والتمثيل، قرأت إعلان في أحد المواقع، مطلوب ممثلات شابات، وفرصة النجومية في فيلم عالمي..

ذهبت كما ذهب غيرها لذلك العنوان، الذي كان فخ، تم اصطيادها هي وغيرها من الحسناوات، التي حلمنا بالنجومية والسعي وراء الشهرة الكاذبة..

كان الاختبار عبارة عن مشهد من احد الافلام المعروفة، تركوهم ليحفظوا وما أن أتى عليها الدور، قامت بالتمثيل المشهد بتمكن، إلا أن طلب منها المخرج أن تغير تلك الملابس، لترتدي ثوبا يليق بالدور

لأنه يرى انها تستحق فرصة أكبر، ولأنها تسعى وراء الحلم قبلت، غيرت ذلك الثوب بثوب مكشوف يظهر مفاتنها بسخاء، لم تخجل وهي تقف أمام الكاميرا، التي تأخذ لها عدة لقطات، بعدها صورت المشهد، وما أن انتهى..
قدموا للجميع عصائر ومأكولات خفيفة، بعدها لم تستيقظ إلا في تلك الحاوية، وجدت حولها البعض يصارع من أجل الحياة، لم تكف عن البكاء حتى جفت دموعها..

تلوم نفسها لسعيها خلف الشهرة التي كانت نتيجتها مجهولة..
وبينما فلاديمير ينتهك عذريتها، يمتلك جسدها بمنتهى القسوة والوحشية، يخرج ساديته على جسدها البض..

كان ستيڤن يفعل المثل مع ابنته…

رجع ستيڤن من أفكاره التي جعلته يشعر بالانتشاء على صوت بيتر الذي يخبر ألبرت وهو يقول:

‌_أجل ستيڤن هو الآخر يعرف كيف يتكلم العربية، لكن باللغه الفصحى..

_ هل يعني ذلك انكم سوف تفتحون سوقا جديدا في هذه المنطقة

_ لا شأن لك بما سنفعل، كل ما أطلبه منك أن تساعدني، أن أتكلم اللغة العربية بلكنة مصرية..

‌_ شيء بسيط أستطيع أن أعلمك كل اللكنات العربية

_ لن أهتم لباقي الآن، اللكنة المصرية هي ما أريد

_ إذا مصر هي السوق المستقبلية

ستيڤن: لا تستخدم ذكائك فكلما حصلت على معلومات أكثر كلما تعرضت حياتك للخطر أكثر..
بيتر: هذا صحيح

ألبرت: حسنا لن احاول ان اسالك عن شيء، لكن مبدئيا سنبدا من الصفر، حينما ترى رجلا لأول مرة، لن تقول له كيف حالك؟

_ ماذا سأقول له؟

‌_«أزيك»

_ ماذا؟
_ كما سمعت هذه الكلمة تعني كيف حالك؟

حاول نطقها عدة مرات، كان ينطقها بطريقة مضحكة..
مما جعل ستيفن يحاول أن يتمالك نفسه، حتى لا يضحك بسخرية، فهو يدرك جيداً أن بيتر لن يرحمه، ان اخطا مثل هذا الخطأ وسخر منه أمام أحد او حتى بمفردهم…

رفع الكأس إلى فمه بينما بيتر يردد الكلمة عدة مرات إلى أن وصل إلى النطق الصحيح لها.
نظر له ألبرت وهو يقول :

_ هذا جيد، احسنت لنكمل كرر مرة اخري..

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي