الفصل17

الفصل 17

في الوقت الذي كان فيه بيتر يفكر في كلام ستيڤن، عليه أن يبحث خلف الحساب البنكي الخاص بأخته، كان ستيڤن يمدح ذكائه لانه سحب المال بأسم روبرت، وكل الفضل يرجع إلى آن التي أحضرت له جهاز اللاب توب الخاص بروبرت…

بينما طائرة الدون فلاديمير تحلق فوق القصر، تتجه إلى قصره الخاص، الذي لا يذهب له إلا لمتعته وتفريغ شحنة الغضب بداخله في جسد أنثوي يمزقه أسفل منه..

ولكنه منذ تلك الليلة مع تلك العذراء الصغيرة، التي اختارها من بين شحنة كاملة، ورفض بيعها بمبلغ ضخم خاصة، بعد أن أرسلوا له ذلك الفيديو الذي صورته في اختبار التمثيل..

ولان دانيال ومن يعملون تحت أمرته قام بتدريبها جيد، وهو يمني نفسه بليلة صاخبة مع تلك الحسناء فكل مرة اتت له نوڤا، كانت أفضل مما قبلها، ورغم أنه ينفر من النساء بعد ليلة واحدة، إلا أنها منذ أول ليلة قضاها معها، وهي اصبحت هاجس له..

كأنها توليفة خاصة من المواد المخدرة، تخدر عقله وتجعله ينتشى، إلا أنها لا تخدر العقل بل تسكن ذلك الوحش السادي، الكامن بداخله..

فبعد ليلة دموية معها، سوف يفكر بهدوء، يقرر ما عليه فعله في ذلك المؤتمر، الذي سوف يسافر له قريبا، كانت الأفكار تأخذه وتتركه إلى أن همس

فلاديمير: ليلة معك ستجعلني أهدء طفلتي الجميلة نوڤا..
اخذ يمتص دخان السيجار خاصته، وهو يبتسم كأنه ضبع، تمكن من فريسة لكنه رجع ليقول:

_ لكن في المرة الماضية كدتي أن ترحلين، لكني لن أتركك ترحلين بسهولة يا قطتي، فأنت مميزة ..

بينما هناك في ذلك البيت، الذي يعد سجن بطريقة مرعبة، حيث تبقى فيه الفتيات التي تم خطفهن، أو اتين بضاعة في حاويات، من ببعت منهن في مزاد رحلت، ومن عمل على جسدها الجزار البشري، لانه بالتأكيد ليس طبيب، من يقوم بتحويل البشر إلى قطع غيار

أعضاء بشرية، لمن يستطيع الدفع، لمن لا يتحمل الألم، سواء كان يحتاج إلى كلى أو كبد أو قلب، أو حتى رحم أجر لمن لا تستطيع الإنجاب، وقتها تبقى من يقع عليها الاختيار في المستشفى إلى أن تضع الطفل، وقتها قد تعود أو لا…

ومن لم يأتى عليها الدور بعد، ها هي تنتظر، لا ترى ضوء الشمس ولا تستنشق الهواء الطلق، يرتدون ملابس موحدة، لا مجال للخروج من تلك الحجرات التي لا تختلف عن حجرات السجن، إلا حسب الطلب

وما يلاقونه من عذاب يجعل أقسى أحلامهن ان يخرجن، حتى لو كانوا بضاعة أو حاوية تحمل في أحشائها خام المواد مخدرة، التي يتاجر فيها التنظيم، أو تحمل مواد مشعة التي تكون سبب في تدمير خلاياها، لكن من فرط السأم لن يفرق معهن اي شيء حتى يخرجن من هذه الحجز!

الذي لا تزيد الغرفة فيه عن متر في مترين كأنه قبر، لا منفذ فيه ليعبر منه الضوء، ودورة مياة مشتركة، لا يدخلونها إلا صباحا ومساءا مرة واحدة، الماء بمقدار، الطعام مرتين فقط، كمية لا تكاد تكفي طفلاً..

كانت المسؤولة عن ذلك المكان، عاهرة عجوز تدعى «روزلين» تعاملهم بقسوة، لأنها لم تحظ بمقدار من الجمال مثلهن، لكنها تناست أنهن ضحايا ذلك المجتمع الظالم..

او انهن أتينا مثلما أتت هي في يوما ما، ربما بقت سنوات تخدم في الحانات، السكارا وحثالة المجتمع، وما أن تقدم بها العمر ولم تعد تصلح لتعمل هناك، أو حتى تتحول لأعضاء بشرية، من فرط ما أحتسب من كحول ومخدرات على مدار حياتها…

اصبحت سجانة لهن، تعاملهم كالحشرات، معاملة لا تمت الإنسانية بصلة، تشعر بالغيرة من جمال البعض، لذا تسكب على وجهها الماء صباح ومساء قد تسكب عليه الماء الملوث او فضلاتهم، من تعترض تجلد بالسوط إلى أن يدمى ظهرها…

من ترفض أي طلب منها قد تحرمها من الطعام عدة أيام، قد تجعلها تعيش على الماء فقط، حتى الماء بمقدار، قد تمنعها من الدخول الى الحمام إلى آن تتبول على نفسها، أو تتبرز في مكانها.

كانت قسوة روزالين ربما من الأيام التي عاشتها ولكن لا عذر لها، فيما تفعله فيهن..

إلا ان هناك بعض السجينات لهن معاملة خاصة، لكن لم يحصلوا على تلك المعاملة، إلا بعد أن مروا على سلك التعذيب الخاص بروزلين..

ها هي ترن الجرس وعلى الجميع ان يستيقظ، نظرت نيڤين حولها، وجدتها تنظر لها، وهي تقول باللغة روسية:

_ استعدي، سوف تذهبي إلى القصر.

رغم أن نيڤين لا تستطيع الكلام بالروسية، إلا أنها فهمت كلمة قصر، ارتعد قلبها وهي تتراجع إلى الخلف، حتى التصقت ظهرها بتلك القضبان خلفها، نظرت لها روزالين بسخرية، كأنها لا تصدق أن تلك الحشرة تفر من لقائها بدون فلاديمير…

صفعتها على وجهها حتى سقطت أرضا، وهي تقول:

_من تظني نفسك أيتها اللعينة؟

أشارت لها بأنها لم تفهم

تكلمت روزالين بلغة انجليزية وهي تقول:

_هل تفهمينني الآن أيتها الحشرة
هزت نيڤين رأسها وهي تقول بالإنجليزية ركيكة:

_ أجل أفهم

روزالين: لمَ تشعرين بالخوف؟ هل يعاملك بقسوة؟
رفعت عينها وهي تنظر لها برعب، لا تعرف كيف تقول لها، أنه القسوة بعينها، أنه كالجحيم نفسه..
لكنها هزت رأسها بالنفي

روزالين: أن ما أنت فيه، حلما لكل من هنا، لذا عليك أن تكوني شاكرة له، لا تنسي أن تقبلي قدمه عندما تريه…

ازدردت لعابها، هي لا تريد الذهاب إلى هناك، تشعر بالنفور والخوف، تكره نظرته إليها تمقت ما يحدث لها، لكنها لا تملك حق الاعتراض فهي إلى الآن تتألم مما حدث لها آخر مرة..

لكن هل تستطيع أن تخبرها أنها إلى الآن تعاني أن عظمها لم يتعافى بعد، أن وجهها مازال يؤلمها من تلك الصفعات التي كالها لها، أن جسدها يأن من وطء الظلم الذي يقع عليها، إلا أنها لم تقوى على الكلام..

لذا أشارت لها روزالين أن تتحرك أمامها، كانت تسير بخطوات بطيئة، كأنها تساق إلى الموت، ومع ذلك تركتهم يحولونها إلى دمية

إحدهن تصفف لها شعرها،، الأخرى تزين وجهها، وحدهن تنتقي لها ما ترتديه، حتى اصبحت عنوان للفتنة، تلك المساحيق على وجهها، كانت تعطيها عمراً أكبر من سنوات عمرها 18

لقد أتت إلى هنا وهي في 17 فقط، عام كامل جعلها شيء آخر، تنساق إلى قدرها لا تقوى على الاعتراض، ومتى كان لها القدرة على ان تعترض؟ هي منذ ذلك الاعلان اللعين، الذي ذهبت البحث عن النجومية خلفه، وهي دمية يحركونها بحبال…

تعرف جيداً أنها جسد بالي، إلى أن ينتهي الغرض منه، او يمل منها الدون ويبحث عن دمية جديدة، ليمزق جسدها ويكسر عظامها، وقتها سينفر منها، يلقيها إلى جزار البشر يحولها إلى أعضاء بشرية

لكن هل سيبقى فيها شيء يمزق؟ لقد أستطاع ذلك اللعين تمزيق كل شيء فيها، حتى الروح نفسها، لم تعد ثائرة أصبحت فاترة الهمة، تقبل بكل شيء من أجل ان يتوقف الألم تقبل تلك الأدوية التي يعطونها اياها أو ربما لا تدرك أنها منشطات أو بعض المخدرات، لتجعلها تتحمل تلك القسوة

كلما مر الوقت ولم تنتهي روزالين، وباقي فريقها من اعداد نيڤين، حتى كان صوت دانيال يرتفع، وهو يقول:

_هل سأظل منتظراً كثيراً؟ لقد مر نصف الوقت، كاد الدون أن يصل

روزالين: ها نحن كدنا ننتهي

_عليك اللعنة روزالين سوف يصب غضبه عليا إن وصل قبل أن تصل هي..

_ لا دري ما الذي يعجبه في تلك الحمقاء؟ التي لا تقدر النعمة التي حظيت بها.

_ ربما لأنها حمقاء، تحصل على حظ وافير، فهي منذ أول مرة كانت معه، وكاد ان ينهي حياتها كالعادة، لم ادري لمَ توقف وطلب منا إنقاذها..
_ ربما أعجبته في الفراش، رغم اني لا اري فيها شئ لقد.كنت في شبابي أجمل منها مائة مرة

نظر لها دانيال بسخرية ممزوجة بعدم تصديق، وهو يقول:

_ حقا ؟

_ ألا تصدقني

_ لمَ لا اصدقك لقد ضاجعتك مرة وكنت شبقة
ضحكت روزالين بصوت مرتفع وهي تقول:

_ ولا زلت

كادت نيڤين أن تتقيأ وهي تنظر لهم، تفهم بعض الكلام، الذي يقولونه ولكن باقي كلامهم كأنها الغاز ولغرتمات لا معنى لها

أنتهى الفتيات من تجهيز نيڤين التي تحول أسمها الى نوڤا بأمر من فلاديمير نفسه..

ورغم مرور شهور طويلة، على ذلك اليوم الذي ذهبت فيه لتجري ذلك الاختبار، إلا أنها لا زالت إلى الآن تذكره تلعنه، تتمنى لو أنها لم تفعل..

تتمنى لو أنها أستمعت إلى كلام والدتها، وأكملت تعليمها ودراستها، لو كانت اهتمت بدراستها وحياتها، ما كان وصل بها الحال إلى هنا..

وسؤال يلوح في الأفق وهي تتحرك معهم كأنها دمية، تحركها الخيوط..

_ما هو شعوري أهلها هل لا زالوا يبحثون عنها أم فقدوا الأمل في رجوعها؟ وهل تقوى على أن تتمنى العودة؟

بعد ماذا؟ بعد ان مزقت روحها تشتت الامل في طريقها وأصبحت جسد بالي، انتهك من الجميع وأولهم هي..

هي من سمحت لهم أن يلتقطون لها الصور، التي كانت دافع ليطلبها فلاديمير ذلك الطاغية الذي رأت أسود ما في الحياة على يده..

لقد كان جلادها، الطاغية الذي أعجبته الدمية فلم لم يسمح لها بالرحيل، أمرهم بأن لا يتركونها تموت

رغم ان الموت قد يرحمها من ذلك العذاب المستمر، فكلما شعر بكبت أو غضب اتصل بدانيال يأتي بها له، يستخرج ما يشعر به من مجون على جسدها..

ها هي تدخل الى القصر قبل أن يأتي، تتحرك وكانها تساق الى الموت بعينه، لكنه ليس مرة واحدة، بل مرات عديدة، الوجع الذي يغلف جسدها، ما ان تنظر إلى المكان

الالم الذي يجلد قلبها بسياط من العذاب الحي، وهي تستعد لمَ سيحدث لها..

كانت تسير بخطوات واهية، لكنها تعلم أنه لم يحضر بعد، الطائرة ليست بمكانها

خلعت عنها ذلك البالطو من الفرو الأسود المناقض لبشرتها البيضاء وجسدها البض المشبع بالحمرة

تقف بذلك الثوب المكشوف الذي لا يكاد يواري شئ، تنظر لنفسها في المرآة لا تصدق ان تلك الفتاة التي كانت، هي نفسها تلك المرأة التي تنظر لها بثقة..

نيڤين: هل هذه أنا؟

هل نسيت نفسي، ربما لانها لم تنظر لنفسها في المراة منذ زمن، ولم تنظر إلى ما فعلوه في وجهها وجسدها، حينما كانوا يعدونها كانها طبق يجب ان يقدم بطريقة فاخرة ليرضى عنهم دول فلاديمير..

نطقت اسمه وكأنها تستدعي الشيطان نفسه، ما أن نطقت الاسم حتى استمعت إلى صوت الطائرة، تحوم في الهواء مبددة سكون الليل، مرسله في قلبها رجفة..

مرسلة ذكريات أتت من العدم، تراها أمام عينيها، رحلة من العذاب ستبدأ لا تدري إن كانت تستطيع أن تصمد ام ستنتهي حياتها الليلة.

ورغم أنها تتمنى بالفعل ان ترحل، لكنها التفتت وهو يدخل من ذلك الباب، بطوله الفارع وجهه الأبيض شعره الأشقر الذي تتخلله بعد الخصل بيضاء، عينه التي تشبه الزجاج شكله الذي قد يؤثر أي أحد لينظر إليه..

ولكنه يخفي خلف وسامته، وحش ينهش بمخالبه في الروح قبل الجسد..

فلاديمير بصوت كالفحيح وهو يفتح لها ذراعيه

_ اشتقت إليك نوڤا وإلى لعبنا معا ألم تشتاقى لي
_ بالطبع سيدي اقتربت من حيث يقف لتقبل خده وتركع أمامه تقبل يده عدة مرات وما ان سجدت على حذائه تقبله حتى ركلها وهو يقول:

_هل أنت مستعجلة دميتي؟

نظرت له بعين يملئها الرعب يسكنها الخوف وجسد يرتجف، وكانها يتخيل ما سوف يحدث له، كادت أن تتراجع
لكنه أمسك شعره في قبضته، يرفع وجهها لتنظر له، وهو يقول بصوت يشبه الهمس، المغلف بالقسوة:
_ لم نبدأ بعد طفلتي، هل تريدين الهرب؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي