قرين ميّت البارت الخامس والعشرون

"قرين ميّت" "البارت الخامس والعشرون"

إن ربتت جميع الأكفف فوق كتفيْ من فقد عزيزاً فلن يكفي، لن يخفف ذلك من ألمه ولا يحد من أوجاعه!، فبعض الناس يمضون قدماً لأن برفقتهم من يخبرهم بأنهم يسيرون على الطريق الصحيح وأنهم سيجدون في نهايته ما سعوا إليه طوال رحلتهم، فكيف سيمضي ذلك المسكين دون أحبته؟!.

في المنزل الذي تمكث فيه حور برفقة الأطفال.
دلفت حور إلى غرفة الأطفال فوجدت الفتاة لا تزال مستيقظة.
جلست حور بجانب الفتاة وقالت بابتسامة:
_عزيزتي لمَ لا تزالين مستيقظة.
نظرت الفتاة في عيني حور بينما كانت عينيها مليئة بالدموع وقالت:
_أين أمي يا حور؟

جحظت عيني حور وقالت بتلعثم:
_عزيزتي لقد اخبرتكِ أنها..
فاقتضبت الفتاة حديثها وقالت ببكاء:
_لقد قُتِلت أليس كذلك؟

شهقت حور بالبكاء لأنها لم تُرد أن يعلم الأطفال بذلك الأمر فسرعان ما قالت بنبرة خافتة لكي لا يستمع إليها الفتى النائم:
_رجاءً أخفضي صوتكِ لكي لا يعلم شقيقكِ بالأمر، أقسم لكِ أنني لم أكن أعلم، لكن كيف علمتِ بذلك؟.

فقالت الفتاة بنبرة يملؤها البكاء:
_لقد استمعت إلى حديثكِ مع والدي، صرت أعلم بكل شيء يا حور.
تعالت شهقات الفتاة وأردفت بنبرة تكاد تمزق نياط القلب قائلةً:
_لقد أردت أن أودعها فقط، كيف عساي ألا أراها ثانيةً؟

اقتربت حور من الفتاة وضمتها إلى صدرها بقوة وقالت:
_أنا هنا بجانبكِ عزيزتي، لن أترككِ أنتِ وشقيقكِ أبداً.
ابتعدت الفتاة عن حور بعدما تعالت حشرجاتها وقالت بصوت حانق:
_أشعر أنني أختنق.

أمسكت حور بوجه الفتاة وقالت بوجل:
_عزيزتي رقية ماذا بكِ؟ ما الذي أصابكِ؟
كان من الصعب جداً على رقية أن تلتقط أنفاسها فسرعان ما قالت حور:
_هيا بنا لنقف خارج المنزل لكي تستنشقي هواء نقي.

ما إن خرجت رقية برفقة حور من المنزل حتى فوجئا بالأنصاري داخل سيارته يدخن لفافة التبغ بينما انتشر رجاله حولهم وحول المنزل.
التصقت رقية بحور فأمسكت بها حور وجعلتها تقف خلفها بينما كان ترتعد خوفاً هي الأخرى.

جمعت حور رباطة جأشها والتفتت للخلف لكي تلدف إلى المنزل ولكنها فوجئت ببعض الرجال يقفون حائلاً بينها وبين المنزل.
نظرت حور نحو الأنصاري وصاحت بقوة قائلةً:
_ماذا تريد؟

تبسم الأنصاري وقال:
_حقيقةً أريد أن أقتلكم ثلاثتكم، أنتِ والصغار لكن قُدّر لكم أن تحظوا ببعض الوقت حتى أتمكن من جلب النمر.
جفت الدماء في عروق حور فقالت بتلعثم:
_لمَ لا تتركنا وشأننا؟ نحن لم نؤذيك أبداً.

قهقه الأنصاري بسخرية وقال:
_ربما الحنث العظيم الذي اقترفتموه أنكم لم تؤذوني، لأنني أخشى من يؤذيني يا حور.
ضمت حور حاجبيه بعدم فهم وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة أفاقت على صوت رقية وهي تصيح بأعلى طبقات صوتها وكذلك شقيقها مصطفى.

صاحت حور ببكاء وقالت:
_أرجوك اتركهم، إنهم أطفال أليس في قلبك ولو القليل من الرحمة؟
التفت الأنصاري نحو حور وقال بسخرية:
_بلى لدي، لذلك سآخذكِ، ستأتين برفقتنا لكي تكونين بجانب الصغار.

لم تلبث حور إلا أن فوجئت بأحد رجال الأنصاري يحملها فوق كتفه ويسير نحو إحدى السيارات ولم يكترث لضربات قبضتيها الصغيرتين.

بعدما رحلت سيارة الأنصاري وسيارات رجاله كانت تقبع سيارة تبعد عشرات الأمتار عن منزل حور، كان بداخلها اثنين من رجال السيد رشيد، وما إن رأى السيارات تغادر حتى قام بالإتصال بالسيد رشيد.

أجاب السيد رشيد المكالمة قائلاً بتساؤل:
_ما الأمر؟
فقال الرجل بنبرة وجلة:
_الأنصاري.
فسرعان ما قال السيد رشيد بفزع:
_ماذا حدث؟

تنهد الرجل وقال بنبرة تملؤها خيبة الأمل:
_لقد كان هنا، لا أدري كيف علم بمكمن حور والأطفال.
فقال السيد رشيد بتساؤل:
_هل اختطفهم؟
فقال الرجل بنبرة يكسوها الحزن:
_أجل يا سيدي، ها أنا ذاهب خلفهم لكي أتحقق أين سيذهب بهم.

...

على صعيد أخر كان النمر برفقة السيد رشيد وقد انتفض جسده حينما علم بأمر اختطاف الأنصاري لحور والأطفال.
كان النمر يستشيط غضباً ويرتعد خوفاً من أن يصيبهم الأنصاري بأذى.

ربت السيد رشيد فوق كتف النمر وقال بنبرة صوت صارمة لم يتحدث بها من قبل:
_لقد حان الوقت.
التفت النمر نحو السيد رشيد وقال بنبرة غاضبة:
_هيا بنا إذاً.

فسرعان ما قال السيد رشيد:
_سننتظر حتى يهاتفنا أحد رجالي ويخبرنا أين ذهب بهم.
أومأ النمر برأسه ثم ذهب برفقة الرجال لكي يستعدوا للذهاب.

بعد قليل تلقى السيد رشيد مكالمة من أحد رجالة يخبره بأن الأنصاري يتجه إلى مكان طائرته الخاصة، فسرعان ما اتجه نحو النمر والجال وهتف قائلاً:
_الأنصاري ينوي الذهاب بطائرته الخاصة، علينا أن نوقفه قبل أن يصل إلى هناك.

ضغط النمر على نواجزه بقوة وقال بنبرة يملؤها الغضب:
_فلننل منه قبل يلوذ بالفرار.
فقال السيد رشيد بابتسامة يملؤها الأمل بالنصر:
_هيا بنا.

بعد قليل انطلقت سيارات رجال السيد رشيد بينما كانت تتقدمهم السيارة التي تحمل السيد رشيد والنمر الذي كان يقود السيارة.
أثناء الطريق قام النمر بالإتصال بالشرطة وما إن قام أحدهم بقبول المكالمة حتى أخبرهم بأن الأنصاري قام باختطاف أطفاله والآن ذاهب إلى مكان سيارته الخاصة وقام بإعطائهم العنوان.

كان النمر يقود السيارة بسرعة جنونية لكي يتمكن من اللحاق بالأنصاري وبالغعل تمكن من ذلك فعندما وصل إلى ذلك المكان كان الأنصاري يهم للصعود إلى طائرته.

ترجل النمر من السيارة وكذلك السيد رشيد، التفت الأنصاري للخلف فرآهم.
تعالت قهقهات الأنصاري الساخرة وقال:
_مرحباً بكما، كنت أود أن أمضي معكما المزيد من الوقت لكنني سأتأخر.

صاح النمر قائلاً:
_أتركهم، لن أدعك تلوذ بالفرار لن أسمح لك بذلك.
أخرج النمر السلاح وصوّب به نحو الأنصاري.
كانت حور والأطفال ينظرون من نافذة الطائرة وكانوا يصيحون بالنمر لكي يخرجهم من هناك.

كان مصطفى يشتاق إلى والده حد الحنون وعندما رآه في الخارج لم يتحمل الإنتظار فهرع خارج الطائرة يصيح ببكاء قائلاً:
_أبي.
ما إن رآه الأنصاري حتى أمسك به وحمله ثم وجّه سلاحه صوب رأس مصطفى.

شهقت حور بفزع حينها بينما أخفض النمر سلاحه قائلاً بفزع:
_أرجوك اتركه.
قهقه الأنصاري قائلاً:
_إلقي سلاحك أرضاً يا ماجد.

نظر النمر نحو السيد رشيد فأومأ له برأسه كي يخفض سلاحه.
نظر الأنصاري نحو السيد رشيد وقال بسخرية:
_لقد اشتعل رأسك شيباً يا رشيد، لا تخبرني أنه بعامل تقدم السن، أنت من تسببت في ذلك لأنك أُحصرت في الماضي.

ضغط السيد رشيد على نواجزه بقوة وقال:
_لا تقلق يا صديقي القديم، سأتحرر من الماضي قريباً، قريباً جداً.
كان مصطفى يركل الأنصاري بأطرافه الأربع لكن جسده الصغير النحيل لا يمكنه أن يؤثر على ذاك الداهية!.

نظر الأنصاري بخبث نحو مصطفى ثم زحف نظره نحو النمر، فقد كان ينوي أن يقتل الفتى الصغير أمام عيني النمر لكن قبل أن يضغط على الزيناد داهمته رصاصة في كتفه الأيمن حيث كان يحمل مصطفى بذلك الجانب.

كاد مصطفى أن يسقط لولا أن التقطته حور وضمته إلى صدرها.
التفت الجميع نحو الشرطي الذي أطلق النار.
نظر السيد رشيد نحو النمر وقال بابتسامة:
_أتوا في اللحظة المثالية كما لم يفعلوا من قبل.

اتجه الشرطيون نحو الأنصاري وألقوا القبض عليه هو ورجاله الثلاثة سائق الطائرة والحارسيين الآخرين.
كان الأنصاري يصيح وكأنما جن جنونه قائلاً:
_لن ينتهي الأمر، سأعود مرة أخرى وسأنتقم منكم جميعاً، لن أظهر أي نوع من الرحمة أو الشفقة، أقسم لكم أنني سأفعل ذلك.

أخرج النمر تنهيدة وكأنه لم يتمكن من التنفس لوقت طويل، ثم ألقى بسلاحه أرضاً واتجه نحو حور التي هبطت من الطائرة برفقة رقية ومصطفى.
هرع الأطفال نحو والدهم واحتضنوه بقوة، فضمهم النمر نحو صدره ثم نظر نحو حور.

أشاحت حور بنظرها بعيداً فقال النمر بنبرة يملؤها الكمد:
_حور، أعلم أنني تخطيت حدود الغفران لم أكن لأفعل ما سأفعله الآن لولاكِ.
ضمت حور حاجبيها بتعجب وقالت:
_ماذا تقصد؟

تنهد النمر وقال:
_كما أن الأنصاري سينال عقابه على جرائمه، يجب أن أُعاقب أنا أيضاً.
أومأت حور برأسها ثم قالت بملؤها الجمود:
_أخشى أن قانون الأرض لن يكفي.

جحظت عيني النمر بدهشة وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة أمسكت حور بيدي الأطفال ورحلت.
تنهد النمر ثم اتجه نحو الضابط وتحدث إليه فأشار الضابط إلى عناصره كي يلقوا القبض على النمر.

اتجه السيد رشيد نحو حور قائلاً:
_سأسعد إن انضممتِ إلينا أنتِ والأطفال.
تبسمت حور وقالت:
_ربما، لاحقاً.

...

على صعيد آخر توقفت سيارة الضابط جمال أمام قسم الشرطة.
نظر جمال نحو وهج وقال:
_أعلم كم سيكون الأمر صعب بالنسبة إليكِ يا وهج، لكن لا بد أن يُلقى القبض على آدم وشريكه أكرم.

نظرت وهج نحو الضابط جمال وقالت ببكاء:
_آدم قتل أبي! وقام بقتل تلك الفتاة التي كانت تدعى مريم!! وأوقع مُهاب، لقد تسبب في كل شيء يجعلني حزينه أيها الضابط! كيف تمكن من فعل ذلك؟ لقد كان والدي يحبه كثيراً، لم يؤذيه قط! إذاً لمَ قتله؟!

تنهد الضابط جمال بحزن وقال:
_نحن لا نعلم أي من ذلك الآن، لكننا نملك دليل على ذلك، وحينما يتم إلقاء القبض عليه سنتمكن من إيجاب الحلول لجميع أسئلتكِ، سأذهب لألتقي برئيس القسم وآتي ثانيةً.

ترجل الضابط جمال من السيارة ودلف إلى القسم بينما ظلت وهج في السيارة تتذكر والدها ومُهاب، اللذان حُرمت منهما بسبب آدم!.
علا نحيب وهج من شدة الألم الذي كانت تشعر به في قلبها، كانت تود لو أن تمسك بآدم وتمزقه إرباً لما فعل.

أفاقت وهج من شرودها على صوت الضابط جمال حينما صعد إلى السيارة قائلاً:
_سنذهب خلف سيارة الشرطة، إن لم تريدي الذهاب لن أدعكِ ترين ذلك.
فسرعان ما قالت وهج:
_بلى أريد الذهاب.

...

على صعيد آخر في منزل مريم كانا آدم وأكرم لا يزالا يبحثان عن أي شيء مثل كاميرات مراقبة أي شيء من هذا القبيل لكنهما لم يجدا أي شيء!.
التقا آدم وأكرم في ردهة المنزل.

زفر أكرم بقوة قائلاً:
_لا يوجد شيء يا آدم، دعنا نذهب.
تنهد آدم وقال:
_لا أدري ولكنني لا أفهم أي شيء، إن كان ذلك الشخص يريد النقود لمَ لم يطلبها حتى الآن؟

فقال أكرم بنفاذ صبر:
_لا أظنه يسعى خلف النقود يا صديقي.
ضم آدم حاحبيه وقال بتساؤل:
_ماذا تعني؟
فقال أكرم بحدة:
_دعنا نغادر هذا المنزل أولاً ثم نتحدث لاحقاً.

غادرا آدم وأكرم المنزل وما إن صعدا إلى السيارة وأدار آدم محركها ابتعاداً عن المنزل حتى فوجئا بسيارة الشرطة تداهمهما من الأمام.
جحظت عيني آدم وأكرم بفزع.

تحدث أحد الشرطيين في مكبر الصوت يأمر آدم وأكرم بأن لا داعي للفرار ويجب أن يسلما أنفسهما.
ترجل الشرطيون من سيارتهم وركضوا نحو سيارة آدم وأحاطوا بها.

لم يكن هناك أي مجال للفراى لذلك كان عليهما الإستسلام.
قبل أن يصعد آدم لسيارة الشرطة التقت عينيه بعيني وهج التي كانت تود لو أن تتمكن من قتله بيديها، طأطأ آدم رأسه ثم صعد إلى سيارة الشرطة.

...

بعد مرور بعض الوقت في المحكمة، كان آدم خلف القضبان الحديدية بينما كانت وهج بين الحاضرين تحدق في الفراغ تنتظر حكم القاضي.

بعدما دار الحوار بين رئيس النيابة والمحاميين صدر حكم القاضي بقوله:
_بعد الإطلاع على الأدلة وإعتراف الجاني حكمت المحكمة حضورياً بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي، رفعت الجلسة.

...

في منزل عثمان الدميري كانت وهج في غرفة المعيشة برفقة حور، كانت تتحدث كل منهما حول ما حدث في الآونة الأخيرة.
قالت حور بعدما ارتشفت رشفة من كوب القهوة خاصتها:
_هل تم تنفيذ الحكم؟

فقالت وهج بعدما تنهدت:
_ليس بعد، سأذهب إلى المكتبة، هل تودين المجيء؟
فقالت حور بعدما نهضت:
_مرة أخرى، عليّ أن أذهب إلى الأطفال لقد حان وقت خروجهم من المدرسة.

نهضت حور فأمسكت وهج بيدها وجعلتها تجلس ثانيةً وقالت بتساؤل:
_كيف حالكِ مع هذان الطفلين؟
تبسمت حور وقالت بسعادة:
_جيد جداً، لا بد ممتاز.

تبسمت وهج فأردفت حور قائلةً:
_كلما رأيتهم ينتابني شعور لا أعرف ماهيته ولكنه شعور يفوق الوصف، صارا أساس من أساسيات حياتي، بت أشعر أنني أعيش من أجلهم.

تبسمت وهج وقالت:
_سبحان الله، على الرغم من أن والدهم آذاكِ إلا أنكِ تحبين أطفاله.
نظرت حور نحو وهج وقالت بعينين دامعتين:
_صحيح أن والدهم ألحق بي أذى يجعلني أكن له البغض والكراهية طوال حياتي، لكن الأطفال ليسوا مذنبين، لا تذر وازرة وزر أخرى يا وهج.

ربتت وهج فوق يدي حور وقالت بابتسامة:
_أحسنتِ صنعاً يا حور، لقد اطمأننت عليكِ الآن.
فقالت حور بعدما نهضت:
_شكراً لكِ يا عزيزتي، سأذهب الآن لكي لا أتأخر إلى اللقاء.
...

في المكتبة جلست وهج عند طاولتها المفضلة بعدما وقع إختيارها على رواية ما.
قبل أن تبدأ وهج بالقراءة تذكرت كيف كانت حياتها قبل أكثر من ثلاثة أعوام ثم تذكرت والدها ومُهاب لقد أُخذوا من حياتها فجأة، فذلك لم يكن بالحسبان!

تنهدت حور بينما كان كل شيء يجول في خاطرها، والدها الذي لم يكن لديها سواه ومُهاب الذي رحل ورحل فؤادها معه.
أفاقت وهج من شرودها على صوت رنين الهاتف وقد كانت صديقتها ورد.

تبسمت وهج وأجابت المكالمة قائلةً:
_مرحباً يا ورد.
فقالت ورد بنبرة لاهثة:
_عزيزتي وهج أنا حقاً آسفة جداً لوفاة والدكِ، لقد كنت في الخارج حينذاك ولم أتمكن من المجيء سوى اليوم.

تبسمت وهج وقالت:
_عزيزتي لا مشكلة، أين أنتِ الآن؟
فقالت ورد:
_في المطار برفقة والدتي، حالما نصل سآتي إليكِ على الفور.
فقالت وهج بابتسامة:
_حسنا يا عزيزتي.

نظرت وهج حولها ومعنت النظر في أرجاء المكتبة والكتاب الذي يقبع بين يديها
تبسمت وهج بسخرية وهمست قائلةً:
_في النهاية يعود الإنسان لما كان عليه.

نظرت وهج بمحض الصدفة إلى الأمام ثم نظرت نحو الرواية ولكن جحظت عينيها فجأة وأعادت النظر للأمام وصاحت بعدما تسارعت ضربات قلبها بشدة:
_مُهاب!!.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي