حلمي هو أنت

Elina pearl`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-09-29ضع على الرف
  • 40K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

في أحد ليال ديسمبر البارة استيقظ الناس في ذاك
الحي البسيط بإحدى ضواحي مدينة لندن، على أصوات صافراتٍ وأضواءٍ ملونةٍ تنير سواد  عتمة ذلك المكان وأصوات هتافاتٍ وصراخ تطالب بإنقاذ
تلك العائلةالمكلومة التي حاصراتها النيران داخل
منزلهم الصغير.

تلك الصافرات و الأضواء لم تكن سوى لسيارات الشرطة والإسعاف، هرعت إلى المكان بعد تلقيها
ببلاغٍ عن نشوب حريقٍ كبير في منزل عائلة السيد
كالڤن، العائلة بأكملها أسيرة لهيب نيران منزلها لم
يتمكن أحدٌ من المغادرة أو حتى إستنجادهم
لمن يقبع خارج أسوار جحيم منزلهم الملتهب.

"يبدو أن لا أثر لحياة فلا يوجد أي ظهورٍ لتلك العائلة"!

" ياإلهي لابد من أنهم لقوا حتفهم وهم نائمون بسبب
دخان الحريق"!

"أشعر بالأسى لهؤلاء الأطفال فقد ذبلت أزهارهم وهم يافعين، لا أحد يستحق أن يكون مكانهم كان
الله في عونهم جميعا إن ما زالوا أحياءاً"!

تلك كانت الهمسات والمحادثات التي يتناقلها متفرجي الواقعه المفجعه، مشكلين عائقاً في طريق أولئك الذين يسعون لإنقاذ من كان يقنط وسط ذاك
الجحيم المندلع، من بين متشمتٍ و مقلقٍ ومستمتع
يلتقط المقاطع والصور ليتباهى بها بين أقرانه على
حساب أرواح الضحايا.

" يالهول أنظروا إنه السيد كالڤن!!"





(بعد 20 عاما)

"وأخيراً قُبلت بنفس الجامعه!! أخبرتك عزيزتي زيدي
سأبقى ملتصقةٌ بمؤخرتك حتى الممات!"

إندفعت صاحبة الحوار بكل حماس نحو من قصدتها
بحديثها تعانقها بقوةٍ وهمجيةٍ تنثر القبلات أنحاء وجه الأخرى، والتي بدورها تحاول ابعادها ودفعها
عنها وأمارات التقزز والنفور باديةٌ عليها ناهيك
عن سيل الشتائم القذرة التي تلقيها على صديقتها.

"وماذا ستفعلين في تخصصٍ لا تفقهين به أيتها
البقرة؟"

"لا يهم طالما سنبقى معا لا غير"

"خرقاء!! هل تضعين مستقبلك على المحك لاجل إلتصاقكٍ بي فقط؟!"

"وما المانع من ذلك وكأن لي مستقبلٌ من الأساس،
ما فائدة المستقبل وأنتٍ يمكنك شراءه بمالك وصنعه
بالطريقة التي تريدينها بنفسك!"

"ومنذ متى المستقبل يشترى بالأموال ڤكي؟!"

"لا أعلم لكن هذا ما تقوله لي والدتي دائماً! لننهي هذا
النقاش الأن ولنذهب إلى البار لقد تأخرنا على البقيه
لابد من الإحتفال بهذه المناسبه، هيا أسرعي زيدي!!"

بعدما انتهت ڤيكي من كلامها انطلقت تسبق الأخرى
إلى السيارة حيث ستنطلقان لوجهةٍ معينه، تحت
أنظار زيلدوڤيا التي كساها البرود وهي تراقب صديقتها إلى أن سمحت لساقيها أخيراً بالتحرك
حالما لوحت لها صديقتها بعدما أصبحت بداخل
السيارة وتغادران إلى الملهى حيث مكان مقصدهما
للمتعة.


(زيلدوڤيا)

نعم هذا هو إسمي أو كما يدعيان والداي بأنني أنا من
أطلق هذا الإسم على نفسي بعد عودتي للحياة مرةً
أخرى، بعد غيبوبةٍ طويلةٍ لمدة 5 سنوات إثر علةٍ
كان بها دماغي وقلبي وقتها، كنت طفلةً في الثالثة
من عمري ولم أستيقظ إلا وأنا إبنة الثماني سنوات.

بمعجزةٍ أشاد بها الأطباء عندما عدت إلى الحياة،
بعد يأسٍ طويلٍ وموقنٍ بعدم نجاتي من علتي ولكن
مع صحوتي تغير كل شيئٍ تماماً، حالما صحوة بحسب روايتي والدي أنني تبدلت تماماً فقدت ذاكرتي ولم أعد أتعرف على والدي ومن هم حولي.

بل وفوق ذلك الإسم الغريب الذي أطلقته على نفسي
وكنت متمسكةً به وكم من المشاكل التي أحدثتها
عندما  تم رفض هذا الإسم، لكن بطريقةٍ ما إقتنع والدي بذلك شرط أن يبقى الإسم هذا مجرد إسمٍ
حركي وليس قانوني، فإسمي القانوني هو كارمن
روتشيلد.

حقيقةً لا أعلم عن خفايا هذا الإسم أبداً سوى يقيني
التام بإرتباطه بتلك الكوابيس الغامضة التي تزورني
كل ليلةٍ بلا هوادة، صراخٌ ودماءً ونيران وأشخاصٌ
ملامحهم ضبابيةٌ شفافةٌ تجهل هويتهم سوى إستمرار
أحدهم بمنادتي بإسم زيلدوڤيا، قائلاً أنتي الشاهد
الوحيد ومجد إنتقامنا جميعاً.

أنا الآن بلغت العشرين ربيعاً ومازالت تلك الكوابيس ترافقني طيلة سنوات عمري، لم أخبر بها أحداً سوى
صديقة طفولتي ڤيكي فهي الوحيدة التي تشاركني
أفراحي وأتراحي وأسراري، بإختصار هي بئري الدفين الذي أثق به، لا أذكر شيئاً عن طفولتي
القديمه.

ولا أتذكر والدي جيداً وبت في بداية الأمر أنفر منهما
وأتحاشاهما لكن مع مرور الوقت إعتدت عليهما، لكن
مع هذا لم أخبرهم عما أمّر به مع تلك الكوابيس فقد
اعتدت عليها وباتت كأحد الطقوس التي لا مفر منها
داخل إطار حياتي.

(في مكانٍ آخر)

"في المرة القادمه فلتحضر قنبلةً في جيبك داخل
الكنيسة لا مسدسداً روبن، إتفقنا؟!"

"إخرس!! أنت السبب في ما حدث أي غباءٍ هذا
صفقةٌ وديةٌ داخل معبد؟؟ ومع من؟ مع ألد أعدائنا
وهل بالصدفة ضميرك أراد أن ينفض عنه رذائل الذنوب التي إرتكبها طوال حياته، وأخيراً؟!"

نفث المدعو روبن كلامه بعد إقتحامه لمكتبه هائجا
وهو في أعلى مراتب غضبه، ليزفر أنفاسه ويرتمي
فوق مقعده الفاخر بعدما ألقى بسلاحه وحرر نفسه
من ربطة عنقه، ويطلق العنان لصدره المفتول بعد
حل عقدة عدة أزرارٍ من قميصه أمام صديقه المقرب
وشريك أعماله.



"الفرق بيننا يا صاحبي أنني متأنٍ وأفكر ألف مرةٍ قبل فعل أي شيئٍ عكسك تماماً"

"عفواً؟!"

"كما سمعت يا سيد روتشيلد!!"





بعد دحج صديقه بتلك الكلمات ألقى بنفسه على إحدى الأرائك، يضع ساقيه فوق الأخرى ويتكأ بمرفقه على ساعد الأريكة مسنداً بها وجهه الذي ينظر بشرزٍ مرفوع الحاجب نحو صديقه الأخر،
وبدروه ذاك بقي يرمقه بجمودٍ ينتظر توضيح ما
تفوه به يكاد يمنع نفسه من أن يتهور ويأخذ ذاك
المسدس الذي يقبع بجانبه ويفرغه برأس صديقه
العزيز.


"لا داعي لتلك النظرات أعلم أنك تحبني وتهواني
وهذا ما يمنعك من قتلي، ألست محقاً؟!"

"هذا أقرف ما سمعته بحياتي تعلم أنني أعشق الدماء
أكثر من أمي نفسها، لذلك لا داعي لتواضعك الجميل
هذا وأفصح ما بجعبتك فوقتي ثمين وأنت تعلم ذلك!"

"تباً لك!! المهم ما قصدته أيها المتعجرف أنك دائما مندفعً ولا تتحكم بعواطفك وتتحدث بلغة السلاح دائماً، حتى في أصغر التفاصيل"

"وهل في هذا ضيرٌ يا ترى؟!"

"روبن لنتوقف عن المزاح أنا جادٌ فيما أقول بربك
هل نسيت الأوضاع التي نمر بها في هذه الأيام؟"


ما إن فهم المعني بالأمر ما قصده الأخر حتى تأفف،
ويطلقه أنفاسه الضائقةَ يعتدل بجلسته ويستقيم
بظهره يشرد في الفراغ، فهم فعلاً يمرون بأوقاتٍ
عصيبه مع العناصر الفيدرالية والحكومة بسبب
سرقة حمولة الذهب التي كانت تنقلها إحدى البواخر،
بإضافة حمولة الممنوعات التي كانت بحوزتها وتم
إتلافها بسببهم مما سبب ذلك بخسارةٍ فادحةٍ لهم.



"صحيحٌ أننا إستطعنا إنقاذ شحنة الذهب، لكن هذا
لا يغطي على قيمة ما خسرناه في تلك البضاعة
التي تساوي الملايين روبن!"


"أعلم ذلك! أعلم وها أنت تراى مدى مجهودي في
محاولة إعادة كل شيئٍ إلى وضعه السابق، لكن المراقبة أصبح شديداً في الوقت الراهن لذا الأمر بات صعباً كفاية"

"لهذا السبب أردت منك أن تعقد هدنة سلام رفقة كارلوس بيير يا روبن، هل فهمت قصدي الآن؟!"



إكفهرت ملامح روبن لثواني وجعد مابين حاجبيه وهو يقلب في كلام شريكه داخل راسه، حتى وسع عينه بإندهاشٍ راضٍ وأخذ يقهقة على كلام الآخر لقد
فهم أخيراً ما يصبوا إليه اللعنه كيف فاته هذا الأمر،.
حقاً ستيڤن هذا لم يكن صديقه وشريكه و مساعده
الأيمن سداً فعقله وتفكيره الخبيث والسافل يعجبانه
جداً.











يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي