5

"أسرعوا بمحاوطة المكان لا تدعوهم يقتحمون مكتب الرئيس!!"



"سيدي للاسف إنهم يفوقوننا عدةً وعداةً لقد كان كميناً محكماً!"



"اللعنة لا سبيل سوى الإستسلام لقد قُتل أغلب رجالنا!!"



"ماذا عن الزعيم؟!"



"إنسى أمره إن أردت الإحتفاظ بحياتك!!"



تلك الحرب روبن من أقامها هو وستيڤن ضد غريمهم
وعدوهم كارلوس بيير، لم تكن تلك الحرب من نوايا
روبن أبداً، ولكن بفضل جاسوسه لدى كارلوس علم
أن الأخير قد عزم على كسر السلام الذي بينهم
والغدر بروبن حتى ينال الشرف والزعامة للمنظمة
بأكملها.



لذا لم يضيع روبن فرصته أبداً وقد كانت فرنسا تحديداً باريس هي الوجهة الرئيسية لتنفيذ ما
كان يصبوا إليه من سنوات، والظفر برأس
كارلوس وهاهو بعد تخطيط متقنٍ برفقة شريكه
ستيڤ فاجئهم بسيلٍ من الرصاص والقناصين،
قد قلبوا مكانه رأساً على عقب.



وهاهو يقتحم مكتب كارلوس المذعور بعد هزيمته
النكراء ضد إبن روتشيلد، فمنهم من قُتل ومنهم من استسلم وأعلن الولاء لزعيمهم الجديد.



"روبن!! لماذا هذا الغدر لما تفعل ذلك ألسنا بوسط
هدنه؟!"



"وجه هذا الكلام لنفسك هل تظنني غبياً ومغفلاً
يجعلني أثق بك وأأمن من غدرك؟! لقد وصلتني
كل معلومةٍ عن تخطيطك القذر نحوي!"



"هذا غير صحيح، هناك من يزرع الفتن بيننا صدقني!"



"أسف لست كريماً لأمنحك فرصةً أخرى، ولا رحيماً
أنساق وراء عواطفي، الوداع"



رصاصة تمركزت منتصف رأسه مصاحباً معها السكينة
والهدوء، لم يسمع سوى إرتطام جثة كارلوس على
الأرض وإندثار دماءه صبغت الأرض، والحيطان
والأثاث ووجه روبن الذي ابتسم بجنون حال رؤيته
لكمية الدماء التي انبثقت من عدوه.



"وأخيراً تخلصنا من هذا الجرذ العفن، لقد ضقت ذرعاً
من التمثيل والتعامل معه بطيب، أحسنت روبن
فليعرف كلُّ مكانته من الآن فصاعداً"



تكلم ستيڤن وهو يقترب من جثة كارلوس يقرع بعصاه التي يتكأ عليها، بحذاء كارلوس الميت أثناء
حديثه ومدحه لصديقه.



"على الأقل خرجت من الروتين الممل لم أستخدم
سلاحي منذ فترة، إشتقت لهذه الرائحة واللون
أنظر ستيف منظر الجثة وحدها تحفةُ فنية!"



أخذ يضحك بهيستيريا نهاية حديثه، والآخر يؤيده
يشعل غليونه وينفث دخانه مستمعاً بهذا الإنتصار
ليتوجها بعدها خارجاً حيث رجاله، يأسرون رجال
كارلوس راكعين على ركبهم منكسين رؤوسهم
الرعب والرهبة كستهم من رأسهم لأخمص أقدامهم.




"تخلصوا من هذه الكلاب المسعورة وانثروا رمادهم
في النهر"



"أمرك سيدي"



ما إن ركبا السيارة حتى دوى سيل إطلاق النار من
رجاله على رجال كارلوس أردوهم قتلى، روبن لن
يقبل بهم في منظمته لأنهم كلاب عدوه والثقة
مطموسةٌ من قاموسه، عمله الآن في فرنسا قد
انتهى وعليه أن يقضي عدة أيامٍ أخرى ليجلب
هدايا ابنته الوحيدة.




(عند الفتاتين)



"أنستي السائق بإنتظارك"



"قادمة فلينتظر حتى انتهي"



"أمرك"



استغرقت وقتاً وهي تتمعن نفسها بالمرآة تتأكد من
شكلها النهائي، عندما غمرها الرضى والغرور بجمالها
الفائق ختمته برشها لعطرها وتناول حقيبتها الصغيرة
والنزول حيث ينتظرها السائق، في البهو أسفل السلالم تجلس والدتها ترتشف قهوتها المرة كحياتها
بشرود وصوت كعب ابنتها من على الدرج قد أيقظها
من شرودها لتنظر ناحيتها.



"إلى أين؟! قفي مكانك!"



تأففت زيلدوڤيا بقوةٍ في وجه والدتها إقتربت منها
بغنج وعقدت ذراعيها عند صدرها، تنظر نحوها
بضجرٍ و تأفف.



"ماذا الآن؟!"



"إلى أين بهذا التبرج والملابس الفاضحة وبهذا الوقت أيضاً؟!"


"أظنني قد أخبرتك به بداية هذا الأسبوع على ما
أعتقد، أليس كذلك؟!"



"أين هي أخلاقك يا فتاة؟ إذن ما زلتي مصممةٌ على
تلك الحفلة؟ ألم أقل لك ممنوع الذهاب إليها؟!
عودي إلى غرفتك الآن!!"



"ومن تكونين لتمنعيني، أنا لا أذكر حتى بأنني
طلبت الإذن منك أخبرتك حياتي لا شأن لك بها
هل هذا واضح سيدة روتشيلد؟!"



"زيلدوڤيا!!"


"في الجحيم السابع زلدوڤيا!! تنحي عني ياإمرأة
واتركيني في حالي هل سمعتني، اتركيني في
حالي!!"




لم تتحمل بيلا صراخ ابنتها في وجهها، وكم ازعجها
ذلك وجعلها تستشيط غضباً لترفع يدها بنية
صفعها، لكن زلدوڤيا تداركت الأمر وقبضت على
معصم الأخرى بقوةٍ، قبل أن يرتط بوجهها
ودفعتها بعنفٍ جعلتها تحتضن الأرض بألم.



"إياكِ والتفكير بذلك حتى لأنني حينها لن أدعك
تعيشين بقية حياتك بسلام، أقسم سأعجل أنا بموتك
لا بقلبك، هل هذا واضح؟!"


"ياإلهي سيدتي!!"


كانت تلك الخادمة هرعت إلى المكان عند سماعها
لصوت إرتطام شيئاً ما على الأرض، وعندما لمحت سيدتها على الأرض تمسك جهة قلبها وتتألم صرخت وهرولت نحوها، لتنادي على بقية الخدم لمساعدتها في نقل سيدتهم إلى غرفتها.


حدث كل ذلك تحت أنظار من تسببت بهذه الفوضى،
لم يرف لها جفنٌ ولم يرق قلبها لحال أمها، أطلقت
ضحكتها الساخرة وتوجهة نحو السائق ليهرع بدوره
يفتح لها باب السيارة، ويأخذها لمكان الحفل.



"مرحباً!"



"بيري أين أنتِ لما كل هذا التأخير؟! لقد مللت لوحدي"



"أنا في طريقي لقد حاولت تلك العجوز أن تمنعني
ولكنها لم تستطع، دقائق معدودةٍ وأكون هناك"



"حسناً لا تتأخري بانتظارك"


أنهت مكالمتها لتسند رأسها على زجاج النافذة تفكر
بما حصل قبل قليل، تريد أن تفهم لما تعاني من هذا
النفور ناحية والدتها لن تكذب نفسها إن قالت لم
تشعر بالندم حيال ما افتعلته بحقها، لكن مع هذا
لا يمكنها التنازل أبداً والإعتذار تماماً مثل والدها
كبرياءها وغرورها فوق كل شيء.


وصلت أخيراً لمكان الحفل وقد اندهشت أن الحفل لم يكن بمنزل هاري المعتاد، لقد حجز منتجعٌ سياحي
بالكامل فقط لاجل حفلته ربما خشي أن يعلم والده
ويرسل من يفسد عليه متعته.


أخذتها أقدامها إلى الداخل واول ما استقبلها صوت
الموسيقى العاليه، وتضارب كأس الشراب مع هذا
وذاك والفتيات بملابسهن الفاضحة بتراقصن مع
الشباب بشكلٍ قذر وما أدهشها الحقير أضاف
الممنوعات إلى هذا الحفل، بداية الهيروين
والمارجوانا.




"بريا الجميلة وأخيراً ظننتك لن تحضري"



إندفع نحوها هاري يحيها وسحبها إليه في عناقٍ
جعلها تبتسم بخفةٍ وتبادله، حتى فصلتهما ڤيكي
وأخذت تنظر بحدة نحوه إنها تغار على صديقتها
من تصادق شخصاً آخر غيرها.



"بربك ڤيكي مالأمر من ينظر إلى تصرفاتك يعتقد
بأنكِ شاذة"



"شاذة ولست منحرفه يا منحرف لم تترك فتاةً هنا
إلا والتصقت بها عناقاٌ وقبلات، لن أسمح لك مع
صديقتي بالذات تفسدها علي!"



"حسناً لن أجادلك في هذا أيتها الفاتنة فلتستمتعا
بالحفل حظاً موفقاً يا جميلات!"



غمز نهاية حديثه لهما وذهب إلى بقية أصدقائه
يكمل معه مرحه، ويستمتع معهم بأجواء الحفل
كذلك فتاتينا إنطلقنا تندفسان بين الحضور
معاً لإستكشاف المنتجع ومعرفة كمية البذخ
التي أنفقها هاري في هذا المكان.





(في قصر روتشيلد)




"أيها الطبيب كيف هي السيدة؟!"



"إنها بخير في الوقت الراهن لكن لا أضمن لكم
سلاماتها في المرة القادمة، لذا فلتبتعد عن كل ما
يضايقها بالمناسبة أين عائلتها؟"




"السيد في رحلة عمل خارجاً، والآنسة مدعوةٌ لحفلةٍ
ما"



"أممم! من الأفضل ألا تُترك وحيدةً في هذه
الفترة بالذات، ونصيحتي أن تذهب إلى المشفى
لإجراء فحوصاتٍ شاملة، لكن الآن عليها الإلتزام
بأدويتها في معادها المحدد"



"سنهتم بها حضرة الطبيب لا تقلق وشكراً لك"


"أتمنى لها الشفاء العاجل"



هكذا هو حال السيدة بيلا تصارع مرضها وحيدةً دون
أنيسٍ ومعين، سوى خادمتها فزوجها بعالمه الخاص
وابنتها أيضاً بعالمها وكأنها تهتم أصلاً لحال والدتها.
















يتبع.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي