10

تقدمت ببطئٍ وحذرٍ شديد نحو بوابة مكانٍ مجهول
قد طُلب منها القدوم إليه، دفعت الباب قليلاً ليُفتح
نصفه تطل برأسها فقط تتمعن من خلاله بالمكان المظلم، يتخلله فقط أنوار الشارع وقمر منتصف
الليل.

"مرحباً، يا قوم هل من أحدٍ هنا؟! غبيةٌ أنتِ يا دوللي
لما استمعتي لمطلبه وأتيتِ ماذا لو كان سفاحاً!!
لا يا إلهي ماذا لو كان مصاص دماء منتصف الليل
لا،لا ربما معجبٌ مهووس يريد اختطافي!!"

"لن ولم تتغير دراميتك أبداً ديلرام!!"

"أوه ياإلهي!! من أنت وكيف عرفت بإسمي الحقيقي
لا أحد يعلم به سواي واخي و..يا إلهي لا يمكن!!"

تحدث إليها ذلك المجهول من وسط عتمة الظلام،
لكن بعد إفصاحه عن شيءٍ لا تعلمه سواها هي
والمقربين لديها، تقدم ليخرج من دائرة الظلام و
يتقدم نحو بقعةٍ مضيئةٍ تكشف لها عن ملامحه،
ما إنكشفت ملامحه حتى وسعت عينيها.

وامتلأت بدموع الشوق والحنين لتركض نحوه و
تحتضنه، تطلق عنان شهقاتها الباكية تعاتبه على
سنين فراقه عنها.

"تباً لك ظننتك قُتلت أنت الآخر!! أين اختفيت
كل تلك السنوات؟!"

"أسف عزيزتي كنت مجبراً أنتِ تعلمين مقدار
خسارتي في ذلك الوقت، لو تعلمين كم مرةٍ
حاولت فيها التخلص من ذاتي واللحاق بها
لكنني اكتشفت كم أنا جبان لأنسحب واترك
دماءها تذهب هدراً!"

"وماذنبي أنا تتخلون عني جميعاً؟! هل تعلم كم
بحثت عنكم بعد الجنازة، عدت لجامعتنا وعلمت بأمر
ترككم للدراسة لقد اختفيتم دون أثر، الهذه الدرجة
لم أكن أعني لكم شيئاً!"

"كلا دوللي الأمر ليس كذلك، بقاؤنا معاً سيتسبب
بإصال الأذية لكِ الفراق والإبتعاد كانا أفضل حلٍ
لنا وأيضاً كان علي رعاية وحماية أحدهم، فهو
الشاهد الأخير وسلاح..."

"انتقامنا معاً!!"

التفتا ناحية الصوت الذي قطع حديثهم بغتةً المجهول الذي يقف بجانب دوللي ابتسم بوسعٍ،
لمعرفته بهويه القادم أما دوللي سرحت في ملامحه
تحاول التذكر أين رأته ومن يكون، ابتسم المعني
وهو يقترب منها حتى وقف أمامها وهي مازالت
تنظر له بوجهٍ مكفهرٍ مستغرب.

"يبدو أنك لم تتعرفي علي دي دي!!"

شهقت هنا تغطي ثغرها بصدمة عندما تذكرته أخيراً
بعد لقبها الذي لم يكن يطلقه عليها سواه، هرعت له
واحتضنته لتفصله بعد برهةٍ تتحسس وجهه بأناملها
وتتفحصه بعينيها من رأسه لأخمص قدميه، ودموعها
قد أخذت طريقها على خديها فقد طفح بها كيل
شوقها إليهم وكثيراً.

"ياإلهي!! لا أصدق لقد كبرت كثيراً أيها القزم أصبحت
الآن عملاق مفتول العضلات، الوسامة والرجولة
تفوح منك لا اصدق أنك نفس ذاك الطفل الصغير
الذي يتعلق بتنورتي كلما زرت منزلكم!!"

"اشتقت لكِ كثيراً دي دي، اشتقت لكِ بطريقةِ
سيئة شعرت باليتم من دونكم جميعاً إلى أن أخذني
هو بعد الحادث ليهرب بي بعيدا ويعتني بي، حتى
أنهض على قدمي مجدداً وأخذ بثأر عائلتي وأختي!!"

"هل أنتما واعيان  عما تتحدثان عنه، هل أنتما على علمٍ مع من تتواجهان؟ أيها الغبيان هم منظمةٌ خبيثة
لن تجد صعوبة بإخفاءكما بالكامل وكأنكما لستما
من ضمن هذا العالم، توقفا لستما نداً لهم"

"نعلم وقد خططنا لذلك جيدا ولديهم سلاحنا
وبهذا السلاح الذي يملكونه سيكون نهايتم على يديه
عشرون عاماً لمأجعلها تضيع سدىً، عشرون عاما
من التخطيط والعيش بينهم وكبت غيضنا وحقدنا
والتحكم بذاتنا أمامهم ليس سهلاً أبدا دوللي!"

"لكن مالسلاح الذي تتحدثان عنه، يمكنني المساعدة
والإنضمام إليكم أنا أيضاً جزءٌ من هذا العناء!"

نظر الرفيقان لبعضهما وابتسما بوسع ولمعت برأسهما
فكرةً ستكون لدوللي الدور الأول في بدء تلك
اللعبه، وهنا اقترب أحدهما منها ليشرح لها الأمر و
يكشف لها ما كان مستوراً طوال تلك السنوات.


(في قصر روتشيلد)

"سيدتي لدي خبرٌ لك سيفرحك!!"

"روز!! ماذا مالذي تعرفينه؟!"

"سيدتي لقد عادت الآنسة الصغيرة للقصر وأخيراً!!"

"حقاً!! علي التحدث معها لقد افتقدتها كثيراً!"

كانت على السرير متسطحةٌ بعد أخذها لعلاجها
حتى دخلت عليها خادمتها لتفرحها بخبر عودة
ابنتها، لم تتمالك نفسها لتنفض عنها غطاءها
عازمةً على رؤيتها وكحل عينيها برؤيتها لها
لكن خادمتها روز، أحالت عما كانت ستفعله الأخرى،
لتتقدم نحوها وتمنعها عن فعل ذلك.

"كلا سيدتي أرجوكِ ليس الآن!!"

"روز مالذي تفعلينه! ولما ليس الآن ابتعدي اريد
رؤية ابنتي!!"

"سيدتي إفهميني رجاءً ليس الآن لقد قابلتها وطلبت
مني ألا أعلمك بعودتها حتى الصباح، لانها متعبةٌ
الأن ولكنني لم أستطع الٱنتظار وجئت أزف لك الأخبار، لعل هذا يفرح قلبكِ قليلاً لذا تصرفي وكأنك
لا تعلمين حتى الصباح من أجل صحتك فقط!!"

"حسناً روز سأصغي إليك هذه المرة، أنتِ محقةٌ
لا أريدها أن ترحل من هنا مرةً أخرى لست مستعدةٌ
لخسارتها يكفيني ما حصل لي من أوجاع!"

"هذا جيد سيدتي وأفضل لكما في الوقت الراهن،
كوني على يقين أنها ستعود إليك باكيةٌ نادمةً على اقترفته في حقك، فقط ما عليك سوى الصبر
والمراقبه"


من جهةٍ أخرى أحكمت زيلدوڤيا إحكام باب غرفتها
بعد الدخول إليه، وأخذت تقلب في الأشياء وتفرغ
حقيبتها داخل خزانة الملابس وهي تتأفف
وتشتم تحت أنفاسها، ساعاتٍ قليلة بعد انتهاءها
أخذت ملابسها التي تحتاجها ودلفت تستحم
تنزع عنها غبار تعب هذا اليوم.

بعد برهةٍ طلبت عشاءها داخل الغرفه، ما إن انتهت
حتى تحدثت مع ڤيكي على الهاتف لبضع ساعاتٍ
أخرى حتى خلدت للنوم وفي صباح اليوم الموالي
استيقظت وقامت بروتينها الجامعي، وتنزل للاسفل
بعدما أطلقت أنفاسها بقوة.

"صباح الخير!"

قالتها حال نزولها من السلالم اندهش روبن من عودتها وابتسم لها، ورد عليها تحية الصباح لأول
مرةٍ أثار استغرابها ثوانٍ لم تشعر بها إلا وقد
اصطدم أحدهم بها حاضناً إياها بقوةٍ لم تكن سوى
بيلا والدتها.

"صباح الخير يا قرة عيني أهلاً بعودتك وأخيراٌ
ارتاح بالي، أشكرك صغيرتي!"

"دعي الفتاة يا بيلا أنتِ تخنقينها فلتتناول فطورها
قبل أن تذهب خاويةً كالعادة بسببك!"

"سأتجاهلك هذه المرة روبن لن ادع شيءٌ يفسد
صباح ابنتي، تعالي حبيبتي فلتتناولي إفطارك
قبل ذهابك، هيا"

هي الأخرى لم تشأ أن تفتعل اية مشاكل لذا لم
تمنعها من احتضانها أو الإمساك بيدها كما اعتادت
فعلها معها، وكم أشعرها هذا بالتوتر سارت بصمت
رفقة أمها التي تجرها وتجلسها على الكرسي
الذي بجانبها، اخذت تقرب لها الأطباق وتسكب
لها قهوتها ولم تتجادل معها بشأنه كالعادة، أرادت
أن تسير الأمور على مايرام.


"بالمناسبة ستيڤن وعائلته مدعون على العشاء
الليلة أخبري الخدم أن يجهزوا كل شيء"

"أنت تعلم بعلاقتي بماتيلدا زوجته لما لم تخبرني
قبلها، لا اريد الإحتكاك بتلك المشعوذة!!"

"لا بأس تحمليها لهذه الليلة فقط فلدي اجتماعٌ مع زوجها وابنها داخل مكتبي بعد العشاء، يمكنك
دعوة صديقتك جوان لتساعدك وتشغلك عنها،
علي الذهاب الان"

أنهى حديثه بمسح فمه من بقايا الطعام بمنديله
وينهي كوب قهوته على عجل، ليستقيم بعدها
ينوي الخروج ولكن ابنته استوقفته بطلبها.

"أبي هلا أوصلتني معك أرغب بالتحدث إليك
قليلاً"

"التفت ناحية ابنته بصمت ليتنهد بعدها ويشير لها
بيده أن تلحق به، ابتسمت بسعادةٍ أخذت تلملم
حاجياتها وتاخذ حقيبتها وتسرع تركض خلفه
حتى جلست بجانبه خلف السائق، هي حتى لم
تكلف نفسها بالنظر ناحية والدتها واسعادها بتوديعها
لها كباقي الفتيات لكن بيلا لم تشأ أن تكبر الموضوع
وقررت أن تنتظرها لتفعل ذلك بنفسها.





" إننا معاً منذ خمس دقائق ولم تتحدثي مابك؟!"

"لا شيء فقط أردت حجةً كي لا أبقى معها فقط"

تكلمت زيلدوڤيا وهي تستند بكفها تنظر خلف
زجاج السيارة، ووالدها تأملها للحظه يتذكر كل
لحظات تعاملها مع والدتها ليتنهد بخفةٍ ويتحدث
إليها.

"صغيرتي؟!"

"ما الأمر؟!"

أولت له إنتباهها وابتعدت عن النافذة تنظر إليه
تعتدل بجلستها.

"ابنتي فلتخففي من حدة معاملتك مع أمك، لا أريد
أن أتصرف تصرفاً أندم عليه لاحقاً أتحدث معك
كالكبار الواعيين، تحمليها قليلاً لاباس بأن تقول
لها حسناً أمامها ويمكنك بعدها فعل ما تريدين
وساساعدك كلما احتجتي لذلك، فأنت تعرفينني
فقط لأجل والدتك المريضة تحملي، اتفقنا؟!"

"إتفقنا سأفعل ذلك من أجل فقط وأثق بك وأعلم
أنك ستساعدني دوماً، شكراً لك أبي"

احتضنته وأسندت رأسها على كتفه، لتغمض عينيها
تغفو حتى تصل لجامعتها، أما هو فقد حاوطها بذراعه يقبل فروة رأسها ويمسح عليها بحنانٍ
مبتسم ويتابع تأمله للطريق حتى يصلان لوجهتهما.







(في مكانٍ آخر)

"توقف ستيڤ!! ستقتل إبنك من أجل كذبةً ألفها مساعدك الخائن!!"

"إخرسي أنتِ ولا تتدخلي لولا طيش إبنك
واستهتاره لكون عائلةً الآن وأكبر أبنائه برفقة
أبنة روبن في الجامعه، ومازال يتصرف كالمراهقين
هذا المخنث يضع جاسوساً على أعمالي أنا!!"

"والدي تمهل أرجوك لم تكن نيتي ذلك أبداً!!
لم أتصور ذلك المعتوه قد يتجاوز حدوده فيما طلبت
صدقني؟!"

"إذن تكلم من هو وأين هو يجب أن يختفي مع
المعلومات التي يعرفها، وإلااا!!"

"ستيڤ رويدك لا تتهور أرجوك!!"

ستيڤن يفقد تركيزه وحواسه وبصيرته عندما يغضب
بالذات عندما يحمل سلاحه، دون وعيٍ منه والذي سبجعله يندم بقية حياته وجه مسدسه نحو إبنه
الوحيد رغبةً في إطلاق النار عليه، في اللحظة
المناسبه ذراعٌ منعته من فعل ذلك رفعت السلاح
عالياً لتصيب السقف بدلاً من ابنه.



"أوم!!"

"سيدي أرجوك لا تتهور أخبرتك أن ابنك أكبر جبانٍ
على هذه الحياة، لا يمكنه أن يتخطى حدوده معه
لابد ان ذاك النجس له طرفٌ أخر وإلا لما هرب
واختفى فجأءةً!"


"أوم، هل تعرف ما معنى هذا؟! هناك جاسوس من
طرف خصمٍ ينتظر سقوطي بأية لحظة وهذا لن
أسمح بحدوثه أبداً ولو بدم إبني الوحيد!!"

"سيدي أنا أعدك بأن أجد ذاك الجرذ وأقدم راسه لك
وإلا يمكنك أن تفعل بي ما شئت لكن تأكد إبنك موكيش لا دخل له أبداً"


فكر قليلاً سيڤ وهو يتنقل ببصره بين إبنه وبين
مساعده الأمين، وزوجته التي تترجاه بعيناها
وبعد برهةٍ أطلق أنفاسه متأففاً يعيد سلاحه
أسفل ملابسه.

"حسناً سأمهلك أسبوعٌ فقط وبعدها سترى وجهي
الآخر"

"ثق بي سيدي لن أخذلك قبل إنتهاء الأسبوع ستراه
راكعاً بين قدميك"


"يمكنك الذهاب الآن، وأنت أيها العاطل المخنث
الليلة مدعون للعشاء عند صديقي أحسن التصرف
وإلا سأجعلك عرضاً حياً أمامهم، أسمعتني!!"


"سمعتك، سمعتك فهمت!!"


ألقى ستيڤ بمزهريةٍ تجاه إبنه والذي تفادها تحت
صدمته وصدمة والدته، ذلك العجوز ليس بهينٍ
أبداً لابد من تنفيسه لغضبه بأي طريقةٍ يجدها
في متناول يده.



(في المساء في قصر روتشيلد)

"أدخل!!"

أذنت زيلدوڤيا لطارق باب غرفتها، ليفتح قليلاً وتطل
ڤيكي برأسها، تبتسم ابتسامةً بلهاء ناحية صديقتها
التي بادلتها ذلك تدعوها للدخول.

"كيف حالك؟"

"ألا يمكنك أن تجلسي بهدوء هل كان من الضروري
القفز فوق السرير هكذا، انظري ماذا فعلتي لقد
سكبتي طلاء أظافري!!"

"لا يهم سأجلب لك المصنع بأكمله، تعالي هنا واخبريني ما سبب تلك الدعوة المفاجئة؟!"

"لا أعلم ولكن بحسب ما فهمت زوجة صديق والدي
ليست على وفاقٍ مع أمي، لذا قررت دعوة والدتك
لترافقها في هذه المهزلة التي ستحدث هذه الليلة"

"يا إلهي كم يعجبني حرب النساء هذا، سنتسلى
كثيراً اليوم!"


"سخيف مالممتع في ذلك؟"

"سترين حرب السيدات كل واحدة تتفاخر وتتنافس
الأخرى بما لديها، وتبرهن للأخرى أنها الأفضل والأعلى مقاماً بينهن"

"هذا ما تفعله المراهقات لدينا بالجامعة، هل سيدات
كبيراتٌ في السن يفكرن بهذه الطريقة الغبية وهن
يطلقن على أنفسهن بالواعيات المراعيات!!"

"هذه هي الحياة عزيزتي!"

سئمت زيلدوڤيا من هذا الحديث فلم تجد سبيلاً لتغير الموضوع سوى قذفها للوسادة بوجه الأخرى،
جعلها تطلق آه صغيرة وتسقط من أعلى السرير
طلت عليها زيلدوڤيا من الأعلى، لتضحك بسخريةٍ
على وضع الأخرى التي ما لبثت تنقض عليها
من شعرها تجرها وتسقطها معها.

"دعي شعري يا متوحشه لقد تعبت في تصفيفه!!"


"يا مؤخرة القرد العفن، هل هذا أسلوبٌ لنقل
المواضيع يا لعينه كدت أخسر ظهري!!"


استمرت الفتيات بالعراك والمزاح وقذف الوسائد
حتى أصبحا في حالةٍ يرثى لها، والغرفة لا تقل
عنهما شأناً إلى أن قطع عليهما خلوتهما اقتحام
والدة ڤيكي الغرفه وقد انصعقت مما تراه عيناها،
فتاتان كالساحرات وسط كومة الفوضى في وسط
الغرفة.



"ياإلهي مالذي حدث هل عدتما لحركاتكما الصبيانية
تلك؟!"


"لا أمي كنا نلهو فقط!"


تكلمت ڤيكي وهي تحاول بيأس إبعاد خصلات
مقشتها نقصد شعرها عن وجهها، والأخرى تحاول
تداري أحمر الشفاة الذي لطخ وجهها وبدت كمهرجةٍ
في منتصف الليل.



"اسمعاني أنتما الإثنتان أمامكما فقط عشر دقائق
لتعدلا من مظهركما وتنزلان للأسفل للترحيب بالضيوف، وإلا سأتصرف بنفسي معكما وأنتما تعلمان
ماذا أقصد!!"


أخذت الإثنتان تتبادلان النظرات فيما بينهما بغباء
حتى اغتاظت السيدة جوان منهما، لتبدأ بالعد
جعلت منهما تقفزان كالأرانب نحو الحمام، دقائق
معدودة وهاقد تجهزتا ونزلتا للأسفل.




"مابكِ بيري لما توقفتي؟!"



"ڤيكي لا أعلم انتابني شعورٌ غير مريح منذ أن وصلت أصواتهم لمسامعي، ساقاي تجمدتا أكاد
أقع!!"



"ماالأمر لما كل هذا هل تعرفينهم؟!"



"أقسم لك هذه أول مرةٍ سأراهم فيها لكن لا أعلم
لما أشعر بنغزاتٍ بقلبي، انظري إنني أرتعش حتى!"



"بيري هذا توترٌ فقط أمسكِ بيدي وتعالي هيا كل شيءٍ سيكون على ما يرام، تنفسي ولا تنظري
ناحيتهم كثيراً"



"سأحاول لكن إن استمر وضعي هكذا سأنسحب
وأنتِ تصرفي أرجوكِ!"




"لكِ هذا هيا الآن"





أخذت زيلدوڤيا نفساً عميقاً لتتمسك بيد صديقتها
ويتقدمان إلى غرفة الإستقبال، حيث يقبع الجميع
رفقة الضيوف ما إن دخلت حتى شعرت بالأحداث
تمر أمامها ببطء، هالة شخصٍ ما جذبها وبشدة
لترفع عينيها وتراه وهنا يُكشف الستار عن تلك
الكوابيس التي تراها.





"ستيڤ أظنك تتذكر الطفلة التي كسرت النبيذ
على رأسك هذه هي!!"



"ياللهول لما تذكرني الآن أيها اللئيم؟! أهلاً بك
بنيتي أنا عمك ستيڤن وهذه زوجتي ماتيلدا،
أما هذا فهو إبني...موكيش!"






نطقه للإسم الأخير أخذ زيلدوڤيا لذاك العالم المجهول الذي لطالما تعاركت معه، نعم هو رأته
هو نفسه من اقتحم غرفتها مستغلاً إنشغال والده
الحقير وشريكه اللعين روبن في العراك مع والدها
كالڤن، هو من توسلت له ألا يقترب منها، هو من
توسلت له بألا يؤذيها.


هو من توسلت له ألا يمزق ملابسها، هو من توسلت
له ألا يعتدي عليها، هو من توسلت له ألا يشعل بها
النيران، إنه هو موكيش ومن هنا تبدأ اللعبة.















يتبع......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي