16

"وهذا كل ما حدث ليتك معي ورأيتي حالته لم
أتوقع أن تكون هذه هي حقيقته!"

"لكن ڤي ما مقصدك من تلك الزيارة ألم تخشي أنه
قد يؤذكِ إنتقاماً لما حصل له؟"

"لن يفعل ولن يجرؤ إنه جبان وأحمق وهذه النقطة
ستكون لصالحي ڤيكي"

"مالذي تنوين عليه ڤي؟!"


"سأتقرب منه، بالأصح سأجعله يقع لي"


ڤيكي تكاد عينيها تخرج من محجريها من هول
صدمتها، حتى أن لسانها أُلجم عن الكلام والأخرى
تبتسم لها بهدوء وكأن ما تفعله أمرٌ لا يستحق
كل هذا الجدال.


"هل جننتِ؟ زيلدوڤيا أين عقلك هل فكرتي بكلامك
هذا قبل أن تنطقيه، ألم تفكري حتى بالنتائج التي
ستترتب بعد ذلك؟!"


"رويدك! خذي أنفاسك من يسمعك سيعتقد أنني
واقعةٌ له، قلت سأجعله هو يقع لي بل سيكون
عاشقاً ميؤوسٌ منه، ومن عشقه وهوسه سيغدوا
كلباً مطيعاً مستعدٌ لقتل نفسه لينالي رضاي فقط"

"هذه الخطوة جريئة وخطيرة بنفس الوقت ماذا
لو أذاكِ، أو إعتدى عليك، لا تنسي التلامسات و
التودد سيكون جزءًا كبيراً من هذه الخطه، كيف
ستتحملين ذلك كله أو تتفادينه فلا تنسي أنك
تمقتين التلامسات بينك وبين أي شاب!!"


"لا تقلقي ڤيكي لن أسمح لذلك النجس بفعل
ما يريد، هذه المرة ستنقلب الأدوار سأجعله هو
يناجي وينازع ويطلب الرحمة ويلتمس من
رجاءه الحياة التي يريدها ولن يحصل عليها
أبداً"

"لا أعلم زيلدوڤيا ولكنني لست مرتاحة لهذه الخطوة
أبداً، ماذا لو كُشفتي؟ سينتهي أمرك حينها وحتى
والدك سينسى أبوته ناحيتك ويقتلك بدءً بعلاقتك
المزيفة مع ذاك الحقير، مجرد التفكير بالأمر يجعلني
أقلق وأخاف أكثر!"

إبتسمت زيلدوڤيا بوجه صديقتها تقدر لها مدى خوفها وقلقها عليها، اقتربت منها تأخذها في
عناقٍ حاني تواسيها وتحاول التخفيف عنها،
فهي الأخت التي لم تحصل عليها من والديها
وكم هي ممتنةٌ للسماء لمنحها صديقةٌ مثلها.


"لا تقلقي ڤيكي لن يحصل أيٌ من هذا كله إطمئني
لن أسمح أصلا بحدوث شيءٍ منهم، إطمئني"


فصلت ڤيكي عناقها عنها تنظر إليها بتعابير
خائفةٌ ومقلقه لتطرح عليها فكرتها الآخيرة، لعلها
تزف عن مبتغاها.

"زيدي ما رأيك لو تجمعي فقط الأدلة والشهود و
تقدميها كبلاغٍ للشرطة سيكون هذا كافياً ودون
خسائر!"

"لا ڤيكي سيكون هذا ضياعٌ لمجهودي لن أحصل
على لذة الإنتقام ولا تنسي نفوذهم الذي
يغطي فوق القانون، لهذا لا تقلقي وآسفةٌ لأنني
لن أشرككِ معي في كل هذا، من أجل سلامتك"

أومأت لها وهي كارهةٌ لما ستقدم عليه صديقتها
تظن أنها ستكون وحيدةً في هذا الصراع، لكن
مالا تعلمه أنها تملك أصدقاء ساندي لديهم
نفس الهدف ونفس الرغبة، ونفس التعطش
لدماءهم.



(في مكانٍ آخر)



"ماذا!! دوللي إذا ذهبت إلى هناك سأكون معكم أريد
أن أراها عن قرب، أرغب بإحتضانها  والتقرب إليها
لقد تعبت من بعدي عنها لسنين طويلة، تعبت من
مراقبتها والنظر إليها من بعيد سأذهب معكما
وأراها، سأذهب!!"


"إهدأ لا تتهور ستفسد الأمور كلها، اصبر قليلاً فقط
لم يبقى الكثير حتى، ستجتمع بها قريباً إصبر فقط!!"

"اصبر، اصبر منذ عشرين عاماً وأنا أسمع هذه الكلمة
تعبت لرؤيتي لها من بعيد، تعبت من التصرف كمجهولٍ لها وأنا أقرب الأقربون لها، تعبت وأنا آراها
في بيت وحضن قاتل عائلتها وهي تمرح وتسرح
دون معرفتها لكل هذا، يجب أن ينتهي و يتوقف
كل شيء!!"


"إهدأ أرجوكِ سينتهي هذا قريباً وسنكون معاً لتنفيذ
مرادنا، كن صبوراً أرجوك!"


"دوللي محقةً أعدك سينتهي هذا البعد والجفاء
قريباً، لم يتبقى الكثير والآن دوللي نفذي الخطة
التاليه"


"سأتصل بها وأخبرها أنني جاهزةٌ وفي نهاية
الأسبوع سننطلق لهناك، وأرجوا أن تسير الأمور
كما خططنا لها ولا يحدث العكس!"

"إطمئني دوللي لن يحدث إلا ما نريده نحن وسترين!"


"أتمنى ذلك حقاً والآن علي العودة والإتصال بها
قبل تأخر الوقت، أراكما لاحقاً، وأنت لا تعبس
ابتسم ستراها وتتحدث إليها قريباً أبقي حماسك
كما هو لا تقتله، اتفقنا؟!"


أومأ برأسه وهو غير راضٍ تماما فهو لم يعد يطيق
صبراً ليلتقي بها، ويخبرها بمدى قرابته منها ومدى
الحنين والشوق الذي يعتصر قلبه منذ سنوات.




أخذت دوللي أنفاسها لتمسك هاتفها وتبحث بين
الأسماء عن رقم الأخرى المعنية بالأمر، ما إن ظهرت
أخذت تزفر وتتنهد تهدأ من نفسها قبل أن تضغط
على الإسم ففعلت وهاهو يرن، في الجهة الأخرى
كانت زيلدوڤيا تستذكر ما فاتها من المحاضرات
تستعد للإمتحانات حتى سطع إسم دوللي على
هاتفها لتجيب فوراً.




"مرحباً دوللي، لما كل هذا الإنقطاع!"


"أعتذر عزيزتي الأعمال تراكمت علي وكان يجب أن
أنهيها جميعها، أخبريني كيف حالك طوال هذه الفترة
التي لم نلتقي بها، هل الأمور تسير كما يرامٍ معك؟!"



"نوعاً ما لكن إطمئني وهناك مستجدات سأخبرك بها
عندما تلتقي!"




"وهذا هو مغزى إتصالي! ساندي عزيزتي فلتستعدي
نهاية الأسبوع لأننا سنرحل حيث تريدين!!"



انتفضت زيلدوڤيا من مكانها حلما سمعت بالخبر الذي
لطالما انتظرت لحظته بفارغ الصبر وقد تهللت فرحاً
وتوتراً بنفس الوقت، ولكنها مع هذا عازمةٌ على فعل
ما خططت له منذ وقتٍ سابق.



"واه!! وأخيراً دوللي كم انتظرت هذه اللحظة بفارغ
الصبر، شكراً لك صديقتي أنا ممتنةٌ لك وكثيراً"



"ليس بيننا شكرٌ عزيزتي والآن اذهبي وارتاحي ولا
تنسي الرحله ستأخذ يومين أو ثلاثه لذا كوني
مستعدةٌ تماماً، اتفقنا؟!"




"لك هذا والآن لم يبقى أمامي سوى عقبة إقناع
والدي حتى لا يتسرب الشك إلى قلوبهما خاصةً
روبن هذا!"



"هذه مهمتك تعلمين لايمكنني التدخل بينكم والان
إلى اللقاء أراك نهاية الأسبوع"




"إلى اللقاء حتى ذاك الوقت"



زفرت زيلدوڤيا أنفاسها وأخذت تفكر في طريقةٍ
تقنعهم بها، إنها حتى لا تستطيع أن تأخذ ڤيكي
معها او حتى تخبرها حرصاً على سلامتها، خرجت
من شرودها طرق الخادمة لباب غرفتها تعلمها
عن وقت الغداء، هنا وجدت فرصتها للحديث
معهم حيث أخذت طريقها نحو الأسفل.




"زيلدوڤيا الغداء سيبرد لما كل هذا التأخير!"




"وصلني إتصالٌ مهم ولم استطع أن أقطعه"



"لابأس هيا إجلسي مكانك"



كالعادة أخذوا يتناولون طعامهم بهدوء، ظلت زيلدوڤيا تسترق النظر إليهم بين الحين والآخر
استجمعت شجاعتها تمسح فمها من بقايا
الطعام، أخذت تنظف حلقها وتبتلع ريقها
بتوتر تنظر ناحية أبيها.



"أبي!! أريد إخبارك شيئاً مهماً"



رفع عينيه عن طبقه ينظر إليها يوليها إهتمامه بعدما
همهم لها، يوافق السماح لها بالتكلم.



"إجازة نهاية الأسبوع انا مدعوةٌ لحفلةٍ مع أصدقاء
قدامى في قرية أحدهم، والرحلة تتطلب يومين
أو ثلاثة لذا أردت إعلامك بهذا"




"لا بأس شرط أن تبقي هاتفك مفتوحاً وأن تجيبي
على الإتصالات دون تأخير، وشيءٌ آخر اتركي
رقم أو عنوان أحد أصدقاءك المرافقين لك في
هذه الرحلة، من أجل الإطمئنان"





"لك ذلك لا تقلق غداً سأعلمك بكل شيء"



"جيدٌ إذاً حظاً طيباً"




"وأنا لا رأي لي هنا، لا يهم لكن أخبريني هل ڤيكي
من ضمن هذه الرحلة؟!"




"لا ،لأنهم أصدقائي أنا ولكنني إقترحت عليها وقد
رفضت بحجة عدم معرفتها بهم، عمة هاري معنا
السيدة دوللي اظنك تعرفينها!"




"آه!! نعم تذكرتها تلك السيدة العانس أعتذر لوصفها
هكذا، لكن هذا الكلام الذي يقال عنها أنها تفضل
رفقة الأصغر منها ومصادقتهم!"




"بيدوفيليه!!"




"كلا يا والدي لا تسئ فهمها يمكنك القول تمر بظروفٍ صعبةٍ بسبب عقليتها، ولكنها مع هذا
هي طيبةٌ وعفويةٍ جداً لذا سأكون بآمانٍ معها "



"حسناً لا مانع لدي أيضاً فلتستمتعي حبيبتي!"



لا يمكنها وصف شعورها الآن لقد نجحت بتنفيذ
ما آرادته وهاهي تجاوزت خطوتها الأولى، نحو
بقية ما تصبو إليه مستقبلاً.







يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي