21

اجتمع الأربعة حول طاولةٍ في إحدى المطاعم يتحدثون ويحكون الذكريات والأحداث التي حدثت
معهم طوال سنوات فراقهم، ولم يخلوا أحاديثهم
عن المزاح والشجار خاصةً بين الأخوين فمنذ
أن إلتقى أوم بأخته لا يكف عن افتعال الشجار
معها وبعدها يعود لمصالحتها.



"يكفي يا رفاق لنتحدث الآن بالأهم بما أننا إلتقينا
أخيراً، لنخطط كيف سيكون عملنا القادم ضد روبن
وجماعته!"



تحدثت دوللي وهي تأكل ليعطيها بابلو نظرةً بعينه
يشيره نحو زيلدوڤيا، لم تفهم بداية الأمر ولكنها استوعبت أخيراً ما قالته لتغص وتسعل بقوةٍ
تنتبه لها زيلدوڤيا تهرع لمساعدتها بضربها على
ظهرها بخفة.



"دوللي آلا تعرفين مخاطر التكلم أثناء تناولك
الطعام؟ كوني أكثر حذراً أرجوكِ!"

"شكراً لكِ ساندي وأعتذر على وقاحتي أيضاً!"

"لم أفهم"

"أنا أخبرك أختي العزيزة كانت تقصد وقاحتها في
التحدث عن الإنتقام من روبن، والذي يكون والدك
البيولوجي!"




هنا لم تدري ماذا تفعل دوللي لقد أحرجها تماماً هذا
الأوم لتأخذ شوكتها وتلقيه باتجاه، ولكنه تفادها
بطريقةٍ ما.


"يااا!! أنتِ كادت تخترق عيني يا متوحشه!!"


"تستحق أيها النذل ألا تعرف كيف تتكلم باسلوبٍ
آخر؟!"


"لا بأس دوللي لا تتشاجرا على شيءٍ تافه، صدقوني
أنا معكم في كل شيء ولن أجعل عواطفي عائقاً أمام
مرادي أنا لست زيلدوڤيا فكما أخبرتك دوللي، زيلدوڤيا ماتت في ذلك اليوم وساندي وجدت طريقها لجسد الآخرى لتحصل على ما تريده إذاً
أنا ساندي ولست زيلدوڤيا بعد الآن!"


"وهذه هي أختي وليست تلك!!"

احتضنها أوم من كتفها أثناء حديثه لتبتسم له
وتنظر نحو بابلو من كان شارداً بها، ولكنه حالما
اصطدمت أعينهما معاً تظاهر بتناوله الطعام
صامتاً أحست زيلدوڤيا أن بينهما حديثٌ يجب
أن يحكى.






(بعد عدة ساعات)



"ساندي لما أعدتنا لهنا مرةً أخرى؟!"

"دوللي على حق ألم ننتهي منه لما العودة إليه؟!"

"على العكس يارفاق لم ننتهي هنا بل ستبدأ اللعبة
من هنا!"


أنهت حديثها بإبتسامتها الجانبية الخبيثة، وهي
تنظر نحو ركام ورماد منزل كالڤن وعينيها تشع
شر انتقامٍ منتظر ،أخذ الجميع ينظر معها تجاه
ذلك المنزل المتحطم بصمتٍ دام عدة ثواني
لتلتفت أخيراً نحو بابلو تحدثه قائلةً.



"هل أعتمد عليك في إعادة بناء وترميم هذا المنزل
بابلو؟! أريده أن يكون بنفس تفاصيله دون زيادةٍ أو
نقصان وحتى الأثاث والديكورات لا أريد اختلافاً
فيه طبعاً سأساعدك في هذا ماديا ومعنوياً!"

"لكن لماذا تريدين إعادة تعمير المكان ساندي؟!"

"لأنه سيكون المكان الذي سأحرقهم به مع ذكرياتهم
جميعاً، سيكون قبرهم تحت سقف المكان الذي
حولوه للجحيمٍ بآياديهم"


"وأنت أخي سأطلب منك طلباً ولكنه سيكون فيه
مخاطر على حياتك لذا، أرجوك إن لم تستطع
يمكنك الإنسحاب فوراً"


"وماهو؟!"


"حاول أن تفسد علاقتهم إبدأ من ناحية الأعمال
أفسد الصفقات التي تحصل بينهم وركز على
أعمالهم الغير مشروعة!"



"ساندي هل جننتِ هذا خطيرٌ عليه، كيف تفكرين
بإرسال أخيك إلى الموت بيديك هذه أنانيةٌ منك
أوم لا تفعل أرفض طلبها تماماً!!!"


"إهدئي دوللي ولا تتدخلي بين الأخوين"



"هل أنت واعٍ بابلو هل تعلم ماذا ستكون عاقبته
إذا كُشف روبن ذكي لن يمر عليه أي شيء
مرور الكرام، سيقتص راسه منه!!"




"أنا موافق"


بكل برود وثقة نطقها أوم والصدمة تعتلي دوللي
بالذات لأنها رافضةٌ الفكرة من أساسها، حتى بابلو
كان خائفٌ من اقتراح زيلدوڤيا ولكنه لم يرد أن
يظهر ذلك وكان يتمنى من قرارة نفسه ألا يوافق
أوم على فكرة أخته الخطيرة، والتي بدورها
تنظر نحوه بفخر.





"أووم هل جننت فكر قبل أن تتكلم يا غبي ستقتل
على أيدهم وبأبشع صورة!!"




"لا تقلقي دوللي لم أتقرب من موكيش هذا وأصبحت
صديقه عبثاً، لقد عرفتهم وفهمتهم وعلمت بالثغرات
التي يمتلكونها أعلم حتى بتحركاتهم وماهي أهم الصفقات التي سيقيمونها قريباً لذا لا داعٍ للقلق
أبداً إطمئنوا!"





"أنا لن أتركك طُعم صيدٍ سهل لهم، أنا أيضاً سأساعدك أعرف أغلب كلمات السر الخاصة بوالدي
في حاسوب أعماله يمكنني نسخها وإحضارها لك،
سأراقبه من أجلك عندما يتواجد داخل القصر
لذا لا تقلق لن أسمح بحدوث شيءٍ سيءٍ لك!!"





"لا داعي لذلك سأتدبر أمري لكن أريد أن أسألك
سؤالاً، هل ستتقربين فعلاٌ من موكيش؟!"





"أجل سأفعل أريده أن يثق به حتى أستطيع تنفيذ
ما أريده هو من سيكون علي التركيز عليه أكثر"



تهجمت ملامح أوم بإنزعاج مجرد التفكير بعلاقتها
معه تشعل فتيل غضبه، لكن لا يريد كسر شقيقته.


"سأوافق لكن بشرط ألا تكون تلك العلاقة عميقة
بينكما ولا تتجاوز الحدود افهمتي؟!"



"لا عليك تأكد أنني لن أفعل ذلك مع هذا النجس"



تحدثت وهي تضحك بخفةٍ على ردة فعله، حتى يقرر
الجميع المغادرة والعودة للفندق حتى يرتاحوا، وبعدها سيعودون إلى الديار.



(في إحدى الملاهي الليلية)




"أتعلم ياروبن موقف ابنتك هذا لا أعلم هل أشكرها
لأنها أعادتنا معاً، أم أكرهها لأنها السبب فيما حصل
مع ابني لدرجة أنه أقنع نفسه بأنه فعلاً فعل شيئاً معها وهو بريء!"



"الجميع يخطئ ربما كان هذا عقابٌ صغير كي
يعود إلى وعيه، ألم تقل أنه أقلع عن الذهاب
إلى المراقص والعودة برفقة المومسات إلى
البيت؟!"



"بلا فعل مساعدي الذي يراقبه أخبرني أنه أصبح
حبيس شقته، وظل يلوم نفسه أتعلم وصل به
الأمر أنه أراد أن يعتذر منك ويطلب أن تعاقبه
حتى تعود صداقتنا ولكنني منعته عن ذلك!"




"ولما منعته؟"


تكلم روبن وهو يرتشف ما تبقى في كأسه من المشروب، ليطلب المزيد بينما يتحدث إليه ستيڤ.


"لأنني أعرف أنك لن تتردد في قتله وعندها ستكبر
النزاعات بيننا وقد تصل للثأر وهذا مالا أريده أن
يحصل أبداً!"



"أحمق هل تعتقد أنني سأصل إلى هذا الحد؟ صحيح
أنني سأعاقبه لكن لا يعني أن أقتل ابن صديقي بمجرد أن سمعتي هي الزعيم السفاح"


"لننسى الأمر روبن الأهم أننا عدنا كسابق عهدنا
بفضل أعتراف صغيرتك، والآن ما أخبار صفقة
البلاد المنكوبة هل استطعت جمع العبيد من هناك!"



"لا تقلق رجالنا يقومون بالواجب تعلم هؤلاء
المشردين سهل إقناعهم بالأموال، وعندها يقعون
في الفخ ولا عودة لهم ثانيةً"


"احرص على الفتيات الأصغر سناً فهن صفقةٌ مربحة
للنوداي الليلة، الأرباح ستهطل علينا من ورائهن
في هذه الحالة!"



"أنا إهتمامي بالجميع لقد عقدت صفقات مع مجموعة
من المستشفيات، هناك شخصياتٌ مهمة تحتاج إلى
أعضاء لذا سيكون الأرباح ضعف ما أنفقناه واذا
حدث شيءٌ لهذه الشحنة بالذات سنخسر الكثير
ولهذا أنت الوحيد من أثق به وأعتمد عليه، أريد
أن تصل الشحنة بسلام وكلٌّ يسلم في مكانه
الصحيح"




"أنت تعرفني روبن لا أخطئ أبداً يمكنك الإعتماد علي فقط سلمني الأوراق الخاصة التي تتعلق بهذه
الصفقة ولا تشغل بالك!"




"أثق بك يا صديقي كل ما تحتاجه سيصل لبيتك
غداً صباحاً لأن الشحنة ستصل الأسبوع القادم
لذا لا أريد أي أخطاء فيها"




"لك هذا اعتمد علي، والآن لنعد إلى منازلنا ونرتاح قليلاً لقد تمكن مني التعب جداً!"





أخذ ستيڤ يضرب بقبضته على كتفه أثناء حديثه
دلالةً على التعب والإرهاق الذي يشعر به، ليتقهقه
الآخر سخريةً منه.



"لنذهب أيها العجوز أخبرتك يبدوا أنك ستفنى
قريباً!"



"روبن يا وغد تعلم أنني استطع أن أنجب جيلاً
بأكمله، مازلت أتمتع بشبابٍ طاغٍ رغم هذه العصاة
النساء يتلهفن لي بمجرد أول مرةٌ معهن"




"إنهض يا سافل سأحرص أن أصورك وأنت بين
أحضان العواهر وأرسله لمتيلدا زوجتك!!"




"لا يهم بل سأكون ممتناً لك حتى تبتعد عني"



"وغدٌ سافلٌ ومنحط وتقول لما إبني أصبح هكذا
ذاك الشبل من هذا الأسد!"



"شكراً على هذا المديح يا صديقي دعنا نذهب
الآن"




فُض حديثهما وتوجها إلى السيارة التي ستعيدهم
إلى منازلهم، من جهةٍ أخرى كان موكيش قد دخل
الملهي نفسه الذي كان به والده وصديقه ولكن
لم ينتبه ايٌّ منهم للأخر بسبب إزدحام المكان،
أخذ موكيش يتعمق حوله يبحث عن مكانٍ يناسبه
ليختلي بنفسه بعيداً عن العاهرات حتى.



(بعد يومين)



"أووم!! أقسم إن حدث شيء لسيارتي سأبيع
أحشاءك العفنه لأشتري بها أخرى جديده!"


"دي دي لما كل هذه الدراما حتى سيارة بابلو تركتها هنا ذات مرة ولكنني عدت وأخذتها وارجعتها له
سليمه أليس كذلك بابلو تكلم!"


"فعلاً سليمةٌ جداً عدا القمامة التي كانت بها ورائحة
الخمور التي ظلت عالقةٌ بها لأسابيع، لدرجة أنني
كنت أخذها للمغسلة يومياً"


هنا وسعت دوللي عينيها لتنقض على أوم تجر شعره
وتنتفه له، مع وابل من الشتائم والكلام القذر االذي
ظلا يتبادلان به أثناء شجارهما لتاخذ زيلدوڤيا
سماعة هاتفها وترفع صوت موسيقاها تتجاهل
الشجار بين ثلاثتهم.


فقد قرر أوم جمعهم جميعاً في رحلة العودة بسيارةٍ
واحدة مما كان الإختيار على سيارة أوم لانها واسعة
وترك سيارة دوللي هناك حتى يعود ويأخذها، لكن
الأمر لم يعجب دوللي أبداً فسيارتها كإبنتها تماماً
لن ترضى بخدشٍ خفيف عليها.














يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي