12

يجلس بجانبها على السرير وصديقتها على الأريكة
التي تقابل السرير كلتاهما تسترقان النظر لبعضهما
خفية، ومازال روبن صامتٌ يفكر بشرود ليتنهد بعدها
ويلتفت إلى ابنته محدثاً إياها.

"ڤي ابنتي أنا هنا لست لأعاتبك أو أحاسبك لما
فعلتيه بابن صديقي ستيڤ، لأنني أعلم أن لكِ
دافعٌ لذلك أخبريني بكل شيء وبالتفاصيل،
وأعدك أنني سأحل الأمر بطريقتي ومن أجلك"

أخذت زيلدوڤيا تعض شفتيها بخفةٍ بسبب توترها
وتنظر ناحية ڤيكي التي تعطيها إشارةً بعينيها بأن
لا بأس، حتى تشجعت فأخذ تبتلع ماء جوفها وتنظر
نحو أبيها.

"إلتقيت به صدفةً في إحدى البارات حيث إحدى
الزميلات أقامت حفلة عيد ميلادها هناك وقد
كان متواجداً فيها، في البداية كان ينظر إلينا
ويراقبنا من مكانه نظراته وابتسامته لم تكن
مريحةً لنا وقد نبهتني ڤيكي وقتها أنه ينظر إلي
أنا وقتها.

لم أكترث له بداية الأمر وتابعت الإستمتاع بالحفلة
رفقة البقية، حتى فقرة الموسيقى والرقص
لينضم إلينا في الساحة وهناك بدأ يتقرب
نحوي أكثر وأكثر حتى يكاد يلتصق بي وبعدها
بدأ بمحاولة التحرش"

وسعت ڤيكي عينيها بدهشةٍ لسماع ما تتفوه به
هذه المجنونة لقد ورطت الرجل تماماً وقبل هذا
ورطت نفسها أيضاً، لم تتوقع أن يكون حلها للأمر
بهذا الخبث إنها في حيرةٍ من أمرها الآن هل ستوافقها على خطتها هذه معها؟.

"أبي ڤيكي أيضاً كانت معي وقد شهدت ذلك
ويمكنك أيضاً سؤال من كان هناك لتتأكد من ذلك!" .

"لا داعي لذلك حبيبتي أنا أصدقك وأعرف ذاك
النجس جيداً منذ سنين، لا بأس وأحسنتِ صنعاً
بما قمتِ به ارتاحي الآن ساذهب لأنجز بقية
أعمالي"

"ألست غاضباً مني لأنه إبن أعز أصدقاءك؟!"

"لتذهب صداقته للجحيم اذا كان سيتعرض
لعائلتي، سأجعل ذاك الوغد يدفع الثمن يبدو أنه
قد نسي مع من يلهو!!"

أخذ بخطاه خارج الغرفة تحت أنظار الفتاتين ما إن
أقفل الباب، حتى قفزت ڤيكي بجانبها تقرصها
وتصرخ بصمت تكاد حتى أن تعضها والأخرى
تحاول أن تتفادى جنونها.

"شيطانةٌ ماكرة كيف فعلتِ ذلك؟ ألا تخشين
من أن تتورطي بسبب تهورك؟!"

"لا تقلقي لن يحصل لنا شيء هذا لا شيء مما
سيحصل له، لا تنسي إنه بالأصل مجرمٌ قاتل!"

"لكن تذكري زيلدوڤيا إنه خبيث ماذا لو أراد الإنتقام
منك ومن والدك، كيف ستتصرفين حينها؟!"

أنزلت رأسها زيلدوڤيا للأسفل وصمتت بعد حوار
صديقتها، تأملتها الأخرى حينما لاحظت طول
صمتها لتمسكها من كتفها تهزها قليلاً تناديها،
لكن ما أرعبها إبتسامتها المخيفة التي ارتسمت على
ملامحها عندما أنزلت رأسها ڤيكي لمستوى
صديقتها تريد محادثتها.

"زيدي!! مابك لما هذا الوجه؟!"

"سأجعلهم يقتلون بعضهم البعض، سأزرع الشك
والحقد والكره بينهم، سأجعل ذاك السافل يتعلق
بي لحد الجنون وعندها موته سيكون سهلا
ولذيذاً جداً!!"

"زيلدوڤيا مالذي تهذين به، لما تغيرتي فجاءةً
هل انتِ بوعيك!!"

رفعت رأسها تنظر لوجه صديقتها ابتسمت لها
بدفئ تقترب منها وتحتضنها، أخذ تربت على
ظهرها والأخرى قلقةٌ على الوضع الذي أصبحت
تمر به رفيقة دربها، لا تعلم لما راودها شعور
الفراق والضياع والنسيان كما لو أن شيئاً
سيئاً قادمٌ في الطريق، لم تتمالك نفسها لتبادلها
الأحضان تدفن وجهها في كتف الأخرى.



(في المشفى)

"أمي يكفي لست طفلاً لتطعمينني، الإصابة
برأسي لا بيدي، أعطني هذا عنك"

"إلى متى ستبقى هكذا أيها الأرعن، دائماً ما تتصرف
بلؤمٍ معي وكأنني لست والدتك!!"

"أنت التي تبالغين في تصرفاتك أنا رجل في الثامنة والثلاثين من عمري ولست طفلاً في الصف
الأول، توقفي بسببك والدي يعاملني معاملة
الخدم والموظفين لا يضع لي اعتباراً حتى!!"

"وكأنك صنعت لنفسك إعتباراً من الأساس!"

"إخرس أوم أنت أيها اللعين! لقد ترجيتك أن تأتي
معي تلك الليلة ولكنك رفضت، انظر ماذا حل بي!!"

"وما علاقتي بالأمر حتى، أنا من يجب أن أسألك ما
علاقتك بإبنة السيد روتشيلد؟! من بين فتيات
العالم لم تجد سواها لتتورط مع أبيها؟"

"هذا صحيح بني أوم معه حق، مالذي جعلك تتورط
مع إبنة روبن تلك إنها ليست بسنك ولا بمقامك حتى!"

"اللعنة مالذي تهذيان به!! منذ متى ورأيتماني أحوم
حولها، أنا حتى لم أرها في حياتي قبل تلك المرة
لست أحمق حتى اتورط مع إبنة روتشيلد،
يكفيني مصائبي مع زوجك!!"

لم يقتنع أوم بما يتفوه به القابع أمامه انتظر بصمت
حتى خرجت والدته، ليقترب ويجلس بالمقعد
الذي يقابله يتكأ على فخذيه وينظر نحو الأخر بحده
مما جعل الأخر يرتبك بسبب نظراته.

"ماذا معك أنت الآخر لما هذه النظرات!!"

"موكيش صارحني أنت تعرفني جيدا قد أساعدك
في إيجاد حلٍ لمصيبتك، لذا كن صادقاً معي و
تكلم"

"مالذي يجري في عقولكم يا جماعه! أقسم تلك الفتاة
لم أرها قبل تلك الليلة في منزلها أبداً أنا نفسي
صُدمت من تصرفها أود حتى الذهاب إليها وسؤالها
لما فعلت ذلك معي!!"

"سأحاول أن أقتنع لكنها لن تفعل ذلك دون سبب
وجيه، والدك يقول أن نظراتها نحوك كانت عن
ثقة معرفةٍ تامةٍ بك، أو ربما فعلت شيئاً لها في
حالة ثمالتك تذكر أين إلتقيت بها!"

"يا أوم أرجوكِ توقف أنت تجعلني أقنع نفسي رغماً
عني أنني حقاً فعلت لها شيئاً مع أنني لا أعرف
حتى إسمها.."

"إسمها زيلدوڤيا روتشيلد أيها الكلب الجبان!!"

إلتفتا ناحية الباب الذي فُتح بهمجيةٍ ويتحدث
بنبرة غضب ولم يكن سوى روبن يعرف عن إسم
إبنته، لينقض على موكيش يلكمه لكماتٍ قويةٍ
متتالية دون توقف، هرع أوم يحاول إيقافه
وتدخل والدة موكيش وزوجها ستيڤ يحاولون
جميعاٌ فض هذا الشجار.

تدخل حتى رجال الأمن لإبعاد هذا الوحش الجائر
من فوق المريض المصاب، لم يكن يتوقف روبن
عن تسديد اللكمات نحوه حتى فقد وعيه وقد تشوه
وجهه بالكامل بسبب الكدمات والدماء، توقف روبن
ليلتقط أنفاسه وهو ينظر نحو غريمه ليعدل ملابسه
ويخرج بهدوء عكس ما صنعه قبل قليل.




"روبن توقف!!!"

"مالذي تريده أنت الآن!!"

"أصبحت أنا أنت الآن!! لا بأس إذاً لكن على الأقل
أخبرني مالذي قالته لك إبنتك، أنا عند وعدي
لك لا أريد أن تفسد علاقتنا لأجل سوء فهمٍ
يمكن حله!"

"سوء فهم!!! تحرش اللعين إبنك بإبنتي يعد سوء
فهمٍ لديك ستيڤ؟ فلتحمد الإله أنه لم يتمادى وإلا
جعلته يفقد حياته بالكامل!"

"تحرش؟!! صدقيني لم أتوقع أن تصل الأمور
إلى هذا الحد!"

هنا تقهقه ساخراً روبن يرفع رأسه عالياً ويضحك
يدور حول ستيڤ وهو يلقي كلماتٍ ساخره،
حتى وقف أمامه و أخذ بقبضته يضرب صدر الآخر
بخفةٍ مع كل كلمةٍ يقولها له.

"هل نسبت سيد ستيڤ إبنك بيدلوفي شهوانيٌ نجس
وقاتل ومغتصب؟! هل أذكرك بما فعله تلك الليلة
قبل عشرين عاماً وكيف قمنا بتغطية أفعاله القذرة؟!
هل أذكرك بعدد قضايا الإغتصاب التي لُفقت على
رأس إبنك العفيف؟!"

"توقف روبن ليس هنا!! أنت تزيد الأمور تعقيداً
لقد وعدتك أن أربيه من جديد إذا ما ثبت عليه
شيء وأنا عند وعدي، لكن لا داعي لفتح تلك
الصفحات التي طويناها معاً!!"

"قل ذلك لنفسك ولإبنك هو من فتح على نفسه
أبواب لا بابًا واحدً، ولكن تأكد وانت أكثر شخصٍ
يعرفني ستيڤن لأجعله يأخذ تذكرته إلى الجحيم
ومن الدرجة الأولى أيضاً، والآن إلى اللقاء يا
صديقي!"


حرص أن ينطق بأخر كلمةٍ بتهكم يرص أسنانه
عند نطقه، ليستدير ويعطيه ظهره ويرحل،
هنا ستيڤ لم يتمالك نفسه ليتوجه ناحية غرفة
إبنه وهناك قد وجده استعاد وعيه نسبياً بينما
الممرضون والأطباء يساعدونه.

توجه نحوه فوراً ورفع عصاه يهوي بها على جسد
ذاك المسكين فلم يكد يخرج من وحشية روبن،
وهاهو يتلقى اللعنة من والده أيضاً أخذ يصرخ بألم
كلما هوى ستيڤ بعصاه عليه وزوجته تحاول
إيقافه وكذلك الأطباء، أما أحدهم فيقف بعيداً
يشاهد العرض بإستمتاعٍ والٱبتسامة تكاد تشق
وجه.


"ستيڤ مالذي دهاك توقف!!! ستقتله!"

"ابتعدي انتٍ الأخرى وإلا شملتك معه!!"

"فليستدعي احدكم رجال الأمن قبل أن يقتله
هذا المجنون ماذا تنتظرون!!"

هرع أحد الممرضين لينده رجال الأمن وقد حضروا
فعلاً وهاهم يحاولون إيقاف ستيڤ عن ارتكاب
مذبحةٍ دموية ضحيته إبنه الوحيد.

(في مكانٍ ما)

"الأمور تسير كما نريد تماماً، هذا مدهش لم نتدخل
نحن بعد والعلاقة بينهم بدأت تتوتر!"

"على رسلك يا رجل يمكنهم أن يعودوا كما كانوا وأفضل، لأن الشيء الذي أشعلهم مجرد فتيلٍ صغير
نحن بحاجةٍ إلى قنبلةً لتفجيرهم مرةً واحدة"


"وهذه القنبلة بحاجة إلى شعلةٍ تشعلها حتى تنفجر،
مارأيك يا ديلرام أن تكوني أنتِ هي الشعلة؟!"

"وأنا لها أخبرتكما أنني سأقوم بأي شيء من أجل
الأخذ بثأر ساندي وعائلتها"

"أطمئنك دوللي ساندي استيقظت أخيراً وهي السبب
بحالة موكيش الآن!"

"هذا يعني أنها ستتعرف علينا وستذكرنا حالما
ترانا أليس كذلك؟!"

"نعم ستتذكركما أنتما الإثنان لكن أنا لا أظن لأنني
كنت في العاشرة حالما افترقنا"

"لا تقلق ستتذكرك فأنت أخاها نهاية الأمر، المهم
حان وقت تدخلنا ولنبدأ بدوللي أولاً عليكِ مقابلتها
والبدء بما اتفقنا عليه"

"اعتمدا علي سأعيدها إلينا ومعاً سنحقق ما كنا نرغب به طوال العشرين عاماً الماضية"

"نثق بك دوللي، نثق بك تماماً لتبدأ الآن لعبتنا!"



(بعد أسبوع من هذه الحادثه، قصر روتشيلد)

عادت الحياة إلى طبيعتها في القصر وحان وقت
عودة بطلة قصتنا إلى جامعتها، علاقتها بوالدتها
باتت هادئةٌ نسبياً أصبحت تنصت لها في بعض
الأحيان أما علاقتها بوالدها فباتت باردةٌ ورسميةٌ
إلى حدٍ كبير.

لاحظ روبن ذلك ولكن وقته لا يسمح له بالتوغل
في هذه الأمور التافهه، ظناً منه ضغطاً دراسياً
تمر به، فقد تخلفت كثيراً عن محاضراتها لما
مرت به من الأحداث في الأيام الماضيه فقرر
أن يتركها وشأنها ولا يضغط عليها، أما علاقته
بستيڤ فلم تعد كالسابق تماماً فقد أحاديثهم
عن العمل فقط.


"صباح العودة الجميل أنسة روتشيلد!!"

"صباح الخير ڤيكي كم اشتقت لهذه الأجواء حقاٌ"

"لقد فاتك الكثير لكن لا باس يمكنك اللحاق بها،
فالملخصات بحوزتي ويمكنني مساعدتك بها"


"واه ڤيكي! منذ متى وأنتِ مهتمةٌ هكذا بالدراسة،
أنتِ الشهادات تقومين بشراءها حتى كل شيءٍ
تتعاملين به بأموال والديك"

"كم أنتِ لئيمةٌ يا هذه بدلاً من أن تشكريني تقومين
بتسفيلي يا حقيرة!"

"وهل قلت شيئاً غير الحقيقة؟!"

"ألا تعرفين معنى المجاملة وجبر الخواطر يا نجسةٍ
أنتِ؟!"

"المهم دعكِ من كل هذا المحاضرة ستبدأ بعد عشر
دقائق أرغب بكوب قهوةٍ من أجل التركيز"

"بارعةٌ في تغير المواضيع ولكن لا بأس لنذهب"




بعد ذلك توجهت الإثنتان إلى القاعة حيث ستبدأ
محاضراتهما، مر الوقت بملل وانتهى نصف الدوام
وحان وقت الإستراحة لم تشأ زيلدوڤيا الذهاب
إلى مقهى الجامعة فعليها تعويض ما فاتها لذا
إكتفت بكأس عصيرها لتتوجه ناحية المكتبة
لتدرس قليلاً هناك.











يتبع.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي