25

أخرج أوم هاتفه من جيبه بعدما خرجت من غرفة
ذاك النائم موكيش، ليتصل بزيلدوڤيا يزف لها الأخبار
وقد كانت في ذلك الوقت قد خرجت من آخر محاضرةٍ لها.





"أهلاً بأخي الحبيب لا يتصل إلا لمصلحته فقط أما
غير ذلك ينسى أن لديه أختاً يجب أن يعتني بها!"


"كم أنتِ لعينه ماهي مصالحي معك، هل طالبتك
بشيءٍ يستدعي فيه قضاء مصالحي؟!"



"الكثير لو عددتها من الآن وحتى الغد لن تنتهي أبداً!"


"سأقتلك أقسم المهم أين أنتِ؟"



"في مؤخرتِ الدراسة ماذا تريد؟"



"سأتي لأقطع هذا اللسان القذر وأطعمك إياه، إسمعي
خمس دقائق وآتي لأخذك كوني عند البوابه لا أحب
المماطلة والتأخير، هل هذا مفهوم؟"



"لكن لما...الحيوان أقفل الخط في وجهي!!"



هذا الشيء الوحيد الذي تكرهه بأخيها يملي عليها
الأوامر ويغلق الخط بوجهها دون ترك فرصةٍ لها
للرد، لكنها مع هذا أصبحت تحب هذا الشيء به
فهي لم تحظى طوال وجودها رفقة والديها
روتشيلد، بعد انتهاءها انتظرته فعلاً قرب بوابة
الجامعة حتى ظهر بسيارته وركبت معه.




"إلى أين؟"


"إلى الجحيم السابعة!"


"لتذهب إليه لوحدك أنا ما زلت أرغب بالعيش
والٱستمتاع بالحياة، شكراً لعرضك المغري هذا!"



"بل سأخذك إليه لقد نجوتِ مني تلك الليلة في
الملهى ألم أقل لك هناك حدودٌ في ستفعلينه
مع ذاك النجس، لكنك فعلتِ العكس عزيزتي!"



"أوم بربك لا تبدأ مجدداً أخبرتك أن هذه لعبةٌ لا
أكثر لو رأيتَ ما حصل معي البارحة لمَ قلت هذا
الكلام، من يسمعك يظن أنني بت به مغرمة،
رائحته وحدها جلبت لي الغثيان وتلك القبلة
قد جعلت الكأس يفيض عندما عدت بقيت
أستفرغ كل ما بجوفي إشمئزازاً منه!!"





"إهدئي رويدك لقد كنت أمزح!!"


"أنت نذل يا أخي الحبيب، أنت نذلٌ حقاً!"




ضحك هنا أوم عالياً مما جعل ذلك يستفزها، أخذت
تضربه بحقيبتها الصغيرة وهو يحاول أن يتفادها
ويركز بالطريق كي لا يفتعل حادثاً بسببها، وبالكاد
هدأت واعتدلت بجلستها تتجاهله وتنظر لخارج
النافذة ومازال يبتسم سخريةً من وضعها.



"ما المطعم المفضل لديك؟!"


"مطعم؟!"



"وهل سنتحدث هنا برأيك ثم إنه وقت الغداء، أنا
حتى لم أتناول إفطاري أكاد أموت جوعاً"



"ٱذاً ما رأيك بدعوة الجميع ولنذهب إلى أحد المطاعم الشعبية هناك سنأخذ راحتنا دون الخوف
من رؤية أحدهم لنا!"



"مطعمٌ شعبي؟ لم أتوقع أن تتنازل إبنة روبن روتشيلد لأن تذهب وتتناول الطعام من أيادي أناسٍ
بسطاء!"



"أنا إبنة آمييت كالڤن ولست إبنة ذاك الوغد إبنته
الحقيقية ماتت منذ وجودها في المشفى، لذا لا تذكرني به في كل مرةٌ رجاءً!"



سحب أوم أخته لأحضانه ويقبل رأسها ويمسح عليه
وهو يبتسم برضاً تام هنا تأكد تماماً أنها هي ساندي
نفسها، المتواضعة الحنونه لا تميز ولا تفرق بين
أحدهم الجميع يحبها ويحاول التقرب منها لطيبة
قلبها، إتفقا أخيراً على مطعمٍ وقامت زيلدوڤيا
بالإتصال ببابلو و دوللي تدعوهم على الغداء
بعدما وضحت لهما مكانها هي وشقيقها لينضما
إليهما لاحقاً.








(قصر روتشيلد)

"سيدة روزاليا!!"



"سيد روتشيلد؟ أهلاً بعودتك سيدي"


"هذا غريب لما لا أجد أحداً في البهو كالعادة أين
بيلا و زيلدوڤيا؟"



"سيدي السيدة متعبةٌ قليلاً وهي ترتاح بغرفتها حتى
أنني طرقت غرفتها للغداء ولكنها لم تجب علي،
فتحت الباب فوجدتها مازالت نائمة لذا لم أشأ إزعاجها سيدي"



همهم لها روبن يتفهم ما قالته حتى نظر مرةً أخرى
في ساعته يتفقد الوقت قبل أن يسألها عن ابنته.




"ماذا عن زيلدوڤيا لقد إنتهى دوامها منذ ساعتين
لما لا أراها؟"


"الآنسة مدعوةٌ على الغداء رفقة أصدقاءها لقد
اتصلت لتطمئن على السيدة وقد أعلمتنا عن عدم
مشاركتها للغداء اليوم"



"حسناً إذاً لتجهزي لي غدائي سأغير ملابسي
وسأنضم للمائدة، الجوع يقتلني منذ ليلة أمس
بسبب العمل لم يتسنى لي تناول اي شيء"



"أمرك سيدي دقائق ويكون كل شيءٍ جاهز، هل
تريدني أن أوقظ السيدة أيضاً؟!"



"لا لاداعي لذلك دعيها ترتاح علاجها بعد ساعةٍ من
الآن لذا أيقظيها وقتها واحرصي على أخذها علاجها
وغذائها"




"أمرك سيدي"



صعد روبن للأعلى حيث الغرفة الخاصة به، دون تلك
الغرفة التي يتشاركها مع زوجته ليغير ملابسه و
ياخذ حماماً يزيل تعب السفر والعمل، لم يلبث
وقتاً حتى نزل لمائدة الطعام يتناول غداءه ويتصفح
هاتفه ويتفقد رسائله، ما إن انتهى حتى صعد إلى
مكتبه يرتاح ويعود ليزاول أعماله.






(العودة للأصدقاء في المطعم)



"ساندي ياإلهي كم اشتقت إليك بالذات لكن ليس
باليد حيلة الأعمال تراكمت علي وكان يجب أن
أنهيها، المهم ما أخبارك أنتِ؟"



"دوللي خذي نفساً عزيزتي لا داعي لهذه السرعة
في حديثك، أنا بخيرٍ تماماً كما أن خطتنا تسير
على نحوٍ ممتاز"



"حسناً يا رفاق أنا أيضاً لدي أخبارٌ سارةٌ لكم جميعاً!"



"أوم أنت قلت أخبار لا خبر يبدو من كلامك أن
هناك قنبلةً وستفرج قريباً!"



"معك حق بابلو صديقي هناك قنابل وليست قنبلة
واحده، لنفتح القنبلة الأولى ساندي طفلتي لقد
نجحت خطتك مع موكيش الرجل أصبح يهلوس
بك، لدرجة أنه بات يرى ساندي الحقيقية وبسببها
هو الآن قابعٌ في المستشفى"





اندهش الجميع من كلام أوم عن موكيش لم يتوقعوا
أن تسير الأمور كما يريدون بهذه السرعة، خاصةً
زيلدوڤيا إنحنت بجذعها على الطاولة تقترب من
أخيها تريد المزيد من التوضيح لما تفوه به.




"أوم هل أنت جاد لكن لم أتوقع أن تصل درجة أن
يؤذي نفسه من أجلي!"





"ليس من أجلك تحديداً ما فهمته من صاحب الحانة
أن روح ساندي باتت تطارده بما أن الخطة تسير
على نحوٍ ممتاز، هاهو يقبع هناك بعد سقوطه على
طاولةٍ زجاجية تأذى بها نوعاً ما، ووالده سيعود
فجر الغد"






"يستحق أكثر من هذا أتمنى أن يموت مجنوناً ونرتاح ويرتاح العالم من شره!"



"كلا دوللي لا أريده أن يموت بهذه السهولة أريده أن
يتعذب أن يتلوى، أريده أن يذوق من النار كما
أذاق عائلتنا هو ووالده وصديقهم رأس الحية روبن"





"لا تشغلي بالك سيحدث هذا بهم مؤكداً تعاوننا معاً
لن يذهب هباءً هكذا!"




"بابلو معه حق ساندي كوني واثقه ولنستمر بما نفعله
والآن دعوني ازف لكم الخبر الآخر وهي بحد ذاتها،
قنبلةٌ كبيرة ذو تأثيرٍ قوي إذا تمت بنجاح!"





بعد انتهاءه من حديثه اخرج من جيبه بطاقة الذاكرة
الخاصة بالجهاز المحمول، ويضعه فوق الطاولة
أمامهم واخذ يتمعن بنظراتهم المستغربة وهو
مبتسمٌ لما سيسمعهم إياه.




استطعت الدخول إلى حاسوب ستيڤن الخاص ووجدت أن روبن هذا قد وكله صفقةً كبيرة للممنوعات، وكذلك التجارة بالفتيات والأعضاء صفقةٌ
عليها الملايين وعندي خطةٌ لإفشالها وإيقاع الحروب
بين الإثنين"





"أوم بقدر ماهي الخطة متقنةٌ وذكية هناك أيضاً
المخاطر التي تترتب على ذلك، لا تنسى روبن ماهو
إلا شيطانٌ على شكل بشر"





"لا تقلق بابلو لقد حبكت كل شيء والشحنة ستصل
الأسبوع القادم لذا علي أن أمنعها من الوصول
بسلام، يجب أن تفشل وتقبض على هذه الشحنة!"





"لكن ياأخي كيف ستفعل ذلك حتى وإن تعاونت
مع الشرطة فأمرك سينكشف لهم لا محالة، الموضوع
وحده مجازفةٌ كبيرة!"





"لا تقلقي ساندي دعي الأمر لي أنا أعرف كل شيءٍ
عنهم لم أبقى معهم عاماً أو إثنان، إنها عشر سنواتٍ
كاملةٍ لم أدع لهم المجال ليشكوا بي من الأساس!"





"حسناً يارفاق لنؤجل هذا الحديث لاحقاً لقد وصل
الطعام!!"




"دوللي الشرهة!!"




"ليكن لن أحرم معدتي الجميلة من أي شيء، والآن
تفضلوا جميعاً!"




هم الجميع بتناول غداءهم ولم يتوقفوا عن الحديث
فيما يتعلق بإتفاقهم ،وكذلك شجاراتهم و مزاحهم
معاً حرصوا على أن تكون لها النصيب الأكبر
لتجمعهم ولمتهم معاً.











(العودة لقصر روتشيلد)




حل المساء واضطر روبن الخروج مرةً أخرى دون أن
يتفقد ابنته أو زوجته التي إلى الآن لم تظهر ولم
تخرج من غرفتها، حتى خادمتها نسيت أمرها وانشغلت بأعمال القصر حتى حين عودة زيلدوڤيا
من الخارج تعجبت هي الآخرى من هدوء المكان
لتبحث ببصرها عن والدتها ولكنها لم تلمح طيفها.






"روزاليا أين أنتِ!!"



صرخت بإسمها تناديها حتى هرعت الآخرى تلبي
لها نداءها.





"أين هي والدتي؟ لا تقولي أنها مازالت على حالها
حتى هذه الساعة!!"




"أعتذر آنستي لقد انشغلت ونسيت أن أتفقدها لكن
لابد من أن السيد قد تطمن عليها وإلا لكان
استدعاني فوراً!"




"اللعنة عليك وعليه اغربي عن وجهي أيتها العاهرة
الحقيرة لقد إستأمنتك عليها!!"







دفعتها زيلدوڤيا بعنف من أمامها تهرول ناحية السلالم لتصل لغرفة والدتها، وروز تبعتها وكلها خوفٌ
وقلق على سيدتها وأخذت تلوم نفسها وتؤنبها لتقصيرها في الإهتمام بها، هي لاتعلم حتى كيف
غفلت عن ذلك.






"أمي؟! هل أنتِ بخير؟ أمي إستيقظي كفاكي نوماً
من البارحة هيا أفيقي أمي"





اخذت تهزها وتناديها بعد اقتحامها لغرفة والدتها وقد
تجمدت الدماء داخل عروقها عندما وجدت والدتها
فوق سريرها ممددةٌ لا حراك فيها، جلست بقربها
ترفع رأسها وتضعها على حجرها تصفع وجهها بخفةٍ
لعلها تستجيب لكنها لا فائدة اخذت تتحسس نبضها
وتنفسها وهنا صعقت حينما لم تجد ما يدل على أنها
مازالت حية.






"إلى ماذا تنظرين أنتِ هكذا!! كله بسببك أيتها
اللعينة أسرعي واتصلي بالإسعاف حالاً وحسابي
معك عسير تحركِ!!!"




لم تهتم روز بتهديد زيلدوڤيا لها بقدر قلقها على
سيدتها ركضت مسرعةً للأسفل تبحث عن الهاتف،
تتصل بالإسعاف لم يمضي عدة دقائق وإلا قد
وصل إليهم ليتم نقل بيلا إلى المشفى وابنتها
برفقتهم داخل سيارة الإسعاف.







(عند روبن)



"نعم! مالذي تقوله، وأين هم الآن؟ حسناً أنا قادمٌ حالاً!!"




"روبن ما الأمر هل حدث شيءٌ بالمنزل؟!"





"اتصل أحد الحراس يخبرني أن إسعافاً تم نقل
بيلا وزيلدوڤيا للمشفى، علي اللحاق بهما فوراً!!"




"ياإلهي أسرع لنذهب هيا!"




غادر روبن شركته بسرعة رفقة ستيڤن واستقلا
السيارة ينطلقان بسرعةٍ نحو المشفى، ما إن وصلا
حتى هرع روبن يستفسر عن مكان زوجته ويعلم
انها في قسم العناية القصوى.





"زيلدوڤيا؟!"



إلتفتت المعنية ناحية الصوت لتجده والدها يتقدم
نحوها نهضت من مكانها تنظر نحوه ببرود دون
معالم او ردة فعلٍ عليها، تنتظر خروج الأطباء
من عند والدتها بيلا.





"ابنتي أخبريني كيف هي والدتك ماذا قال الطبيب
عنها؟!"




"لا شيء لم يخرج أحدٌ منهم حتى الآن، لا أحد يرد
على أسئلتي"




تكلمت زيلدوڤيا بهدوء ولكن بداخلها تقيم العواصف
والنيران حرقةً على والدتها، إعتادت على كتم مشاعرها وعدم البوح به وهذا ما جعلها سيئةٌ
في التعبير عن مشاعرها.




"عفواً هل أنت السيد روبن روتشيلد؟"





"نعم أنا هو مابها زوجتي هل هي بخير؟!"




"أعتذر عن قول ذلك سيدي لكن السيدة متوفاة
منذ مساء البارحة، تبين أن سكةً قلبية إجتاحتها
ولم يدركها أحدٌ في لحظتها لذا لم تستطع النجاة
أنا اعتذر بشدة تعازي الحارة لكم سيدي"














يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي