13

"زيلدوڤيا أين كنتِ بحثتُ عنك كثيراً لما أنتِ في
مبنى المعلمين؟!"

"أنتظر أحدهم ڤيكي"

"أتقصيد السيد بابلو!"

همهمت لها تؤكد صحة سؤالها، لتسحبها معها نحو
إحدى المكاتب الفارغة وتدخلان إليه لتقفل الباب
ڤيكي وتنظر للأخرى بتهكم.

"ڤيكي ماذا معك الآن لما نحن هنا، علي رؤيته والتحدث إليه"

"زيلدوڤيا الآن تأكدت أن تلك الغبية التي تشاطر
جسدك بلا عقل، وبسببها ستتورطين في المشاكل!"

"مادخل هذا بهذا؟!"

"ألا تخشين من كلام بقية المعلمين والطلاب الذين
يمرون هنا، لعلمك لا أحد يدخل هنا من الطلاب
سوى المسؤل عن مجموعته ووقوفك في ذاك المكان
بالذات شبهة، لا كمن طالب يسال تلميذه عن
علمه!"

"لا يهمني أريد فقط أن يجيبني على أسألتي
أريد أن أعرف ما مدى علاقتهم بي، إن كان هو
معجبٌ بي هل كنت أبادله لا أرى سوى مقاطع
ولمحات، وكأنها شريط يمر ويذهب فقط"

"أعلم بما تريدين ڤي لكن تريثي أرجوك ما تقومين
به خطير، ماذا لو كنتِ تحت مراقبة أبيك أو
شريكه وابنه وعرفوا أنك كشفتي جريمتهم وتحاولين
فضحهم لن يكون هذا في صالحك أبداً!"

"بل قولي لن يترددوا بقتلي! هناك سببٌ ما لقتلهم
السيد كالڤن وعائلته، شيئاً ما يحاولون الوصول
له أو إخفاءه تلك الأرواح دائما ما تشير لي
بمكان معين لشيءٍ مجهول، في منطقةٍ أشبه بكومة
رماد"

"زيلدوڤيا ماذا لو كان نفسه مكان وقوع الحادث؟"

"ولا أعرف مكانه والسبيل الوحيد للوصول إليه هو
عن طريق هذا المعلم ڤيكي"

"سيكون الحديث مطولاً معه مارأيك بدعوته في
إحدى المقاهي؟!"

وافقتها زيلدوڤيا على إقتراحها وانتظرتا قليلاً حتى
يظهر، ولكن للأسف الوقت يمضي والمحاضرة التاليه
على وشك أن تبدأ ولا ظهور له، تبين فيما بعد بأنه
لم يحضر هذا اليوم من أساسه، وكم شعرتا بخيبة
أملٍ كبيرة.



(في مبنى المنظمة)

"سيد ستيڤن تمهل من فضلك!"

"روجر؟! من أين ظهرت وبل أين تختفي هذه الأيام!"

"ليس بيدي إنها أوامر الزعيم، الصفقات والبضائع
هذه المرة مختلفه وعلينا الحذر لقد تغير المحافظ
الذي كنا نتعامل معه، وقد كان يسهل لنا المداخل و
المخارج، أما الآن فهذا الجديد يبدو لي مريباً"


"مانوع البضائع هذه المرة، طحينٌ كالعادة؟!"

ابتسم المدعو روجر ليمسد أسفل أنفه بإبهامه،
وأخذ ينظر حوله يميناً ويساراً ليقترب من ستيڤ
يهمس في أذنه.

"قطط! وهذه المرة قططٌ بريةٌ شرسة طلب الكبار
والمسؤولين!"


وسع ستيڤ عينيه بإنبهار وهو يزم شفتيه مبتسماً،
يؤمئ له لينطق بعدها.


"وهل القطط هذه المرة جديدةٌ ام مستعملة؟!"

"إنها جديدة وصغيرة أيضاً ستعجبك كثيراً لكن
بحاجةٍ لمن يروضها قليلاً!"

"لا بأس أريد إقتناء إحداها وأترك لك الخيار
فأنا أعرف ذوقك، لدي لقاءٌ مع زعيمك الآن بيننا
إتصال يا فتى!"

"أوه يبدو أن سيدتك الجميلة لم تعد تقوم بعملها"

"جميلةٌ في مؤخرة زعيمك، أصبحت تصيح كالدجاجة المذبوحة ليل نهار وأصبح جسدها بالياً!"

"لما نكران الجميل هذا أنت من جعلها هكذا، قل
تريد إستعادة شبابك المسلوب وانا تحت أمرك!!"

غمز له نهاية حديثه يبتسم له بوسع، والآخر تقهقه
ضاحكاً يربت على كتفه برضا.

"تعجبني فطنتك أيها الإبليس الصغير، لكن تذكر
هذا الموضوع لا يعرفه طرفٌ ثالث إتفقنا؟!"

"أنت تعرفني سيدي جيداً لذا لا داعي للتوصية،
اعتبر طلبك جاهز قريباً"

"أعتمد عليك والآن أراك لاحقاً"


افترقا وكلٌّ ذهب إلى طريقه ستيڤ توجه إلى جناح
روبن حيث يقبع مكتبه هناك، فتحه ودخل إلى هناك
فوراً أجفل الأخر حيث كان مشغولاً ما إن عرف
من يكون حتى إكفهرت ملامحه بإنزعاج، ليتجاهله
ويعيد أنظاره نحو أوراقه المبعثرة أمامه.


"أظن أنهم اخترعوا شيئاً يسمى الباب، وكذلك دروس أداب الدخول"

إنزعج ستيڤ هو الآخر من كلام من اعتبره صديقاً
وأخاً طوال الأربعون عاماً المنصرمه، تنهد بضيق
ليتخذ أقرب كرسي مقعداً له يراقب الآخر
بصمت حتى قرر أن يكسر السكون هو فقد
ذاق ذرعاً من جفاء الآخر نحوه.



"روبن إلى متى سيستمر صدك نحوي، لقد قمت
بما يرضيك بإبني وأخذت لك حق إبنتك منه! لما
تتصرف معي وكأنني أنا من دبر ذلك!"


"أقفل الموضوع ستيڤ لا مزاج لي الآن لدي أعمالٌ
متراكمةٌ فوق ظهري، لتؤجل حديثك هذا"

"الأمر لم يعد يطاق يا إبن روتشيلد!! لقد غسلت
صداقاتنا ومحوتها في أتفه لحظةٍ حصلت نتيجة
سوء فهم، انت حتى لم تترك فرصةً لي لأبرر وأدافع
عن نفسي مع أن أبسط حقوقي عليك"


"هل انتهيت؟!"


بالكاد يضبط أعصابه ستيڤ أمامه فهو لا يقل عنه
شراسةً ووحشيةً في التعبير والتنفيس عن
غضبه، لكنه مع هذا لم يرد أن يتهور ويتصرف
تصرفاً تجعله يقتل ما بقي من صداقةٍ بينهما،
لذا قرر الإنسحاب بهدوء مغادراً المكان.




(من جهةٍ أخرى)


كانت تتمشى بهدوء في ٱحدى الطرق المؤدية
لحديقةٍ كانت تلجأ إليها في وقت ضيقها،
والموسيقى تقذف بألحانها داخل أذنيها
تدندن طرباً واستمتاعاً لكن سيارةً سوداء
أفسدت عليها ذلك واستوقفتها قاطعةً عليها الطريق.


"ماهذه اللعنة!! كيف يجرؤ هذا الأحمق يقطع علي
طريقي!!"

تكلمت وهي تنزع سماعات أذنيها منها بإنزعاجٍ لما
حدث للتو، تقدمت من السيارة بنية محاسبة
صاحبه الوغد ولكنها تفاجأت ما إن نزل زجاج
نافذة السيارة إلى الأسفل.




"سيدة دوللي؟!"

"يا إلهي هاقد إلتقينا مجدداً!! كيف حالك الآن، رائع
ما زلتي تتذكرينني بعد ذاك الحفل!"

"بالطبع أتذكرك كيف لي أن أنسى شخصاً عفوياً
نقياً مثلك سيدة دوللي، وشكراً على سؤالك أنا
كما ترين بأحسن حال لكن كيف حالك أنتِ وهاري
لم اره منذ حادثة الحفل!"

"أنا بخيرٍ عزيزتي أما ذاك الخنزير زير النساء
لم يتاثر بشيء، يعيش حياته بلا مبالاةٍ أصل
انتظري لحظة لما نتحدث هنا، ما رايك بدعوتي
لك على الغداء؟"


"اود ذلك حقاً ولكن كما ترين ملابسي لا تناسب
هذه الدعوة"

"يا فتاة خذي الأمور ببساطه!! تعالي سأخذك إلى
مطعمٍ شعبي رائع يمكنك تناول الطعام بقدر ما
تشائين وبكل حريتك دعك من المطاعم الفاخرة
ولا اظنها كذلك حتى"

ضحكه صغيرة أطلقتها زيلدوڤيا قبل أن توافقها
وتركب بجانبها في السيارة، لينطلقا بعدها لوجهتهما
أرادت أن تتصل بوالدتها لتخبرها عن عدم مجيئها
للغداء، ولكنها فضلت عدم إخبارها تود أن تبقى
مع دوللي قليلاٌ لعلها تستطيع أن تجد راحتها معها.

أخذت تضحك وتبتسم بسبب حركات دوللي التي
تفتعلها أثناء مجاراتها للغناء الذي يصدح داخل
السيارة، أصبحت تتمايل معها وتندن على نفس
الأغنية معاً وكم شعرت بالإنتماء والدفئ ناحيتها.

"هاقد وصلنا!! ما رأيك بالمكان!!"


"لم أتوقع أن تكون المطاعم الشعبية هكذا، الرائحة
وحدها تتكلم يبدو أنني سأكسر روتين طعامي
لهذا اليوم لن أضيع فرصةً كهذه!"


"ولن تتوقف زياراتك هنا صدقيني هيا تعالي
لنجلس هناك، هيا!"




أمسكت بيدها تسحبها إلى أحد المقاعد بعدما جرت
معها زجاجتي بيره، وتجلسان لتطلب دوللي الطعام
على ذوقها فزلدوڤيا لا تعرف شيئاً عن طعام طبقات
الناس الأقل منها، أخذتا تتبدلان الأحاديث وتشربان
من شرابهما ريثما يأتي طلبهما.



"مالأمر عزيزتي لا تهتمي بالشكل فقط تذوقي
صدقيني لن تندمي أبداً"




ما إن حضر طلبهما ترددت كثيراً زيلدوڤيا فهي لم
تذق في حياتها طعاماً كهذا، لكن بتشجيعٍ من دوللي
قررت المجازفة وتجربة أشياء جديده لأول مرة.




"أممم، لم أتوقع أن يكون بهذه الذة أبداً!!"


"رويدك يا صغيرة لا تتكلمي وفمك ممتلئ تريثي"



قهقهة دوللي على ردة فعل الأخرى أخذت منديلاً
تمسح به بقايا الطعام العالقة بها، هنا زيلدوڤيا
اجتاحتها الذكريات من حياتها الماضيه رفقة
دوللي أصبحت تتذكر كل المواقف الجميله
واللحظات السعيدة التي جمعتهما، أخذت تنظر
لملامح دوللي بشرود شعرت بالحنين نحوها.






"أنا أتذكر كل شيءٍ ديلرام، أتذكرك جيداً أنتِ و
بابلو!!"
















يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي