20

"ساندي هل أنتِ بخير؟!"

انتفضت هلعاً زيلدوڤيا عندما لمستها دوللي تخرجها
من متاهة اللاوعي التي كانت تمر به، ما إن رأت
وجه دوللي حتى هرعت في ضمها تغمض عينيها
تلتقط أنفاسها لهول ما مرت به.

"دوللي ما رأيته فظيعاً لا أصدق أن كل هذا حدث
بيد من أعيش معه، أشعر وكأنني متعاونةٌ ولي
يدٌ في ذلك والنار النار يا دوللي إنها حولي من كل
مكان اخرجيني من هنا ستحرقني اتوسل إليكِ أخرجيني من هنا!"

"ساندي إهدئي أنت بخير لا نار هنا ولم تصابِ بشيء
لا تقلقي سأخرجك من هنا، تمسكِ بي!"

أخذت دوللي تسندها وتساعدها في الخروج من المكان، والآخرى أخذت تتلعثم وتتمتم بكلماتٍ غير
مفهومه اخذت دوللي تلوم نفسها لأنها السبب في
كل هذا، لقد نسيت أن زيلدوڤيا تعاني من ڤوبيا
النار لم تكد تمشي خطوتين حتى فقدت وعيها
وسقطت أرضاً جعل الآخرى تموت رعباً لا تدري
مالذي ستفعله.


"بابلو أين أنت و أوم ساندي فقدت وعيها لقد خرجت الأمور عن سيطرتي، إنها غلطتي لإحضاري
لها هنا أسرعا فوراً لا يمكنني التصرف لوحدي!!"



(العودة لقصر روتشيلد)

انتفضت ألماً بسبب شوكة زهرةٍ كانت تمسك بها
سرحت بقطرات الدماء التي خرجت من تلك الشكة
الصغيرة، هنا راودها إحساسٌ غير مريح ناحية
ابنتها فألقت ما بيدها بسرعة وتدخل إلى داخل القصر.



"روز!! روز!! أين أنتِ فلتسرعي وتعالي إلي!!"


"ما الأمر سيدتي هل أنتِ بخير؟!"



"لا أظن ذلك أبداً، أشعر بقلبي ينقبض قلقاً على ابنتي هي لم تتصل ليومين متتالين لتطمئننا، لدي
إحساس أن هناك خطباً ما بها فلتتصلي بها أسرعي
وحالاً!!"




"إهدئي سيدتي هي بخير أنا متأكدة من ذلك، لحظةٌ
واحدة وسأتصل بها انتظري رجاءً"




"لم يعد لدي صبرٌ البته اتصلي فوراً!"




لبت روز طلب بيلا لتأخذ هاتفها وتطلب رقم
زيلدوڤيا، استمر رنين الهاتف عدة ثواني ليجيب
إحدهم ولم تكن صاحبته مما آثار القلق على روز.


"مرحباً من معي"



"عفواً أنا دوللي صديقتها ومرافقتها في الرحلة!"


هنا لم تستطع بيلا التحمل لتسحب الهاتف من يد
روز وتتحدث هي لهفةً على ابنتها.



"أين زيلدوڤيا ابنتي ولما هاتفها معك؟! هل هي
بخير أريد التحدث إليها حالاً!"



"أهلاً سيدة بيلا، لا تقلقي زيلدوڤيا تحت رعايتي
هي بخيرٌ تماماً ولكنها نائمةٌ الآن!"



"نائمة! مازال الوقت مبكراً ابنتي لا تنام في هذا
الوقت أنا أعرفها، أرجوكِ سيدة دوللي لا تخفي
علي شيئاً هل هي بخير؟!"



"سيدة بيلا إطمئني هي بخيرٍ تماماً لا تشغلي
بالك فقط أسرفت البارحة في السهر رفقة
أصدقائها وهاهي نائمة، لكنني سأوقظها بعد
قليل للعشاء وسأخبرها أن تتصل بك اطمئني
أرجوكِ!"




إلتقطت بيلا هنا أنفاسها وأخذت تتنهد براحةٍ نوعاً
ما ولكنها مع هذا مازالت قلقة، ولن يهدأ لها بالاً
حتى تسمع صوتها بنفسها وبعدها سيسكن قلبها
السلام.




"حسناً سيدة دوللي أشكرك على رعايتك لها ولكن
حالما تستيقظ أرغميها أرجوكِ على الإتصال بي
قولي لها الأمر ضروريٌ جداً، حسناً؟!"



"بالتأكيد سأفعل ارتاحي أنتِ سيدة بيلا ولا تقلقي
ساعةٌ أخرى وتتصل بك هذا وعد، والآن اعذريني
علي أن أقفل إلى اللقاء سيدتي!"




"رافقتكم السلامه!"



أقفلت بيلا الخط وأخذ تنظر لسواد الشاشة بشرود
وتتنهد لما تشعر أن هناك شيئاً سيئاً تحمله لها
الأيام القادمه، لما تشعر أنها ستخسر شخصاً
قريب على قلبها، نفضت تلك الأفكار السيئة من
رأسها لتعيد الهاتف إلى روز وتأخذ بخطاها
لداخل القصر وتتوجه لغرفتها.




(في مكان آخر)



ضجيجٌ من حولها زعزع راحتها وأعادها إلى وعيها
تحاول فتح عينيها بصعوبةٍ كبيرة، تسمع أصواتٍ
وهمهمات لا تفهم ما مغزاها شيئاً فشيئاً استطاعت
أن تفتحه ويتضح صورة المكان الذي هي به،
إنه الفندق كل ما تتذكره هو سقوطها الآخير
على دوللي لكن كيف استطاعت حملها حتى الفندق.



"ساندي استيقظتي أخيراً، هل تشعرين بتحسن؟!"



هرعت إليها دوللي فوراً حال رؤيتها لها نظرت زيلدوڤيا نحوها لبرهة، لتعتدل وتستقيم فوق السرير
وتستند بالعارض الخاص به و تسرح قليلاً قبل أن
تجيبها.




"نعم أنا بخير دوللي أعتذر لأنني أفزعتك وأقلقتك"




"على العكس أنا من يجب أن يعتذر لقد كنت أعلم
بعلتك مع النار ومع هذا أخذتك إلى هناك، سامحيني
أرجوكِ!"



"لا تقولي ذلك أنا الملامه ولست نادمه أنا من صغط
عليك وحرضك على إكمال الرحلة، لذا لا تلومي
نفسك أبداً وشكراً على اعتنائك بي!"




"غبية!! إذا سمعت كلمة شكرٍ منك فلن تري وجهي
مرةً أخرى نحن لا شكر بيننا أبداً!"



ابتسمت لها زيلدوڤيا بامتنان كبير تومأ لها، قبل
أن تسألها سؤالها الآخر.



"دوللي كيف نقلتني للفندق لوحدك لأن ذلك صعبٌ
عليك!"




"ساعدني أصدقاءنا!"


قالتها دوللي بابتسامةٍ كبيرة وهي تنظر ناحية
زيلدوڤيا، تحت نظارات الأخرى المستغربة.



"أي أصدقاء دوللي لم أفهم! لكن هل أنا أعرفهم
هل رأيتهم من قبل؟!"




"لا تتعجلي الأمور سنلتقي بهم بعد ساعةٍ من الآن
عليك الإستعداد سنذهب إلى مطعم الفندق،!!"



"لست في مزاجٍ يسمح لي بالذهاب إلى هناك يمكنك
الذهاب برفقتهم والإستمتاع لن أضيق عليك!"



"لم تحزري حلوتي أصدقائي هم أصدقاءك بالأصح
المقربون إلى قلب ساندي!"

"هل انتِ جادة؟!"


"هيا لقد أضعتي من وقتك عشر دقائق أسرعي
فهم لا يحبون أن يتركوا وحيدين على الطاولة!"


حاولت زيلدوڤيا أن تستوعب قليلاً كلام دوللي
لتقرر أخيراً أن تتزحزح وتفارق السرير تتجه نحو
الحمام، تزيل تعب اليوم وتبعد عن رأسها تلك
المشاهد قليلاً لأنها بالكاد تتحمل صداع رأسها.

مر الوقت سريعاً وهاهما ينزلان للطابق الأول حيث
يتواجد مطعم الفندق، أخذت دوللي تبحث بعينيها
عن أحدهم حتى ابتسمت بوسع تلمح لهما عن بعد
نظرت زيلدوڤيا للمكان الذي تؤشر عليه دوللي
ليتضح لها انهما رجلان وقد تعرفت على أحدهم.









"أليس هذا السيد بابلو معلمنا في الجامعة؟!"



"تذكرتيه ساندي؟ إنه ليس مجرد معلمك فحسب
بل هو أقرب من ذلك لك بكثير"



"أعلم!"



أجابتها وهي تبتسم بخفةٌ تتقدم معها إلى تلك الطاولة التي ستجمعهم، استغربت من الرجل الآخر
الذي يقابلها بظهره عكس بابلو والذي بدوره ينظر
ناحيتهم ويبتسم، حتى اقتربتا لينهض من مكانه
ويقف أمامهما.




"حمداً لله على سلامتك ساندي!!"



مد يده رغبةً في أن يصاحبها تأملت زيلدوڤيا يده
الممدودة لوهلةٍ دون أن تبادله، مندسةً يديها داخل
جيوب معطفها رفعة ناظريها أخيراً نحوه تتأمل
ملامح وجهه بنظراته الحاده والباردة، شعر خلالها
بابلو بالإحراج ولكنه تفاجأ عندما استبدلت
ملامحها بآخرى مبتسمةً بوسع تصفع يده تبعدها
وتستبدلها عناقاً قوياً.



"منذ لقاءنا الأول وأنا لدي ٱحساسٌ كبير وأنني
أعرفك تمام المعرفة، حتى عادت تلك الذكريات
إلي لتتضح لي بأنك الأقرب والأوفى والأحن علي
وعلى قلبي، انتظرتك طويلاً في الجامعة وممراتها
ولكنك لم تظهر كانت رغبتي بمصارحتك وطلب
كشف غموض الحياة التي أعيشها ولكنك
اختفيت كم أنت أناني حقاً لم تتغير أبداً حتى بعد
كل تلك السنوات لكن الأهم أنك ما زلت بخير
حتى بعد الفراق!"




تحدثت زيلدوڤيا وهي تدفن وجهها داخل صدره وتشد من حضنها له، جاعلاً إياه في حالة صدمةٍ
تخونه دمعته قد تمردت على خده، يبادلها عناقه
ويدفنها داخل صدره بأعمق نقطة.



"سامحيني لم أكن لك الصديق ولا الحبيب المخلص
لو كنت كذلك لما وصلت الأمور لحالها الآن، ولكنني
أقسمت ألا يصبح دماؤك ماءً أنتِ وعائلتك هذا وعدي
لك ساندي!!"



"ماذا عني أنا ألا ليس لي نصيبٌ من هذه الأحضان؟!"


إلتفتت زيلدوڤيا لمصدر الصوت ليقابلها شابٌ
يافع حسن المظهر وسيم الملامح، أعينٍ حادةً
كالصقر رجولته تجسدت أكثر بلباسه الأسود
وتصفيفة شعره، ابتسامته شغلت حواسها
أكثر تفصل عناقها عن بابلو وتقابله حتى تقدمت
ووقفت أمامه وبقربه، تتمعن النظر إلى عينيه
بالذات.





"لما أشعر أننا إلقينا قبل الآن عيناك لك نفس العينان
التي رأيته بها، عندما كنت بالمشفى وهو من أنقذني
وقتها من حريق المنتجع ليلة الإحتفال!"



"لم يخطئ والدنا عندما كان يلقبك بحفيدة أنشتاين
ابداً!"


"والدنا؟!"


تقدمت دوللي منها تحتضنها من كتفها تضحك عليها
لردة فعلها، لتشرح لها علاقتهما ببعضهما.



"أجل والدكما يقصد بكلامه والدكما آمييت كالڤن
وبريا كالڤن يا ساندي كالڤن هذا هو شقيقك
الأصغر، لقد استطاع الهرب والنجاة تلك الليلة
وهو الآخر شاهدٌ مثلك ومتعطشٌ للإنتقام هذا هو
أووم أخوكِ!"



شردت زيلدوڤيا بوجه أخيها وكم كانت هذه الكلمة
جميلةٌ ودافئةٌ على قلبها، لطالما تمنت الأخ أو الأخت
يشاطرها مرحها وترحها والأهم من ذلك وحدتها،
تأملها أوم بدوره بابتسامته الحنونه يقف امامها
ساخراً بداخله من طولها الصغير.




"ألن تعانقيني كالآخرين! أهكذا تعبرين عن شوقك
لأخيك، الكبير هنا فلن أقول الصغير ففارق العمر
بيننا في هذه الحياة كبير وكأن الإله استجاب
لصلواتي حينما تمنيت أن اكبرك، لكي أخرج من
تسلطك علي"



"نذلٌ كعادتك لن تتغير أبداً!"



ضحك بملأ فاه يمد يده بعدها بسحبها بقوةْ ترتطم
بصدره يحتضنها ويعتصرها شوقاً بين ضلوعه، لم
يستطع حتى أن يقول شيئاً بسبب العبرة التي
تخنقه أخذ يضغط عليها ويشتنق عطرها يحاول
أن يحفظه جيداً، والأخرى لم تستطع أن تمسك
دموعها هذه المرة لتشهق بكاءً تبلل كتفه دون
أن يبالي فقط يريد أن ينعم بذلك الشعور الذي
حرم منه لسنين طويله.




(عند روبن )




"إلى أين أنت ذاهبٍ يا ستيڤ؟؛"



"إلى أين مثلاً سأعود إلى مكتبي وأنهي اعمالي!"




"تعال دعك من هذه الإعمال الآن سنذهب لأحد البارات ونمضي بعض الوقت هناك"




وقف ستيڤ منذهلاً من عرض روبن حتى أنه تجمد
بمكانه ولم يتحرك عندما ناداه روبن ليركب معه
السيارة، حتى أخرج روبن رأسه يتحدث إليه منادياً
له مرةً أخرى.




"هل ستبقى هكذا كالصنم أم ستحرك مؤخرتك
وتركب، الجوع تمكن مني تماماً أسرع!"



تهلل ستيڤن داخليا وتقدم بخطى مسرعة يركب
بجانبه داخل السيارة، ينطلقان بعدها إلى ٱحدى
البارات الفخمه.




"ظننتك لا تريد أن نعود كسابق عهدنا، ولن يفض
هذا الخصام أبداً وإلى أجلٍ غير مسمى!"



"عليك أن تشكر إبنتي فهي من أعادة المياه إلى
مجاريها، لقد قالت لي أنها ذاك الوقت لم تكن بوعيها
واختلط عليها الأمر حينما حاول أحدهم التحرش بها
وبصديقتها، والحقيقة كانت أن إبنك هو من ساعدهم
وانقذهم من ذلك المتحرش وبسبب رؤيتها له عند
استعادة وعيها ظنت انه هو لكن صديقتها هي
من أوضحت لها سوء الفهم"













يتبع.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي