15

عادت إلى منزلها أخيراً بعد قضاءها اليوم بطوله
رفقة دوللي، اكتشفت أنا مختلفةٌ تماما عما سمعته
عنها خلال حفل هاري إنها لا تختلف عن ڤيكي
بأي شيءٍ من ناحية الإهتمام واللطف والنقاء،
كلتاهما باتتا أقرب إليها من نفسها الآن.

"زيلدوڤيا أين كنتِ طوال النهار، لقد أقلقتني عليك
ولم تردي حتى على اتصالاتي كما أن ڤيكي كانت
تسال عنك أيضاً"

"إلتقيت بصديقةٍ قديمة بعد إنقطاع سنوات لذا
أمضينا الوقت معاً وقد دعتني على الغداء، لم أشأ
أن أحرجها فذهبت معها"

"هذا جيد إصعدي الآن وارتاحي حتى يجهز العشاء
والدك سيأتي أيضاً"

"والدي يعود باكراً اليوم!! من أين شرقت الشمس
هذه المرة، لم يفعلها منذ سنوات!"

"لا أعلم ولكن لنتفائل خيراً ربما انتهى من عمله
باكراً أو شعر بالتعب والضغط لذا لا مشكلة في
هذا"

"فعلاً يتعب في عمله كثيراً، قتل الأبرياء وسلب
أموالهم واغتصاب نساءهم عملٌ شاق، مسكينة
أنتِ تقومين بدور الزوجة المثالية دون درايةٍ
به وهو يتقلب بين أحضان المومسات"

حادثت زيلدوڤيا نفسها بهذا الحديث، لم ترغب
أن تقوله لها بوجهها كعادتها وإن كانت تنفر منها
لا يعني أن تسبب في موتها، فلا تنكر فضلها
في تربيتها ومعاملتها جيداً والسهو عن زلاتها و
أخطاءها، لذا فضلت الصمت لتصعد إلى غرفتها.

"واللعنة على حياتي والتي ستصبح حافلةً بالمفاجآت في الأيام القادمة"

تكلمت مع ذاتها وهي تلقي بنفسها على سريرها،
وتتأمل سقف غرفتها كما هي عادتها دائماً شريط أحداث هذا اليوم برفقة دوللي عادت إلى ذاكرتها،
لم تشعر بنفسها وهي تبتسم لا إرادياً للمواقف العفوية التي صدرت منها ولا تدل إلا على نقاء
وصفاء قلبها.

"ليست سيئةً أبداً ولكن الجميع يتحدث ويثرثر
كما يرغب هو به، ياللقرف!"

قُطع سلسلة أفكارها إتصالٌ ما لتنظر للشاشة
وما كانت سوى ڤيكي، شعرت بالضيق زامتاً
شفتيها حالما لاح طيفها على بالها، عليها أن
تهمشها هذه الأيام وأن تخفي عليها بعض
الأمور حرصاً على سلامتها فهي تعيش
بين وحوشٍ عديمة الرحمة.

"مرحباً ڤيكي!"

"أين أنتِ أيتها الخائنة اللعينة أين أختفيتِ طوال
اليوم، هل وصلك عدد إشعار الإتصالات التي قمت
بها؟ مع من كنتِ تتسكعين وتجاهلتني من أجله؟
تكلمي!!"

"على رسلك يا فتاة ما هذا لقد سلختني، لم تتركي
لي فرصةً للدفاع عن نفسي حتى!"

"حسناً أنا هادئةٌ وتماماً والآن أتحفيني بما لديك،
هل تواعدين هاري حقاً وكنتِ معه اليوم؟!"

سقط هنا فك زيلدوڤيا أرضاً من بين كل الشباب
لم تجد سوى هاري تلصقها به، إنها حتى عقدت الكلام داخل حلقها لم تجد ما تقوله لها لذا إلتزمت الصمت
لوهله، حتى استعادت حواسها لتتكلم أخيراً.

"واللعنة ڤيكي كيف تجرؤين على قول هذا؟ ألم تجدي شخصاً آخر غيره لتلصقيه بي!!"

"لست أنا وحدي الجميع من بالجامعة يتحدثون عن
إعجاب هاري بكِ حتى أنه صرح بذلك أمام أصدقاءه!"

"واللعنة عليكم جميعاً أغربي عن وجهي أريد الإستحمام وتبديل ملابسي، والدي قادمٌ على العشاء
نتحدث لاحقاً إلى اللقاء"

"ولكن..انتظري..يااا"

أقفلت الخط بوجهها وتلقي بهاتفها جانباً تنهض
تنزع عنها ملابسها، وتدخل لتستحم شعرت بالإرهاق
الشديد لهذا اليوم ولا حل سوى بحمامٍ دافئ مع
مجموعتها العطريه.



(في مكانٍ آخر)

"كيف سارت الأمور دوللي سمعت بلقائكم هذا اليوم؟"

"فعلاً إلتقينا وتحدثنا وتسكعنا، اليوم فقط عادت
إلي ذكرياتٍ جميلةٍ قضيناها معاً، والجميل في
الأمر أنها تذكرتني بل تذكرت كل أصدقاؤها، وكم
عبرت عن شوقها وحنينها لتلك الأيام!"

"هذا رائع وهذا يعني أيضاً أنها تذكرت أمورٌ أخرى!"

هنا زمت دوللي شفتيها بيأسٍ وحزنٍ شديد لتذكرها
التفاصيل التي تحدثت عنها صديقتها هذا الصباح،
شعر الآخر بسرحانها وعبوس وجهها دلالةً على أن
هناك شيءٌ كبير حدث وقت الحادثة، اقترب منها
وهنا صُدم برؤية دموعها تنساب على خدها لذا
بادر بسحبها إليه واحتضانها يمسح على ظهرها.

"لقد أخبرتني كل شيء مامرت به ليس سهلاً أبداً،
لقد ظلت تنازع وتحارب حتى لفظت أنفاسها لقد
أذوها بوحشيةٍ دون رحمة"

فصلت عناقها عنه وجلسا في مكانٍ حيث يتبادلان
الأحاديث، وهنا قصت عليه كل ما أخبرته به
زيلدوڤيا لها، أخبرته كل ما عانت منه وكيف تم
الإعتداء عليها من قبل موكيش، وكيف تم قتل
عائلتها وحرقهم، والآخر يستمع لها بهدوءٍ ظاهر
لكن باطنه يشتعل ويثور بركان غيضٍ وغضبٍ
وقهر.

"لا تحزني دوللي جميعنا سننتقم منهم ولو كلف ذلك
حياتي، سأجعلهم يغادرون هذا العالم ولو على حساب
نفسي!!"

"هل جننت هل ستقتل نفسك من أجلهم؟!"

"ليس من أجلهم بل من أجل ساندي، وإن تطلب
الأمر تضحية فأنا من سيقدمها الأهم ألا يبقوا في
هذه الحياة وأنا غير موجود، لن أفرط بها كما
حدث سابقاً وأن تغير المكان والوقت والأعمار
على الأقل سأكفر عما جنيته استهتاراً سابقاً"

"أنا معك لا أبخل بأي شيءٍ إن إحتجتم لشيء،
وهناك شيءٍ آخر نسيت إخبارك عنه!!"

"وماهو؟!"

"زيلدوڤيا..أقصد ساندي طلبت مني آخذها لبيتها
القديم مكان وقوع الجريمة"

"وماذا كان ردك لها؟"

"رفضت بداية الأمر ولكن مع إصرارها وافقت ولست
على رضاً أبداً عن هذه الخطوة!"

"على العكس دوللي ليس سيئاٌ بل خطوةٌ موفقه، هنا
ستستيقظ غرائز ساندي للكره والوعيد ومنها ستعزم
على الإنتقام دون تردد ستثور حالما ترى حطام
البيت، وستصطدم بذكرياتها وتنجرف معها وهذا
من صالحها وصالحنا أيضاً"

"وماذا عن لقائكم  ألم يحن بعد؟!"

"قليلاً فقط ديلرام، قليلاً فقط ليس وقته أبداً نحن
أمام روبن ومعاوينه أمواتً أو ضائعون في هذا
العالم، لن نجعلهم يشعرون بأي شيء لا تنسي
أننا بوكر الذئاب"

"حتى الذئاب أطهر منهم ومن أعمالهم إنهم شياطينٌ
على شاكلة بشر!"

(العودة إلى قصر روتشيلد)


الجميع ملتفٍ حول المائدة يتناول طعام العشاء
بهدوء لايسمع فيها صوت عراك الملاعق والشوك
مع الأطباق، لأول مرةٍ زيلدوڤيا تتناول طعامها دون
تنغيض لم تعد هي ووالدتها يتجادلون ويتشاجرون
كالمعتاد وهذا على الغير العادة، قرر روبن أن يكسر
هذا الصمت المريب قليلاً بالتحدث إلى ابنته.



"كيف حال الدراسة، الإمتحانات على الأبواب أرجوا
أن تبلي حسناً فيها فلا اقبل بأقل من المتفوق!"


"لا تقلق أبي كل شيءٍ تحت السيطرة فلا داعي
للقلق ما دمت لا أعاني صعوبةً في أي شيء"



تكلمت بعد برهةٌ من الصمت دون أن ترفع بصرها عن
طبقها، ردت عليه بكل برود وبنفس وضعيتها لتعود
لتتناول طعامها بعد ذلك بهدوء.


"أحسنتي صغيرتي إبنة أبيها سأشعر بالفخر يوم تأتين إلى وتستلمين عني جميع أعمالي لكي أرتاح
قليلاً"


هنا ابتسمت زيلدوڤيا ابتسامة خبثٍ فلقد أتتها
الفرصة دون تعب، أو كما يقال على طبقٍ من ذهب.


"لا تقلق أبي سأجعل إسمك يلمع مع إسمي ليعرفوا
حينها من أكون وإبنة من؟ وسأجعلك ترتاح كلياً
حان دوري لأرد الجميل لك!"


زيلدوڤيا مضمون كلامها ليس كما ظنه والدها الذي
تقهقهة وابتسم بوسعٍ وهو يفتخر بإبنته، هنا تأكد روبن أنها أهلٌ لما سيوكلها إليها مستقبلاً.

"ماذا؟ أنا لن أرضى بأن تعمل إبنتي مكانك روبن!!"

"ولما لا بيلا؟!"

"إن فعلاً ستحل مكانك هذا يعني ضياع شبابها،
لن تجد وقتاً للمواعدة ولا الإرتباط وتكوين أسرةً
سوية ستضل طوال حياتها في العمل، ولعلمك عملك
هذا لا يناسب النساء لذا أخرج الفكرة من رأسك!"


"لو أنكِ استمعتي إلي وقدمتي للعلاج لأصبح لدينا
صبيٌ يحمل إسمي ويرث عرش امبراطوريتي ويحمل
عني أعباءً كثيرة، لكن مع هذا إبنتي غطت الفراغ
هذا بشخصيتها التي تطابق شخصيتي تماماً لذا
لا تتدخلي في قراراتي!"

"هكذا أنت أناني وستظل أناني لا تفكر إلا بنفسك
أنت حتى لم تسألها ماهو حلمها وماهي طموحاتها،
فقط نفسك ولا غيرها"

"أنا لم أسأل عن أحلامها وطموحها؟! لعلمك أيتها
الأم المثالية لقد جلست مع ابنتي وتحدثت إليها
عن هذا الموضوع، قبل التحاقها حتى بالجامعة
والتخصص في مجال إدارة الأعمال، وماذا عنك
لا تجدي وقتاً حتى لتسالي عنها وقتك كله في
الجدال والخصام لاغير"



"توقفا لا تتشاجرا من أجل أمورٍ تافهه، ألا يمكنكما
التوافق على شيء!"

"زيلدوڤيا بنيتي أخبريني واخبري والدك العزيز
عن حلمك الذي حدثتني عنه عندما كنتي بالثانوية،
قولي له ما هو حلمك؟!"

شردت زيلدوڤيا لوهلةٍ في حديث والدتها نعم لقد
كانت على حق، أخبرتها مرةً أن حلمها أن تكون
مصممة أزياء عالمية ولكنا جعلت هذا الحلم يتبدد
ويتلاشى، بسبب والدها ومن معه رفعت ناظريها
لتنصدم مع خاصة أبيها، وتبتسم إبتسامتها
الجانبية لتردف.



"حلمي...هو أنت"




تجعدت ملامحه لما تفوهة به وحتى والدتها
نظرت نحوها بجمود، والآخرى تعمق داخل مجرتي
والدها الذي لا يعلم لما نغزه قلبه خاصة ابتسامتها
المريبه، ابتلع ريقه رغبةً في إبعاد الأفكر الغريبة
عن رأسه.




"أريد أن أصبح مثل والدي قويةً ولها كلمتها وفوق
هذا الجميع يهابني وبشخصيةٍ قويةٍ مثله"



أطلق روبن أنفاسه براحةٍ يعتدل بجلسته ويضحك
بخفة، ليقترب ويقبلها من رأسها يثني عليها ليستقيم
من مكانه يتوجه إلى مكتبه يقفل على نفسه.




"نعم سأكون مثلك في صفاتك، سأحذي حذوتك،
لكنني سأستخدمها جميعها ضدك انت وصديقك
وابنك، أقسم سأجعلكم ترتشفون من نفس
الكأس الذي أذقتموه آل كالڤن، سأعيدكم إلى نفس
الجحيم الذي دفنتموه به هذا وعدي وهذا هو حلمي"



زيلدوڤيا حادثت نفسها تتوعد بالكثير لهم، هذه
المرة لن تلتمس ولن تشفع لهم وإن كان بينها وبينه
رابط أبوة، لكنها لم تعد زيلدوڤيا نفسها فقد ماتت
وحلت محلها ساندي تكمل ما لم يستطع والدها
كالڤن الوفاء بوعده.









(صباح اليوم التالي)




"صباح الخير أيها العجوز الأرعن! استيقظ
لا فرق بينك وبين كلبك تاكل وتشرب وتنام
فقط، وتسهر مع العواهر ووالدك يوكل الغرباء
في شؤونه المالية، وأنت أبقى هكذا حتى تصبح
مشردٌ لا قيمة لك"




"إخرس أوم لا تزدها علي أنت الأخر، أنت تعلم
موقفه مني من أجل إبنة صديقه اللعين، تلك العاهرة
سبب خلاف والدينا وهو يلومني أنا بذنب لم أقترفه!"



"لكن هذا لا يعني أن تستسلم وتقف تشاهد جميع
حقوقك تسلب منك، والدك الآن كبير السن وقد
لاحظت مدى خبث من يحيطون به ماذا لو استطاعوا
الإستلاء على كل ما يملكه كيف ستتصرف حينها؟"




صمت هنا موكيش يفكر بكلام صديقه ففعلاً بعد
النزاع الآخير لما يتقابلا او حتى يتحدثا وقد سحب
منه والده بطاقته البنكيه، وماله الخاص على وشك
النفاذ لا يمكنه حتى أن يأخذ من مال والدته لأنها
مراقبةٌ أيضاً من خلال رجاله، وضع موكيش بات
مقيداً لا يعلم كيف سيعيد الأمور كسابق عهده.





"هل في رأسك حلٌّ يجعلني أتقرب منه وأجعله يعفو
عني؟!"



"الأمر بسيط إعتذر وقل له أنك كنت وقتها مخموراً،
أخبره أنك لم تكن تعلم انها ابنة السيد روتشيلد، واقسم له بانك ستذهب وتعتذر له ومستعدٌ بأي
عقوبةٍ يوقعها عليك"





هنا غص موكيش بمشروبه ويقع من فوق الأريكة
منصعقاً من إقتراح الاخر، أخذ ينظر لوجهه بذهول
يحاول الإستيعاب ولو قليلاً فهذه مجازفةٌ لا إعتذار.




"أوم يا صديقي قل أنك تمزح صحيح؟! أنت تعلم
الذهاب إلى روتشيلد كما لو أنك ذاهبٌ لساحة
الإعدام، جد فكرةً غير الذهاب إليه والإعتذار
أرجوك!!"




"للأسف ليس هناك حلٌ غير الذي قلته، كن رجلاً
وكفاك جبناً"



"لست رجلاً أتدري لست رجلاً، نعم أنا مخنثٌ جبان
هذا أفضل من الذهاب إلى ذاك السفاح بكثير!!"





قطع حديثهما دخول الخادم ليعلم سيده أن هناك
فتاة جاءت تريد رؤيته، تعجب أوم من ذلك
والتفت ينظر نحو من يحضتن الأرض بإستفسار
عن الزائرة الغريبه.




"مومس في وضح النهار يا موكيش؟!"



"اللعنة تلعنك أنت وهل تراني في مزاجٍ لكل هذا؟!"



"سنعرف الآن، دعها تدخل"



"حاضر سيدي!"



أعاد نظره للأخر ليرفع كتفه بمعنى لا أعلم، ليدحرج
عينيه ينظر ناحية الباب يترقب الضيفة القادمة،
دقائق ليسمع بالمكان صدى قرع كعب حذائها في
الممر تقترب حيث تواجدهما، ما إن دخلت حتى
تملكهما الدهشة والإستغراب من الحاضرة حتى
أن موكيش شعر بجسده يتجمد في مكانه لم يعد
يقوى على الحراك.






"مرحباً جميعاً، أعتذر على هذه الزيارة المفاجأة!"





"أهلاً بكِ آنسة روتشيلد شرفتنا بحضورك، تفضلي
رجاءً"




إبتسمت زيلدوڤيا بوجه أوم تتقدم ناحية أقرب
أريكةٍ لها، إنتفض موكيش من مكانه حالما نظرت
إليه حتى أنه كاد أن يقع بسبب الطاولة التي
اصطدم بها ينظر ناحيتها يبتلع ريقه بتوتر.




"مرحباً سيد موكيش كيف حالك بعد ما حصل أخر
مرة، أتمنى ألا تكون قد اصبت إصابات بالغة!!"




"مالذي آتى بكِ إلى هنا، ماذا تريدين مالتهمة التي
ستلفقينها علي الآن؟!"



ابتسمت زيلدوڤيا بوسع وهي تسخر منه بداخلها،
لتعتدل بجلستها تستند بالأريكة تضع ساقها فوق
الآخرى وتنظر ناحيته بتهكمٍ شديد تتشمت داخلياً
على حاله الذي أصبح عليه.




"فقط أردت رؤية أفعال والدي بك، الندوب
تركت أثراً بالغاً فيك، لكن ما قصة الندبة التي
أسفل عينيك اليسار هل هي من والدي أيضاً؟!"




تعمدت زيلدوڤيا تساله عن الندبة التي تسببت بها
ساندي له، ليلة إعتداءه عليها وقد لاحظت تغير
ملامحه وارتباكه جعله يضع يده يتحسس مكانها
سارحاً يتذكر تلك الليلة، ليبتلع ريقه بتوتر
يعيد أنظاره نحوها.



"وما شأنك أنتِ بندوبي! وليس والدك من تسبب
بها، ثم لماذا أنا أبرر لك حتى؟ مالذي تريدينه
مني هل جئتي لتسخري مني؟"





"رويدك يا رجل لما كل هذه العصبية فقط جئت
للإطمئنان عليك، لتقل شعرت بتأنيب الضمير
قليلاً عليك!"



"قليلاً؟! هل كل هذا في نظرك قليلاً يا فتاة والدك
كاد أن يقتلع رأسي، علاوةً على ذلك هدية الإستقبال
الذي إستقبلتني إياه في منزلكم!"




"أوه على هذا!! أنا أعتذر منك لقد تملكني الغضب
وقتها ولكن عندما استعدت وعي، أخطأت بينك
وبين شخصٍ آخر يشبهك تماماً!"




سقط فك موكيش أرضاً و أوم زم شفتيه يكتم ضحكته حتى أنه التفت ناحية الحائط يعطيهم
ظهره، حتى لا يحرج صديقه أمام ضيفته.



"يا آنسة هل أنت واعيةٌ بما تنطقين به، أخطأتِ؟!
كدت أقتل من قبل والدك ووالدي والإثنين على
خصامٍ بسبب ذنب لا يد لي به وتأتين وتقولين
لي أخطأت بينك وبين شخصٍ آخر، ماذا أفعل
انا بإعتذارك هذا؟!"










يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي