22

أخيرا سكنوا جميعاً وخلدوا إلى النوم نقصد هنا
بالفتيات أما الشباب فيتبادلون القيادة فيما بينهم،
تستند زيلوڤيا برأسها على كتف دوللي والأخرى على
رأس الصغرى إلى أن أشرقت شمس يومٍ جديد، فتحت زيلدوڤيا عينيها بتعب بسبب أشعة الشمس
التي أزعجت مرقدها.

"أين نحن أوم؟!"

"في إحدى المحطات علينا أن نملأ خزان الوقود ثم
أن بابلو خرج لإحضار بعض الأشياء التي تلزمنا"

أومأت له لتعتدل بجلستها وتزيح عنها دوللي بلطف
لتنهض وتتسلل في الفتحة مابين السائق والراكب
لتأخذ مكان بابلو وتجلس بجانب أخيها المنشغل
بالرد على هاتفه وقد استطاعت ان تعرف من المتصل
بسبب طريقة رد أخيها.

"أهلاً موكيش مالأمر؟!"

"أوم أين أنت لم كل هذا الإختفاء حتى هاتفك مغلق!"

"شعرت بالضيق وذهبت لزيارة قبر العائلة وها أنا في
طريقي للعودة الآن"

"أممم، هذا يعني ستعود متأخراً وستقضي فترة
حدادٍ في شقتك ولن أستطيع رؤيتك وقتها!"

"على العكس موكيش حال عودتي انا قادمٌ إليك
لنسهر ونقضي بعض الوقت معاً"

"جيد أنا أيضاً أريد محادثتك بشأن إبنة روتشيلد!"

استغرب أوم من كلام موكيش وعند نطقه لإبنة روتشيلد نظر نحو زيلدوڤيا، والتي بدورها كانت
تركز في ملامح أخيها وهو يتحدث ومع نظاراته
نحوها علمت أن ذلك السافل يتحدث عنها، سحبت
يده الممسكة بالهاتف لتضغط على مكبر الصوت
وتطلب منه أن يستمر في حديثه معه.

"ما بها ابنة روتشيلد؟"

"لقد فكرت بكلامها بما أنها هي من سعت خلفي
برضاها فلا يلومني والدها، لقد فكرت بأن أستمتع
معها وأعوض عن أيام الوحدة والملل التي قضيتها
في الشقة وحيداً، لذا لا ضير في قضاء بعض الوقت
معها ومنها أحصل على إفادتي من والدها، ما
رأيك؟!"

إنزعج أوم من حديث موكيش وتبدلت ملامحه لأخرى غاضبه لما يقوله ذاك اللعين، وإن كانت هي
ابنة عدوه فستظل تحمل روح وذكريات أخته فلن
يسمح لذلك اللعين أن يعيد كرته بها هذه المرة
لن يتوانى عن قتله حتماً.

"موكيش أنت تتحدث عن ابنة روبن روتشيلد إن حصل شيءٌ لإبنته سينفيك عن الوجود ضع هذا
نصب عينيك، والباقي أنت حر وتأكد أنني لن أقف
معك ولن أساعدك في التغطية عن أفعالك القذرة
فأنا لست نداً له"

"جبانٌ أنت!"

"انظروا من يتحدث عن الشجاعة سأتصل الآن بالسيد ستيڤ وأخبره عما تنوي ولنرى ردة فعله،
إلى اللقاء"

"أوم يا حيوان انتظر..!"

لم يدعه يكمل حديثه إلا وقد أغلق الخط بوجهه،
وبدأ يلعنه ويتوعد فيه تحت أنفاسه وزيلدوڤيا
أعجبها الوضع فأخذت تراقب تصرفاته وتضحك
بخفةٍ حتى انتبه لها الآخر.

"أرى أنك لم تعلقي على الموضوع هل أعجبك ما
قاله آنسة روتشيلد؟!"

"أنت أحمق أووم، وأحمقٌ كبير"

"ألفاظك يا جميله لا تنسي أنك في هذه الحياة
أصغر مني بكثير، لذا فلتثمني كلامك معي!!

قلبت زيلدوڤيا عينيها واخذت تقلد كلامه بطريقةٍ
ساخرةٍ جعل الآخر يحاول الإنقضاض عليها لولا
مقاطعتهم من قبل بابلو الذي فتح باب السيارة
ليجد زيلدوڤيا استحلت مكانه، ليذهب ويجلس
بجانب دوللي النائمة في الخلف.

" بابلو لما جلست في الخلف ارجع إلى هناك أما هذه
فسأرميها في الخلف مع صديقتها"

"توقفا لما تتشجاران ألن تقلعا عن هذه العادة حتى
بعد هذا الفراق الطويل؟!"

"أخبره هو لا أنا يبدو انه هو من سيفسد علي
خطتي في جذب موكيش، بسبب غيرته المبالغ
فيها!"

"بابلو هذه الفتاة جنت أخبرها من يكون موكيش هذا
اللعين وافق على التقرب منها، لغرض الإستمتاع
والإستغلال فقط إنه حتى لم يعد يهتم لأمر والدها
ماذا لو تمكن منها وآذاها ماذا سنفعل نحن حينها؟!"

"أووم ساندي على حق أنت تبالغ في ردة فعلك
وستفسد كل شيءٍ بتهورك"

"أنت الآخر؟!"

"لا تهتم هيا قد لنتحرك حتى نصل قبل غروب
الشمس، لا يمكننا المبيت اليوم ايضاً خارج المدينة
ساندي والدك عائدٌ الليلة وعليك أن تكوني هناك قبله!"

"لقد ذكرتني يا إلهي لقد اقفلت هاتفي منذ
دخولي لمنزل كالڤن لم أشأ أن يعرف والدي
موقعي، فهو سيشك فوراً ليس غبياً كموكيش هذا!"

"لهذا السبب علينا العودة قبل المغيب ومن هناك نبدأ
بتنفيذ الخطة المتفق عليها، لا تنسوا سيستغرق
امر تجهيز المكان وترميمه بعض الوقت، هيا أووم
انطلق!"

"أحسد دوللي على هدوءها رغم هذا الإزعاج الذي
يحصل!"

"ساندي عزيزتي دوللي لو انفجرت قنبلةً في الحي
فلن تستفيق ابداً حتى تشعر بالنيران تحت مؤخرتها
السمينة"

كتمت زيلدوڤيا ضحكتها تتجاهل حديث أختها
حتى لا تشترك معهم في النميمة ضد صديقتها
النائمة، ليشغل بعدها أوم محرك السيارة وينطلقون
في طريق العودة إلى الديار قبل حلول الظلام،
وعودة روبن من رحلة عمله.

(في قصر روتشيلد)

"أهلاً بك ڤيكي لما هذا الإنقطاع الطويل!"

"لا تلوميني خالتي بيلا بل لومي ابنتك فمنذ ظهور
صديقتها القديمه أصبحت تتجاهلني كلياً، لقد نست
تماما صديقتها ڤيكي!"

"إهدئي صغيرتي هي لم تنساك ولكنها تمر بضغوطاتٍ
من قبل والدها والجامعة، تعلمين والدها يقيدها
بالإختصاص الذي تدرسه من أجل أن تخلفه في
أعماله!"

"أعلم خالتي لا باس لست متضايقةً منها أبداً سمعت
أنها ستصل اليوم، لذا اذا سمحتي لي أريد البقاء
واستقبالها اذا لم يكن لديك مانع!"

"هذا بيتك عزيزتي يمكنك القدوم بأي وقت إذا
أردتي الجلوس معي وانتظارها، سيسعدني فقد
تعبت من الوحدة اما اذا رغبتي بإنتظارها داخل
غرفتها فلا بأس أيضاً"

"لا خالتي أريد الدردشة معك لبعض الوقت فقد
اشتقت لحكياتك والحديث معك"

فرحت بيلا كثيراً لوجود ڤيكي فقد وجدت أخيراً
من تتحدث إليه غير روز، تنتظر بفارغ الصبر ابنتها
التي تجاهلتها تماماً منذ سفرها ولم تتصل بها حتى
بعدما أكد عليها والدها بالتواصل معها دائماً دون إنقطاع.


(من جهةٍ أخرى)



"أوم اتركني عند إحدى محطات الباص وأنا ساتصل
بسائق العائلة، لا أريد أي أحدٍ يتعرف عليكم حتى
حرس القصر!"


"كنت سأقترح عليكِ مسبقاً فمعضمهم يعرفني
بما أنني اليد اليمنى لستيڤن والد موكيش"

"تباً ستكون في ورطةٍ كبيرة إذا لاحظوكما أنتما
بالذات معاً كونا حذرين"


"سأفعل والآن إلى اللقاء يا رفاق صدقاً هذي أجمل
اللحظات التي عشتها برفقتكم، سنتواصل
لاحقاً من أجل تنفيذ خطتنا"

"ساندي عائلتك لا تشك بي لذا سأكون همزة الوصل
بينك وبين هذان الأحمقان إتفقنا؟!"


"دوللي ألا يمكنك حتى أن ألا تحرجيننا ولو أمام
أختي!"


"إخرس أنت بالذات زعيمهم أنا متأكدةٌ بحماقتك
المعهودة ستفسد كل شيءٍ وهذا ما يقلقني كثيراً"



وقتها اقتربت زيلدوڤيا من أوم بغتةً تعانقه وتطبع
قبلةً على خده، تحت دهشته تبتسم له تتحدث قبل
أن تفصل عناقها معه حتى أنها أخذت تقرص
خده كطفلٌ صغير متذمر.




"دوللي لا تظلميه أنا متأكدةٌ سيكون هو المنقذ
والعقل العبقري بيننا لا تنسي رتبته الخطيرة
بيننا، لذا لا تحبطيه أرجوك فهو أملنا بينهم"


"ساندي معها حق دوللي فأووم سيكون في خطرٍ
لإحتكاكه بهم، فقط لندعو له بالتوفيق في مهمته"

هنا مدت دوللي شفتيها بحزن وتأنيب ضمير
لتنقض على الأصغر تحتضنه، وتعتذر له والآخر
يتذمر ويلعن ذاته وبداخله إمتنانٌ كبير لها ولأخته
وكذلك لرفيق دربه بابلو، ودعت زيلدوڤيا الجميع
وعندما تأكدت من إبتعادهم إتصلت بسائق
العائلة كي يأخذها من محطة الباص.

(قصر روتشيلد)



"سيدتي الآنسة الصغيرة وصلت لقد عادت برفقة
السائق!"

"وأخيراً تلك الحمقاء سأنتف لها شعرها كي لا
تتجاهل إتصالاتِ في المرة القادمة!"


"على مهلك ڤيكي دعيها ترتاح أولاً من عناء الرحلة
وتتناول شيئاً بعدها إفعلي معها كما يحلو لك"


"على جثتي خالة بيلا آسفةٌ لما سيحصل لها
بعد قليل"


توقفتا عن الحديث لسماعهما إحتكاك عجلات السيارة
عند بوابة القصر، لتهرع ڤيكي للخارج ما كادت زيلدوڤيا تخطو خطوة خارج مركبتها حتى إنقضت
عليها في عناقٌ خانق كادتا أن تقعا لولا تمسكها
بباب السيارة المفتوحة.



"ڤيكي هل جننتِ؟ ألن تكفي عن حركاتك الصبيانية
تلك، يوماً ما ستسببين لنا بعاهة مستديمة!"



"يا لعينة اشتقت لك أهكذا تتحدثين معي بعد كل
هذا الإنقطاع؟!"


"لا يهم وليس الآن نلتقي غداً ونتحدث أشعر بالتعب
الشديد، روز لا أريد أحداً يزعجني حتى الصباح، أسمعتني؟!"



"سمعتك آنستي حاضر!"



"بنيتي ولكن..!"



"لاحقاً أمي، لاحقاً أرجوك أنا متعبة دعي حديثك
للغد"



اندهشت ڤيكي من تعامل زيلدوڤيا معها لقد تجاهلتها
ودفعتها بخفةٍ تبعدها وتفصل عنها عناقها الذي
لم تبادلها حتى، استاءت كعادتها وكادت أن تلحق
لولا يد بيلا التي قبضت على ذراعها بخفة ما إن
نظرت نحوها أخذت تنفي برأسها بمعنى لا تلحقي
بها.



"خالتي دعيني اذهب وأتفاهم معها لما تعاملنا بهذا
الأسلوب، ارأيتها كيف تجاهلتني هل استكفت من
صداقتي لها؟!"



"لا يا عزيزتي ليس كما تظنين إنها متعبةٌ فقط من
الرحلة، وعندما ترتاح سترين كيف ستعود كسابق
عهدها فقط اصبري واتركيها تعالي معي، لنتناول
شيئاٌ ولتنامي في غرفتي فوالد زيلدوڤيا لم يعد
بعد"



"لا بأس خالتي يمكنني العودة إلى المنزل يبدو أن
وجودي يزعج أحدهم!"


"لا داعي لتضخيم الأمور إنها فقط متعبة وانتِ واكثر
درايةٌ بطبعها الحاد هذا!"




سكتت ڤيكي ورغماً عنها وافقت على عرض بيلا
فبكل الأحوال لا تريد أن تكسر لها خاطراً، من
جهةٍ أخرى في غرفة زيلدوڤيا اقفلت بابها على
نفسها، لتأخذ حاسبوها وتتصل على بابلو تطلب
منه حسابه البنكي ما إن حصلت عليه أرسلت
له مبلغاً من المال.

ليبدؤا بتنفيذ خطتهم ارسلت له التصاميم التي
تتذكرها عن المنزل وكذلك اشترك هو وأوم و دوللي،
بحكم معرفتهم بالمكان وكثرة ترددهم عليه في
حياة ساندي السابقة وأوم أكثر من يحفظ
تفاصيله بسبب وجوده هناك.








يتبع....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي