الفصل الثالث

الفصل الثالث
جيلان دعيني أتنفسك
عاشقة الأذان
بقلم : قرنفلة النيل
حنان محمود

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
= الروح .. التي فقدت شغفها نحو كل شيء كيف تستعيده.
= أتكأت على حائط الألم...أبوح له ما ما بات في قلبي
= يؤرق عيني من جراح الأيام...ألتي أرهقت خافقي
= قرنفلة النيل
= بقلم : حنان محمود
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
= أتعمد الضحك وقلبي موجوع ، قوية لدرجة أنني أضحككك عندما أتكلم عن أسباب حزني
قاومت حتى أصبحت كالغصن الذي لا يستطيع حمل ثقل وردة ..

= جيلان : تحاملت على أعصابها وأنتظرت ولوج أمها وفاروق إلى غرفتهم ،خرجت إلى الحديقة وجلست تفرك في يديها = المتعبتان من كثرة العمل وهى تبكي بقهر وحرقة شديدتين حتى لا تراها أمها وتمرض أكثر ، " كانت عيناها مثبتتان على نقطة في الفضاء وهى وتسترجع ذكرياتها مع من حولوا حياتها إلى جحيم منذ الطفولة وكأنها شريط سينمائي" لحقت بها ليلى وجلست أمام قدميها القرفصاء ومسحت على وجهها و : وهي تبكي وتتوسلها أن تهدأ ، تغلب عليها صمتها گالعادة من شدة الحزن وما آلت عليه حياتها ، فـ همّت "ليلى" تضمها لصدرها وتربت عليها بعطف كي تزيل عنها بعض الأعباء الفكرية التي تسيطر عليها.. فـ استكانت "جيلان" قليلًا ، بعد أن أوجعها صدرها من فرط البكاء والأنين، وشعرت بوخزات تؤلمها مما جعلها تتوقف عن البكاء.. وأستسلمت لدموعها الصامتة تنسال على وجنتيها بغزارة، متشبثة بطرف ثيابها تعصرها بكلتا يديها ، كانت غاضبة جداً حتي أنها قالت أسمعيني يا " ليلى " لم أعد أتحمل العيش في هذا البيت بعد ما حدث هذه الليلة ، فلقد تحملت الكثير فقط من أجل أمي كنت لا أفكر في راتبي الذى يستوليان عليه ولا على أوامرهم وطلباتهم التي لا تنتهي وسخافات هؤلاء العانيسات الثلاثه وأمهم المسماه " قيمت هانم ؛ كل يوم في حياتي ، لم أعد أستطع التحمل أكثر من هذا .
الأم زينب : نادت " جيلان " ليلى " أين أنتما يا بنات ؟
فردتُ عليها نحن هنا يا أمي في الحديقة وسندخل الآن ، ودخلتا ، وذهبت " جيلان" إلي أمها حيث قالت لها الأم لا تحزني يا إبنتي فعمك فاروق سيمنع هذه الزيجة ولن يتخلي عنك .
#جيلان دعيني #أتنفسك
بقلم : #حنان محمود
= جيلان ضيقت عينها وأبتسمت بحزن شديد واضح على صفحة وجهها : أنتي متفائلة جداً يا أمي ولهذا يصعب عليَّ ويحزنني أن أقول لك كل ما ستحاولين فعله مع عمي .." فاروق " لن يجدي نفعاً مع هؤلاء فرجب وفؤاد قد قررا وأنتهي الأمر ، ولا يسعني شيئاً لأفعله أو أقوله الآن سوى أن أقول لك تصبحين على خير وغداً يدبره رب العالمين .
= ودلفت جيلان إلي غرفتها وأستلقت على السرير ونظرت إلى ليلى وأشارت لها بيدها أنها لا تريد الكلام ، وأنقضت الليلة وأستيقظت ليلى من نومها ونظرت إليها وقالت لم تنامي يا أختي ؟ كنت أعرف ذلك ..؛
=جيلان : نعم لم أنم فقد كنت أفكر في حل لكي أخرج من هذه المصيبة المسمى زواج ، ووجدت أن الهرب هو الحل الوحيد
= ليلي : أقسم أنني لا أفهم شيئاً يا أختي !؟
= جيلان أردفت: الهروب ...الهروب يا ليلى من هنا من مارسين كلها في مكان لا أحد يعرفني أو يصل لي فيه .
= ليلي : أختي أتوسل إليك إلا تتركيني هنا معهم خذيني معك إلى أي مكان ستذهبين إليه أرجوك يا أختي الحبيبة .
= جيلان : تمام حبيبتى أنا ذاتا لا أستطيع أن أفرط فيك وأتركك مع هؤلاء البشر ؛ ولكن يوجد شيئ إذا حالفنا الحظ فيه سنهرب عندها ...!
= ليلى : وما هو هذا الشيئ !؟
= جيلان: أن أتصل بقريب لي من ناحية أبي هو ابن عم أبي ويعيش في مدينة "سكاريا " قريباً من أسطنبول ، ولكن لن نستطيع التحرك من هنا إلا بعد أن نقبض معاشنا حتي نستطيع أن نحجز تذاكر السفر إلى هناك .
= ليلى :رائع يا أختي .؛ جيلان ضمت شقيقتها بحنان وقالت : أنت لست شقيقتى فقط بل أنت قطعة من روحي أحبك كثيراً، ليلى ضمتها هي الأخرى وقالت : وأنا أحبك أكثر من نفسي ،
= جيلان: وهي تمسح دموعها.... آه يا فتاة أنسيتيني أن أقوم وأتصل على عمي " إبراهيم " وعلى الفور أخذت الهاتف وأتصلت عليه وبعد أن سلمت عليه قالت : عمي إبراهيم أريد أن أزوركم في نهاية الأسبوع .وبعدها أنهت المكالمة معه ، قامت علي الفور وسألتها ليلي : أنهيتي المكالمة بسرعة شديدة وسكتي هكذا؟ّ لماذا أقال شيئ سيئاً ازعجك !؟
= چيلان : إبتسمت وقالت لا يا عزيزتي لم يقل شيئاً سيئاً ؛ بل على العكس رحب بزيارتنا لهم ؛ ولكني فقط أفكر في أمنا ، فأنا قلقة عليها والشيئ الوحيد الذى أعطاني الجسارة بأن أذهب من دونها هو عمي فاروق ، فأنا أعرف جيداً أنه يحبها ويحسن معاملتها ولن يترك رجب وفؤاد يؤذياها بعد رحلينا من هنا ، ولكن مع هذا سيظل قلبي وعقلي هنا معها إلى أن أستطيع أن آخذها معي إلى هناك .
= في الحياة علينا أحيانا أن نرضى بنصف الأشياء ونمضي قدمًا .. أحيانا لا العمر ولا الجهد يكفينا لنصارع كي تصبح الأشياء كاملة ،ثمّ قد نكون في خضم كل ذلك تغيرنا ولم يعد ذلك ليُقنعنا ..أحيانًا علينا أن نرضى بالكأس منتصفة لأنّنا لا ندرك لمَ هي منتصفة؟ قد يكون هلاكنا في كمالها ..وأحيانا نحن نصارع نصف الحلم كي يكتمل وعندما يكتمل يتغير حلمنا لحلم آخر.. الحياة أحيانًا لا تعطينا سوى الأنصاف وكأنها تريد أن تقول لنا شيئا ...
= وأنا قد ...قد قلت كلمتي الأخيرة ؛ لن أرضى بأنصاف الحلول .
= جيلان توضأت وجلست تترضع إلى الله وتلهج بالدعاء له أن يلهمها الصواب ويقف معها في محنتها ، ‏إن الله لا ينسى من ظلمك ومن أبكاك ومن قهرك فكن على يقين أن الحقوق ستُرد يوماَ .‏إن الله لا ينسى من ظلمك ومن ابكاك ومن قهرك فكن على يقين أن الحقوق ستُرد يوماَ ..
= ودلفت إلى فراشها وغطت في سبات عميق
= جيلان يا آلهي ما هذا الثوب الرائع ..؟؟ يا ترى لمن يكون ..!!
= أذا بصوت دافئ رخيم زلزل أوصالها ودغدغ دواخلها وحاولت الثبات وهى ترسم على وجهها قناع البرود
= وأردفت : ولكني لست معتادة على قبول هدايا من الغرباء.
=هو :ومن قال أني غريب ؟؟ قالها بتحدي وثقه وأستدارت كي ترحل لتصدم حين أمسكها من ذراعها ويخرج لها علبة من القطيفة الزرقاء
= جيلان سحبت يدها من قبضته وأبتعدت خطوتين وهى تنظر له بحظر مرتقب.
= أقترب خطوة بنظرة دافئة لا تخلو من الشغف والوله وهو يحدق بها فأذردرت لعابها بخوف وحذرمن نظرته المتفرسة
= جيلان أخذ صدرها يعلو ويهبط بشدة مع طبول دقات قلبها التي أبت الهدوء ولو قليلا وهى تحدق في هذا الغريب الذي أضطربت مشاعرها وأختلجت دواخلها بقربه الخطر فصاحت : ماذا تريد مني..؟؟
= هو : أريد أرضي ووطني الضائع في غايبك أنا قدرك وقمرك يا شمسي
= فهمت بالحديث ...،فقطع حديثها بقبلة على شفتيها لتتسع عينيها بذهول تام وتوقف جسدها عن الحركة وهى تشعر بيديه تحتضن خصرها النحيف بلطف وأقدامها لم تصل للقاع بسبب قصرها ، شعرت بضربات قلبها تتسارع بسعادة والقشعريرة تسير فى جسدها بخجل شديد ووجنتها زدات أحمرارًا ، أغلقت عيناها بأستسلام وهى تستمع لصوت قلبها المتراقص
= جيلان ... جيلان ...أختي جيلان أستقظي تأخرنا على عملنا ... جيلان أنتفضت مكانها وأخذت تدعك عينها بشدة وهى تلتفت يمنه ويسره لتتأكد أنها كانت في حلم وليس حقيقة وكورت نفسها كجنين وهى تضع أطراف أصابعها على شفاها وأبتسمت بخجل بعد أن كست الحمرة وجهها الطفولي الناعم .
= وبعد ثلاثة أيام حضرت إلى بيتنا جارتنا الشمطاء " قيمت هانم " ومعها بناتها الثلاثة " مثلث العانيسات " مجبورة ومروة و مشكورة " لكي يبثون سمهم وغيرتهم من جيلان ويتشفوا في أمر زيجتها ؛ حيث دخلن عليها من الباب بالزراغيد والتصفيق والرقص ومن ورائهم العريس المشؤوم " الريس منصور" وهو محمل بالهدايا ليجهزوا للأحتفال بيوم الحنة ؛ مما أفقدني صوابي حتي أنني كدت أقتلهم ولكني سيطرت على أعصابي بالقوة ، حتى لا ينكشف ما أخطط له وحاولت مجارتهم بقدر ما استطعت بمساعدة ليلى ، حتي أنقضت الليلة ، ومرت على خير وذهبت إلى النوم لأستريح وأستجمع أفكاري إلى أنبلج الصباح وذهبنا إلى العمل في حقول الكرز وأخذت أجمع الكرز وأنا أنظر إلى الحقول المترامية الأطراف أمامي ورائحة الكرز التي تعبئ المكان والناس الطيبين الذين كبرت وتربيت بينهم فأخذت أنظر إليهم وأملي عيني منهم وكأني أودعهم للمرة الأخيرة فأنا لا أعرف بعدما أهرب من هنا وأترك مارسين متى سأراهم أو أعود إليهم مرة أخري وشردت بفكرها وأخذت تردد في رُكام الذاكرّة ..
= يَرشحُ الألم مُغبراً بالأحزان في رؤوس الناجين مِنَ الحب.أو كما يُقال .
= أصواتُ دعاء ، رائحةُ الخيانة ، صَرخاتُ الموتى ، طعمُ الغدرْ ..
= كُل شيءٍ دُفنِ هناك في القلب ،ما زالَ حياً اليوم .......
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
= جيلان دعيني أتنفسك
= عاشقة الأذان
= حنان محمود
بقلم : قرنفلة النيل
حنان محمود
في الحقيقة تعليقاتكم هيا مقياس النجاح اللي بيشجعني ويدعمني للاستمرار في الكتابة فلا تبخلوا علي بتعليقاتكم ورايكم
الرجاء التصويت بنجمة ورأيكم يهمني...
عمل متابعة فلوووووووووو بليزززززززززز
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي