الفصل الثالث والعشرون

الفصل الثالث العشرون
جيلان دعيني أتنفسك
عاشقة الأذان
بقلم : قرنفلة النيل
حنان محمود
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
= محمد : أهدئي يا أختي فالناس تستيقظ وتقول صباح الخير وليس على القتل
= جميلة : وهل هذا الرجل ترك لي عقل في رأسي يا أخي
= محمد : أولاً أجلسي لأعرفك على ضيوفي ، أنت بالطبع تعرفين حسن وحليمة أما چيلان وليلي فهما يعملان في مزرعة سليم بيه وهما ليستا غريبتين عنا فالريس إبراهيم رئيس العمال يكون عمهما
= جميلة : تشرفت معرفتكم يا عزيزاتي ، ولا تؤاخذاني لأنني أتيت وأيقظتكم بهذه الطريقة المزعجة ولكن أنتم لطيفات وستامحنني صحيح
= چيلان : لا عليك يا أختي جميلة كلنا نمر بظروف سيئة فلا تلومين نفسك يا عزيزتي
جميلة : شكرا يا عزيزتي ، وسامحني يا أخي فأنا ليس لدي أحد سواك كي أفضفض له ما بداخلي
= محمد : لا عليك ياأختي فأنتي لست فقط شقيقتي الكبرى لا بل أنت أمي الثانية التي أحتضنتي على الدوام ولولاكي ما درست ولا عملت عند سليم بيه الذي توسطي لي عنده حتى حصلت على هذا العمل ، أنا مدين لك بالكثير يا أختي ، ولكن ماذا فعل بك سهري ؟
= جميلة : ليلة أمس حضر أبي وأمي إلى بيتنا ومعهم زوج عمتي لزيارتنا عندما سمعوا بمرض زوجي فقمت وأعددت العشاء لهم وقضينا أمسية جيدة وبعد ذلك ذهبوا وبدأ زوجي بتوبيخي وسبي وأتهامي أن زوج عمتي جاء لزيارتي أنا فقط لكي يراني وأستغل مرضه كحجة لكي يأتي ويراني حاولت أن أدافع عنه وأن أثنيه عن ظنه السيئ هذا وأذكره" أن بعض الظن أثم " ولكنه لم يرد أن يسمعني وأستمر في أهانته وسبه فتركته ورحت أرتب المكان وأنظفه لكي أشغل نفسي عن الغضب الذي أشتعل داخلي ولكنه لم يتركني في حالي ومع ذلك دخلت المطبخ أغسل أواني الطعام فدخل ورائي وزاد في حقارته وتطاول أكثر وأخذ يركلني بقدمه وكأنني كرة أمامه يركلها بقدمه بقوة فشعرت بالألم والغضب الشديد وكأن الدماء ستخرج من عروقي فأمسكت الطاسة بكل قوتي ورفعت ذراعي في الهواء وضربته على رأسة قائلة إلى هنا ويكفي ... يكفي أهانة وذل وسب وضرب بعدها وجدته يترنح كالقرد الذي شعر بالزلزال قبل أن يحدث وهذه أول مرة منذ أثنين وعشرون سنة أرى هذا الرجل الظالم يشعر بالخوف مني خصوصاً عندما جثى في الركن ووضع يده على رأسه وهو يردد أبتعدي عني أيتها المجنونة ولا تأذيني عندها أنتهزت الفرصة وقلت له أقسم بالله إذا حاولت أن تضربني مرة أخرى فلن أضربك بالطاسة فقط ...! لا ، بل سأقطعك بالسكين وتركته وجئت إليك يا أخي
= جيلان دعيني أتنفسك
= عاشقة الأذان
= بقلم : قرنفلة النيل
= حنان محمود

= محمد :ضحك وقال : جيد لقد نال ما أستحقه
= چيلان : أصبري يا أختي أنها هكذا الحياة لا تقسو إلا على الضعيف أو الفقير
= جميلة : ما يحزنني يا أخوتي أن حياتي ضاعت مع رجل نذل لا يستحق ولكني لا ألوم سوى أمي التي زوجتني له وأنا عمري ثلاثة عشر سنة لأنه قريبها ولأننا أكراد وحسب عاداتنا القديمة أن نتزوج من بعضنا ، فقد زوجتني أمي له وكان كل أشقائي صغار فأنا الأخت الكبيرة لهم وزوجي كان رجل ظالم جداً لم أرى معه يوم جيد كان دائماً يضربني ويسبي من دون سبب وكان لا يخاف أحد ولم يكن هناك أحد يخاف منه أو يقف له بالمرصاد لمنع أذاه عني وأنا كنت طفلة زوجوها قبل الأوان وبعد ذلك أنجبت أولادي وخرجت للعمل من أجلهم وتحملت معاملة أبوهم السيئة من أجلهم فهو لا يستحي على نفسه عندما يخرج من البيت ولا يترك لي مال لكي أجلب الطعام لأولاده وهو يعرف أنني مريضة بمرض السكر وأحياناً تأتيني الغيبوبة وأنا أعمل على ماكينة الخياطة من أجل كسب المال أجلب الطعام لأولادي وهكذا أعيش حياتي مع " صلاح الدين " وهنا وما أن نطقت أسم زوجها حتى أنفجر الجميع في الضحك حتى هي ضحكت مثلهم وهي تردد نعم مع الأسف أن أسمه " صلاح الدين " والنذل وليس بالبطل .
=چيلان قامت وقالت : أنا أعتذر منك أختي جميلة ولكني يجب أن نذهب الآن إلى العمل فنحن إذا جلسنا في البيت فلن نجد من يصرف علينا ، مضطرين أن نخرج ونواجه الحياة بحلوها ومرها ونحن واثقين في رحمة الله وهي أكبر من الجميع والآن هيا يا بنات لنخرج للعمل فالحياة لا ترحم ولا تقف على أحد ، وبعد ذلك خرج الجميع وذهبوا إلى العمل
= محمد تنحح وأجلى صوته ومال على أذن چيلان وهو يخرج من جيبه بطاقة بنك مصرفية وأردف :
= عزيزتي چيلان هذه البطاقة تركها معي سليم بيه لكي أسلمها لك وأملاها رقمها السري وأكمل ...لك الحرية بسحب أي مبلغ مالي تحتاجينه أو التسوق بها ، لذلك عليك مراجعة نفسك في قرار العمل ، لأن سليم بيه سيغضب عليك غضب شديد إذا علم بخروجك للعمل وأنت على ذمته الآن ....
= چيلان تكدر وجهها وشعرت بنغزة في قلبها ولترضي كرامتها ...قالت /
= أخي محمد بلغ سليم أنني لأن أقبل منه قرش واحد بعد ما حدث فأنا لست جارية ولا أقبل الصدقة من أحد ..وهم محمد بالكلام ولكنها أشارت له ألا يتدخل فيما بينهم ... وأمتثل الأخر لرغبتها...
چيلان دعيني أتنفسك
بقلم قرنفلة النيل : حنان محمود

= وفي هذا الوقت كان سليم ومن معه قد وصلوا إلى أسطنبول إلى المشفى مباشرة فلم يكن سليم يريد أن يضيع الوقت فكل دقيقة محسوبة عنده الآن ، لذلك بمجرد أن دخلت أمه المشفى بدأو في أجراء التحاليل والأشاعات على الفور وتم أستدعاء طبيبها الخاص ، وسليم منذ أن ذهب إلى المشفى بأمه وهو كان في حالة من القلق والخوف وأن يكون قراره بأقناعها بعمل الجراحة ، خطأ من الممكن أن يفقدها إلى الأبد ، وبهذا ظلت الأفكار السيئة لا تفارقه حتي أنفجر باكياً وفريال حاولت تهدئة حتى أنها بكت معه أما صديقه جمال فقد كان وجوده في هذا المكان معه هو ما جعله يعود لرشده ويحاول أن يتماسك حتى يجتاز محنته
= سليم ذهب ودخل الغرفة عند أمه وأطمئن على وضعها وبعد ذلك تركها مع فريال ومريم هانم وطلب من جمال صديقه أن يأخذه إلى أي مكان ليتنفس قليلاً فهو يشعر أن شيئاً قابض على أنفاسه
= سليم : لم أعد بأمكاني البعد عن زوجتي چيلان يا جمال أنا أموت من دونها أريد أن أراها الآن فأنا أحتاج إليها بجاني فهي الحياة للروح والدماء التي تسري في وريدي هي أكثر بكثير مما تصورت أنا ؛ أعشقها ... أعشقها وأحبها حتى الموت وأريد أن أسمع صوتها وأعرف أخبارها فماذا أفعل الآن أخبريني فأنا سأفقد عقلي من شدة تفكيري بها ...
= جمال : أتصل بها يا صديقي وأخبرها بموقفك لكي تفهم الفتاة ما حدث معك ويتوقف هذا الألم والمعاناة التي تعانيها أنت وهي فهى في النهاية زوجتك...
= سليم : يا ليت الأمور بهذه البساطة يا صديقي ! فأنا أيضاً فكرت في هذا الأمر ولكني وجدت أنني سأكون خائن لعهدي الذي قطعه على نفسي لأمي ، على الأقل يجب أن أكون وفيا لها حتى تجتاز هذه الجراحة وتفتح عيناها ، وعندها فقط أستطيع أن أواجهها وأقنعها بچيلان ولكن قبل هذا لا يمكنني يا أخي ... لا يمكنني
= وهناك بين حقول الكرز كانت چيلان تعمل بجد لسكب لقمة العيش وهى تحاول جاهدة أن تدفن ألمها في قلبها الصغير وتكبح بعناء شديد جراحها المفتوحة ورغبتها المستمرة في البكاء .
= أما عن رجب وفؤاد والريس منصور فقد أستأجروا منزل وبدأو العمل في مزرعة " عدنان يافوز " وبدوا في مضايقة چيلان على الفور
= جيلان دعيني أتنفسك
= عاشقة الأذان
= بقلم : قرنفلة النيل
= حنان محمود

= وفي أسطنبول كان قد مر يومين على وجود فريدة هانم في المشفى إلى أن جاء موعد جراحتها وأدخلوها غرفة العمليات وسليم ظل واقف في الخارج يبكي كالطفل الصغير لا يعرف قراره خطأ أو صواب ، جمال أستمر في تهدئته هو وفريال وأمها ولكن أعصابه كانت منهارة جداً وأخذ هاتفه وذهب بعيد عن الجميع حتى أن فريال حاولت أن تلحق به ولكنه طلب منها أن تتركه على أنفراد أفضل له وهى لم تصر عليه أكثر حتى لا تزعجه أكثر مما هو منزعج ، سليم أتصل على الفور بسائقه محمد وسأله على چيلان فقص له كل شيئ منذ ذهبت چيلان ليلة الخطبة حتى وقته هذا ، سليم طلب منه أن يذهب إلى چيلان لكي يكلمها من هاتف محمد لأنه حاول أن يتصل على هاتفها ولكنها لم تجيب عليه ، محمد أخذ السيارة وذهب إلى بيت چيلان وأتصل بها وطلب منها أن تخرج لتكلمه في حديقة منزلها وبالفعل خرجت چيلان وأنتظرت محمد وبدا عليها التوتر حتى وصل وقالت له : خير يا محمد كل شيئ بخير وحليمة بخير إن شاء الله
= محمد : چيلان يا تخافي يا عزيزتي فكل شيئ بخير ولكني هنا فقط من أجل ... وهنا رن هاتفه وقال هذه المكالمة لك أنت ، فأخذت الهاتف ووضعته على أذنها وقالت : ماذا تريد مني يا سليم
= سليم : كنت تعرفين أنه أنا صحيح يا چيلان !؟ تعرفين لماذا ؟ لأني جزء منك ،وأنت جزء من روحي، مهما حاولنا الهروب من هذه الحقيقة
= چيلان : سليم أنت لم تتصل لكي أسمع أكاذيبك وخداعك مرة أخرى ، يكفي من فضلك أنتهى الأمر وأنت بالذات تعرف هذا الكلام خير المعرفة يا بيه
= سليم : چيلان يا وحيدتي أرجوك لا تصدقي أنني محوتك من حياتي بهذه السهولة ... ! لا ،بل أنت حفرت أسمك في قلبي ودفتر حياتي الذي لم ولن يعرف طريق غيرك .
= چيلان : أنا سأغلق الهاتف فلم يعد عندي مقدرة لسماع ترهلاتك أكثر من هذا سليم بكى على الهاتف وأردف :
= جيلان دعيني أتنفسك
= عاشقة الأذان
= بقلم : قرنفلة النيل
= حنان محمود

= صديقني كل ما أردته هو سماع صوتك والأطمئنان عليك لي طلب أخير فقط أرجوك لا تكفي عن حبي لأنني بدون حبك سأموت بالتأكيد وأدعوا لي يا حبيبتي فأنت بريئة ونقية مع الله
= چيلان لم تعد تتحمل أكثر وأعطت الهاتف إلى محمد وجلست تبكي ، سليم طلب من محمد أن يستمر في الأنتباه عليها ولا يتركها تغيب عن ناظره حتى يعود ، أما هي فقد قالت لمحمد لم أعد أفهم شيئ فكلما أقترب مني كلما أبتعد عني ويقول شيئ ويفعل شيئ أخر لا يمكن لأي حب أن يستمر بهذه الطريقة يا محمد لا يمكن أبداً
= ذهبت چيلان إلى المنزل ودخلت غرفتها وتذكرت كلمات سليم عندما قال لها أن أسمها محفور في قلبه ودفتر أيامه الذي أغلقه عليها هي فقط وأمسكت دفتر يومياتها وكتبت " من دفتر أيامي وسجل ذكرياتي معك وجدت أن وراء كل لحظة حب وسعادة وضحكات عشتها معك عشت عمراً فوق عمري أبكي ألالم وأحزان وخيبة أمل مازلت أعانيها إلى الآن وحدي ....؛ ونامت بعد أن بللت دموعها وسادتها ...
= أما عن سليم فظل وقفاً طوال الليل على قدميه ويمشي ذهاباً وأياباً حتى خرجت أمه من غرفتة العمليات ووضعوها في العناية المشددة ، حاول البقاء معها لكن الأطباء منعوه ولم يسمحوا له ، حتى أنهم نصحوهم بالذهاب إلى منزلهم لأن بقائهم في المشفى ليس منه فائدة لأن وضع فريدة مازال دقيقاً وسيظل تحت الملاحظة في العناية المشددة حتى تستعيد وعيها وتسترد عافيتها بالكامل وبما أنها الآن في غيبوبة صناعية فهو لا يستطيع أن يفعل لها شيئ سوى الدعاء
= سليم ذهب إلى منزلة وحاولت فريال أن تذهب معه لكنه رفض بطريقة مهذبة وأستأذنها في البقاء وحده قليلاً ، حتى أنه طلب من جمال أن يذهب إلى منزله أيضاً وبهذا أستطاع سليم أن يجلس مع نفسه وتنهد تنهيدة طويلة من قلبه عندما أخذ ينظر في هاتفه على صور چيلان التي ألتقطها لها عند البحيرة وراح يبكي من شوقه إليها كلما تذكر كلماتها وصدى رنين صوتها الذي يكاد يسمعه في كل مكان ورائحتها الذكية التي لا تفارقه كرائحة الأرض الطيبة وظل على حاله هذا حتى نام وهو يحتضن هاتفه ، إلى أن رن الهاتف وكان المتصل السائق محمد وكان يحدثه عن أشياء في العمل وأيضاً طمئنه على وضع چيلان وأخبره أنها عادت إلى العمل في حقول الكرز وهنا أستشاط غضبا وأخذ يركل بقدمه كل ما يصادفه في الغرفة وشعر بنيران أشتعلت في صدره كلما تخيل أن أحد غيره ينظر إليها وأخذ يعلن من بين أسنانه هذه الظروف التي أضطرته أن يتركها بهذه الطريقة المحزنة لها..وأخذ يردد عيندة ..عنيدة أقسم أنني سوف أكسر رأسك وعنادك هذا ، وأخذ يمسح على شعره بعصبية حتى أنه كاد أن يقتلعه من الجذور ، حتي على صوت فريال الذي ملئ المكان وهي تنادي عليه
= نفخ سليم وأخذ يتأفف بضيق من هذه السمجة الي لا تفوت فرصة وتفرض نفسها عليه.. ، حاول أن يبدوا أمامها طبيعياً
= وأردف: خيرا فريال هل طرأ شيئ جديد في المشفى لأمي ...؟
= فريال : لا حبيبي ولكني فكرت لو أني أمر عليك مبكراً لنتناول الأفطار معاً في الخارج قبل أن نذهب إلى المشفى لنرى أمي فريدة
= سليم : جيد ولكن عليك أن تنتظريني حتى أغتسل وأبدل ملابسي الآن ، وبعد ذلك أخذها وذهبوا إلى مطعم قريب من المشفى وهناك أتصل عليه جمال ليطمئن عليه فأخبره سليم أنه يتناول أفطاره مع فريال وبعد ذلك سيذهب إلى المشفى مباشرة وأتقفا على أن يتقابلا في المشفي بعد ساعة
= جيلان دعيني أتنفسك
= عاشقة الأذان
= بقلم : قرنفلة النيل
= حنان محمود

= وبينما چيلان واقفة تعمل في حقول الكرز وتستنشق عبيق الأرض الطيبة وتستمد منها الأصالة والكرامة والقوة التي تجعلها قاهرة للمتربصين بها طالما صوت الحق دائما يعلو المآذن ويشهد أن الله أكبر ، لن ترى إلا ما كتبه الخالق لها الخلق وأنها ستصبر على من أحبت حتى يأذن الخالق في أمرها وليس المخلوق
= وهكذا بين حقول الكرز وحديقتها وورودها وأزهارها وأشعارها أخر الليل كانت تمضي أوقاتها وهي تنتظر سليم وتطمئن عليه من محمد .....؛

.

= يتبع.....
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
خربشات قرنفلة :
بقلم قرنفلة النيل : حنان محمود

= جيلان دعيني أتنفسك
= عاشقة الأذان
= بقلم : قرنفلة النيل
= حنان محمود
في الحقيقة تعليقاتكم هيا مقياس النجاح اللي بيشجعني ويدعمني للاستمرار في الكتابة فلا تبخلوا علي بتعليقاتكم ورايكم
الرجاء التصويت بنجمة ورأيكم يهمني...
عمل متابعة فلوووووووووو بليززززززز
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي