الفصل 24 احتسب عناق

الغيرة إحدى سمات الحب وأكبر دلائله، فإذا انتابتك الغيرة تجاه أحدهم فاعلم أن روحك معلقةٌ به، حتى لو عاندك العقل وكابر، حتماً القلب لا يمكنه الإنكار.
اصغِ لنابضك، ولكن تروِ لما يمليه عليك حدسك.

انتظر يا رفيق، واعلم أن الغيرة سلاح ذو حدين، فالمحب الغيور لن تَمِل جواره، لكن لا تنسى أنه إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده.

ابْقِ على نارها؛ لتقْضِ على الفتور وتشعل لهيب العشق، ولا تُفرط بغيرتك حتى لا  تُحْرِق من أحببت.
              - - - - - - - - - - - - - - - - -
بعد أن غادر الملك "راكان" أراضي مملكة الجن القمري.

أصبحت الأميرة "يامور" بين حجري رحى، تريد أن تنسحب والآن من حضرة أبيها الملك "طلخان" إلى جناحها.

وبعدها ستغافل البصاصيين، وتذهب إليه، ولكن متى ستنتهي هذه الجلسة، فعلى ما يبدو أن الحديث بينها وبين الملك سيطول.

تقرض على أنيابها غضباً وحنقاً، تقسم بأعظم الأيمان أنها ستأخذ حق قلبها الذي تنهشه وبشراسة أنياب غيرتها عليه أضعافاً مضاعفة.

ولولا أن "راكان" ليس على مقربة منها الآن، لاستمع إلى وعيدها بِاسم هذا الإنسي، وقطعاً سيتطلع على هيئته المحفورة بعقلها ونابضها، إذ وجهت سيل من اللعنات خصته بها.

وذلك بعد أن رأته ولا زال معها بالمقهى يبسط يده، يربت بتضامن على ظهر راحة يد "همس" التي ترتجف ليس خوفاً، ولكن تأثراً بما دار في منزل "تميم".

بينما أميرتنا تصب كامل اهتمامها عليه فلو كان أمامها الآن أو ما إذا كانت الظروف سانحة لتبعتهما إلى هناك؛ كي تسقهما معاً العذاب جرعات.

فكيف يجرؤ ليتلمس يدها حتى ولو كانت لمسة عابرة ؟!

ألم تطالبه بأن يتجنب تلك الشمطاء من وجهة نظرها؟!

"تميم" ولم يكتفِ، بل حدثها بحنوٍ:

-اهدئي "همس"، تلك أول مرة أراكِ بها على هذه الحالة، صغيرتي.

هناك من شهقت بكيدٍ، تتمتم مُعَقِّبة:

-صغيرتك!!
-مهلاً "تميم"، سأجعلها تشيب من هول ما سترى.

بينما اعتدل الملك "طلخان" في جلسته، يستند بمرفق يمينه إلى متكأ كرسي العرش، يسألها بجدية:

-هااااي أنتِ، بم تتمتمين؟!

-ولم تنكسين رأسك؟ أهذا خزيٌّ من أفعالكِ المشينة، أم تخبئين عينيكِ عني كي لا تفتضح أكاذيبكِ؟

بينما عند "تميم" بالمقهى، تحمحمت "همس" مجليةً صوتها حتى لا يتضح له مدى الحزن الذي خيم عليها، تقول بإدعاءٍ:

-يا الله "ميمو"!! ما بها حالتي؟! أنا على خير ما يرام.

زمجرة، تبِعها تعقيباً ساخراً تمتمت به أميرتنا:

-"ميمو"!! نهاركما لن يمر، صبراً.

بينما رفعت بصرها لتقابل نظرات الملك "طلخان" المتفحصة، تجيب بتملق لا قِبَل لها به الآن، فذهنها معهما وبالها مشغول بال "تيمو" خاصتها، أو لِنَقُل "ميمو":

-لا هذا ولا ذاك جلالتك، أخفض رأسي في حضرتك توقيراً واحتراماً.

الملك "طلخان" معقباً بِتهكمٍ:

-وهل من الاحترام خروجكِ خارج محيط القصر، بل خارج حدود المملكة دون إذن؟

"يامور" بتأتأة:

-مولاي، أنا لم.......

بترت عبارتها تزامناً مع حدث في مكانٍ آخر، و "تميم" يقول بمهادنةٍ:

-خلصنا حبيبتي، سنغلق هذا الحوار، ودعينا نتحدث بشأن الاتفاق الذي بيننا ولا عِلْم لي به.

بينما هدر الملك "طلخان" بحدة يمنعها من الاستكمال:

-"ياااااامور"، إياكِ والكذب.

"يامور" وقد أكفهر وجهها، وكسته الحمرة ليس فقط حرجاً بما هدر به والدها الملك "طلخان"، ولكن غضباً مما لقب به غريمتها المزعومة، وهي تقول بنبرة ثائرة:

-حبيبتك!! لا هذا كثير.

عقد الملك جبينه بعدم استيعاب؛ فتلك أول مرة ترفع فيها ابنته صوتها في حضرته، وبعد استدراكه لوقاحتها، اعتقاداً منه أن ما لفظته تواً تعقيباً منها على تعنيفه لها.

صرخ فيها بحدة أكبر عن ذي قبل، وهو يهب من مجلسه بعد أن ضرب على متكأي كرسي العرش بقبضتيه المتكورتين دليلاً على بلوغه أقصى درجات الغضب:

-بالفعل هذا كثير، لقد تعديتِ حدودكِ، ويجب علي تأديبكِ.
-من الآن وصاعداً غير مسموحٌ لكِ بتخطي باب جناحك، وتلك التي تتستر عليكِ ستنال عقابها هي الأخرى.

"يامور" بتعذرٍ، ولا تعرف بما ستبرر موقفها، ولكن جل ما يشغلها الآن ألا تتأذى "تبرق" من تحت رأس أفعالها، لذا أردفت بدفاعٍ سبقته بحججٍ واهية:

-مولاي الملك، التمس عفوك، أنا لا أعلم ما بي هذه الفترة، لقد شعرت بضيقٍ، وأعرف كم المسئوليات التي على عاتقك، فلم أُرِد أن أثقل عليك بمشاكلي التافهة مقارنة بما تتكبده من مشقة لحماية مملكتنا وعشيرتنا.

-لذلك قلت أنه لا ضير من الخروج للتنزه لبعض الوقت ولم أكن أتوقع أن هذا سيجعل جلالتك تغضب مني.

-ولا دخل ل "تبرق" بهذا، لقد غافلتها مرة أخرى.

-على العكس تماماً، هي ملتزمة بأوامر جلالتك، وتهتم بشئون وظيفتها كوصيفتي الخاصة كما أمرت بذلك مولاي الملك.

ضيقت عيني القطة خاصتها تنظر إليه بالتماس، تعتمد على محبة الملك لها ولأختها، حتى لو كان ملك الجن القمري، فبالأخير تنازعه مشاعر الأبوة.

بعد تلك النظرة اللائمة، أطرقت رأسها بحزن مصطنع، وهي ترجوه قائلة:

-سامحني أبي، لن أكرر ما فعلت مرة أخرى.

رق قلب الملك لصغيرته فكلمة أبي لها مفعول السحر، وخاصة من فتاة جميلة مثل "يامور"، بل أكثرهن حُسناً على الإطلاق.

أما عنها حتى وإن كانت في قرارة نفسها تُعلن خطأها، ولكنها ليست نادمة على خروجها لملاقاة "تميمها"، وإن واتتها الفرصة للخروج ستفعلها مرة واثنان وثلاثة.

أردف الملك "طلخان" بعد أن هدأت ثورته، يخاطبها بحنوٍ أبوي:

-اقتربي "يامور".

قالها وهو يعاود الجلوس مرةً أخرى، فدنت إليه باستحياء، تميل مُقبلة ظهر راحته، فملس على خصلات شعرها الحريري.

سألته "يامور" باستعطاف:

-هل سامحتني أبي؟

زفر أنفاسه، وهو يقول بلين:

-أجل سامحتكِ يا قلب أبيكِ.

-أنتما ابنتاي الوحيدتان، وليس لي وريث للملك فلم يمن  الله عليَّ بالذكور، ولكن تلك مشيئته.

-وبعد أن اطمئنيت على شقيقتكِ في كنف الملك "نعمان"، أريد أن أزوجكِ لمن يستحق.

قلبت عينيها بملل، ولا تعلم متى سيكف والدها الملك عن الحديث بهذا الشأن.

لقد طلبها العديد من الخُطَّاب، أقربهم ابن رئيس الديوان لمملكة الجن المائي أثناء عرس شقيقتها، كانت تعرف أنه مخطط من الملك "نعمان" زوج أختها لتوطيد العلاقات بين المملكتين ولو كان لديه أخاً لطلبها إليه.

وكذلك والدها يعلم أن زيجتها من ابن رئيس الديوان صفقة، ولكنه وافق في بادئ الأمر، وما جعله يُعْرِض عن الفكرة كونها رفضت الزواج غير المقنن بسبب ولم يرغب حينها في إجبارها.

لذا ظنت أنه عاود فتح نفس القصة التي ختماها من قبل، فعقبت باعتراض:

-مولاي إنت تعلم أن عرض رئيس الديوان لزواجي من ابنه ليس بدافع الحب أو حتى كونه أِعجب بي مجرد إعجاب، فمن عناه زوج أختي بطلب الزواج لم يحضر الزفاف من الأساس ولم يَرَني.

-حتى أبيه لم يفتح حديثاً بهذا الموضوع، لولا أن بادر زوج أختي بفعلها، وجلالتك تحدثت معي مسبقاً، ونهينا سوياً النقاش فيه بعد أن علمت أن لا رغبة لي في الزواج بهذه الطريقة.

-ما الذي جد لنعاود فتح باب المناقشة بنفس العرض مرةً أخرى؟!

أمسك الملك "طلخان" بيد ابنته، يجبرها على الجلوس إلى جواره، وذلك بعد أن لاحظ تمردها عندما فتح معها الحديث عن الزواج، يحاورها باستمالة:

-اجلسي "يامور".

-أولاً أنا لا أحدثكِ عن عرض الزواج السابق من ابن رئيس الديوان ذاك.

-الذي تقدم هذه المرة لطلب يدكِ ليس بِطامعٍ ولا هو بِحاجةٍ ليطمع.

-فيم سيطمع ؟!فهو إذا تجبر وأراد ضم المملكتين بالقوة سيفعلها، ولا قِبل لكهلٍ مثلي بخوض معركة معه أو ردعه.

- ولا أنا بغافل عن مقدرته لأضع حالي في مجرد مناوشات تدور بيني وبينه، وأنا على يقين بأنني الخاسر.

-فإن فعلتها وعاديته سأكون قد قُدتُ عشيرتي للذل بعد عزة.

-وبدلاً من أن تزفِ إليه أميرة عشيرتكِ في زي عرسٍ، سيأخذكِ سبية، جارية.

-حتى لو طلبتُ العون من نسيبنا الملك "نعمان"، لن يقوَ على التصدي له.

-هذا إذا قبل أن يقدم يد العون.

تُقسِم أنها رأت الدمع يترقرق من مقلتيه يرجوها الموافقة، ولولا عشقها المتيم لآخر لقبِلت دون نقاش فقط إكراماً لأبيها.

لكن ماذا تفعل بقلبٍ تعلقت دقاته بأنفاس أحدهم الدالة على وجوده معها بالحياة؟!

فبعد أن كانت تراقبه امتناناً ورداً للجميل كونه أنقذها من "دهمان" وأتباعه عندما أرسلهم خلفها بعد تهورها وخروجها دون إذن.

وبسقوط خاتم التحصين خاصتها الذي عثر عليه إنسيها، كانت لديهم الفرصة لأسرها، لولا بسالة "تميم".

ولكن بعد سنواتٍ، الامتنان استحال إلى شيءٍ آخر؛ فبدأت تظهر له بأحلامه، وعندما وجدته قد تعلق بها؛ أكثرت من زياراتها له بالمنام.

وريثما تمكنت من الإبتعاد عن القصر اليوم بعد أن غابت عنه دون عمدٍ لثلاثِ ليالٍ.

ثلاثُ ليالٍ، وهي تجتوي حزناً للحالة التي وصل إليها بهجرها الجبري له، وذلك بسببٍ خارجاً عن إرادتها إذ تعنت حرس التحصين المرابطين على حدود المملكة، ولم يسمحوا لها بالخروج دون إذن من ملكهم.

تلك المجموعة الجديدة من الخدام الذين ولاهم الملك "طلخان" مهمة تأمين محيط المملكة وعدم السماح لنفر من العشيرة أو من غيرها الخروج منها أو الدخول إليها، لم تتمكن من كسب ولائهم.

إذ تم تغيير الحرس القديم بعد آخر محاولة ل"دهمان" باجتياز حدود المملكة، كما الحال مع مملكة الجن الضوئي

ولكن لقوة "راكان" استطاع إحضاره خاضعاً وحظره من معاودة فعلته بعد أن مثل أمامه وبالرغم من إنكار "دهمان" ولكن "راكان" كشف كذبه من دناءة أفكاره التي اخترقها.

أميرتنا الآن وُضِعت في خانة اليك، والأدهى انتهاء جلسة "همس" مع "تميمها" بعد أن أخبرته "همس" بكل ما أرادت قوله في منزله وبحضور والده ووالدته، ولكن تسرع عفاف حال دون إفصاحها عما جائت لقوله.

طلبت "همس" من "تميم" المساعدة في محاولة إقناع أبيها بالسفر مع طاقم العمل القائم على هذا الإعلان.

وبالطبع تعهد "تميم" بمساندتها ما دام الأمر في صالحها ولكنه اشترط إمهاله بعض الوقت؛ كي يتأكد من مصداقية هذه الشركة ونزاهة مالكها قبل التحدث مع والدها بالأمر، فأجابته:

-لا مشكلة "ميمو" خذ وقتك، بالطبع يسعدني خوفك وحرصك على صالحي، كما أنهم أخبروني بالمكان لأخذ موافقة مبدأية مني، ولكنهم لم يحددوا موعداً للسفر بعد.

وقبل أن تتم جملتها صدرت عنها شهقةٌ قوية وهما في طريقهما للخروج من المقهى، إذ أنها كانت تحادثه وهي تلتفت إليه بين الحين والآخر.

وفي التفاتة منها تعرقلت قدمها بإحدى المقاعد الخاصة بزائر من زوار المقهى، ونظراً لكعب حذائها العالي، التوى كاحلها واختل توازنها وكادت أن تقع لولا أن أنقذ "ميمو" الموقف وأحاط خصر "همس" بساعده الأيمن.

فرمت بدورها ثقل جسدها إليه إثر الألم الشديد الذي شعرت به بمرفق قدمها، تئن كاتمة أنفاسها حتى لا تصرخ بما أوتيت من عزم، وتصبح محط أنظار رواد المقهى.

قبضت "همس" بكلا راحتيها على ساعده الأيسر في محاولة منها لتتجاوز بضعة الخطوات المتبقية إلى الخارج وبعدها ستستقل سيارتها وستطلب من "تميم" أن يقود السيارة إلى أقرب مشفى، فسياراتيهما على مقربة من المقهى القريب بدوره من منزل عائلة "تميم".

على أية حال هي ليست بحاجة لأن تطلب، فشخص بشهامة ونخوة "تميم" لن يترك مَن ربت معه وعلى يديه في مأزقٍ كهذا ويرحل.

حتى لو كانت أخرى بموقفها، لا تعرفه ولا يعرفها، وطلبت منه أن يقلها إلى المشفى حتماً لن يتوانَ عن ذلك.

حالتها ليست بحاجةٍ لسؤال إذ يبدو عليها الألم الشديد وهي تجاهد لتتوازن.

لذا أسندها يقودها بتمهل ومراعاة الى السيارة، ومن تراقبهما عن بعد اعتبرت إحاطته لخصرها عن غير عمد حضن غير شرعي ولابد من إقامة الحد على كليهما فمن تجاوز سيحاسب.

الأهم الآن أن تنهِ هذه الجلسة مع والدها، وبما أن إصراره هذه المرة على تزويجها من ذلك المجهول بالنسبة إليها حتى الآن لا نقاش فيه، ستراوغه لحين التفكير مع كاتمة أسرارها "تبرق" للوصول إلى حلٍ يُخرجها من هذه الورطة.

بقت المعضلة مَن هو هذا المتجبر الذي يخشاه والدها، لديها شك في ماهيته ولكنها تريد تأكيداً قاطعاً لشكوكها، لذا قالت بمداهنة:

-حسناً مولاي الملك "طلخان"، سأفكر جدياً في عرض الزواج هذا ما دمت ترى أن فيه صالحي وصالح المملكة.

-ولكن على الأقل اعلمني مَن هو المتقدم هذه المرة؟
-وبعد إذن جلالتكم امنحني مهلة للتفكير دون ضغط.

تلك أول مرة تطاوعه ويلين رأسها اليابس في هذا الشأن، لذا لاحت بمقلتي الملك بارقة أمل وهو يجيبها ببشاشة:

-إنه "راكان" ملك عشيرة الجن الضوئي، هو مَن كان ضيفي اليوم، قَطعاً رأيته؟ فلا غبار عليه.

-جن ضوئي بمثابة جيشٍ كاملٍ من البشر، وقوته تضاهي مائةً من جنود عشيرتنا، إذا تركتكِ في كنفه بعد رحيلي عن هذا العالم سأكون مطمئن عليكِ وعلى أخوتكِ أيضاً.

ماجت ضجراً من الحديث بهذا الشأن، ولكن ستستغل استماتته تلك لصالحها.

تتعامل مع هذه المعضلة بتقليل ظنناً منها أنه ربما سيغير رأيه بعد أن تخبره بأنها فكرت ملياً ولكنها لم ترتَح، ولن تُقْدِم على الزواج الآن منه أو من غيره.

وفي أسوء ظنونها إن لم تستطع إقناع والدها بالإقلاع عن التفكير بزواجها من ملك الجن الضوئي، قطعاً ستتمكن من إثناء هذا العتي "راكان" عن فكرة الزواج منها، فالأنثى مهما كان جنسها، بشرية كانت أم من الجان أبداً لن تُغلب.

استكملت "يامور" خطتها الأولية وهي تقول:

-أجل مولاي، لمحته للحظات، ولكن أترى أن هيئته التي تتبدل سبباً كافياً لأوافق على الزواج منه؟!

عقب "طلخان" مستمراً في إقناعها:

-هيئته لا تتبدل تلك هي الشاكلة التي خلقه الله عليها.
-كما أنني اتفق معكِ، يمكنكِ أن تأخذي بعض الوقت للتفكير، وسأبلغه بموافقتكِ المبدئية على عرضه، وأنسق معه موعداً لتجلسا سوياً وتتحادث، وأنا متأكدٌ تماماً أنه سيستطيع إقناعكِ، و.......

قاطعته "يامور" بتسرعٍ ستندم عليه لاحقاً:

-لا أبي، أرجوك لا تخبره بشيءٍ الآن.

ناظرها "طلخان" بشكٍ، متسائلاً:

-لِم ما دامت تنوين التفكير بشكلٍ جدي؟! أم أنكِ تهادنين؟!

"يامور" في محاولة لإصلاح ما أفسدته بتسرعها:

-حاشى لله، افعل ما تراه مناسباً أبي ولكن امهلني يومين كي استرخي وانفرد بذاتي.

-بعد إذن جلالتك سأذهب إلى جزيرتي وكي تكن مطمئنناً سآخذ وصيفتي "تبرق" معي.

-وبعد أن أعود يُمكن لجلالتك ترتيب الموعد.

كل ما يهمها الآن الإبتعاد عن هنا لتصفية حسابها معه، وتُوقف تلك القميئة على حد قولها عند حدها، وبعدها ستتفرغ لهدم عرض المتسلط الآخر "راكان" من أساسه، ولكن صبراً.
 ترى هل ستتمكن أميرة الجن الضوئي من رفض عرض "راكان"؟!

وماذا سيكون رد فعلها بعد ما حدث مع "تميم"؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي