الفصل الثامن

لقد أخبره خالد بأنهم قد انفصلوا منذ عدة أيام.

فسأله الضابط قائلاً:

-  وما سبب ذلك الإنفصال؟

فأجابه بأنه قد أنفصل نتيجة حدوث مشاكل، وهو لن يقدر على الإستمرار في تلك المشاكل.

نظر إليه الضابط وقد شعر بأنه يخفي شيء، وهذا واضح من توتره في الحديث، لما يطل الأمر كثيراً حتى وجدوا الباب يفتح ويدخل إحدى الأفراد ذو المكانه، فقال خالد:

- مهاب حسناً أنك قد قدمت.

فقال له مهاب:

- لا تقلق خالد فلقد علمت ما حدث، وجئت على الفور ثم نظر إلى الظابط الآخر وقال:

- أحمد أن خالد ليس عليه أي أدانة، فلماذا يظل هنا.

  فأجابه بأنه قد أحضره كي يعلم أي شيء عن المجني عليها.

فجلس مهاب وقال موجهاً حديثه لخالد:

- لقد علمت بأن طليقتك قد قامت بسرقة الحقيبة الخاصة بالبضاعة،  وأعتقد أن هذا السبب وراء مقتلها.

فأخبره خالد بأنه بالفعل كان سوف يحدثه ولكنه أنشغل في مشروعه، وسأله كيف علم بما حدث.

فأجابه مهاب بأنه قد وردته مكالمة هاتفية من والدته تخبره بذلك،  نتيجة لمحادثتها شهد وأخبرتها بأن تنقل لي الصورة كاملة لي.

نظر له خالد بتعجب وقال:

- هل قامت شهد بالإتصال بأمي؟

فقال له مهاب:

- أعتقد نعم لأنها كانت تحمل لي رسالة أخرى خاصة بي.

نظر له خالد وقال:

-  هل ظهور شهد في ذلك الوقت وذهابها إلى جاسر؟ كانت نتيجة خوفها علي أما كي تنهي مهمة قد طلبت منها.

صمت مهاب ثم قال:

- ما أعلمه أنها لقد ذهبت نتيجة لوعد قد أخذه والدك منها،  وعندما أيقنت بأنها سوف تذهب بالفعل ولن تتراجع، أخبرتها بتلك المهمة وأعتقد أنها قد بدأت في أول خيط لتلك المهمة.

نظر أحمد وقال متسائلاً:

-  هل تلك المهمة خاصة بنا.

فأجابه مهاب:

-  لا فهي مهمة خاصة بشهد فقط، وأنت تعلم بأنها قادرة على فعلها.

بينما قال خالد:

- كنت أريد أن أخبرك أن  أسماء قد سرقت البضاعة فقط، ولم تسرق المشغولات الخاصة بشهد وأموالها.

نظر له مهاب وقال:

- بل لقد أخبرتني والدتك بأنها قد سرقت الإثنين معاً.

نظر له خالد وقال:

- أن تلك الأشياء الخاصة بشهد معي، فلقد علمت بأنها سوف تحدث مشاداة بين أبي وأمي بخصوصها،  فأخذتها كي أجنبهم تلك المشاداة.

وبالفعل ما فعلته هو الصحيح فلقد حدثت مشاداة بينهما ولقد انفض أمرها، ولكن لا أحد يعلم أنها معي فإنني قد قررت بأن أحتفظ بها حتى تعود شهد وتحصل عليها، ولم أخبر أمي حتى لا يعلم منها أبي شيئاً.

نظر له مهاب وقال:

-  هل ما زال أبيك لم يشعر بالحنان تجاهها.

هز خالد رأسه بالإيجاب.

فقال له مهاب:

-  لا أعلم لماذا يحمل أبيك بداخله كل ذلك الحقد لها؟ فإنه لم يتأثر بأختفائها رغم ما فعلته من أجلكم.

نظر له خالد وقال بندم:

- لقد أشتقت إليها بالفعل،فكنت أشعر تجاهها بكل  خير وحب، ولكنني كنت أخفيه عنها حتى لا تتعالى علي، ولكنني الآن أعلم بأنني كنت مخطئ.

أخبره مهاب بأنه قد شعر بقيمة الشيء ولكن بعد فوات الأوان، بينما قال خالد:

-  بل لقد شعرت به قبل فوات الأوان  وأعلم أن شهد سوف تعود في يوم من الأيام .

نظر مهاب إلى أحمد وقال:

-  هل تريد أن تعلم منه شيئاً قبل أن يرحل.

فأشار له أحمد  بالنفي، فلقد شك في أمر خالد ولكنه قد علم ما يريد من خلال حديثهما، وأنه سوف يخرج بالفعل فلا يوجد عليه دليل للإدانة، ولكن ما يجعله يشعر بالتعجب هو أنه يريد أن يعلم من الجاني.

أخبره خالد بأنه لم يعلم بالفعل، فإنها في آخر أيامها، كانت تتحدث مع أحد ولا يعلم ما هاويته.

بينما حصل جاسر على البضاعة وكان سعيد بذلك، فلقد أقترب الموعد، ولذلك قرر أن يجهز ذاته، ويتأكد من أن تلك الأشياء التي قد جلبها لشهد قد وصلت إليها.

ذهب إلى الجناح فوجدها تنظر إلى ذلك الفستان بإنبهار فقالت له عندما رأته:

-  أنك قد جلبت لي فستاناً باللون الأبيض، مثله مثل وردة الفل، كما أنك قد جلبت جميع مشتملاته بذات اللون، فإنني سوف أشعر بالغرور، لأنني سوف أكون اليوم مثل سندريلا.

نظر لها وقال بسعادة:

- يكفي لي ما أراه في وجهك من السعادة، ولكن عليكي أن ترتدي تلك الملابس بسرعة، لأن الموعد قد أقترب.

تركها جاسر كي يرتدي ملابسه، وكان أدهم قد أنتهى هو الأخر من تجهيزاته، وقرر أن يسبقهم إلى الأسفل  كي يستقل السيارة الخاصة به.

بينما كانت شهد تشعر بالسعادة، فإنها لأول مرة تخرج مع أحد غير والدها وأخيها، فأخذت تنظر إلى ذاتها في المرآة.

وكانت تتعجب من مظهرها فإنها كثير ما ترتدي الملابس الخاصة بالرجال، ولقد نست بالفعل تلك الملابس التي تدل على أنها فتاة.

وما جعلها تشعر كالمسحورة عندما وجدت جاسر يدخل عليها وهو يرتدي بدلة أضفت على وجه الوسامة.

فكان بتلك الملابس أكثر وسامة، وشعرت بالخجل عندما وجدته يحدثها قائلاً :

- هل أبدو ذلك الوسيم الذي تفضلين أن تراه.

نظرت إليه وقالت بأسف:

- لم أقصد أن أجرحك ولكن كنت أريد أن اجعلك تغضب، فإنك بالفعل وسيم ومن يراك يقع في عشقك وسرحت في عينيه، واكملت حديثها قائلة:

- كنت أتمنى أن أراك في ظروف أفضل من ذلك، فكنت لن أتراجع على أن أحصل عليك زوجاً لي.

هنا قال لها:

- ماذا تعني بتلك الظروف؟

هنا فطنت إلى ما تفوهت به فقالت بإحراج:

-  أنني أقصد ما حدث من بداية الزواج، هل كنت تعتقد شيء آخر؟

سرح في عينيها فعلم بأنها قد أخفت شيء، وأن ما كان تقصده غير الذي أفصحت عنه وأن عينيها قد خانتها وأنه أصبح قادر على أن يقرأ تعبير كل شيء.

بينما كانت تنظر له علمت بأنه قد شك في أمرها فلعنة غبائها وقلبها على أنه قد تحكم في عقلها، وأصبحت تابعة له ثم قالت مغيرة الحديث:

-  هل أصبحت ذات مظهر جذاب.

نظر اليها وقال:

-  أنك بالفعل من يراكي يقع في عشقك، ويتمنى أن تكون ملكة له، ولكن يكفي إعجاب كل مننا بالآخر، وعلينا أن نتحرك فإن الموعد قد أوشك بالفعل.

قام بأخذها وكانت كل من يراها يعجب بطلتها حتى وصلت إلى المكان الذي فيه موعد العشاء، وكان آدهم على مقربة من الطاولة، التي يجلس عليها كلا من شهد وجاسر.

ولم يمر وقت كبير حتى حضر هؤلاء الأشخاص، وجاء جاسر كي يستقبلهما، وأخذوا يتناقشون في أمور عديدة حتى قام جاسر بأخراج الحقيبة، التي لم تشاهدها شهد في بدء الأمر.

وقاموا بإعطائها إلى الطرف الآخر الذي قال:

-  لقد أخبرتني بأن البضاعة قد سرقت، فكيف لك أن تحضرها!

فأجابه بأبتسامة تحدي قائلاً :

- أنني الجاسر الذي لا يقدر أحد على أن يقف أمامه وإلا أهلك، كما أنني لا اترك شيء خاص بي مهما كلفني الأمر .

أعجبت شهد بنبرة حديثه ولكنها شعرت بالخيانة من الطرف الآخر فقررت أن تصمت وأن تنتظر.

بينما في ذلك الوقت كان أدهم يشعر بوجود شيء خطأ، فنظرات الطرف الآخر غير مريحة له، وقد شعر بالفعل بالخطر على صديقه وزوجته، ولكن يعلم بأن شهد قد تتحرك ولن تتراجع، مهما كلفها الأمر .

بالفعل بينما كانوا يجلسون شعرت شهد بشيء مسلط نحو جاسر، فقامت على الفور ووقفت أمامه، وما كان ذلك الشيء في ذات اللحظة، ما هو إلا إطلاق لإحدى الرصاصات من مكان ليس بقريب، وأن من يقوم بإطلاق الرصاص ما كان إلا قناصاً ماهر.

كان كل ذلك تحت أنظار أدهم وجاسر الذي صدموا مما رأوه هو سقوط شهد بين يدي جاسر ،وتحول المكان إلى ساحة حرب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي